أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
76063 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2009, 07:00 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي [ تفريغ ] أول لقاء بعد العودة من أوكرانيا - علي الحلبي

بسم الله الرحمن الرحيم

أول لقاء لشيخنا
عليُّ بنُ حسَنٍ الحَلَبِيُّ
- حفظه الله
بعد عودته من (أوكرانيا)


04 جمادي الآخرة 1430
29 أيار(مايو) 2009




إنَّ الحمْدَ للهِ، نَحمدُهُ، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِي له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.

أما بعدُ:

فإنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ مُحدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ.

وبعدُ:

فإني أحمدُ الله -عز وجلَّ- لي ولكم -جميعًا- أن استخدمنا -سبحانه وتعالى- لخدمةِ دينِه، وتعلُّم العِلم النافع، والدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-، ونحمدُه -عزَّ وجلَّ- على ما أكرمنا في هذه المجالس العلمية التي نتواصى فيها بالحقِّ والصبر، ونتواصلُ فيها بما فيه طاعةُ اللهِ وطاعة رسوله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-. ولعل إخواني يلاحظون وهنَ صَوتي؛ نتيجة السفر والجهد -وما أشبه-نسأل الله -تعالى- أن يكونَ خالصًا في سبيلِِه، وابتغاءَ مرضاتِه-، ونلاحظُ -أيضًا- أن عددًا مِن إخواننا -المواظبين معنا- لم يحضُر، ولعله لعدمِ معرفتِه لحضورِنا من سفرنا. وكما علَّمَنا رسول الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- بقولِه: " والذي نَفسي بِيَدِه؛ لا يُؤمِن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسِه "؛ نبتدئ -إن شاء الله- ونستأنف دروسَ كتابِ " الإقناع " ابتداءً من الدرس القادم -إن شاء الله -تعالى-، جاعِلين مجلسَنا هذا متعلقًا بما نحن فيه مِن مجلسٍ نتناول فيه أطرافَ العلم.

وقبل ذلك: أذكُر لإخواني نبذة عن الرحلة العلمية التي سافرتُ فيها إلى " أوكرانيا " لمدةِ خمسةِ أيام، وهي إحدى دُول الاتحاد السوفييتي السابق -كما يقولون-.
لقد كانت الدورة في شِبه مزرعة مغلقة، حضرها أكثر مِن أخ مِن طلاب العلم، أكثرهم عَرب، ولا يقل عن ثلاثين مِن إخوانِنا العجم؛ بعضهم روسيٌّ، وبعضُهم أوكرانيٌّ، ومجموعةٌ منهم مِن التَّتر. ورأيتُ أنَّ إخوانَنا المسلمين مِن التتر ومن طلبة العلم وأهل السنة حريصين جدًّا على تلقي العلم وتحصيلِه وتطلبِّه، والسؤال عنه والرغبة به.
وقد كانت الدورةُ على ثلاثة أنحاء: أما جلُّها -في نحو تسعةِ دروس- كانت تدريسًا لـ " المنظومة البيقونية " في علم مصطلح الحديث، وكان كل درسٍ قريبًا من ساعة؛ حوالي خمس وأربعين دقيقة من هذه الساعة درس، وآخر ربع ساعة -تقريبًا- مناقشة حول الدرس، واستفسارات، ودفع للإشكالات، وقد كانت -ولله الحمد- إشكالات وأسئلة واستفسارات تدل على نباهة، وتدل على حِرص، وتدل على رغبةٍ ونشاط؛ لعلي لم أرَ ذلك في بعضِ البلاد العربية، وفي بعضِ مجالسِنا العلمية -وللأسف الشديد-.

أما المسار الثاني: فكان مجالسَ عامة في الأسئلة والأجوبة والفتاوى -وما أشبه-.
وكان المسار الثالث: مجالس علمية خاصة؛ بعضها عُقِد في فضل العلم، وبعضُها عقد في أهمية الأخوة في الله، وبعضُها عُقد في خطر الفتن على المسلم، وبعضُها عُقد في بعضِ مسائل العلم الدقيقة؛ كمسألة الإرجاء والإيمان، والتي هي فِتنة مِن أعظم فتن هذا الزمان. والحق -والحق أقول-: لقد كان المجلس الذي عقدتُه لهؤلاء الإخوة في مسألةِ الإرجاء والإيمان مفيدًا لي قبل أن يكونَ مفيدًا لهم؛ فقد سألوا أسئلةً وطرحوا استفساراتٍ؛ حقيقة: أني استفدت منها شخصيًّا، و-كما يقال- كانت سببًا في إعمال الذهن، وفي قدح زناد التفكير؛ حتى شعرتُ أن بعضًا من هذه الشبهات، أو الأسئلة، أو الاستفسارات، لعله لم يطرح في مثل هذه اللقاء إلا لأول مرة.

لا أن أريد أن أطيل، وأريد أن أقول: معظم الإخوة الذين كانوا يحضرون الدرس -أو الدروس-، وقد تفرَّغوا لمدة ثلاثة أيام بلياليها -نومًا وجلوسًا، وطعامًا وشرابًا، وحبسًا للنفس-؛ لقد كانوا نخبةً طيبة مِن الطلبة كل في اختصاصِه؛ كثير منهم أطباء، كثير منهم مهندسون، كثير منهم في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه والدراسات العليا؛ مما جعلني أقول: إن دعوةَ الكتاب والسُّنة -ولله الحمد- لها قبولها بين الجهات المثقَّفة الواعية التي تعرفُ عظمةَ هذا الدِّين، ومنزلةَ هذه الدعوة التي لا تريد مِن الناس، وإنما تريد لهم. فنسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا وإياكم وإياهم والمسلمين أجمعين لِما فيه هداه، ولما فيه تقواه، ولما فيه رضاه؛ إنه -سبحانه- سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ونفتح المجال لشيءٍ من السؤال، والله الموفق على كل حال.

الأخ يقول: نريد بعضَ الأمثلة على الأسئلة المطروحة التي ذكرتَها وتتعلق بمسائل الإيمان.

حقيقة: وعدني الإخوة أن يرسلوا لي الشريط المسجل كاملاً -في نحو ساعة ونصف، أو قريب من ذلك-، و-إن شاء الله- نحاول نشره بين الإخوة لتعم الفائدة. أما أن نأتي بمثل أو مثلين؛ لأن الأسئلة -في الحقيقة- كان بعضها مرتبطًا ببعض، كنا نجيب [جوابًا] فيضعون عليه إشكالًا، فنجيب الإشكال ثم نتمم بالمثال.

أنا أضرب مثالاً واحدًا -خطر في ذِهني-: لما ورد ذِكر الحُكم على الظاهر، وموضوع العَمل، وموضوع كلمة التوحيد؛ ورد في أثناء الاستدلال حديث أسامة بن زيد -رضيَ الله عنه- عندما أراد أن يقتلَ ذلك الكافرَ في الحرب؛ فقال: (لا إله إلا الله)، فقتله، فلما بلغ الخبرُ رسول الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- قال -ماذا قال؟-: " لماذا قتلته؟ " قال: يا رسول الله! ما قالها إلا تعوُّذًا -يعني -فقط- ليتقي السَّيف-، قال: " كيف لَك بـ (لا إله إلا الله) تأتي تُحاجُّ عن صاحبها يوم القيامة؟! ". فالرسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- أقر له بكلمة التوحيد -مع أنه-الظاهر-ما قالها ضمنَ الشروط-. . [أيوا] الكلام كان -تذكرت- عن شروط كلمة التوحيد: علم، يقين، ثم إخلاص، وصدق، والانقياد، ثم المحبة، والقبول؛ هذه شروط كلمة التوحيد. هذا الذي يقاتل المسلم، وفي آخر لحظة علاه أسامة بالسيف؛ قال: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، هل هذا -في هذه اللحظة- خطر في ذهنِه، وهو -قبل دقيقة، أو أقل مِن دقيقة- كان يريد قتل [مسلمًا] -لو تيسَّر له-؛ هل خطرتْ في بالِه الشروط هذه لكلمة التوحيد -هذه- كلها؟
فكان السؤال الدقيق: أن هذا عربي، والعرب تعرف معاني الكلمات؟

فكان جوابي -عند المواجهة- مختصرًا، وعند التأمل -بعد أن تأملتُ أكثر وأكثر- توسَّع الجواب في ذهني، وهو ما أحب أن أذكره لإخواني في هذه الأمسية الطيبة: موضوع أن يعرفَ العربُ كل كلمةٍ، أو كلَّ مصطلح؛ هذا كلام غير صحيح؛ فالعرب -أولاً- متفاوتون في فهمِ اللغة العربية، وبالتالي ادِّعاء أن هذا ممَّن يفهمون اللغة العربية كما يُريدها الشرعُ الحكيم، وكما أريد بكلمةِ التَّوحيد أنْ يفهمَها المسلمون؛ هذه -ابتداءً- دعوى.

الأمر الثاني: هل الرجل الذي جاء إلى رسولِ الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- لمَّا سمعه يقول: " خمس صلواتٍ كتبهُن اللهُ في اليومِ واللَّيلةِ "، وقال: (واللهِ؛ لا أزيد على هذا وأنقُص)؛ هل هذا يفهم اللغة كما يفهمها أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعلي وعائشةُ وأبو هريرة وابن مسعود؟ الجواب: لا يمكن.

الأمر [الثالث]: في الحديث نفسِه، وفي القصة نفسِها: لو كان هذا الأمرُ -يعني- مُستحضَرًا في النفس؛ لعرف أسامة -وهو أولى أن يفهمَ لغة العرب- أن ذاك القائل قالها وهو يفهم معناها؛ وبالتالي لمَا قتله.

الأمر الرابع: أننا ألا نرى أن النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- عندما قال: " أيتكن أطولكن يدًا "، قال ذلك إشارة إلى العطاء، فصارت نساؤه يتطاولنَ بالأيدي، فهمْنَ اليد الحقيقة، والرسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يريد اليدَ التي هي يدُ البَسط، ويدُ العطاء. وعدي بن حاتم -رضي الله -تعالى- عنه- عندما نزل قولُ الله -تبارك وتعالى-: {حَتَّى يَتبيَّنَ لكُمُ الخَيطُ الأبْيَضُ مِن الخَيطِ الأسْودِ مِن الفَجرِ}؛ أمسك فَتيلتَيْن -حبلَين- حبلاً أبيض وحبلاً أسود، وصار ينظر؛ حتى قال له النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: " إنكَ لَعريضُ الوِساد "، أو " إنكَ لَعريضُ القَفا " -رضي الله عنه وأرضاه-؛ هذه إشارة إلى أن الصحابة قد لا يُدركون -يعني- بعض المعاني اللغوية بطبائعهم وبتدرُّج علومِهم -رضي الله عنهم أجمعين-، ولهم المقامُ الأوفى، والجناب الأعظم -رضي الله عنهم-؛ لكن هذا لا يؤثِّر في جنابِهم، أو مكانتهم -كما قد يتوهَّمه بعض المتربِّصين-؛ وإنما هذا إخبارٌ مَروِي، وإخبار مَنقول عن واقع؛ فادِّعاء أن هذا الذي قال -في لحظةٍ واحدة-وقد عَلاه السيف-: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) أنه قالها وهو مستحضر شروط كلمة التوحيد؛ هذا اعتداء على اللفظ، اعتداء على اللغة، اعتداء على واقع القصة الذي يَكشف غير ما ادعيتْ عليه.

ولعل الله -عز وجل- يعين أن يأتيَنا الشريط، وأن نفرِّغه ونوزعَه؛ حتى تعم الفائدةُ للجميع. والله المستعان.

من هنا لسماع المادة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تفريغات أم زيد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.