أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
40951 86106

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 11-11-2017, 07:35 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


ترامواي بيروت

٢٦/ ١ /٢٠١٥ م
ككلّ جديدٍ يدخل ليحتلّ مكاناً عامراً بالتراث الشعبي، دخل الـ "ترامواي" إلى بيروت. أعظم البعض دخوله ووقفوا في يوم آذاري مشمس من العام 1908 في ساحة البرج ليلقوا نظرةً على الوافد الجديد، لامسوا هيكله الحديدي وبدأوا بإطلاق الأسماء عليه كـ "الحارة النقّالة"، على سبيل المثال. البعض الآخر، كسائسي الدواب، أغاظهم دخوله ساحة النقل العام وتعكيره صفو أشغالهم. خرج سائسو الدواب يومها بمظاهرات داعية إلى إيقافه وحرّضوا الناس على العودة إلى استخدام الدواب، مستخدمين وسائل عدّة كان الدين واحدا منها، إذ أطلقوا على الـ "ترامواي" اسم "عجلة الشيطان ...
... ترامواي بيروت كان وسيلة نقل مشتركة لكافة فئات المجتمع، وكان كثيراً ما يتعرّض للإيقاف من قبل بعض "الخواجات" الذين كانوا يسيرون بعرباتهم ودوابهم على السكة، متحدّين بذلك سائقه الذي لا يجرؤ على إزعاجهم.
ولّد الـ "ترامواي" في بيروت حالة غريبة تراعي الأعراف الاجتماعية وسلوكيات المجتمع، لكنّه فرض في الوقت نفسه سلوكياته الخاصة. احد الأعراف الاجتماعية التي راعاها الـ "ترامواي" هو مسألة الفصل بين "الحريم" والرجال، إذ كانت النسوة يجلسن على مقاعد معزولة عن مقاعد الرجال بستارة. فيما كان "القبقاب" وسيلة النساء لردع المتطفّلين عليهنّ من إعادة المحاولة. الظاهرة الأخرى التي رافقت الـ "ترامواي" هي "القبضايات"، الذين كانوا هم أنفسهم مظهراً من مظاهر المجتمع الذي واكب الـ "ترامواي" حتى توقّفه. عبد القادر النويري، الذي سميت إحدى محطات الـ "ترامواي" على اسمه لاحقاً، هو واحد من أولئك "القبضايات" الذين استعانت بهم شركة "الجرّ والتنوير" حينها لضبط النظام العام داخل حافلات الـ "ترامواي".
ضبط إيقاع الزمن
خلافاً لما يعتقده البعض من أنّ القوانين هي وحدها التي تبني دولة عصرية منظمة، أثبت الـ "ترامواي" أن قضيّة بناء الدولة هي ليست قضية أنظمة وحسب، بل هي قضية وسائل وآليات تعطي للمجتمع طابعه المنظم بفعل العادة أيضاً. الـ "ترامواي" الذي دخل بيروت بخطوطه الأربعة أعطى للمدينة صورتها التي ما زلنا نلامسها حتى الآن، رغم مرور ما يقارب الخمسين عاماً على توقّفه، بقرارٍ من قبل وزير الأشغال حينها بيار الجميل. إذ انّ العديد من الأسواق والمحلات التجارية والمؤسسات الرسمية والمراكز الخدماتية التي نشأت وقتها، والتي لا يزال العديد منها موجوداً حتى الآن، هي نتيجة طبيعية للـ "ترامواي" الذي كان يمدّ هذه المؤسّسات بزبائنها ويؤمن لهم سهولة التنقل بين هذه المؤسسات والمراكز.

http://saidacity.net/mobile/_common.php?news_id=176186
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.