أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
10640 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2015, 04:45 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العرش والكرسي

العرش والكرسي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:

قال الله – جلَّ في علاه -: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ۞ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [سورة التوبة: 128 – 129].
العرش لغة: هو سرير الملك.
أمر الله تبارك وتعالى نبيه محمد ﷺ أن يقول للذين أعرضوا عما جاءهم به من الهدى ودين الحق من قومه ولم يقبلوه: (حسبي الله) يكفيني الله لا إله إلا هو؛ هو ربي ولا معبود لي سواه؛عليه توكلت؛ وبه وثقت واستعنت؛ وهو نعن المولى ونعم النصير على كل من خالف وتولى؛ وهو (رب العرش العظيم)، وإنما عنى الله جل ثناؤه بوصفه نفسه بأنه رب العرش العظيم, الإخبارَ بأن جميع ما دونه أنهم عبيده، وفي ملكه وسلطانه، لأن «العرش العظيم»، إنما يكون للملوك؛ فوصف نفسه بأنه «ذو العرش العظيم» دون سائر خلقه، وأنه الملك العظيم والعرش العظيم دون غيره، وأن مَن دونه في سلطانه وملكه، جارٍٍ عليهم حكمه وقضاؤه.

وقال الله – تعالى -: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [سورة البقرة 254].

والكرسي: هو موضع القدمين الذي بين يدي العرش.

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره) (صحيح موقوف) انظر: [مختصر العلو رقم 45 ص 102].

العرش غير الكرسي

وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: (الكرسي موضع القدمين، وله أطيط كأطيط الرحل) (صحيح) انظر: [مختصر العلو رقم 85 ص 124].

وبيّنَ رسول الله ﷺ عِظَمَ العرش في الحديث الذي رواه أبو ذر - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: (يا أبا ذر ! ما السمواتِ عند الكرْسي إلا كحلقةٍ ملقاةٍ بأرضٍ فلاة، وفضلُ العرشِ على الكرسي كفضلِ الفلاةِ على الحلقة) انظر: [مختصر العلو رقم 105 ص 130].

قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى – في شرح العقيدة الطحاوية ص (54) : [.... والكرسي هو الذي بين يدي العرش، وقد صح عن ابن عباس موقوفًا عليه من قوله: " الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى". وهو مخرج في كتابي «مختصر العلو للذهبي»... (ا).

ولم يصح فيه مرفوعًا سوى قوله - عليه الصلاة والسلام -: (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضلُ العرشِ على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة). (انظر التعليق في الكتاب وأنه لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث، وأنه أعظم المخلوقات بعد العرش وأنه جُرْمٌ قائِمٌ بنفسه، وليس شيئًا معنويا، وذلك مما يبطل أيضا تأويل الكرسي بالعِلم. ولم يَصِحّ هذا التأويل عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كما بينته في [الصحيحة 1/ 226 رقم 109]. ا هـ.

قال الله - تعالى -: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [سورة طه: 5].

استوى الله - تبارك وتعالى - على العرش استواء يليق بجلاله، آمنّا بالله - سبحانه - وهو غيب، وآمنّا باستوائه وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى وهي غيب، وفيما جاء من آيات بينات وما صحَّ من أحاديث نبوية شريفه تبيّنه.
ردَّها للأسف، النفاة الذين حاولوا الخروج من التشبيه، فوقعوا في التأويل الباطل ثم النفي والتعطيل، فتنوا الأمة بشبهاتهم، وقول الله - تعالى - يدحضها: ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ۞ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [سورة الحاقة: 17 – 18].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى -: [مع أن العرش كان مخلوقًا قبل ذلك، فمعلوم أن الله ما زال مستوليًا عليه قبل وبعد، فامتنع أن يكون الإستيلاء العام هذا، الإستيلاء الخاص بزمان، كما كان مختصًّا بالعرش]. انظر: [فتاوى ابن تيمية 5/ 17].


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.
جمع وتقديم: أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع إن شاء الله - تعالى -
_______

(ا) وهذا مما يبطل تأويل النفاة للعرش بأنه عبارة عن الملك وسعة السلطان.
فقد اقتضت حكمة الله العليّ الأعلى – سبحانه - أن يخلق العرش لاستوائه عليه، لا لحاجته إليه، والله في علوه بائنٌ من خلقه محيطٌ بهم، والخلق كلهم مفتقرون إليه.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-03-2015, 04:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

إن الله - تعالى - كان عرشه على الماء.

قال الله - تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ [سورة هود 7].

وقال الله - تعالى - : ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۞ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [سورة البقرة 28 ـ 29].

وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله - تعالى - : ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ قال : (إن الله - تعالى - كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانا فارتفع، ثم [أيبس] الماء فجعله أرضا، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين، إلى أن قال : فلما فرغ الله - عز وجل - من خلق ما أحب، استوى على العرش) (إسناده جيد) انظر : [مختصر العلو رقم 54 ص 105].

وعن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (لما فرغ الله من خلقه، استوى على عرشه) انظر : [مختصر العلو رقم 38 ص98].

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (قدَّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) (صحيح) انظر : [تخريج الطحاوية 140].

وعليه فإنه يتبن لنا أن الله - تعالى – كان قبل أن يخلق الزمان والمكان.

فعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء قوم من بني تميم فقال : (اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا : بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال : (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء)، ثم أتاني رجل فقال : يا عمران ! أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم) (صحيح) رواه (البخاري) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5698].

العرش فوق الماء : - عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (العرش فوق الماء، والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم) (صحيح) انظر : [مختصر العلو رقم 48 ص 103].

وعن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (جعل الله فوق السماء السابعة الماء، وجعل فوق الماء العرش، والذي نفسي بيده إن الشمس والقمر ليعلمان أنهما سيصيران إلى النار يوم القيامة) (صحيح) انظر : [مختصر العلو رقم 35 ص 97].

وقد روى ابن عبد البر في الإستيعاب من شعر عبد الله بن رواحة يمجد فيه ربه - سبحانه وتعالى - بقوله :

شهدتُ بأن وعــــد الله حـــق *** وأن النار مثوى الكافرينـــا
وأن العرش فوق الماء طافٍ *** وفوق العرش رب العالمينا
وتحمــــله ملائكـــة كــــــرام *** ملائكـــة الإلـــه مسومينــا.

وللعرش ساق وقوائم : عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟) قال : قلت : الله ورسوله أعلم، قال : (يا أبا المنذر ! أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال : فضرب في صدري وقال : (ليهنك العلم أبا المنذر). رواه (مسلم وأبو داود).
ورواه أحمد وابن أبي شيبة في كتابه بإسناد مسلم وزاد : (والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب 2 رقم 1471] و [السلسلة الصحيحة جـ7 رقم 3410] و [مختصر العلو].

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد لطم وجهه، فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه فدعوه فقال : لم لطمت وجهه ؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت : يا خبيث وعلى محمد ؟ فأخذتني غضبة فلطمته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يُصعَقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذًا بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاقَ قبلي ؟ أم جوزي بصعقته ؟) (البخاري ومسلم).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-03-2015, 05:11 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

حملة العرش

حملة العرش ثمانية :
عن حسان بن عطية قال : (حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم، فيقول أربعة منهم : سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، ويقول أربعة : سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك) (سنده قوي) انظر : [مختصر العلو رقم 42 ص101].

وحملة العرش يوم القيامة ثمانية : قال الله – تعالى - : ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ۞ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [سورة الحاقة 17 – 18].

وعن جابر – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (أُذِنَ لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله - تعالى - حملة العرش ما بين شحمة أُذُنِهِ إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة) (صحيح) رواه : (أبو داود، والضياء) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم 854] و [مختصر العلو 75 ص 114]. ‌

عن أنس – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (أُذِنَ لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، يقول ذلك المَلَكْ : سبحانكَ حيث كنت). ‌ انظر : [صحيح الجامع حديث رقم 853].

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن الله أَذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن ديكٍ قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه مثنية تحت العرش، وهو يقول سبحانك ما أعظمك، فيرد عليه : لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا) (صحيح) رواه : (أبو الشيخ في العظمة، والطبراني في الأوسط، والحاكم) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم 1714] و [السلسلة الصحيحة 150].

عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه - قال : (العرش مطوق بحية، والوحي ينزل في السلاسل) (حسن) انظر : [مختصر العلو رقم 92 ص 126].

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : (إذا نزل الوحي سمعت الملائكة صوتًا كصوت الحديد) (صحيح) انظر : [مختصر العلو رقم 93 ص 126].

قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (أُذِنَ لي أن أحدّثَ عن ملك ...) و (إن الله أَذِنَ لي أن أحدث عن ديك ...) ينبِئُ عن أدب جمٍّ مع الله - تبارك وتعالى –، فهذه أمور غيبية لم يخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بإذن من الله - تبارك تعالى - ، فصلوات ربي وسلامه عليه، وجزاه الله عنا خير ما جزى به نبيًا عن أمته ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ [سورة النجم 4].

سبحان الله ... ومهما بلغ الخيال بنا، لن نستطيع إدراك عظم العرش والكرسي والمَلَك والدّيك، أو الحَيَّة، أو أن نتخيل كُنْهَها، أو كيفيتها، فإذا احتارت العقول، فما علينا إلا أن نتلقاها بالتسليم والقبول، وأن نتبع منهج سلفنا الصالح، وذلك بأن نثبتها وأن نمرُّها كما جاءت، بلا كيف، ولا نفيٍ، ولا تأويلٍ باطلٍ، ولا تمثيل، ولا تشبيهٍ ولا تعطيل.
العرش والتسبيح :

الملائكة حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ قال الله – تعالى - : ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الزمر 75].

وقال الله - تعالى - : ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ۞ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۞ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [سورة غافر 7 ــ 9].

والتسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كدوي النحل حول العرش : فعن النعمان بن بشير – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش، لهن دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النحل تُذَكِّرُ بِصاحِبِها، أما يحب أحدكم أن يكون له أو لا يزال له من يُذَكِّرُ به) (صحيح) [السلسلة الصحيحة جـ 7 رقم 3358].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-03-2015, 05:29 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فضل العرش

فضل العرش :

1.
إن الله – تعالى – خلق العرش بيده – سبحانه - : فعن مجاهد قال : قال عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - : (خلق الله أربعة أشياء بيده : العرش، والقلم، وآدم، وجنة عدن، ثم قال لسائر الخلق : كن فكان) (صحيح لكن ليس فيه ذكر المس وغرس الجنة) انظر : [مختصر العلو رقم 53 ص 105].

2. عرش الرحمن فوق الفردوس الأعلى من الجنة : عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن النبي قال : (من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان، كان حقًا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها) قالوا : يا رسول الله ! أفلا نبشر الناس بذلك ؟ قال : (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما بين السماء والأرض إذا سألتم الله - عز وجل - فاسألوه الفردوس فإنه في وسط الجنة وأعلا الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) رواه (البخاري). انظر : [مشكاة المصابيح جـ 2 رقم 3787].

3. أضاف الله - تعالى - العرش لنفسه إضافة تشريف وتكريم وتعظيم فقال – سبحانه - : ﴿فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ۞ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ [سورة غافر 14 – 15].

قال - تعالى - : ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ۞ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا [سورة الإسراء 42 – 43].

وقال - تعالى - : ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ۞ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [سورة التكوير 19- 20].

وعن بلال وأبي هريرة وابن مسعود – رضي الله عنهم - : (أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا). (صحيح) انظر: [صحيح الجامع 1512].‌

4. أضاف الله - تعالى – العرش لربوبيته – سبحانه – إضافة تنزيهٍ له عن الشريك وعن الزوجة والولد والشبيه والمثيل بقوله – جلّ شأنه - : ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [سورة الأنبياء 22].

وقوله – سبحانه - ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ۞ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [سورة الزخرف 81 - 82].

5. وصف الله – تبارك تعالى – العرش في كتابه العزيز بالكريم بقوله – سبحانه - : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ۞ فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [سورة المؤمنون 115 – 116].

والكريم : هو حسن المنظر بهيُّ الشكل. انظر : [فقه الأسماء الحسنى لفضيلة الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر – حفظه الله تعالى – ص (226)].

قال الإمام القرطبي رحمه الله - تعالى - في كتابه القيِّم الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى (1/ 97 - 122) : [الكريم : البهي، الكثير الخير، العظيم النفع، والعرب تسمي الشيء النافع الذي يدوم نفعه كريمًا، ولذلك قيل للناقة الحوار : كريمة، ويسمى الشيء الذي له قَدَرٌ وخَطَرٌ كريمًا كما قالت بلقيس عن كتاب سليمان - عليه السلام - : ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ [سورة النمل 29]].

6. العرش من أعظم مخلوقات الله - تعالى - وصفه الله – تبارك وتعالى – بالعظيم وذلك بقوله – سبحانه - : ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۞ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [سورة النمل 25 – 26].

ووصفه رسول الله بالعظيم في دعائه : فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس – رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من عاد مريضًا لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرار : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 3/ 187 رقم 3106].

7. وصفه الله تعالى – في كتابه العزيز بالمجيد في قوله : ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ۞ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [سورة البروج 14 – 15].

8. لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش : فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - عن النبي قال : (لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي). (صحيح انظر : [مختصر العلو رقم 21 ص 92].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-03-2015, 06:03 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي العرش له ظل، وهؤلاء يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله :

9. العرش له ظل، وهؤلاء يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله :

1. سبعة يظلهم الله – تعالى – في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( سبعة يظلهم الله – تعالى – في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليـًـا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) (متفق عليه).
ما معنى ظل الله ؟

اختلف العلماء في معنى ظل الله - تعالى -، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – تعالى - :
[بعض الناس يظنون أن المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...) أنه ظلّ الرب - عز وجل - وهذا ظن خاطئ جدًا، لا يظنه إلا رجل جاهل ؛ وذلك أنه من المعلوم أن الناس في الأرض ، وأن الظل هذا يكون عن الشمس.
فلو قدر أن المراد ظل الرب - سبحانه وتعالى، لزم من هذا أن تكون الشمس فوق الله؛ ليكون حائلاً بينه وبين الناس، وهذا شيء مستحيل، ولا يمكنه؛ لأن الله - سبحانه - قد ثبت له العلو المطلق من جميع الجهات.

ولكن المراد ظل يخلقهُ الله في ذلك اليوم، يظلل من يستحقون أن يظلهم الله في ظله، وإنما أضافَهُ الله إلى نفسه؛ لأنه في ذلك اليوم لا يستطيع أحد أن يُظلَّلَ بفعلِ مخلوق، فهذا أضافَهُ الله - سبحانه - إلى نفسه لاختصاصه به] ا هـ. انظر : [كتاب نظم الفرائد واقتناص الأوابد ص (134)] للشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -.

2. الشهداء ومن قتل في سبيل الله : عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نُرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب، فقال الله - سبحانه - أنا أبلغهم عنكم، قال : فأنزل الله : ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ إلى آخر الآية). قال الشيخ الألباني : (حسن) انظر : [سنن أبي داود 3/ 15 رقم 2520].

3. من أنظر معسرًا أو وضع عنه : عن أسعد بن زرارة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه) (صحيح لغيره) رواه : (الطبراني في الكبير وله شواهد) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 912].

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من أنظر معسرًا أو وضع عنه، أظله الله تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله). (صحيح) انظر : [مختصر العلو رقم 88 ص 124].

وعن أبي قتادة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (من ترك لغريمه أو تجاوز عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة) (صحيح). انظر : [مختصر العلو رقم 90 ص 125].

4. والرحم معلقة بالعرش : عن عائشة – رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله). (متفق عليه).

وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الرحم معلقة بالعرش، وليس الواصل بالمكافي، ولكن من إذا قطعه ذو رحمه وصله) [مختصر العلو].

وعن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله - تعالى - : (أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها اسمًا من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته). (صحيح). انظر : [سنن أبي داود 1/ 133 رقم 1694].


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-03-2015, 06:16 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وهؤلا ء نزلن من تحت العرش :

10. وهؤلاء نزلن من تحت العرش :

نزلت خواتيم البقرة من كنز تحت العرش :
عن النعمان بن بشير – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله - تعالى - كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، وهو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيقربها الشيطان). (صحيح) انظر : [صحيح الجامع 1799].

‌وعن أبي ذر – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة، من كنزٍ تحت العرش، لم يعطها نبي قبلي). ‌(صحيح) انظر : [صحيح الجامع 1060].‌

وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اقرءوا هاتين الآيتين اللتين في آخر سورة البقرة، فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش). ‌تحقيق الألباني : (صحيح) انظر : [صحيح الجامع 1172].‌

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : (بينما جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال : هذا بابٌ لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك، فاتحة الكتابِ وخواتيم البقرة، لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته **). (صحيح) انظر : [مختصر صحيح مسلم 2049].

** لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته : أي : أعطيت ثوابه، وأعطاكَ الله ما اشتمل عليه من الدعاء.

لا حول ولا قوة إلا بالله، كلمة من تحت العرش من كنز الجنة : وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة ؟ تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله : أسلم عبدي واستسلم). (صحيح) انظر : [صحيح الجامع 2614] و [صحيح الترغيب والترهيب جـ 2 رقم 1580].

11. اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ – رضي الله عنه – : فعن جابر – رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ) .

وفي رواية : (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ). (متفق عليه).

وعن البراء – رضي الله عنه - قال : "أهْدِيَتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُلَّةَ حرير، فجعل أصحابه يمسّونَها ويَتَعجّبون من لينها، فقال : (أتعجبون من لين هذه ؟ لَمَناديلُ سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألْيَنْ). (متفق عليه).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-03-2015, 06:24 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي وهؤلاء يسجدون عند العرش

12. وهؤلاء يسجدون عند العرش

1. الشمس تسجد كل يوم تحت العرش :
عن أبي ذر– رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها : ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها، أتدرون متى ذاكم ؟ حين ﴿لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ. (حديث صحيح) رواه (مسلم) انظر : [صحيح الجامع 84].‌

2. ويسجد موسى – عليه الصلاة والسلام تحت ظل العرش يوم القيامة : عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رجل من اليهود : "والذي اصطفى موسى" فرفع المسلم يده فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تخيِّروني على موسى، فإن الناس يُصْعَقون، فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش في جانب العرش فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل) قال أبو داود وحديث بن يحيى أتم. قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 4/ 217 رقم 4671].



يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-03-2015, 06:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي ويسجد رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - عند العرش يوم القيامة

3. ويسجد رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - عند العرش يوم القيامة، ويؤذن له بالشفاعة كما في حديث المقام المحمود :

فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس منهم، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم فيأتون آدم، فيقولون : يا آدم ! أنت أبونا، أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضبَ بعدَه مثله، وإنه نهاني عن الشجرةِ فعصيتُه، نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحًا فيقولون : أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله ﴿عَبْدًا شَكُورًا اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم نوح : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوْتُ بها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم ; فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت رسول الله، فضَّلك الله برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسًا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمتَ الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد، فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا، فأنطلقُ فآتي تحت العرش فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتحُ الله عليَّ ويلهمني من محامدِهِ وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يُقال : يا محمد ارفع رأسك، سل تعط، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي أمتي ! فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك من لا حسابَ عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفسي بيده، إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة، لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى). ‌(متفق عليه). انظر : [صحيح الجامع 1466].‌

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُحسن خواتيمنا في الأمور كلها، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يكرمنا بشفاعة نبينا وحبيبنا المصطفى محمد – صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.


جمع وتقديم : أم عبدالله نجلاء الصالح
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-03-2015, 11:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

صلاة مبتدعة وحديث موضوع فاحذر :

(اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك)

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار، وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك، فاثن على الله - عز وجل - وصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل : لا إله إلا الله لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل : اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يمينا وشمالا، ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون). قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - (حديث موضوع). انظر : [ضعيف الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 418].

وقال - رحمه الله تعالى - في التعليق عليه في كتابه القيم [التوسل أنواعه وأحكامه ص 50] :

قال ابن الأثير رحمه الله : (أسألك بمعاقد العز من عرشك أي : بالخصال التي استحق بها العرش العز، أو بمواضع انعقادها منه وحقيقة معناه : بِعِزِّ عرشك، وأصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء).

فعلى الوجه الأول من هذا الشرح، وهو الخصال التي استحق بها العرش العز، يكون توسلًا بصفة من صفات الله تعالى فيكون جائزا.

وأما على الوجه الثاني الذي هو مواضع انعقاد العز من العرش، فهو توسل بمخلوق، فيكون غير جائز، وعلى كلٍ فالحديث لا يستحقّ زيادة في البحث والتأويل بعدم ثبوته فنكتفي بما سبق] ا هـ.

وفيما يلي بعض الملاحظات التي تؤكد بدعية هذه الصلاة وهذا الدعاء، لنكون على حذر :

1.
الحديث أعلاه (موضوع)؛ ولنا فيما صحَّ من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُلغَة وَغُنيَة وكفاية.
2. نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قراءة القرآن الكريم في الركوع والسجود بقوله : (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فادعوا فقمنٌ أن يستجاب لكم).
3. لا يصح قولهم : [منتهى الرحمة من كتاب الله - تعالى -، واسمه الأعظم، وجده الأعلى]. إذ أنه لا منتهى لرحمة الله ... - وحاشاه جلَّ في علاه -.
4. لا يصح قولهم الذي ضللوا به العوام : [ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون]. لأن دين الإسلام جاء هدىً ورحمة للعالمين، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [سورة غافر 60].
5. لم يختص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا بعبادةٍ دون أحد، ولم يخفها عن أحد دون أحد، فقد قال في حجة الوداع وهو يرفع السبابة إلى السماء وينكتها : (ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد...).
6. لو كانت هذه الصلاة صحيحة؛ لِمَ يخفونها عن الناس، ويفوِّتوا على أنفسهم أجرها وأجرَ من عمل بها إلى يوم القيامة، اللهم إلا أنهم يَخشوْن أن تنكشف بدعهم وضلالاتهم، لأن الله - تعالى - سخر لهذا الدين الجهابذة من علماء الحديث يغربلونه غربلة مما شابه، فهم لهم بالمرصاد.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-03-2015, 12:09 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

التوسل بعبارة جارية على ألسنة الناس (اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك).

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم نواف بن عبد العزيز وفقه الله لما فيه رضاه، آمين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد :

فقد أخبرني الأخ علي بن حسين بن عـيد عن رغبتكم في الإفادة عن التوسل الجاري على ألسنة كثير من الناس وهو :

( اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك).

والجواب : هذا الدعاء ليس له أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم .

وقد ذكر العلامة الزيلعي في كتابه (نصب الراية) 4/ 272 أن الحافظ البيهقي رحمه الله رواه في كتابه الدعوات الكبير عن ابن مسعود - رضي الله عنه -.

وأن الحافظ ابن الجوزي رحمه الله ذكره في الموضوعات على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني المكذوبات عليه، - عليه الصلاة والسلام -، وبذلك يُعلم أنه لا يُشرع التوسّل به لكوْنِهِ مكذوبًا على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولأنه مجمل محتمل لا يعرف معناه، وقد زاد بعضهم في روايته كما ذكره البيهقي في كتابه بعد قوله من عرشك ما نصه : (ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وكلماتك التامة).

وهذه الزيادة ليس لها أصل من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بهذا اللفظ فيما نعلم، ولكن قد دلت الأدلة الشرعية على شرعية التوسل بأسماء الله وصفاته، ويدخل فيها الاسم الأعظم، وكلمات الله التامات، كما قال الله - عز وجل - : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [1] فَادْعُوهُ بِهَا} وثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وروى مسلم في صحيحه أيضا عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو في سجوده بقوله : (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).

وخرّج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن خنبش التميمي أن النبي - صلى الله عليه وسلم كان يتعوَّذ فيقول : (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارقٍ إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن).

والأحاديث في التوسل بأسماء الله وصفاته كثيرة، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ثلاثة ممن كان قبلنا أواهم المبيت إلى غار، فانطبقت عليهم صخرة فسدت عليهم فم الغار، فقالوا فيما بينهم : إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله - سبحانه - وتوسل أحدهم إلى الله سبحانه ببره لوالديه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ثم توسل الثاني بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه، فانفرجت الصخرة أكثر، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم توسل الثالث بأدائه الأمانة لأهلها، فانفرجت الصخرة فخرجوا.

وهذا الحديث يدل على شرعية التوسل إلى الله - سبحانه - بصالح الأعمال، ومن ذلك التوسل بدعاء الحي وشفاعته كما كان الصحابة - رضي الله عنهم - يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لهم، ولما أجدبوا سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستسقي لهم فدعا الله - سبحانه - في خطبة الجمعة ورفع يديه وقال : (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا) فأنزل الله المطر في الحال.

ومرة خرج بهم إلى الصحراء فصلى بهم ركعتين وخطبهم واستغاث الله سبحانه وتضرع إليه وألح في الدعاء ورفع يديه فأغاثهم الله - سبحانه -.

ولما وقع الجدب في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله - عنه أمر العباس بن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستسقيَ بالناس، فدعا العباس - رضي الله عنه - وأمن المسلمون على دعاءه فأغاثهم الله. فهذه هي التوسلات الشرعية.

أما التوسل بجاه فلان أو حق فلان أو ذات فلان، فهو توسل غير مشروع، بل بدعة عند جمهور أهل العلم .


وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل به، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين، لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر عباده في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


________

[1] سورة الأعراف الآية 108.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.