فوائد من مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: شرك الخوف والرجاء
10 / 151: وما رجا أحد مخلوقا أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه، فإنه مشرك: (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)، وكذلك المشرك يخاف المخلوقين، ويرجوهم، فيحصل له رعب، كما قال تعالى: (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا). والخالص من الشرك يحصل له الأمن، كما قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).

فائدة: التائب قد يكون أكمل من الذي لم يذنب
10 / 176: بل من عرف الشر وذاقه ثم عرف الخير وذاقه فقد تكون معرفته بالخير ومحبته له ومعرفته بالشر وبغضه له أكمل ممن لم يعرف الخير والشر ويذقهما كما ذاقهما.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: الضابط في أفضلية العزلة والخلطة
10 / 244: المخالطة إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها، وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان فهي منهي عنها.

فائدة: الكذب سبب لتسلط الشيطان
10 / 257: والمجتهد خطؤه من الشيطان وهو مغفور له ... بخلاف من تكلم بلا اجتهاد يبيح له ذلك، فهذا كاذب آثم في ذلك، وإن كانت له حسنات غير ذلك، فإن الشيطان ينزل على كل إنسان ويوحي إليه بحسب موافقته له، ويطرد بحسب إخلاصه لله وطاعته له، قال تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان).

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: النفس الصافية مع ضعف العلم أكثر عرضة للفتن
10 / 334: النفس الصافية التي فيها رقة الرياضة، ولم تنجذب إلى محبة الله وعبادته انجذابا تاما، ولا قام بها من خشية الله التامة ما يصرفها عن هواها متى صارت تحت صورة من الصور استولت تلك الصورة عليها كما يستولي السبع على ما يفترسه.

فائدة: خطورة حب الناس للعبد
10 / 338-339: وقد يحبونه لعلمه أو دينه أو إحسانه أو غير ذلك، فالفتنة في هذا أعظم، إلا إذا كانت فيه قوة إيمانية، وخشية وتوحيد تام، فإن فتنة العلم والجاه والصور فتنة لكل مفتون...، فأصدقاء الإنسان يحبون استخدامه واستعماله في أغراضهم، حتى يكون كالعبد لهم، وأعداؤه يسعون في أذاه وإضراره، وأولئك يطلبون منه انتفاعهم، وإن كان مضرا له مفسدا لدينه لا يفكرون في ذلك. وقليل منهم الشكور.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: لا يجوز حب شيء لذاته إلا الله تعالى

10 / 341: بل لا يجوز أن يحب شيء من الموجودات لذاته إلا هو سبحانه وبحمده، فكل محبوب في العالم إنما يجوز أن يحب لغيره، لا لذاته، والرب تعالى هو الذي يحب لنفسه، وهذا من معاني إلهيته، و (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)، فإن محبة الشيء لذاته شرك، فلا يحب لذاته إلا الله، فإن ذلك من خصائص إلهيته، فلا يستحق ذلك إلا الله وحده، وكل محبوب سواه إن لم يحب لأجله أو لما يجب لأجله فمحبته فاسدة.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: في الزهد والورع
10 / 347-348: الزهد من باب عدم الرغبة والإرادة في المزهود فيه، والورع من باب وجود النفرة والكراهة للمتورع عنه... وبهذا يتبين أن الواجبات والمستحبات لا يصلح فيها زهد ولا ورع وأما المحرمات والمكروهات فيصلح فيها الزهد والورع. وأما المباحات فيصلح فيها الزهد دون الورع.

فائدة: شروط في المتولي
10 / 380: كما قال الفقهاء في المتولي: ينبغي أن يكون قويا من غير عنف، لينا من غير ضعف، فبصبره يقوى، وبلينه يرحم، وبالصبر ينصر العبد؛ فإن النصر مع الصبر، وبالرحمة يرحمه الله تعالى.

فائدة: "لا حول ولا قوة إلا بالله" كلمة استعانة لا استرجاع
10 / 385: قال الشبلي بين يدي الجنيد: لا حول ولا قوة إلا بالله. فقال الجنيد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصدر لترك الرضا بالقضاء. فإن هذا من أحسن الكلام... وذلك أن هذه الكلمة كلمة استعانة؛ لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعا لا صبرا.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: حرمة إزالة العقل
11 / 10: إذ إزالة العقل محرم، ومتى أفضى إليه سبب غير شرعي كان محرما، وما يحصل في ضمن ذلك من لذة قلبية أو روحية، ولو بأمور فيها نوع من الإيمان، فهي مغمورة بما يحصل معها من زوال العقل، ولم يأذن لنا الله أن نمتع قلوبنا ولا أرواحنا من لذات الإيمان ولا غيرها بما يوجب زوال عقولنا؛ بخلاف من زال عقله بسبب مشروع، أو بأمر صادفه لا حيلة له في دفعه.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: القول الجامع في المصالح المرسلة

11 / 188: والقول الجامع أن الشريعة لا تهمل مصلحة قط، بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة، فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له، إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر أو أنه ليس بمصلحة، وإن اعتقده مصلحة، لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة، وكثيرا ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة، كما قال تعالى في الخمر والميسر: (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: مقدمات لفهم المصالح والمفاسد في أفعال العباد

11 / 193-194:

1. ليس ما حسن منه حسن منا وليس ما قبح منه يقبح منا.
2. إن الحسن والقبح قد يكونان صفة لأفعالنا، وقد يدرك ذلك بالعقل، ... ، وإن الفعل تارة يكون حسنه من جهة نفسه، وتارة من جهة الأمر به وتارة من الجهتين جميعا.
3. أن الله خلق كل شيء وهو على كل شيء قدير.
4. أن الله إذا أمر العبد بشيء فقد أراده منه إرادة شرعية دينية، وإن لم يرده منه إرادة قدرية كونية.
5. أن محبته ورضاه مستلزم للإرادة الدينية والأمر الديني، وكذلك بغضه وغضبه وسخطه مستلزم لعدم الإرادة الدينية فالمحبة والرضا والغضب والسخط ليس هو مجرد الإرادة.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: لا ينبغي للعبد أن يقترح على الله شيئا معينا

11 / 212: ...، وهذا حال مذموم، لأن العبد لا ينبغي له أن يقترح على الله شيئا معينا، بل تكون همته فعل المأمور، وترك المحظور، والصبر على المقدور.

[ابو اميمة محمد74]

فائدة: أصول في تفاضل الأعمال

11 / 217:

1. المؤمن الذي لا يحفظ حروف [القرآن] وسوره خير من [المنافق الذي يحفظهما] وإن كان ذلك المنافق ينتفع به الغير كما ينتفع بالريحان، وأما الذي أوتي العلم والإيمان فهو مؤمن عليم، فهو أفضل من المؤمن الذي ليس مثله في العلم.
2. ليس كل عمل أورث كشوفا أو تصرفا في الكون يكون أفضل من العمل الذي لا يورث كشفا وتصرفا.
3. تفضيل العمل على العمل قد يكون مطلقا مثل تفضيل أصل الدين على فرعه، وقد يكون مقيدا. فقد يكون أحد العملين في حق زيد أفضل من الآخر، والآخر في حق عمرو أفضل، وقد يكونان متماثلين في حق الشخص، وقد يكون المفضول في وقت أفضل من الفاضل.
4. الرجل قد يأتي بالعمل الفاضل من غير قيام بشروطه، ولا إخلاص فيه، فيكون بتفويت شرائطه دون من أتى بالمفضول المكمل.