( لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ) والعمل

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

ناقشني بعض الإخوة في مسألة : من ترك العمل فذكرت له إن ظواهر كثير من النصوص تدل علي نجاته إذا كان عنده أصل الإيمان ولو ذرة منه . فأصر علي أنه لا يوجد نص يدل علي هذا المعني بل ولا يشير إليه وعاند في هذا عنادا عجيبا وتحداني تحديا غريبا ، فقلت له وأين تذهب بعشرات النصوص التي تنطق ألفاظها بنجاة الموحدين من غير عمل عملوه ولا خير قدموه ؟ أليس ظوهرها كذلك ؟ فأصر بشدة أن هذا ليس ظاهرها وإنما سوء فهمي هو الذي صور لي ذلك فعلمت أن الأخ قد تحكم فيه هواه لرأيه وإعجابه بتقليده فمنعه ذلك من إنصاف خصمه ، ثم عاد يضع لي المتاريس وقال لي : حتي يسلم لك إستدلالك بهذا الحديث ( لم يعملوا خيرا قط ) يلزمك أولا : أن تثبت أن هذا الرجل لم يكن عاجزا ويلزمك ثانيا : أن تثبت أنه لم يكن يصلي !! فقلت له : بل أنت الذي يلزمك عكس ذلك فإن الظاهر معي ولا يسعني تركه لأوهام توهمتها ومتاريس اصطنعتها فأنا أسعد بالحديث وأهنأ به منك ، وقلت له : إن كان في قولكم هذا فائدة فهي : رد الحديث وإبطال دلالته كلية فالحديث قال ( لم يعمل خيرا قط ) وأنتم قلتم ( لا بل عمل خيرا ) فقولكم ليس توجيه للنصوص فحسب بل هو رد لها كلية وإبطال دلالاتها تماما ولو قلت بقولكم لخشيت علي نفسي من قوله تعالي : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .
ثم شرع في إلزامي ببعض أقوال جاءت عن بعض السلف من نحو ( لا إيمان بلا عمل ) فذكرت له أن المقصود لا إيمان مستكمل وهم بهذا يردون علي المرجئة الذين يرون كمال الإيمان بدون العمل فاستنكر علي وبشدة خروجي عن ظاهر كلام الإمام الشافعي فقلت له غريب أمرك يا أخي وعجبي لا يكاد ينقضي : أيسعك لي عنق النص الظاهر الصريح عن المعصوم ( لم يعملوا خيرا قط ) ولا يسعني تأول أثر واسع فضفاض عن إمام من أئمة المسلمين فعجبا عجبا .
ثم قال لي من سلفك في هذا القول فحكيت له كلام ابن عبد البر وابن حزم وابن رجب وابن منده والطبري فأصر علي أنني أخطأت في فهم كلامهم -لأخذي بظاهره - وأن فهمه هو لكلامهم هو الفهم الصحيح فعرفت أن الباب قد سد فاستغفرت ربي وسألته الهداية والرشاد .

[طارق ياسين]

_
وهكذا يكون العناد والمكابرة، وسبحان الله إذ يقول:
{ ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك .. }
_

[عبدالفتاح الرنتيسي]

التوحيد بلا عمل خير من الشرك مع العمل والله أعلم.

[أبومسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالفتاح الرنتيسي

التوحيد بلا عمل خير من الشرك مع العمل والله أعلم.

لا وجه للمقارنة أصلاً..
فذاك معذبٌ ناجٍ ، وذاك خالدٌ مخلد.

[أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه-]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحارث باسم خلف

هذا إطلاق خاطئ!

يحسن به أن يعدلها إلى قوله :
التوحيد بلا عمل الجوارح خير من الشرك مع عملها والله أعلم.

[أبو سلمى رشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي عبد العزيز كرم الله

فقلت له وأين تذهب بعشرات النصوص التي تنطق ألفاظها بنجاة الموحدين من غير عمل عملوه ولا خير قدموه ؟

..............
ثم قال لي من سلفك في هذا القول فحكيت له كلام ابن عبد البر وابن حزم وابن رجب وابن منده والطبري .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
هل بإمكانك أن تكتب لي كل تلك الأحاديث ؟
وكل أقوال السلف تلك ؟
وترسلها إلي هنا
وجزاك الله خيراً

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

حديث معاذ وفيه ‏‏( ألا يعذب من لا يشرك به شيئا ‏‏) ‏
حديث أنس ابن مالك : ( لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
حديث عبد الله بن عمرو ( لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد )
وحديث أبي هريرة أيضا ( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة )
وحديث أبي هريرة أيضا : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة )
وحديث عثمان بن عفان ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة )
وحديث عبادة بن الصامت : ( من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبد الله ورسوله ....... )
وحديث أبي ذر ( أتاني جبريل فبشرني ‏. ...... )
حديث عتبان ( إن الله حرم علي النار )
حديث البطاقة
أحاديث الشفاعة
وغيرها كثير

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

وقال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم (3/ 31 ):
«قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ: «فهؤلاء هم الذين معهم مجرد الإيمان ، وهم الذين لم يُؤْذَن في الشفاعة فيهم، وإنما دلت الآثار على أنه أُذِنَ لمن عنده شيء زائد عن مجرد الإيمان، وجعل للشافعين من الملائكة والنبيين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ دليلاً عليه وَتَفَرَّدَ اللهُ ـ عز وجل ـ بعلم ما تكنه القلوب والرحمة لمن ليس عنده إلاّ مجرد الإيمان ».

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ في «تفسيره» (3/ 148 ):
«وقولـه {ثمّ ننجّي الذين اتقوا} أي: إذا مرّ الخلائق كلُّهم على النّار وسقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم، نجّى الله ـ تعالى ـ المؤمنين المتّقين منها بحسب أعمالهم، فجوازهم على الصراط، وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا، ثمّ يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين، فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقاً كثيراً قد أكلتهم النار إلا دارات وجوههم وهي مواضع السّجود؛ وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان، فيخرجون أولاً من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان، ثمّ الذي يليه، ثمّ الذي يليه، ثمّ الذي يليه، حتى يخرجون من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، ثمّ يخرج الله من النار من قال يوماً من الدّهر: لا إله إلا الله ولم يعمل خيراً قط، ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال ـ تعالى ـ :
{ثمّ ننجّي الذين اتّقوا ونذر الظالمين فيها جثيّا}».

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

قال الشيخ محمد خليل هراس السَّلَفيّ الشّهير ـ رحمه الله ـ معلقاً على كلام الإمام ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ في تحقيقه لكتاب «التوحيد» (ص309 ): «لا بل ظاهرها: أنهم لم يعملوا خيراً قط كما صرّح به في بعض الروايات أنهم جاءوا بإيمان مجرد لم يضمّوا إليه شيئاً من العمل».