أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
63567 83234

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2010, 02:11 PM
الكردي الاثري الكردي الاثري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 76
افتراضي فائدة عظيمة من امام اثلج صدري في لفظ لم يعملوا خيرا قط الحمد لله رب العالمين

الباب الثامن و العشرون ـ في ذكر حال الموحدين في النار و خروجهم منها برحمة أرحم الراحمين و شفاعة الشافعين
قد تقدم في الأحاديث الصحيحة أن الموحدين يمرون على الصراط فينجو منهم من ينجو و يقع منهم من يقع في النار فإذا دخل أهل الجنة الجنة فقدموا من وقع من إخوانهم الموحدين في النار فيسألون الله عز و جل إخراجهم منها
روى [ زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حديث طويل سبق ذكر المرور على الصراط ثم قال : حتى إذا خلص المؤمنون من النار فو الذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون : ربنا إنهم كانوا يصومون معنا و يصلون معنا و يحجون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى أنصاف ساقية و إلى ركبتيه فيقولون : ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول لهم : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه نصف مثقال دينار من خيره فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا بإخراجه أحدا فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا فيقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا و كان أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم :
{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما }
فيقول الله عز و جل : شفعت الملائكة و شفع النبيون و شفع المؤمنون و لم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج بها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ] و ذكر بقية الحديث خرجاه في الصحيحين و لفظه لمسلم
و المراد بقوله : [ لم يعملوا خيرا قط ] من أعمال الجوارح و إن كان أصل التوحيد معهم و لهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا و من حديث ابن مسعود موقوفا
و يشهد لهذا ما في [ حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حديث الشفاعة قال : فأقول : يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله ] خرجاه في الصحيحين و عند مسلم : [ فيقول : ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك ] و هذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم و الله أعلم
نقلته من كتاب : التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار
المؤلف : أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي
  #2  
قديم 07-09-2010, 03:44 PM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

أحسنت أخي بهذا النقل ولعله يستفيد منه الأخ رائد استجابة للشيخ ربيع حيث قال:
وسألني حفظه الله تعالى: هل ذكرتَ في كتابك هذا [نصب الراية] أقوال الأئمة السابقين في عدم تكفير تارك عمل الجوارح؟
فقلتُ: لا يا شيخ؛ لأنَّ مقالي خاص في الكلام عن لفظة "لم يعملوا خيراً قط" من حيث السند والمعنى.
فقال: لا، أضف إليه أقوال أهل العلم السابقين في عدم تكفير تارك العمل.
وهو تماما قول الشيخ ربيع حيث قال:
في توجيه لفظة "لم يعملوا خيراً قط"؛ وأنَّ المراد بهم: مَنْ نطق بالشهادتين ولم يتمكن من العمل فقتل أو مات على ذلك.
فاستغرب الشيخ حفظه الله تعالى هذا الكلام واستنكره بشده، وقال: هذا رجل من أهل الجنة، كيف يكون ممن يخرج من النار بالشفاعة؟! أم كيف يكون من أدنى الناس إيماناً؟!
وقال أيضا -الشيخ ربيع-:
أنَّ الخروج من النار يكون بكلمة التوحيد وأصل إيمان القلب، لا بيسير عمل الجوارح!.
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
  #3  
قديم 07-09-2010, 08:11 PM
عبدالله الفارسي عبدالله الفارسي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 419
افتراضي

الأخ الفاضل الكردي الأثري وفقه الله ما نقلته فوق : " لم يعمل خيرا قط غير التوحيد " ومثله " [ لم يعملوا خيرا قط ] من أعمال الجوارح و إن كان أصل التوحيد معهم " فاعلم أن التوحيد - أو أصل التوحيد - قول وعمل كما قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب . وهذا تماما كقول السلف : الايمان قول وعمل . ولذلك بين العلماء - كشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره - "امتناع" و "عدم تصور " ايمان صحيح أو توحيد صحيح بلا أدنى عمل جوارح. وليس معنى قول العلماء ذلك "امتناع" و "عدم تصور " وجود من ينطبق عليه وصف أنه بلا أدنى عمل جوارح كما فهم ذلك بعض المعاصرين ! فكل كافر ينطبق عليه هذا الوصف وكذلك كل منتسب للإسلام وهو لا يعمل إلا رياء أو لأجل مصلحة دنيوية وهذا يقع كثير. وهذا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية في شرح العمدة " من لا عمل له لا دين له ومن لا دين له فهو كافر ". وقبله نقل الاجماع على ذلك الإمام الآجري رحمه الله بقوله :

" الأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان.

فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد أشباه لهذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ولم تنفعه المعرفة والقول ،

وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه ، فاعلم ذلك .

هذا مذهب العلماء المسلمين قديماً وحديثاً " كتاب (الأربعين حديثاً:135)

فقوله "لم يكن مؤمنا" معناه مطلق الايمان وهو الاسلام . أي: لم يكن مسلما . ويؤيد ذلك مؤكذات ذكرها الإمام الآجري ثم نقل عليها الاجماع وهي :

لم تنفعه المعرفة والقول

كان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه

كان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه
  #4  
قديم 07-09-2010, 09:30 PM
متعلم على سيبل نجاة متعلم على سيبل نجاة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 138
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- مشاهدة المشاركة
وهذه فائدة للأخ الكردي أرجومن الأخ رائد أن يضمها استجابة لنصيحة الشيخ ربيع له و ان يذكر الموقع الذي استفادها منه من باب الشكر:
الباب الثامن و العشرون ـ في ذكر حال الموحدين في النار و خروجهم منها برحمة أرحم الراحمين و شفاعة الشافعين
قد تقدم في الأحاديث الصحيحة أن الموحدين يمرون على الصراط فينجو منهم من ينجو و يقع منهم من يقع في النار فإذا دخل أهل الجنة الجنة فقدموا من وقع من إخوانهم الموحدين في النار فيسألون الله عز و جل إخراجهم منها
روى [ زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حديث طويل سبق ذكر المرور على الصراط ثم قال : حتى إذا خلص المؤمنون من النار فو الذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون : ربنا إنهم كانوا يصومون معنا و يصلون معنا و يحجون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى أنصاف ساقية و إلى ركبتيه فيقولون : ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول لهم : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه نصف مثقال دينار من خيره فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا بإخراجه أحدا فيقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا فيقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا و كان أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم :
{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها و يؤت من لدنه أجرا عظيما }
فيقول الله عز و جل : شفعت الملائكة و شفع النبيون و شفع المؤمنون و لم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج بها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ] و ذكر بقية الحديث خرجاه في الصحيحين و لفظه لمسلم
و المراد بقوله : [ لم يعملوا خيرا قط ] من أعمال الجوارح و إن كان أصل التوحيد معهم و لهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا و من حديث ابن مسعود موقوفا
و يشهد لهذا ما في [ حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حديث الشفاعة قال : فأقول : يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله ] خرجاه في الصحيحين و عند مسلم : [ فيقول : ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك ] و هذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم و الله أعلم
نقلته من كتاب : التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار
المؤلف : أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي
بيان ما اشتبه من كلام الحافظ أبي الفرج ابن رجب الحنبلي في مسائل الإيمان :


قال رحمه الله في كتابه ( التخويف من النار ) : " و المراد بقوله : [ لم يعملوا خيرا قط ] من أعمال الجوارح و إن كان أصل التوحيد معهم و لهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد..... و يشهد لهذا ما في [ حديث أنس عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم في حديث الشفاعة قال : فأقول : يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله ] خرجاه في الصحيحين و عند مسلم : [ فيقول : ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك ] و هذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم و الله أعلم ".اهـ

أقول وبالله أستعين : الظاهر من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله , التأكيد على إثبات كلمة الإخلاص لمن ذكروا بأنهم " لم يعملوا خيراً قط " وذلك لأنه أردف قوله بالإستدلال بحديث الذي أمر أهله أن يحرقوه وفيها لفظة " إلا التوحيد " , فهو يدفع شبهة من استدل بهذا الحديث في دخول غير الموحدين للجنة , فمن المعلوم اتفاق أهل السنة على إثبات التوحيد وعمل القلب لاولئك , فلا إشكال في تفسير هذه اللفظة بأن المنفي بقوله " لم يعملوا خيراً قط " بأنه من عمل الجوارح , ولكن أين في كلام الحافظ ابن رجب , أن يكون المقصود ظاهر اللفظ بنفي الكل , فلا يلزم من إثبات نوع العمل المنفي والتصريح بأنه عمل الجوارح , بأن يكون ظاهر اللفظ مراد , فلا نزاع بين أهل السنة من أن العمل المنفي في هذا الحديث هو عمل الجوارح , ولكن النزاع مع المخالف اليوم هل فهم أحد من السلف العموم في قوله " لم يعملوا خيراً قط " وأن اللفظ على ظاهره ؟
فإن قال المخالف : نعم فقد قال ابن رجب رحمه الله في موضع أخر : " ومعلومٌ أنّ الجنّة إنّما يستحقّ دخولَها بالتّصديقِ بالقلبِ مع شهادةِ اللّسان ، وبهما يخرجُ من يخرجُ من أهلِ النّار فيدخلُ الجنّة ".اهـ
وقال رحمه الله أيضاً : " وإنما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين " .اهـ

قلت : لابد أن يُعلم أن التصديق بالقلب في نصوص ابن رجب رحمه الله يشمل قول القلب وعمل القلب , لا كما يظن البعض من أنه يقصد التصديق والإقرار فقط , والدليل على ذلك أنه قرن شهادة اللسان مع التصديق بالقلب , وشهادة اللسان مسبوقة بعمل القلب قطعاً وهذا أولاً .

ثانياً : قد صرح بهذا الحافظ ابن رجب بأن عمل الجوارح لازم لعمل القلب ولا ينفكان عن بعضهما ألبتة وأنهما متلازمان وذلك في قوله : " وقد بوب البخاري على هذا الحديث : " باب تفاوت أهل الإيمان في الأعمال " فقد يكون مراده الأعمال القائمة بالقلب كما بوب على أن المعرفة فعل القلب . وقد يكون مراده أن أعمال الجوارح تتفاوت بحسب تفاوت إيمان القلوب فإنهما متلازمان ".اهـ
فيستحيل مع ذكره للتلازم ين عمل الجوارح وعمل القلب , أن يكون مقصوده في تفسير ذلك الحديث النفي العام لعمل الجوارح , وبيان ذلك في قوله رحمه الله في بعض كتبه : " فلا يتحقَّقُ القلبُ بالإيمان إلاَّ وتنبعِثُ الجوارحُ في أعمالِ الإسلامِ ، وليس كلُّ مسلمٍ مؤمناً ، فإنَّه قد يكونُ الإيمانُ ضعيفاً ، فلا يتحقَّقُ القلبُ به تحقُّقاً تامّاً مع عمل جوارِحِه بأعمال الإسلام ، فيكون مسلماً ، وليس بمؤمنٍ الإيمانَ التَّامَّ ، كما قال تعالى { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }, ولم يكونوا مُنافقينَ بالكُلِّيةِ على أصحِّ التَّفسيرينِ، وهو قولُ ابنِ عبّاسٍ وغيره ، بل كان إيمانُهم ضعيفاً ، ويدلُّ عليه قوله تعالى { وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً } ، يعني : لا ينقصُكم من أجورِها ، فدلَّ على أنَّ معهم من الإيمانِ ما تُقبَلُ به أعمالُهم.اهـ

ثالثاً : يتضح مراد الحافظ ابن رجب رحمه الله أكثر بقوله : " وهذا يُستدل به على أن الإيمان يفوق معنى كلمة التوحيد , والإيمان القلبي وهو التصديق لا تقتسمه الغرماء بمظالمهم , بل يبقى على صاحبه , لأن الغرماء لو اقتسموا ذلك لخلد بعض أهل التوحيد وصار مسلوباً ما في قلبه من التصديق وما قاله بلسانه من الشهادة ، وإنما يخرج عصاة الموحدين من النار بهذين الشيئين , فدل على بقائهما على جميع من دخل النار منهم وأن الغرماء إنما يقتسمون الإيمان العملي بالجوارح ".اهـ
اعلم رعاك الله بأن الحافظ ساق هذا الكلام في بيان أن الإيمان المذكور في قوله " مثقال حبة خردل من إيمان " وفي رواية " من خير " أن هذا القدر المخرج لصاحبه من النار يفوق مجرد التوحيد , فلا يجوز أن يخلو اولئك على الأقل من التصديق القلبي مع شهادة اللسان , وأما فقد عمل الجوارح فكان بسبب اقتسام الغرماء له بعد اجتياز الصراط , ومعنى ذلك إثبات أعمال الجوارح لهم قبل المقاصة , فخرجوا بذلك عن محل النزاع , وهو الحق الذي لا ريب فيه , وعلى فرضية خلوهم من أعمال الجوارح بالكلية بعد المقاصة وهم في النار فتوجيه الحافظ محتمل ولا يخالف مذهب أهل السنة , وهذه الصورة أيضاً خارج النزاع والله الموفق .

رابعاً : بما تقدم تعلم أن الحافظ ابن رجب لم يخرج عن تفسير أهل العلم من أن المنفي في الحديث جل عمل الجوارح وليس الكل , ويؤيد هذا ما قد بيّنه الحافظ الفقيه ابن رجب رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم , مما ينفي عنه هذا الفهم السقيم من أنه يقصد النفي المطلق لأعمال الجوارح في تفسيره قوله ( لم يعملوا خيراً قط ) .
فقد ذكر رحمه الله أن السنة قد جاءت بالتنصيص على أفعال توجب دخول الجنة بمجردها من جنس ( من فعل كذا دخل الجنة ) ومن ذلك أحاديث فضل التوحيد , بل أن بعض النصوص جاءت بالإقتصار على فعل ما يوجب دخول الجنة كقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي ( لئن صدق ليدخلن الجنة ) وذاك الأعرابي رضي الله عنه قد أقسم أن لا يزيد ولا ينقص على ما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم من واجبات , وعلى العكس من ذلك فقد وردت أحاديث تتوعد بدخول النار على أعمال معينة , فقال ابن رجب رحمه الله : " فهذه الأعمال أسباب مقتضية لدخول الجنة , وقد يكون ارتكاب المحرمات موانع ... وهذا كله من ذكر السبب المقتضي الذي لا يعمل عليه إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه ... فإن ارتكاب بعض الكبائر يمنع دخول الجنة , كقوله " لا يدخل الجنة قاطع " وقوله " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر " ... فهذه كلها موانع , ومن هنا يظهر معنى الأحاديث التي جاءت في ترتب دخول الجنة على مجرد التوحيد ".اهـ
قلت : فمما تقدم يتبين لك أخي المبارك , براءة الحافظ ابن رجب رحمه الله من القول بصحة إيمان تارك الأعمال بالكلية والله الموفق .
  #5  
قديم 07-10-2010, 02:13 PM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متعلم على سيبل نجاة مشاهدة المشاركة

رابعاً : بما تقدم تعلم أن الحافظ ابن رجب لم يخرج عن تفسير أهل العلم من أن المنفي في الحديث جل عمل الجوارح وليس الكل , ويؤيد هذا ما قد بيّنه الحافظ الفقيه ابن رجب رحمه الله في كتابه جامع العلوم والحكم , مما ينفي عنه هذا الفهم السقيم من أنه يقصد النفي المطلق لأعمال الجوارح في تفسيره قوله ( لم يعملوا خيراً قط ) .
فقد ذكر رحمه الله أن السنة قد جاءت بالتنصيص على أفعال توجب دخول الجنة بمجردها من جنس ( من فعل كذا دخل الجنة ) ومن ذلك أحاديث فضل التوحيد , بل أن بعض النصوص جاءت بالإقتصار على فعل ما يوجب دخول الجنة كقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي ( لئن صدق ليدخلن الجنة ) وذاك الأعرابي رضي الله عنه قد أقسم أن لا يزيد ولا ينقص على ما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم من واجبات , وعلى العكس من ذلك فقد وردت أحاديث تتوعد بدخول النار على أعمال معينة , فقال ابن رجب رحمه الله : " فهذه الأعمال أسباب مقتضية لدخول الجنة , وقد يكون ارتكاب المحرمات موانع ... وهذا كله من ذكر السبب المقتضي الذي لا يعمل عليه إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه ... فإن ارتكاب بعض الكبائر يمنع دخول الجنة , كقوله " لا يدخل الجنة قاطع " وقوله " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر " ... فهذه كلها موانع , ومن هنا يظهر معنى الأحاديث التي جاءت في ترتب دخول الجنة على مجرد التوحيد ".اهـ
قلت : فمما تقدم يتبين لك أخي المبارك , براءة الحافظ ابن رجب رحمه الله من القول بصحة إيمان تارك الأعمال بالكلية والله الموفق . [/size][/font]
يا أخي لم تذكر ولا دليلا على فهمك لكلام الحافظ
فوجود الأعمال الصالحة من الأسباب التي تدخل الجنة فهذا أمر مفروغ منه.
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
  #6  
قديم 07-09-2010, 10:06 PM
مريد الحق مريد الحق غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 119
افتراضي رواية لم يعملوا خيراً قط لها توجيه

ايها الاحبة رواية لم يعملوا خيراً قط لها توجيه بحالات
من أسلم حديثاً ولم يتمكن من العمل
عاش في بلاد لا يعرف من الاسلام الا اسمه ومن الدين الا رسمه ولم تبلغه تعاليم الاسلام
من يأتي في أخر الزمن وقد درس الاسلام ووشى وشي الثوب
ونحوها من الحالات التي تحمل فيها كلمة لم يعملوا خيراً قط
بل لها توجيه آخر
لم يعملوا خراً قط من باب التغليب أو نحو هذا
كمثل الذي قتل مائة نفس فهذا عمل أنه رحل من قريته الفاسدة إلى القرية الصالحة
أو الذي دخل الجنة ولم يعمل عملاً الا أنه كان يوسر على المعسر
هذا الذي عندي وعليه أسير
لكن أن يكون مسلم يعيش مع المسلمين ولا يعمل فهذا ليس بمؤمن لانه لو كان مؤمن لعمل
  #7  
قديم 07-09-2010, 10:46 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الفارسي مشاهدة المشاركة
الأخ الفاضل الكردي الأثري وفقه الله ما نقلته فوق : " لم يعمل خيرا قط غير التوحيد " ومثله " [ لم يعملوا خيرا قط ] من أعمال الجوارح و إن كان أصل التوحيد معهم " فاعلم أن التوحيد - أو أصل التوحيد - قول وعمل كما قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب . وهذا تماما كقول السلف : الايمان قول وعمل . ولذلك بين العلماء - كشيخ الاسلام ابن تيمية وغيره - "امتناع" و "عدم تصور " ايمان صحيح أو توحيد صحيح بلا أدنى عمل جوارح. وليس معنى قول العلماء ذلك "امتناع" و "عدم تصور " وجود من ينطبق عليه وصف أنه بلا أدنى عمل جوارح كما فهم ذلك بعض المعاصرين ! فكل كافر ينطبق عليه هذا الوصف وكذلك كل منتسب للإسلام وهو لا يعمل إلا رياء أو لأجل مصلحة دنيوية وهذا يقع كثير. وهذا معنى قول شيخ الاسلام ابن تيمية في شرح العمدة " من لا عمل له لا دين له ومن لا دين له فهو كافر ". وقبله نقل الاجماع على ذلك الإمام الآجري رحمه الله بقوله :

" الأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان.

فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد أشباه لهذه ، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمناً ولم تنفعه المعرفة والقول ،

وكان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه ، وكان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه ، فاعلم ذلك .

هذا مذهب العلماء المسلمين قديماً وحديثاً " كتاب (الأربعين حديثاً:135)

فقوله "لم يكن مؤمنا" معناه مطلق الايمان وهو الاسلام . أي: لم يكن مسلما . ويؤيد ذلك مؤكذات ذكرها الإمام الآجري ثم نقل عليها الاجماع وهي :

لم تنفعه المعرفة والقول

كان تركه للعمل تكذيباً منه لإيمانه

كان العمل بما ذكرنا تصديقاً منه لإيمانه
فضيلة الشيخ عبد الله الفـارسيّ ـ وفقه الله ـ
حديث الشفاعة يعد من الأحاديث الواضحات وليس من المشكلات وإن سمّاه بعض أهل العلم من المتشابه !
{فلم يعملوا خيرا قط إلاّ التوحيد }..
فنأتي نعرّف التوحيد وهو عمل القلب وقول اللسان فمن قال لا إله إلاّ الله مخلصا بها من قلبه دخل الجنة ، فالخلط في هاته المسألة بين الإيمان الذي تختلف الأعمال فيه من حيث الوجوب والاستحباب والترتيب تقديما وتأخيرا، ،وذلك لقول النبيّ صلى الله عليه وسلّم :
{الإيمـان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاهـا لا إله إلاّ الله ...}فهنا لا إله إلاّ الله هي التوحيد فنخلص إلى أن التوحيد جزء من الإيمـان وليس التوحيد هو الإيمان بل هو أعلى أركان الإيمان وأسّ الإسلام ..
ثم قال عليه الصلاة والسلام {... وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،والحياء شعبة من شعب الإيمـان.}، فتدخل الصلاة والصوم والزكاة والحج وتندرج مع قول لا إله إلاّ الله قولا واعتقادا ..
فكيف نُفسّرُ التوحيد مثلا بالصلاة أو بالصوم بل هي من الإيمان ومرتبتها دون قول واعتقاد كلمة التوحيد لا إله إلا الله ..
بل هي ثمرة قوته فكلما قوي أثمر الأعمال الأخرى وإن ضعف تقل أعمال الجوارح ..والله أعلم.
وهذا منّي استفسار وليس ردا فضيلة الشيخ عبد الله ..
فما جوابكــم.
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #8  
قديم 07-10-2010, 08:07 AM
متعلم على سيبل نجاة متعلم على سيبل نجاة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 138
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمربن محمدالبومرداسي مشاهدة المشاركة
فضيلة الشيخ عبد الله الفـارسيّ ـ وفقه الله ـ
[فنأتي نعرّف التوحيد وهو عمل القلب وقول اللسان فمن قال لا إله إلاّ الله مخلصا بها من قلبه دخل الجنة ، فالخلط في هاته المسألة بين الإيمان الذي تختلف الأعمال فيه من حيث الوجوب والاستحباب والترتيب تقديما وتأخيرا، ،وذلك لقول النبيّ صلى الله عليه وسلّم :
{الإيمـان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاهـا لا إله إلاّ الله ...}فهنا لا إله إلاّ الله هي التوحيد فنخلص إلى أن التوحيد جزء من الإيمـان وليس التوحيد هو الإيمان بل هو أعلى أركان الإيمان وأسّ الإسلام ..
ثم قال عليه الصلاة والسلام {... وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،والحياء شعبة من شعب الإيمـان.}، فتدخل الصلاة والصوم والزكاة والحج وتندرج مع قول لا إله إلاّ الله قولا واعتقادا ..
فكيف نُفسّرُ التوحيد مثلا بالصلاة أو بالصوم بل هي من الإيمان ومرتبتها دون قول واعتقاد كلمة التوحيد لا إله إلا الله ..
بل هي ثمرة قوته فكلما قوي أثمر الأعمال الأخرى وإن ضعف تقل أعمال الجوارح ..والله أعلم.
وهذا منّي استفسار وليس ردا فضيلة الشيخ عبد الله ..
فما جوابكــم.
الشيخ عبد الله يقصد بقوله أن التوحيد قول وعمل بالنظر إلى التلازم بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح .
فإن التوحيد له شروط عدها أهل العلم بسبعة كما هو معلوم ومنها المحبة والإخلاص وهما عماد أعمال القلوب فعنهما يكون الخضوع وتنشأ الإرادة التي يتبعها عمل الجوارح ولا تنفك عنها ألبتة .
فمن قال لك أن أصل الإنسان أنه روح , فلا يلزم من ذلك نفي الجسد , بل لا روح بلا جسد , ولا جسد بلا روح .
وكشروق الشمس وطلوع النهار , فمن قال لك أن الشمس أشرقت , فلازم ذلك أن النهار طلع , فيكفي إثبات أحدهما فيُعلم بداهة أن الأخر موجود حتمًا .

والإشكال عندك أخي عمر وعند غيرك , عدم استيعاب أن المرجئة بجميع طوائفها نفت هذه التلازم لعلمهم بأن إثبات التلازم يلزم منه إثبات أكثر من شيء واحد , وعندهم الإيمان إنما هو شيء واحد وقد حكوا على ذلك الإجماع , وهذا سبب ضلالهم .
وأما أهل السنة فمتفقون على إثبات التلازم , لذلك إذا ذكروا عمل القلب ولم يذكروا عمل الجوارح في موطن , لبداهة هذا الأمر بينهم .
وأما قول من قال : نحن نثبت التلازم , ولكن قد لا تظهر أعمال الجوارح في حالات !
قلنا له : هذا ليس لا يسمى تلازمًا , بل هو ما أثبتته المرجئة وهو بمثابة السبب من المسبب , فالسبب قد يكون تامًا فيظهر المسبب , وقد لا يكون تامًا فلا يظهر مسببه , وهذا هو قول المرجئة بأن أعمال الجوارح ثمرات للإيمان وليست منه , فالثمرات قد تظهر وقد لا تظهر بحسب وجود الأسباب وقوة تأثيرها .
يقول شيخ الإسلام : وَقَوْلُ الْقَائِلِ : الطَّاعَاتُ ثَمَرَاتُ التَّصْدِيقِ الْبَاطِنِ يُرَادُ بِهِ شَيْئَانِ : يُرَادُ بِهِ أَنَّهَا لَوَازِمُ لَهُ فَمَتَى وُجِدَ الْإِيمَانُ الْبَاطِنُ وُجِدَتْ وَهَذَا مَذْهَبُ السَّلَفِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ .
وَيُرَادُ بِهِ أَنَّ الْإِيمَانَ الْبَاطِنَ قَدْ يَكُونُ سَبَبًا وَقَدْ يَكُونُ الْإِيمَانُ الْبَاطِنُ تَامًّا كَامِلًا وَهِيَ لَمْ تُوجَدْ وَهَذَا قَوْلُ الْمُرْجِئَةِ مِنْ الْجَهْمِيَّة وَغَيْرِهِمْ . انتهى
  #9  
قديم 07-09-2010, 11:46 PM
كلمة حق كلمة حق غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق - نلتقي في جنة
المشاركات: 206
افتراضي

ابن رجب ينقل الاجماع على كفر تارك الصلاة فكيف يقول بإيمان تارك جميع الاعمال بالكلية !!؟؟

==========


وليس لك فيما نقلتَ عن ابن رجب أي حجة ، وذلك لأن الإمام ابن رجب يشرح لفظ ( لم يعملوا خيرا قط ) على ضوء فهمه لمسألة الشفاعة كاملة ، وهذا إنما يتضح بجمع كلام ابن رجب كاملاً
فهو ينص على أن هؤلاء الذين لم يعلموا خيراً قط ، قد كانوا في الدنيا قد عملوا أعمالاً صح به إيمانهم لكنهم في الآخرة ، قد أخذ حسناتهم الدائنون كما في حديث المفلس ، فلما أخذ الدائنوت جميع حسنات أعمالهم صاروا كأنهم لم يعملوا خيراً قط .

فلذا - سلمك الله - ينبغي أن تفهم كلام أي عالم على ضوء مراده هو لا على ما تشتهيه أنتَ ، ولا يكون ذلك إلا بجمع كلام هذا الإمام في جميع مسائل الباب .


وفق الله الجميع
  #10  
قديم 07-10-2010, 01:30 AM
عبدالله الفارسي عبدالله الفارسي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 419
افتراضي

أخي الفاضل عمر البومرداسي وفقه الله :

أما وصفك لي بفضيلة الشيخ فالله يعينك على صبية الغلاة في سحاب ! هههه ! أمزح معك.

التشابه نوعان :
1- مطلق.
2- نسبي.

والنسبي يتفاوت أيضا.

عن أبي الزناد، قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه.

وهذا ينطبق على تفسير القرآن وفهم السنة.

قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره :

" يعني بقوله جل ثناؤه: {فيتبعون ما تشابه منه} ما تشابهت ألفاظه وتصرفت معانيه بوجوه التأويلات، ليحققوا بادعائهم الأباطيل من التأويلات في ذلك ما هم عليه من الضلالة والزيغ عن محجة الحق تلبيسا منهم بذلك على من ضعفت معرفته بوجوه تأويل ذلك وتصاريف معانيه. " وقال :

"عن ابن عباس: {فيتبعون ما تشابه منه} فيحملون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم، ويلبسون، فلبس الله عليهم."

" عن محمد بن جعفر بن الزبير: {فيتبعون ما تشابه منه} أي ما تحرف منه وتصرف، ليصدقوا به ما ابتدعوا واحدثوا، ليكون لهم حجة على ما قالوا وشبهة."

" عن مجاهد في قوله: {فيتبعون ما تشابه منه} قال: الباب الذي ضلوا منه وهلكوا فيه ابتغاء تأويله."

"عن قتادة: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} طلب القوم التأويل فأخطئوا التأويل، وأصابوا الفتنة، فاتبعوا ما تشابه منه فهلكوا من ذلك."

أخي الفاضل عمر أليس قول الله تعالى (( ان الحكم إلا لله )) من أعظم المحكم لكنه صار من أعظم المتشابه عند من ذكرهم قتادة ! وانظر كمثال على السنة هنا :

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...t=18702&page=3

أحيانا يرى شخص اعتقادا ثم يفسر الآية أو الحديث كما اعتقد وقد يكون فعلا هو لا يرى إلا ذلك المعنى !
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.