رد شيخنا - الحلبي - المبين على إفتراءات - مُفسر الأحلام - المسكين !

[أبو متعب فتحي العلي]

نَحمدُ الله -تعالى-أولاً وأخيراً-ونشكرُه-:على أنّ سماع (الكذب!)-أو استماعَه-ليس من المفطّرات، ولا مِن مفسِدات الصوم-في هذا الشهر العظيم المبارك-!
وسببُ هذه المقدّمة(!)-التي لا بد منها!-: أنه قد أسمعَني بعضُ الإخوة-جزاهم الله خيراً-تسجيلاً مصوَّراً-نحو الساعتَين-لمقابَلة تلفزيونية، أُجرِيَت مع بعض مَن يظنُّ نفسَه على شيء! ممّن يَخالُ حالَه (وسيم!!) المَظْهَر! لكنّه قبيح الجوهر والمَخْبَر-في وضعٍ استثنائيّ مُتناقض لَعوبٍ (يؤسف!!) له-جداً!-: ذَكَرني-فيه-تلميحاً، لا تصريحاً-بكلام سيِّئ مُسيء، يمثّل-في حقيقته-بعضَ(!) ما هو متلبِّسٌ به-ممّا نجّاني الله منه-والحمدُ والمِنّةُ له-جلّ في عُلاه-..
وإنّي لأستغفر الله-تعالى-على ما ضاع منّي-في هذا اليوم الرمضانيّ المبارَك-مِن هاتين الساعتَين-ولا حول ولا قوة إلا بالله-والله غفورٌ رحيمٌ-..
إلا أنّ عُذريَ المستمرّ-في مثل هذا المقام-تتبُّعاً ومتابَعةً-إن شاء الله-: هو أنْ أجدَ-ولو مِن بعض الشانئين-نقداً صحيحاً-أقبلُه وأتقبّلُه-لمسيرة علمية دعوية حياتية، امتدّت نحواً مِن أربعين عاماً-نسأل الله الثباتَ على السنّة والإسلام، وحُسنَ الختام-، وذلك حسب قول مَن قال مِن أكابر الرجال-وبهم نقتدي، وبأخلاقهم نهتدي-:
عُــدَاتِي لَـهُمْ فَضْــلٌ عَلَيَّ وَمِنَةٌ***فَلاَ أَذْهَبَ الرّحْمَنُ عَنّي الأعَادِيَا
هُمُوْا بَحَثُوْا عن زَلَّتِي فاجْتَنَبْتُهَــا***وَهُمْ نَافَسُونِي فَاكْتَسَبْتُ المَعَالِيَا
...ووالله، وتالله، وبالله: لم يَنْطِق ذاك الهاذي-في جُلِّ ما قاءه-إلا بالكذب والافتراء-بلا امتراء-وبخاصّةٍ فيما تقوّله عليَّ-على الأقلّ!-؛ إذ قد طعن-في المقابَلة-ذاتِها-بالكثيرين-ممّن قد أشاركه في نقد أكثرهم-لكنْ؛ لا على طريقته الكاذبة الخائبـ/ـنـة-!
وإذ قد قلتُ-قبلاً-:(في جُلِّ)؛ حتى لا أظلمَه-إن شاء الله-؛ فقد كان يُدندنُ(!)-أحياناً-بطرف يسير-جداً-من الصواب! ثم يخلطه بألوان من الكذب، وأصناف من الافتراء؛ على نحو ما ورَد بيانُه في الحديث الصحيح، المَرويِّ عن أُمّ المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-، أنها قالت: يا رسول الله؛ إن الكهّان كانوا يحدّثوننا بالشيء، فنجده حقاً!؟
فقال رسولُ الله-صلى الله عليه وسلّم-: «تلك الكلمة الحقّ، يخطفها الجنّي، فيقذفُها في أُذُن وليّه، ويزيدُ فيها مئةَ كذِبة».
نعم-والله-؛ فإنّ أكثر أحوال هؤلاء(!)كما قال ربُّ الأرض والسماء: ﴿...شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾..
...غرورَ دنيا، وغرورَ هوى، وغرورَ تفكير إقصائي(!)غالٍ، هو-في حاله ومَآلِه-أشدُّ وأنكى مما يُعلنُ هذا وأشياعُه إنكارَه-في ظاهر أمرهم-!!
ولو أردتُ تفنيدَ مفترياته-بالتفصيل-، والكشفَ عن كذباته-بالنقض والتعليل-..لاستغرق ذلك –منّي- زماناً-أكثرَ مِن ساعتين(!)-مما ليس هو بالقليل-!
...لا عُسراً في ردّها-فهي واهية واهنة-، ولاى تعباً في إبطالها-فهي فاسدةٌ كاسدة-؛ ولكنْ: لكثرتها-أولاً-، ولِشدّة ما فيها من الخَلْط والغلَط، والزُّور والبَهْت-ثانياً و..سابعاً!-..
ولا أزيد في هذا اليوم الرمضانيّ المبارك-اللهم أعنّي على ذكرك، وشكرك، وحُسن عبادتك-على أن أقول-وحقّي أن أقول-:
إنّي صائم..
فاللهم اهدِ هذا الطاعن الآفِك، ورُدّه إلى الحق ردّاً جميلاً..
فـ..هذا-واللهِ-غايةُ ما نبغي ونرتجي-له، ولكل أشباهه وأَصنائه-ممّن صَدَفوا عن الصواب، وانصرفوا إلى الرَّيب والارتياب-..
فإن لم يكُ هذا-يا ربُّ-أهلاً لهدايتك وتسديدك؛ فأرِني-اللهم-فيه ثأري؛ فقد تعدّى وظلم –بما هَوِيَ واشتهى وأراد-، وافترى وكذب-وزاد في ذيّاك وازداد-...
كلُّ ذلك -منه-بأسلوب ممجوج مكرَّر، وبطريق ماكر مجترَّ..ترى فيه التفاخر المكشوفَ-عُجباً-!والنظرةَ الدنيوية المُغرِقة-المغلَّفة!المغفَّلة-حسَداً-!!
وما أجملَ قولَ الحافظ ابن رجب-رحمه الله-:« ها هنا نُكتةٌ دقيقة، وهي أن الإنسانَ قد يذُمُّ نفسَهُ يين الناسِ؛ يُريدُ بذلك أن يُرِيَ أَنه مُتواضِعٌ عندَ نفسهِ، فيرتفعُ بذلكَ عندَهُم، ويَمدحُونَهُ بهِ!
وهذا مِن دَقائقِ أبوابِ الرِّياءِ، وقد نَبَّه عليهِ السلفُ الصالحُ:
قال مُطَرِّفُ بنُ عبدِ الله بن الشِّخِّير: كَفى بالنفس إِطْراءً: أَن تَذُمَّهَا عَلَى الملأ، كأنك تُريدُ بذمِّها زينتَهَا، وذلك عند الله سَفَهٌ»..
وإني لأعتذر مِن بعض أَحبابي الأعزّة -الكِرام- من إخواني وأبنائي-جزاهم الله خيراً-فيما نصحوني(!)به مِن الإعراضِ عن شِقْشِقات هذا الكاذب التافه، وعدمِ الالتفاتِ إلى تُرَّهاتِه الأتفَه.. فاللهُ ربي-سبحانه-يقول : ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾، ويقول-عزّ شأنه-:﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ.إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾..
ولا بد-كذلك-أن يُدرك(!)هذا الصنفُ من الخَلق: أَنَّ «لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً» -كما قال نبيُّ الإسلام-عليه الصلاة والسلام-.

[الأثري العراقي]

ما عنوان المقطع الذي تكلم فيه على الشيخ ؟!