أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
49011 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-14-2011, 01:16 PM
أبو الوليد المغربي أبو الوليد المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 236
افتراضي مناقشة الأستاذ سعيد الكملي المغربي في بعض كلامه حول الأسماء والصفات

مند مدة كنت أتابع إحدى دروس الأستاذ سعيد الكملي المغربي في شرح موطأ مالك على قناة السادسة المغربية.ولما وصل إلى حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم الذي قالت فيه

"جاءت أم سليم - امرأة أبي طلحة - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، إذا رأت الماء ".

فتطرق إلى صفة الحياء لله تعالى فرأيته قد خلط الأمور ولم يوضح منهج أهل السنة ولم ينتصر له
فدفعني ذلك إلى البحث عن هذا الدرس وقد قمت بتفريغه حرفيا من أوله إلى آخره وهو عندي صوتيا
وهو موجود على موقع يوتوب صوتا وصورة ولعل أحد الإخوة يقوم بتحميله على بعض المواقع ويضعه في هذه الصفحة.



قال :

"وهنا العلماء يتحدثون عن صفة الحياء لله تعالى "إن الله لا يسحيي من الحق" وهذا وإن جاءت الصفة في سياق النفي فليس نفيا مطلقا إنما هو نفي مقيد فيتكلمون عن صفة الحياء.ولماذا يتكلمون عنها ؟؟ لأن الأصل عند المسلمين أن الله" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".فإذا جاء شيء في الكتاب أو الحديث من صفات الباري سبحانه مما ظاهره يدل على مماثلة بين الخالق والمخلوق العلماء يتحدثون عن هذا لينفوا توهم المماثلة استمساكا بقوله تعالى "ليس كمثله شيء". ومن أين تتطرق المماثلة؟؟؟ من حيث أنهم يفسرون الحياء بما يستحيل على الله تعالى.
الراغب الأصفهاني يقول في تعريف الحياء: "انقباض النفس خشية الوقوع في القبيح".وقال الكفوي:"هو انقباض النفس خوف الملامة".
وكل من عرف الحياء إنما يعرفه بمثل هذا.وهذا الحياء بهذا المعنى لا يمكن أن يضاف إلى الله تعالى.وفي مثل هذا ينشد قول المقري في "إضاءة الدجنة".
"واللفظ إن أوهم غير اللائق…….بالله كالتشبيه بالخلائق.
فاصرفه عن ظاهره….."
فبعض العلماء يصرف هذا اللفظ .يصرف معنى الحياء عن ظاهره فيؤولون الحياء بالترك اللازم للحياء .لأن من استحيى من شيء تركه فيؤولون الحياء بلازمه ويكون هذا نوعا من أنواع المجاز.
وبعض العلماء لايؤول ويقول هذه الظواهر التي فيها إيماء المشابهة يجب أن تمر كما جاءت .أمروها كما جاءت.مع الاستمساك بنفي المماثلة عما في الشاهد لأن الله تعالى "ليس كمثله شيء". وهذا طبعا أسلم. وفي مثله قال الإمام مالك لما سئل عن الإستواء "الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة". فنقول الحياء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة أمروها كما جاءت.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود"إن ربكم تعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن بردهما صفرا".

هذه الأحاديث من نعيش بين ظهرانيهم يتعاملون معها معاملة غريبة.بعض من يعاش بين ظهرانيهم وليس الجميع.لا يتجاوزون مسائل الخلاف بين أهل العقائد .ما هو الحياء؟؟هل يجب التأويل؟؟هل يجب ترك التأويل؟؟ هل يجب الإجراء على الظواهر؟؟.هذه المسألة تتدواول وتتدارس في المجالس العلمية بين الطلبة.لكن ما المنبغي من هذا الحدبق ما ثمرته ما الأثر المترتب عليه؟؟الإمعان في الدعاء .

لما تعلم أن ربك يستحيي إذا رفعت إليه يديك أن يردهما صفرا.ثمرته أن يحملك هذا ويثيرك ويؤزك أزا إلى كثرة رفع اليدين إلى الله سبحانه لأنه لا يرد من رفع يديه إليه".



ومن بين الملاحظات على كلامه.

1-عرضه لقول الأشاعرة وشبهاتهم بنوع من القوة واستدلاله لهم والإطالة والإطناب في عرض شبهاتهم. بينما عرض قول أهل السنة بنوع من البرودة والوهاء والإختصار المخل.

2-سوقه للمسألة وكأنها خلاف معتبر بين العلماء فعبر عن طائفة المؤولة بقوله "وهنا العلماء يتحدثون". مما يوهم أن أكثر العلماء اختاروا تأويل صفات الباري سبحانه.وعبر عن أهل السنة بقوله "وبعض العلماء".مما يوهم أن فئة قليلة من العلماء هي التي اختارت إجراء صفات الله على ظواهرها مع نفي المماثلة.

3-قوله عقب سوقه لكلام أهل السنة في الصفات "وهذا أسلم".وهذا غير كاف فعوض أن يقول وهذا هو الحق قال هذا أسلم .وقوله هذا لا يدل من قريب ولا بعيد أن كلام أهل السنة هو الحق بل قال هو أسلم فقط .وخصوصا أن كثيرا من الناس في بلادنا عندهم تلك القاعدة الباطلة "مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم وأعلم".فقد يأخذون كلامه على هذا المحمل.

وقوله هذا أشبه بمذهب الشيخ طاهر الجزائري الغريب في مسألة الأسماء والصفات في كتابه "الجواهر الكلامية". الذي يقول فيه " مذهب السلف أسلم وأحكم.وأما مذهب الخلف فإنه يسوغ الأخذ به عند الضرورة ".

4-قوله"هذه الأحاديث من نعيش بين ظهرانيهم يتعاملون معها معاملة غريبة.بعض من يعاش بين ظهرانيهم وليس الجميع.لا يتجاوزون مسائل الخلاف بين أهل العقائد .ما هو الحياء؟؟هل يجب التأويل؟؟هل يجب ترك التأويل؟؟ هل يجب الإجراء على الظواهر؟؟.هذه المسألة تتدواول وتتدارس في المجالس العلمية بين الطلبة.لكن ما المنبغي من هذا الحديث ما ثمرته ما الأثر المترتب عليه؟؟الإمعان في الدعاء .".

أقول كلامك هذا نقضته في أول الكلام بحيث تطرقت إلى الخلاف بين أهل العقائد وماذا يضرك لو ذكرت قول أهل السنة فقط من المالكية كابن عبر البر وابن أبي زيد وابن أبي زمنين وغيرهم من دون عرض شبهات الأشاعرة ثم تركها من دون رد ولا نقد.

5-واعلم أن هذا الحديث وأمثاله لا يستفاد منه الحث على الدعاء فقط بل أعظم من ذلك معرفة صفات الباري سبحانه والتعبد لله بها بالتوسل إليه بأسمائه وصفاته .

ولعل الأستاذ سعيد الكملي ورث هذا التذبذب في العقيدة من شيخه محمد الحسن ولد الددو الذي عنده من مثل هذا الشيء الكثير.

فيجب على الأستاذ سعيد الكملي أن يبين الحق وأن لا يخشى في الله لومة لائم وليتق الله فيمن يحضر دروسه من العوام وطلبة العلم المبتدئين والناس الذين يشاهدونه عبر القنوات من أن يرثوا هذا التذبذب في العقيدة أو أن يصيروا أشاعرة خلصا بسبب عرضه شبهات الأشاعرة من دون نقضها.

__________________
روي عن وهب منبه رحمه الله قوله :{ العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ، وهذا ; لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه فيزداد خوفا .}
المصدر: "مكاشفة القلوب".أبو حامد الغزالي. ص:176
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-14-2011, 02:05 PM
أبو الوليد المغربي أبو الوليد المغربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 236
افتراضي

وقد كنت عرضت كلامه على الشيخ علي الحلبي قبل أن أنزل الموضوع على المنتدى .


فقال لي الشيخ حفظه الله : "لا شك أن في كلامه خلطا!! ".
__________________
روي عن وهب منبه رحمه الله قوله :{ العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا فتشربه الأشجار بعروقها فتحوله على قدر طعومها فيزداد المر مرارة والحلو حلاوة ، فكذلك العلم يحفظه الرجال فتحوله على قدر هممها وأهوائها ، فيزيد المتكبر كبرا والمتواضع تواضعا ، وهذا ; لأن من كانت همته الكبر وهو جاهل فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به فازداد كبرا ، وإذا كان الرجل خائفا مع علمه فازداد علما علم أن الحجة قد تأكدت عليه فيزداد خوفا .}
المصدر: "مكاشفة القلوب".أبو حامد الغزالي. ص:176
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-25-2012, 10:25 PM
حسين فراج حسين فراج غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 2
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-04-2013, 07:20 PM
عبد الله السنّي. عبد الله السنّي. غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 996
افتراضي

أحسنت .
جزاك الله خيرا.
__________________
قال الإمام الشافعي :
(( لا يحيط باللغة إلا نبي )).
تحفة المنهاج بشرح المنهاج.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-04-2013, 09:08 PM
إبراهيم بن عمر اليسري إبراهيم بن عمر اليسري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 371
افتراضي

السـؤال:
ورد في حديثِ أبي واقدٍ اللّيثيِّ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ: فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللهِ فَآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ»(٢- أخرجه البخاري في «العلم» باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ومن رأى فرجة في الحلقة فجلس فيها (66)، ومسلم في «الآداب» (2176)، من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه.)؟
فهل يجوز أن يوصفَ اللهُ تعالى بالاستحياءِ والإعراضِ؟ وهل يجوز تأويلُ صفةِ الاستحياءِ في الحديثِ بأنّ اللهَ تعالى ترك عقابَه ولم يحرمْه من الثّوابِ، وتأويلُ صفةِ الإعراضِ بأنّ اللهَ سخط عليه وحرمه من الثّوابِ؟ فإنْ كان الجوابُ بالنّفيِ، فكيف نوجّه كلامَ الشّيخِ عبدِ الحميدِ بنِ باديسَ -رحمه الله- حيث أوّل ظاهِرَ الصّفتين بالمعنى المذكورِ سابقًا؟ يُرجى إفادتُنا بجواب يُغني ويَشفي، وبارك اللهُ فيكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
فالحديثُ المذكورُ يدلّ على إثباتِ صفتَيِ الاستحياءِ والإعراضِ للهِ تعالى على وجهٍ لا نقْصَ فيه كما يليق بجلالِه وعظمتِه، و«الحييُّ» اسمٌ من أسمائِه سبحانَه وتعالى، ويدلّ على صفةِ الاستحياءِ قولُه تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ [البقرة: 26]، وقولُه تعالى: ﴿وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب: 53]، وقولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا، -أَوْ قَالَ: خَائِبَتَيْنِ(٣- أخرجه أبو داود في «الصلاة» باب الدعاء (1488)، والترمذي في «الدعوات» (3556) وابن ماجه واللفظ له في «الدّعاء» باب رفع اليدين في الدّعاء (3865)، من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه، وصححه الألباني في «صحيح الجامع الصغير» (2070).)، وأمّا الإعراضُ فهو كالاستحياءِ صفةٌ خبريّةٌ فعليّةٌ ثابتةٌ، ويدلّ عليها مقطعُ الحديثِ المذكورِ في السّؤالِ: «فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ».
وصفةُ الاستحياءِ والإعراضِ وغيرها -في النّصوصِ الشّرعيّةِ- هي صفاتٌ حقيقيّةٌ يُوصف بها ربُّنا سبحانَه وتعالى على ما يليق به، ولا يلزم من إثباتِها ووصفِه بها تشبيهُه بالمخلوقاتِ ولا تمثيلُه بها، فاستحياؤُه سبحانَه ليس كاستحياءِ المخلوقين، الذي هو تغيُّرٌ وانكسارٌ يعتري الشّخصَ عند خوفِ ما يُعابُ أو يُذمّ، وليس إعراضُه سبحانَه كإعراضِ المخلوقين، الذي هو الصّدُّ عن المُعْرَضِ عنه والذّهابُ عرْضًا وطولاً، فإنّ هذه الحالاتِ من الأمورِ الفطريّةِ الإنسانيّةِ التي لا تليق باللهِ عزّ وجلّ، فكما أنّ ذاتَ اللهِ تعالى لا تماثل الذّواتِ المخلوقةَ ولا تُشبهها، فكذلك صفاتُه سبحانَه وتعالى لا تماثل صفاتِ المخلوقين ولا تشبهها، والقولُ في صفةِ الاستحياءِ والإعراضِ كالقولِ في سائرِ الصّفاتِ ممّا أثبته اللهُ لنفْسِه في كتابِه أو أثبته له رسولُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم بالسّنّةِ الصّحيحةِ من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيلٍ ولا تكييفٍ ولا تمثيلٍ؛ لأنّه لا أحدَ أعلمُ باللهِ من نفسِه، ولا مخلوقَ أعلمُ بخالقِه من رسولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم، لذلك كان المعتقَدُ الصّحيحُ هو الإثباتَ مع نفيِ مماثلةِ المخلوقاتِ، جريًا على قاعدةِ الإثباتِ والتّنزيهِ؛ فقولُه تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشّورى: 11]: ردٌّ على المشبّهةِ، وقولُه تعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشّورى: 11]: ردٌّ على المعطّلةِ.
هذا، والمعطّلةُ الذين عَدَلوا عن ظاهرِ اللّفظِ من غيرِ موجِبٍ إنّما دفعهم توهُّمُهم أنّ إثباتَ صفتَيِ الاستحياءِ والإعراضِ يستلزم التّشبيهَ والتّمثيلَ؛ لذلك منعوا أن يُوصفَ ربُّنا عزّ وجلّ بهاتين الصّفتين وغيرِهما من الصّفاتِ على جهةِ الحقيقةِ، بل أوّلوها بما تستلزمه من معانٍ ومقتضَياتٍ.
وعليه، فالواجبُ -عند أهلِ السّنّةِ- إثباتُ صفةِ الاستحياءِ للهِ تعالى وما تستلزمه هذه الصّفةُ من سَعةِ رحمتِه وكمالِ عطفِه وَجودِه وعظيمِ عفوِه وحِلْمِه، وما تقتضيه من ثبوتِ الأجرِ للمستحيي الواردِ في الحديثِ، كما أنّ الواجبَ -أيضًا- إثباتُ صفةِ الإعراضِ للهِ تعالى، وما تستلزمه هذه الصّفةُ من سخطِ اللهِ وغضبِه وعدمِ رحمتِه وعفوِه، وما تقتضيه من حرمانِ المُعرِضِ من الأجرِ والثّوابِ، فأهلُ السّنّةِ يُثبتون الصّفةَ ولازِمَها خلافًا لأهلِ التّعطيلِ الذين يثبتون اللاّزمَ دون الملزومِ.
وأمّا اكتفاءُ الشّيخِ عبدِ الحميدِ بنِ باديسَ -رحمه اللهُ- في شرحِه للحديثِ بإثباتِ ما تقتضيه صفةُ الاستحياءِ والإعراضِ دون التّعرّضِ للصّفةِ ذاتِها؛ فإنّه لا يلزم من عدمِ تعرُّضِه لها نفيُه أو تعطيلُه لها؛ لأنّه -رحمه اللهُ- لم يصرّحْ بنفيِ الصّفةِ، وقد يكون ذاهلاً عنها، أو لأنّ صفاتِ اللهِ وأسماءَه معلومةُ الإثباتِ ونفيِ المماثلةِ للمخلوقين، على ما قرّره -رحمه اللهُ- في كتابِه: «العقائد الإسلاميّة» في الأسماءِ والصّفاتِ من عقيدةِ الإثباتِ والتّنزيهِ، كما نصّ على ذلك -بوضوحٍ- في قولِه: «نُثبت له تعالى ما أثبته لنفسِه على لسانِ رسولِه من ذاتِه وصفاتِه وأسمائِه وأفعالِه، وننتهي عند ذلك ولا نزيد، وننزّهه في ذلك عن مماثلةِ أو مشابهةِ شيءٍ من مخلوقاتِه»(٤- «العقائد الإسلامية» لابن باديس (73).)، وقد كان -رحمه اللهُ- يردّد البيتين:

فَنَحْنُ مَعْشَرَ فَرِيقِ السُّنَّهْ * السَّالِكِينَ فِي طَرِيقِ الجَنَّهْ
نَقُولُ بِالإِثْبَاتِ وَالتَّنْزِيهْ * مِنْ غَيْرِ تَعْطِيلٍ وَلاَ تَشْبِيهْ(٥- انظر: تعليق محمد الصالح رمضان على «العقائد الإسلاميّة» (73).)
لذلك وجب حملُ كلامِ الشّيخِ عبدِ الحميدِ بنِ باديسَ -رحمه اللهُ- على أحسنِ المحاملِ، توافقًا مع أصولِه وقواعدِه، وخاصّةً وأنّ سيرةَ المتكلِّمِ حسنةٌ، فيُحمل كلامُه على الوجهِ الحسنِ، مصداقًا لقولِه تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: 58].
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.

الجزائر في: 28 ربيع الأول 1432ﻫ
الموافق ﻟ: 03 مــارس 2011م
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-07-2014, 02:23 PM
محرز الأثري محرز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 220
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً

أخي المكرم المغربي:
للدكتور سعيد الكملي -وفقه الله- كلام آخر عن هذه الصفة من صفات ربنا سبحانه وتعالى وتكلم بكلام أوضح مما ذكرت أنت -وفقك الله- وهو موجود على موقع يوتيوب بعنوان:
(الدكتور سعيد الكملي ومسألة الصفات)

__________________
(( ... قد كُنّا زمانًا نَعْتذرُ من الجَهْل، فقد صِرنا الآن نحتاج إلى الإعتذار من العِلْمِ!!؛ وكنا نؤمل شكر الناس بالتَّنْبيه والدّلالة، فصرنا نرضى بالسلامة، وليس هذا بِعَجيب مع انْقلابِ الأحْوال ولا يُنْكَرُ مع تغيُّر الزَّمان وفي الله خَلَفٌ وهو المستعانُ... ))
الإمام ابن قتيبة الدينوري- رحمه الله-
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-07-2014, 08:47 PM
هشام هاشم الزواوي هشام هاشم الزواوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 104
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محرز الأثري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً

أخي المكرم المغربي:
للدكتور سعيد الكملي -وفقه الله- كلام آخر عن هذه الصفة من صفات ربنا سبحانه وتعالى وتكلم بكلام أوضح مما ذكرت أنت -وفقك الله- وهو موجود على موقع يوتيوب بعنوان:
(الدكتور سعيد الكملي ومسألة الصفات)
من هنا
الدكتور سعيد الكملي ومسألة الصفات
__________________
( وَلا يَجِبُ بَلْ وَلا يَجُوزُ أَنْ نَنْتَصِرَ لِصَاحِبِ مَقَالَةٍ لَيْسَ بِرَسُولٍ , وَلَا لِطَائِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ غَيْرَ المُؤْمِنيَن بِاللَهِ وَرُسُلِه .. فَلا يَحِلُّ لَنَا أَنْ يَحْمِلَنا بُغْضُ قَومٍ – وَإِنْ كُنَّا نُبْغِضُهُم فِي الله - عَلَى أَن لَا نَعْدِلَ عَلْيهِم فِيمَا هُوَ مِنْ حُقُوقِ العِباَدْ, فَكَيْفَ فِي أُمُورِ الدِّيَانَاتْ)
الإمام ابن تيمية رسالة حدوث العالم ص 155
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-08-2014, 02:56 AM
أبـو الوليد الزمخشري أبـو الوليد الزمخشري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: المغرب - مراكش
المشاركات: 431
افتراضي

لا غرابة في أن يصدر مثل هذا الكلام من مثل الدكتور سعيد الكملي ، ذلك أنه في برنامج ترعاه وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و هي أشعرية في المعتقد ، فلا غرابة أن يصدر منه كلام يفهم منه السلفيون شيئا و يفهم منه المبتدعة شيئا ، ربما لأنه لا يريد أن يدخل معهم في صراع....
و كثيرا ما يصدر منه مثل هذا ، حتى في فتواه في مسألة القراءة الجماعية ، ذكر قول هؤلاء و قول أولائك و لم يوضح..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-08-2014, 07:35 PM
إبراهيم بن عمر اليسري إبراهيم بن عمر اليسري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 371
افتراضي

سمعته يصف الأشعري الجهمي زاهد الكوثري بالعلاََمة،وهو يحاول الجمع بين مذهب السلف ومذهب الخلف وشتان أن يجمع بينهما!!
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-08-2014, 09:20 PM
محرز الأثري محرز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 220
افتراضي

وهل قرأت أيها المكرم كتاب "التنكيل" للعلامة المعلمي -رحمه الله- لتعرف ما قال هذا العالم الفاضل عن زاهد الكوثري الأشعري الجهمي ؟!!
يصفه بالعلامة ! ويصفه في غير ما موضع بوصف الأستاذية !
وذكره غير واحد من أهل السنة بأن له علم وسعة اطلاع كالعلامة الألباني -رحمه الله- والمحدث الحويني -وفقه الله- وهذا لا يعني الثناء على منهجه ، فتنبه بارك الله فيك، بل ردّ عليه الثلاثة في غير ما موضع من كتبهم ولا تنسى أنّ كتاب "التنكيل"هو رد على الكوثري
__________________
(( ... قد كُنّا زمانًا نَعْتذرُ من الجَهْل، فقد صِرنا الآن نحتاج إلى الإعتذار من العِلْمِ!!؛ وكنا نؤمل شكر الناس بالتَّنْبيه والدّلالة، فصرنا نرضى بالسلامة، وليس هذا بِعَجيب مع انْقلابِ الأحْوال ولا يُنْكَرُ مع تغيُّر الزَّمان وفي الله خَلَفٌ وهو المستعانُ... ))
الإمام ابن قتيبة الدينوري- رحمه الله-
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.