معارضة الرسول ﷺ ورد القرآن والسُنّة سبب لصعوبة التوبة أو استحالتها

[ابوعبد المليك]

قال تعالى:
{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
[البقرة:142]

وقال تعالى:
{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ }
[البقرة:143].

وفيها من العلم التنبيه إلى نوع من أنواع الإبتلاء وهو الإبتلاء في العلم والإيمان ، وهو أعظم أنواعه ، وإلى هذا أشار قوله تعالى { وإن كانت لكبيرة إلاّ على الذين هدى الله }.

قال الطحاوي رحمه الله:
" ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام ، فمن رام عِلْمَ ما حُظِر عنه علمه ، ولم يقنع بالتسليم فهمه ، حجبه مرامه عن خالص التوحيد ، وصافي المعرفة ، وصحيح الإيمان ، فيتذبذب بين الكفر والإيمان ، والتصديق والتكذيب ، والإقرار والإنكار ، موسوساً تائهاً ، زائغاً شاكاً ، لا مؤمناً مصدقاً ، ولا جاحداً مكذباً "
(انتهى من العقيدة الطّحاويّة).

فكم زلت فيه أقدام وحارت أوهام ونجا منه تام البصيرة كامل التسليم ، عِلمه متصل بمشكاة النبوة ،
وفي قوله تعالى لكبيرة الإشارة إلى صعوبة توبة المبتدع في هذا الباب ،

وقد روى إسحاق في مسنده، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في الشعب مرفوعاً " إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة " واحتج به الإمام أحمد وصححه الألباني ،

وقد اشتهر في أقوال أهل العلم " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها " ويصدّق هذا قوله تعالى:
{ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }.

الشيخ عبد الله بن صالح العبيلان
والله أعلم
١-٤-١٤٤٠هـ