التعريف بآل الحافظ الإمام أبي عبد الله الذهبي ( ت 748 هـ ) / عائلة علماء ومحدّثين

[أبو معاوية البيروتي]

التعريف بآل الحافظ الإمام أبي عبد الله الذهبي ( ت 748 هـ ) / عائلة علماء ومحدّثين

أما بعد، فهذا تعريف بآل الحافظ الإمام محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الذهبي رحمه الله، ومن الفائدة أن أذكر أن الحافظ الذهبي قد ألّف سيرة عن نفسه، ذكرها السخاوي في " الجواهر والدرر " عند الكلام على من ألّف السير المفردة، ومما يحزن أنها مفقودة، والله المستعان، وإلا فلو توفّرت بين أيدينا لعلمنا الكثير عن حياة هذا الإمام ممّا لم يذكره في مؤلفاته .
ولنشرع الآن في التعريف بآله :


1 – والده أحمد بن عثمان :
ترجم له الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( وفيات سنة 697 هـ ) فقال :
أحمد بن عثمان بن قايماز بن أبي محمَّد. عبد الله التركماني، الفارقي الأصل، الدمشقي، الذهبي المعروف بالشهاب، والدي، أحسن الله جزاءه. ولد سنة اثنتين وأربعين وست مئة بدمشق، وبلغ الحلم في سنة هولاكو، وبرع في صنعة الذهب المدقوق وتميز فيها. وسمع ' صحيح البخاري ' في سنة ست وستين وست مئة على المقداد القيسي، عن سعيد بن الرزاز، عن أبي الوقت. وأجاز له تقي الدين ابن أبي اليسر، وجمال الدين بن ملك، وجماعة. وسمع معي ببعلبك من التاج عبد الخالق، وزينب بنت كندي، وجماعة. وقد استفك من عكا مرتين، وأعتق غلامين وجارية، وأرجو أن الله قد أعتقه من النار بذلك وببره وصدقته ومروءته، وخوفه من الله، ولزومه للصلوات، ورحمته للضعيف، وصحة إيمانه، وثناء سائر من يعرفه عليه يوم جنازته ظاهراً وباطناً فيما علمت. وقد حج سنة ثمان وسبعين حجة الإسلام. وتوفي صبيح يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر، وصلى عليه قاضي القضاة بدر الدين الخطيب، وشيعه إلى المصلى الشمالي جمع مبارك، منهم شيخنا ابن تيمية، وشيخنا برهان الدين الإسكندري ودفناه بالجبل بتربة اشتراها لنفسه . اهـ .

2 – عمته ست الأهل بنت عثمان، أم محمد :
ترجم لها الذهبي في " معجم شيوخه "، وذكر أنها حصلت على الإجازة من ابن أبي اليسر وجمال الدين بن مالك وزهير بن عمر الزرعي وجماعة آخرين، وسمعت من عمر ابن القواس وغيره، وروى الذهبي عنها .
ولدت سنة 653، وتوفيت سنة 729 .
قال أبو معاوية البيروتي : استفدت هذه الترجمة من " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " ( ص 79 ) .

3 – خاله علي بن سنجر :
ترجم له الذهبي في " معجم شيوخه " فقال :
علي بن سنجر بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي الذهبي، الحاج المبارك أبو إسماعيل، خالي .
مولده في سنة 658، وسمع بإفادة مؤدّبه ابن الخباز من أبي بكر بن الأنماطي وبهاء الدين أيوب الحنفي وست العرب الكندية، وسمع معي ببعلبك من التاج عبد الخالق وجماعة، وكان ذا مروءة وكد على عياله وخوف من الله .
توفي في 23 رمضان سنة 736 . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : استفدت هذه الترجمة من " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " ( ص 80 ) .


4 – زوجته فاطمة بنت محمد :
ترجم لها ابن حجر في " الدرر الكامنة " فقال :
فاطمة بنت محمد بن نصر الله بن القمر الدمشقية زوج الحافظ الذهبي، سمعت بإفادته من محمد بن مشرف وإبراهيم المخزومي وهدية بنت عسكر وغيرهم، وروى عنها ولدها أبو هريرة وغيره، وماتت في سنة ... وخمسين وسبع مئة.



5 - ابنه الأكبر عبد الله أبو الدرداء :
ترجم له ابن حجر في " الدرر الكامنة " فقال :
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان الفارقي أبو الدرداء ابن الحافظ الذهبي ولد سنة ...وأحضره أبوه على ابن الموازيني وأسمعه من محمد بن يعقوب بن الجرائدي وفاطمة بنت جوهر وخلق كثير وحدث سمع منه ابن سند وغيره ومات في ذي الحجة سنة 754، وعاش اخوه أبو هريرة بعده 45 سنة. اهـ .



6 - ابنه الأصغر عبد الرحمن أبو هريرة :
ترجم له تلميذه ابن حجر في " انباء الغمر " ( وفيات سنة 799 هـ ) فقال :
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الأصل الدمشقي أبو هريرة بن الذهبي شهاب الدين ابن الحافظ شمس الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل الدمشقي أبو هريرة ، ابن الحافظ أبي عبد الله الذهبي مسند الشام في عصره ، أحضره أبوه على وزيرة بنت المنجا والقاضي سليمان وإسماعيل ابن مكتوم ثم علي أبي بكر بن عبد الدائم وأسمعه من عيسى المطعم وابن الشيرازي وابن مشرف ويحيى بن سعد والقاسم ابن عساكر وأهل عصره فأكثر عنهم ، وخرج له أبوه أربعين حديثا ، وحدث بها في حياة أبيه سنة سبع وأربعين وسبع مئة ، وحدث في غالب عمره ، وكان صبورا على الأسماع محبا لأهل الحديث والروايات ويذاكر بأشياء حسنة ، وأم بجامع كفر بطنا عدة سنين ، وأضر بأخرة ، وتفرد بكثير من الشيوخ والروايات ، وأجاز لي غير مرة ، مات في ربيع الأول بقرية كفر بطنا ، وله إحدى وثمانون سنة .

وترجم له تلميذه الفاسي ترجمة مطوّلة في " ذيل التقييد " قال فيها :
وعمر طويلا وأسمع قديما وقرأ على والده بنفسه وحدث قديما سمع عليه الفضلاء سمعت عليه الكثير.
ومات سنة تسع وتسعين وسبع مئة كفربطنا من غوطة دمشق وحمل فدفن بها من باب الصغير ومولده في سنة عشرة وسبعمائة في ربيع الأول .
قلت سمع عليه غير واحد من أشياخنا منهم عبد الكافي بن الجوبان الذهبي حدثنا عنه انتهى.
وأجاز لشيخنا القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن حجر العسقلاني ولشيخنا أبي الفتح بن أبي بكر بن الحسين العثماني المراغي قلت وأجاز لجمع جم من مشايخنا . اهـ .

قال أبو معاوية البيروتي : ذكر الذهبي في " ذيله على تاريخ الإسلام " سماع ابنيه من عددٍ من المشايخ .

7 - ابنته أمة العزيز :
ترجم لها ابن حجر في " انباء الغمر " ( وفيات سنة 785 هـ ) فقال :
أمة العزيز بنت الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، حضرت على عيسى المطعم وغيره ، وسمعت من الحجار وجماعة وحدثت . اهـ .

8 - حفيده محمد ابن عبد الرحمن ابن الذهبي :
ترجم له السخاوي في " الضوء اللامع " فقال :
محمد بن أبي هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشمس أبو عبد الله التركماني الأصل الدمشقي ثم الكفر بطناوي ويعرف كسلفه بابن الذهبي . ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة وأسمعه جده الكثير منه ومن زوجته فاطمة ابنة محمد بن القمر والحافظ المزي والشهاب أحمد بن علي بن حسن الجزري وزينب ابنة الكمال وأبي بكر بن محمد بن أحمد بن عنتر السلمي وفاطمة ابنة عبد الرحمن الدباهي وخلق ، وأجاز له أبو حيان وغيره من مصر . قال شيخنا : وكان من شيوخ الرواية لقيته بدمشق فقرأت عليه ، ومات في الكائنة العظمى في حادي عشري جمادى الأولى سنة ثلاث ( أي وثمان مئة )
قيل قتلاً بالعقوبة وقيل بل ضربت عنقه صبراً ، وكان ببلده كفر بطنا فأخذه العسكر التمري .
ذكره في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده، روى لنا عنه جماعة. اهـ .


9 - حفيده عبد القادر ابن أمة العزيز بنت الحافظ الذهبي :
ترجم له الفاسي في " ذيل التقييد " فقال :
عبد القادر بن محمد بن علي بن عمر بن نصر الله بن عبد الله الدمشقي الفرا المعروف بابن القمر وهو لقب جد أبيه عمر أبو محمد سبط الحافظ الذهبي.
سمع من عبد الله بن الحسين بن أبي التائب جزءا فيه أحد عشر مجلسا من أمالي أبي جعفر التجيدي حضره عليه في الثانية وسمع على أحمد بن علي الجزري الأول والثاني من تفسير سفيان الثوري رواية أبي حذيفة النهدي والغالب من مسند الفريابي.
ومن زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم جزء علي بن حرب الطائي والرابع من أمالي المحاملي والخامس من حديث أبي الحسن الحمامي وغير ذلك.
ومن أبي بكر بن عنتر الجزء السابع من حديث المزكي.
ومن جده لأمه الحافظ الذهبي جزءا فيه منتقى من المغازي لأبي عبد الله محمد بن عائذ الكاتب وجزءا فيه ثلاثة مجالس من أمالي أبي بكر النجاد.
ومن زوجه فاطمة بنت محمد بن القمر.
ومن عبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار والأربعين البلدانية للحافظ أبي علي البكري.
وحدث، سمع منه شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر وابن عمه أبو الطيب .
وأجاز لجماعة من أشياخنا منهم العالم الرباني أبو الفتح بن أبي بكر بن الحسين المراغي والسيدة الشريفة أم الهدى ابنة السيد أبي الفتح محمد بن أحمد الحسني الفاسي.
مات في كائنة دمشق في شهر رجب سنة ثلاث وثمانمائة ومولده في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وسبع مئة . اهـ .


10 - ابن خاله إسماعيل بن علي بن سنجر :
ترجم له ابن حجر في " الدرر الكامنة " فقال :
إسماعيل بن علي بن سنجر بن عبد الله الدمشقي الذهبي ولد سنة 689 أو التي بعدها وسمع الكثير بإفادة ابن عمته الحافظ شمس الدين الذهبي من عمر بن القواس وابن عساكر وغيرهما سمع منه ابن رافع وشيخنا وغيرهما وأرخوه في شعبان سنة 761.
وترجم له الفاسي في " ذيل التقييد " فقال :
إسماعيل بن علي بن سنجر الدمشقي المعروف بالذهبي.
سمع بإفادة قريبه الحافظ الذهبي على عمر بن القواس معجم ابن جميع وجزء محمد بن زيد بن عبد الصمد.
وعلى الشرف أحمد بن هبة الله بن عساكر مشيخته وهو خال الحافظ شمس الدين الذهبي. وأجاز لشيخنا عز الدين محمد بن ابي بكر بن جماعة.
ومات في سنة إحدى وستين وسبع مئة بدمشق. اهـ .



11 - بنت خاله زينب بنت علي بن سنجر :
ترجم لها ابن حجر في " الدرر الكامنة " فقال :
زينب بنت علي بن سنجر الدمشقية بنت الذهبي خال الذهبي الحافظ سمعت من أبي جعفر بن الموازيني جزء السقاء الواسطى ومن القاسم بن عساكر مشيخته تخريج البعلي وحدث عنها أبو حامد بن ظهيرة بدمشق وماتت في سنة ... اهـ .

[أبو معاوية البيروتي]

ومن الفائدة أن أذكر أن الحافظ الذهبي قد ألّف سيرة عن نفسه، ذكرها السخاوي في " الجواهر والدرر " عند الكلام على من ألّف السير المفردة، ومما يحزن أنها مفقودة، والله المستعان، وإلا فلو توفّرت بين أيدينا لعلمنا الكثير عن حياة هذا الإمام ممّا لم يذكره في مؤلفاته .

[عبد الرحمن النجدي]

جزاكم الله خيراً

إفادات طيبة

[أبو معاوية البيروتي]

12 - حفيد الذهبي عبد الله بن عمر :

أمه صالحة بنت أبي هريرة ابن الذهبي
ترجم له السخاوي في " الضوء اللامع " ( 2 / 440 ) فقال :

عبد الله بن عمر بن الفقيه إسماعيل بن أحمد الكفربطناوي الدمشقي، سبط أبي هريرة بن الحافظ الذهبي أمه صالحة، ويعرف بابن الفقيه إسماعيل ويلقب بالفيل لعمله صورة فيل من ثلج. ولد في سنة خمس وتسعين وسبعمائة أو قبلها بكفر بطنا من غوطة دمشق، وأخبرنا أنه سمع على جده لأمه ولكن لم يعرف المسموع، نعم أنه أخبر أنه قرأ عليه الفاتحة ومن الرحمن إلى آخر القرآن، أجاز لنا وكان مذكوراً في بلده بالخير والثقة. مات قريب الستين ( أي وثمان مئة ).

[أبو معاوية البيروتي]

ثلاث فوائد عن آل الذهبي :

* أخو الإمام الذهبي لأمِّه من الرضاعة

ترجم ابن حجر في " الدرر الكامنة " ( 3 / 73 ) لـ :

على بن إبراهيم بن داود ابن العطار الدمشقى علاء الدين أبو الحسن ابن العطار، تلميذ النووي، كان أبوه عطّاراً يلقب موفق الدين وجده طبيباً، ولد سنة 654 وسمع على أحمد بن عبد الدائم وإسماعيل بن أبى اليسر والكمال بن عبد وابن أبي الخير وجمال الدين ابن مالك وابن النشبى والكمال ابن فارس وغيرهم، وأخذ عن ابن مالك وغيره، وسمع بالحرمين ونابلس والقاهرة من عدة أشياخ يزيدون على المئتين،
وخرج له أخوه لأمه من الرضاعة الشيخ شمس الدين الذهبي معجماً، وهو الذى استجاز للذهبي سنة مولده فانتفع الذهبى بعد ذلك بهذه الإجازة . اهـ .

* ترجمة قايماز بن الشيخ عبد الله التركماني الفارقي، جد والد الحافظ الذهبي

ترجم له الذهبي في " جزء فيه أهل المئة " ( ص 86 / ط . دار ابن حزم ) فقال : جد أبي، قال ابن عم والدي علي بن فارس النجار : توفي جدنا عن مئة وتسع سنين .
قلت ( أي الذهبي ) : عَمَّر وأضَرَّ بآخرة، وتوفي سنة إحدى وستين وست مئة . اهـ .

* اعتناء الذهبي كثيراً بتسميع أولاده

قال الفاسي ( ت 832 هـ ) في " تعريف ذوي العلا بمن لم يذكرهم الذهبي في النبلا " : قرأ الذهبي بكفربطنا الحديث لابنه شيخنا أبي هريرة عبدالرحمن وغيره من أولاده، وقد عُنِيَ كثيراً بتسميع أولاده، وانتفع الناس بما سمّعه لهم . اهـ .

[أبو معاوية البيروتي]

ترجم الذهبي لعمته في " معجم شيوخه الكبير " فقال :
سِتُّ الأَهْلِ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ قَايِمَازَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أُمُّ مُحَمَّدٍ عَمَّتِي الْحَاجَّةُ
مَوْلِدُهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ وَهِيَ أُمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ.
أَجَازَ لَهَا ابْنُ أَبِي الْيُسْرِ، وَجَمَالُ الدِّينِ بْنُ مَالِكٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ عُمَرَ الزُّرْعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَسَمِعَتْ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْقَوَّاسِ، وَغَيْرِهِ.
أُقْعِدَتْ مُدَّةً، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ فِي شَعْبَانَ.
أَخْبَرَتْنَا عَمَّتِي سُتَيْتٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْيُسْرِ ...، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فَقْمَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ فَرْدٌ.
قَرَأْتُهُ عَلَيْهَا لابْنِيْ أَبِي هُرَيْرَةَ

[أبو معاوية البيروتي]

ابنه الأصغر عبد الرحمن أبو هريرة :
ترجم له تلميذه ابن حجر في " انباء الغمر " ( وفيات سنة 799 هـ ) فقال :
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني الأصل الدمشقي أبو هريرة بن الذهبي شهاب الدين ابن الحافظ شمس الدين عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأصل الدمشقي أبو هريرة ، ابن الحافظ أبي عبد الله الذهبي مسند الشام في عصره ، أحضره أبوه على وزيرة بنت المنجا والقاضي سليمان وإسماعيل ابن مكتوم ثم علي أبي بكر بن عبد الدائم وأسمعه من عيسى المطعم وابن الشيرازي وابن مشرف ويحيى بن سعد والقاسم ابن عساكر وأهل عصره فأكثر عنهم ، وخرج له أبوه أربعين حديثا ، وحدث بها في حياة أبيه سنة سبع وأربعين وسبع مئة ، وحدث في غالب عمره ، وكان صبورا على الأسماع محبا لأهل الحديث والروايات ويذاكر بأشياء حسنة ، وأم بجامع كفر بطنا عدة سنين ، وأضر بأخرة ، وتفرد بكثير من الشيوخ والروايات ، وأجاز لي غير مرة ، مات في ربيع الأول بقرية كفر بطنا ، وله إحدى وثمانون سنة .

وترجم له تلميذه الفاسي ترجمة مطوّلة في " ذيل التقييد " قال فيها :
وعمر طويلا وأسمع قديما وقرأ على والده بنفسه وحدث قديما سمع عليه الفضلاء سمعت عليه الكثير.
ومات سنة تسع وتسعين وسبع مئة كفربطنا من غوطة دمشق وحمل فدفن بها من باب الصغير ومولده في سنة عشرة وسبعمائة في ربيع الأول .
قلت سمع عليه غير واحد من أشياخنا منهم عبد الكافي بن الجوبان الذهبي حدثنا عنه انتهى.
وأجاز لشيخنا القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن حجر العسقلاني ولشيخنا أبي الفتح بن أبي بكر بن الحسين العثماني المراغي قلت وأجاز لجمع جم من مشايخنا . اهـ .

قال أبو معاوية البيروتي : ذكر الذهبي في " ذيله على تاريخ الإسلام " سماع ابنيه من عددٍ من المشايخ .

قال السخاوي في " الإعلان بالتوبيخ " عند كلامه على أن من شروط المؤرخ العدالة والتحرّي : وقد يكون حبّه له قريباً له كأب أو ابن .... ونحوه قول الذهبي في ولده أبي هريرة أنه حفظ القرآن ثم تشاغل عنه حتى نسيه. اهـ .

ولا أدري أين ذكر الذهبي هذا الكلام .

[أبو معاوية البيروتي]

سأل د. بشار عواد معروف أحد الإخوة: لمَ الذهبي لم يترجم ولم يذكر اسم والدته؟
فقال: لعل سبب ذلك أنها ليست من أهل العلم لكنه ذكر أخواله.
وأنا ذكرتُ والدتي في بعض كتبي رغم أنها عامية لإتقانها قراءة القرآن.

* نقله ياسر الثميري

[أبو معاوية البيروتي]

قال د. بشار عواد معروف في مقدمته على ((سير أعلام النبلاء)): يبدو أن جد أبيه قايماز قضى حياته في مدينة ميافارقين، وتوفي سنة 661 ه وقد جاوز المئة، قال الذهبي: " قايماز ابن الشيخ عبد الله التركماني الفارقي جد أبي.
قال لي ابن عم والدي علي بن فارس النجار: توفي جدنا عن مئة وتسع سنين.
قلت: عمر، وأضر بأخرة، وتوفي سنة إحدى وستين وست مئة "، وكان قد حج.
وكان جده فخر الدين أبو أحمد عثمان أمّيًّا لم يكن له حظ من علم، قد اتخذ من النجارة صنعة له، لكنه كان " حسن اليقين بالله ".
ويبدو أنه هو الذي قدم إلى دمشق، واتخذها سكناً له، وتوفي بعد ذلك بها سنة 683 ه وهو في عشر السبعين.

[أبو معاوية البيروتي]

قال الذهبي في تاريخ الإسلام: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبّاس بْن مُحَمَّد بن عنان، الشيخ الصالح، أبو الفرج الدمشقي الخبّاز، (ت 684 هـ)
زوج جدّتي.
كَانَ رجلًا صالحًا، خيِّرًا، تاليًا لكتاب اللَّه. لَهُ بيت وفرنٌ بحِكْر العنّابة، وكنت أفرح بالمبيت عنده للفُرْجة عَلَى العسكر وغير ذَلِكَ.
روى عَنْ ابن الزّبيْديّ والفخر الإربليّ والضياء المقدسي. قال ابن أبي الفتح: هو ابن عم والدتي. وذكر أنّه سَمِعَ منه " الثّلاثيات ".
قلت: سَمِعَ منه البِرْزاليّ، وغيره. وتُوُفّي بقرية السمُّوقة من الغوطة فِي نصف رجب. وكان من أبناء السّبعين، وبقي فِي صُحبة أمّ أَبِي ثلاثين سنة. ثمّ تُوُفيت بعد وفاة جدي لأمي، فتزوج بجدتي لأمي.