أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98946 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-25-2010, 11:29 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي الخطر الأكبر في الأطماع الفارسية وليس في الدولة اليهودية د.عبد العزيز بن ندى العتيبي

بسم الله الرحمن الرحيم


الخطر الأكبر في الأطماع الفارسية وليس في الدولة اليهودية


تواجه الأمة العربية والإسلامية أخطاراً تهددها من كل اتجاه، ومنذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أذن الأمر بالإخراج والإيذاء والمحاربة والعداء، قال تعالى:﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ[آل عمران: 195]، وكذلك جاء الإخبار بذلك العداء والإيذاء للإسلام وأهله لما رواه البخاري (4)، ومسلم (160) في صحيحيهما عند ذكر عائشة رضي الله عنها لقصة خبر بدء الوحي الطويلة ... وفيه أن خديجة ابنة خويلد رضي الله عنها أخبرت ورقة بن نوفل - وكان رجلاً نصرانياً - بما حدث من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟! فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أومخرجي هم ؟!»، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يد ركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ويستفاد من الحديث:
أولا: الإخراج من الأرض والأوطان :1- قول ورقة بن نوفل: ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك.
2-قوله:«أومخرجي هم؟!»، قال: نعم. وحدث الإخراج لقولهتعالى:﴿إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[التوية:40].
ثانياً: المعاداة والحرب والإيذاء، لقول ورقة: لَم يأت رجل قط بمثل ما جئت به [إلا عودي] . والأبلغ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الأنعام: 34]، فما برح الأعداء يتربصون بهذه الأمة الدوائر، ويحيكون لها المؤامرات، ويهددون حصونها من كل جهة، كل حَسْب دوافعه؛ عقدية كانت أو قومية وعرقية، أو دوافع الحسد والحقد والكراهية، وذهاب المصالح الدنيوية .
عداوة اليهود للعرب والمسلمين
لا يشك عاقل بعداء اليهود للعرب والمسلمين من أيام المدينة وخيبر ممثلا ببني قريظة وبني قيناقع وبني النضير، حتى دولة اليهود المعاصرة [إسرائيل]، فهم أحد أعداء الأمة، والواجب اتخاذ الحذر والحيطة؛ حيال هذا العدو الذي يهدد الأمة .
عداوة الفرس أخطر من عداوة اليهود
لقد قامت الدولة الفارسية بارتكاب أبشع الجرائم في حق المسلمين، فقد سفكت الدماء، وهتكت الأعراض، ونُحر الناسُ كالخراف، وذلك عبر دويلات متعاقبة؛ كالدولة الصفوية المشؤومة، وغيرها التي تمارس الإرهاب والدمار والخراب في كل واد، ولا يزال الأمر مستمراً حتى يومنا هذا. ولقد سَلبت الحقوق، وصادرت الممتلكات، واحتلت من الأراضي أضعاف ما تحتله إسرائيل اليهودية .
خطاب موجه إلى العقل العربي المصادر
وإلى بعض الجماعات الإسلامية
[إسرائيل لم تسفك في تاريخها معشار العشر من الدماء التي سفكت بأيدٍ فارسية]
أيها الجماعات الإسلامية! ويا دعاة الحزبية! إن إسرائيل اليهودية؛ رغم أنها عدوٌ بالاتفاق؛ وقتلت وسفكت الدماء، لكنها لَم تسفك من الدماء جزءا من مِعشارٍ العُشرِ، مما فعله الفرس بالعرب والمسلمين، ولم تزهق عدداً هائلاً من أرواح ونفوس بريئة؛ ذهبت قرباناً للشعوبية، وبسيوفٍ فارسية تقطر دماءً زكية، فمن الأخطر ؟! عباد الله! هل قلوبكم من حجر ؟! ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ...
[ما احتلته إسرائيل لن يبلغ شبراً من المساحات والجزر التي صادرتها الجهات الفارسية]
أيها الجماعات الإسلامية! إن إسرائيل اليهودية تحتل أراضي عربية إسلامية، ولا ينكر ذلك إلا مكابر، ولكنها لن تستطيع أن تبلغ عشر العشر من المساحات والجزر والممتلكات التي تم الاستيلاء عليها، وصادرتها الجهات الفارسية، وابتلعها القرش الفارسي؛ فمن الأخطر؟! ﴿أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ...
[إسرائيل اليهودية لا تحارب حرية الاعتقاد والعبادة، بخلاف ما يحدث داخل الدولة الفارسية]
أيها الجماعات الإسلامية! ويا أيها العقول العربية! إن إسرائيل اليهودية لا تحارب حرية الاعتقاد والعبادة، وتسمح بممارسة العبادات، بخلاف ما يحدث داخل مقاطعات الإمبراطورية الفارسية، فإن المسلمين لا يستطيعون إعلان المعتقدات وممارسة العبادات، ولا يكون ذلك إلا سراً؛ فهم لا يدينون بالمجوسية، ولا يؤمنون بالثنوية والاعتقاد بالنور والظلمة . فمن الأخطر ؟ ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ ...
لعبت دور القومية العربية وبعض الجماعات الإسلامية في خلط أوراق الأعداء
القومية العربية دوراً مشوهاً في تحديد العدو الأول والأشد خطراً بحسب ثقافة قادتها ومصالحها، وجعلت من الصراع العربي الإسرائيلي القضية الكبرى، فنشأت أجيال من هذه الأمة لا تعرف العدو الحقيقي الذي حدده الشرع وجعله الأخطر عداوة، والأشد ضراوة، وفُرِضَتْ على الأمة معاداةٌ مقلوبة أو معاداةُ من اتخذته القومية العربية عدواً، وأهملت، بل قرّبت بعض الأعداء وجعلتهم أصدقاء، من عبّاد الطبيعة والذين شابهوا في معتقداتهم غلاة الدهرية، كـ(الاتحاد السوفيتي)، لا يعرفون رباً ولا يؤمنون بالله الواحد القهار.
مصالح بعض الجماعات الإسلامية جعلت من إسرائيل العدو الأخطر
وممن شارك في خلط الأوراق وقدم وأخر، ومارس العبث في أمن الأمة الإسلامية والعربية، تلك الجماعات الإسلامية، التي جعلت العدو الأخطر محصوراً فيمن يهدد تواجدها الحزبي، لا من يهدد أمن ومصالح الأمة العربية والإسلامية، وأما من عُرفَ بعداوته للأمة والشعوب الإسلامية؛ ولكنه لا يمثل تهديداً لمصالحها الخاصة، فهو الأقل خطراً وضرراً، بل يبلغ الأمر أن لا يُعَدُّ عدواً !! وبذلك صادروا الأمن العام لهذه الأمة، من أجل استمرار وبقاء مصالح ضيقة لهذه الجماعة أو تلك الطائفة، فجعلوا الشعوب تعيش نوعاً من فقدان التركيز، مما جعلها لا تستطيع تمييز الحدود المهددة بالأخطار من غيرها، ولا تعرف الثغور التي تحتاج الحماية، وأصبحت تعاني التبلد وفقدان الحس اتجاه الأخطار التي تهدد مصالحها، وهكذا تسقط الأمم بأيدي زمرة من أبنائها .
مصالح الجماعات يجب أن تتوقف عن التلاعب بأمن الأمة
إن أفكار الجماعات الإسلامية لن تثنينا عن معرفة الحقيقة بميزان شرعي دقيق، ولن نستسلم لقلب الحقائق، ومصادرة العقول، وإننا على يقين تام أن بعض الجماعات تترس خلف استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، وتحارب الصلح والمعاهدات التي تعقد مع اليهود، فإن تَوَقُّفَ ذلك الصراع؛ يعني إطلاق رصاصة النهاية على هذه الجماعات، بل العجب أن بعض الجماعات لا يتمنى مغادرة إسرائيل لفلسطين، فمبادئها وكيانها يدوران مع تأجيج العداء لإسرائيل وجودا وعدماً؛ ففي وجود صراع عربي إسرائيلي وجود لَها، وعدمه عدم ونهاية لَها، ويدفع ثمن ذلك الشعب الأعزل .

لماذا البوح بالصراع العربي الإسرائيلي، وكتمان الصراع العربي الفارسي؟
أولا: الجهل بالعلم الشرعي وعدم اتخاذ الكتاب والسنة مصدراً للسياسة الشرعية .
ثانياً: كثير من الجماعات والأحزاب تقتات على الصراع العربي الإسرائيلي
فإياك إياك أن تتصور في يومٍ ما أن هذه الأحزاب ستُفرط في هذا الأمر، وسيقاتلون دون هذه المكتسبات، ولذا فإنه لا غرابة عندما ترى هذه الجماعات والأحزاب تعمل جاهدة على استفزاز اليهود، وتأجيج الصراع وتذكيته؛ حتى لا تُلفت الأنظار إلى ممارسات العدو الفارسي، الذي ينهش في جسد الأمة، وكذا غيره من الأعداء، ولذلك قد تعجب عندما تعلم أن كثيراً من الجماعات والتكتلات والأحزاب؛ لا يريدون أن يَتَنَبَّه العرب والمسلمون للعداوة الفارسية، ويحاولون إهمالَها ولفت الأنظار عنها، والنفخ في القضية اليهودية؛ خشية فقدان لقمة العيش، وذهاب تلك الكيانات الرخيصة التي تعيش على أشلاء شعبها، والدماء الزكية لهذه الأمة.
ثالثاً: تآمر بعض الأحزاب بالإهمال العمد وتقليل شأن الخطر الفارسي
وهذا الدور تقوم به بعض لجهات من أجل أن يُمارس المد الفارسي دوره بِهدوء وغفلة، ويفتك بالأمة التي شغلوها بقضية صراع العدو الإسرائيلي، ولذلك يعملون على تضخيمه والنفخ في ناره، وجعله القضية الرئيسة، متناسين أن الأطماع من كل الأمم والملل تحيط بهذه الأمة؛ لما حباها الله من خيرات الدنيا والآخرة، ومتناسين أو متغافلين حنين الأعداء، والبحث عن فرصة الانقضاض على الأمة العربية والإسلامية من شرق الدنيا وغربها.
الخلاف الفارسي مع اليهود والنصارى
خلاف مصالح حول التركة والضحية
هناك وئام فارسي أمريكي إسرائيلي دائم، قد يتحول في لحظة ما إلى عداء عند اختلاف المصالح وتعارضها، فالأخوة يختلفون على التركة، و ما حروب هتلر وغاراته عنا ببعيد، فالزعيم الألماني اجتاح أوروبا طمعاً، ولاختلاف المصالح، وتعارضها مع جيرانه، ولَم تثنه عن ذلك أُخُوَّةٌ، أو وحدة الديانة، ولذلك لا تغتروا بالخلاف الفارسي الإسرائيلي المعلن، فهو خلاف حول قسمة المنطقة العربية والإسلامية، و من سيكون صاحب القسم الأكبر، ولا تفاجأ إن رأيت حرباً فارسية يهودية، فإنها لا تعني عداءً إسرائيلياً للفرس، ولا كرهاً وبغضاً فارسياً لإسرائيل من أجل العرب – المغرر بِهم- بل القوم يقتتلون لاختلاف المصالح حول الضحية ... أتعلم ما التركة؟! ومن الضحية؟! إنهم العرب والمسلمون .

الدكتـور/عبد العزيز بن ندَى العتيبي
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-25-2010, 07:41 PM
قاسم بن عامر قاسم بن عامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 117
افتراضي

الخلاف الفارسي مع اليهود والنصارى
خلاف مصالح حول التركة والضحية
سبحـــان الله! اعظم البلية العدو في ثوب صديق!!!!!،اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل وارزقنا اجتنابه،
__________________
عن عبدالله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:***الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى،ارحمـــوا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والرحم شجنة من الرحمن،فمن وصلها وصله الله ،ومن قطعها قطعه الله***
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-25-2010, 11:29 PM
عماد عبد القادر عماد عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المملكة الأردنية الهاشمية
المشاركات: 3,334
افتراضي

نقل طيب

بُوركتم .....
__________________


كما أننا أبرياء من التكفير المنفلت وكذلك أبرياء من التبديع المنفلت
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-26-2010, 08:57 AM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

جزاكما الله خيرا على المرور
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-26-2010, 06:28 PM
محمد خليل محمد جمهور محمد خليل محمد جمهور غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 36
افتراضي

يا ليت قومي يعلمون
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-26-2010, 06:58 PM
الامين محمد الامين محمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: ليبيا - حرسها الله من الاحزاب والفرق الضالة
المشاركات: 403
افتراضي

قال تعالى‏:‏ { الـم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ‏.‏ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [الروم‏:1‏ ـ‏5].‏
__________________
«وَكَثِيرٌ مِنْ مُجْتَهِدِي السَّلَفِ وَالْخَلَفِ قَدْ قَالُوا وَفَعَلُوا مَا هُوَ بِدْعَةٌ! - وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ بِدْعَةٌ!.
إمَّا لِأَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ ظَنُّوهَا صَحِيحَةً! وَإِمَّا لِآيَاتِ فَهِمُوا مِنْهَا مَا لَمْ يُرَدْ مِنْهَا! وَإِمَّا لِرَأْيٍ رَأَوْهُ وَفِي الْمَسْأَلَةِ نُصُوصٌ لَمْ تَبْلُغْهُمْ! وَإِذَا اتَّقَى الرَّجُلُ رَبَّهُ مَا اسْتَطَاعَ دَخَلَ فِي قَوْلِهِ :{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}».
ابْنُ تَيْمِيَة
"الفَتَاوَىَ 19/ 190 - 191"
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-04-2013, 09:42 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي الخطرالأكبرفي الأطماع الفارسية وليس في الدولة اليهودية للشيخ عبدالعزيز بن ندى العتيبي

الخطر الأكبر في الأطماع الفارسية وليس في الدولة اليهودية
بقلم فضيلة الشيخ الدكتور :
عبد العزيز بن ندى العتيبي
ـ حفظه الله ـ

ـ تواجه الأمة العربية والاسلامية أخطاراً تهددها من كل اتجاه، ومنذ بعثة محمد صلى الله علية وسلم، وقد أذن الأمر بالاخراج والايذاء والمحاربة والعداء، قال تعالى: {فالّذِين هاجرُوا وأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وأُوذُوا فِي سبِيلِي وقاتلُوا وقُتِلُوا لأُكفِّرنّ عنْهُمْ سيِّئاتِهِمْ ولأُدْخِلنّهُمْ جنّاتٍ تجْرِي مِنْ تحْتِها الأنْهارُ ثوابًا مِنْ عِنْدِ اللّهِ واللّهُ عِنْدهُ حُسْنُ الثّوابِ}[آل عمران: 195]، وكذلك جاء الاخبار بذلك العداء والايذاء للاسلام وأهله لما رواه البخاري (4)، ومسلم (160) في صحيحيهما عند ذكر عائشة رضي الله عنها لقصة خبر بدء الوحي الطويلة...وفيه ان خديجة ابنة خويلد رضي الله عنها أخبرت ورقة بن نوفل - وكان رجلاً نصرانياً - بما حدث من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟! فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً اذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أومخرجي هم؟!»، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عودي، وان يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً.ويستفاد من الحديث: أولا: الاخراج من الأرض والأوطان:1- قول ورقة بن نوفل: ليتني أكون حياً اذ يخرجك قومك.

-2 قوله: «أومخرجي هم؟!»، قال: نعم.وحدث الاخراج لقوله تعالى: {الا تنْصُرُوهُ فقدْ نصرهُ اللّهُ اذْ أخْرجهُ الّذِين كفرُوا ثانِي اثْنيْنِ اذْ هُما فِي الْغارِ اذْ يقُولُ لِصاحِبِهِ لا تحْزنْ ان اللّه معنا}[التوية:40].

ثانياً: المعاداة والحرب والايذاء، لقول ورقة: لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به [الا عودي].والأبلغ قوله تعالى: {ولقدْ كُذِّبتْ رُسُلٌ مِنْ قبْلِك فصبرُوا على ما كُذِّبُوا وأُوذُوا حتّى أتاهُمْ نصْرُنا ولا مُبدِّل لِكلِماتِ اللّهِ ولقدْ جاءك مِنْ نبا الْمُرْسلِين}[الأنعام: 34]، فما برح الأعداء يتربصون بهذه الأمة الدوائر، ويحيكون لها المؤامرات، ويهددون حصونها من كل جهة، كل حسْب دوافعه، عقدية كانت أو قومية وعرقية، أو دوافع الحسد والحقد الكراهية، وذهاب المصالح الدنيوية.


عداوة اليهود للعرب والمسلمين

لا يشك عاقل بعداء اليهود للعرب والمسلمين من أيام المدينة وخيبر ممثلا ببني قريظة وبني قينقاع وبني النضير، حتى دولة اليهود المعاصرة [اسرائيل]، فهم أحد أعداء الأمة، والواجب اتخاذ الحذر والحيطة، حيال هذا العدو الذي يهدد الأمة.

عداوة الفرس أخطر من عداوة اليهود

لقد قامت الدولة الفارسية بارتكاب أبشع الجرائم في حق المسلمين، فقد سفكت الدماء، وهتكت الأعراض، ونُحر الناسُ كالخراف، وذلك عبر دويلات متعاقبة، كالدولة الصفوية المشؤومة، وغيرها التي تمارس الارهاب والدمار والخراب في كل واد، ولايزال الأمر مستمراً حتى يومنا هذا. ولقد سلبت الحقوق، وصادرت الممتلكات، واحتلت من الأراضي أضعاف ما تحتله إسرائيل اليهودية.

خطاب موجه الى العقل العربي المصادر والى بعض الجماعات الاسلامية

[إسرائيل لم تسفك في تاريخها معشار العشر من الدماء التي سفكت بأيدٍ فارسية]


أيها الجماعات الاسلامية! ويا دعاة الحزبية! ان اسرائيل اليهودية، على الرغم من أنها عدوٌ بالاتفاق، وقتلت وسفكت الدماء، لكنها لم تسفك من الدماء جزءاً من مِعشارٍ العُشرِ، مما فعله الفرس بالعرب والمسلمين، ولم تزهق عدداً هائلاً من أرواح ونفوس بريئة، ذهبت قرباناً للشعوبية، وبسيوفٍ فارسية تقطر دماءً زكية، فمن الأخطر؟! عباد الله! هل قلوبكم من حجر؟! {أفلا تعْقِلُون}...

[ما احتلته اسرائيل لن يبلغ شبراً من المساحات والجزر التي صادرتها الجهات الفارسية] أيها الجماعات الاسلامية! ان اسرائيل اليهودية تحتل أراضي عربية اسلامية، ولا ينكر ذلك الا مكابر، ولكنها لن تستطيع ان تبلغ عشر العشر من المساحات والجزر والممتلكات التي تم الاستيلاء عليها، وصادرتها الجهات الفارسية، وابتلعها القرش الفارسي، فمن الأخطر؟! {أفلا تتفكّرُون}...

[اسرائيل اليهودية لا تحارب حرية الاعتقاد والعبادة، بخلاف ما يحدث داخل الدولة الفارسية] أيها الجماعات الاسلامية! ويا أيها العقول العربية! ان اسرائيل اليهودية لا تحارب حرية الاعتقاد والعبادة، وتسمح بممارسة العبادات، بخلاف ما يحدث داخل مقاطعات الامبراطورية الفارسية، فان المسلمين لا يستطيعون اعلان المعتقدات وممارسة العبادات، ولا يكون ذلك الا سراً، فهم لا يدينون بالمجوسية، ولا يؤمنون بالثنوية والاعتقاد بالنور والظلمة.فمن الأخطر؟ {فهلْ مِنْ مُدّكِرٍ}...


دور القومية العربية وبعض الجماعات الاسلامية في خلط أوراق الأعداء

لعبت القومية العربية دوراً مشوهاً في تحديد العدو الأول والأشد خطراً بحسب ثقافة قادتها ومصالحها، وجعلت من الصراع العربي الاسرائيلي القضية الكبرى، فنشأت أجيال من هذه الأمة لا تعرف العدو الحقيقي الذي حدده الشرع وجعله الأخطر عداوة، والأشد ضراوة، وفُرِضتْ على الأمة معاداةٌ مقلوبة أو معاداةُ من اتخذته القومية العربية عدواً، وأهملت، بل قرّبت بعض الأعداء وجعلتهم أصدقاء، من عبّاد الطبيعة والذين شابهوا في معتقداتهم غلاة الدهرية، كـ(الاتحاد السوفيتي)، لا يعرفون رباً ولا يؤمنون بالله الواحد القهار.


مصالح بعض الجماعات الاسلامية جعلت من اسرائيل العدو الأخطر

وممن شارك في خلط الأوراق وقدم وأخر، ومارس العبث في أمن الأمة الاسلامية والعربية، تلك الجماعات الاسلامية، التي جعلت العدو الأخطر محصوراً فيمن يهدد وجودها الحزبي، لا من يهدد أمن ومصالح الأمة العربية والاسلامية، وأما من عُرف بعداوته للأمة والشعوب الاسلامية، ولكنه لا يمثل تهديداً لمصالحها الخاصة، فهو الأقل خطراً وضرراً، بل يبلغ الأمر ألا يُعدُّ عدواً!! وبذلك صادروا الأمن العام لهذه الأمة، من أجل استمرار وبقاء مصالح ضيقة لهذه الجماعة أو تلك الطائفة، فجعلوا الشعوب تعيش نوعاً من فقدان التركيز، مما جعلها لا تستطيع تمييز الحدود المهددة بالأخطار من غيرها، ولا تعرف الثغور التي تحتاج الحماية، وأصبحت تعاني التبلد وفقدان الحس تجاه الأخطار التي تهدد مصالحها، وهكذا تسقط الأمم بأيدي زمرة من أبنائها.


مصالح الجماعات يجب ان تتوقف عن التلاعب بأمن الأمة

ان أفكار الجماعات الاسلامية لن تثنينا عن معرفة الحقيقة بميزان شرعي دقيق، ولن نستسلم لقلب الحقائق، ومصادرة العقول، واننا على يقين تام ان بعض الجماعات تترس خلف استمرار الصراع العربي الاسرائيلي، وتحارب الصلح والمعاهدات التي تعقد مع اليهود، فان توقُّف ذلك الصراع، يعني اطلاق رصاصة النهاية على هذه الجماعات، بل العجب ان بعض الجماعات لا يتمنى مغادرة اسرائيل لفلسطين، فمبادئها وكيانها يدوران مع تأجيج العداء لاسرائيل وجودا وعدماً، ففي وجود صراع عربي اسرائيلي وجود لها، وعدمه عدم ونهاية لها، ويدفع ثمن ذلك الشعب الأعزل.


لماذا البوح بالصراع العربي الاسرائيلي، وكتمان الصراع العربي الفارسي ؟

أولا: الجهل بالعلم الشرعي وعدم اتخاذ الكتاب والسنة مصدراً للسياسة الشرعية.

ثانياً: كثير من الجماعات والأحزاب يقتات على الصراع العربي الاسرائيلي فإياك إياك ان تتصور في يومٍ ما ان هذه الأحزاب ستُفرط في هذا الأمر، وسيقاتلون دون هذه المكتسبات، ولذا فانه لا غرابة عندما ترى هذه الجماعات والأحزاب تعمل جاهدة على استفزاز اليهود، وتأجيج الصراع وتذكيته، حتى لا تُلفت الأنظار الى ممارسات العدو الفارسي، الذي ينهش في جسد الأمة، وكذا غيره من الأعداء، ولذلك قد تعجب عندما تعلم ان كثيراً من الجماعات والتكتلات والأحزاب، لا يريدون ان يتنبّه العرب والمسلمون للعداوة الفارسية، ويحاولون اهمالها ولفت الأنظار عنها، والنفخ في القضية اليهودية، خشية فقدان لقمة العيش، وذهاب تلك الكيانات الرخيصة التي تعيش على أشلاء شعبها، والدماء الزكية لهذه الأمة.

ثالثاً: تآمر بعض الأحزاب بالاهمال العمد وتقليل شأن الخطر الفارسي وهذا الدور تقوم به بعض لجهات من أجل ان يُمارس المد الفارسي دوره بِهدوء وغفلة، ويفتك بالأمة التي شغلوها بقضية صراع العدو الاسرائيلي، ولذلك يعملون على تضخيمه والنفخ في ناره، وجعله القضية الرئيسة، متناسين ان الأطماع من كل الأمم والملل تحيط بهذه الأمة، لما حباها الله من خيرات الدنيا والآخرة، ومتناسين أو متغافلين حنين الأعداء، والبحث عن فرصة الانقضاض على الأمة العربية والاسلامية من شرق الدنيا وغربها الخلاف الفارسي مع اليهود والنصارى خلاف مصالح حول التركة والضحية هناك وئام فارسي أمريكي اسرائيلي دائم، قد يتحول في لحظة ما الى عداء عند اختلاف المصالح وتعارضها، فالأخوة يختلفون على التركة، وما حروب هتلر وغاراته عنا ببعيد، فالزعيم الألماني اجتاح أوروبا طمعاً، ولاختلاف المصالح، وتعارضها مع جيرانه، ولم تثنه عن ذلك أُخُوّةٌ، أو وحدة الديانة، ولذلك لا تغتروا بالخلاف الفارسي الاسرائيلي المعلن، فهو خلاف حول قسمة المنطقة العربية والاسلامية، ومن سيكون صاحب القسم الأكبر، ولا تفاجأ ان رأيت حرباً فارسية يهودية، فانها لا تعني عداءً اسرائيلياً للفرس، ولا كرهاً وبغضاً فارسياً لاسرائيل من أجل العرب – المغرر بِهم- بل القوم يقتتلون لاختلاف المصالح حول الضحية...أتعلم ما التركة؟! ومن الضحية؟! انهم العرب والمسلمون.


الدكتور/عبدالعزيز بن ندى العتيبي


2009/08/17

جريدة الوطن الكويتية
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-04-2013, 10:40 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

جزى الله خيرا فضيلة الدكتور وبارك الله فيك أخي الناقل وقد وافق هذا المقال مقالا آخر قرأته من قريب للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل وقد عزمت على نسخه للقرّاء أرجع فيه المكر المجوسي والجرائم المجوسية للمشروع الصهيوني المناقض لطريق الأنبياء فالصهيونية الغادرة التي تقطر أياديها فجورا وخبثا وتفور أعماقها حقدا و مكرا هي المحرّك الرئيس للمعركة ولو خلف الستار الصهيونية العالمية ومن ورائها أحلام حاخامات بابل هي التي أنشأت أمثال أبي لؤلؤة وأبي مسلم وهي هي التي أخرجت للناس ميرزا وبهاء ..
لست هنا مستدركا على الشيخ الكريم وأنا أرى مجازر النصيرية في بلاد الشام يمدّها مجوس طهران ودجّال لبنان بكلّ ما تقتضيه من آلة قتل وبطش بالأبرياء بل هي إشارة إلى الحرب الكبرى التي سيدوس فيها رجال التوحيد على وجوه جند الدجال وراياته
فاللهم نصرك ومددك لا إله إلاّ أنت
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-04-2013, 11:13 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

لا بأس من تجديد نشر الموضوع ما دامت الأطماع الفارسية تجددت هذه الأيام
في عدد من الدول كمصر والأردن وسوريا ووو ..
والشكر موصول لشيخنا عبد العزيز على ما قدم وبين وحذر ونبه .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-02-2015, 12:09 AM
عمار البوريني عمار البوريني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 908
افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة :


(( ...إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم )) .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ابن ندى العتيبي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.