الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة )

[أبو معاوية البيروتي]

مقال: عودة إلى السنة، للشيخ الألباني - مجلة المسلمون

http://alalbani.info/alalbany_misc_0001.php

.

[أبو معاوية البيروتي]

وضع ورقة وقلم بجانب السرير لتقييد الفوائد

✍
كان الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يكتب كلّما جاءته الخاطرة،
قد يكون جالساً وإلى جانبه الورقة والقلم، أو يكون في سريره نائماً، فتوقظه الفكرة، فيمسك القلم ويخطها على الورق،
فقد كان يربط القلم إلى جانب سريره، حتى إذا جاءته الفكرة كتبها قبل أن تطير! فقد لا تعود.

[أبو معاوية البيروتي]

كلام يخيف القلب لمن كان له قلب!!

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: « إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب، وأنت لم تنتج شيئا مفيداً ، ولا نافعاً، ولم تجد بركةً في الوقت ،
فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
أي: انفرط عليه وصار مشتتاً لا بركة فيه
وليعلم أن البعض قد يذكر الله لكن يذكره بقلب غافل، لذا قد لا ينتفع، وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنْزَع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فُرطا عليه ، تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله ».

((تفسير سورة الكهف)) للشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-

================

[أبو معاوية البيروتي]

هل تجلسون في البيت في غرفة وباقي الغرف مضاءة؟!

قال الشيخ عصام هادي: مرة قال لي شيخنا الألباني: (هل تجلسون في البيت في غرفة المعيشة وتكون جميع الغرف مضاءة؟)
قلت: (نعم)، فقال لي: (لو قال لك أبوك : أطفئ الأضواء إلا في الغرفة التي أنتم فيها، لقلتم: والدنا بخيل،
لكن ما الفائدة أن تشعلوا جميع الأضواء؟ لا فائدة ، لكن أنتم مع الأسف لم تعيشوا حياتنا والفقر الذي كنا فيه والحاجة التي قاسى الآباء فيها ، هل تعلم بأن والدي كان يشتري لي الصندل أو الحذاء بعد كد وتعب شديد ، وكان المطلوب أن أحافظ عليه السَّنَة كلها لأنه إذا تلف ليس معه نقود ليشتري آخر ، فكنت ألبسُ الحذاء في الشتاء ، فإذا جئنا على بِركة ماء نزعنا أحذيتنا وخضنا في الماء بأرجل حافية ؛ مخافة أن يتلف الماءُ الحذاء ؛ فهذه الحياة أنتم ما عشتموها ، فلذلك لا تعرفون قدر القرش وتعب الأب في تحصيله!

[أبو معاوية البيروتي]

الرسالة البيروتية/ لعلامة نجد سليمان ابن حمدان

وصلني أمس من الشيخ سليمان الخراشي حفظه الله تحقيقه لـ ((الرسالة البيروتية))، وهي أسئلة وجّهها الأستاذ في مدرسة ذي النورين/رأس النبع عبد الحفيظ اللادقي (ت 1964 م) إلى علامة نجد سليمان بن حمدان (ت 1977 م) رحمهما الله [في 17 صفر 1361 هـ]، وتنوّعت الأسئلة بين حكم التشاؤم وأنواعه، وعن النذر والتوبة.
وكان اللادقي رحمه الله كثير المراسلة لعلماء عصره في مصر والعراق والسعودية، وقد وقفتُ على عشرات الأسئلة الموجهة منه إلى مفتي السعودية وشيخ الأزهر وقاضي بغداد وغيرهما، ونقلت من سؤاله لقاضي بغداد في "كناشة البيروتي" (1564) - القريبة الصدور بإذن الله - وأردفتها بطرفة حصلت بينه وبين شيخ الأزهر!
✍�� وكتبه أبو معاوية البيروتي، 26 ربيع الأول 1438 هـ/ 25 كانون الأول 2016 م.

[أبو معاوية البيروتي]

الشيخ الجوعان!

قال الشيخ محمد بن عبد الجواد القاياتي المصري (ت 1320 هـ/ 1902 م) في رحلته ((نفحة البشام في رحلة الشام)):
ممن اجتمع بنا في بيروت (عام 1302 هـ) ... الشيخ الحمصي المشهور (بالجوعان)، ... له شغف بتبديل القصائد الأدبية، وبالخصوص قصائد الشيخ محمد أفندي الهلالي الحموي المتقدم ذكره،
فإنه متى سمع قصيدة أو موشحاً أو دوراً غيّره بالأكل والشرب والأطبخة والحلواء بأعجب طريق وأغرب أسلوب، وليس له في سوى ذلك مقال.
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)

[أبو معاوية البيروتي]

وحشية الأوروبيين في سجونهم!

قال د. صلاح الدين المنجد (1920 – 2010 م) رحمه الله: بلغ التعذيب في أوربة مبلغاً من القسوة لا يجاريهم فيه أحد. وقد ذهبوا في الظلم والإرهاق مذاهب شتى، وتنافسوا في ابتكار أشد وسائل الإرهاب في السجن فظاعة. من ذلك أن بعض السجون المظلمة التي كان يُزَج فيها السجناء كانت أشبه بمغاور تحت الأرض، يوصل إليها بسلاليم، لا ينفذ إليها النور. وكانت السلاليم مؤلفة من عدة درجات، يختلف بعضها عن بعض في حجمها وارتفاعها، والغرض من جعلها كذلك تضليل النازل حتى تزل قدمه فيهوي إلى قاع السجن الرهيب.
وكان في نورمبرغ سجن يتناقل الناس أشد الأخبار هولاً عما كان المسجونين يسامون فيه البلاء، وكان يُعرَف بالسجن الأحمر. وكانوا يقلعون أظافير السجناء، ويفقأون عيونهم، ويضغطون على عظامهم بآلات حديدية فتُسحق وتهرس. أو يدفعونهم ليناموا في أسرة ذات مسامير محماة، تنخزهم وخزاً مؤلماً فتسيل دماؤهم. وكان في السجن نفسه كساء حديدي يدخل فيه المسجون فيطبق عليه. وكان له من داخله مسامير حادة تنفذ في الجسم، فيقاسي الرجل أنواع الألم حتى يموت.
وكان في مدينة لاهاي سجن يسمى (جيفا نجن بورث) كان المسجونين فيه يصابون بالجنون قبل أن يموتوا لشدة ما كانوا يعانون من العذاب؛ كالكي بالحديد وقطع الأعناق بحز الرؤوس حزًّا بطيئاً.
وفي مدينة هاليفكس كانوا يأتون بالمسجون وهو موثق اليدين والقدمين فتُوضَع عنقه تحت آلة قاطعة مدلاة مربوطة إلى السقف بحبل، إذا انقطع سقطت الآلة الحادة على عنق الرجل فمات.
وفي سجن قمة سان ميشيل في فرنسا كان السجناء يُدفَعون إلى كهوف في بطن الأرض فيها الأفاعي وضروب الحشرات، وقد مُلِئَت بالماء الراكد القذر، فيموت المسجون موتاً بطيئاً؛ وربما ضُرِب أو عُذِّبَ حتى يموت.

[أبو معاوية البيروتي]

مفقود؟ موارد الصفا وموائد الشفا على كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى

ذكره محمد بن إبراهيم الحنفي (ت 971 هـ) في تأليفه المطبوع حديثاً ((تأهيل من خطب في ترتيب الصحابة في الخُطَب))، قال المحقق راشد الغفيلي في الحاشية: من كتب المصنِّف التي لم يصل إلينا خبرها. ... فائدة: هناك عبارة دَرَج على استعمالها عددٌ من محققي الكتاب أو مَن يكتب في سيرة عَلَمٍ ما، وهي عندما يُعَدِّد مصنفاته يقول عن كتاب لا يعرف عنه شيئاً عبارة ((مفقود))، وربما يكون الكتاب غير مفقود لكن لم يصل خبره إليه أو لم يُكتَشف بعد، ولذلك كثير من الكتب التي قيل عنها ((مفقود)) ظهر أمرها بعد فهرسة كثير من المكتبات العامة والخاصة.
قال أبو معاوية البيروتي: وهذا يوافق ما نقلته منذ فترة من كلام الشيخ محمد لطفي الصباغ في كتابه ((مخطوطات إسلامية في أيدي اليهود)) عن هذا الموضوع.

[أبو معاوية البيروتي]

قراءة التركيز

بعض الناس يقرأ سريعًا لكن يفوته كثير من التركيز،
وبعض الناس ينعم الله عليه بفهم وقَّاد مع قراءة سريعة.
لكن الضابط هنا أن كل إنسان يفعل ما ينتفع به أو ما يَصلُح له؛
لأن الناس قدرات؛ فبعض الناس قد يقرأ في اليوم مئة ورقة؛
لكن لو سألته عن الفائدة قد لا يعطيك إلا فائدة واحدة من مئة ورقة!
وبعض الناس يقرأ بتؤدة عشر أوراق؛ ويعطيك مئة فائدة!!
فالضابط يعود للشخص وما أعطاه الله من قدرات ذهنية وعقلية.

* كتبه الشيخ عبد العزيز السدحان.

[أبو معاوية البيروتي]

من عيوب كثير من المؤلّفين المعاصرين!! ومقارنة بابن حجر

من عيوب المؤلفين المعاصرين العجلة في التأليف، فتراه يجمع مادة كتابه ويؤلف بينها ثم يستعجل ويرسله للطبع! فلا يعطي تأليفه وقتاً ولا يعرضه على العلماء أو من أعلم منه، وهذا ما يوقعه في كثير من الأخطاء ويجعل كتابه غير ناضج المحتوى ولا مستوعبٍ لموضوع التأليف!
والناظر إلى كبار علماء الأمة يجدهم يتأنون في التأليف وفي إخراج الكتاب إلى الناس، وسأضرب مثالاً بالحافظ ابن حجر رحمه الله، فقد استغرق تأليفه لأشهر كتايين له ((فتح الباري)) و((الإصابة)) قرابة أربعين عاماً!! وقد تحدثت عن الفتح في رسالة سابقة، أما ((الإصابة)) فبدأ بتأليفه عام 809 هـ، واستمر العمل فيه إلى ذي الحجة عام 847 هـ حتى انتهى من كتابته مع ما فيه من الهوامش، ومع هذا فإنه لم يكتمل! فقد قال تلميذه السخاوي عن ((الإصابة)): (هو جامع لما تفرق منها (أي المصنفات في الصحابة)) مع تحقيق؛ ولكنه لم يكمل). اهـ.
والذي ينقص من ((الإصابة)) هو باب المبهمات الذي أحال إليه الحافظ في عدد من التراجم (كترجمة أبي بجيلة مثلاً) ، ولا يوجد (باب المبهمات) في المطبوع من ((الإصابة))، إضافة لوجود بعض المواضع البيضاء الناقصة معلوماتها كما أفاد د. شاكر عبد المنعم، ولكن يبدو أن الكثيرين ألحّوا على الحافظ في نشر كتابه فأخرجه ولكن بعد أن بذل فيه مجهود أربعين عاماً رحمه الله، فجاء موسوعة في بابه.
✍🏻 أبو معاوية البيروتي
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)