حوار أهل السنة مع بعضهم وحوار أهل السنة مع المبتدعة من جهة أخرى - الإمام الألباني .

[ابو صالح الفلسطيني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل الإمام الألباني رحمه الله :
هل هناك فروق بين الحوار الذي يدور بين أهل السنة وبين الخطاب الذي يوجه من سنيّ إلى مبتدع ؟ وما هي ؟

فأجاب رحمه الله :
بلا شك أن الفروق قد تكون تارة قائمة وظاهرة الفرق بين ما يجري بين أهل السنة أنفسهم من حوار أو نقاش ، وبين ما يجري بين السنة وأهل السنة من جهة وبين المبتدعة من جهة أخرى .
ذلك أن المفروض أن ما يجري من نقاش وحوار وردود بين أهل السنة أنفسهم إنما يكون ذلك إنطلاقا من مثل قوله تبارك وتعالى : (( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) .
فأي نقاش أو حوار يدور بين أهل السنة فلا بد من أن يكون منطلقه نابعا من مثل هذه الآية (( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ))
وكذلك ينبغي أن يكون الأمر بين أهل السنة من جهة وبين المخالفين لهم في السنة وهم المبتدعة من جهة أخرى .
ولكن قد يختلف الأسلوب بين أهل السنة بين بعضهم البعض ، وبين أهل السنة من جهة والمبتدعة من جهة أخرى .
ذلك أن المفروض حينما يجري النقاش بين أهل السنة أنفسهم أن يلاحظوا في ذلك قوله تعالى الذي طَبع به المسلمين عامة بمثل قوله عز وجل : (( رحماء بينهم ))
أما حينما يجري النقاش بين هؤلاء المسلمين من أهل السنة وبين أهل البدعة فقد يكون هناك شيء من الشدة والقسوة في الأسلوب تتلاءم مع إصرار أهل البدعة على بدعتهم .
هذا فارق بين أهل السنة مع بعضهم البعض من جهة وأهل السنة حينما يناقشون أو يردون على أهل البدعة من جهة آخرى .
ولكن ، ينبغي أن نلاحظ في كل هؤلاء وهؤلاء أمرا لا نزكي به طائفة دون أخرى أو نطعن في طائفة دون أخرى بسبب الإخلال بمبدأ قوله تبارك وتعالى : (( إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))
فكثير ما يقع حينما يرد سنيّ على سنيّ – يقع - أن الرد لم يُلتزم فيه الحكمة بل لم يُلتزم فيه ما هو أهم من ذلك وهو ما اشار إليه ربنا عز وجل في مثل قوله تبارك وتعالى : ((ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ))
فيقع في كثير من الأحيان أولا سوء الأسلوب في الرد من السني على السني وأكثر من ذلك عدم الإلتزام الأمانة والصدق في الرد على بعضهم البعض .
فهذا مع الأسف وقع قديما ويتجلى الآن في العصر الحاضر حديثا بصورة كنا نود أن لا نراها واقعة في المجتمع السني الذي نسميه نحن بالمجتمع السلفي .

--------

أقول : كيف لو رأى رحمه الله ما آلت إليه الأمور الآن ؟
فلم نعد نعرف معيار تصنيف الأشخاص أهو من المبتدعة أم من السنة !!

وكيف لو رأى ردود الشيخ ربيع حفظه الله على مفتي مصر وقارنها بردوده على الشيخ علي الحلبي من حيث الأسلوب ؟

نسأل الله أن يهدي المسلمين جميعا .

[ابو صالح الفلسطيني]

فهذا مع الأسف وقع قديما ويتجلى الآن في العصر الحاضر حديثا بصورة كنا نود أن لا نراها واقعة في المجتمع السني الذي نسميه نحن بالمجتمع السلفي .

[طاهر نجم الدين المحسي]

جزاك الله خيراً أخي الفاضل - أباصالح - ؛ فوائد نفيسة رحم الله الإمام الألباني وأسكنه الفردوس الأعلى ...

[عمر 1991]

الكلام جميل جداً
ولكن كيف نضعه في إطار حديث النبي " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " ؟
وحديث " ما كان الرفق في شئ إلا زانه " ؟

[أبو مسلم السلفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر 1991

الكلام جميل جداً
ولكن كيف نضعه في إطار حديث النبي " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " ؟
وحديث " ما كان الرفق في شئ إلا زانه " ؟

قال ابن القيِّم - رحمه الله - نظمًا:

وهو الرفيق يحبُّ أهل الرِّفق بل يُعطيهمُ بالرِّفق فوق أمانِ

وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في شرحه لهذا البيت:
ومن أسمائه - سبحانه - الرفيق، وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأ‌مور، والتدرُّج فيها، وضده العنف الذي هو الأ‌خذ فيها بشدة واستعجالٍ.

[عمر 1991]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم السلفي الأثري

قال ابن القيِّم - رحمه الله - نظمًا:

وهو الرفيق يحبُّ أهل الرِّفق بل يُعطيهمُ بالرِّفق فوق أمانِ

وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في شرحه لهذا البيت:
ومن أسمائه - سبحانه - الرفيق، وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأ‌مور، والتدرُّج فيها، وضده العنف الذي هو الأ‌خذ فيها بشدة واستعجالٍ.

يا سيدي أنا لم أسأل عن معنى الرفيق
ولم أسأل عن معنى الحديث عموماً
أنا سؤالي بالتحديد عن كيفية التوفيق بين :
أولاً: القول بوجوب الشدة على أهل البدعة
ثانياً: قول الله للرسول : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ "
كيف نوفق بين " أولاً وثانياً " من ناحية
وبين " إن الله يحب الرفق في الأمر كله "
من ناحية ثانية ؟؟؟؟؟؟؟
ما فائدة أو معنى " كله " ؟؟؟

[طاهر نجم الدين المحسي]

جزاك الله خيراً أخي الحبيب - أباصالح - وأصلح الله حالك وبالك ..
ورحم الله إمام السنة العلامة الألباني وأعلى درجته في الجنة ...
أكثر هؤلاء يدّعون أنهم على منهج الألباني ! وفي الواقع هم أبعد الناس عن منهجه !!
أين هم من قوله تعالى :( وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) .

[ابو صالح الفلسطيني]

بارك الله فيكم وفي حضوركم الطيب .

وهو كما قلت يا شيخ طاهر ولكن ستجد لهم تأصيلا خاص بكل الامور بكلام بعض السلف وجعلها مبررات .

أشكرك جزيل الشكر .

[ابو اميمة محمد74]

جزاك الله خيراً أخي الفاضل - أباصالح -