أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
69502 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-17-2011, 09:20 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Lightbulb تراجم زوجات العلماء ( إلقاء الضوء على بعض حياة شريكة العالِم الربّاني )





تراجم زوجات العلماء
( إلقاء الضوء على بعض حياة شريكة العالِم الربّاني )

جمع وترتيب
أبي معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي


الحمد لله، خَلَق فسوّى، وقدَّر فهدى، وخلق الزوجين الذكرَ والأنثى مِن نطفةٍ إذا تمنى، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله الذي كان خيرَ الناس لأهله وهو خير منّا .

أمّا بعد، قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله ( ت 1429 هـ ) في كتابه " ابن قيم الجوزية، حياته، آثاره، موارده " كلمة هامة تتعلّق بالتعريف بآل عالم، قال ( ص 37 ) :

التعرف على آل عالمٍ ما، يُلقي الضوء على شخص ذلك العالم ومدى اتجاهه واستعداده، وذلك لِما للآل والبيئة التي يعيش فيها الإنسان من تأثير عجيب على تكوينه وانطباعاته وميوله . اهـ .

وأثناء قراءتي لكتاب " الإمام يوسف بن عبد الهادي وآثاره الفقهية " لد . صفوت عبد الهادي، مَرَّ معي أن ابن عبد الهادي ( ت 909 هـ ) ترجم لزوجته بلبل في كتابٍ مفرد سمّاه " لقط السنبل في أخبار بلبل "، فخطر في بالي أن أفتتح هذا الموضوع لأُلْقِي الضوء على حياة شريكة العالِم الربّاني التي كانت عوناً له في حياته ومسيرته العلمية، وها أنا أبدأ مستعيناً بالله عز وجل، مبتدئاً بذكر من ترجم من العلماء لزوجاتهم أولاً :


1 – سَفْرَى، زوجة تقي الدين أحمد بن علي المقريزي ( ت 845 هـ ) :

ترجم لها زوجها المقريزي في " درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " ( 2 / 79 ) فقال :
سفرى ابنة عمر بن عبد العزيز بن عبد الصمد، وُلِدَت بالقاهرة في صفر سنة سبعين وسبع مئة، وعقدتُ نكاحها يوم الخميس خامس عَشْرِي شوال سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وبنيتُ عليها بعد ذلك، ووُلِدَ لي منها ابني أبو المحاسن محمد في يوم الأحد تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وسبع مئة، ثم طلّقتها حادي عشر شهر رمضان من السنة المذكورة، فقدّر الله سبحانه مراجعتها والبناء عليها ثانياً في ليلة الأربعاء ثاني عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وسبع مئة، فرأيتُ تلك الليلة كأن شخصاً على فراشي ينشدني :

أحسنُ ما كنّا تفرقنا ......... وخاننا الدهر وما خُنّا
فليت ذا الدهر لنا مرة ........ عاد لنا يوماً كما كُنّا

فانتبهتُ مذعوراً، وتخيّلت أنها لا تقيم عندي سوى عامين، فوُلِدَ لي منها ابني أبو هاشم علي في يوم الأحد رابع عشري ذي الحجّة سنة تسع وثمانين وسبع مئة، فلمّا كانت في شهر ربيع الأول سنة تسعين وسبع مئة مرِضَت، فبِتُّ مُنَكد الخاطر، فرأيتُ شخصاً ينشدني :

فالعين بعدهم كأن حداقها ......... سُملت بشوك فهي عور تدمع

فاستيقظتُ وقد غلب على ظني أنها تموت من مرضها، فكان كذلك، وماتت عشية الأربعاء من السنة المذكورة رحمها الله .
واتُّفِقَ أني كنتُ أكثر الاستغفار لها بعد موتها، فأُريتُها في بعض الليالي وقد دَخَلت عليَّ بهيئتها التي كفنتها بها، فقلتُ لها – وقد تذكّرتُ أنها ميتة - : يا أم محمد، الذي أُرسِله إليكِ يصل ؟ أعني استغفاري لها،
فقالت : نعم يا سيدي، في كل يوم تصل هديتك إليَّ،
ثم بكت وقالت : قد علمت يا سيدي أني عاجزة عن مكافأتك، فقلتُ لها : لا عليكِ، عمّا قليل نلتقي .

وكانت غفر الله لها – مع صغر سنها – مِن خير نساء زمانها عِفّة وصيانة وديانة وثقة وأمانة ورزانة، ما عُوّضتُ بعدها مثلها .

أبكي فراقهم عيني فأرَّقها ......... إن التفرّق للأحباب بكّاء
ما زال يعدو عليهم صرف دهرهم ........ حتى تفانوا وصرف الدهر عدّاء

جمعنا الله بها في جنته، وعمّنا بعفوه ومغفرته .


2 – بلبل بنت عبد الله، زوجة جمال الدين يوسف بن حسن ابن عبد الهادي ( 840 – 909 هـ ) :

قال د . صفوت عبد الهادي في كتابه " الإمام يوسف بن عبد الهادي وآثاره الفقهية " ( ص 215 / ط . دار النوادر ) : تزوج شيخنا من السيدة بلبل بنت عبد الله، وكانت من فُضْلَيات نساء عصرها، وقد أجازها أكثر مؤلفاته ومسموعاته، وتوفيت رحمها الله في طاعون سنة 883 هـ ، تأثّر شيخنا لموتها، فخلّدها في كتاب سمّاه " لقط السنبل في أخبار بلبل " ( مخطوط 3186 ظاهرية )، ويقع في 8 ورقات، قال فيه بعد أن ذكر أقوال النحاة، وساق جملة من الأحاديث بسندها في طائر البلبل :

" وكانت مباركة ديّنة خيّرة، فوُلِدَت لي ولدي عبد الهادي، وبنتاً سميتها عائشة، ثم إنها توفيت في طاعون سنة 883 هـ ، وأقامت عندي مدة عشر سنين، لم تخرج من بيتي ، حتى إن أخي تزوّج، فطلب منِّي أن تحضر عرسه، فامتنعت، ووُبِّخَت على ذلك، فلم تسمح، وقالت : أنا حلفت أني ما أخرج من هذا البيت إلا أن أكون ميتة !
ولها في عدم الخروج حكايات كثيرة مختلطة بأمور غريبة، ولم تخرج، ومن بعض أخبارها ...، وكانت حرّة . اهـ .

قال أبو معاوية البيروتي : سبحان الله ! عشر سنوات لم تخرج من بيتها، مطيعة لأمر ربِّها بالقرار في بيتها، وبعض الأخوات الملتزمات يخرجن من بيتهنّ يوميًّا لساعات لحاجة وغير حاجة، وقد قال النبي : " المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من ربِّها وهي في قعر بيتها " .
ولو يرفع لنا أحد الإخوة هذا المخطوط لنطّلع أكثر على أخبار زوجة الإمام ابن عبد الهادي رحمهما الله، وجزاه الله خيراً .

3 - أم فاطمة عائشة ، زوجة الحافظ جمال الدين المزي :

ترجم لها زوج ابنتها الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " فقال : في سنة 740 هـ ، وفي أول شهر جمادى الاولى توفيت الشيخة العابدة الصالحة العالمة قارئة القرآن أم فاطمة عائشة بنت إبراهيم بن صديق زوجة شيخنا الحافظ جمال الدين المزي عشية يوم الثلاثاء مستهل هذا الشهر وصلي عليها بالجامع صبيحة يوم الاربعاء ودفنت بمقابر الصوفية غربي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهم الله .

كانت عديمة النظير في نساء زمانها لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن العظيم بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح، يعجز كثير من الرجال عن تجويده، وختمت نساء كثيرا، وقرأ عليها من النساء خلق وانتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها، مع طول العمر بلغت ثمانين سنة أنفقتها في طاعة الله صلاة وتلاوة، وكان الشيخ محسناً إليها مطيعاً، لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعا وشرعا فرحمها الله وقدس روحها، ونور مضجعها بالرحمة آمين .

ودفن الحافظ المزّي إلى جانب زوجته المرأة الصالحة الحافظة لكتاب الله، عائشة بنت إبراهيم بن صديق، غربي قبر تقي الدين بن تيمية رحمهم الله أجمعين .


4 -
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.