أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
86826 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-19-2017, 04:04 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي الغلو في الدين والانفلات عنه /الشيخ أحمد الرضيمان

19 مايو, 2017




العلاقة بين (الغلو في الدين) و(الانفلات عن بعض أحكامه) هي – في نظري – علاقة السبب بالنتيجة، فالغلو في الدين سببٌ للانفلات عن كثيرٍ من أحكامه، وتهوينٌ من شأنه في النفوس، وذلك أن هذا الدين يسرٌ، ولن يشادَّ الدين أحدٌ إلا غلبه، وإذا غلبه انقطع وعجز وأعرض عنه، واندفع لنقده بقوةٍ تساوي قوة اندفاعه عندما كان غاليا ومتشددا فيه.


وكما يقال: لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة له في الاتجاه، ولا يبالي الشيطان في أي واد هلك أتباعه، أفي وادي الغلو، أم في وادي الانفلات، المهم أن يبعدهم عن منهج الاعتدال والوسطية، ويوقعهم في الضلال، كما قال الله تعالى (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا).
ومن نظر في سيرة بعض المندفعين في تنقص المظاهر الشرعية – هداهم الله -يلحظ أنهم كانوا من الغلاة سابقا، ومنهم من كانوا يفتاتون على ولي الأمر، ويتعدون بأيديهم على ممتلكات الناس ومحلاتهم التجارية التي يرونها تتضمن ما يحرم بيعه.



ومنهم من ابتلوا بالأحزاب والحركات المنتسبة للإسلام، التي تجعل المنضم إليها حزبيا، لا يرى الدين إلا من خلال مرئيات قادة تلك الأحزاب التي تتخذ الدين مطية لأمور سياسية، ومصالح شخصية.


ولذلك يندفعون بغير هدى من الله، متوهمين أنه لا يحمل همَّ الإسلام والدفاع عنه، والغَيرة عليه، إلا حزبهم، فحجَّروا واسعا، وأساؤوا الظنون بغيرهم، واتهموا العلماء الراسخين بالتخاذل وعدم القيام بالواجب، إلى آخر شغبهم وغوغائيتهم التي آذوا بها الناس، وضيقوا بها على عباد الله.


فلما طال عليهم الأمد، وعجزوا عن مشادة الدين، انتقلوا من أقصى اليمين، إلى أقصى اليسار، ولكن هذه المرة بمحاربة مظاهر التدين، لتوهمهم أن كل متدينٍ هو من مجموعتهم السابقة أهل الغلو، فانتقلوا من الغلو إلى الانفلات والغرور، ونصَّبوا أنفسهم حاكمين على تدين الناس، ومتخصصين بالمذاهب والحركات والجماعات، مع كونهم جهالا لم يُعرفوا بعلمٍ ولا بصيرة، ولو تابوا إلى الله وتعلموا العلم على أيدي العلماء الراسخين، واستقاموا على دين الله برفق وسكينة، وبُعدٍ عن التنطع والانفلات، لكان خيرا لهم، ولاهتدوا إلى التدين الصحيح، الذي أمر الله به ورسولُه، ولانشرحت صدورهم، وذاقوا حلاوة الإيمان.


فالدين يسر، يؤخذ برفق وسدادٍ ومقاربة، يقول النبي عليه الصلاة والسلام (إن الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَة وَالرَّوْحَة وَشَيء مِنَ الدُّلْجَة).
وأما العنف والصخب والبذاءة فليست من الدين في شيء، ولعله لا يكاد يُعرَف أحد نشأ على الدين السمح والفطرة السليمة، والعلم النافع، وسلم من الانضمام للحزبيات والتنظيمات، أنه انتقل إلى الغلو أو الانفلات، لأن الإيمان وسلامة المنهج إذا خالط بشاشة القلوب، لا ينتقل منه العبد إلى غيره.



فإن قيل: هذه الحزبيات توجد حتى عند بعض من ينسب نفسه إلى منهج السلف الصالح، فالجواب: العبرة إنما هي بالاتباع لمنهج السلف، وليس بالادعاءات التي تكذبها الحقائق، ولا ريب أن من سار على طريقة السلف الصالح قولا وعملا، ولم يكن انتسابه للكيد والتشويه، أو سلما للارتزاق والتملق، فإنه لا يكون حزبيا قط، وأما من اتخذ السلفية حزبا، أو صار مطيةً وخادماً لحزب المنفلتين من أهل الشهوات، أو الحركيين من أهل الشبهات، فذاك لضعف عقله ودينه وعلمه، وربما لكون تربيته السابقة حزبية، فيكون حينئذٍ فيه بقية من الباطل السابق، فينقل ذلك الباطل والتحزب معه.


وقد أشار إلى هذا الملحظ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقال (المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة لقولهم (ونحن حدثاء عهد بكفر).
فهم مع جلالة قدرهم، قالوا: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، لما اعتادوه في السابق مما هم حديثو عهد به.



لكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنكر عليهم، وقال: قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فعندئذٍ تركوا هذه المقولة الباطلة.



والمأمول من كل مسلم: أن يعتز بدينه، ويبين محاسنه، ولا يجعله عرضة للخصومات، فهو مصدر السعادة في الدنيا والآخرة، وأما أخطاء الناس فتعالج، ولا تُقر، ولكن بدون طعن في ثوابت الدين – وأعني بالثوابت: كل ما ثبت في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم – ودون انتقاص للعدول من حملة الشريعة، الذين ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
—————–
أحمد الرضيمان – الوطن أونلاين
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.