أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28489 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 07-20-2018, 02:50 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


من أصول الإقتصاد الإحتياط والأخذ من أيام الرخاء لأيام الشدّة

قال تعالى:
{ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ ۞ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ }
[يوسف:47-48].

وفيها من العلم أنّ من الحكمة النبويّة لمن له رعيّة التخطيط للمستقبل بهدف مواجهة المخاطر المُحتملة ، بسبب نقص الواردات أو حدوث أمور جسام ،

وفيه التنبيه أن جانباً كبيراً من الاضطرابات الحاصلة في المجتمعات يكمن في القضايا الاقتصادية.

وعن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:
"السمت الحسن ، والتؤدة , والاقتصاد , جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة "
رواه الترمذي وقال حديث حسن وصححه الألباني،

وفي الآية الإشارة الى ما يعرف اليوم بالخطط الخمسيّة والعشريّة ،
وفيها التنبيه الى تقلب الأحوال وأنّه من سنن الله الكونيٌة.

قال تعالى:
{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس }
[آل عمران:140]

والله أعلم
٥-١١-١٤٣٩هـ

فضل الشكوى إلى الله

قال تعالى:
﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾
[يوسف: ٨٦].
وقال تعالى:
﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾
[المجادلة: ١].

وفيهما من العلم:
أن شكوى العبد إلى الله بثّه أي ما أهمّه وأغمّه وحزنه عبادة من أجل العبادات لما تتضمنه من حسن الظن بالله كما قال زكريا عليه السلام:
﴿وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾،
عَنْ ابن مسعود رضي اله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ:
(أَلَا أُعَلِّمُكَ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاوَزَ الْبَحْرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ؟)
فَقُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
(قُولُوا: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
(فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم)
رواه الطبراني.
وفي الدعاء المشهور عنهﷺ حين أخرجه أهل الطائف:
(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى، ولكن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بى سخطك أو يحل عليَّ غضبك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك)

وبعد قول يعقوب عليه السلام:
﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ﴾ جاءه الفرج والبشارة وقال تعالى:
﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ *فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ *وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ﴾
[الحجر: ٩٧-٩٩].
والله أعلم.

حرر في: 06ـ11ـ1439هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 07-22-2018, 02:26 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


بيان فضل العقيدة السلفية وضلال من خالفها

قال تعالى:
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }
[البقرة:55].

وفيها من العلم التنبيه إلى أن العقيدة السلفيّة تقوم على الإيمان بالغيب، و مبناها على التسليم بما جاء عن الله جلّ جلاله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً، ما عقلناه منها وما لم نعقله ،

فوظيفة العقل تتوقف عند التدبر في آيات الله ، والإشارة إلى ضلال من خالفها في الأسماء والصفات والأخبار الغيبيّة ومسائل الإيمان ،

وفي الآية التنبيه إلى أنّه لا تسامح ولا تهاون في امور العقيدة حيث لم يمهلوا ولم يستتابوا بل عاجلهم الله بالعقوبة وحين عبدوا العجل استتيبوا ،

وقد نبّه شيخ الإسلام رحمه الله إلى أنّ شرك الفلاسفة أقبح من شرك عُبّاد الأصنام لما يتضمنه من القول على الله بغير علم ،

وقال تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
[الأعراف:33]

والله أعلم
٨-١١-١٤٣٩هـ

ضرر أهل البدع على الإسلام وأهله


قال تعالى:
﴿لا يَنهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ لَم يُقاتِلوكُم فِي الدّينِ وَلَم يُخرِجوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَتُقسِطوا إِلَيهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ﴾
[الممتحنة: ٨].

وفيها من العلم:
بيان أنّ مقصود الجهاد في سبيل الله تعالى تحصيل مصلحة التوحيد لله تعالى في العبادة، ودفع فتنة الكفر عن الناس، أو حصرها في صاحبها فلا تتعدى إلى غيره، إذ بذلك تبقى مفسدته على نفسه فلا يضر غيره.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ”من المعلوم أن القتال إنما شرع للضرورة، ولو أن الناس آمنوا بالبرهان والآيات لما أحتيج للقتال، فبيان آيات الإسلام وبراهينه واجبٌ مطلقاً وجوباً أصلياً، وأما الجهاد فمشروع للضرورة”ا.هـ.

[الجواب الصحيح (٢٣٨/١)]

وفي الآية التنبيه إلى أنّ أهل البدع من الخوارج وأشباههم أعظم ضرراً على ألأمّة من الكافر الأصلي الذي لم يقاتل المسلمين، ولم يعاون عليهم، بل أمر الله بالإحسان إليه وبره.
↩وقال -رحمه الله تعالى-: "إن الأصل أن دم الآدمي معصوم لا يقتل إلا بالحق، وليس القتل للكفر من الأمر الذي اتفقت عليه الشرائع ولا العقول”ا.هـ.

[الصارم المسلول (ص١٠٤)].

بينما أمر النبيﷺ بقتال الخوارج لأنهم يحملون السلاح على المسلمين ويستحلون دمائهم ديانة.
↩وقال -رحمه الله-: "الكاذب الظالم إذا علم أنه كاذب ظالم، كان معترفاً بذنبه، معتقداً لتحريم ذلك، فترجى له التوبة.

ويكون اعتقاده التحريم، وخوفه من الله تعالى من الحسنات التي يرجى أن يمحوا الله بها سيئاته.
وأما إذا كذب في الدين معتقداً أن كذبه صدق، وافترى على الله ظاناً أن فريته حق، فهذا أعظم ضرراً وفساداً.

ولهذا كان السلف يقولون:
البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها.
ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج المبتدعين مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم، ونهى عن الخروج على أئمة الظلم، وأمر بالصبر عليهم".

[المجموع (٢”١٣٠/٢٨)].

فتبين أنّ استحلال الدماء عند الخوارج ناتج عن الإبتداع في الدين، قال تعالى: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ فَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِما يَصنَعونَ﴾ [فاطر: ٨].
والله أعلم.

حرر في: 09ـ11ـ1439هـ.
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 07-28-2018, 04:15 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


تفاوت همم الناس

قال تعالى:
{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }
[النساء:134]

وفيها من العلم في بيان تفسيرها قوله ﷺ "مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ " رواه احمد والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني رحمهم الله.

قال ابن كثير رحمه الله:
“ أي يا من ليس همه إلا الدنيا، اعلم أن عند الله ثواب الدنيا والآخرة، وإذا سألته من هذه وهذه أعطاك وأغناك وأقناك ، كما قال تعالى:{ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۞ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ۞ أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }،

وقوله: {فعند اللّه ثواب الدنيا والآخرة} ظاهر في حصول الخير في الدنيا والآخرة، أي بيده هذا وهذا، فلا يقتصر قاصر الهمة على السعي للدنيا فقط، بل لتكن همته سامية إلى نيل المطالب العالية في الدنيا والآخرة، فإن مرجع ذلك كله إلى الذي بيده الضر والنفع، وهو اللّه الذي لا إله إلا هو، الذي قد قسم السعادة والشقاوة بين الناس في الدنيا والآخرة، وعدل بينهم فيما علمه فيهم ممن يستحق هذا، وممن يستحق هذا، ولهذا قال: {وكان اللّه سميعاً بصيراً} “ انتهى.

قال تعالى:
{ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا }
[الإسراء:20].

والله أعلم
١٤-١١-١٤٣٩هـ


الذكر يجبر النقص في العبادات

قال تعالى:
{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا }
[النساء:103].

وفيها من العلم أنّه ينبغي لمن فعل عبادة على وجه فيه قصور أن يتدارك ذلك بذكر الله تعالى ليزول قصوره ، فإنّ هذه الآية جاءت بعد صلاة الخوف ومعلوم مايحصل فيها من النقص بسبب الخوف.

ولعل هذه هي الحكمة من مشروعية الذكر أدبار الصلوات ، كما فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } بأنّه الذكر بعد الصلاة “ رواه البخاري.

والله أعلم
١٣-١١-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 07-30-2018, 12:26 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


بعض الشر أهون من بعض

قال تعالى:
﴿أَمَّا السَّفينَةُ فَكانَت لِمَساكينَ يَعمَلونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعيبَها وَكانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفينَةٍ غَصبًا﴾
[الكهف: ٧٩].

وفيها من العلم:
بيان حكمة الله إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمها ضرراً بارتكاب أخفهما.
وتفيد هذه القاعدة القطعية أنه إذ اجتمعت مفسدتان؛ دفعت العليا بالتزام الدنيا.
فبقاء السفينة معيبة خير من ذهابها بالكلية،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
“وإذا اجتمع محرمان لا يمكن ترك أعظمها إلا بفعل أدناهما، لم يكن فعل الأدنى في هذه الحال محرماً في الحقيقة ... حتى وإن سمى هذا الفعل محرم... ويقال في مثل هذا؛ فعَل محرَّم للمصلحة الراجحة أو للضرورة أو لدفع ما هو حرام“.
[الفتاوى (م20 ص57)]

وقال -رحمه الله-: “ﻭﺃﻳﻦ ﻇﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﻭﻻﺓ اﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻼء اﻟﻜﻔﺎﺭ، ﺑﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻴﻼء ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻨﻪ؟

ﻓﺎﻷﻗﻞ ﻇﻠﻤﺎً ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ﻇﻠﻤﺎً؛ ﻓﺈﻥ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺗﻜﻤﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻤﻔﺎﺳﺪ، ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ اﻹﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ خير اﻟﺨﻴﺮﻳﻦ ﻭﺷﺮ اﻟﺸﺮﻳﻦ، ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺰاﺣﻢ ﺧﻴﺮ اﻟﺨﻴﺮﻳﻦ ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺷﺮ اﻟﺸﺮﻳﻦ.
ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺷﺮ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭاﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﻭاﻟﺨﻮاﺭﺝ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺷﺮ اﻟﻈﺎﻟﻢ“
[منهاج السنة النبوية(ص118، م6)].

وقال -رحمه الله-:
“ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳُﻌﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺚ اﻟﺮﺳﻞ ﻭﺃﻧﺰﻝ اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﻜﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺡ، ﻻ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻔﺴﺎﺩ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺇﺫ ﻻ ﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ“
انتهى.

وروى مسلم عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت:
إن رسول اللهﷺ قال:
(إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع. قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ماصلوا)

قال ابن القيم -رحمه الله- في تعليقه على هذا الحديث:
"إن النبيﷺ شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ماهو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله؛ لا يسوغ إنكاره! وإن كان اللهُ يبغضه، ويمقت أهله.

وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنه أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر.....
ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إضاعة هذا الأصل، وعدم الصبر على منكر، فطلب إزالته؛ فتولد ما هو أكبر منه...
ولهذا لم يأذن في الإنكار على الأمراء باليد لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه، كما وجد سواء".
[إعلام الموقعين عن رب العالمين (ص4 م3)]
والله أعلم.

حرر في: 16ـ11ـ1439هـ.
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 08-01-2018, 05:43 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


توافق الطبائع والأخلاق بين الإنسان والدواب والطير🔸

قال تعالى:
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }
[المائدة:31].

وفيها من العلم أنّ الله أرسل لابن آدم قابيل ما يشاكله من الطير وهو الغراب فهو أحد الفواسق الخمسة،

قال تعالى:
{ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }
[الأنعام:38].

قال ابن القيّم رحمه الله مفسراً الآية:
“ والله سبحانه قد جعل بعض الدواب كسوباً محتالا، وبعضها متوكلا غير محتال، وبعض الحشرات يدخر لنفسه قوت سنته ، وبعضها يتكل على الثقة بأن له في كل يوم قدر كفايته رزقا مضمونا وأمراً مقطوعا، وبعضها لا يعرف ولده البتة وبعض الإناث تكفل ولدها لا تعدوه ، وبعضها تضيع ولدها وتكفل ولد غيرها، وبعضها لا تعرف ولدها إذا استغنى عنها

وبعضها يدخر وبعضها لا تكسب له وبعض الذكور يعول ولده وبعضها لا تزال تعرفه وتعطف عليه. وجعل بعض الحيوانات يتمها من قبل أمهاتها وبعضها يتمها من قبل آبائها وبعضها لا يلتمس الولد، وبعضها يستفرغ الهم في طلبه، وبعضها يعرف الإحسان ويشكره وبعضها ليس ذلك عنده شيئا، وبعضها يؤثر على نفسه

وبعضها إذا ظفر بما يكفي أمة من جنسه لم يدع أحدا يدنوا منه، وبعضها يألف بني آدم ويأنس بهم وبعضها يستوحش منهم وينفر غاية النفار منه، وبعضها لا يأكل إلا الطيب وبعضها لا يأكل ألا الخبائث، وبعضها يجمع بين الأمرين، وبعضها لا يؤذي إلا من بالغ في أذاها وبعضها يؤذي من لا يؤذيها، وبعضهم حقود لا ينسى الإساءة
وبعضها لا يذكرها البتة، وبعضها لا يغضب وبعضها يشتد غضبه فلا يزال يسترضى حتى يرضى، وبعضها عنده علم ومعرفة بأمور دقيقة لا يهتدي إليها أكثر الناس، وبعضها لا معرفة له بشيء من ذلك البتة، وبعضها يستقبح القبيح وينفر منه وبعضها الحسن والقبيح سواء عنده، وبعضها يقبل التعليم بسرعة وبعضها مع الطول وبعضها لا يقبل ذلك بحال"

(شفاء العليل ٧٧).

والله أعلم
١٦-١١-١٤٣٩هـ

غربة الموحدين

قال تعالى:
{ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }
[الحجر:40].

وقال تعالى:
{ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ }
[طه:85]

وقال تعالى:
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}[طه:90].

وفيها من العلم الإشارة إلى غربة الموحدين في الخلق، فقد كان الموحدون الذين ثبتوا مع هارون هم الأقل، والأكثر عبدوا العجل ، فالتوحيد عزيز ، فلا تغتر بالكثرة ، والأغرب أنّهم كانوا على التوحيد.

قال ابن القيّم رحمه الله:
" ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَشْعُرُونَ بدُخُولِ الواقعِ تَحْتَهُ وتَضَمُّنِهِ لَهُ - يعني الشرك المذكور في القرآن -، ويَظُنُّه في نوعٍ وقومٍ قَدْ خَلَوا مِن قبلُ ولم يُعَقِّبُوا وارِثاً، وهذا الَّذي يَحُولُ بينَ القَلْبِ وبينَ فَهْمِ القرآنِ، ولَعَمْرُ اللهِ إنْ كانَ أولئك قد خَلَوا، فقد وَرِثَهُم مَن هو مثلُهُم وشرٌّ منهم ودونَهُم، وتَنَاوُلُ القرآنِ لهم كتَنَاوُلِهِ لأولئك

ولكنَّ الأمرَ كمَا قالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (إنَّما تُنْقَضُ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوةً، إذا نَشَأَ في الإِسْلامِ مَنْ لم يَعْرِفِ الجاهليَّة) وهذا لأنَّهُ إذا لم يَعْرِفِ الجاهليَّةَ والشِّرْكَ، وما دَعَا بهِ القرآنُ وذَمَّهُ، وَقَعَ فيه وأَقَرَّهُ، ودَعَا إليه وصَوَّبَهُ وحَسَّنَهُ

وهو لا يَعْرِفُ أنَّهُ الَّذي كانَ عليهِ الجاهليَّةُ، أو نَظِيرُهُ أو شرٌّ منه أو دونَهُ، فتُنْتَقَضُ بذلك عُرَى الإسلامِ، ويَعُودُ المَعْرُوفُ مُنْكَرًا، والمُنْكَرُ مَعْرُوفًا، والبِدْعَةُ سُنَّةً، والسُّنَّةُ بدعةً، ويَكْفُرُ الرَّجُلُ بمَحْضِ الإيمانِ وتَجْريدِ التَّوحيدِ، ويُبَدَّعُ بتَجْرِيدِ مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومُفَارَقَةِ الأَهْواءِ والبِدَعِ. ومَنْ لَهُ بَصِيرةٌ وقَلْبٌ حَيٌّ يَرَى ذلك عِيانًا، فاللهُ المُسْتَعَانُ "
(المدارج ٣١٥/١ ).

وقال تعالى:
{ فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا }

والله أعلم
١٨-١١-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 08-06-2018, 06:41 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي



أهل السنّة والجماعة متفقون على وجوب التحذير من أهل البدع والمظهرين للفجور

قال تعالى:
﴿الزّانِيَةُ وَالزّاني فَاجلِدوا كُلَّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلدَةٍ وَلا تَأخُذكُم بِهِما رَأفَةٌ في دينِ اللَّهِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَليَشهَد عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ﴾
[النور: ٢].
وقال تعالى:
﴿كَالَّذينَ مِن قَبلِكُم كانوا أَشَدَّ مِنكُم قُوَّةً وَأَكثَرَ أَموالًا وَأَولادًا فَاستَمتَعوا بِخَلاقِهِم فَاستَمتَعتُم بِخَلاقِكُم كَمَا استَمتَعَ الَّذينَ مِن قَبلِكُم بِخَلاقِهِم وَخُضتُم كَالَّذي خاضوا أُولئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ﴾
[التوبة: ٦٩].

وقال تعالى:
﴿إِنَّما يَأمُرُكُم بِالسّوءِ وَالفَحشاءِ وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾
[البقرة: ١٦٩].

وفيها من العلم:
في الآية الأولى التنبيه إلى أنٌ المعصية إذا كانت ظاهرة كانت عقوبتها ظاهرة.
وفي الآية الثانية والثالثة التنبيه إلى أنّ الفساد يكمن في الفجور والإبتداع في الدين.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:
"كان السلف يحذرون من هذين النوعين: من المبتدع في دينه، والفاجر في دنياه".
[الإستقامة (٤٥٥/١)].

وقال -رحمه الله-:
"ولهذا لم يكن للمعلن بالبدع والفجور غيبة، كما روي ذلك عن الحسن البصري، وغيره، لأنه لما أعلن ذلك استحق عقوبة المسلمين له، وأدنى ذلك أن يذم عليه لينزجر، ولو لم يذم ويذكر مافيه بما فيه من الفجور، أو المعصية والبدعة لاغتر به الناس وربما حمل بعضهم أن يرتكب ماهو عليه"
(٢٨٦/١٥).
والله أعلم.

حرر في: 23ـ11ـ1439هـ.
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 08-10-2018, 02:50 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


من سنن الله في خلقه

قال تعالى:
﴿فَكُلًّا أَخَذنا بِذَنبِهِ فَمِنهُم مَن أَرسَلنا عَلَيهِ حاصِبًا وَمِنهُم مَن أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَن خَسَفنا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَن أَغرَقنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظلِمَهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾
[العنكبوت: ٤٠].

وقال تعالى:
﴿وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ وَأَنتُم تُبصِرونَ﴾
[النمل: ٥٤].

وقال تعالى:
﴿أَئِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ وَتَقطَعونَ السَّبيلَ وَتَأتونَ في ناديكُمُ المُنكَرَ ..﴾
[العنكبوت: ٢٩].

وفيها من العلم:
قولﷻ: {وَأَنتُم تُبصِرونَ} أي: يبصر بعضكم بعضا، أي: تجاهروا بالمعصية.
والمجاهرة بالمعصية معصية، لأنه يدل على استحسانها وذلك استخفاف بشرع الله، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول اللهﷺ يقول: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) متفق عليه.

وأخبر النبيﷺ أن المجاهرة بالمعاصي لها عقوبات في الدنيا قبل الآخرة.
روى ابن ماجه في سُننه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال:
أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(يا معشرَ المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتم بهنَّ -وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ-: لم تظهرِ الفاحشة في قوم قطُّ حتى يُعلنوا بها، إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضتْ في أسلافهم الذين مضَوْا، ولم ينقصوا المكيالَ والميزان، إلا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونة وجورِ السلطان عليهم
ولم يَمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطر من السَّماء، ولولا البهائم لم يُمطَرُوا، ولم يَنقضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله، إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعضَ ما في أيديهم، وما لم تحكُم أئمتُهم بكتاب الله ويتخيَّروا مما أَنزل الله، إلا جَعَل الله بأسَهم بينهم)
وصححه الألباني.

وقد أشار القرآن إلى عقوبتها في الدنيا في قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون}َ
[سورة النور: ١٩].
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-:

"نهى الله عن اشاعة الفاحشة بقوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾
[النور: ١٩].

وكذلك أمر بستر الفواحش كما قال النبىﷺ:
(من ابتلى بشئ من هذه القاذورات فليستتر بستر الله فانه من يُبْدِ لنا صفحته نُقِمْ عليه الكتاب)
وقالﷺ:
(كل أمتى معافى الا المجاهرين)

والمجاهرة أن يبيت الرجل على الذنب قد ستره الله فيصبح يتحدث به، فما دام الذنب مستورا فمصيبته على صاحبه خاصة، فاذا اظهر ولم ينكر كان ضرره عاما، فكيف إذا كان فى ظهوره تحريك غيره اليه"

[المجموع (٢١٥/٢٨)].

والله أعلم.
حرر في: 27ـ11ـ1439هـ.
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 08-13-2018, 04:42 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي



ذكر الله في العشر أفضل الأعمال بعد الفرائض

قال تعالى:
{ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }
الحج:28].

وفيها من العلم قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأيام المعلومات أيام العشر ،

وروى البخاري عن ابن عباس مرفوعاً :
“ ما من أيّام العمل الصالح أحب إلى الله فيهنّ من هذه الأيّام يعني عشر ذي الحج قالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء “.

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
“ قال رسول الله ﷺ مامن أيّام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهنّ من هذه الأيّام العشر فأكثروا فيهنّ من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد “.

والسنّة يصدق بعضها بعضاً فقد روى البيهقي عن عبدالله بن عمرو عن النبي ﷺ أنّه كان يقول:
" إنّ لكل شيء صقالة وإن صقالة القلوب ذكر الله ومامن شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع “.

وروى مثله الإمام أحمد عن معاذ بن بن جبل وفيه “ قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لأنّ الله تعالى يقول في كتابه { ولذكر الله أكبر }.

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة وصححه البيهقي والألباني عن أبي الدرداء قال:
قال رسول الله ﷺ:
"ألا أنبئكم بخير أعمالكم عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم قالوا بلى قال : ذكر الله “.

وقال البخاري وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيّام العشر فيكبّران ويكبّر الناس بتكبيرهما “.

والله أعلم
٢-١٢-١٤٣٩هـ
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 08-16-2018, 09:23 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


حماية الله لبلاد الحرمين ودفاعه عنها

قال تعالى:
{ وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
[القصص:57].

وفيها من العلم:
ذكروا فى سبب نزولها ، "أن بعض المشركين أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : يا محمد ، نحن نعلم أنك على الحق ، ولكنا نخشى إن اتبعناك ، وخالفنا العرب، أن يتخطفونا من أرضنا، وإنما نحن أكلة رأس - أي : قليلون لا نستطيع مقاومة العرب “

وقد رد الله - تعالى - على تعللهم هذا بقوله :
أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يجبى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }.

وفي ذلك التنبيه الى فضل رعاية الحرم والقيام عليه، فإذا خولهم الله ما خولهم من الأمن والرزق بحرمة البيت وحدها، وهم كفرة عبدة أصنام ، فكيف بمن قام بذلك وهو على التوحيد ملة إبراهيم ،

وفيه الإشارة إلى قوله تعالى:
{ أولم يروا أنّا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم}الآية ،

وفي قوله تعالى:“ نمكن لهم “ أي نجعلهم مكينين فيه، كما في قوله تعالى:
{ وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرض }

🔺والتمكين يدل على الثبات ، لأن ظرف المكان ثابت على خلاف ظرف الزمان ، فأهل هذه البلاد حكّاماً وشعباً ما داموا هم رعاة الحرم والناس تأتيهم من كل الأنحاء للحج كل عام، فسوف يظل لهم الأمن والرخاء بين الدول قاطبة ،

وحين أتى النبي صلى الله عليه وسلم زمزم، وبنو عبد المطلب يسقون عليها، فقال:
"انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ، فناولوه دلوا منها فشرب منه “
رواه مسلم

وقال تعالى:
{ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }
[الحج:25].

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه في قوله {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} قال:
"لو أن رجلاً أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن لأذاقه الله من العذاب الأليم “
رواه ابن أبي حاتم .

والله أعلم
٥-١٢-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 08-22-2018, 04:59 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي


فضل يوم القر

قال تعالى:
{ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا }
[الفرقان:24].

وفيها من العلم أن الحج يمثل صورة مصغرة لأحوال يوم القيامة فإن الناس يحشرون جميعا يوم القيامة منهم الراكب ومنهم الماشي وهذا يمثله اجتماع الناس بعرفة ثم بعد ذلك يضرب الله الظلمة قبل جهنم والعياذ بالله فيسير الناس بما يعطون من الأنوار وهذا ما تمثله ليلة مزدلفة ولهذا أمروا بالإستغفار.

ثم بعد عبورهم الصراط يجتمعون في عرصات الجنة أي ساحاتها حتى يقتص أهل الإيمان بعضهم من بعض، فيدخلوا الجنة لا غل بينهم وهذا ما يشير إليه قوله تعالى:
{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
[الحج:29]
وذلك في يوم النحر وما فيه من أعمال.

ثم بعد ذلك يستقرون ويستريحون وهذا ما يشير له قوله تعالى:
{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا }

وروى الإمام أحمد و أبو داود وصححه الألباني مرفوعا:
" أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر " ، ويوم القر هو اليوم الحادي عشر سمي بذلك لأن الناس يقرون أي يستقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من أعمال الحج واستراحوا.

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
١١-١٢-١٤٣٨هـ


ترك الواجب من واجبات الحج من غير تفريط لا فدية فيه

قال تعالى:
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
[البقرة:286]

وقال تعالى:
{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }
[الحج:78].

وقال تعالى:
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
[آل عمران:97].

وفيها من العلم أن الإستطاعة لابد منها في جميع الأعمال، وخاصة الحج في أصل وجوبه وفي واجباته ، فالشارع لم يوجب علينا ما لا نقدر عليه بالكلية، وما أوجبه من الواجبات، فعجز عنه العبد، سقط عنه، وإذا قدر على بعضه، وجب عليه ما يقدر عليه، وسقط عنه ما يعجز عنه.

وفرّق الشارع بين الوقوع في المحظورات حال النسيان والجهل، وبين ترك الواجبات حال النسيان والجهل، فالأول يعفى عنه والثاني لا يعفى عنه جبراً للنسك ،

وإن ترك الواجب عجزاً من غير جهل ولا نسيان فلا شيء عليه وذلك انّ الجهل والنسيان فيه شيء من التفريط قال تعالى:
{وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ }
[الكهف:63].

قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" الواجب إذا تركه من غير تفريط فلا دم عليه بخلاف ما إذا تركه ناسيّاً أو جاهلاً "
(المجموع ٢٤٠/٢٦).

فمن ترك واجباً من الواجبات عاجزاً عنه معذوراً شرعاً في تركه، كمن لم يتمكن من المبيت بمزدلفة لازدحام الطريق أو نحو ذلك فإنه لا شيء عليه، أو لم يتمكن من المبيت بمنى لعدم وجود مكان فلا شيء عليه.

قال تعالى:
{ لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
[التوبة:91].

والله أعلم
١١-١٢-١٤٣٩هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.