أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
5971 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-24-2017, 03:04 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي عذاب القبر ونعيمه والأدلة عليهما من كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة

عذاب القبر ونعيمه والأدلة عليهما من كتاب الله العزيز والسنة النبوية المطهّرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ: (أكثروا من ذكر هادم اللذات) رواه (البخاري). انظر: [إرواء الغليل 682].
يوصينا رسول الله ﷺ بالإكثار من تذكُّر هادم اللذات، ومفرق الجماعات ومفرق الأحبة «الموت» وما وراءه، لنتذكر ظلمة القبر، ووحدته ووحشته، وهوامه، وفتنته «سؤال المنكر والنكير» نسأل الله - تعالى - الثبات عند السؤال.
لنتذكر نعيم القبر وعذابه، والنفخ في الصور ويوم القيامة وأهواله. فالمرَدُّ والمآلُ إلى الله - تعالى - ليوفينا الحساب. ومن فضل الله - تعالى - علينا أن علمنا كيف نواري هذه الأجساد بعد الممات.
قال الله - تعالى-: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ۞ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ۞ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ۞ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۞ فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [سورة المائدة: 27 ــ 31].
ومن يومها عُرِفَ القبر ... القبر دار البرزخٍ ومَمرّ العبورٍ إما إلى متاعٍ دائمٍ ونعيمٍ مقيمٍ في جنةٍ عرضها السموات والأرض، وإما إلى عذاب النار وسخط الجبار - نسأل الله العفو والعافية -.
فعن هانىء - رضي الله عنه - مولى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: كان عثمان - رضي الله عنه - إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتذكر القبر فتبكي؟ فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد)، قال: وسمعت رسول الله ﷺ يقول: (ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه) (حسن) انظر: [سنن ابن ماجة 2/ 1426 رقم 4267] و [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 3550]. اللهم نجـّنا بفضلك ومَنِّك وكرمك يا أرحم الرحمين .

نمرُّ بالقبور فنرى ظاهرها تراب وحجارة، وقد تكون مزروعة منقوشة مزدانة، والله - سبحانه وتعالى- وحده أعلم بما في باطنها، هل هي نورٌ ونعيمٌ وجنات، أم آلامٌ وعذابٌ وحسرات؛ ووالله لو عقلنا لوعظتنا وما تركت مقالا، ولسان حالها يقول:

يا من عمرتم دارًا موشكة بكم زوالا *** وخرَّبتم دارًا أنتم مسرعون إليها انتقالا
عَمَرْتُم لغيركـــم من بعدِكــم سُكناهــا *** وخربتم مساكنَ ليس لكم مساكنَ سِواها.

أختــــاه ! هنيئًا لمن كانت دنياه دار سباق إلى الخيرات، وبذر غراس طيبة، ومستودع أعمال صالحة، لينام قرير العين في حياة برزخ يعمرها.

كثر في هذه الأيام السؤال عن نعيم القبر وعذابه، وكثر على وسائل التواصل وغيرها تداول أقوال من أنكر نعيم القبر وعذابه من القرآنيين والعقلانيين، والخوارج والمعتزلة، وغيرهم ممن قلدهم، الذين حَكَّموا العقل بإنكارهم، وتركوا الإستدلال بالنقل من كتاب الله - تبارك وتعالى - وسنة رسول الله ﷺ، وما صَحّ عنه من أحاديث كثيرة، تلقتها الأمة بالإجماع والقبول من لدن حكيم خبير - سبحانه جلَّ في علاه -.
شككوا في أمهات الكتب الصحاح، واعتمدوا على ما يُمليه عليهم العقل فيما يقبله أو يرفضه، وهذا مقياس فاسد لأن العقول تتفاوت في مفاهيمها، وشتّان ... شتان !! قال الله - تعالى -: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [سورة يونس 36].
وليَخرُجوا من تخبطهم فيما ذهبوا إليه، قال القرآنيون: [علينا بالقرآن وما جاء به فقط، وما علينا بالسنة].
والله - تعالى - يقول: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [سورة الحشر 7].

واحتج آخرون بأن الأدلة على عذاب القبر ونعيمه هي أخبار آحادٍ لا يُؤخذ بها فيما يتعلق بأمور العقيدة، وحجتهم داحضة مردودة عليهم لأن الأخبار في عذاب القبر ونعيمه ليست أخبار آحاد، بل هي متواترة في عدة أحاديث عن رسول الله ﷺ ورواتها كُثر، ومنها ما هو ثابتٌ في الصحيحين، اتفق على صحتها الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما - رحمهم الله تعالى -.

مع أنه لو كان خَبَرًا واحدًا صحَّ عن رسول الله ﷺ سواءً في هذا الباب، أو غيره من أمور العقيدة أو غيرها، فما علينا إلّا تلقيه بالقبول والتسليم، ليس لنا إلا أن نقول: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير [سورة البقرة: 285].

وإلّا؛ فهل كان إسلام أهل اليمن الذين أرسل لهم رسول الله ﷺ الصحابي الجليل معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وهو رجلٌ واحدٌ علَّمَهُمْ أمور دينهم، وأوَّلُها أمور العقيدة غير صحيح ؟؟.
وهل غفل رسول الله ﷺ عما انتبه له هؤلاء ؟؟، وقد قال الله - تعالى فيه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [سورة النجم: 3 - 4]، حاشا والله وكلا !!!؛ قال الله - تعالى -: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [سورة مريم: 64].

ومن الذين أنكروا عذاب القبر ونعيمه احتجوا بقياس عقلي فاسد لا برهان لهم به إذ قالوا: كيف ينعَّم إنسان بقبره وإلى جانبه قبر يعذب فيه آخر؟.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في الرد على ذلك: [... والنائم يحصل له في منامه لذة وألم؛ وذلك يحصل للروح والبدن حتى إنه يحصل له في منامه من يضربه؛ فيصبح والوجع في بدنه، ويرى في منامه أَنّه أُطْعِم شيئاً طيباً فيصبح وطعمه في فمه، وهذا موجود، فإذا كان النائم يحصل لروحه وبدنه من النعيم والعذاب ما يحس به، والذي إلى جنبه لا يحس به، حتى قد يصيح النائم من شدة الألم أو الفزع الذي يحصل له، ويسمع اليقظان صياحه.
وقد يتكلم إما بقرآن وإما بذكر وإما بجواب، واليقظان يسمع ذلك وهو نائم عينه مغمضة، ولو خوطب لم يسمع: فكيف يُنكِر حال المقبور الذي أخبر الرسول ﷺ أنه «يسمع قرع نعالهم»، وقال: (ما أنتم أسمع لما أقول منهم).
والقلب يشبه القبر، ولهذا قال لما فاتته صلاة العصر يوم الخندق (ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا). وفى لفظ: (قلوبهم وقبورهم نارا).
وَفرَّق بينهما في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ۞ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ [سورة العاديات 9 - 10].

وهذا تقريب وتقرير لإمكان ذلك؛ ولا يجوز أن يقال ذلك الذي يجده الميت من النعيم والعذاب، مثلما يجده النائم في منامه، بل ذلك النعيم والعذاب أكمل وأبلغ وأتم، وهو نعيم حقيقي وعذاب حقيقي، ولكن يذكر هذا المثل لبيان إمكان ذلك، إذا قال السائل: الميت لا يتحرك في قبره، والتراب لا يتغير ونحو ذلك، مع أن هذه المسألة لها بسط يطول وشرح لا تحتمله هذه الورقة، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم]. ا هـ. [مجموع الفتاوى 4/ 275 - 276].

آمنّا بالله - جلّ في علاه - الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو غيب، كذلك نؤمن بكل ما صحَّ مِن أدلّة حول عالم البرزخ، وما يجري في القبر والبعث والحشر والقيامة، وكله غيبٌ لا يعلم كنهه إلا الله - تعالى -؛ نؤمن به كما جاء، وفي حال الاختلاف فالحكم لله ـ جلَّ في علاه ـ وما جاءنا به نبي الأمة ﷺ عن الله - عز وجل - من كتاب وما صح من سنة، نتلقاه بالقبول والتسليم مع الإذعان والخضوع والرضا التام، وذلك لقوله - سبحانه -: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا. [سورة النساء 65].


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-24-2017, 03:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي من الأدلة على عذاب القبر في الكتاب والسنة :

من الأدلة على عذاب القبر ونعيمه في الكتاب والسنة :

1.
أخرج الإمام البخاري رحمه الله - تعالى - في "التاريخ" (1/ 8 / 229) عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ بصر بجماعة فقال: (عَلامَ اجتمعَ عليه هؤلاء ؟) قيل: على قبر يحفرونه، قال: ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبدر بين يدي أصحابه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه، قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، فبكى حتى بلَّ الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا، قال: (أيْ إخواني ! لمثل هذا اليوم فأعدّوا).

لذا ينبغي على المرء أن يعرف هذه الحياة الدنيا على حقيقتها، فهي ليست بدار قرار، وإنما هي ممر ابتلاء وتكليف فلا يفاجئ بما فيها من كوارث وآلام وأكدار، لعلمه أنها لا تستقيم على حال، فيومٌ لك ويوم عليك، اليوم بذار وغدًا بإذن الله - تعالى – نجني الثمار. فعن ابن عمر – رضي الله عنهما -: قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض جسدي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور). رواه (البخاري). انظر: [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5274].

علينا أن نُعِدّ العِدَّةَ لمثل هذا اليوم، وأن نبقى دائما على حذر من الخطر ... خطر سوء الخاتمة ... سوء العاقبة، نحثّ الخطى إلى الطاعات، ولا تتعلق القلوب بهذه الحياة الدنيا، إلا بما يخرجنا الله - تعالى - منها وهو راض عنا - سبحانه -، فإننا لا ندري متى يأتي الأجل، والأعمال بالخواتيم.

2. قال الله - تعالى – ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ۞ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ۞ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ۞ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ۞ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۞ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ۞ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ۞ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ۞ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ۞ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ۞ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ۞ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ۞ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ۞ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [سورة الواقعة 83 – 96].

قوله - تعالى - : ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ۞ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ۞ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ يدل على أن مَن حان أجله يعاين ما لا يعاينه مَن حَوله، تأتيه الملائكة قبل أن يأتي ملك الموت فيبشرونه إما بروْحٍ وريحان ورب غير غضبان، وإما إلى سخطٍ مِنَ الله وغضب.

3. تخرج روح المؤمن سهلة تسيل كما تسيل القطرة من فَيِّ السِّقاء، وكرامات إثر كرامات، على العكس من الكافر : عن البراء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة ! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من فيّ السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدَعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى; فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله. فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء ! أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول : أبشر بالذي يسرك ! هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير. فيقول : أنا عملك الصالح. فيقول : رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ! اخرجي إلى سخط من الله وغضب ! فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟؟. فيقولون : فلان بن فلان !! بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له، ثم قرأ : ﴿لا تفتح لهم أبواب السماء فيقول الله - عز وجل - : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا، فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري !. فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ! فينادي مناد من السماء : أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب منتن الريح، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول : أنا عملك الخبيث فيقول : رب لا تقم الساعة) (حديث صحيح) رواه : [أحمد، وأبو داود، وابن خزيمة، والحاكم، والبيهقي، والضياء]. انظر : [صحيح الجامع حديث رقم 1676] تحقيق الألباني - رحمه الله تعالى -.

4. وفي رواية : عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال : (استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا).
زاد في حديث جرير ها هنا وقال : وإنه ليسمع خفقَ نعالهم إذا ولوْا مدبرين حين يقال له : (يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك ؟).
قال هناد : قال : (ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ قال فيقول : هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولان : وما يدريك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت).
زاد في حديث جرير : فذلك قول الله - عز وجل - ﴿يثبت الله الذين آمنوا. الآية، ثم اتفقا قال : (فينادي مناد من السماء : أن قد صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، وألبسوه من الجنة، قال : فيأتيه من روحها وطيبها. قال : ويفتح له فيها مد بصره.

قال : وإن الكافر ... "فذكر موته" قال : (وتعاد روحه في جسده : ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول هاه هاه هاه لا أدري. فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري. فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري. فينادي مناد من السماء : أن كذب، فافرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، قال : فيأتيه من حرها وسمومها. قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه).

زاد في حديث جرير قال : (ثم يقيض له أعمى أبكمْ معه مرزبة من حديد، لو ضرب بها على جبلٍ لصار تُرابًا، قال : فيضربه بها ضربةً يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابًا، قال ثم تعاد فيه الروح) صحيح. انظر : [سنن أبي داود 4/ 239 رقم 4753].

وفي رواية له بمعناه وزاد : (فيأتيه آتٍ قبيحِ الوجه قبيحِ الثياب مُنتن الريح فيقول : أبشر بهوانٍ من الله وعذابٍ مُقيم فيقول : بشرك الله بالشر من أنت فيقول : أنا عملك الخبيث، كنت بطيئًا عن طاعة الله، سريعًا في معصيته فجزاك الله بشر، ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة، لو ضُربَ بها جبلٌ كان ترابا، فيضربُهُ ضربة فيصير ترابا، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربةً أخرى فيصيحُ صيحةً يسمعه كل شيء إلا الثقلين). قال البراء : (ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار) (صحيح).

5. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه – قال : "شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يا أيها الناس ! إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دُفِنَ فتفرّقَ عنه أصحابه، جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال : ما تقول في هذا الرجل ؟ فإن كان مؤمنا قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول : صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار، فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت، فهذا منزلك، فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له اسكن ويُفسح له في قبره.
وإن كان كافرًا أو منافقا، يقول له : ما تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول لا دريتَ ولا تليتَ ولا اهتديتْ. ثم يُفتح له باب إلى الجنة فيقول : هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرتَ به فإن الله - عز وجل - أبدلكَ به هذا، ويُفتح له باب إلى النار، ثم يَقمَعهُ قمعةً بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غيرَ الثقلين). فقالَ بعضُ القوم : يا رسول الله ! "ما أحدٌ يقومُ عليهِ ملكٌ في يدِهِ مِطراقٌ إلا هَبـِلَ عند ذلك ؟!"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقوْلِ الثَّابِتِ (صحيح) أخرجه الإمام أحمد - رحمه الله -(3/ 3 - 4). وانظر : [الصحيحة 7/ 1169 - 1170 رقم 3394].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-24-2017, 04:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الأدلة من السنة النبوية المطهَّرة على عذاب القبر ونعيمه

6. قال الله - عز وجل -: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُون ۞ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [سورة الأنعام 93 - 94].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى -: [وهذه صفة حال الموت.
وقوله: ﴿أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ دلَّ على وجود النفس التي تخرج من البدن.
وقوله: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ دلَّ قوله اليوم على وقوع الجزاء بعد الموت مباشرة.

7. وقال - تعالى - في سورة الأنفال: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ۞ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [سورة الأنفال 50 - 51].

أي: لو ترى ما يصيب الذين كفروا - قتلى بدر - من أشد صنوف العذاب حين تقبض الملائكة أرواحهم بعد الموت لرأيت منظرًا عجيبًا ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ.
وعجبًا لمنكرٍ لوى أعناق الأدلة وبترها؛ فشبهَ هذه الآية الكريمة بقياسه القاصر؛ بمن غصَّ في لقمةٍ يُضرَب على ظهره حتى يُخرجها؛ وكذلك لتخرج روحه؛ وتغافل عن تكملة الآية الكريمة؛ ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ۞ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

8. وفي المنافقين قال - تعالى -: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [سورة التوبة 101]. قال غير واحد من العلماء: المرة الأولى في الدنيا، والثانية في البرزخ، ﴿ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍفي الآخرة.

9. وقال الله - تعالى - فيمن ظلم نفسه: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ۞ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [سورة النحل 28 - 29].
وهذا إلقاء للسلم إلى حين الموت، وقوْلٌ للملائكةِ: ﴿مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ إنما يكون مِن النفس، كذلك يدلّ على أن العذاب "على من كتب الله عليهم الشقاء في الآخرة" يبدأ حين خروج الروح من الإنسان وفراقه للدنيا.

10. وللطيبين الذين استقاموا على أمر الله - تعالى - سلام وبشارة عند خروج الروح: قال - تعالى -: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة النحل 32].

11. وقال في [سورة فصلت 30 - 32]: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ۞ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ وقد ذكروا أنَّ هذا التنزُّل عند الموت.

12. وفي المؤمنين قال - سبحانه -: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ۞ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [سورة المؤمنون 99 - 100].

فقوله: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ طَلَبٌ لرجع النفس إلى البدن، كما قال - تعالى - في سورة الواقعة: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ۞ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [سورة الواقعة 86 -87].
وهو يبيِّن أنَّ النفس موجودة تفارق البدن بالموت، قال - تعالى -: ﴿إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [سورة المؤمنون 100].


13. وذكر عذاب القيامة والبرزخ معًا في غير موضع: ذكره في قصة آلِ فِرْعَوْنَ فقال: ﴿فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ۞ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [سورة غافر 45 ــ 46]. ا هـ. انظر: [مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 4/ 211 - 213].

قال ابن كثير رحمه الله - تعالى - في تفسيره: فإن أرواحهم تعرض على النار صباحًا ومساءً إلى قيام الساعة، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار؛ ولهذا قال: (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) أي: أشده ألمًا وأعظمه نكالًا. وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله - تعالى -: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا]. ا هـ. انظر: [تفسير القرآن العظيم 4/ 104].

14. قال الله - تعالى - : ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة السجدة: 21].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الاية: [قال البراء بن عازب، ومجاهد، وأبو عبيدة: يعني به عذاب القبر] انظر: [تفسير القرآن العظيم 3/ 610].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-24-2017, 04:51 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ومن الأدلة على عذاب القبر ونعيمه في الكتاب والسنة :

ومن الأدلة على عذاب القبر ونعيمه في الكتاب والسنة :

15.
عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، تعوذوا بالله من عذاب النار، تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال) (صحيح) (أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم: 2262].

16. عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل ، والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) ‌(حديث صحيح رواه أحمد، والبخاري، ومسلم ، وأبي داود، والترمذي، والنسائي في سننهم) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 1284].‌

17. روى الإمام أحمد عن عبد بن حميد، ومسلم، والنسائي عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها) (حديث صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم : 1286]. ‌

18. وعن عائشة - رضي الله عنها - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل، أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر) (حديث حسن رواه النسائي) انظر : [صحيح الجامع 1305]. ‌

19. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من عذاب جهنم، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، استعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات) (حديث صحيح ) رواه : [البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، والنسائي] انظر : [صحيح الجامع حديث رقم 941]. ‌

20. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالاستعاذة من هؤلاء الأربع قبل التسليم من الصلاة، ومنها الاستعاذة من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال). أخرجه أحمد (7236) ومسلم (130/ 588) وأبو داود (983) وابن ماجة (909) غيرهم.

فالمشروع للمؤمن والمؤمنة التعوذ بالله منهن وألا يَدَعْهُنّ في أي صلاة، فريضة كانت أو نافلة.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح : [... فتنة المحيا والممات : قال ابن بطال : "هذه كلمة جامعة لِمَعانٍ كثيرة، وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رَفْعِ ما نَزَلْ وَدَفْعِ ما لم يَنْزِلْ، ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك].

وقال في موضع آخر قالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : فِتْنَة الْمَحْيَا : مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مُدَّة حَيَاته مِنْ الِافْتِتَان بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَات وَالْجَهَالَات، وَأَعْظَمهَا وَالْعِيَاذ بِاَللهِ أَمْر الْخَاتِمَة عِنْد الْمَوْت.

وَفِتْنَة الْمَمَات : يَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت أُضِيفَتْ إِلَيْهِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ، وَيَكُون الْمُرَاد بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا عَلَى هَذَا مَا قَبْل ذَلِكَ، وَيَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا فِتْنَة الْقَبْر، وَقِيلَ : أَرَادَ بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا الِابْتِلَاء مَعَ زَوَال الصَّبْر، وَبِفِتْنَةِ الْمَمَات السُّؤَال فِي الْقَبْر مَعَ الْحِيرَة] ا هـ.

فتنة القبر :

الفتنة : هي الإبتلاء والإختبار .
وفتنة القبر : سؤال الميت عن ربه، ودينه، ونبيه.
والسائل : ملكين كريمين هما : المنكر والنكير
والسؤال : عام لكل المكلفين مؤمنهم وكافرهم. من هذه الأمة ومن غيرها.

وفِتْنَة الْقَبْر ثابتة في الكتاب والسنة. قال الله - تعالى - : ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ[سورة إبراهيم 27].

21. وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن المسلم إذا سئل في القبر فشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذلك قول الله - عز وجل - يُثبتُ الله الذين آمنوا بالقول الثابت) (صحيح). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 4751].

22. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قلت : يا رسول الله ! تبتلى هذ الأمة في قبورها، فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة ؟ قال : ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة رواه البزار ورواته ثقات. (صحيح لغيره) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 4751].

23. وثبت في الصحيحين أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما أتى المشركين يوم بدرٍ بالقليب ناداهم : (يا فلان ! يا فلان ! هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا ؟ فقد وجدت ما وعدني ربي حقًا).

وفي رواية عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : "وقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد ثلاثة أيام من معركة بدر على قتلى بدر من المشركين، فنادى رجالًا منهم، فقال: (يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ! كيف يسمعوا ؟ أنّى يجيبوا وقد جيفوا ؟! قال : والذي نفسي بيده ! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أمر بهم فسحبوا، فألقوا في قليب بدر) (صحيح) رواه البخاري (3976) ومسلم (2874) و (2875).

وهذا يدل على وُجودِهم وسماعهم، وأنهم وَجدوا ما وُعِدوهُ بعد الموْتِ مِنَ العذاب، وأما نفسُ قتلهِم فقد علمه الأحياء منهم.

ومخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لرؤوس الكفر وأجساد المشركين يوم بدر وإسماعهم وقد جيَّفوا، من خصائص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أهل القليب، ومن معجزات الله - جل في علاه - أحياهم الله ليخزيهم ويريهم الذلة والصغار، وليشف صدور قوم مؤمنين.
قال قتادة : [أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقمةً وحسرةً وندما]. انظر : [فتح الباري 7/ 304].

والشاهد أن أهل القليب أسمعهم الله كلام نبيه - صلى الله عليه وسلم - لإذلالهم وتصغيرهم، ولا يصح الاستدلال بالحديث على أن الميت يسمع كل شيء لأنه خاص بأهل القليب، إلا أن بعض العلماء استثنى من ذلك سماع الميت للسلام، وهو قول يفتقر إلى الدليل الصحيح الواضح.

24. وعن قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - دخل نخلًا لبني النجار فسمع صوتًا ففزع فقال : (من أصحاب هذه القبور ؟)، قالوا : يا رسول الله ! ناس ماتوا في الجاهلية، فقال : (تعوذوا بالله من عذاب النار، ومن فتنة الدجال، قالوا : ومم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إن المؤمنَ إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له : ما كنت تعبد ؟ فإنِ الله هداهُ قال : كنتُ أعبد الله، فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء غيرها، فينطلق به إلى بيتٍ كان له في النار فيقال له : هذا بيتكَ كان لك في النار، ولكن الله عصمَكَ ورحمَكَ فأبدلَكَ به بيتًا في الجنة، فيقول : دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي، فيقال له، اسكن.
وإنَّ الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملكٌ فينتهرهُ فيقولُ له : ما كنتَ تعبد ؟ فيقول : لا أدري، فيقال له : لا دريْتَ ولا تليْتْ. فيقال له : فما كنتَ تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : كنت أقول ما يقول الناس، فيضربُهُ بمطراقٍ من حديدٍ بين أذنيه، فيصيح صيحةً يَسمعُها الخلق غير الثقلين) صححه الألباني – رحمه الله تعالى - انظر : [سنن أبي داود 4/ 238 رقم 4751].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-24-2017, 06:41 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الأدلة من السنة النبوية المطهَّرة على عذاب القبر ونعيمه

25. وعن أم مبشر - رضي الله عنها - قالت : دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا في حائط من حوائط بني النجار، فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية، فسمعهم وهم يعذبون، فخرج وهو يقول : (استعيذوا بالله من عذاب القبر)، قالت : قلت : يا رسول الله ! وإنهم ليعذبون في قبورهم ؟ قال : (نعم، عذابًا تسمعه البهائم) (حديث صحيح) رواه : [أحمد (6/ 362) و [ابن حبان (787)] - رحمهم الله تعالى - انظر : [صحيح الجامع 942] و [السلسلة الصحيحة 1444].

26. أ. وعن مسروق عن عائشة - رضي الله عنها - أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها : [أعاذكِ الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر؟ فقال : نعم عذاب القبر حق، قالت عائشة : فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاةً بعد إلا تعوذ من عذاب القبر).

قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : [وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين البخاري ومسلم ، وقد أخرجه البخاري (1/ 345) من طريق أخرى عن شعبة به]. انظر : [السلسلة الصحيحة 1377].

ب. وتابعه هاشم ابن القاسم : حدثنا شعبه به مرفوعا مختصرا دون القصة. (أخرجه الخطيب في التاريخ : 5/ 64) انظر : [السلسلة الصحيحة 1377].

ت. ولهاشم ابن القاسم فيه إسناد آخر، فقال أحمد (6/ 81) : حدثنا هاشم قال : حدثنا اسحق بن سعيد قال : حدثنا سعيد عن عائشة - رضي الله عنها : أن يهودية كانت تخدمها، فلا تصنع عائشة إليها شيئًا من المعروف، إلا قالت اليهودية : وقاك الله من عذاب القبر ....) الحديث. انظر : [السلسلة الصحيحة 1377].

ث. وله طريق أخرى عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (عذاب القبر حق. قالت : قلت : فهل يسمعه أحد ؟ قال : (لا يسمعه الجن والإنس، ويسمعه غيرهم)، أو قال : (يسمعه الهوام) (وإسناده حسن) أخرجه أبو الشيخ في أحاديثه (ق 7/ 1). والحديث عزاه في " الجامع " للخطيب وحده، وأصله عند البخاري (4/ 199) ومسلم (2/ 92) من طريق منصور عن أبي وائل به نحو رواية الأشعث ابن سليم عن أبيه ، عنه إلا أنه ذكر أن الداخل على عائشة عجوزان. وفيه : فقال - صلى الله عليه وسلم - : (صدقتا إنهم يعذبون عذابًا تسمعه البهائم كلها) انظر : [السلسلة الصحيحة 1377].

جـ. وعن أبي وائل عن عبد الله - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ : (إن الموتى ليعذبون في قبورهم، حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم). (واسناده حسن) انظر : [السلسلة الصحيحة 1377].

27. وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص - رضي الله عنهم - مرفوعًا بلفظ : (استجيروا بالله من عذاب القبر، فإن عذاب القبر حق) (حديث صحيح) رواه : [الطبراني في الكبير وأصله عند البخاري (3/ 192 و 11- 49 - فتح) من طريق موسى بن عقبة]. انظر : [السلسلة الصحيحة 1444] و [صحيح الجامع 932].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-24-2017, 09:43 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

هؤلاء يعذبون في قبورهم

1. يعذب الكافر بقبره :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء، فيُرْحَبُ له قبره سبعون ذراعا، ويُنَوَّرُ له كالقمر ليلة البدر، أتدرون فيما أنزلت هذه الآية ﴿فإن له معيشة ضَنْكا ونحشره يوم القيامة أعمى ؟ قال : (أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قالوا الله ورسوله أعلم : قال عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده إنه يُسَلَّطُ عليه تسعة وتسعون تنّينا. أتدرون ما التنين سبعون حية، لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة) (حسن) رواه : [أبو يعلى وابن حبان في صحيحه، واللفظ له كلاهما من طريق درّاج عن ابن حجيرة عنه]. انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 3552].

2 - 3. الذي لا يستنزه من بوله، والذي يمشي بالنميمة : فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : "مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقبرين، فقال : (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، (بلى)، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول) وفي رواية : (بَوْلِهْ) وأما الآخر، فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة فشقها بنصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا : يا رسول الله ! لم صنعتَ هذا ؟ قال : (لعلهما أن يخفف عنهما ما لم يَيْبَسا). [أخرجه البخاري (1/ 66 - 67، 346، 125)] و [مسلم (1/ 166)] انظر : [إرواء الغليل جـ 1/ 313 رقم 283][صحيح الجامع رقم : 2440 و 5088].

قال شيخنا الألباني في التعليق على الحديث : [وليس عنده قصة الجريدة ولا عند ابن أبي شيبة وقالا : " يستتر " بدل " يستنزه " وهي رواية البخاري وغيره، وعند مسلم وأبي داود الروايتان.

وفي رواية البخاري والنسائي وأحمد بلفظ : [مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين يندبان في قبورهما]، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يعذبان، وما يعذبان في كبير، ثم قال بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله). "الحديث ".

(فائدة) : قد جاء في حديث جابر الطويل في صحيح مسلم (8/ 235) بيان التخفيف المذكور في الحديث وهو قوله : - صلى الله عليه وسلم - : (إني مررتُ بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتي أن يُرَفَّهُ عنهما ما دام الغصنان رطبين).

فهذا نص على أن التخفيف سببه شفاعةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعاؤه لهما، وأن رطابة الغصنين إنما هي علامة لمدة الترفيه عنهما وليست سببًا، وبذلك يظهر بدعية ما يصنعه كثير من الناس في بلادنا الشامية وغيرها من وضع الآس والزهور على القبور عند زيارتها، الأمر الذي لم يكن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه من بعده على ما في ذلك من الاسراف وإضاعة المال. والله المستعان]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -. انظر : [إرواء الغليل جـ 1/ 313 رقم 283].

وهذا يدل على أن ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سببه شفاعةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعاؤه لهما، وهي خاصية من خصوصياته، فلا يجوز وضع جريد النخل على القبور، لا بأعياد أو مناسبات، ولا زراعة الأشجار والورود وغيرها عليها.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أكثر عذاب القبر من البول) رواه : [أحمد2/ 389] و [ابن ماجه 283] و [الدارقطني 1/ 314] و [المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 1/ 114 وقال صحيح على شرط الشيخين]

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (عامة عذاب القبر من البول، فتنزهوا منه) رواه : [عبد بن حميد ص 215] و [البزار 11/ 170] و[الطبراني 11/ 79] و [الدارقطني 1/ 315].وقال لا بأس به.

4. يعذَّب الميت بنياحة أهله عليه إن لم يوّصِّ أن لا ينوح عليه أحد، فإن وصّى فقد برَّأ ذمته، والإثم على مَن خالفَ خلفه : عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من ميت يموت، فيقوم باكيهم فيقول : واجبلاه، واسنداه، أو نحو ذلك، إلا وكل به ملكان يلهزانه، هكذا كنت) (حديث حسن) انظر : [صحيح الجامع رقم : 5788]. ‌

وعن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) حديث صحيح رواه : (أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 6741]. ‌

وعن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الميت ليعذب ببكاء الحي) (متفق عليه). ‌انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 1969]. أي البكاء الذي يصاحبه نياحة وتسخط على أقدار الله - تعالى -.
أما البكاء بلا تسخط ولا نياحة فجائز، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى لفراق ابنه إبراهيم وقال : (إنها رحمة جعلها الله في قلوب من يشاء من عباده، إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون، إن الله لا يعذب بحزن القلب، ولا بدمع العين، ولكن يعذب بهذا أو يرحم - ومسك لسانه -).

وفي حديث سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله، فقال : قد قضى ؟ قالوا : لا يا رسول الله، فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى القوم بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بكوا، فقال : (ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) [صحيح البخاري، باب البكاء عند المريض رقم 1242].

5 - 9. الذي يأخذ القرآن فيرفضه، ومن ينام عن الصلاة المكتوبة، والكاذبين، والزناة، وآكلي الربا : وقد جاء ذكرهم بحديث شريف صحيح رواه الإمام البخاري رحمهم الله - تعالى -، فعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يكثر أن يقول لأصحابه : هل رأى أحد منكم من رؤيا ؟ فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة : إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي : انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر، فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى.
قال : قلت : لهما - سبحان الله ! - ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق. فأتينا على رجل مستلق على قفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، قال : وربما قال : أبو رجاء : فيشق قال : ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول. قال : فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى، قال : قلت سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : انطلق انطلق. فانطلقنا فأتينا على مثل التنور قال فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات : قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال قلت ما هؤلاء ؟ قالا لي : انطلق انطلق ، قال : فانطلقنا فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول : أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل عنده قد جمع حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغرَ فاهُ فألقمه حجرا، قلت لهما : ما هذان ؟ قالا لي : انطلق انطلق فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راءٍ رجلًا مرآةً وإذا عنده نارٌ يحشُّها ويسعى حولها، قال : قلت لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا، فأتينا على روضة مُعْتمة فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجلٌ طويلٌ لا أكاد أرى رأسه طولًا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم، قال : قلت : ما هذا ما هؤلاء قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم ولا أحسن منها، قال : قالا لي ارق فيها فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر منهم كأقبح ما أنت راء، قال : قالا لي : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال : وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة، قال : قالا لي هذه جنة عدن، وهذا منزلك، قال فسما بصري صعدًا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قال : قالا لي هذا منزلك. قال : قلت لهما بارك الله فيكما، فذراني فأدخله، قالا : أما الآن فلا، وأنت داخله، قال : قلت لهما : فإني رأيت منذ الليلة عجبًا فما هذا الذي رأيت قال : قالا لي : إنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العُراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة. قال : فقال بعض المسلمين : يا رسول الله وأولاد المشركين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطرٌ منهم حَسَن، وشطرٌ منهم قبيح فإنهم قومٌ خلطوا عملًا صالحا، وآخر سيئًا تجاوز الله عنهم) (صحيح) رواه : (البخاري). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 ــ رقم 578].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-26-2017, 01:50 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هؤلاء يعذبون في قبورهم

10. ويعذب صاحب الغلول في قبره : والغلول : هو ما يؤخذ من الغنائم قبل تقسيمها. وهو كبيرةٌ من كبائر الذنوب، مُحرَّم كله قليلهُ أو كثيره، لقول الله - تعالى - : ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [سورة آل عمران 161].
ونقل النووي الإجماع على أنه من الكبائر. انظر : [شرح النووي للحديثين (114 و 115)] فدلالة كَوْنِ الغلول من الكبائر : الكتاب والسنة والإجماع.

وهو مانع من موانع الشهادة، ويوجب تعذيب من غلَّ في النار : لنفي النبي - صلى الله عليه وسلم – الشهادة عمَّن غلَّ حينما أطلقها الصحابة، بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (كلاَّ، إِنِّي رأَيْتهُ فِي النَّارِ، فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا. أَوْ عَبَاءَةٍ).

فعن عمَر بن الْخَطَّاب - رضي الله عنه - قال : "لَمَّا كانَ يَوْمُ خَيْبَر أَقبَلَ نفرٌ مِنْ صحابةِ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – فقالوا : فلانٌ شَهيد. فلانٌ شَهيد. حتَّى مَرّوا على رجل فقالوا : فلانٌ شَهيد. فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (كلا. إني رأَيْتهُ في النّار في بُرْدَةٍ غَلَّها، أَو عَباءَة) ثُمَّ قال رسول اللّه - صلى الله عليه و سلم - : (يا ابْنَ الْخَطَّاب ! اذهب فنادِ في الناس أنّهُ لا يدْخُل الجنَّة إِلاّ المؤْمنون). قال : فخرجْتُ فَنادَيْتُ : (ألا إِنَّهُ لا يدخل الْجنَّة إِلا الْمؤمِنون). [أخرجه مسلم حديث (114)] و [الترمذي مختصرًا في "كتاب السير" "باب ما جاء في الغلول" حديث (1574)]

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : "كان على ثَقَلِ النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال له : كِرْكِرَة، فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (هو في النار، فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءةً قد غلّها) (رواه [البخاري 3074].

كان على ثَقَل النبي - صلى الله عليه وسلم - : بفتح المثلثة والقاف : المتاع المحمول على الدابة، أي : كان يحمل أمتعة رحله ومتاعه.

وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَال: خرجنا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلى خيْبر. ففتحَ الله عليْنا. فلمْ نغنَمْ ذهَبا ولا وَرِقا. غنِمْنا الْمَتاعَ والطَّعامَ والثِّياب. ثُمَّ انطلقنا إِلَى الْوادي. ومع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه و سلم - عبدٌ لَهُ، وَهَبَهُ لهُ رجلٌ مِنْ جُذام. يُدْعى رِفاعَة بنَ زيْد مِنْ بَني الضُّبيْب. فلَمَّا نَزلْنا الواديَ قامَ عبْدُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه و سلم - يَحُلُّ رَحْلَهُ فرُمِيَ بِسَهْم. فكانَ فيهِ حتْفه. فقُلْنا : هَنيئًا لَهُ الشَّهادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ قَال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه و سلم - : (كلاَّ. والذي نفسُ محمّدٍ بِيَدِه ! إِنَّ الشَّمْلةَ لَتَلْتَهِبُ عليْهِ نارا، أخذها مِنَ الْغنائِم يوْم خَيْبَر. لم تصِبْها الْمَقَاسِم) قالَ ففزِعَ النَّاس. فجاءَ رجلٌ بشِراكٍ أَوْ شِراكَيْنِ. فقال : يا رسولَ اللّه ! أَصَبْتُ يومَ خَيْبَر، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : (شِرَاكٌ مِنْ نارٍ أَوْ شِراكانِ مِنْ نارٍ). (أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب : "غزوة خيبر" حديث (6707)] و [مسلم حديث (115)] و [أبو داود في كتاب الجهاد "باب تعظيم الغلول" حديث (2711)].

وفي رواية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أهدى رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُلامًا يقال له : مِدْعم، فبينما مِدْعم يَحُطُّ رَحْلًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أصابهُ سهم عائر، فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (كلا، والذي نفسي بيده ! إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تُصِبْها المقاسم، لتشتعل عليه نارا). فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشِراكٍ أو شِراكَيْن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال : (شراك من نارٍ أو شراكان من نار) (متفق عليه).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-26-2017, 04:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

الذين يأمنون فتنة القبر وعذابه

يتفاضل المؤمنون في حياة البرزخ، وتتفاوت درجاتهم، وأفضلهم درجة الأنبياء - صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين -، فأرواح الأنبياء في أعلى عليين، في الملأ الأعلى، دل على ذلك حديث الإسراء والمعراج الطويل المخرج في الصحيحين، حيث التقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأنبياء في السموات العُلا.

1. الشهيد : واختص الله - تعالى - الشهداء بأنهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون، قال الله - تعالى: - ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [سورة آل عمران 169].

وقال شارح الطحاوية في الشهداء : [فنصيبهم من النعيم في البرزخ أكمل من نصيب غيرهم من الأموات على فُرُشِهِم، وإن كان الميِّت أعلى درجة منهم، فلهم نعيم يختص به لا يشاركه فيه مَنْ هُوَ دونه] اهـ. انظر : [شرح الطحاوية 396].

وروى [النسائي في سننه 4/ 99] عن راشد بن سعد بن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أن رجلًا قال : يا رسول الله ! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟" قال : (كَفى بِبارِقَةِ السيوف على رأسِهِ فتنة). [صححه الألباني في صحيح سنن النسائي].

عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (للشهيد عند الله سبع خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويُشَفَّع في سبعين إنسانًا من أهل بيته).(صحيح) ‌رواه : (أحمد والترمذي وابن ماجه). انظر : [صحيح الجامع 5182].

وفي رواية أخرى عنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده في الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه) [رواه الترمذي (1663). وقال : حسن صحيح غريب] و [ابن ماجه 2274].

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال : من القوم ؟ فقيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يريدون الغزو، فقال : هل من عَرَضِ الدنيا يصيبون ؟ قيل له : نعم، يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين، فعمد إلى بِكر له فاعتقله، وسار معهم، فجعل يدنو بِبِكْرِهِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل أصحابه يذودون بِكْرَهُ عنه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَعوا لي النجدي، فوالذي نفسي بيده، إنه لمن ملوك الجنة، قال : فلقوا العدو فاستشهد، فأخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه، فقعد عند رأسه مستبشرا، - أو قال - : مسرورًا يضحك، ثم أعرَضَ عنه، فقلنا يا رسول الله ! رأيناك مستبشرًا تضحك ثم أعرضت عنه، فقال : أما ما رأيتم من استبشاري أو قال سروري، فلِما رأيتُ من كَرامَةِ روحِهِ على الله - عز وجل -، وأما إعراضي عنه، فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه). رواه (البيهقي بإسناد حسن). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1382].
وهذا يدل على ما أعده الله للشهيد من كرامة بمجرد خروج روحه، وانتظار زوجاته من الحور العين له في حياة البرزخ.

إلا أن الشهيد يتساوى مع غيره من المؤمنين بأن يُحبَس بِدَّيْنه عن الجنة حتى يُقضى عنه دَيْنُه، فلا ينبغي التهاون بحقوق العباد, عن ابن عمرو - رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (يُغفَرُ للشهيد كل ذنبٍ إلا الدَّيْن). رواه : [مسلم 1886].

فعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة - وفي رواية : صلى الصبح - فلما انصرف قال : (أهاهنا من آل فلان أحد ؟) قالوا : نعم، قال: (إن فلانًا - لرجل منهم - مأسورٌ بِدَيْنِهِ عن الجنة).
وفي رواية : (مُحتبِسٌ على باب الجنة في دين عليه) - فإن شئتم فافدوه، وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله). قال الشيخ الألباني في أحكام الجنائز (26) : (صحيح) رواه : [أحمد (5/ 20) ( 20235)] و [الطبراني (7/ 178) (6750)].

2. من مات مرابطًا في سبيل الله : عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله ؟ فإنه ينمّي له عمله يوم القيامة، ويأمَن فتنة القبر) رواه [أبو داود 2500] و [الترمذي (1621) وقال حسن صحيح] و [الحاكم (2/ 88) وقال صحيح على شرط مسلم].

3. من مات بداء البطن : فعن عبد الله بن يسار قال : كنت جالسًا وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة، فذكروا أن رجلًا توفيَ مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شَهِدا جنازته، فقال أحدهما للآخر : ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره ؟) فقال الآخر: بلى. وفي رواية : (صدقت) رواه : [النسائي (4/ 98) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي] ورواه [أحمد (4/ 262)] و [الطبراني (4/ 190) (4104)].

وفي رواية عن أبي إسحاق السبيعي قال : قال سليمان بن صرد لخالد بن عرفطة أو خالد لسليمان : [أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (من قتله بطنه لم يعذب في قبره) فقال أحدهما لصاحبه : نعم]، قال أبو عيسى "الترمذي" هذا حديث حسن غريب في هذا الباب. وقد روى من غير هذا الوجه، قال الشيخ الألباني : صحيح انظر : [جامع الترمذي 3/ 377. رقم 1064] انتهى.

وهذا يدل أن هناك من يعذَّبون في قبورهم، أما من مات بسبب مرض في بطنه فإنه يستثنى فلا يعذب.

روى الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة، وإن الله ينوِّرها لهم بِصلاتي عليهم) (صحيح) ورواه : [أحمد عن أنس - رضي الله عنه -]. انظر : [صحيح الجامع رقم: 2267].

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة) (حديث صحيح) رواه : [البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة]. تحقيق الألباني رحمهم الله جميعا. انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 792].‌

وبعد كل ما تقدّم مِن أدلة في الكتاب والسنة، فهل مِنْ حُجَّةٍ لمَن ينكر فتنةَ القبر وعذابه ونعيمه ؟؟.

اللهم إنا آمنا بك واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سُئِلتَ به أعطيتَ وإذا دُعيتَ به أجبت، أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك. توفّنا اللهم وأنت راضٍ عنا، واجعل قبورنا وقبور والدينا وأمواتنا وأحبتنا رِياضًا من رِياض الجنة،
ولا تجعلها حفرًا من النار.

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.
وكتبته : أم عبد الله نجلاء الصالح.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.