أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
16852 139530

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-16-2009, 06:34 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow الجامع في تراجم العلماء القدماء والمعاصرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى جميع مشرفي واعضاء موقع كل السلفيين
خطرت لي فكرة ان نكتب نبذة تعريفيةعن اعلام السلف سواء كانوا من المتقدمين او المتاخرين امثال مالك و الشافعي ومسلم والالباني والعثيمين وابن باز وغيرهم كثير...

ارجو التفاعل مع الموضوع بارك الله فيكم

وارجوا من المشرفين تثبيث الموضوع لاهميته

اخوكم
ابو اميمة محمد
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-17-2009, 08:45 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow إمام دار الهجرة ...

هو إمام دار الهجرة والنصرة والمؤاخاة والصحبة الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي رحمه الله.



مولده ونشأته


ولد في المدينة المنورة متنزل الوحي ومهد العلم ومنهل المعرفة، سنة ثلاثٍ وتسعين للهجرة، بها نشأ وترعرع واستقر، شب مالك رحمه الله في بيت علم، ولا سيما علوم الحديث والأثر، واستطلاع الآثار وأخبار الصحابة وفتاويهم، فأسرته رحمه الله من بيوت العلم المشهورة، والناشئ في العادة تتغذى مواهبه ومنازعه من منزع بيته وما يتجه إليه أهله، فشبت تحت ظلها المواهب، بل كان معاشه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أضلته سماؤها، وأقلته أرضها، موطن الشرع، ومبعث الهدى، ومعقد الحكم الإسلامي الأول، وقصبة الإسلام في عهد الخلافة الراشدة، اجتمع به الرعيل الأول من علماء الصحابة، ثم تلاميذهم، حتى جاء مالك رحمه الله فوجد هذه التركة الثرية من العلم والحديث والفتوى، فنمت مواهبه في كنفها، وجنى من ثمرتها، وتلقى عن رجالها.
كان رضي الله عنه من أعقل أهل زمانه، وأعظمهم مروءة، كثير الصمت، قليل الكلام، متحفظ اللسان، وكان يقول:من أحب أن يفتح على قلبه، وينجو من أهوال يوم القيامة، فليكن عمله في السر أكثر منه في العلانية. كما كان حسن الخلق بين أهله وولده، ويقول: إن في ذلك مرضاة لربك، ومثراة في مالك، ومنسأة في أجلك، وقد بلغني ذلك عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: {من أحب أن ينسأ له في أثره، ويبسط له في رزقه؛ فليصل رحمه }. ولقد حرص مالكٌ رحمه الله أن يتمثل حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من كريم السجايا وجميل الشمائل وصفاء السرائر، فكانت حياته نبراساً مضيئاً للمتأسي، في مبتدأ حياته، مسه عسر في المعيشة، حتى إن ابنته لتبكي من شدة الجوع لا تجد ما تأكله، وحتى قال تلميذه ابن القاسم : أدى بـمالك طلب العلم إلى أن ينقض سقف بيته ليبيع خشبه، ثم بسط الله له في رزقه، ورفع عنه الضيق فاتسعت حاله، فكان عند انبساطه معترفاً بفضل الله عليه، حتى إنه ليقول: ما أحب لامرئ أنعم الله عليه ألا يرى أثر نعمته عليه، ويقول: أحب للقارئ أن يكون أبيض الثياب، ولقد كان أثر النعمة عليه بادياً؛ في طعامه وشرابه، وملبسه ومركبه، وكان يعتني بذلك من نفسه في ثيابه وأثاثه، ويستعمل الطيب الجيد.


سيرته


أما في سيرته رضي الله عنه: فكان لين الجانب، سهلاً منبسطاً مع أصحابه، مع الحفاظ على حال الهيبة والوقار، يقول بعض تلاميذه: كان مالك إذا جلس معنا كأنه واحدٌ منا، ينبسط في الحديث وهو أشد تواضعاً منا له، فإذا أخذ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيبنا كلامه كأننا ما عرفناه ولا عرفنا.

طلبه للعلم


أما طلبه للعلم:
فكان دءوباً جاداً قد صرف نفسه إليه في همة وصبر، فهو ذو الحافظة الواعية، والقلب العقول، والذكاء المتقد، مع الصلاح والتقى، متحفزاً إلى مجالسة الرجال، ومذاكرة الأفذاذ، ومزاحمة الفحول، من أهل العلم الأعلام، لم تمنعه شدة الحر اللاهب، ولا الجو اللافح من أن يخرج من منزله يترقب أوقات خروج العلماء، يقول رحمه الله: كنت آتي نافعاً مولى ابن عمر نصف النهار، وما تظلني شجرة من الشمس، أتحيل خروجه فإذا خرج أدعه ساعة حتى إذا دخل قلت له: كيف قال ابن عمر في كذا وكذا؟ ثم أحبس عنه -أي أتوقف عن السؤال- لأنه كان فيه حدة. ويقول أيضاً: صليت يوم العيد فقلت هذا يومٌ يخلو فيه ابن شهاب الزهري فانصرفت من المصلى، حتى جلست على بابه فسمعته يقول لجاريته: انظري من بالباب، فنظرت فسمعتها تقول: مولاك الأشقر مالك ، فقال: أدخليه، فدخلت، فقال: ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك؟
فقلت: لا.
قال: هل أكلت شيئاً؟
قلت: لا.
قال: اطعم.
فقلت: لا حاجة لي فيه.
قال: فما تريد؟
قلت: تحدثني.
قال: هات، فأخرجت ألواحي، فحدثني بأربعين حديثاً.
فقلت: زدني.
فقال: حسبك إن كنت رويت هذه الأحاديث فأنت من الحفاظ.
فقلت: قد رويتها -أي حفظتها-.
قال: فجذب الزهري الألواح من يدي ثم قال: حدث، فحدثته بها، فردها إليَّ، وقال: قم فأنت من أوعية العلم.
أيها الشباب! يا طلبة العلم! هكذا هو الحرص، وهذا هو الجد، هذا الإمام يتحين أوقات الخلوة والفراغ ليحصل على طلبته من العلم وحاجته من الرواية، ناهيكم بما وهبه الله من قوة الحافظة واستيعاب الرواية، أربعون حديثاً بأسانيدها ما أن يفرغ من كتابتها حتى يعيدها عن ظهر قلب، والألواح في يد شيخه، ثم نال هذه الشهادة العالية الغالية (قم فأنت من أوعية العلم).
جديرٌ بطلاب العلم، وشباب الإسلام أن ترتفع هممهم، وتعلوا تطلعاتهم، ولا يكتفوا بفتات الموائد، ويعيشوا عالة على أمجاد الماضي، وجهود الأسلاف مع الحرص على الصلاح والتقوى والإخلاص.
يقول مالك رحمه الله: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم نورٌ يضعه الله في القلب، والعلم لا يأنس إلا بقلب تقيٍ خاشع.
لقد نضج الإمام مالك رحمه الله في العلم مبكراً، ونبغ في التحصيل على الأقران سابقاً، فتصدر للفتيا وهو فتى، لكنه لم يجلس للإفتاء إلا بعد أن شهد له العلماء بالأهلية.
ومن مأثور كلامه في ذلك هذه البليغة الرائعة: لا خير فيمن يرى نفسه في حالٍ لا يراه الناس لها أهلاً، ويقول: ما جلست للفتيا حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضعٌ لذلك.
وكان ورعاً في دين الله، متحرياً في الفتيا، شديد الحذر، ينهى عن التعجل ويقول: ربما وردت عليَّ المسألة فأسهر فيها عامة ليلتي، ويقول: إني لأفكر في المسألة منذ بضع عشرة فما اتفق لي فيها رأيٌ حتى اليوم.
وكان رحمه الله حين يكثر عليه طلاب المسألة، يكف ويقول: حسبكم من أكثر أخطأ، وكان يعيب كثرة ذلك، ويقول: من أحب أن يجيب عن مسألة فليعرض نفسه على الجنة والنار، وكيف يكون خلاصه في الآخرة ثم يجيب، وسئل عن ثمانٍ وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين لا أدري.
ذلكم هو الإمام مالكٌ رحمه الله، أمد الله في عمره، حتى أوفى على التسعين عاماً، ولازمه المرض آخر أيامه فانقطع عن الخروج للناس ولكنه لم ينقطع عن الدرس والعلم والحديث والفتيا رحمه الله. أيها المسلمون! أبناء الإسلام! هذه قبساتٌ من سيرته في الحياة، وشذرات من مسيرته في العلم، فلينظر في ذلك ناشئة الإسلام، تأملاً في سير هؤلاء الأعلام، وتتبعاً لحياتهم وهم نشأٌ يتدرجون في مدارج الحياة وشببة يتلقون العلم ويجدون في التحصيل والطلب، وكهولٌ قد برزت مواهبهم، واستقامت مناهجهم، ثم شيوخ قد فاضت علومهم على من حولهم، وضربت إليهم أكباد الإبل، وشدت إليهم الرحال من أقاصي الدنيا، وزخرت مجالسهم بالطلاب، وعمرت حلقاتهم بالتلاميذ وافدين من كل صقع، واردين من كل فجاج، علمٌ وإيمانٌ وتقى. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة:11]. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
منقول
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-17-2009, 08:49 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow لإمام الشافعي...

الإمام الشافعي



اسمه ونسبه :

أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي وأحد الأئمة الأربعة .



مولده ونشأته وصفاته :

ولد سنة بغزة بأرض فلسطين سنة خمسين ومائة للهجرة .

وكان أبوه قد هاجر من مكة إلى غزة بفلسطين بحثا عن الرزق ولكنه مات بعد وفاة محمد بزمن قصير فنشأ محمد يتيما .



طلبه للعلم :

ـ رجعت به أمه إلى مكة وهناك ألحقته بالكتاب لحفظ القرآن ، فأتم حفظ القرآن وعمره سبع سنين .

ـ لحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة .

ـ رحلت به أمه إلى المدينة ليتلقى العلم عند الإمام مالك .

ـ تعلم على يد سفيان بن عيينه في مكة بعد وفاة الإمام مالك .

ـ رحل إلى بغداد ليتلقى عن مدرسة الرأي .



حلقة علم للشافعي :

حلقة كبيرة يزدحم فيها الطلاب بها شيخ جليل عليه سمات الخوف من الله ، فقيه فريد يتكلم بالأصول عالما بالكتاب والسنة .

لقب الشافعي بناصر السنة .



ابتلاؤه في ذات الله :

اتهم بالخروج على الرشيد الخليفة العباسي فنجاه الله من القتل بعد أن استدعي للخليفة الرشيد والنطع مبسوط على الأرض والسياف قائم .



ورعه وزهده وعبادته :

ورعا زاهدا يقول لو أعلم أن الماء ينقص مرؤتي ما شربته .

من كلامه :

فـلله در العــــــارف النــــدب إنــه * * * تفيض لفـــرط الوجــد أجفانه دمـا

يــقيـــــم إذا مـا الليــل مــد ظـلامه * * * على نفسه من شــدة الخوف مأتما

فصار قريـن الهــم طـول نهــــاره * * * أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما

يقول حبيبي أنــت ســـؤلي وبغيتي * * * كفى بك للراجيـــن ســؤلا ومغنما

ألسـت الذي غذيتــــني وهديتـــــني * * * ولازلـت منــانــا علي ومنعـــمـــا

ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى * * * تـلاحــق خطــوي نشــوة وترنما



تعظيمه للسنة :

كان كغيره من الأئمة يعظم السنة ويقول إن صح الحديث فهو مذهبي .

وحسبك بإمام إذا سألته عن حكم شرعي قال : قال الله قال رسوله .



والشافعي قال لهم إن رأيتم * * * قولي مخالفا لما رويتم

فاضـــــــــربوا الجـــــــدار * * * بقولي المخالف الأخبار



ثناء العلماء عليه :

ـ قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي كالشمس للدنيا .

ـ ألف البيهقي كتابه مناقب الشافعي يصل إلى قرابة ألف صفحة .



وفاته :

قال المزني تلميذ الشافعي : دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولكأس المنية شاربا ولسوء أعمالي ملاقيا وعلى الله تعالى واردا فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها أو إلى النار فأعزيها . ثم بكى وأنشد يقول :

ولما قسى قــلبي وضاقت مـذاهبي *** جعلت الرجا مني لعفوك ربي سلما

تعاظمـــني ذنبـــــي فلــــما قـرنتـه *** بعفوك ربي كان عفـــــــوك أعظما

ومازلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجــــود وتعفـــــو منــــــــة وتكرما



توفي ليلة الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين للهجرة وهو ابن أربع وخمسين سنة .



أصول مذهبه :

الكتاب ـ السنة ـ الإجماع ـ القياس ـ وأبطل الاستحسان .



انتشار مذهبه :

انتشر مذهبه في الحجاز وبغداد ومصر وغيرهم .



http://www.alfeqh.com/alfeqh_files/f...ls.php?fileid=
6
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-17-2009, 08:51 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow لإمام أبو حنيفة ...

الإمام أبو حنيفة

اسمه ونسبه :

الإمام فقيه الملة عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي الكوفي مولى بنيتيم الله بن ثعلبة يقال إنه من أبناء الفرس .

في سير أعلام النبلاء 6 / 394 :
قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة أما زوطي فإنه من أهل كابل وولد ثابت عن الإسلام وكان زوطي مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبه فأعتق فولاؤه لهم ثم لبني قفل قال وكان أبو حنيفة خزازا ودكانه معروف في دار عمرو ابن حريث
وقال النضر بن محمد المروزي عن يحيى بن النضر قال كان والد أبي حنيفة من نسا
وروى سليمان بن الربيع عن الحارث بن إدريس قال أبو حنيفة أصله من ترمذ
6 / 395 :
وروى أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه عن جده قال ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار .

مولده ونشأته وصفاته :
ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة .
وعن حماد بن أبي حنيفة قال كان أبي جميلا تعلوه سمرة حسن .
عاش سبعين سنة منها اثنين وخمسون سنة في العصر الأموي وثمان عشرة سنة في العصر العباسي .

نشأ النعمان تاجرا ً مثل أبوه وجده لكننا لسنا أمام تاجر مثل كل التجار تاجر أمين صادق يحن على الفقراء .
ـ جاءته امرأة بثوب من حرير تبيعه فقال كم ثمنه ؟ قالت : مائة ، قال : هو خير من ذلك بكم تقولين ؟ فزادت مائة ، قال : هو خير من ذلك حتى قالت أربعمائة ، قال : هو خير من ذلك ، قالت : تهزأ بي ؟ قال : هاتي رجلا ً يقومه فجاءت برجل فاشتراه أبو حنيفة بخمسمائة .

ـ امرأة عجوز قالت له : إني ضعيفة وإنها أمانة فبعني هذا الثوب بما يقوم عليك قال خذيه بأربعة دراهم فلما تعجبت المرأة قال لا تستغربي إني اشتريت ثوبين فبعت أحدهما برأس المال إلا أربعة دراهم فبقي هذا الثوب على أربعة دراهم .

طلبه للعلم :
ـ قال الشعبي لأبي حنيفة إلى من تختلف ؟ قال أبو حنيفة : السوق ، فقال الشعبي : لم أعنى الاختلاف إلى السوق ، وإنما عنيت الاختلاف إلى العلماء ، فقال : أن قليل ، قال الشعبي : لا تفعل وعليك بالنظر في العلم ومجالسة العلماء فإني أرى فيك يقظة وحركة . قال أبو حنيفة فوقع في قلبي فتركت الاختلاف إلى السوق وأخذت العلم فنفعني الله به .

ـ يقال أن امرأة جاءته فسألته فدلها على حماد بن أبي سليمان فقال لها اسأليه ثم أخبريني إذا رجعتي ، فأعجب بعلم حماد وجلس ليتعلم على يديه .

ـ لازم حماد بن أبي سليمان ثمان عشرة سنة ومات حماد وهو في سن الأربعين أي أنه بدأ في سن الثانية والعشرين .

في سير أعلام النبلاء : 6 / 396 :
فإن الإمام أبا حنيفة طلب الحديث وأكثر منه في سنة مئة وبعدها .
في سير أعلام النبلاء 6 / 399 : عن الشافعي قال قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .

موقفه في زمان الفتن :
ـ طلب منه ابن هبيرة أن يكون قاضي فرفض فضربه فرفض .
ـ سنة احدى وعشرين ومائة خرج زيد بن علي زين العابدين على هشام بن عبد الملك .
ـ ثم عصفت الفتن بالعراق سنة ثلاثين ومائة ففر إلى مكة واستقر بها عدة سنوات حتى تمكن بنو العباس ، وكان أثناء وجوده بمكة يدرس الفقه والحديث .
ـ كان المنصور يبني بغداد وأراد أن يكون أبو حنيفة قاضيا له فرفض فحلف عليه أن يعمل معه فعمل في اعداد اللبن للبناء .
ـ جاءه رجل وقال أمير المؤمنين يأمر أحدنا بضرب عنق الآخر أفيطيعه ؟ قال أبو حنيفة : أمير المؤمنين يأمر بالحق أو بالباطل ؟ قال بالحق قال فأنفذ الحق ولا تسأل ثم التفت أبو حنيفة إلى من حوله وقال هذا أراد أن يوثقني فربطته .
ـ في تاريخ بغداد : أن الخليفة أصر عليه أن يلي القضاء ، فقال له اتق الله ولا ترع أمانتك إلا من يخاف الله ، والله ما أنا بمأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب 00 ولو خيرتني بين الغرق في الفرات وبين القضاء لاخترت الغرق ، فقال له الخليفة كذبت أنت تصلح ، فقال قد حكمت على نفسك كيف يحل لك أن تولي قاضيا ً على رعيتك وهو كذاب ؟ ! .
ـ حبسه المنصور ومات بالحبس سنة خمسين ومائة للهجرة ، وقيل بل خرج ثم مات ببغداد .

ورعه وزهده وعبادته :

كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته .
وعن أسد بن عمرو أن أبا حنيفة رحمه الله صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة .
وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلا يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء .
ـ وقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كله في ركعة .
ـ جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها .
في سير اعلام النبلاء 6 / 401 :
قال مسعر بن كدام رأيت أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة .
عن محمد بن الحسن عن القاسم بن ينعقد أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر القمر 46 ويبكي ويتضرع إلى الفجر .
وقد روي وجه أن الإمام أبا حنيفة مرة على أن يلي القضاء فلم يجب .

تعظيمه للسنة :
روى نوح الجامع عن أبي حنيفة أنه قال ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس فتكون وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان ذلك فهم رجال ونحن رجال .


ابتلاؤه في ذات الله :
في سير أعلام النبلاء 6 / 401 ـ 402 : قال إسحاق بن إبراهيم الزهري عن بشر بن الوليد قال طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء وصله ليلين فأبى وصله إني لا أفعل فقال الربيع الحاجب ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف قال أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني فأمر به إلى السجن فمات فيه ببغداد وقيل دفعه أبو جعفر إلى صاحب شرطته حميد الطوسي فقال يا شيخ إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي اقتله أو اقطعه أو اضربه ولا أعلم بقصته فماذا أفعل فقال هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب أو بأمر لم يجب قال بل بما قد وجب قال فبادر إلى الواجب .


ـ لقد دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع فقال أترغب عما نحن فيه فقال لا أصلح قال كذبت قال فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح فإن كنت كاذبا فلا أصلح وإن كنت صادقا فقد أخبرتكم أني لا أصلح فحبسه وروى نحوها إسماعيل بن أبي أوليس عن الربيع الحاجب وفيها قال أبو حنيفة والله ما أنا بمأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب فلا أصلح لذلك قال المنصور كذبت بل تصلح فقال كيف يحل أن تولي من يكذب .


وقيل إن أبا حنيفة ولي له فقضى قضية واحدة وبقي يومين ثم اشتكى ستة أيام وتوفي ، وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمري لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات في السجن .

ثناء العلماء عليه :
وعن ابن المبارك قال ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتا وحلما من أبي حنيفة . سير أعلام النبلاء 6 / 400 .
وعن أبي معاوية الضرير قال حب أبي حنيفة من السنة .
وقال يحيى بن سعيد القطان لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله .
وقال علي بن عاصم لو وزن علم الإمام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم .
وقال حفص بن غياث كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر لا يعيبه إلا جاهل .
وروي عن الأعمش أنه سئل عن مسألة فقال إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت الخزاز وأظنه بورك له في علمه .
وقال جرير قال لي مغيرة جالس أبا حنيفة تفقه فإن إبراهيم النخعي لو كان حيا لجالسه .
وقال ابن المبارك أبو حنيفة أفقه الناس .
وقال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 6 / 403 : الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين رضي الله عنه ورحمه .

توفي في سنة خمسين وله سبعون سنة وعليه قبة عظيمة ومشهد فاخر ببغداد والله أعلم .

يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء 6 / 392 :
وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك .

أصول مذهب أبي حنيفة :
الكتاب ـ السنة ـ فتوى الصحابي ـ الإجماع ـ القياس ـ الاستحسان ـ العرف ـ الحيل الشرعية .

انتشار مذهبه :
انتشر مذهبه في العراق ثم الشام ثم دخل مصر في ظل حرب الفاطميين له ثم تركيا ثم من العراق شرقا ً إلى الصين .



http://www.alfeqh.com/alfeqh_files/file_details.php?fileid=4
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-17-2009, 08:54 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow لإمام أحمد بن حنبل...

الإمام أحمد بن حنبل



اسمه ونسبه :

أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني.

ينتهي نسبه إلى قبيلة عدنانية تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد بن عدنان .



مولده ونشأته وصفاته :

حملت به أمه بمرو ثم قدمت به بغداد فولدته هناك سنة أربع وستين ومائة للهجرة.



طلبه للعلم :

ـ أمه الفاضلة كانت تقوم من الليل فتصلي ما شاء الله لها أن تصلي ثم تسخن له الماء فتوقظه وتوضؤه وتذهب به للمسجد ثم تجلس عند عتبات باب المسجد تنتظر خروجه من الدرس .

حفظ القرآن صغيرا ثم توجه لحفظ السنة .

، برز بحفظ السنة والذب عنها حتى صار إمام المحدثين في عصره ومن شيوخ الفقهاء في القرن الثالث الهجري ، وهو رابع الفقهاء الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية .

توجه لحفظ الحديث سنة تسع وسبعين ومائة للهجرة ثم رحل سنة ست وثمانين ومائة للهجرة فرحل للبصرة ثم الحجاز ثم اليمن ثم الكوفة ثم الشام .

يقول خلف : جاءني أحمد بن حنبل يستمع حديث أبي عوانة فاجتهدت أن أرفعه فأبى وقال لا أجلس إلا بين يديك أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه .

قال ابن الجوزي إن أحمد لم ينصب نفسه للحديث والفتوى إلا بعد أن بلغ الأربعين .

فتلاحظ في مجلسه الوقار والسكينة في مجلسه مع الإكثار من ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم .



ابتلاؤه في ذات الله :

ـ كانت الدولة على عقيدة أهل السنة حتى إن هارون الرشيد قال بغلني أن بشر بن غياث يقول : القرآن مخلوق ولله علي إن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا .

ـ ثم لما صارت الدولة للأمين أظهر بشر بدعته .

ـ ثم في عهد المأمون يقوم باختبار الناس على بدعته ، فمن قال إن القرآن كلام الله حبس ، وقد ثبت الإمام أحمد على عقيدة أهل السنة أن القرآن كلام الله ، فأمر المأمون بحبسه .

ـ ثم في عهد المعتصم جلد الإمام أحمد حتى سقط مغما ً عليه .

حتى جاء الواثق واستمرت المحنة لكن في آخر حياته جاء شيخ وناظر أحمد بن أبي دؤاد وأسكته أمام الواثق .

ـ حتى جاء المتوكل فرفع المحنة .



ورعه وزهده وعبادته :

ـ هذا الإمام العابد قال عنه إبراهيم بن شماس : كنت أرى أحمد وهو يحي الليل وهو غلام .

ـ وقد كانت له ختمة كل سبع ليال .

ـ وكان في السحر يدعو لستة منهم الإمام الشافعي .

ـ ورفض عطية الحاكم مع أنه يراه إماما للمسلمين ويدعو له .



تعظيمه للسنة :

كان كغيره من الأئمة يعظم السنة ويقول إن صح الحديث فهو مذهبي .

وكان مجلسه كثيرا ما يذكر فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم .



ثناء العلماء عليه :

ـ قال أبو ثور : لو أن رجلا قال إن أحمد بن حنبل من أهل الجنة ما عنف على ذلك .

ـ قال أبو زرعة : أحمد ابن حنبل يحفظ ألف ألف حديث .

ـ قال عبد الرزاق : ما رأيت أفقه ولا أورع من الإمام أحمد .

ـ قال يحي بن سعيد القطان : ما قدم علي مثل أحمد .



وفاته :

توفي لاثني عشر ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وكانت جنازته يوم الجمعة وقد كان يوما مشهودا من أيام بغداد ، فقد أحصوا من شيعوا جنازته فكانت عدتهم لا تقل عن ثمانمائة ألف .



أصول مذهبه :

النص أي : الكتاب و السنة ثم فتاوى الصحابة ثم الحديث المرسل ثم القياس للضرورة ، وللإمام أحمد كلام في مسألة الإجماع .



انتشار مذهبه :

العراق والشام ونجد الحجاز .





http://www.alfeqh.com/alfeqh_files/file_details.php?fileid=7
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-18-2009, 04:48 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow الامام البخاري -أمير أهل الحديث-

الامام البخاري -أمير أهل الحديث-

الإمام الجليل والمحدث العظيم محمد بن إسماعيل البخاري أمير أهل الحديث وصاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، يقول البخاري: صنفت الصحيح في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.

ولم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث وفاق تلامذته وشيوخه على السواء.

ويقول عنه أحد العلماء: لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.

فمع سيرة البخاري ومواقف من حياته.



نسبه ومولده

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وكلمة بردزبه تعني بلغة بخارى "الزراع"

أسلم جده "المغيرة" على يدي اليمان الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا وطلب والده إسماعيل بن إبراهيم العلم والتقى بعدد من كبار العلماء، وروى إسحاق بن أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه.

ولد أبو عبد الله في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين.

ويروى أن محمد بن إسماعيل عمي في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك شك البلخي فأصبحت وقد رد الله عليه بصره.


قوة حفظه وذاكرته

ووهب الله للبخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.

يقول محمد بن أبي حاتم: قلت لأبي عبد الله: كيف كان بدء أمرك قال ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب فقلت كم كان سنك فقال عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقلت له: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له ارجع إلى الأصل، فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت:هو الزبير بن عدي عن إبراهيم.

فأخذ القلم مني وأحكم( أصلح) كتابه وقال: صدقت.

فقيل للبخاري ابن كم كنت حين رددت عليه قال ابن إحدى عشرة سنة.

ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.

وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.

وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح
قال وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.


طلبه للحديث

رحل البخاري بين عدة بلدان طلبا للحديث الشريف ولينهل من كبار علماء وشيوخ عصره في بخارى وغيرها.

وروي عن البخاري أنه كان يقول قبل موته: كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

ونعود إلى البخاري في رحلته في طلب العلم ونبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع بنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.

وفي أواخر سنة 210هـ قدم البخاري العراق وتنقل بين مدنها ليسمع من شيوخها وعلمائها. وقال البخاري دخلت بغداد آخر ثمان مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير إلى خراسان قال فأنا الآن أذكر قوله.

ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي.

وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس.

وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.


مؤلفات البخاري

عد العلماء كتاب الجامع الصحيح المعروف بـ"صحيح البخاري" أصح كتاب بعد كتاب الله، ويقول عنه علماء الحديث "هو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله أسن الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عنهم"
ويقول في قصة تأليفه "الجامع الصحيح ":" كنت عند إسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب"
ويقول في بعض الروايات:

ـ أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مائة ألف حديث.

ـ ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

ـ ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب.

ويروي البخاري أنه بدأ التأليف وعمره 18 سنة فيقول:

"في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله في الليالي المقمرة وقل اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب، وكنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها كم كتبت اليوم فقلت: اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما"

وقال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم قلت لأبي عبد الله تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف فقال لا يخفى علي جميع ما فيه، وسمعته يقول صنفت جميع كتبي ثلاث مرات.


دقته واجتهاده

ظل البخاري ستة عشر عاما يجمع الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب قلما توافرت لباحث قبله أو بعده حتى اليوم، وكان بعد كل هذا لا يدون الحديث إلا بعد أن يغتسل ويصلي ركعتين.

يروي أحد تلامذته أنه بات عنده ذات ليلة فأحصى عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة.

وقال محمد بن أبي حاتم الوراق كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها.

وروي عن البخاري أنه قال: لم تكن كتابتي للحديث كما كتب هؤلاء كنت إذا كتبت عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبته وحمله الحديث إن كان الرجل فهما، فإن لم يكن سألته أن يخرج إلي أصله ونسخته فأما الآخرون لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.

وكان العباس الدوري يقول: ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل كان لا يدع أصلا ولا فرعا إلا قلعه ثم قال لنا لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه.


يتبع ....
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-18-2009, 04:50 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow يتبع...


تفوقه على أقرانه في الحديث

ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان.

فقد روي أن أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وكان شابا لم يخرج وجهه.

وروي عن يوسف بن موسى المروروذي يقول كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه وكنت معهم فرأينا رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم فلما كان الغد اجتمع قريب من كذا كذ ألف فجلس للإملاء وقال يا أهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.

وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد هذا و إسناد هذا لمتن هذا ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم.

ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس وهو لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح.

وروي عن أبي الأزهر قال كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.

وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له: يا أبا عبد الله بكماله قال: فسكت.


من كلمات البخاري

[لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة]

[ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي]

[ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه]


مواقف من حياة البخاري

وقال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قلت صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر ونحو هذا. وقل أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث حتى إنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا وهذا هو والله غاية الورع.

يقول محمد بن أبي حاتم: كان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة وكان لا يوقظني في كل ما يقوم فقلت أراك تحمل على نفسك ولم توقظني قال أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك.

*يروي البخاري فيقول كنت بنيسابور أجلس في الجامع فذهب عمرو بن زرارة وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله والي نيسابور فأخبروه بمكاني فاعتذر إليهم وقال مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره فقال له بعضهم: بلغني أنه قال لك لا تحسن تصلي فكيف تجلس فقال لو قيل لي شيء من هذا ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة.

وذات يوم ناظر أبو بكر البخاري في أحاديث سفيان فعرفها كلها ثم أقبل محمد عليه فأغرب عليه مائتي حديث فكان أبو بكر بعد ذلك يقول ذاك الفتى البازل والبازل الجمل المسن إلا أنه يريد هاهنا البصير بالعلم الشجاع.

قال محمد بن أبي حاتم سمعت البخاري يقول دخلت بلخ فسألني أصحاب الحديث أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم.

قال أبو جعفر سمعت أبا عمر سليم بن مجاهد يقول كنت عند محمد بن سلام البيكتدي فقال لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث قال فخرجت في طلبه حتى لحقته قال أنت الذي يقول إني أحفظ سبعين ألف حديث قال نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركبانا على الخيل سوى من ركب بغلا أو حمارا وسوى الرجالة.


ورعه

· قال محمد بن أبي حاتم ركبنا يوما إلى الرمي، فجعلنا نرمي وأصاب سهم أبي عبد الله البخاري وتد القنطرة الذي على نهر ورادة فانشق الوتد فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي وقال لنا ارجعوا ورجعنا معه إلى المنزل. فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة مهمة قالها وهو يتنفس الصعداء، وقال لمن معنا اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته فقلت أية حاجة هي. قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت نعم على الرأس والعين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حل مما كان منا. وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري. فقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له أنت في حل مما كان منك وجميع ملكي لك الفداء وإن قلت نفسي أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتد أو في ملكي فأبلغته رسالته فتهلل وجهه واستنار وأظهر سرورا وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمسمائة حديث وتصدق بثلاث مائة درهم.

· وقال بن أبي حاتم ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له إني أراك تقول إني ما أثبت شيئا بغير علم قط منذ عقلت فما الفائدة في الاستلقاء قال أتعبنا أنفسنا اليوم وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العد فأحببت أن استريح وآخذ أهبة فإن فاجئنا العدو كان بنا حراك.

· وضيفه بعض أصحابه في بستان له وضيفنا معه فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه وذلك أنه كان عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره فقال له يا أبا عبد الله كيف ترى فقال هذه الحياة الدنيا.

· وقال أحمد بن حفص: دخلت على أبي الحسن يعني إسماعيل والد أبي عبد الله عند موته فقال لا أعلم من مالي درهما من حرام ولا درهما من شبهة قال أحمد فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك ثم قال أبو عبد الله أصدق ما يكون الرجل عند الموت.

وكان الحسين بن محمد السمرقندي يقول كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة كان قليل الكلام وكان لا يطمع فيما عند الناس وكان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم.





عمله بالتجارة


وعمل البخاري بالتجارة فكان مثالا للتاجر الصدوق الذي لا يغش ولا ينقض نيته مهما كانت المغريات.

روي أنه حملت إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد فاجتمع بعض التجار إليه فطلبوها بربح خمسة آلاف درهم فقال انصرفوا الليلة فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف فقال إني نويت بيعها للذين أتوا البارحة.



ثناء الأئمة عليه


قال أبو إسحاق السرماري: من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلى محمد بن إسماعيل.

قال أبو جعفر سمعت يحيى بن جعفر يقول لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموته ذهاب العلم.

وكان نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.

قال مصعب الزهري محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر بالحديث.

وروي عن إسحاق بن راهويه أنه كان يقول اكتبوا عن هذا الشاب يعني البخاري فلو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.

وكان علي بن حجر يقول أخرجت خراسان ثلاثة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.

وقال محمد بن أبي حاتم سمعت إبراهيم بن خالد المروزي يقول رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ويقول لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.

وقال محمد حدثني حاتم بن مالك الوراق قال سمعت علماء مكة يقولون محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان.

وقال أبو الطيب حاتم بن منصور الكسي يقول محمد بن إسماعيل آية من آيات الله في بصره ونفاذه من العلم.

وقال سليم بن مجاهد يقول لو أن وكيعا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الأحياء لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل.

وروي عن قتيبة بن سعيد أنه قال لو كان محمد في الصحابة لكان آية. نظرت في الحديث ونظرت في الرأي وجالست الفقهاء والزهاد والعباد ما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل.

وقال أبو عبد الله الحاكم: محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث.

قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.

قال محمد بن حمدون بن رستم سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقال دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.

وقال سعيد بن جعفر: سمعت العلماء بالبصرة يقولون ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح.


يتبع ...
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-18-2009, 04:52 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow

من كرم البخاري وسماحته

قال محمد بن أبي حاتم كانت له قطعة أرض يؤجرها كل سنة بسبع مائة درهم فكان ذلك المؤجر ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج وكان يؤثره على البطيخ أحيانا فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحيانا.

قال وسمعته يقول كنت أستغل كل شهر خمس مائة درهم فأنفقت كل ذلك في طلب العلم فقلت كم بين من ينفق على هذا الوجه وبين من كان خلوا من المال فجمع وكسب بالعلم حتى اجتمع له فقال أبو عبد الله: ما عند الله خير وأبقى (الشورى:36)

وكان يتصدق بالكثير يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين وأقل وأكثر من غير أن يشعر بذلك أحد وكان لا يفارقه كيسه.

ويقول عبد الله بن محمد الصارفي: كنت عند أبي عبد الله البخاري في منزله فجاءته جارية وأرادت دخول المنزل فعثرت على محبرة بين يديه فقال لها: كيف تمشين؟ قالت إذا لم يكن طريق كيف أمشي فبسط يديه وقال لها اذهبي فقد أعتقتك. قال فقيل له فيما بعد يا أبا عبد الله أغضبتك الجارية قال إن كانت أغضبتني فإني أرضيت نفسي بما فعلت.


محنة البخاري

تعرض البخاري للامتحان والابتلاء، وكثيرا ما تعرض العلماء الصادقون للمحن فصبروا على ما أوذوا في سبيل الله، ولقد حسد البعض البخاري لما له من مكانة عند العلماء وطلاب العلم وجماهير المسلمين في كل البلاد الإسلامية، فأثاروا حوله الشائعات بأنه يقول بخلق القرآن، ولذلك قصة يرويها أبو أحمد بن عدي فيقول: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل البخاري لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته، وكان يقول أما أفعال العباد فمخلوقة فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.

وبه قال وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال البخاري حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (العنكبوت 49).

وقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر.

وقال أيضا: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة.

وقال أحمد بن سلمة: دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه فما ترى فقبض على لحيته ثم قال "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" (غافر 44) اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة إنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ثم قال لي يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي، فأخبرت جماعة أصحابنا فو الله ما شيعه غيري كنت معه حين خرج من البلد وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره.

وقال محمد بن أبي حاتم أتى رجل عبد الله البخاري فقال يا أبا عبد الله إن فلانا يكفرك فقال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما" وكان كثير من أصحابه يقولون له إن بعض الناس يقع فيك فيقول "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" (النساء 76)، ويتلو أيضا "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" (فاطر 43) فقال له عبد المجيد بن إبراهيم كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "اصبروا حتى تلقوني على الحوض" وقال صلى الله عليه وسلم "من دعا على ظالمه فقد انتصر"


محنته مع أمير بخارى

روى أحمد بن منصور الشيرازي قال سمعت بعض أصحابنا يقول لما قدم أبوعبد الله بخارى نصبت له القباب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق أحد إلا استقبله ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير فبقي أياما قال فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج.

قال أحمد بن منصور فحكى لي بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى فتقدمت إليه فقلت يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من اليوم الذي نثر عليك فيه ما نثر فقال لا أبالي إذا سلم ديني.

وروي عن بكر بن منير بن خليد بن عسكر أنه قال: بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع و التاريخ وغيرهما لأسمع منك فقال لرسوله أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار" فكان سبب الوحشة بينهما هذا.


وفاة البخاري

توفي البخاري ـ رحمه الله ـ ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة، وروي في قصة وفاته عدة روايات منها:

قال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا منصور غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إنه أقام عندنا أياما فمرض واشتد به المرض، فلما وافى تهيأ للركوب فلبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخذ معي يقوده إلى الدابة ليركبها فقال رحمه الله أرسلوني فقد ضعفت فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى رحمه الله فسال منه العرق شيء لا يوصف فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك فدام ذلك أياما ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشبا مشبكا لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر فكانوا يرفعون ما حول القبر من التراب ولم يكونوا يخلصون إلى القبر وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب قال محمد بن أبي حاتم ولم يعش أبو منصور غالب بن جبريل بعده إلا القليل وأوصى أن يدفن إلى جنبه.

وقال محمد بن محمد بن مكي الجرجاني سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت ما وقوفك يا رسول الله قال أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرت فإذا قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.

رحم الله الإمام البخاري رحمة واسعة وجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين وعن حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-18-2009, 04:57 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ترجمة الإمام مسلم

ترجمة الإمام مسلم:


نسبه ومولده:

هو الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد القشيري النيسابوري، وقد اختلف في نسبته إلى القبيلة؛ هل هو قشيري من أنفسهم أو مولى، فرجح الأول ابن الصلاح والنووي، ومال الذهبي إلى الثاني.

ولد سنة 206هـ كما رجحه كثير من العلماء، وقيل سنة 204هـ ، قال ابن خلكان في وفيات الأعيان(5/194): ولم أر أحداً من الحفاظ يضبط مولده ولا تقدير عمره، وأجمعوا أنه ولد بعد المائتين. وكان شيخنا تقي الدين أبو عمرو عثمان المعروف بابن الصلاح يذكر مولده، وغالب ظني أنه قال: سنة اثنتين ومائتين، ثم كشفت ما قاله ابن الصلاح فإذا هو في سنة ست ومائتين، نقل ذلك من كتاب "علماء الأمصار" تصنيف الحاكم أبي عبد الله بن البيع .. وصورة ما قاله بأن مسلم بن الحجاج توفي بنيسابور لخمس بقين من شهر رجب الفرد سنة إحدى وستين ومائتين، وهو ابن خمس وخمسين سنة، فتكون ولادته في سنة ست ومائتين، والله أعلم.

طلبه للعلم وشيوخه وتلامذته:

اتجه الإمام مسلم إلى طلب العلم في صغره فسمع الحديث وتلقى العلم عن شيوخ بلده ثم ارتحل وطوّف في البلدان؛ قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2 / 588): وأول سماعه سنة ثماني عشرة ومائتين، فأكثر عن يحيى بن يحيى التميمي والقعنبي وأحمد بن يونس اليربوعي وإسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن منصور وعون بن سلام وأحمد بن حنبل وخلق كثير روى عنه الترمذي حديثا واحدا وإبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة والسراج وابن صاعد وأبو عوانة وأبو حامد بن الشرقي و...وعبد الرحمن بن أبي حاتم و.. وخلق سواهم

قلت: وقد ذكر الذهبي في السير مئتين واثنين وعشرين شيخا من شيوخ الإمام مسلم.

وقال ابن خلكان: أحد الأئمة الحفاظ وأعلام المحدثين، رحل إلى الحجاز والعراق والشام ومصر، وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن مسلمة القعنبي وغيرهم، وقدم بغداد غير مرة فروى عنه أهلها، وآخر قدومه إليها في سنة تسع وخمسين ومائتين، وروى عنه الترمذي وكان من الثقات.

قلت: وقد استفاد الإمام مسلم من الإمام البخاري كثيرا، لا سيما في علم العلل، ومما يؤيد ذلك قوله للبخاري عندما سأله عن حديث كفارة المجلس: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.(النكت على كتاب ابن الصلاح 2/716)

وقد تتلمذ على الإمام مسلم عدد كبير من الأئمة الأعلام منهم: الترمذي وابن خزيمة وأبو عوانة، وأبو الفضل أحمد بن سلمة النيسابوري، ونصر بن أحمد الحافظ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وغيرهم.

عقيدته:

كان الإمام مسلم من كبار أئمة أهل السنة والجماعة أهل الحديث؛ فقد ذكر الإمام أبو عثمان الصابوني في كتابه"عقيدة السلف أصحاب الحديث" علامات أهل السنة ومن بينها حبهم لأئمة السنة وعلمائها، فذكر أسماء بعض العلماء الذين يعد حبهم من علامات أهل السنة، وذكر منهم الإمام مسلما.

ومما يدل على سلامة اعتقاده كتبه التي ألفها وخاصة كتابه الصحيح، فمن نظر في الكتاب علم حسن اعتقاد الرجل.

مهنته:

قال الذهبي في العبر: وكان صاحب تجارة وكان محسن نيسابور، وله أملاك وثروة.

ثناء العلماء عليه:

لقد فاضت ألسنة العلماء بعبارات التقدير والثناء على الإمام مسلم ومن ذلك ما ذكره المذي في تهذيب الكمال (27/499)، والذهبي في السير وتذكرة الحفاظ(2/588) وابن حجر في تهذيب التهذيب وابن خلكان في وفيات الأعيان وغيرهم؛ وفيما يلي أسوق بعض عبارات الأئمة في الثناء عليه:

قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ قرأت بخط أبي عمرو المستملي أملى علينا إسحاق بن منصور سنة إحدى وخمسين ومائتين ومسلم بن الحجاج ينتخب عليه وأنا أستملي فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم فقال لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين.. وقال أيضا حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن سلمة يقول رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما .. وقال أبو قريش الحافظ: حفاظ الدنيا أربعة فذكر منهم مسلما قال أبو عمرو بن حمدان: سألت بن عقدة أيهما أحفظ البخاري أو مسلم فقال: يقع لمحمد الغلط في أهل الشام وذلك لأنه أخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل بكنيته ويذكر في موضع آخر باسمه يظنهما اثنين، وأما مسلم فقلما يوجد له غلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل...

وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (10/113):

قال الحاكم كان تام القامة أبيض الرأس واللحية يرخي طرف عمامته بين كتفيه قال فيه شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء: كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم ما علمته إلا خيرا وكان بزازا وكان أبوه الحجاج من المشيخة. وقال ابن الأخرم: إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال الحديث ثلاثة محمد بن يحيى وإبراهيم بن أبي طالب ومسلم. وقال ابن عقدة: قلما يقع الغلط لمسلم في الرجال لأنه كتب الحديث على وجهه. وقال أبو بكر الجارودي: حدثنا مسلم بن الحجاج وكان من أوعية العلم، وقال مسلمة بن قاسم: ثقة جليل القدر من الأئمة. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، وكان ثقة من الحفاظ له معرفة بالحديث، وسئل عنه أبي فقال: صدوق.

قلت: وقد ذكره الذهبي في الطبقة الخامسة ممن يعتمد قوله في الجرح والتعديل، وذلك في كتابه"ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص180)

بعض مؤلفاته:

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: وله من التصنيف غير الجامع كتاب الانتفاع بجلود السباع والطبقات مختصر والكنى كذلك ومسند حديث مالك وذكره الحاكم في المستدرك في كتاب الجياء استطرادا وقيل إنه صنف مسندا كبيرا على الصحابة لم يتم.

قلت: وله أيضا: التمييز (وقد طبع ما وجد منه)، وله المنفردات والوحدان(وهو مطبوع)، وأوهام المحدثين، وأولاد الصحابة، وأوهام الشاميين، وغيرها

وفاته:
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت أحمد بن سلمة يقول عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة فذكر له حديث لم يعرفه فانصرف إلى منزله وأوقد السراج وقال لمن في الدار لا يدخل أحد منكم هذا البيت فقيل له أهديت لنا سلة فيها تمر، فقال قدموها إلى فقدموها إليه فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة فيمضغها فأصبح وقد فني التمر ووجد الحديث، قال الحاكم: زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات وقال: أيضا سمعت محمد بن يعقوب أبا عبد الله الحافظ يقول توفي مسلم بن الحجاج عشية يوم الأحد ودفن الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (5/ 194): وتوفي مسلم المذكور عشية يوم الأحد ودفن بنصر أباذ ظاهر نيسابور يوم الاثنين لخمس، وقيل لست، بقين من شهر رجب الفرد سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور، وعمره خمس وخمسون سنة.

ينظر في ترجمته: تذكرة الحفاظ: 588 وتاريخ بغداد(13/ 100) وطبقات الحنابلة(1/337) وتهذيب الكمال(27/499) وتهذيب التهذيب(10/ 113) والبداية والنهاية(11/33) والعبر(2/23) والشذرات (2/144)
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-18-2009, 05:01 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
Arrow ترجمة ابن الجوزي



قال الحافظ الذهبي رحمة الله في سير أعلام النبلاء


مفخر العراق جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن الفقيه عبد الرحمان ابن الفقيه القاسم بن محمد ابن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق القرشيالتيمي البكري البغدادي الحنبلي الواعظ صاحب التصانيف
ولد سنة تسع أو عشر وخمس مئة
وأول شيء سمع في سنة ست عشرة سمع من أبي القاسم بن الحصين وأبي عبد الله الحسين بن محمد البارع وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأحمد بن أحمد المتوكلي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن والفقيه أبي الحسن ابن الزاغوني وهبة الله بن الطبر الحريري وأبي غالب ابن البناء وأبي بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي وأبي القاسم عبد الله ابن محمد الأصبهاني الخطيب والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وإسماعيل ابن السمرقندي ويحيى ابن البناء علي بن الموحد وأبي منصور بن خيرون وبدر الشيحي وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي الحافظ وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ وأبي السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبي منصور عبد الرحمان بن زريق القزاز وأبي الوقت السجزي وابن ناصر وابن البطي وطائفة مجموعهم نيف وثمانون شيخا قد خرج عنهم مشيخة في جزءين
ولم يرحل في الحديث لكنه عنده مسند الإمام أحمد و الطبقات لإبن سعد و تاريخ الخطيب وأشياء عالية و الصحيحان والسنن الأربعة والحلية وعدة تواليف وأجزاء يخرج منهاوكان آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي وانتفع في الحديث بملازمة بن ناصر وفي القرآن والأدب بسبط الخياط وابن الجواليقي وفي الفقه بطائفة
حدث عنه ولده الصاحب العلامة محيي الدين يوسف أستاذ دار المستعصم بالله وولده الكبير علي الناسخ وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن قزغلي الحنفي صاحب مرآة الزمان والحافظ عبد الغني والشيخ موفق الدين ابن قدامة وابن الدبيثي وابن النجار وابن خليل والضياء واليلداني والنجيب الحراني وابن عبد الدائم وخلق سواهم وبالاجازة الشيخ شمس الدين عبد الرحمان وابن البخاري وأحمد بن أبي الخير والخضر بن حموديه والقطب بن عصرون
وكان رأسا في التذكير بلا مدافعة يقول النظم الرائق والنثر الفائق بديها ويسهب ويعجب ويطرب ويطنب لم يأت قبله ولا بعده مثله فهو حامل لواء الوعظ والقيم بفنونه مع الشكل الحسن والصوت الطيب والوقع في النفوس وحسن السيرة وكان بحرا في التفسير علامة في السير والتاريخ موصوفا بحسن الحديث ومعرفة فنونه فقيها عليما بالإجماع والإختلاف جيد المشاركة في الطب ذا تفنن وفهم وذكاء وحفظ واستحضار وإكباب على الجمع والتصنيف مع التصون والتجميل وحسن الشارة ورشاقة العبارة ولطف الشمائل والأوصاف الحميدة والحرمة الوافرة عند الخاص والعام ما عرفت أحدا صنف ما صنف
توفي أبوه وله ثلاثة أعوام فربته عمته وأقاربه كانوا تجارا فيالنحاس فربما كتب اسمه في السماع عبد الرحمان بن علي الصفار ثم لما ترعرع حملته عمته إلى ابن ناصر فأسمعه الكثير وأحب الوعظ ولهج به وهو مراهق فوعظ الناس وهو صبي ثم ما زال نافق السوق معظما متغاليا فيه مزدحما عليه مضروبا برونق وعظه المثل كماله في ازدياد واشتهار إلى أن مات رحمه الله وسامحه فليته لم يخض في التأويل ولا خالف إمامه
صنف في التفسير المغني كبير ثم اختصره في أربع مجلدات وسماه زاد المسير وله تذكرة الأريب في اللغة مجلد ، الوجوه والنظائر مجلد ، فنون الأفنان مجلد ، جامع المسانيد سبع مجلدات وما استوعب ولا كاد ، الحدائق مجلدان ، نقي النقل مجلدان ، عيون الحكايات مجلدان ، التحقيق في مسائل الخلاف مجلدان ، مشكل الصحاح أربع مجلدات ، الموضوعات مجلدان ، الواهيات مجلدان ، الضعفاء مجلد ، تلقيح الفهوم مجلد ، المنتظم في التاريخ عشرة مجلدات ، المذهب في المذهب مجلد ، الإنتصار في الخلافيات مجلدان ، مشهور المسائل مجلدان ، اليواقيت وعظ مجلد ، نسيم السحر مجلد ، المنتخب مجلد ، المدهش مجلد ، صفوة الصفوة أربع مجلدات ، أخبار الأخيار مجلد ، أخبار النساء مجلد ، مثير العزم الساكن مجلد ، المقعد المقيم مجلد ، ذم الهوى مجلد ، تلبيس إبليس مجلد ،صيد الخاطر ثلاث مجلدات ، الأذكياء مجلد ، المغفلين مجلد ، منافع الطب مجلد ، صبا نجد مجلد ، الظرفاء مجلد ، الملهب مجلد ، المطرب مجلد ، منتهى المشتهى مجلد ، فنون الألباب مجلد ، المزعج مجلد ، سلوة الأحزان مجلد ، منهاج القاصدين مجلدان ، الوفا بفضائل المصطفى مجلدان ، مناقب أبي بكر مجلد ، مناقب عمر مجلد ، مناقب علي مجلد ، مناقب إبراهيم بن أدهم مجلد ، مناقب الفضيل ، مجلد مناقب بشر الحافي ، مجلد مناقب رابعة جزء ، مناقب عمر بن عبد العزيز مجلد ، مناقب سعيد بن المسيب جزءان ، مناقب الحسن جزءان ، الثوري مجلد ، مناقب أحمد مجلد ، مناقب الشافعي مجلد ، موافق المرافق مجلد ، مناقب غير واحد جزء ، مختصر فنون ابن عقيل في بضعة عشر مجلد ، مناقب الحبش مجلد ، لباب زين القصص ، فضل مقبرة أحمد ، فضائل الأيام ، أسباب البداية ، واسطات العقود ، شذور العقود في تاريخ العهود ، الخواتيم ، المجالس اليوسفية ، كنوز العمر ، إيقاظ الوسنان بأحوال النبات والحيوان ، نسيم الروض ، الثبات عند الممات ، الموت وما بعده مجلد ، ديوانه عدة مجلدات ، مناقب معروف ، العزلة ، الرياضة ، النصر على مصر ، كان وكان في الوعظ ، خطب اللآلئ ، الناسخ والمنسوخ ، مواسم العمر ، أعمار الأعيان ، وأشياء كثيرة تركتها ولم أراها
وكان ذا حظ عظيم وصيت بعيد في الوعظ يحضر مجالسه الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء لا يكاد المجلس ينقص عن ألوف كثيرة حتى قيل في بعض مجالسه إن حزر الجمع بمئة ألف ولا ريب أن هذا ما وقع ولو وقع لما قدر أن يسمعهم ولا المكان يسعهم قال سبطه أبو المظفر سمعت جدي على المنبر يقول بأصبعي هاتين كتبت ألفي مجلدة وتاب على يدي مئة ألف وأسلم على يدي عشرون ألفا وكان يختم في الأسبوع ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس قلت فما فعلت صلاة الجماعة ثم سرد سبطه تصانيفه فذكر منها
كتاب المختار في الأشعار عشر مجلدات ، درة الإكليل في التاريخ أربع مجلدات ، الأمثال مجلد ، المنفعة في المذاهب الأربعة مجلدان ، التبصرة في الوعظ ثلاث مجلدات ، رؤوس القوارير مجلدان ثم قال ومجموع تصانيفه مئتان ونيف وخمسون كتابا قلت وكذا وجد بخطه قبل موته أن تواليفه بلغت مئتين وخمسون تأليفا
ومن غرر ألفاظهعقارب المنايا تلسع ، وخدران جسم الأمال يمنع ، وماء الحياة في إناء العمر يرشح ، يا أمير اذكر عند القدرة عدل الله فيك ، وعند العقوبة قدرة الله عليك ، ولا تشف غيظك بسقم دينك
وقال لصديق أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك وفي أضيقه من شوقي إليك
وقال له رجل ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس قال لأنك تريد الفرجة وإنما ينبغي الليلة أن لا تنام وقام إليه رجل بغيض فقال يا سيدي نريد كلمة ننقلها عنك أيما أفضل أبو بكر أو علي فقال اجلس فجلس ثم قام فاعاد مقالته فاقعده ثم قام فقال اقعد فأنت أفضل من كل أحد وسأله آخر أيام ظهور الشيعة فقال أفضلهما من كانت بنته تحته وهذه عبارة محتملة ترضي الفريقين
وسأله أخر أيما أفضل أسبح أو أستغفر قال الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور
وقال في حديث أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين إنماطالت أعمار الأوائل لطول البادية فلما شارف الركب بلد الإقامة قيل حثوا المطي
وقال من قنع طاب عيشه ومن طمع طال طيشه
وقال يوما في وعظه يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك ، وإن سكت خفت عليك ، وأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك فقول الناصح اتق الله خير من قول القائل أنتم أهل بيت مغفور لكم
وقال يفتخر فرعون مصر بنهر ما أجراه ما أجرأه وهذا باب يطول ففي كتبه النفائس من هذا وأمثاله وجعفر الذي هو جدة التاسع قال ابن دحية جعفر هو الجوزي نسب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها جوزة وقيل كان في داره جوزة لم يكن بواسط جوزة سواها وفرضة النهر ثلمته وفرضة البحر محط السفن
قال أبو المظفر جدي قرأ القرآن وتفقه على أبي بكر الدينوري الحنبلي وابن الفراء قلت وقرأ القرآن على سبط الخياطوعني بأمره شيخه بن الزاغوني وعلمه الواعظ واشتغل بفنون العلوم وأخذ اللغة عن أبي منصور بن الجواليقي وربما حضر مجلسه مئة ألف وأوقع الله له في القلوب القبول والهيبة
قال وكان زاهدا في الدنيا متقللا منها وكان يجلس بجامع القصر والرصافة وبباب بدر وغيرها إلى أن قال وما مازح أحدا قط ولا لعب مع صبي ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها
وقال أبو عبد الله ابن الدبيثي في تاريخه شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف في فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك وإليه إنتهت معرفة الحديث وعلومه والوقوف على صحيحه من سقيمه وكان من أحسن الناس كلاما وأتمهم نظاما وأعذبهم لسانا وأجودهم بيانا تفقه على الدينوري وقرأ الوعظ على أبي القاسم العلوي وبورك له في عمره وعلمه وحدث بمصنفاته مرارا وأنشدني بواسط لنفسه



* يا ساكن الدنيا تأهب * وانتظر يوم الفراق *


* وأعد زادا للرحيل * فسوف يحدى بالرفاق *


* وابك الذنوب بأدمع * تنهل من سحب المآقي *


* يا من أضاع زمانه * أرضيت ما يفنى بباق *


وسألته عن مولده غير مرة ويقول يكون تقريبا في سنة عشر وسألت أخاه عمر فقال في سنة ثمان وخمس مئة تقريبا


ومن تواليفه التيسير في التفسير مجلد ، فنون الأفنان في علوم القرآن مجلد ، ورد الأغصان في معاني القرآن مجلد ، النبعة في القراءات السبعة مجلد ، الإشارة في القراءات المختارة جزء ، تذكرة المنتبه في عيون المشتبه ، الصلف في المؤتلف والمختلف مجلدان ، الخطأ والصواب من أحاديث الشهاب مجلد ، الفوائد المنتقاة ستة وخمسون جزءا ، أسود الغابة في معرفة الصحابة ، النقاب في الألقاب مجيليد ، المحتسب في النسب مجلد ، المدبج مجلد ، المسلسلات مجيليد ، أخاير الذخاير مجلد ، المجتني مجلد ، آفة المحدثين جزء ، المقلق مجلد ، سلوة المحزون في التاريخ مجلدان ، المجد العضدي مجلد ، الفاخر في أيام الناصر مجلد ، المضيء بفضل المستضيء مجيليد ، الأعاصر في ذكر الإمام الناصر مجلد ، الفجر النوري مجلد ، المجد الصلاحي مجلد ، فضائل العرب مجلد ، كف التشبيه بأكف أهل التنزيه مجيليد ، البدايع الداله على وجود الصانع مجيليد ، منتقد المعتقد جزء ، شرف الإسلام جزء ، مسبوك الذهب في الفقه مجلد ، البلغة في الفقه مجلد ، التلخيص في الفقه مجلد ، الباز الأشهب مجلد ، لقطة العجلان مجلد ، الضيا في الرد على إلكيامجلد ، الجدل ثلاث أجزاء ، درء الضيم في صوم يوم الغيم جزء ، المناسك جزء ، تحريم الدبر جزء ، تحريم المتعة جزء ، العدة في أصول الفقه جزء ، الفرائض جزء ، قيام اليل ثلاثة أجزاء ، مناجزة العمر جزء ، الستر الرفيع جزء ، ذم الحسد جزء ، ذم المسكر جزء ، ذكر القصاص مجلد ، الحفاظ مجلد ، الآثار العلوية مجلد ، السهم المصيب جزآن ، حال الحلاج جزآن ، عطف الأمراء على العلماء جزآن ، فتوح الفتوح جزآن ، إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء جزآن ، الحث على العلم مجلد ، المستدرك على ابن عقيل جزء ، لفتة الكبد جزء ، الحث على طلب الولد جزء ، لقط المنافع في الطب مجلدان ، طب الشيوخ جزء ، المرتجل في الوعظ مجلد ، اللطائف مجلد ، التحفه مجلد ، المقامات مجلد ، شاهد ومشهود مجلد ، الأرج مجلد ، مغاني المعاني مجيليد ، لقط الجمان جزآن ، زواهر الجواهر مجيليد ، المجالس البدريه مجيليد ، يواقيط الخطب جزآن ، لآلىء الخطب جزآن ، خطب الجمع ثلاثة أجزاء ، المواعظ السلجوقية ، اللؤلؤة الياقوتة ، تصديقات رمضان ، التعازي الملوكية ، روح الروح ، كنوز الرموز وقيل نيفت تصانيفه على الثلاث مئة
ومن كلامه ما اجتمع لإمرىء أمله إلا وسعى في تفريطه أجله
وقال عن واعظ احذروا جاهل الأطباء فربما سمى سما ولم يعرف المسمى وكان في المجلس رجل يحسن كلامه ويزهزه له فسكت يوما فإلتفت إليه أبو الفرج وقال هارون لفظك معين لموسى نطقي فأرسلهمعي ردءا
وقال يوما أهل الكلام يقولون ما في السماء رب ولا في المصحف قرآن ولا في القبر نبي ثلاث عورات لكم وحضر مجلسة بعض المخالفين فأنشد على المنبر



* ما للهوى العذري في ديارنا * أين العذيب من قصور بابل *


وقال وقد تواجد رجل في المجلس واعجبا كلنا في إنشاد الضاله سواء فلم وجدت أنت وحدك


* قد كتمت الحب حتى شفني * وإذ ما كتم الداء قتل *



* بين عينيك علالت الكرى * فدع النوم لربات الحجل *


وقد سقت من أخبار الشيخ أبي الفرج كراسة في تاريخ الإسلام وقد نالته محنه في أواخر عمره ووشوا به إلى الخليفة الناصر عنه بأمر اختلف في حقيقته فجاء من شتمه وأهانه وأخذ قبضا باليد وختم على داره وشتت عياله ثم أقعد في سفينة إلى مدينة واسط فحبس بها في بيت حرج وبقي هو يغسل ثوبه ويطبخ الشيء فبقي على ذلك خمس سنين ما دخل فيها حماما قام عليه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر وكان ابن الجوزي لا ينصف الشيخ عبد القادرويغض من قدره فأبغضه أولاده ووزر صاحبهم ابن القصاب وقد كان الركن رديء المعتقد متفلسفا فأحرقت كتبه بإشارة بن الجوزي وأخذت مدرستهم فأعطيت لإبن الجوزي فانسم الركن وقد كان بن القصاب الوزير يترفض فأتاه الركن وقال أين أنت عن بن الجوزي الناصبي وهو أيضا من أولاد أبي بكر فصرف الركن في الشيخ فجاء وأهانه وأخذه معه في مركب وعلى الشيخ غلالة بلا سراويل وعلى رأسه تخفيفة وقد كان ناظر واسط شيعيا أيضا فقال له الركن مكني من هذا الفاعل لأرميه في مطمورة فزجره وقال يا زنديق أفعل هذا بمجرد قولك هات خط أمير المؤمنين والله لو كان على مذهبي لبذلت روحي في خدمته فرد الركن إلى بغداد وكان السبب في خلاص الشيخ ان ولده يوسف نشأ واشتغل وعمل في هذه المدة الوعظ وهو صبي وتوصل حتى شفعت أم الخليفه وأطلقت الشيخ وأتى إليه ابنه يوسف فخرج وما رد من واسط حتى قرأ هو وابنه بتلقينه بالعشر على بن الباقلاني وسن الشيخ نحو الثمانين فانظر إلى هذه الهمة العالية نقل هذا الحافظ بن نقطة عن القاضي محمد بن أحمد بن حسن
قال الموفق عبد الطيف في تأليف له كان بن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهه يحضر مجلسه مئة ألف أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئا يكتب في اليوم أربع كراريس وله في كل علم مشاركة لكنه كان في التفسير من الأعيان وفي الحديث من الحفاظ وفي التاريخ من المتوسعين ولديه فقه كاف وأما السجع الوعظي فله فيه ملكه قويه
ولهفي الطب كتاب اللقط مجلدان قال وكان يراعي حفظ صحته وتلطيف مزاجه وما يفيد عقله قوة وذهنه حدة جل غذائه الفراريج والمزاوير ويعتاض عن الفاكهه بالأشربه والمعجونات ولباسه أفضل لباس الأبيض الناعم المطيب وله ذهن وقاد وجواب حاضر ومجون ومداعبة حلوة ولا ينفك من جارية حسناء قرأت بخط محمد بن عبد الجليل الموقاني أن ابن الجوزي شرب البلاذر فسقطت لحيته فكانت قصيرة جدا وكان يخضبها بالسواد إلى أن مات
قال وكان كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره قلت هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة وأخذ العلم من صحف وصنف شيئا لو عاش عمرا ثانيا لما لحق أن يحرره ويتقنه قال سبطه جلس جدي تحت تربة أم الخليفه عند معروف الكرخي وكنت حاضرا فأنشد أبياتا قطع عليها المجلس وهي


* الله أسأل أن يطول مدتي * لأنال بالأنعام ما في نيتي *



* لي همه في العلم ما إن مثلها * وهي التي جنت النحول هي التي *



* خلقت من العلق العظيم إلى المنى * دعيت إلى نيل الكمال فلبت *



* كم كان لي من مجلس لو شبهت * حالاته لتشبهت بالجنة *



* أشتاقه لما مضت أيامه * عطلا وتعذر ناقة إن حنت *



* يا هل لليلات بجمع عودة * أم هل على وادي منى من نظرة *



* قد كان أحلى من تصاريف الصبا * ومن الحمام مغنيا في الأيكة *



* فيه البديهات التي ما نالها * خلق بغير مخمر ومبيت *


في أبيات ونزل فمرض خمسة أيام
وتوفي ليلة الجمعة بين العشاءين الثالث عشر من رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة في داره بقطفتا وحكت لي أمي أنها سمعته يقول قبل موته أيش أعمل بطواويس يرددها قد جبتم لي هذه الطواويس وحضر غسله شيخنا بن سكينة وقت السحر وغلقت الأسواق وجاء الخلق وصلى عليه ابنه أبو القاسم علي اتفاقا لأن الأعيان لم يقدروا من الوصول إليه ثم ذهبوا به إلى جامع المنصور فصلوا عليه وضاق بالناس وكان يوما مشهودا فلم يصل إلى حفرته بمقبرة أحمد إلى وقت صلاة الجمعة وكان في تموز وأفطر خلق ورموا نفوسهم في الماء إلى أن قال وما وصل إلى حفرته من الكفن إلا قليل كذا قال والعهدة عليه وأنزل في الحفرة والمؤذن يقول الله أكبر وحزن عليه الخلقوباتوا عند قبره طول شهر رمضان يختمون الختمات بالشمع والقناديل ورآه في تلك الليله المحدث أحمد بن سلمان السكر في النوم وهو على منبر من ياقوت وهو جالس في مقعد صدق والملائكة بين يديه وأصبحنا يوم السبت عملنا العزاء وتكلمت فيه وحضر خلق عظيم وعملت فيه المراثي ومن العجائب أنا كنا بعد انقضاء العزاء يوم السبت عند قبره وإذا بخالي محيي الدين قد صعد من الشط وخلفه تابوت فقلنا نرى من مات وإذا بها خاتون أم محيي الدين وعهدي بها ليلة وفاة جدي في عافية فعد الناس هذا من كرماته لأنه كان مغرى بها وأوصى جده أن يكتب على قبرة


* يا كثير العفو عمن * كثر الذنب لديه *



* جاءك المذنب يرجو ال * صفح عن جرم يديه *



* أنا ضيف وجزاء ال * ضيف إحسان إليه *


أخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد حدثنا أبو الفرج عبد الرحمان بن علي أخبرنا يحيى بن ثابت أخبرنا أبي حدثنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أحمد بن إبراهيم أخبرنا بن عبد الكريم الوزان حدثنا الحسن بن علي الأزدي حدثنا علي بنالمديني حدثني أحمد بن حنبل حدثنا علي بن عياش الحمصي حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذة الدعوة التامه والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له الشفاعة " وأنبأناه عليا بدرجات عبد الرحمان بن محمد أخبرنا عمر بن طبرزد أخبرنا هبة الله بن الحصين أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا أبو بكر الشافعي أخبرنا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثنا علي بن عياش مثله لكن زاد فيه إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة فكأن شيخي سمعه من أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي الفقيه
وكتب إلى أبو بكر بن طرخان أخبرنا الإمام موفق الدين قال بن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة وكان صاحب فنون كان يصنف في الفقه ويدرس وكان حافظا للحديث إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة ولا طريقته فيها وكانت العامة يعظمونه وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنة فيستفتى عليه فيها ويضيق صدره من أجلهاوقال الحافظ سيف الدين بن المجد هو كثير الوهم جدا فإن في مشيخته مع صغرها أوهاما قال في حديث أخرجه البخاري عن محمد بن المثني عن الفضل بن هشام عن الأعمش وإنما هو عن الفضل بن مساور عن أبي عوانة عن الأعمش وقال في آخر أخرجه البخاري عن عبد الله بن منير عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار وبينهما أبو النظر فأسقطه وقال في حديث أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد الأثرم وإنما هو محمد بن أحمد وقال في آخر أخرجه البخاري عن الأويسي عن إبراهيم عن الزهري وإنما هو عن إبراهيم بن سعد عن صالح عن الزهري وقال في آخر حدثنا قتيبة حدثنا خالد بن إسماعيل وإنما هو حدثنا حاتم وفي آخر حدثنا أبو الفتح محمد بن علي العشاري وإنما هو أبو طالب وقال حميد بن هلال عن عفان بن كاهل وإنما هو هصان بن كاهل وقال أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي إياس وإنما هو آدم وفي وفاة يحيى بن ثابت وابن خضير وابن المقرب ذكر ما خولف فيه قلت هذه عيوب وحشة في جزئين قال السيف سمعت بن نقطة يقول قيل لإبن الأخضر ألا تجيب عن بعض أوهام بن الجوزي قال إنما يتتبع على من قل غلطه فأما هذا فأوهامه كثيرة
ثم قال السيف ما رأيت أحدا يعتمد عليه في دينه وعلمه وعقله راضيا عنه قلت إذا رضي الله عنه فلا اعتبار بهم قال وقال جدي كان أبو المظفر بن حمدي ينكر على أبي الفرج كثيرا كلمات يخالف فيها السنة قال السيف وعاتبه أبو الفتح بن المني في أشياء ولما بان تخليطه أخيرا رجع عنه أعيان أصحابنا وأصحابه
وكان أبو إسحاق العثلي يكاتبه وينكر عليه أنبأني أبو معتوق محفوظ بن معتوق بن البزوري في تاريخه في ترجمة بن الجوزي يقول فأصبح في مذهبه إمام يشار إليه ويعقد الخنصر في وقته عليه درس بمدرسة بن الشمحل وبمدرسة الجهة بنفشا وبمدرسة الشيخ عبد القادر وبنى لنفسه مدرسه بدرب دينار ووقفعليها كتبه برع في العلوم وتفرد بالمنثور والمنظوم وفاق على أدباء مصره وعلا على فضلاء عصره تصانيفه تزيد على ثلاث مئة وأربعين مصنفا ما بين عشرين مجلدا إلى كراس وما أظن الزمان يسمح بمثله وله كتاب المنتظم وكتابنا ذيل عليه
قال سبطه أبو المظفر خلف من الولد عليا وهو الذي أخذ مصنفات والده وباعها بيع العبيد ولمن يزيد ولما أحدر والده إلى واسط تحيل على الكتب بالليل وأخذ منها ما أراد وباعها ولا بثمن المداد وكان أبوه قد هجره منذ سنين فلما امتحن صار ألبا عليه وخلف يوسف محيي الدين فولي حسبة بغداد في سنة أربع وست مئة وترسل عن الخلفاء إلى أن ولي في سنة أربعين أستاذ دارية الخلافة وكان لجدي ولد أكبر أولاده اسمه عبد العزيز سمعه من الأرموي وابن ناصر ثم سافر إلى الموصل فوعظ بها وبها مات شابا وكان له بنات رابعة أم سبطة أبي المظفر بن علي وشرف النساء وزينب وجوهرة وست العلماء الصغيرة .




وقال بن كثير رحمه الله في البداية والنهاية

عبد الرحمان بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي نسبة إلى فرضة نهر البصرة ابن عبد الله بنالقاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبدا لرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق الشيخ الحافظ الواعظ جمال الدين أبو الفرج المشهور بابن الجوزي القرشي التيمي البغدادي الحنبلي أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحوا من مائتي مجلدة وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولا يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والادراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو وله من المصنفات في ذلك ما يضيق هذا المكان عن تعدادها وحصر أفرادها منها كتابه في التفسير المشهور بزاد المسير وله تفسير أبسط منه ولكنه ليس بمشهور وله جامع المسانيد استوعب به غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي وله كتاب المنتظم في تواريخ الأمم من العرب والعجم في عشرين مجلدا قد أوردنا في كتابنا هذا كثيرا منه من حوادثه وتراجمه ولم يزل يؤرخ أخبار العالم حتى صار تاريخا وما احقه بقول الشاعر



ما زلت تدأب في التاريخ مجتهدا * حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا



وله مقامات وخطب وله الأحاديث الموضوعة وله العلل المتناهية في الأحاديث الواهية وغير ذلك ولد سنة عشر وخمسمائة ومات أبوه وعمره ثلاث سنين وكان أهله تجارا في النحاس فلما ترعرع جاءت به عمته إلى مسجد محمد بن ناصر الحافظ فلزم الشيخ وقرا عليه وسمع عليه



الحديث وتفقه بابن الزاغوني وحفظ الوعظ ووعظ وهو ابن عشرين سنة أو دونها وأخذ اللغة عن أبي منصور الجواليقي وكان وهو صبي دينا مجموعا على نفسه لا يخالط أحدا ولا يأكل ما فيه شبهة ولا يخرج من بيته إلا للجمعة وكان لا يلعب مع الصبيان وقد حضر مجلس وعظه الخلفاء والوزراء والملوك والأمراء والعلماء والفقراء ومن سائر صنوف بني آدم وأقل ما كان يجتمع في مجلس وعظه عشرة آلاف وربما اجتمع فيه مائة ألف أو يزيدون وربما تكلم من خاطره على البديهة نظما ونثرا وبالجملة كان استاذا فردا في الوعظ وغيره وقد كان فيها بهاء وترفع في نفسه وإعجاب وسمو بنفسه أكثر من مقامه وذلك ظاهر في كلامه في نثره ونظمه فمن ذلك قوله



ما زلت أدرك ما غلا بل ما علا * وأكابد النهج العسير الأطولا



تجري بي الآمال في حلباته * جرى السعيد مدى ما أملا



أفضى بي التوفيق فيه إلى الذي * اعيا سواي توصلا وتغلغلا



لو كان هذا العلم شخصا ناطقا * وسألته هل زار مثلي قال لا



ومن شعره وقيل هو لغيره



إذا قنعت بميسور من القوت*بقيت في الناس حرا غير ممقوت



ياقوت يومي إذاما در حلقك لي * فلست آسى على در وياقوت



وله من النظم والنثر شيء كثيرا جدا وله كتاب سماه لقط الجمان في كان وكان ومن لطائف كلامه قوله في الحديث



اعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين إنما طالت أعمار من قبلنا لطول البادية فلما شارف الركب بلد الإقامة قيل لهم حثوا المطى وقال له رجل أيما أفضل أجلس أسبح أو أستغفر فقال الثوب الوسخ أحوج إلى البخور وسئل عمن أوصى وهو في السياق فقال هذا طين سطحه في كانون والتفت إلى ناحية الخليفة المستضيء وهو في الوعظ فقال يا أمير المؤمنين



إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك وإن قول القائل لك اتق الله خير لك من قوله لكم إنكم أهل بيت مغفور لكم كان عمر بن الخطاب يقول إذا بلغني عن عامل لي أنه ظلم فلم أغيره فأنا الظالم يا أمير المؤمنين وكان يوسف لا يشبع في زمن القحط حتى لا ينسى الجائع وكان عمر يضرب بطنه عام الرمادة ويقول قرقرأولا تقرقرا والله لا ذاق عمر سمنا ولا سمينا حتى يخصب الناس قال فبكى المستضيء وتصدق بمال كثير وأطلق المحابيس وكسى خلقا من الفقراء



ولد ابن الجوزي في حدود سنة عشر وخمسمائة كما تقدم وكانت وفاته ليلة الجمعة بين العشاءين الثاني عشر من رمضان من هذه السنة وله من العمر سبع وثمانون سنة وحملت جنازته على رؤس الناس وكان الجمع كثيرا جدا ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد وكان يوما



مشهودا حتى قيل إنه أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الحر وقد أوصى أن يكتب على قبره هذه الأبيات



يا كثير العفوعمن * كثر ذنبي لديه



جاءك المذنب يرجو ال * صفح عن جرم يديه



أنا ضيف وجزاء ال * ضيف إحسان إليه


وقد كان من الأولاد الذكور ثلاثة عبد العزيز وهو أكبرهم مات شابا في حياة والده في سنة أربع وخمسين ثم أبو القاسم علي وقد كان عاقا لوالده إلبا عليه في زمن المحنة وغيرها وقد تسلط على كتبه في غيبته بواسط فباعها بأبخس الثمن ثم محيي الدين يوسف وكان أنجب أولاده وأصغرهم ولد سنة ثمانين ووعظ بعد أبيه واشتغل وحرر وأتقن وساد أقرانه ثم باشر حسبة بغداد ثم صار رسول الخلفاء إلى الملوك بأطراف البلاد ولا سيما بني أيوب بالشام وقد حصل منهم من الأموال والكرامات ما ابتنى به المدرسة الجوزية بالنشابين بدمشق وما أوقف عليها ثم حصل له من سائر الملوك أموالا جزيلة ثم صار أستاذ دار الخليفة المستعصم في سنة أربعين وستمائة واستمر مباشرها إلى أن قتل مع الخليفة عام هارون تركي بن جنكيزخان وكان لأبي الفرج عدة بنات منهن رابعة أم سبطه أبي المظفر بن علي صاحب مرآة الزمان وهي من أجمع التواريخ وأكثرها فائدة وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات فأثنى عليه وشكر تصانيفه وعلومه .




وهذا من نفيس ما قرأت له


يا مَنْ قد أضاعَ يوسفُ قَلْبَهُ جُزْ بخيام القوم لعلَّكَ تجدُ ريحَهُ، قِفْ بالسَحَر على أقدام الذُلَ لم وقل بلسان التذلُل (يا أيها العزيز مَسَّنا وأهلنا الضُرُّ)، لمّا أجدبت أرضُ قلب يعقوب لفقد قطر سحاب جمال يوسف، خرج أهل كنعان يستسقون في مصلّى صحراءِ مصر مُرتدين بأردية (مَسَّنا وأهلنا الضُرُّ وَجئْنا ببضاعةٍ مُزْجاة فَأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا).
نشأت سحابُ الغيث (هل علمتم ما فعلتم بيوسف).
غردَ قمريُّ الاعتراف (تالله لقد آثركَ اللهُ علينا وان كُنا لخاطئين) فتبسم ثغر سحاب العفو لا (تَثْرِيبَ عليكم).




وأضع لكم أخواني هذا الكتاب الرائع له وهو كتاب المنثور


وهناك كتب أخرى له في مكتبة مشكاة الإسلامية لمن أراد الإطلاع عليها



لتحميل الكتاب


<< اضغط هنا >>
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.