أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
8245 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2011, 12:24 PM
ابو يوسف ابو يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر(بشار)
المشاركات: 105
افتراضي الخلفية الفكرية لقناة الجزيرة ودورها في تغذية الفتن - للشيخ مختار طيباوي

الخلفية الفكرية لقناة الجزيرة ودورها في تغذية الفتن
للشيخ مختار طيباوي
بسم الله الرحمن الرحيم

الخلفية الفكرية لقناة الجزيرة ودورها في تغذية الفتن
حقيقة قناة " الجزيرة"


الحمد لله وكفى و الصلاة والسلام على رسوله المصطفى.
وبعد؛
استغلال الديمقراطيين والعلمانيين للقطبيين لزعزعة الاستقرار السياسي:
يشكل العلمانيون و الديمقراطيون و القوميون الخصوم الرئيسيين للإسلاميين المتسيسين في غالب الدول الإسلامية باستثناء بعض الحالات ، أين نجد نوعا من التحالف و التمازج بين العلمانيين و الديمقراطيين و المتسيسين يتبلور و تظهر بعض معالمه في العمل الإعلامي للقنوات الفظائية.
ومرجع هذا الشذوذ السياسي واضح،وهو كون هؤلاء يلتقون مع المتسيسين الإسلاميين على هدف واحد ،هو تغيير الأنظمة ، والتحالف مرحليا على زعزعة الاستقرار السياسي داخل الدول الإسلامية بإحداث الشغب ، وتزويد الجماعات المارقة بالعناصر الشابة لإحداث الانفجارات، و المظاهرات وغير ذلك مما شاهدته الدول الإسلامية ، وكل هذه الأحداث يقف وراءها هؤلاء ولو بالتنظير و التهويش.
و لكن كما هو الحال في جميع التجارب التي مرت بالدول الإسلامية يكون هذا التحالف دائما لصالح الديمقراطيين والعلمانيين على حساب الإسلاميين، أي لا يشكل الإسلاميون في هذا التحالف إلا عنصر الفتنة،واليد الضاربة، بينما يقف العلمانيون والديمقراطيون عن بعد يراقبون ويديرون خيوط المؤامرة .
و التحالف في العرف المعاصر ليس معاهدة تعقد سريا ،أو اجتماعا يحدد دور كل واحد ،و إنما هو تحريك الساحة الدعوية، و إدارة الأمور بطريق غير مباشر، أهمها على الإطلاق فتح مجال مراكز الإعلام أمام القطبيين، ليغزوا الدول الإسلامية بخطاباتهم و أفكارهم، و يحركون دفة المجتمع نحو التأليب و العصيان .
لان العلمانيين أدركوا أن الخطاب الإسلامي أقوى، و أقدر على الوصول،و تأدية الغرض من الخطاب العلماني، خاصة في المجتمعات الإسلامية المحافظة ،هكذا حصل في الجزائر حركوا القطبيين من غير أن يشعروا نحو التحزب، و زعزعة النظام، وفتحوا لهم الأبواب، ثم قذفوا بهم داخل معركة خاسرة مسبقا، وحولوهم من معارضين تقيم لهم أوروبا المكاتب السياسية، و تطالب برجوعهم إلى سدة الحكم، لأنهم يمثلون اختيار الشعب، إلى منبوذين في أوروبا معتقلين فيها ، حولوهم من ضحايا إلى جلادين مجرمين.
لأن الديمقراطيين والعلمانيين تقف وراءهم الدول الغربية، أما الإسلاميون فلا يقف من وراءهم إلا جمهور من العوام، لا يعرفون من الدين إلا الهتافات، يستغلهم القطبيون كوقود لحربهم مع الأنظمة السياسية ، وسرعان ما ينقلب العوام عليهم كما هو مشاهد وحاصل.
مما يجب أن يعلمه المسلم أن هؤلاء قد نفذوا داخل وسائل الإعلام ، وعقدوا تحالفا مع الإخوانيين العاملين في هذا المجال، فقناة "الجزيرة" و قناة "اقرأ" و "م.ب.سي" قد أصبحوا من ضيوفها المتكررين ، ولهم حصص أسبوعية يذيعون من خلالها بدعهم ، وفي الأسبوع الفارط { من شهر ماي} كنت قد استمعت إلى فضيلة الشيخ السد لان في حصة " الدين والحياة}، و أعجبت بجوابه ـ جزاه الله خيرا ـ عندما سرد عليه السروري تقريرا أصدرته الوكالة الدولية لمراقبة التسلح ، تعرض فيه مقارنة بين ترسانة الدول العربية وترسانة إسرائيل ،وكان هذا السروري يريد جره إلى فكرهم المتمثل في اتهام الأنظمة في جميع مصائب الأمة ، فأجابه الشيخ بهدوء أن هذه المقابلة بين الترسانتين تفتقد إلى عامل هام، و هو أن إسرائيل دولة واحدة، و العرب مجموعة دول مختلفة و أحيانا متنافرة ،و أن ثلاثة أرباع الدين واجبات بين العبد وربه، و الباقي بين المحكوم والحاكم، فإذا قام العبد بما بينه وبين الله صلحت الأمة ، جزاه الله خيرا .
و قد يستغرب بعض الناس كيف يتحالف القطبيون مع الإخوانيين ، لأنه لا يعرف أن القطبية وليدة الإخوانية، و إحدى شعبها ،و أن الإخوانيين لم يتخلوا عن مشروعهم الثوري أبدا ،و إنما اتخذوا إلى ذلك وسيلة أخرى هي: توظيف غيرهم لجس النبض، وغير ذلك، وحتى تعرف كيف تسرب القطبيون إلى وسائل الإعلام، و التي يديرها أحيانا العلمانيون أو يقفون وراءها، فسأعرض عليك ما يبين حالة قناة " الجزيرة" ،وقس به القنوات الأخرى.
الروافد المغذية للقطبية و الخوارج و الصائلين:
الرافد الإعلامي: دلالات العمل الإعلامي لقناة " الجزيرة"
وفي هذا البحث سنبين :
عدم تخلي التيار الإخواني عن مشروعه الثوري ـ توظيف الأقليات المسلمة في الغرب ـ توظيف الدراسات الجامعية وتسليط الضوء على مباحث التكفير ـ محاولة السيطرة على الهيئات العلمية و الإعلامية من أشرطة ، وكتاب ، ومجلة ،وشبكة الانترنيت.
يشغل بال المسلمين اليوم ، وبالأمس القريب ما يجري في أفغانستان من أحداث مؤلمة هزت العالم الإسلامي ، و ألقت بظلالها عليه ، فانقسم الناس بين مستنكر للحرب ، موافق لحركة الطالبان و شقيقتها القاعدة ، ومستنكر للحرب ، مخالف لحركة الطالبان ، و بين مؤيد للحرب ، معاد لحركة الطالبان ، فالفريق الأول القطبية، والسرورية، و الخوارج، و الصائلون { الصائل هو الذي يخرج على المسلمين من غير تأويل}، و الفريق الثاني السلفية ، أما الفريق الثالث فهم العلمانيون و أتباعهم.
وكل أدلى بدلوه في الموضوع ، كل حسب منهجه و عقيدته ، وتوجهاته، وليست هذه الأحداث الأولى التي هزت العالم الإسلامي ، بل هزته قبل ذلك حرب الخليج الأولى و الثانية ، و أزمة الجزائر بدرجة أقل لأسباب سأعود إليها في موضعها من هذا البحث.
و قد شكلت هذه الأحداث مادة خصبة للعمل الإعلامي، الذي يحاول شد انتباه المتفرج المسلم إليه بتسليط الضوء على جوانب متعددة من هذه الأزمات ، وعليه صارت أزمة الجزائر بالتعبير الصحفي ،وفتنة الجزائر بالتعبير الشرعي،و فتنة أفغانستان مادة للمتاجرة الإعلامية التي حولت فتن المسلمين و أزماتهم ، و أحوالهم المتردية إلى سبق صحفي ، تحاول كل قناة فضائية جذب المتفرج المسلم إلى متابعة برامجها .
وهذا في حد ذاته لا غرابة فيه ، فالعمل الإعلامي يسعى نحو أهداف ، و أبعاد عدة، لا تناقض أبدا إذا التقى فيها الهدف الإعلامي مع الهدف التجاري، ولكن عندما يحاول هذا الإعلام استخدام علماء الدين ، والمفكرين في مضاربة إعلامية تبيع مصير الجزائر ، و أفغانستان والسعودية و باكستان بالعينة ، فهنا مكمن الخطر .
و معلوم أن الإعلام يتغير بتغير المصالح و الظروف، وهو متأثر إلى حد بعيد بالتقلبات السياسية والاجتماعية ،وعليه قد تزعم بعض القنوات كـ" الجزيرة" أنها قناة محايدة ، وتتعامل مع المادة الإعلامية بموضوعية ، وحياد ، وشفافية
،وهدفها نقل الخبر كما هو دون توظيف سياسي أو ديني له ، و قد نجحت إلى حد ما في تمرير هذا الخطاب رغم أنها تنقضه في كل يوم .
و قناة كهذه لا يمكن الحكم عليها من خلال احد برامجها المعروفة ،أو من خلال تغطيتها الإخبارية على مدار الساعة ، ولكن من خلال تحليل شامل لها للاستشفاف الخلفية السياسية و الفكرية التي تقف خلفها، وكيف أنها تتلاعب بالمكان والزمان في اختيار الشخصيات التي تستضيفها لتضليل المتفرج ،و إبعاده عن لمس أية خلفية سياسية و دينية لها ، بل حتى التركيبة البشرية للعاملين بهذه القناة مقصودة ،قد جمعت بين العلماني، و النصراني، و القومي، و الإسلامي ، والملفت للنظر أنهم لا يخدمون قضية واحدة ،أو اتجاه واحد، بل كل واحد يخدم أفكاره و يدعو إليها، فالقوميون و العلمانيون أمثال : فيصل القاسم ، وصاحب حصة أكثر من رأي، و كل النساء يخدمون قضايا علمانية لائكية و قومية بحتة، فيدعون إلى عمل المرأة المهني ، ومزاولتها الأنشطة السياسية ومواكبتها للمرأة الأروبية ، ويثيرون النزعات القومية وغير ذلك ، ومن جهة تجد صاحب حصة بلا حدود إخواني يدعو للإخوانية على علن ،و كذلك صاحب حصة " الشريعة والحياة "، بل رئيس التحرير أحمد الشيخ من الإخوانيين السورين .
و ليتضح الأمر بصورة جلية نلقي نظرة على كيفية تغطيتها لحدثين هامين لأمة الإسلامية : فتنة الجزائر ، والحرب الدائرة في أفغانستان .
فتنة الجزائر:
لم يكن لفتنة الجزائر تواجد في الحيز الإعلامي العربي إلا كأخبار هامشية فرعية ، ولم تخصص أي قناة عربية كبير جهد لطرح فتنة الجزائر أمام المفكرين و العلماء للتحليل و المناقشة والتوجيه.
فمن هذه الجهة لم تتلق الجزائر أي دعم في مواجهة المارقين رغم سقوط العشرات من رجال الإعلام برصاص المارقين ، والذين لم نكن نسمع عنهم إلا عبر وسائل الإعلام الأجنبية أو الجزائرية ،أما غيرهم فهم في طي النسيان ، إلا أن قناة الجزيرة ، وبصورة أقل و أضعف قناة " أم .بي.سي" شذت عن الموضوع ، وعرضت عدة برامج خصصتها للأزمة الجزائرية كحلقات في " الاتجاه المعاكس" و " بلا حدود" و " ضيف وقضية" و " لقاء اليوم" وغير ذلك مع ملاحظة أن هذه البرامج جاءت متأخرة مع قرب القضاء على فلول المارقين ، وانتهاء الجزء الأكبر من الفتنة.
فمن ناحية الكم لم تمثل الساعات القلائل التي خصصت لأزمة الجزائرية حجم الكارثة التي حلت بالجزائر ، والتزم الإعلام الرسمي صمت رهيب، كل ينتظر ما ستسفر عنه الحملات الدموية للمارقين ، وكطبيعة الإعلام العربي الرسمي، الخالي من أي بعد نظر مستقبلي، لم يكترث هذا الإعلام بالفتنة كأنه في مأمن منها!
رغم أن انتصار المارقين كان سيجر المغرب العربي، و المنطقة العربية إلى دوامة عنف لا نهاية لها ، بل كان سيتسبب في استعمار جديد ، و أنا هنا لا أريد البحث في أسباب هذه الفتنة بقدر ما أريد توضيح أن التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة و قناة " أم .بي.سي" كانت أشبه بصب الزيت على النار.
فقناة " الجزيرة" أرادت أن تعالج فتنة الجزائر من خلال رؤية منظري التقتيل و الإجرام كأبي قتادة ، و أبي حمزة ، الذين أباحوا دماء المسلمين على شاشتها، ومعلوم أن هؤلاء يمثلون تيارا أقل ما يقال عنه أنه تيار لا يحمل أي مشروع ،لا ديني، ولا اجتماعي، و لا سياسي، ولا اقتصادي ،و عرض هؤلاء على أنهم أسباب الفتنة في الجزائر ، ثم استضافت التيار الإستئصالي اللائكي، مما زاد الأزمة حدة ، وغذاها بأفواج جديدة من المسلمين إما بالتقتيل من جهة، و إما بالقمع من جهة أخرى، فلم يترك هذا التصادم الذي نظمته قناة الجزيرة أي مجال للتفاهم.
فهذه القناة استضافت من كل الطوائف من يزيد الطين بلة، إلا من وقفوا في وجه التقتيل ونددوا به، و قاوموه، و حاربوه فكريا و إعلاميا ، منذ نشأته كفكر عبر كتبهم، و رسائلهم و أشرطتهم ،فلم تتح لواحد منهم الفرصة لعرض وجهة نظر
الإسلام السمحة المتمثلة في عقيدة أهل السنة في التكفير ، والإمامة ، بل قد حاولت هذه القناة الخبيثة مرارا تشويه هؤلاء ، وإلصاق بهم كل التهم ، فعندما هاجم مارق مسجدا في السودان ، وقتل المصلين فيه من أتباع جماعة "أنصار السنة المحمدية "، وهي جماعة سنية سلمية تهتم بالدعوة إلى السنة والتوحيد ،و تهذيب المسلمين على الأخلاق الإسلامية كما أراد لها مؤسسها الشيخ حامد الفقي ـ رحمه الله ـ قامت الجزيرة عبر برنامج " الشريعة والحياة" باستضافة رأسين من رؤوس الفكر التكفيري وهم : حامد العلي الإماراتي ، وعبد الرحمان عبد الخالق ، وأحد المغاربة يدعي المقريء لتلصق هذا الفكر المتطرف الغالي بالسلفية .
وقد كان منشط هذه الحصة ماهرا ماكرا عندما زيف الحقائق ، وزعم في أسئلته الملتوية أن الكتابات السلفية تصب غالبيتها في خانة التكفير ، وهو يعلم أن ضيوفه هؤلاء من القطبيين التكفيريين بني عمه، ولا علاقة لهم بالسلفية ،ويعرف من يواجههم في الميدان بالقلم والبيان، و انه من أبجديات المعرفة الإخوانية ،أن السلفي لا يرى الخروج على الحكام ،ولا يرى استعمال القوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعدم تكفير المعين إلا بضوابط شديدة ، والعذر بالجهل و غير ذلك ، وهي أصول تتعارض تعارضا تاما مع ما يحمله ضيوفه من فكر ومباديء.
و قد كان هو نفسه طرح سؤالا على الدكتور القرضاوي حول مرتكبي المجزرة بالسودان ،وأجابه الدكتور أنهم من الهجرة والتكفير ، و أن هذه جماعة خرجت من رحم الإخوان المسلمين في السجن الحربي بمصر .
ولكن خلفية هذه القناة الإخوانية ،والتي تتعامل مع التيار الإخواني بشكل صريح ،وواضح تستهدف الحط من التيارات الأخرى ، فكل التعليقات الدينية، و السياسية يستدعى لها أشخاص من هذا التيار سواء كانوا مصرين كالعوا، والهويدي ،ومحمد عمارة ، و القرضاوي، أو كويتين أو إماراتيين، أو قطريين، أو أردنيين ،أو مغاربة .
فالحضور الإخواني على قناة " الجزيرة" حضور قوي يتخذ من التغطية الإخبارية والعمل الإعلامي غطاءا لخلفية إخوانية عريضة ومتشعبة .
أما اختيار شخصيات من خارج هذا التيار فهو للديكور فقط ،أو للحط الإعلامي، إما للإظهار التعددية و الشمولية في تعامل هذه القناة مع الفاعليات السياسية والدينية في الوطن العربي و الإسلامي ، و إما أنها تختار الخصوم الضعاف لتشويه التيارات الأخرى الخصمة للتيار الإخواني ، وهي تيار واحد هو السلفية .
فمنشط حصة " الشريعة والحياة " طرح سؤالا على عبد الرحمان عبد الخالق مفاده أن السلفيين يكفرون في مسائل التوسل، وهو يعلم أن أقطاب التيار السلفي الذين سموا ما يجري بالجزائر بأنه جرائم ترتكب في حق المسلمين ، قد ذموا عبد الرحمان عبد الخالق و بينوا أنه إخواني لم يكن في يوم من الأيام سلفيا، إلا فترة التسرب و التجسس والتلغيم.
هذا أولا .
ثانيا : لا يوجد أي سلفي كفر المتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلما ، ففي أي كتاب قرأ المنشط هذا التكفير ، ؟!
المهم ، ظهر عبد الرحمان عبد الخالق كأنه دمية في يد منشط جاهل بأصول الإسلام ، جاهل بالجماعات الإسلامية ، فيعجب المرء كيف يتطاول جاهل مثل عبد الرحمان عبد الخالق على العلماء، و لم يقدر أن يسيطر على صحفي متعتع، أدخله و أخرجه في متاهات أقل الناس معرفة بالدين يمكنه أن يصده بها ، ألا يعلم عبد الرحمان عبد الخالق أن أكثر الناس كتابة عن التكفير هم الأشاعرة ، و أنهم أكثر الناس ادعاء له بدون دليل ولا سند ، والأشاعرة هم الخلفية الفكرية للإخوان المسلمين ؟
إن الحقيقة الساطعة التي لا يمكن تجاوزها بحال هي أن كل الذين عارضوا المارقين في الجزائر لم تشر إليهم قناة الجزيرة أدنى إشارة ، مع أن الساحة الإسلامية ممتلئة بهم ، وكتبهم منتشرة مشهورة .
إن هذا العمل ينم عن خلفية سياسية دينية إخوانية لها ما بعدها في توجيه العالم الإسلامي إلى مزيد من التوتر و الاضطراب سيظهر جليا في تلاعب هذه القناة مع الأزمة الجديدة: فتنة أفغانستان بما يخدم المصالح المعادية للإسلام خدمة عظيمة.
فتنة أفغانستان:
فتنة أفغانستان فتنة متشعبة ، صورة لفتن العالم الإسلامي المتمثلة في التفرق و التناحر ، وتضارب المصالح ، فتنة تمثل مدى هشاشة المجتمع المسلم ،ووقوعه عرضة لمصالح القوى العالمية و الإقليمية.
فأفغانستان الساحة والحلبة التي تتقاتل فيه القوى العلمية ،أو قل ميدان التدريب لها ، و قد بلغ تدهور الوعي الديني ، وقلة الإحاطة، بمصالح الشعب الأفغاني ، مبلغا زاد من تعقيد هذه الفتنة ، ودفعها إلى الواجهة الدولية بقدوم حركة الطالبان الغالية ، فسدت جميع المنافذ أمام محاولات بعض البلدان الإسلامية الصالحة انتشال أفغانستان من وحل الاقتتال والتشردم.
فهذه الحركة التي أفرزتها المواقع الاستراتيجية لدول المنطقة وحلفائها، نشأت في مدارس دينية غالية، يغطيها الجهل بالسنة و حكمتها ، مدارس منغلقة على نفسها ، لم تدرك من مقاصد الإسلام ، ولم تأخذ منه إلا أحكاما طبقتها بحرفية الخوارج على أمة بينها وبين الإسلام الصحيح هوة عميقة .
فبغض النظر عن المشروع السياسي والاجتماعي الإسلامي الذي تحمله هذه الحركة ، والذي يحسن وصفه بالعدم ـ لأنه في الأخير لن يجلب لأفغانستان إلا العدم والزوال في أفكار، و مخططات غربية تمييعية ، تفقد الشعب الأفغاني صلابة تمسكه بالدين على ما في مفهوم الأفغان للدين من نقائص.
فإن هذه الحركة تعاملت مع السلطة التي انتزعها من فصائل التحالف، ومع العالم الإسلامي ،أقصد الدول الإسلامية التي كانت حريصة على مصلحة الأفغان ، بتخلف ديني رهيب ،جعل المتتبع لخطوات هذه الحركة في إدارة النزاعات بينها وبين العالم يعتبرها عصابة لا غير .
و إن كانت هذه الحركة قد حققت بدموية همجية سيطرتها على معظم التراب الأفغاني ، وبذلك حققت نوعا من الأمن للمناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أنها فرضت على هذه المناطق قمعا شديدا لا يتفق و سماحة الإسلام ، ومعاملته العادلة، خاصة لشعب يعيش في معظمه على التسول ، قد بلغت فيه نسبة الأيتام والأرامل والمعطوبين نسبا عالية.
ومعلوم أن تطبيق حدود السرقة، و تعزيرات التسول على مثل هؤلاء في غير محله ، وقد عطل عمر بن الخطاب حد السرقة في زمن المجاعة ، ذالك أن الحدود شرعت في الإسلام لرحمة العباد، الظالم والمظلوم ، والسمو بهم نحو القيم الإسلامية العالية ، فالشريعة الإسلامية تمثل قمة الدعوة الإسلامية ، وهي بذلك تكون قمة الأداء الأخلاقي و العقائدي للأمة الإسلامية.
فالإسلام ليس شريعة فقط ، و إنما هو عقيدة ، وقيم أخلاقية تتشعب داخل المجتمع المسلم لتشمل جميع جوانب الحياة ، و تأتي الشريعة تناسقا وتجاوبا مع العقيدة والأخلاق.
إن الشريعة الإسلامية التي اكتملت في المدينة النبوية بوفاته صلى الله عليه وسلم لم تكتمل في مجتمع مشتت الأوصال، تتجاذبه مذاهب عقدية وفقهية متناحرة ،مع تخلف في جميع جوانب الحياة ،والافتقاد إلى أدنى مقومات المجتمع الإسلامي المترابط والمتماسك ،إنما جاءت كحوصلة لمجتمع أفراده انصهروا في بوتقة عقدية و أخلاقية واحدة ، يحملون نفس المباديء، و يتعاطون وسائل تقع داخل منهج واحد، وفق أصول معروفة ومحددة شرعا.
إن الشريعة الإسلامية التي اكتملت عند ا لصحابة جاءت لتتوج الإيمان، و التوحيد،و القيم الأخلاقية العالية التي وصل إليها الصحابة، ولم تأت لتركب على ركام من الجهل، و الشرك و البدع.
إنها بعكس ما يعتقده الناس لم تأت لقمع الزناة ،والسراق ، والمرابين، والمفسدين من أجل القمع ، إنها جاءت لتحميهم من هذه الآفات ، وتحافظ على سلامة عقولهم ، وأنفسهم في الدنيا والآخرة ، وبطريق أخرى دفع المجتمع إلى العمل الهادف لتحقيق العدل والمساواة بين أفراد الأمة ـ وتحقيق الأمن في جميع أشكاله ، ولكنها جاءت قبل ذلك لتكون منهج حياة لمسلم عابد لربه، موقن بآخر ته .
و إذا صح التعبير فإن الشريعة عمامة على رأس مسلم موحد متخلق بقيم القرآن ، وليست سوطا في يد مسلم ابتعد عن منهج الأنبياء في التوحيد و الأخلاق ، ولم يحقق أوليات العبادة ، بل قد ترك ـ لأسباب عديدة ـ ما يحقق به أركان الإسلام، بله واجباته و مستحباته.
و إذا نقول هذا، فهذا لا يعني تعطيل المجتمع عن أحكام الشريعة ، ولكن رحمة العباد والرفق بهم، و التدرج بهم في سبل الخير ،و قيام الدولة بوجباتها اتجاههم، بتحقيق لهم حقوقهم التي كفلها لهم الإسلام، كذلك هو من شريعة الله ، فالشريعة الإسلامية باتفاق الفقهاء ليست الحدود فقط ،أو الجباية و الإمامة، و إنما هي كل لا يتجزأ ، بل حرص الدولة على تقرير التوحيد ، ومحاربة الشرك والبدع من أهم أركان الحاكمية، ثم بعد ذلك رد الحقوق إلي أصحابها، و التكفل بالمسلمين بتقسيم المداخل قسمة عادلة، ثم تأتي الحدود لدرء الشر، و صيانة المجتمع من الآفات و المفاسد.
لقد خرج الأنبياء من وسط مجتمعاتهم، وحملوا لأممهم عقيدة و قيما قبل أن يحملوا إليهم شريعة يديرونها بها،إن دعوة الأنبياء كتب لها أن تنتشر وتبقى لأنها دعوة حملتها الشعوب و اقتنعت بها ، لأنها دعوة حملها الفلاح، والصانع، و التاجر، و البسيط قبل أن يحملها المثقفون و الوجهاء.
إن دعوة نبينا عليه الصلاة والسلام حملتها أمة واحدة في كتابها ونبيها وربها ، واحدة في منهجها،في جهادها ، وفي أخلاقها ،أمة تقاتل صفا واحدا مرصوصا ،وتسالم صفا واحدا مرصوصا، ليس فيها قسم يتجه غربا و قسم يتجه شرقا.
قسم يوالي هؤلاء، و قسم يعاديهم.
إن محاولة تطبيق أحكام الشريعة السمحة بالرجوع إلى العنف، و القوة على أمة لم تعد بعد إلى عقيدة نبيها و سنته ،أمة لم تلتزم بوصية نبيها في الاجتماع وعدم التفرق ، امة لم تحمل الشريعة في قلبها لهو غبن لهذه الأمة ، وعامل جديد و إضافي في تفرقتها وتشتيتها و تضييع لطاقاتها.
و أي منظور لتحكيم الشريعة يأخذ هذا الشكل، و لا يرتكز على منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، هو منظور خاطيء، يحصر الإسلام كدين في إحدى جزئيا ته أو أقسامه، و يغفل عما هو أهم من ذلك بكثير، وهو تحقيق الإيمان بالله ورسوله .
إن أي حركة إسلامية لا تعتمد الدعوة إلى الله ، ونشر تعاليم الإسلام بالكلمة الطيبة ، والحوار الهاديء ، والتعامل مع المجتمع وفق الوسائل الشرعية المتاحة ،لن يكتب لها النجاح ، وهذا الواقع أمامنا أكبر شاهد ودليل على إخفاق الجماعات الإسلامية في كل محاولاتها بدون استثناء ، في باكستان منذ الأربعينات ، وفي مصر ، والجزائر ، و سوريا ، و الأردن وغير ذلك ، الدعوة الوحيدة التي نجحت في التاريخ الإسلامي بعد دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم هي دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله، التي جاءت امتدادا لدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وهي دعوة معروفة بمبادئها و أسباب نجاحها.
فليس الإسلام حزبا سياسيا يتنافس على سلطة شكلية مع أحزاب علمانية أو قومية ، ليس الإسلام مشروعا حزبيا لحملة انتخابية ،وليس الإسلام كذلك حقائب وزارية في حكومات متعددة .
إنه عقيدة يتعايش بها المسلمون ، وعلى أساسها يبنون مواقفهم الداخلية والخارجية ، إنه قيم أخلاقية مستمدة من الكتاب والسنة، تدير المجتمع وتوجه علاقاته المتشابكة.
إنه انضباط بالأوامر والنواهي على مستوى الأفراد قبل الجماعات ، إنه باختصار شديد دين مع ما تحمله كلمة دين من معاني عميقة و شمولية جامعة ، لا تحتاج إلى مزايدات المتسيسين و تلاعبات المتسلطين.
إننا بحاجة إلى إعادة النظر في منهجنا ، و أصولنا الدعوية ، و أساليبنا في التعامل مع المجتمع المسلم ، وعرضها على الكتاب والسنة بإخلاص للاستخلاص المنهج الأمثل، و الطريق الأقوم المتمثل في طريق ومنهج السلف الصالح.
إن كل انتكاسة تصيبنا ، وكل هزيمة تلحق بنا ، وكل تعثر يواجهنا هو محض ما جنته أيدينا، ليس له سبب إلا انحرافنا عن الصراط المستقيم.
نعم التجديد يبدأ دائما بالتعثر ، لان الإنسان يولد ساذج، فكذلك صحوته تلد ساذجة ثم بتعامله مع الأحداث بالرجوع إلى مشارب ثقافته و مبادئه الأصيلة يصحح المسار، و يقوّم السبيل حتى يدرك غايته.
إن الإسلام كان في غاية الوضوح عندما و عدنا بالنصر إن نحن نصرناه، فما بالنا لا ننتصر؟ ، لا شك أن ما نعتقده نصرا للإسلام ما هو في الحقيقة إلا خذلان له ، فإن مجال العودة بالمسلمين إلى دينهم كما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يحتكم و تقيمه النوايا الطيبة ، بل هو منوط ، و مقيد إلى حد دقيق بمدى موافقة مقاصده، والسعي لتحقيقها دون زيادة فيها أو انتقاص منها.
إن أي محاولة للإصلاح لا تستمد من الكتاب والسنة كما فهمه السلف الصالح، كتب عليها الفشل حتما ، وستئد محاولات أخرى، إلى أن يعود المسلمون إلى الطريقة الصحيحة ، هذا قضاء لا رد له ، ولا ممسك له .
إن طرح شريعة و قيم وعقيدة ذات أبعاد ملية ، على واقع و إطار قومي تتحكم فيه حدود إدارية رسمها الاستعمار الغربي، وفرضها واقعا على الأمة الإسلامية ، لهو عائق غليظ أمام هذه المباديء.
إن أول تعاليم الإسلام التي سارت في العرب الجاهليين وهم امة متناحرة، هي تحييد العنصر القومي ،و اعتباره من أعظم مخلفات المجتمع الجاهلي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالجاهلي.
إن الهوية الوحيدة للمسلم في كتاب الله ، وفي سنة رسوله هي لا إله إلا الله ، و إن أي اعتبار لهويات أخرى جاهلية تعود إلى الجغرافيا والانتماء القبلي الجنسي هي جاهلية نتنة تنقض عرى الإسلام ، وتقف في وجه امتداد العقيدة الإسلامية و المشروع الإسلامي.
إن القومية المنضبطة بالانتماء القبلي و الجنسي و الجغرافي، المضبوط بحدود إدارية لم ينزل الله بها من سلطان، تفرق الأمة الواحدة إلى أمم متناقضة مختلفة القلوب و التوجهات.
ولكن في نفس الوقت فإن أي تغافل عن هذا الواقع ، والتعامل معه بشكل صحيح سيكون محاولة يائسة لا ترتكز على أية أرضية صلبة، للانطلاق بخطى مدروسة وفعالة .
و عليه ، فإن الدعوة الوحيدة التي حققت هذه الضوابط ،هي الدعوة السلفية لأنها الدعوة الوحيدة التي لا يعيقها الانتماء القبلي و الجغرافي ، ولا تقف أمامها الحدود الإدارية، لأنها دعوة إلى التوحيد، و التوحيد هو ملة الإسلام ، فأي دعوة تحزبت أو تسيست فإنها قد ضيقت على نفسها داخل البعد القومي و الجغرافي، ولذلك تجد بين المتحزبين اختلافات كثيرة، و كل فرقة منهم في بلد على رأي يخصها، بينما السلفية دعوة واحدة في سائر العالم ، لا تريد إصلاح مجتمع معين، بل يتعدى ذلك جميع المجتمعات، فهي الدعوة الشاملة علىالحقيقة و في الواقع.
إننا في هذه المرحلة على الخصوص بحاجة إلى علماء ملة لا إلى علماء دولة ، إلى إصلاحات في الملة لا إلى إصلاحات في الدولة ، إلى عقيدة الملة الإسلامية، لا إلى عقيدة الدولة الإسلامية .
وعندما تقع حركة الطالبان في فتنة حادة ، تتشابك فيها خيوط متعددة ، ويتقاسم فيها الأدوار أطراف عديدة خارج حدود دولة أفغانستان ، فإن أبعاد هذه الأزمة تصبح أبعاد ملة لا أبعاد دولة بعينها.
وعندما تحاول حركة الطالبان، و التي تمثل مثالا حيا لوصول جماعة ثورية مارقة إلى سدة الحكم ـ حل هذه الأزمة داخل الأبعاد القومية القبلية وحدها ، وهي أزمة ملية ، فإن تعاملها مع هذه الأزمة لن يكون إلا انتكاسة مفجعة للملة،أي لكل المسلمين، وليس لدولة أفغانستان وحدها.
فعندما تتأثر جميع الدول الإسلامية بتداعيات هذه الأزمة ، وتؤثر على مداخل و مكامن هذه الدول ، يهتز المجتمع المسلم داخل هذه الدول ويهدد بالانفجار، فإن الأزمة تكون ملية لا محالة .
إن تلاعب حركة الطالبان بعناصر الأزمة تلاعبا غبيا، عندما اعتزلت عن سائر المسلمين ، ولم تشركهم في حل هذه الأزمة ، ولم تقبل بواسطتهم يشكل نموذجا للجماعات الإسلامية التي يجب علينا اجتنابها ، لأنه نموذج يمثل فهما خاطئا و ساذجا للدين الإسلامي.
فعندما تزعم حركة الطالبان أنها عرضت قضية بن لادن على 1200 عالم و فقيه، وفي رواية لهم 5000 عالم أفغاني ، فإنها تضع بذلك أزمة ملية في إناء قومي ـ على فرض أن لدى الأفغان 5000عالم ، أما و انه بات معلوما أن العالم الإسلامي لا يحوي على 20رجلا يستحق هذا الاسم ، فإن هذا تلاعب بمصير شعب مسلم هو جزء من جسد واحد .
إن هذه الإشكالية ، وهي تطبيق الشريعة الإسلامية ، وهي شريعة ملية بمنظور قومي قبلي سيولد مزيدا من الأزمات في العالم الإسلامي، لأن المطالبة بتحكيم الشريعة عند مثل هذه الجماعات لم يعد طلبا لعودة الإسلام كدين، و لكن وسيلة للتسلط و الحكم في رقاب الناس ، فهذه الجماعات أظهرت أنها إذا وصلت لم تطبق شيئا من الشريعة بمفهوم الشريعة الشامل و الكامل .
إنه كان من السهل و المريح لحركة الطالبان أن تعرض الأزمة على العلماء المسلمين في جميع الدول الإسلامية السنية لينظروا في قضية بن لادن ، وبذلك تجتنب هذه الحركة تبعات هذه الأزمة التاريخية و الدينية ، وتكون بذلك قد أسهمت الأمة في حلها ، وخرجت من عزلتها.
ولكنها حركة تحمل فهما قاصرا لمقاصد الإسلام ، أضرت به من حيث أرادت نصرته وما ستجنيه لا يخفى على احد.
و بانتهاء هذه الحركة و دخولها التاريخ كحدث انتهى ، ستخف معاناة الشعب الأفغاني و الأمة الإسلامية ولو إلى حين.
و إذا اتضحت هذه ا لصورة والرؤية، اتضحت التغطية الإعلامية التي قامت بها قناة الجزيرة لهذا الحدث .
والحقيقة تغطية الجزيرة لهذه الأزمة لا تخلو من إيجابيات عديدة ، منها تدويل القضية الأفغانية ، و إدخالها في قلب كل مسلم لينشغل بها و بتبعاتها، وهذا عامل قوي في بعث مفهوم الأمة الإسلامية ، وتنمية شعور الانتماء إليها وتقويته.
ثانيا : قد قللت من أضرار هذه الحملة الغربية على أفغانستان بفضح المآسي الإنسانية ، وكشفها للعالم، ولولا ذلك لكانت الحرب تأخذ مسارا آخر أكثر همجية ، وفتكا بالشعب الأفغاني.
و لكن هل فعلت ذلك بقصد وعمد و تخطيط ،أما هذه نتيجة لم تردها ولم تتحكم فيها، فهي أمر لازم لطموحها الإعلامي لدخول أكبر عدد من البيوت ؟
أما في مقابل هذه الإيجابيات ، فقد أضرت بحركة الطالبان عندما عرضت أشرطة بن لادن، التي أفقدت الأفغان قوة الشعور بأنهم ضحية ظلم طالهم من الغرب المسيحي.
ذاك أن قيام هذا الرجل بنسبة الأحداث في أمريكا إلى المسلمين ، وتوعد الغرب بالمزيد منها أفقد المسلمين قوة موقفهم اتجاه هذه الحرب ، ولم تعد حجة عرض الأدلة على إدانته بها قوية و ملحة، كما كانت في البداية الأولى للأزمة.
و افتقار المسلمين كعلماء ومفكرين و ساسة إلى هذا العنصر، مع ما تتعرض له دولهم من ضغوط تفقدها كثيرا من مصالحها مع الغرب ، سيجعل موقفهم صعبا ، ويحدد من مجال مناورتهم لحل هذه الأزمة في أقرب الأوقات و بأقل التكاليف.
و قد تعذرت القناة بالحيادية ، و العمل الإعلامي الموضوعي ، وعرض الرأي الآخر ، وهي بهذا تتناقض مع ما تدعيه من خدمة القضايا العربية والإسلامية.
ذلك أن الموضوعية تقتضي عدم عرض ما يضر بالمسلمين حكومات وشعوبا، والموضوعية قد تكون و صفا لشكل الحدث أو لمضمونه.
فإظهار بن لادن حيا يرزق موضوعية في الشكل ، أما إيصال خطابه لملايين المسلمين وغالبيتهم من العوام الذين يجهلون مصالح بلدانهم ودينهم ليس من الموضوعية في الشيء ، لأنه لا يعدو إثارة العوام ودفعهم داخل مشكل أبعاده تتجاوزهم بكثير.
إن الموضوعية في العمل الإعلامي أن يخدم قضايا الأمة المصيرية ، ويجنبها أية أضرار تلحق بها كأمة ودول.
فالتذرع بالموضوعية في ضرر كهذا ليس سوى تعمية إعلامية لتورط كبير ضد مصالح الأمة الإسلامية، لأن عرض ما يزيد في محنة المسلمين ، ويطيل أمدها يصب حتما في خدمة مصالح الغرب و أعداء الإسلام.
و مثل هذا الأمر لا يفعله إلا علماني يريد إضعاف الجماعات الإسلامية، و تعريتها من أية مصداقية و فعالية ، وهذا العلماني هو المدير الحقيقي لقناة الجزيرة ،أما العناصر الإسلامية التي تقف في واجهة القناة فهي أحد أطراف المؤامرة ضد الدين ، لا أقصد أنهم يتعمدون ذلك فهذا لم يظهر لي ولا أعتقده ، ولكن يعلم السني أن كل مبتدع فقد أعان أعداء الدين ببدعته، وكما استعمل أعداء الدين في القديم الفلاسفة و المتكلمين لضرب جوهر الدين، يستعمل العلمانيون اليوم الجماعات الإسلامية المبتدعة،والمنحرفة عن منهج النبوة لضرب الدين في الصميم ،واليوم منبر العالم هو التلفزيون.
إن المنافع التي يجنيها الإخوانيون، و القطبيون من قناة الجزيرة لا تعدو قشورا بالنظر إلى ما يجنيه العلمانيون منهم.
إن المعالجة القومية لقضايا ملية، أو ذات أبعاد ملية هو احد إفرازات الفهم الخاطيء للدين لدى هذه الحركة ، التي فصلت بين الأحكام والمقاصد منها ، بين فروع الشريعة و أصولها الكلية ، وتبنت خطابا إسلاميا في ثوب قومي بشتوني ، وبالتالي تجاوزتها الأحداث في امتدادها الملي .
فعندما قررت هذه الحركة نسف تمثالي بوذا في بنيام، لم تنضبط بالغاية، ولا بالوسيلة أو بما يخدم الغاية ،و لا يجعل من الوسيلة غاية في حد ذاتها.
فهذه القضية قومية لأن تماثيل بوذا تقع في أفغانستان ،فهي قومية بالجغرافيا فقط ،ولكنها ملية نظرا لامتدادها على الملة برمتها.
فإذا كان تحطيم هذه التماثيل محاولة من الحركة لفك عزلتها التي ضربها العالم عليها ، وفرض منطقها على هذا العالم بإثارته واستفزازه، لأنه رفض التعامل مع هذه الحركة .
ومهما غطت حركة الطالبان هذا العمل بالتعليلات الدينية ، وهي مقبولة إلى حد ما، فإن كشفها هذا العمل للعالم، وتسليط الكاميرات عليه، ودعوة الصحفيين للحضور ينم عن الخلفية التي ذكرناها ، وهو أن تحطيم هذه التماثيل ماهو إلا وسيلة لفك العزلة لا علاقة لها بالدين و العقيدة.
فالغاية فتح حوار الصم مع العالم دون قبول أي جدال!
و إن كان العمل في حد ذاته لا يتعارض مع الإسلام بشكل قاطع ، أي أن المسلم الموحد يتفهمه ويفرح لإزالة أية صورة أو مظهر من مظاهر الشرك بالله ،ولو كانت مجرد صورة.
و لكن عندما لا تراعى الكيفية بحيث لا نثير حساسيات الشعوب ، والدول التي لديها أقليات مسلمة تأثرت مباشرة بسلبيات هذا الفعل فأحرقت المصاحف ، ودمرت المساجد ، خاصة في الدول البوذية ، وهي دول كبيرة ، ولها وزنها في المنطقة والعالم ، يكون هذا الفعل قد تجاوز أرضية القومية إلى أبعاده الملية .
أي إن حركة الطالبان تتصرف دون إعارة مصالح الأمة الإسلامية أي اهتمام ، بل لا تبالي بما يصيب الأمة من ويلات أفعالها ، وهذه طريقتها في التعامل مع الإشكالات المطروحة عليها ، وهو نفس الأسلوب الذي تعاملت به مع قضية بن لادن.
بل يمكن القول أن رعايتها لمثل هؤلاء الأشخاص ،مع ما يتسببون فيه من دمار، وزعزعة لاستقرار البلدان الإسلامية ، يؤكد الاعتقاد بأنها حركة مارقة لا تحمل أي مشروع إسلامي بناء وهادف .
حتى التماثيل التي حطمتها بشكل إشهاري كبير، فقد ذكر ابن القيم في "إغاثة اللهفان" أن الصحابة لما فتحوا هذا الإقليم أخذوا عليها الجزية و تركوها، ولم يتعارض ذلك أبدا مع عقيدة الصحابة وفهمهم للدين ، وهذا ينزع عن حركة الطالبان الحجة الدينية .
وعليه فالتغطية الإعلامية التي تقوم بها قناة الجزيرة لا تخدم مصالح الشعب الأفغاني ومصالح الأمة الإسلامية .
إن القاعدة الأولى لخدمة قضايا العرب و المسلمين ،و التي تفتقد إليها قناة الجزيرة أو تتجاهلها هي أن للشفافية حدا ، و أن الشفافية المطلقة مذهب عدمي أو مذهب فوضوي.
لأن أي صورة تعرض على الشاشة، ولا بد أن تخدم غاية تتجاوز بكثير الحقيقة التي تنقلها الصورة في حد ذاتها.
إن الصورة تمثل الواقع الجزئي، و الحقيقة النسبية التي لا يمكن عزلها عن باقي الواقع، و عن باقي الحقائق المرتبطة بها ، فالصورة و إن مثلت الحقيقة الموجودة ،وهي منظر لشيء ما ، فيجب أن ينتقل بها الإعلام الذي يريد خدمة قضايا العرب والمسلمين إلى الحقيقة المقصودة، وهي آمال و أهداف الأمة الإسلامية .
فإذن لا وجود لصورة طليقة من كل قيد ، ولا وجود لشفافية إعلامية من أجل الشفافية ، لأنها قضية تتسم بالدور ، والدور يدل حتما على عدم الغاية، و عدم الحكمة، وعدم الهدف.
و عليه تظهر سذاجة بعض الناس عندما يستغربون كيف لا تعرض أمريكا الصور التي يبثها التلفزيون في الدول الإسلامية والعربية عن أفغانستان وفلسطين، على شعبها، و هي تزعم حرية الإعلام و الديمقراطية !
لقد صدق هؤلاء كذب الغرب،و لم يدركوا انه يصّدر لهم ما يضرهم ولا ينفعهم ، فلينظروا كيف يتعامل مع يخدم مصلحته فقط، و إن تعارضت مع جميع الأعراف الدولية والإنسانية والدينية .
و بهذا تعرف أن أولئك الذين يظنون أن معركتنا مع اليهود والغرب معركة إعلامية، فهم يحلمون و سريعا ما سيقولون: إن معركتنا معهم معركة فنون، لأن الذي يفقد مقومات شخصيته يفقد مقومات قوته يوم كان قويا،
إن الإسلام لا يجد مشكلة أو حرجا في الشفافية الإعلامية ، لأنه دين يتعارض و السرية التي تتعارض مع أولى مبادئه المتمثلة في شمولية الخطاب للعالم.
ولكنه في نفس الوقت يضع على الشفافية قيودا أخلاقية ، وعقدية حتى تهدف هذه الشفافية إلى غايات سامية ، و لأنه لا يوجد مجتمع جميع أفراده علماء ومفكرين يتعاملون مع الشفافية بالإيجاب ، فإن هذه الشفافية التي تدعيها قناة الجزيرة فلسفة نابعة عن فكر عدمي إلحادي.
فهل من الشفافية عرض صور الخلاعة في العالم بحجة أنها موجودة،و لان الشفافية لا تعني بحال معالجة المشكل، كما أن التستر إعلاميا لا يعني عدم معالجته، ولكن تحديث الناس بما يفهمون ويعقلون هو الشفافية في إطارها البشري الممكن.
فحتى العلمانية في كتابات كانط تضع القيود على النشاطات المختلفة في المجتمع ، لان الحرية المطلقة الطليقة من كل قيد أخلاقي و عقائدي تتنافى و مبدأ المسؤولية عنده .
إن الإسلام يضع قاعدة صلبة تضبط التعامل بين الطبقة المثقفة في المجتمع الإسلامي و بين باقي طبقاته من العوام والأطفال و الطلبة، هي قاعدة حدثوا الناس بما يفهمون ، والفهم هنا لا يقصد منه فهم اللفظ ومعنى الكلمة ، و إنما يقصد منه الفهم الذي يوصل رسالة الخطاب إلى المسلم دون أن يشوه هذه الرسالة، أو يترك الخطاب يبدو منه ما يشين إلى هذه الرسالة، وهو سوء الفهم.
وحسب علمي العمل الإعلامي عمل تقوم به الطبقة المثقفة العالمة التي يجب أن تدرك هذا الأساس ، و أي تنازل عن هذا المبدأ الهام سيكون مدعاة لمزيد من التعثر للأمة الإسلامية ، وعامل يزيد في الشرخ بين واقع الأمة وهدفها ، بين الحقيقة الموجودة والحقيقة المقصودة.
لست أشك أن الذين يقعون في خلفية قناة الجزيرة ، ويديرون خيوطها قد أدركوا أمورا بالغة الأهمية ، يعسر على كثير من الناس إدراكها، وهي أهمية الإعلام الشفاف لان الشفافية في عرف الناس صنو الموضوعية، وهذا من أعظم ما يصطاد به الناس ، ولكن نحن نقول، لا علاقة للشفافية بالموضوعية إلا من حيث الشكل فقط، و كذلك نقول : الموضوعية المطلقة الحيادية ،موضوعية من لا هدف له.
فلا شك أن هؤلاء قد أدركوا أبعاد الصراع بين الإسلام و أعدائه، ،و لشك أنهم كذلك قد اكتسبوا حرفية في التعامل مع الصورة بالتعليق الجيد مما هو من أكبر مكاسبهم في هذا المجال.
و لست أشك آخرا أن من أدرك أبعاد العمل الإعلامي، ولابد أن يتسم بمرونة عقلية تجعله يتجاوب مع ضرورة تطوير أداة عمله، و تصحيح منهجيته بما يخدم أساسا الهدف الذي رسمه لنفسه، وهو الوقوف أمام قنوات كالجزيرة، تمثل اليد العلمانية داخل المجتمع المسلم.
و عليه فهذه دعوة للقنوات الأخرى، خاصة في المملكة لفتح أبوابها لمن هم الفاعلون الحقيقيون في الساحة الإسلامية ليديروها، ولسوف تخطو حينئذ خطوات أبعد من كونها الآن وسيلة تلهية للمتفرج بالأفلام و المسرحيات و الغناء.
وعليه، لو فتحت هذه القنوات أبوابها لمن هم الفاعلون الحقيقيون في الساحة الإسلامية ، فلسوف تخطو خطوة أبعد من خطوة التحكم التقني لآلات لا تؤدي أي رسالة هادفة.
إن المتتبع لمسار التيار الإخواني منذ نشأته، و إلى حد اليوم ينتهي إلى نتيجة دامغة وهي أن المشروع الإسلامي لهذا التيار لم تتغير ملاحمه و محاوره الرئيسة ، وهي اثنتان:
1 ـ الهدف: المشروع السياسي ، وهو العمل للوصول إلى السلطة .
2 ـ الوسيلة: التلويح بالصراع مع الصهيونية العالمية .
فهذان الموضوعان يشكلان جوهر العمل في التيار الإخواني.
و بفعل الصدام مع السلطات، وتعثر هذا التيار في الحصول على شرعية دستورية حزبية ،داخل الساحة السياسية التقليدية في العالم الإسلامي، فقد الإخوان ما يمثل جوهر دعوتهم ،وهو الدعوة للإسلام بأركانه قبل فروعه.
و نتيجة لهذه الصدامات و المواجهات مع السلطة و المجتمع، تنازل الإخوان عن هذا الجوهر ، وتقلصت دعوتهم في العمل السياسي بجميع أشكاله ، وانتحال الصراع مع الصهيونية ، واعتباره من مقومات العمل الإسلامي، ولذلك اتخذوا من قضية فلسطين قضية جوهرية في تحليلهم لأوضاع العالم ، وملابسات السياسة الدولية ، و سلطوا الضوء علىا لصهيونية ، بشكل قاد العالم الإسلامي في معظمه إلى مخالفة القرآن و الواقع باعتقاده أن الصهيونية تقود العالم في الخفاء ، وتوجه دفة أية قوة في العالم.
و بذلك أخطئوا الاتجاه فلم يتجهوا إلى البناء الثقافي والعلمي للجماعات الإسلامية ، و أقصد بهذا نشر العقيدة الصحيحة، وتعميم السنة في المجتمع المسلم، ولذلك اكتفوا بإبراز صور الهدم و الجاهلية المقيدة في هذه المجتمعات.
و بالتالي فقدوا أي تواجد فعلي على الميدان ، بخلاف الجماعات الإسلامية الأخرى ،وما يحصلون عليه من أصوات انتخابية ، تحصل عليه بقية الأحزاب نتيجة لعمل سياسي عادي لا علاقة له بالإسلام إطلاقا.
وهنا يجب الاستفسار عن منهج الإخوان في ضوء هذه الانتكاسة التي لازمتهم منذ وفاة حسن البنا، هل تخلى الإخوان عن العمل الثوري الحركي، ولو إلى حين؟
وهل رضوا بأن يكون الإسلام الذي يدعون لعودته، حقيبة وزارية ، أو بعض المقاعد في المجالس الشعبية؟
وهل دخول البرلمان والجلوس على موائد الحكومات العلمانية و القومية يسد حاجاتهم السياسية وتطلعاتهم الدينية ؟
إن الإشكال الذي كونته قناة " الجزيرة" في الآونة الأخيرة يظهر أن التيار الإخواني لم يفقد أو يتخل عن مشروعه الثوري، ولكنه اليوم يتبنى العمل غير المباشر ، ويحاول تجميع كل العوامل المساعدة ، والأسباب المولدة للمسار الثوري لدى الجماعات الأخرى ، واستثمارها لتحقيق بعض أهدافه.
فترى الإخوان في الخليج يجتمعون بالقوميين و العلمانيين و يعقدون المؤتمرات و الندوات ، وكذلك في مصر و الجزائر و المغرب ،و اليوم يراهنون على التيار القطبي و لذلك يدفعون به في واجهة الأحداث ، ويقدمون له الإشهار على القنوات الفضائية مجانا.
ولذلك كذلك لم يترك هذا التيار بقعة في العالم الإسلامي تعاني من توتر إلا رحل إليها بأفكاره ، محاولا المساهمة بالأسلوب غير المباشر في تثمينها لصالح قضيته الجوهرية " الصراع في فلسطين".
فالتيار الإخواني ومعه القطبي يظنان أنه بمجرد حلها سيقفزون إلى سدة الحكم ، بفضل ما ستخلفه هذه القضية من تداعيات إيجابية في المجتمعات الإسلامية .
فيجب التفريق بين القضية الفلسطينية كقضية إسلامية محضة ، و بين قضية أصبح يستخدمها اليوم ، المسيحي الفلسطيني و العربي ، و الشيوعي ، و الإخواني كزاوية لعرض أفكاره، و استقطاب الناس إليه.
نعم قضية فلسطين قضية إسلامية ، ولكنها مثلها مثل باقي الأراضي الإسلامية المحتلة في العالم في سبتة وملية ، والفلبين و البوسنة والشيشان وغيرها ، فلا يجب الاعتقاد أنه بتحرير أرض فلسطين سنتنهي مشاكل المسلمين ، ويعود الإسلام بقوة إلى حياتهم، وعليه فمشكل الأمة الرئيسي ليست قضية فلسطين و لكن قضية التوحيد و السنة ، فرجوع التوحيد والسنة ترجع معه كل القضايا الصحيحة والصالحة ، وعدم رجوعهما يبقي فلسطين وغيرها كما هي الآن .
و عليه فإن التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة للأحداث الجارية في أفغانستان ، لم تكن سوى تهييجا لحركة الطالبان، ودفعها نحو المواجهة العسكرية مع الغرب حطبا لنار أوقدت في فلسطين.
فما معنى أن تركز هذه القناة على إمكانيات الطالبان القتالية ، وتضخيمها ، و تذكر بتاريخ الأفغان مع الإنجليز و الروس ، و أن التضاريس الأرضية و المناخ سيكونان لصالح الطالبان ،و تستدعي بعض الجنرالات المتقاعدين الذين هم أشبه بمخرج مسرحية، ليؤكد هذه الاحتمالات و يتوعد الأمريكان بهزيمة شنعاء.؟
إن النافذة التي فتحتها قناة الجزيرة لحركة الطالبان لتخاطب العالم سياسيا و ثقافيا ، وهي حركة تفتقد لأدنى أبجديات الخطاب السياسي و الدبلوماسي ، لم يكن سوى محاولة من هذه القناة إظهار عيوب هذه الحركة، و أنها مهد الإرهاب الذي يجب التخلص منه بأي ثمن ، وبمثل هذا الخطاب و التركيز على أشرطة بن لادن استدرجت الغرب بأكمله إلى ضرب أفغانستان، إذ الحجة الوحيدة التي كانت في يد الدول الإسلامية ـ التي كانت تحاول تفادي هذه الحرب ـ سقطت بعرض الجزيرة لأشرطة بن لادن و أتباعه.
إن التغطية الإعلامية التي قامت بها قناة الجزيرة منذ سنة 1997 ، وعلاقتها المشبوهة و المتشعبة مع تنظيم القاعدة تدل بوضوح على أن الطالبان استعملوا ككبش فداء في القضية الفلسطينية ، أو في المشروع الإعلامي لقناة الجزيرة ، ومن ورائها التيار الإخواني.
و لما أدرك الغرب اتجاه الأحداث إلى ربط أفغانستان بفلسطين بحبل الإرهاب ،و أن جهات كثيرة في العالم تريد ربط ما جرى في الولايات المتحدة ، وما يجري في أفغانستان بمعاناة الشعب الفلسطيني ، سارع إلى صد ذلك بخطابات مسؤوليه، وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة الذي أطلقها صراحة، بأنه لا علاقة للإرهاب بقضية فلسطين ، سارعت قناة الجزيرة لترد عليه بشريطين: أحدهما لبن لادن ينتقد منظمة الأمم المتحدة ، ويلصق بها جميع محن المسلمين ، وعلى ر أسها فلسطين، كأن المسلمين يعتقدون في هذه المنظمة ، وكأن بن لادن همه الوحيد هذه المنظمة.
و قد نشرت القناة هذا الشريط بيومين أو ثلاثة قبل انعقاد الجمعية العامة، كأنها تستفز هذه المنظمة ليكون رد فعلها بتكذيبه إيجابيا بالتحرك نحو إيجاد حل للقضية الفلسطينية .
ثم يخطب بوش خطابا آخر فتخرج لنا قناة الجزيرة شريطا أخر ، هذه المرة لأيمن الظواهري يتحول فيه من داعية لمشروع إسلامي أو جماعة إسلامية، إلى صحافي أو محلل سياسي يراقب كل ما يجري في الكواليس كأنه في واشنطن أو باريس ، يزعم أن أحداث سبتمبر نتيجة الظلم الذي وقع على فلسطين.
و يعلم الناس أن خطابات هذه الجماعات ، خاصة جماعة بن لادن، و الظواهري قبل هذه الأحداث كانت تخلو من هذه الدعوة ، وكانت خطابات مكفرة للأنظمة الإسلامية ، تريد إسقاطها و الاستيلاء على الحكم ، اتخذت من تواجد الأجانب في الخليج واجهة سياسية أو قالبا سياسيا لإمرار خطابها ، فإذا بها تتحول إلى ناصر للقضية الفلسطينية، ولم يسبق لها أن رفعت إصبعا في سبيل ذلك، ولم تقتل إسرائيليا واحدا .؟!
و مما يؤكد دور قناة الجزيرة في التضحية بحركة الطالبان من أجل السيطرة على الساحة الإعلامية أولا ، ومن أجل خدمة إشهارهم للقضية الفلسطينية، و ليس للقضية الفلسطينية في حد ذاتها:
اعتقد كثير من الناس وهم يتابعون المظاهرات التي نظمتها الجماعات الإسلامية في باكستان احتجاجا على المساعدات العسكرية و السياسية التي تقدمها باكستان إلى أمريكا أن عملية قلب النظام في هذا البلد قد أصبحت وشيكة ،و إن هي إلا أيام قلائل وتستولي هذه الجماعات على السلطةّ!
وظن الناس أن العصيان المدني سيشل كل البلد، ويدخلها في صرا عات لا نهاية لها،بل قد بلغت سياسة التهييج التي تتبعها قناة الجزيرة حدا أن سأل صحفيها أحد قادات الجماعة الإسلامية عن الخطوات التي ستتخذها جماعته إن لم تجد التظاهرات في الشوراع تجاوبا من النظام الباكستاني.
و معلوم أن هذا السؤال واضح المرمى، يدفع نحو الصدام مع السلطات في باكستان.
إن التغطية الإعلامية لهذه المظاهرات، صورت الحبة كأنها قبة ، وفي الحقيقة لم تشمل هذه المظاهرات إلا شريط ضيق من المناطق الحدودية مع أفغانستان،وهي منطقة البشتون: بيشاور و كويتا ، أما باقي المناطق فلم تشهد مثل هذه التظاهرات، خاصة إقليم السند، وعاصمته لاهور ،وهو إقليم فيه تنظيمات إسلامية أو جماعات تختلف في توجهاتها مع الجماعات البشتونية ،بل قد وجد في مناطق البشتون جماعات إسلامية مناهضة لحركة الطالبان ، لم تسلط عليها قناة الجزيرة مصابيح كاميراتها؟
و العجيب انه بمجرد سقوط مدينة مزار الشريف الأفغانية تذكرت الجزيرة أن لأفغانستان رئيسا مخلوعا،و أخذت استجوابات قادات التحالف تتهاطل على قناة الجزيرة ، تحضيرا لأرضية التعامل المستقبلي مع الحاكم الجديد في أفغانستان ولو كان مبتدعا شيعيا.
لقد زورت قناة الجزيرة الحقيقة ، عندما أقنعت الطالبان أولا، و المشاهدين ثانيا أن الذين انتصروا على بريطانيا وروسيا سينتصرون على أمريكا ،وهي تعلم الفوارق الجوهرية ،في هذا القياس الفاسد ،و أن المعطيات جد متغيرة إلى درجة كبيرة جدا.
توظيف الأقليات المسلمة في الغرب:
تركز قناة الجزيرة على الأقليات المسلمة في الغرب، وخصوصا المتواجدة ببريطانيا و أمريكا ، كون الجماعات الإسلامية والعربية بهذين البلدين تنشط سياسيا أكثر من غيرها،و تحاول قناة الجزيرة دفع هذه الجماعات إلى تشكيل لوبي عربي و إسلامي يستثمر عمله السياسي لدعم قضية فلسطين ،ولكن الاتجاه الذي تدفع قناة الجزيرة نحوه هذه الجماعات اتجاه يصب في مسار التيار الإخواني وفكره العالمي المزعوم.
و تحرك قناة الجزيرة خيوط هذه الجماعات بمناورات غالبيتها دينية ، وتوظف لذلك الدكتور القرضاوي، الذي تخرجه في وقت وتخفيه في آخر ،و يتجلى ذلك من خلال طبيعة الموضوعات التي تثيرها هذه القناة للنقاش.
و في أزمة أفغانستان سلطت القناة الضوء على مشاركة الجنود الأمريكيين المسلمين في الحرب ، ونظمت لذلك جلسة حوارية في برنامج أولى حروب القرن من واشنطن ، تركز الحديث فيها عن موقف الجاليات الإسلامية من هذا الموضوع، وكيف أبدت استعدادها لقبول قتال المسلمين في الجيش الأمريكي ، وتقديم الولاء إلى وطن البطون على حساب الدين ، و قتال المسلمين تحت راية كافرة صليبية ، بكيفية تهدم الدين كلية ،ودعمت ذلك بفتوى الدكتور القرضاوي الذي أباح للمسلم أن يتعاون مع الكافر لقتل المسلم البريء، و أباح للمسلم موالاة الكفار ومعاداة المسلمين ، مما هو بالإجماع ردة،دون أن يذكر أي سند شرعي لفتواه هذه ،حرصا في زعمه على مصلحة المسلمين في هذا البلد، و باسم المصالح المعارضة لعقيدة التوحيد يجيز هذا الرجل كل شيء.
وحتى لا يظهر بهذه الفتوى المخزية اختفى لمدة أسابيع حتى لا توجه له أسئلة و انتقادات صريحة.
المهم وفي خلاصة هذا القول أن يعرف المسلم السني ، المتشبع بأدلة الكتاب و السنة أن لأعداء الإسلام طرقا عديدة يحاربون بها الإسلام ، و قد أدركوا أن الطرق الخفية المتمثلة في تشويه الدين بواسطة بعض أتباعه ، وتوظيفهم دون أن يشعروا، وذلك بفتح الباب لهم،وتسليط أضواء الإشهار عليهم بحيث تصبح الأمة لا ترى إلا هؤلاء،و الحجر على علماء السنة و سد جميع أبواب الإعلام أمامهم خير لهذه الجهات المعادية للإسلام من مواجهته المواجهة التقليدية، العدائية الصريحة.
و لا شك أن هذه الجهات تجد في أتباع هذا الدين من المتسيبين و المتسيسين و المبتدعين ما يؤدي بعض أغراضها ، والعاصم للمسلم من كل هذا أن يتمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وما جعله الله عدوا لنا، و حذرنا منه، لا يجب أن نجعله حليفا أو صديقا ، وكل من ابتدع في الدين خاصة في أصوله، فقد أعان أعداءه عليه شاء أم أبى ، فقوة الإسلام في الكتاب والسنة، ومن تمسك بهما عقيدة ومنهجا، فقد استمسك بالعروة الوثقى، و الله كفيله و هاديه وموجهه لما ينفعه في الدنيا و الآخرة .
وعليه ،فإن أول و آخر المهام التي تواجه الداعي السلفي هو العمل الجاد لنشر التوحيد ، و إحياء سنة النبي، فهذه معركته الكبيرة مع جميع أعداء الدين ، وهذه حلبة الصراع الحقيقي التي إن كان فيها قويا بالعلم و الفكر ،و التمكن من أسلحة أعدائه العلمية ،واثقا من دينه، فسينصره الله، و يتم عليه نعمته.
والحديث بقية،
والحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
كتبه
مختار الأخضر طيباوي
أرزيو، الجزائر في، السابع من شهر شوال سنة 1422
__________________
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه


فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

D:\abouzid\مؤثر النص.html
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-04-2011, 04:14 PM
عبد الله الليبي عبد الله الليبي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 316
افتراضي

الان يافضيلة الشيخ عندنا مجموعة قنوات كثير منها اشر من الجزيرة فلماذا الهجوم علي الجزيرة فقط الان في احداث ليبيا غطت الجزيرة الحدث وبثت جرائم النظام وفتحت ابوبها لاهل ليبيا ليبينوا مايجري في ليبيا اليس هذا من الحسنة التي لاينساها لهم اهل ليبيا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-13-2011, 05:32 PM
محمدالسلفي محمدالسلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 203
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الليبي مشاهدة المشاركة
الان يافضيلة الشيخ عندنا مجموعة قنوات كثير منها اشر من الجزيرة فلماذا الهجوم علي الجزيرة فقط الان في احداث ليبيا غطت الجزيرة الحدث وبثت جرائم النظام وفتحت ابوبها لاهل ليبيا ليبينوا مايجري في ليبيا اليس هذا من الحسنة التي لاينساها لهم اهل ليبيا
أخي عبد الله موقف المشايخ و العلماء معروف حول هذه القناة و قبل هذه الفتنة بسنوات حذر منها المشايخ و من سلوكها و توجهها و يكفيك منهجا تسلكه مع هذه القناة و غيرها ما جاء في قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ))
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-13-2011, 08:41 PM
خالد الجزائري خالد الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 225
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله الليبي مشاهدة المشاركة
الان يافضيلة الشيخ عندنا مجموعة قنوات كثير منها اشر من الجزيرة فلماذا الهجوم علي الجزيرة فقط الان في احداث ليبيا غطت الجزيرة الحدث وبثت جرائم النظام وفتحت ابوبها لاهل ليبيا ليبينوا مايجري في ليبيا اليس هذا من الحسنة التي لاينساها لهم اهل ليبيا
كتب الشيخ مختار هذا الرد قبل عشرة سنوات

اقتباس:
كتبه
مختار الأخضر طيباوي
أرزيو، الجزائر في، السابع من شهر شوال سنة 1422

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-13-2011, 09:49 PM
ابوسلطان الطائي ابوسلطان الطائي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق/صلاح الدين/الشرقاط
المشاركات: 11
افتراضي

الجزيرة زارها رائيس دولة اليهود ولهم فيها صور موجودة الان في النيت
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-14-2011, 12:38 PM
أبو عبد الله سمير الجزائر أبو عبد الله سمير الجزائر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 542
افتراضي

لعلم وحتى يكون الشباب على علم


فالجزيرة كانت من أهم أسباب الفتنة التي حدثت بالجزائر ومصر في التسعينيات , بتصديرها فتاوى


التكفيروالإغتيالات على المباشر .



وجوابا على ما تفضل به الأخ عبد الله الليبي , فلك من حديث رسول الله جوابا - وللحديث قياس - " إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر "




يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة الغزو مع كل بر وفاجر فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم .. كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه إذا لم يتفق الغزو إلا مع الأمراء الفجار .. أو مع عسكر كثير الفجور .. فإنه لا بد من أحد أمرين : إما ترك الغزو معهم .. فيلزم من ذلك استيلاء الآخرين الذين هم أعظم ضررا في الدين والدنيا .. وإما الغزو مع الأمير الفاجر .. فيحصل بذلك دفع الأفجرين .. وإقامة أكثر شرائع الإسلام .. وإن لم يُمكن إقامة جميعها .. فهذا واجب هذه الصورة وكل ما أشبهها .. بل كثير من الغزو الحاصل بعد الخلفاء الراشدين .. لم يقع إلا على هذا الوجه " [ مجموع الفتاوى 28/506 ]
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-15-2011, 11:54 AM
عبد الكريم السلفي عبد الكريم السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

عندي بعض التساؤلات
أولا حول تكرر قولك التيار السلفي.
فهل تقصد المنهج السلفي؟ ولما عدلت عن هذه اللفظة المستعملة من طرف العلماء الربانيين الى لفظة يطلقها الحركيون على أتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام؟
ثانيا أوردت الكلام الأتي (...قامت الجزيرة عبر برنامج " الشريعة والحياة" باستضافة رأسين من رؤوس الفكر التكفيري وهم : حامد العلي الإماراتي ، وعبد الرحمان عبد الخالق )
فماهو الأصل الذي اعتمدتمه في إطلاق بدعة التكفير على عبد الرحمان عبد الخالق بوصفه رأس التكفير؟
__________________
عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه الألباني رحمه الله بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-17-2011, 09:07 PM
أبو الوليد المغربي أبو الوليد المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 236
افتراضي

من الأدلة التي تؤكد على أن هذه القناة عميلة للأمريكيين والصهاينة وجود مكتب للجزيرة في إسرائيل
__________________
روي عن وهب منبه رحمه الله قوله :{ العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ، وهذا ; لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه فيزداد خوفا .}
المصدر: "مكاشفة القلوب".أبو حامد الغزالي. ص:176
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-18-2011, 11:46 AM
محمد بن أحمد محمد بن أحمد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 91
افتراضي الجزيرة منبر يمكن أن يستغل إيجابيا

الجزيرة منبر يمكن أن يستغل إيجابيا في تصحيح المفاهيم، والذود عن أهل الحق، عوض ضياع الأوقات في البحث عن خلفيات مزعومة، فالجزيرة مفتوحة للجميع، إلا أننا لا نحسن عرض دعوتنا، ولا رد شبهات خصومنا، وغرقنا في التفسير التآمري لماضينا و حاضرنا لعجزنا عن مواكبة ما يحدث في العالم.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-18-2011, 07:09 PM
عبد الله الليبي عبد الله الليبي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 316
افتراضي

اتهام القناة بالعمالة امر خطير لان العمالة تعتبر قاقب قوسين من الكفر ارجوا من الاخوة ان يعلموا ان القناة قناة اخبارية وانها تستمد مادتها من الاحداث وانها لها قوة في استباق الحدث فلا تحاسب على انها قناة دينية نعم لها نوع ما في الاهتمام بقضايه المسلمين و الخلاصة تعتبر الافضل في الساحة الاعلامية وانا مع كلام الاخ محمد بن احمد
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.