أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
161536 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-21-2010, 02:53 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي طلب الدعاء من الغير

بسم الله الرحمن الرحيم




سئل فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-:

36- هل يجوز طلب الدعاء من شخص يُظن فيه الصلاح؟ (30:47)

فأجاب:
لا مانع؛ بشرط: أن لا يكون ذلك أمرًا مستمرًّا ودائمًا، وهذا ورد فيه النهي عن بعضِ السَّلف.
أما أن يُجعلَ ذلك في بعض الأحيان القليلة أو النادرة؛ فلا نُحرِّم مثل هذه الصُّورة.
والله -تعالى- أعلم.
[اللقاء الثاني من لقاءات غرفة (علم وعمل) المغربية -على البالتوك-، بتاريخ (19/12/2010م)]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-21-2010, 03:58 PM
ام عباده ام عباده غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 196
افتراضي

حفظ الله لنا شيخنا الفاضل علي الحلبي وبارك فيه..
وجزاك الله خيرا اختي الفاضلة ام زيد .
__________________
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-21-2010, 09:51 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللهم آمين. وإياك أختي الفاضلة.

وسئل العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

ما الحكم إذا رأينا شخصًا نتوخى فيه الصلاح وطلبنا منه أن يدعوَ لنا؟ ...

فأجاب:
طلب الدعاء من شخص تُرجى إجابة دعائه: إن كان لعمومِ المسلمين؛ فلا بأس به؛ مثل أن يقول شخص لآخر: ادعُ الله أن يعزَّ المسلمين، وأن يصلح ذات بينهم، وادعُ الله أن يُصلح ولاتَهم، وما أشبه ذلك.

أما إذا كان خاصًّا بالشخص السائل الطالبِ من أخيه أن يدعوَ له: فهذا قد يكون من المسألة المذمومة؛ إلا إذا قصد الإنسان بذلك نفع أخيه الدَّاعي له؛ وذلك لأن أخاه إذا دعا له بظهر الغيب قال الملَك: آمين ولك بمثله، وكذلك إذا دعا له أخوهُ فإنه قد أتى إحسانًا إليه، والإحسان يُثاب عليه؛ فينبغي عليه أن يُلاحظ مَن طلب من أخيه أن يدعوَ له فائدة الأخ الداعي.

على أن طلب الدعاء من الغير قد يترتب عليه مفسدة؛ وهي:
أن هذا الغير يُعجب بنفسه، ويرى أنه أهل لإجابة الدعاء.

وفيه -أيضًا-:
أن هذا الطالب من الغير أن يدعوَ له؛ قد يعتمد على دعاء المطلوب؛ فلا يُلح هو على ربِّه بالدعاء، بل يعتمد على دعاء غيره.

وكِلا المفسدتين شرٌّ.

والذي أنصح به إخواني:
أن يكونوا هم الذين يدعون اللهَ -عزَّ وجلَّ-؛ لأن الدعاء عبادة، والدعاء مُصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه، وشعور المرء بأن الله -تعالى- قادر على أن يمده بفضله.
[كتاب الدعوة (5)، للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، (2/145-146)، بواسطة "فتاوى علماء البلد الحرام"، (1699)].
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-22-2010, 09:12 PM
ام عباده ام عباده غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 196
افتراضي

بوركت أختي أم زيد وجزاك الله خيرا ..

واسمحي لي بهذه الاضافة لانها قريبة جدا من موضوعك..!

ما حكم طلب الرقية الشرعية..؟

طلب الرقية الشرعية لا بأس به .يجوز ان يقول لمن يرى به الصلاح ارقني.

وتركه أولى لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث السبعين الف اللذين يدخلون الجنة بغير حساب قال هم اللذين (لا يسترقون )يعني هم اللذين لا يطلبون الرقية.
من باب كمال التوكل على الله .لكن طلب الرقية جائز ولكن تركه اولى .انتهى.


الشيخ عبد العظيم بدوي
__________________
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-11-2011, 10:59 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

أحسنتِ الإضافة -أختي أم عبادة-؛ فلا أفضل من أن يرقي الإنسان نفسَه، وأن يدعو لنفسِه، وكما في المثل -شِعرًا-:
ما حكَّ جلدَك مثلُ ظفركْ /// فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ!
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-11-2011, 11:56 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

وفي المقابل: ورد فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب.
ففي "صحيح مسلم": عن أبي الدرداء قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: " ما مِن عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بِظهرِ الغَيب؛ إلا قال الملَك: ولكَ بمثل ".
وعنه -أيضًا- في "مسلم" أنه سمعَ رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- يقول: " مَن دعا لأخيه بظهرِ الغَيب، قال المَلك الموكَّل به: آمين، ولك بمثل ".
قال الإمام النَّووي -رحمهُ الله-: (( وفي هذا فضل الدُّعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين؛ فالظاهر حُصورها -أيضًا-.
وكان بعضُ السَّلف إذا أراد أن يدعوَ لنفسِه؛ يدعو لأخيه المسلم بتلك الدَّعوة؛ لأنها تُستجاب ويحصل له مثلها )).

["شرح صحيح مسلم" للنووي، كتاب الذِّكر والدُّعاء، باب فضل الدُّعاء للمسلمين بظهر الغيب].
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-11-2011, 03:39 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- في "شرح رياض الصالحين":
( وأما حديث عمر بن الخطاب -رضيَ اللهُ عنه- أنَّه أراد أن يعتمر، فقال له النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " لا تَنسنا يا أخي من دُعائك -أو أشرِكنا- يا أخي في دعائكفهذا حديث ضعيفٌ -وإن صحَّحه المؤلِّف-؛ فإن المؤلِّف -رحمهُ اللهُ- له منهجه الذي منه: أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال؛ فإنه يتساهل في الحُكم عليه، والعمل به.
وهذا وإن صدر عن حُسن نيَّة؛ لكن الواجب اتِّباع الحق، فالصَّحيح صحيح، والضَّعيف ضعيف، وفضائل الأعمال تُدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة.
نعم، أمر النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مَن رأى أُويسًا القَرَْني -أو القَرَْني- أن يَطلب منه الدُّعاء، لكن هذا خاص به؛ لأنه كان رجلًا بارًّا بأمِّه، وأراد الله -سُبحانه وتَعالى- أن يَرفع ذِكرَه في هذه الدُّنيا قبل جزاء الآخرة.
ولهذا لم يأمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-بأن يَطلب أحدٌ مِن أحد أن يدعوَ له -مع أن هناك مَن هو أفضل مِن أويس-؛ فأبو بكر أفضل مِن أويس -بلا شكٍّ-، وغيره من الصَّحابة أفضل منه -مِن حيث الصُّحبة-، وما أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أحدًا أن يطلب الدُّعاء مِن أحد.
فالصَّواب: أنه لا ينبغي أن يطلب أحدٌ الدُّعاء من غيره -ولو كان رجلًا صالِحًا-؛ وذلك لأن هذا ليس مِن هدي النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ولا مِن هدي خلفائه الرَّاشدين.
أمَّا إذا كان الدُّعاء عامًّا؛ يعني: تريد أن تطلب مِن هذا الرَّجل الصَّالح أن يدعو بدُعاء عامٍّ؛ كأنَّ تطلب منه أن يدعو الله بالغيث، أو يرفع الفتن عن النَّاس، أو ما شابه ذلك؛ فلا بأس؛ لأنَّ هذا لمصلحة غيرِك، كما لو سألتَ المال للفقير؛ فإنك لا تُلام على هذا ولا تُذم.
وكذلك النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: فإن سؤال الصَّحابة له مِن خصوصياته؛ يَسألونه أن يدعو اللهَ لهم، كما قال الرَّجل حين حدَّث النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن السَّبعين ألفًا الذين يَدخلون الجنَّة بغير حساب ولا عذاب، فقام عكاشة بن محصن، قال: ادعُ الله أن يجعلني منهم. قال: " أنتَ مِنهم "، ثم قام رجل آخر فقال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: " سَبَقك بها عُكَّاشة ".
وكما قالت المرأة التي تصرع، حيث طلبت من النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يدعو الله لها. فقال: " إن شئتِ دعوتُ اللهَ لك، وإن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنةُ "، فقالت: أصبِرُ، ولكن ادعُ الله أن لا تنكشف عورتي.
فالحاصل: أن الرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- من خصوصياته ان يُسأل الدُّعاء، أما غيرُه فلا.
نعم؛ لو أراد الإنسانُ أن يَسأل مِن غيره الدُّعاء وقصده مصلحة الغير؛ يعني: يريد أن الله يُثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه، أو أن الله تعالى يَستجيب دعوته؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب؛ قال المَلَك: آمين ولك بمثل. فالأعمال بالنيَّات، هذا ما نوى لمصلحة نفسِه خاصة، بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدُّعاء، فالأعمال بالنيات.
أمَّا المصلحة الخاصة؛ فهذا كما قال الشافعي -رحمهُ اللهُ- يدخل في المسألة المذمومة؛ وقد بايع النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئًا ).
[نقلًا من "شرح رياض الصالحين"، باب زيارة أهلِ الخير ومجالستهم وصُحبتهم].
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-20-2011, 08:57 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي

قال الشيخ الألباني -رحمه الله -في سلسلة الهدى والنور رقم (03):
بعد أن سئل عن قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله أن: سؤال المخلوق للمخلوق أن يقضي حاجة نفسه أو يدعو له فلم يؤمر به قال الشيخ الألباني :لم يؤمر به, ونُهيَ عنه؟ نهي عنه؟
قال الشيخ الحلبي -حفظه الله :لم يذكرالنهي ولا معنى النهي ...قال علي الحلبي -حفظه الله -:وقال(أي شيخ الإسلام) الدعاء سؤال قال الشيخ الألباني:فعلا سؤال ولكن ليس حرام ..هذا الأفضل .
__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-20-2011, 09:57 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد مشاهدة المشاركة
وفي المقابل: ورد فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب.
ففي "صحيح مسلم": عن أبي الدرداء قال: قال رسولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: " ما مِن عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بِظهرِ الغَيب؛ إلا قال الملَك: ولكَ بمثل ".
وعنه -أيضًا- في "مسلم" أنه سمعَ رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- يقول: " مَن دعا لأخيه بظهرِ الغَيب، قال المَلك الموكَّل به: آمين، ولك بمثل ".
قال الإمام النَّووي -رحمهُ الله-: (( وفي هذا فضل الدُّعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين؛ فالظاهر حُصورها -أيضًا-.
وكان بعضُ السَّلف إذا أراد أن يدعوَ لنفسِه؛ يدعو لأخيه المسلم بتلك الدَّعوة؛ لأنها تُستجاب ويحصل له مثلها )).

["شرح صحيح مسلم" للنووي، كتاب الذِّكر والدُّعاء، باب فضل الدُّعاء للمسلمين بظهر الغيب].
فهل يفهم من الحديث الشريف أن يكون الحث على الدعاء للمسلم بظهر الغيب هو بفعل المسلم ذلك من تلقاء نفسه رجاء إجابة دعائه دون طلب من الغير بذلك؟
وماذا لو طلب المسلم من أخيه الدعاء له طمعاً في إجابة الدعاء منطلقاً من فهم هذا الحديث لا تزكية لشخص ما بل تذكيراً له بهذا الفضل ؟
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-20-2011, 11:07 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله الأثرية مشاهدة المشاركة
فهل يفهم من الحديث الشريف أن يكون الحث على الدعاء للمسلم بظهر الغيب هو بفعل المسلم ذلك من تلقاء نفسه رجاء إجابة دعائه دون طلب من الغير بذلك؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله الأثرية مشاهدة المشاركة
وماذا لو طلب المسلم من أخيه الدعاء له طمعاً في إجابة الدعاء منطلقاً من فهم هذا الحديث لا تزكية لشخص ما بل تذكيراً له بهذا الفضل ؟
لعل في كلام ابن عثيمين جوابًا على استفسارك؛ قال -فيما سبق نقله-:
اقتباس:
نعم؛ لو أراد الإنسانُ أن يَسأل مِن غيره الدُّعاء وقصده مصلحة الغير؛ يعني: يريد أن الله يُثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه، أو أن الله تعالى يَستجيب دعوته؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب؛ قال المَلَك: آمين ولك بمثل. فالأعمال بالنيَّات، هذا ما نوى لمصلحة نفسِه خاصة، بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدُّعاء، فالأعمال بالنيات.
وأنقل كلامًا لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حول هذا الموضوع -كنتُ قد نقلتُه في بعض المنتديات-، قال:
(الدعاء مشروع، أن يدعو الأعلى للأدنى، والأدنى للأعلى فطلب الشفاعة والدعاء من الأنبياء كما كان المسلمون يستشفعون بالنبي في الاستسقاء، ويطلبون منه الدعاء، بل وكذلك بعده استسقى عمر والمسلمون بالعباس عمه، والناس يطلبون الشفاعة يوم القيامة من الأنبياء، ومحمد وهو سيد الشفعاء، وله شفاعات يختص بها ومع هذا؛ فقد ثبت في "الصحيحين": عن النبي أنه قال : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله لى الوسيلة، فإنها درجة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون ذلك العبد، فمن سأل الله لى الوسيلة حَلت عليه شفاعتى يوم القيامة ".
وقد قال لعمر -لما أراد أن يعتمر وودعه-: " يا أخي لا تنسني من دعائك ".
فالنبي قد طلب من أمته أن يدعوا له، ولكن ليس ذلك من باب سؤالهم؛ بل أمرُه بذلك لهم كأمرِه لهم بسائر الطاعات التى يثابون عليها، مع أنه له مثل أجورهم فى كل ما يعملونه، فإنه قد صح عنه أنه قال : " مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجر مثل أجور من اتبعه مِن غير أن ينقص مِن أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوِزْر مثل أوزار مَن اتبعه مِن غير أن ينقص مِن أوزارهم شيئًا "، وهو داعي الأمة إلى كل هدى، فله مثل أجورهم فى كل ما اتبعوه فيه .
وكذلك إذا صلوا عليه، فإن الله يصلي على أحدهم عشرًا، وله مثل أجورهم مع ما يستجيبه مِن دعائهم له، فذلك الدعاء قد أعطاهم الله أجرهم عليه، وصار ما حصل له به مِن النفع نعمة من الله عليه، وقد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال : " ما مِن رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكًا، كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك الموكل به: آمين ولك مثل ذلك "، وفى حديث آخر: " أسرع الدعاء دعوة غائب لغائب ".
فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له، وإن كان الداعي دون المدعو له، فدعاء المؤمن لأخيه ينتفع به الداعي والمدعو له.
فمن قال لغيره: ادع لي وقصد انتفاعهما جميعًا بذلك؛ كان هو وأخوه متعاونين على البر والتقوى، فهو نبَّه المسؤول وأشار عليه بما ينفعهما، والمسؤول فعل ما ينفعهما، بمنزلة مَن يأمر غيره ببِرٍّ وتقوى، فيثاب المأمور على فِعله، والآمر أيضًا يثاب مثل ثوابه؛ لكونه دعا إليه ...). [نقلًا من: "الواسطة بين الحق والخلق"]

وتجدر الإشارة إلى أن حديث: ( لا تنسنا يا أخي من دعائك ) ضعَّفه بعضُ أهل العلم؛ منهم: الإمام الألباني -كما في "ضعيف الجامع" (6278 ، 6377)، والإمام ابن عثيمين -كما في النقل السابق من "شرح رياض الصالحين"-.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.