أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98265 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-27-2016, 11:01 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي احذروا سراق رمضان باسم الدعوة إلى الله! / كتبه/ عبد العزيز بن محمد السعيد


الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

أما بعد فشهر رمضان مائدة من موائد الرحمن، وموسم من مواسم ربح أهل الإيمان، وخير وضعه الله بين يدي عباده، ويسّر لهم أسباب نواله واغتنامه، بيد أن هناك سراقا يسرقون الناس في رمضان، لا يسرقون أموالهم ولكن يسرقون دينهم، وإذا كانت سرقة المال من كبائر الذنوب، وتوجب قطع اليد، فما الظن بسرقة الدين؟! وإذا كان المرء ينفر ممن يسرق ماله، ويكرهه، ويهجره، فما باله لا ينفر ممن يسرق ديته؟! وإذا كان المرء يحفظ ماله في حرز لئلا تناله أيدي السراق، فلماذا لا يحفظ دينه من عتاة السراق؟!

وسراق رمضان متنوعون في أساليبهم وأدواتهم ووسائلهم ومقاصدهم، لكن يجمعهم صدّ المسلم عن اغتنام شهره بالباقيات الصالحات.
والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام والاتصال التي تنشر البرامج والتمثيليات الماجنة، والحوارات الساقطة، وتستباح فيها الأعراض، ويكثر فيها اللغط والسباب، من أعظم وسائل إفساد هذا الشهر على طائفة من المسلمين؛ حتى حوّلتهم مما يريده الله إلى ما يريده الشيطان؛ فلا ليلهم ليل طاعة، ولا نهارهم نهار صيام.

وإذا كان هذا الأمر ليس بمستغرب على من كدّوا عقولهم، وأجهدوا أبدانهم، واستمرؤوا مهر البغي، وحلوان الكاهن، طيلة عامهم، ومدد أعمارهم، في سبيل الشيطان؛ حتى باتت حالهم لا تخفى، وصاروا ممن يشار لهم بالفجور، ومحادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن المصيبة أن يُسرق رمضان باسم الدين والدعوة إلى الله، من قوم كان من المفترض فيهم أن يكونوا عونا للمسلمين على المزيد من التقرب إلى الله عز وجل في هذا الشهر، بمواعظ القرآن والسنة، وبيان أحكام الصيام والقيام، ولكنهم عدلوا عن ذلك إلى برامج فكاهية، مستغرقة في الضحك، والهزل، والسخرية، والوقاحة، والخفة، والطيش، والتصابي، والحركات التي لا تليق بالعامي فضلا عن المنتسب إلى العلم الشرعي والدعوة إلى الله؛ مما يُسبب رقّة الدين، ومرض القلوب، ويفوّت على المسلم حظا عظيما، تفضل الله به على عباده في شهر رمضان، مع ما اشتملت عليه هذه البرامج من طريقة محدثة في الدعوة إلى الله

وهي الدعوة إلى الله بالهزل ــ وتضمنها تشويه صورة أهل العلم والفضل؛ لما قد يتوهمه بعضهم من هذه المشاهد بأن هذه الحال منطبقة على جميعهم، أو يقبلها جميعهم، كما أن النظر إليها ذريعة للافتتان بغيرها مما هو أسوأ منها ـ كما يشهد به واقع الحال! وهذا كله إن سلمت من الفواحش والمنكرات القولية والفعلية، أو تمرير الأفكار المبطّنة المخالفة للكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، وما أكثرها! نسأل الله العافية.

ولاشك أن من يقوم بهذا العمل إما جاهل بهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ وإما مقصر في الطاعة، ضعيف في الديانة؛ وإما مستعجل لنصيبه في الدنيا بما يتقاضاه من أجور على هذه البرامج؛ وإما غير مكترث بهذا الشهر ولا بحق المؤمنين وحرمتهم.

وإن زعموا أنها تتضمن رسائل توجيهية؛ فذلك مغمور بجانب مفاسدها، كما أنه ليس من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدعوة إلى الله بالهزل، والله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالحق، والحق لا يدعى إليه بالهزل.

فدعوة إلى هؤلاء الذين يفتنون الناس عن رمضان بهذه البرامج أن كفوا شرّكم وغثاءكم عن المسلمين؛ فقد آذيتموهم، {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينً} [الأحزاب: 58] وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).

أين هذه البرامج التافهة من دعواتكم إلى الجدّ وحفظ الوقت وترك الفضول؟ وأين هذه من صيحاتكم بالاهتمام بالأمة وهمومها؟!، والأمة تُنحر وتُحرق وأنتم تضحكون بملء أفواهكم، وتدعون الناس إلى ما أنتم عليه من هذا الهراء واللهو؟! ألا تتقون الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف: 2، 3]{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [البقرة: 44].

أليس فيما تصنعونه إعانة لشياطين الإنس والجن على تجهيل المسلمين، وتضليلهم، وفطع علائقهم بخالقهم ومولاهم سبحانه وتعالى؟! وأي غش للمسلمين أعظم من هذا؟ وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يسلمه)، وفي صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام : ( من غشنا فليس منا).
أما تخشون أن يكون لكم نصيب من قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } [البقرة: 79] ومن قوله تعالى: { اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [التوبة: 9] ؟

أما تخشون من مضارعة أهل النار الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا، كما أخبر الله عنهم {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } [الأعراف: 50، 51] ؟

أما تخشون من مضارعة الذي قال الله فيهم: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ } [الأعراف: 169]؟

ألا يسعكم أن تدعوا الناس بمواعظ القرآن والسنة؟ اتباعا لقوله تعالى:{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ } [البقرة: 231]وقوله:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 57، 58] أم ثقل ذلك عليكم ؟! أم هزلكم وضحككم أهدى من كتاب الله؟ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } [الحديد: 16]

ألا يسعكم منهاج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدعوة إلى الله { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108]
فاستيقظوا من هذه الغفلة، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، ولا يستهوينكم الشيطان، ولا تنقلوا عدواكم للمسلمين، ولا تلبسوا الحق بالباطل، وتذكروا قول الله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى } [النساء: 77].

وتذكروا أن رمضان قدره عظيم عند الله وعند المؤمنين وقد قيل: لا تضع من عظيم قدرٍ وإن كن ... ت مشارًا إليه بالتعظيم
فالشريف العظيم ينقص قدرًا ... بالتعدّي على الشريف العظيم

وأما المتابعون لهذه البرامج فأذكرهم بالآتي:
1ـ قول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ (لن يهدوكم وقد ضلوا)، فخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا ضلوا عنه فلن يهدوكم إليه، وقد ضلوا عنه في هذه البرامج فاحذروهم أن يضلوكم.

2ـ من صرفك عن الحق فهو عدو لك ولو كان أقرب الناس إليك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ } [التغابن: 14]
3ـ الرحمن يدعوك إلى الجنة وهؤلاء يباعدون بينك وبينها، فمن تتبع؟ تذكر قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } [النساء: 27].

4ـ إعلان النكير على هذه البرامج وأصحابها المقدمين لها والمنتجين والداعمين؛ حفظا للدين من التحريف، وحفاظا على قلوب المؤمنين من الزيغ والقسوة ، وامتثالا لأمر الله، وبعدا عن سخطه، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران: 104]

وقال سبحانه : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة: 78، 79]، وأقل الأحوال إنكار ذلك بالقلب، والكف عن متابعتها؛ حتى لا تعين أهلها والمنتجين لها من الاستمرار في هذا الباطل، إذا رأوا أعداد المشاهدين تزيد؛ فتسهم في تحريف الشريعة، وهدم الإسلام ـ أعاذنا الله جميعا من ذلك ـ .

هذا ما أردت بيانه، في شأن هذه البرامج المختلفة في أسمائها، المتفقة في نهجها ومقصدها. ولعل فيما تقدم من الدلائل على بطلانها، وتناقض أصحابها، وخطورتها على المتلقي، كفاية بإذن الله. ومما تمثلت به العرب قول الشاعر: إذا جاء موسى وألقى العصا ... فقد بطل السحر والساحر

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وأصلح لنا شأننا كله، واجمعنا على الحق، والحمد لله رب العالمين.

كتبه/ عبد العزيز بن محمد السعيد
الأربعاء 3/ 9/ 1437هـ
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-29-2016, 07:17 AM
عصام شريف ابو الرُّب عصام شريف ابو الرُّب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 323
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبد المليك مشاهدة المشاركة

(50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } [الأعراف: 50، 51] ؟


ـ
هُوَ هذا ، والله أعلم

بورك الناقل والمنقول عنه


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.