أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
40560 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > ترجمة الإمام الألباني -رحمه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #191  
قديم 03-23-2017, 08:11 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



قال الشيخ أبو الأشبال حسن الزهيري آل مندوه المنصوري المصري في شرحه لكتاب: ((الإبانة من أصول الديانة)) لابن بطة:

أذكر مراراً أن الجهلة كانوا يأتون إلى عمان الأردن، ويجهلون أيما جهل على الشيخ الألباني، حتى هم كثير من الطلاب أن يضربوهم؛ لأنه لا يمكن مناقشة العالم بهذا الأسلوب أبداً.فمثلاً: جاء رجل من مصر إلى عمان الأردن، وصلى الجمعة عند الشيخ الألباني في مسجد صلاح الدين في الدوار الرابع عند الشيخ أبي شقرة ، وبينما أنا صاعد المسجد سمعته يقول: أين الأخ الألباني ؟! فقلت له: لا يصح هذا يا فلان! من الخطأ أنك تخاطب عالماً مبرزاً في الأمة بلقب الأخ، فهل تدخل على أبيك فتقول له: يا أخ فلان؟! أو على أمك وتقول لها: يا أختي؟!المهم خرج الشيخ الألباني من المسجد الله يرحمه ويحسن إليه، فقال له: يا شيخ! أنا جئت لك من مصر مخصوص، قال له: لماذا؟ قال له: أنا ذهبت أقدم في الجامعة الإسلامية فقالوا: لا بد أن تأتي بتزكية من الشيخ الألباني ، فقال له: قالوا لك: تزكية من الشيخ الألباني ؟ قال له: نعم، قال له: ولكن أنت أول واحد ينقل إلي أن هذا الطلب من الجامعة موجه إليّ، وإلا فالأصل أنهم يقولون: اذهب وائت بتزكية من شخص معتبر عندهم وكفى، لكن أنهم عينوا لك الألباني فعجيب، قال: نعم عينوا الألباني ، فقال: طيب يا أخي! إن التزكية شهادة، فكوني أشهد لك أنك من أهل الاستقامة في العلم والعمل والعقيدة وغير ذلك أمر مهم جداً، ثم قال له: أليس الواجب علي ألا أشهد إلا بما علمت؟ فقال الرجل: أنا الحمد لله أخ مسلم جئت من مصر، فكيف تردني؟ وهل كان النبي عليه الصلاة والسلام يرد سائلاً؟ وأخذ يناقش بجلافة وقلة أدب مع الشيخ، ثم طلب من الشيخ المال الذي أنفقه في سفره إليه، فقال له الشيخ: ومن أين آتي لك بفلوس؟ هل أنا قلت لك: تأتي؟ فقال له: إما أن تعطيني الشهادة أو تعطيني الفلوس.ثم إن الإخوة الذين هم مختصون بهذه الأشكال قاموا وصرفوه من الشيخ، ثم أتى إلى هنا ولم يتعلم لا في الجامعة ولا في المدرسة، ولا يزال إلى الآن يحمل حملة شعواء على الشيخ الألباني .
قوة الشيخ الألباني في الحق وعدم محاباته لأقربائه .
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #192  
قديم 04-03-2017, 06:42 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


بين العلامة الألباني والشيخ محمد زهري النجار الحمصي (1920 - ؟؟؟ م) رحمهما الله


ذكر الشيخ الألباني قصة هداية الشيخ النجار للسلفية في أحد أشرطته ، أختصر من حديثه التالي :

قال الشيخ الألباني :

( شخص اسمه محمد زهري النجار ، ربما بعض الحاضرين يذكر هذا الاسم ، لأنه فيما بعد صار طالبا في الأزهر وتخرج من الأزهر ، وأخذ يعلق على بعض الكتب الحديثية ، من ذلك أنه طبع كتاب شرح معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي وهي كانت مطبوعة في الهند ، فطبعها في مصر في مجلدات وِعلق عليها بعض التعليقات هذا الرجل محمد زهري النجار ما أعرفه أنا سابقا ، كان اللقاء الأول بيني وبينه ، عند بائع كتب في دمشق كنت أنا أتردد عليه كثيرًا ...- إلى أن قال -

وبطولة البال مع محمد زهري النجار انقلب الرجل وصار معنا ، لكن كان فيما يبدو متئد وحُق له ذلك ، كان يحضر حلقة الذكر تبع شيخه محمد الهاشمي ، وهؤلاء الشاذلية يقفون ويمسكون بأيدي بعضهم البعض وتشتعل بقى الحلقة يمينا ويسارا فتجد الحلقة كلها ذاهبة آتية يمين ويسار ، لما نحن بينا له أنه هذا لهوٌ بذكر الله ، ( اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) ، ما استطاع أن يتخلص من الحلقة ، لكن كشف القناع عن انقلابه ، صار يوقف مثل السارية مثل العمود ، الحلقة تتحرك يمينا ويسارا وهو مثل الحديدة واقف ، انكشف الرجل بهذه الطريقة ، ترى ماذا ؟ صاروا جماعته يداولون الكلام حوله ، وصل الكلام بطبيعة الحال للشيخ ، والشيخ يرى بعينه كما أنه لحكمة يريدها الله ، وأنا عند الشيخ محمد عبد الفتاح بعد صلاة الجمعة ، نرى الشيخ الهاشمي وعلمنا فيما بعد لأول مرة يزور تلميذه ، لأول مرة يأتي لغرفته ويزوره ، لما طلع ، طلع التلميذ – الشيخ زهري - لتوديع الشيخ . بعد ما ودعه جاء لعندنا وهو يبتسم ! قلنا له : هات نرى ما نصحك الشيخ ، حكى لنا بقى مثل ما كان هو نصحني أنا ، أنه هؤلاء وهابية .. نفس الكليشة ، نسخة طبق الأصل ، نصح الشيخ تلميذه أنه هؤلاء لازم لا تعاشرهم هؤلاء عقيدتهم فاسدة هؤلاء كذا وكذا وإلى آخره ...
فهذا الشيخ سلط أولاد المحلة على محمد زهري النجار ، فصاروا كل ما رأوه في الطريق يرموه بقشر الموز والبرتقال ، يعني يهينوه . ما السبب ؟ صار لما يؤذن ما يزيد الزيادة ، ها ..هذا صار وهابيا !!
ما صبر على هذا ، فترك دمشق وذهب لحلب ومن هناك دبر سفرة لمصر ، في مصر دخل الأزهر وهو مجدٌ وقويٌ في العلم .

كنت أقول للشيخ عبد الفتاح : يا شيخ عبد الفتاح لا تقل ما فيه خلاص ، هذا الشيخ زهري صار فيه خلاص ، ومن رأى عمر بن الخطاب وعداءه الشديد للرسول عليه السلام ، من كان يظن فيه أنه يصير الشيطان سيخاف منه ، لذلك الدعوة تحتاج إلى أناة وصبر وطيلة بال ) انتهى كلام الشيخ الألباني – رحمه الله - .

http://www.alalbany.me/play.php?catsmktba=10929


قلت : بعد هداية الشيخ محمد زهري – رحمه الله – للسلفية ، وهو كما قال الشيخ الألباني كما سبق : ( قوي في العلم ) ، أصبح يُحقق الكتب ، ويُعلق على مايراه من أخطاء ، ومن ذلك تحقيقه الشهير لـ" شرح معاني الآثار " ؛ للطحاوي .

فقد طبعت الطبعة الأولى لهذا الكتاب في لكنو بالهند عام 1300هـ في مجلدين بتصحيح: المولوي وصي أحمد ، وسلمة الصمد السورتي الحنفي. وقد أساء هذان لنفسيهما بطعنهما في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - ، وأنصار الدعوة السلفية - رحمهم الله - حيث قالا تعليقاً على حديث : "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة"، قالا :
( المفارق لدينه، قال الإمام النووي: هو عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت، فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام. قال العلماء، ويتناول أيضاً كل خارج عن الجماعة، ببدعة، أو بغي، أو خلاف إجماع وغيرهما، وكذا الخوارج. انتهى.
أقول: ويتناول أيضاً الفرقة الجديدة الباغية المقلدة لمحمد بن عبد الوهاب النجدي الشهيرة ببلادنا بالوهابيين، فيجب على حاكم الإسلام استئصالهم كما استأصلهم سلطان الروم، وقد صرح صاحب رد المحتار على شرح الدر المختار، أنهم من الخوارج، وباقي التفصيل فيه إن شئت فارجع إليه. المولوي: وصى أحمد، سلمة الصمد) !!


قلت : فلما قام الشيخ محمد زهري النجار – رحمه الله – بتحقيق الكتاب ، علّق على هذا الكلام السفيه المتهور بقوله ( 3 / 160 ) :

(يقول مصححه الراجي عفو ربه الستار، المحمدي السلفي، محمد زهري النجار: قد أظهر المولوي وصي أحمد –هنا- مذهب محمد بن عبد الوهاب، بصورة مشوهة، مع العلم بأنه حنبلي المذهب سلفي العقيدة، وذلك نتيجة لعدم دراسته مؤلفات ابن عبد الوهاب وأتباعه، وقد تبع في مسلكه هذا ابن عابدين، الذي لم تكن مؤلفات ابن عبد الوهاب قد انتشرت في زمانه، ولا درس شيئاً منها، ولم يذكر –حين قال ما قال- اسم الكتاب الذي نقل عنه ما قاله من كتب ابن عبد الوهاب، حتى يثق القارئ من كلامه، ويكون على بصيرة من أمره، ولكن الإشاعات السيئة التي قام بترويجها المبتدعة أعداء السنة، كونت لديه صورة مشوهة، فقال ما قال، ولو وقف على مؤلفات ابن عبد الوهاب وأتباعه علماء نجد الأعلام، وقرأها بنـزاهة، لكان له الموقف المحمود تجاههم، لأنه من العلماء العاملين.
وآفة هذه الأمة : علماء السوء ، الذين ينجرفون أمام المادة فيبذلون جهدهم في سبيل الحصول عليها، يرومون بذلك إطفاء نور الحق ، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
تزلف هؤلاء الدجالون الظالمين من الحكام، فألفوا الرسائل المشحونة بالأباطيل والأقاويل ضد السنة وأهلها، ولكن الحق أبلج والباطل لجلج.
فلما كثرت المطابع وانتشرت كتب محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، ووقف عليها العلماء الأعلام بادروا إلى الانتصار له، ولا سيما المحدثون من علماء الهند، فطبعوها في بلادهم، كما طبع الكثير منها في مصر، فبذلك تمزقت حجب تلك الأوهام، التي قام بنسجها هؤلاء الدجاجلة، كما تبددت تلك السحب المظلمة التي أنشأها أنصار الباطل، فاستبان نور الحق رغم هؤلاء. فانهزمت جيوش الباطل وولت الأدبار أمام فيالق الحق. التي تحمل في يمينها كتاب الله وفي شمالها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. تدمغ بهما الباطل فتـزهقه.
ومن يقرأ كتاب " التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " ، وشرحه " فتح المجيد" يعلم بطلان كلام المولوي وصى أحمد وأمثاله ، وأن صفة الخوارج التي وسم بها محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، بعيدة عنهم كل البعد. فلا ينطبق عليهم هذا الاسم بوجه من الوجوه.
ومن أراد الوقوف على حقيقة اعتقاد الوهابية، فليقرأ كتاب " الهدية السنية " يظهر له سلامة اعتقادهم ، وأنهم لم يخرجوا عن السنة قيد شعرة.
ولولا خوف الإطالة لأتينا بتفصيلٍ من الكلام المشبع المقنع في مذهب هؤلاء الذين ظلمهم المولوي وصي أحمد وأمثاله ، حتى استباحوا دماءهم وحكموا عليهم هذا الحكم الجائر) . انتهى كلام الشيخ النجار – رحمه الله - .

تعليق

رحم الله الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ، عن جهاده وصبره ، في سبيل دعوة التوحيد ، وتحذير المسلمين من البدع والشركيات ؛ التي ستؤول بهم إلى النار .

ورحم الله العلامة الألباني على حكمته ، وصبره في دعِوة الشيخ النجار وغيره ، في زمنٍ كان النصير فيه قليل ، والدعوة إلى التوحيد تُهمة وجريمة ، ويكفي أن يعلم القارئ أن الأستاذ محمد كرد علي – رحمه الله – عندما كتب مقالته الأولى عن " الوهابية " ومدحها ، هاج عليه علماء السوء وطلبتهم ، وهيّجوا الحكومة ؛ حتى اختفى كرد علي أيامًا في " غوطة دمشق " ، حتى هدأت المسألة .

ورحم الله الشيخ النجار عن تجرده للحق وتطلبه ، ولو خالف نصيحة شيخه الصوفي .

والله الهادي ..
* كتبه الشيخ سليمان الخراشي.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #193  
قديم 05-13-2017, 05:39 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


مذكرات الشيخ وجاج حول زيارات الشيخ الألباني للمغرب


ومما ينفع بيانه هنا؛ أن للشيخ –حفظه الله- إعجاب خاص بالشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-وحب كبير له، يعرف ذلك من جالسه وصاحبه، وقد تشرف بصحبة الشيخ الألباني وخدمته في زياراته الثلاثة للمغرب، وكانت له مواقف حميدة في تيسير الأمور ودفع العقبات، وقد طلبت منه أن يكتب مذكرات حول تلك الزيارات ففعل جزاه الله خيرا؛ فدونكها أيها القارئ الكريم:

قال الشيخ وجاج :

“ذكريات حول زيارة الشيخ الألباني للمغرب وصلتها بالسلف والخلف:

قد قدر الله لي أن أشاهد غالب تنقلات الشيخ الألباني للمغرب وأحضر بعض مجالسه في مراكش والبيضاء والرباط وطنجة في أواخر الثمانينيات الميلادية، ومن المعلوم أن الذين رغبوا في زيارته ومهدوا لها هم القائمون على دار القرآن بمراكش يومئذ، وفي مقدمتهم السيد المعزوزي ومولاي أحمد المحرزي والسيد مصطفى المصنف والسيد وگاگ وآخرون، فهؤلاء هم الذين تعاونوا على تذاكير سفره وعلى مصاريف تنقلاته وضيافته، وحرصوا على أن تمر كل جلساته مفيدة سليمة مما يكدر صفوها ويحول دون الاستفادة منها.

فهؤلاء الممهدون لزيارة الشيخ الزيارة الأولى سنة 1396هـ/1976م، (وقد دامت عشرة أيام)، والثانية:سنة 1397هـ/ 1977م، (ولم تتجاوز مدتها ثلاثة أيام؛ لأنه كان قاصدا لندن برفقة الشيخ البنا)، ثم الثالثة سنة 1398هـ/ 1978م، (وامتدت هذه خمسة عشر يوما، وكانت معه زوجته وابنته).

وأما المرحبون به والمضيفون له ولمن معه من التجار وغيرهم؛ فمنهم الحبيب أبو الفتح ومحمد ابن بوحيم ومحمد المصنف وعبد السلام الخزاري في مراكش ومنهم الخزاري والسيد علال المكناسي ومولاي علي الدروكري بالبيضاء، ومنهم الحاج علي بودادة والحاج الحسن أغتدَى وبعض شباب الرباط في الرباط؛ منهم: السيد سعد بن عبد الهادي التازي، ومنهم الإخوان البقاليون والإخوان الأربعيون في طنجة.

وفي عام 1974م كنت رئيسا لمصلحة من مصالح التعليم الأصيل بالرباط برفقة السيد عبد الكبير المدغري وزير الأوقاف السابق والسيد عمر بن عباد المسفيوي، وكان الرئيس العام للمصالح المذكورة يومئذ هو السيد سحنون، أما إدارة التعليم الأصيل فكانت للسيد محمد الحجوي.

وكان معي في المصلحة التي أرأسها سعد بن عبد الهادي التازي، وعن طريقه عرفت الشيخ الألباني، حيث كان سعد يأتينا ببعض كتبه بعد أن عرفها بسبب أسفاره الكثيرة التي كان يبحث فيها عن الدعوة الحق.

وممن تأثر بدعوة الشيخ الألباني والد سعد؛ السيد عبد الهادي التازي، وقد شغل منصب سفير الدولة بالعراق، فتعرف بسبب ذلك على ملك الأردن الحسين بن طلال، وقد ساعده ذلك على الشفاعة للشيخ الألباني من أجل الإقامة في الأردن بعدما تعرض له في سوريا من الاضطهاد.

هكذا مرت زيارة الشيخ الألباني للمغرب أواخر التسعينيات من الهجرة. لكن زيارة الشيخ لم تكن لمجرد الفسحة والاستجمام كما يقال، لكن كانت امتدادا للصراع الدائر بين منهج السلف ومنهج الخلف في فهم الإسلام، ذلك المنهاج الذي كان في الأصل منهج المبتدعة من المعتزلة والفلاسفة والروافض ثم صار منهجا لخلف أهل السنة، وبين المنهجين تباعد في طريقة فهم نصوص الكتاب والسنة يتمثل في قول بعض هؤلاء الخلف “مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم” ويتمثل كذلك في قول الشيخ ابن عاشر* في المرشد المعين:

أول واجب على من كلفا**** ممكنا من نظر أن يعـرفا

فكما نشأ بين المنهجين تباعد في طريقة فهم نصوص الكتاب والسنة نشأ بينهما تباغض بين أتباع مذهب السلف وأتباع مذهب الخلف يتمثل في اعتبار الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر كما زعم كل من السنوسي والصاوي وهما من علماء الخلف، والأصل في انحراف منهج الخلف عن منهج السلف هو انخداعهم بصحة أحكام العقل ومن ثم فضلوا أحكام العقل على أحكام النقل أعني الوحي وسخروا المجاز المزعوم في اللغة العربية مطية لوجوب تأويل نصوص الكتاب والسنة، وقد قال ابن القيم وهو يرد على منهج الخلف المبني على الأركان الثلاثة: (الظاهر والتأويل والمجاز) بقوله: “الطواغيت الثلاثة” وقد أدى هذا التباغض بين أتباع السلف وأتباع الخلف في النهاية إلى أحداث مؤلمة تتمثل في اضطهاد علماء السلف في الأندلس والمغرب مثل اضطهاد ابن عبد البر وبقي ابن مخلد وابن القطان وفي تخريب بعض المساجد على يد خلف أهل السنة كما اضطهد أحمد بن حنبل على يد المعتزلة ببغداد وامتحن ابن أبي زيد القيرواني على يد العبيديين الشيعة بتونس وخرب مسجد المرابطين بمراكش على يد الموحدين، تلك بعض الأحداث المؤلمة التي أدى إليها التباغض بين أتباع السلف وأتباع الخلف في فترات مختلفة من تاريخهما وأما ما تخفي صدورهما من التباغض فهو أكبر، وما زال يتمثل في تنكر أتباع منهج الخلف على اختلاف أنواعهم لأهل الحديث في كل مكان كما أخبرنا بذلك المعلمي في المحاضرة السابقة وكما كشفت عنه اتصالات الشيخ الألباني ببعض علماء الخلف في السعودية وسوريا والمغرب ومصر، وفيما يلي ستلاحظون معي ما تقابَل به نصائح الشيخ الألباني من إعراض مرة أو تسفيه أو سباب مرات، فنحن نعلم من تاريخ الشيخ الألباني قبل أن يزور المغرب ما قوبلت به نصائحه في سوريا من طرف الدكتور البوطي ونسيب الرفاعي وما قوبلت به في المدينة المنورة من طرف أساتذة الجامعة الإسلامية، وما قوبلت به في مصر من السيد سابق رحمه الله، فكل هؤلاء ينتسبون إلى العلم غير أنهم من خلف أهل السنة الذين ابتلوا برواسب التيار الكلامي والتيار الصوفي وتنكروا لذلك لمنهج السلف الصالح الذي يمثل الإسلام الصحيح علما وعملا.

ومن المعلوم تاريخيا أن الاتجاه السلفي كان في القرون الأخيرة يرمى من طرف علماء الخلف بالوهابية المرغوب عنها، ومما يدل على ذلك ما سمعته من الشيخ عبد الله الغماري لما سألته عن الألباني فقال بهذا اللفظ: “ذلك شخص استبد بعلم الحديث اليوم ولكنه وهابي خبيث”!، ومعنى ذلك أن الدعاية ضد الشيخ الألباني واتهامه بالوهابية سبقت زيارته إلى المغرب، وأبلغ من هذا ما كتبه الشيخ عبد الله الغماري في كتيبه بعنوان: (القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع)! ومما جاء فيه قوله: “وقد أخطأ من زعمه وهابيا، بل هو أعمق من الوهابيين تعصبا وأشد منهم تعنتا وأجمد على بعض النصوص بغير فهم وأكثر ظاهرية من ابن حزم، مع سلاطة في اللسان وصلابة في العناد لا تخطر بخلد إنسان، وهذا شعار أدعياء السنة والسلفية في هذا الزمان”!!!

هذا وبما أن زيارة الشيخ الألباني متهمة من طرف علماء الخلف بما يسمى الوهابية المرغوب عنها كانت كل تنقلاته من مراكش والبيضاء والرباط وطنجة محفوفة بنوع من التستر والحذر مما يثير الفتنة، لذلك كان لا يلقي دروسه في الغالب إلا على الشباب وبعض الراغبين في السنة، واجتماع هؤلاء غالبا في بعض البيوت أو في بعض المساجد الصغيرة، والمرافقون للشيخ في تنقلاته يحرصون كل الحرص على أن لا يجلس معه في دروسه من لا يرغب فيها من الطرق الصوفية ومن يعلن معارضته مثل الدكتور حمادة السوري بالرباط والمجلس العلمي بمراكش ولا يسمح له بزيارة الأماكن المشبوهة مثل مراكز الشبيبة الاستقلالية بالبيضاء وبعض المساجد المريبة مثل مسجد للا مريم بالبيضاء يومئذ.

وفي الوقت ذاته يحرص هؤلاء المرافقون للشيخ في تنقلاته على إحضار بعض العلماء الذين يميلون إلى السنة مثل الشيخ أبي بكر الجزائري والشيخ محمد المذكوري ومولاي مصطفى العلوي مدير دار الحديث بالرباط والسادة المتخرجين من دار الحديث الحسنية، والسيد عبد الله كنون بطنجة، أما زيارة السيد عبد الله الغماري وأخيه السيد الزمزمي فرغبة الشيخ معقودة من قبل على زيارتهما والحوار معهما في موضوع عقيدة الأشاعرة، ولذلك مهد الإخوان البقاليون للحوار بين الشيخ وبين الزمزمي وأخيه عبد الله فحاورهما الشيخ الألباني بالفعل إلا أن حواره مع الزمزمي منشور وحواره مع الشيخ عبد الله غير منشور.

هذا وبما أن الجلسات التي يحضرها الشيخ الألباني كانت مجالا لطرح أسئلة الحاضرين مرة حول علوم الحديث ومرة تستهدف استطلاع الشيخ لما عند غيره مما يتصل بالسنة في باب العقيدة وباب فقه المذاهب وباب علوم الحديث وأصول الفقه، ومن ثم كانت تختم تلك الجلسات وتترك في بعض الحاضرين أثرا محمودا وفي البعض الآخر قلقا واستنكارا، لأن الشيخ لا يسكت عندما يرى السنة تترك وتخالف حتى فيما يعتبره العامة بسيطا كترك السلام جهرا والرد عليه ومثل الأكل والشرب باليسرى الذي اعتاده غالب من ينتسب إلى العلم مثل السيد محمد الدفلي وأصهار السيد أبو الفتح في مراكش، وأحيانا يعرض على الشيخ مؤلف في الخلافة الإسلامية وشروط انعقادها ويلاحظ الشيخ ضرورة اشتراط القرشية في صحتها ثم لا يقبل ذلك من الشيخ مع أن الحديث في موضوع اشتراط القرشية صحيح ولو لم تأخذ به الأشاعرة كما حصل بينه وبين أبي بكر الجزائري في بعض جلساته، وأحيانا يظن الشيخ أن كل الشيوخ المشهورين بالميل إلى السنة في المغرب يهتمون بالحديث ويبنون بعض الأحكام التي يتبنونها سليمة، وعندما يذكر الشيخ ضعف ذلك الحكم المبني على الحديث الضعيف يستغربه بعض الشيوخ الحاضرين ويغضبون كما حصل في الحوار الجاري بينه وبين السيد المذكوري رحمه الله في بيت عبد السلام الخزاري بالبيضاء وكما حصل لبعض المتخرجين من دار الحديث الحسنية في الحوار بينهم وبين الشيخ في موضوع أصول الفقه وأول من وضعه الإمام الشافعي، ولم ينتبهوا أن الأئمة قبل الشافعي يعرفون الأصول وأن الإمام الشافعي إنما حرر بعض قواعده، وأن الأئمة بعده مازالوا يضيفون إلى يومنا هذا.

وأهم أثر إيجابي تركته زيارة الشيخ الألباني للمغرب هو ذلك الوعي الذي انتشر في الشباب حول أهمية الحديث والتمييز بين صحيحه وضعيفه، الشيء الذي أعاد للحديث النبوي هيبته وصار الدعاة إلى الله في الشرق والغرب يتحرون الصحيح في دروسهم وخطبهم خلاف ما اعتادوه قبل انتشار جهود الشيخ الألباني في ميدان الدعوة.

هذا ومن الآثار الحميدة التي ختمت بها زيارة الشيخ الألباني للمغرب تلك المساعدة التي يسرها الله لغاية طبع كتبه، ذلك أن أحد الإخوان طلب من الشيخ الألباني الإذن في الكلام حول هذه المساعدة ولما أذن الشيخ في قبولها بدون تكليف تقدم الأخ وگاگ وخاطب الحاضرين في بيت مولاي علي الدروكري بأن خير ما يقدم للشيخ ويثلج صدره ما يساعد على طبع كتبه، فكانت النتيجة أن ساهم مولاي علي الدروكري والسيد ابن معم والحاج أحمد الصباغ الكطيوي بمبلغ لا بأس به، والأخ الذي يتولى جمع هذه المساعدة ويعرف مبلغها هو السيد عبد السلام الخزاري جزاه الله خيرا، ومن المعلوم أن الذين ساهموا في المرة الأولى هم الثلاثة المذكورون، لكن من المعلوم أن مولاي علي استمرت مساعدته للشيخ الألباني إلى أن مات مولاي علي رحمه الله، ذلك أن الأخ عبد السلام الخزاري كان يجمع هذه المساعدة ويوصلها للشيخ يوم كان بدمشق ويوم تحول إلى الأردن، وهو في طريقه إلى مكة للحج أو العمرة. كتبه للتاريخ: الدكتور الحسن وجاج”
من كتاب السلفية في المغرب لحماد القباج
عمرو محمد أشرف العمراني

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=71493
--
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #194  
قديم 06-04-2017, 05:06 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


حجة العلامة الألباني رحمه الله الأخيرة


قال الأخ عبد الرحمن الفاهوم:
قال عمي الشيخ ( عزت خضر أبو عبد الله ) : أنا لم أفارق الشيخ الألباني - رحمه الله - في حجته هذه (أي حجته الأخيرة) إلا عندما كان يزور ابنته في جدة ، وفي آخر يوم قال الشيخ الألباني للشيخ عزت : نريد أن نرجع إلى عمان ولن نرجع إلى المدينة ، لأنه كان قد وعدهم بالرجوع إليهم وإلقاء بعض الكلمات ، ولكنه لم يستطع لأنه كان متعبا جدا حتى أن صوته قد ذهب - بُحَّ صوته من كثرة الكلام - فرجعوا مباشرة من جدة إلى عمان .

قال الشيخ عزت خضر : دعى الشيخ ابن باز الشيخ الألباني على طعام في منطقة العزيزية , فكان الشيخ الألباني متعب ولم يستطع الذهاب لتلبية الدعوة ، فقال للشيخ عزت خضر : اذهب للشيخ ابن باز وبلغه سلامي واعتذر له عني لأني متعب ولن أستطيع الذهاب ، فذهب الشيخ عزت لتلبية الدعوة وتلبية طلب الشيخ الألباني .

وأيضا قال الشيخ عزت أنه قال للشيخ الألباني وهم في منى وقد كانوا داخل الخيمة : لماذا لا نخرج خارج الخيمة ؟ فقال الشيخ الألباني : لا أريد الخروج ، أريد أن أذكر الله تعالى ، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا ، وبالفعل لم يحج الشيخ بعد حجته هذه فكانت آخر حجة حجها رحمه الله .

قال الشيخ عزت خضر : أن الشيخ الحويني كان موجودا في حجة الشيخ الأخيرة.

نقلتها من مشاركة في ((منتدى كل السلفيين)) بتاريخ 30 / 9 / 2010

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #195  
قديم 06-07-2017, 05:26 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي

ذكر الشيخ عبد المحسن العباد (وُلِد عام 1353 هـ) – في لقاء الشيخ الحويني به -
أنه سنة 1383هـ سافر مع الشيخ الألباني إلى الحج في وفد أرسلتهم الجامعة الإسلامية طلّابًا ومدرسين في مخيم وكان الشيخ الألباني معه سيارة يسوق بي أنا والشيخ محمد العبودي ذهبنا إلى مكة ورجعنا وكان في ذلك الوقت البرد شديداً.

* كتبه خالد بن محمد العربي، وكان اللقاء في المدينة النبوية عصر اليوم الجمعة الثاني والعشرون من شهر شعبان لعام 1438 هـ.
================
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #196  
قديم 06-13-2017, 07:12 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي




ذكريــاتي عن أول لقاء بمحدث العصر شيخــنا الألــباني
بقلم:
فضيلة الشَّيخ المحدث حمدي عبد المجيد السَّلفي – رحمه الله - (أ)

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت تخرجت في المدارس الدينية في كردستان على علماء أفاضل قرأت عليهم النحو والصرف والمنطق والبلاغة وعلم الكلام وأصول الفقه والفقه الشافعي والتفسير ، على العادة المعروفة عند العلماء في كردستان ، ولكني تأثرت بأحد مشايخي وهو الشَّيخ إسماعيل إلياس الكردي ، حيث كان يدعو إلى محاربة البدع والخرافات على طريقة قديمة لعلماء الشافعية ، مثل ابن المقري في تكفير أصحاب وحدة الوجود ، فقرأت عليه آخراً شيئًا من تفسير المنار وبعضًا من نيل الأوطار ، وبعضًا من منهاج السنة ، ولم نكن نعلم هذه الكتب قبل ذلك .
ومما قرأت عليه مدح بعض العلماء لكتب "المحلى" و"المجموع" و"المغني" لابن قدامة ، و"فتح الباري" للحافظ ابن حجر وكنت أحاول الحصول عليها .
وفي يوم من الأيام وأنا أزور مدينة ديريك في محافظة الجزيرة في سوريا لأطمئن على صحة أحد الطلبة الأقارب في الثانوية ، دعاني أحد المدرسين لتناول الغذاء عنده في شقته حيث إنه من مدينة دمشق ، ويعيش بدون عائلة ، فذهبت معه إلى شقته ، فناولني عدداً من مجلة التمدن الإسلامي لأطالعه حتى يهيء الأكل فتصفحت العدد فوقعت عيني على عنوان الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السِّيء في الأمة فقرأت المقال بتمعن وكان الكلام فيه على حديث الموضوع اختلاف أمتي رحمة ، فأعجبني المقال جداً ، فقرأته مرتين ، وكان المقال بقلم محمد ناصر الدين نوح نجاتي الأرناؤوط .
ولم أكن أعرف من هو، فقال لي مضيفي: هل أعجبك المقال ؟ قلت له: نعم جداً فقال لي: هل ترغب في الاشتراك في تلك المجلة ؟ فقلت له : كيف ؟ فقال لي : إنني أعرف رئيس تحريرها أحمد مظهر العظمة رحمه الله وسوف أكتب له ليرسل لك أعداد المجلة بانتظام ، فشكرته على ذلك ، وفعلاً وصلتني الأعداد بعد ذلك بانتظام .
وفي خريف سنة 1954م جُمعَ عندي بعض المال، فرغبت أن أشتري كتاب فتح الباري، ولكن من أين وأنا في أقصى شرق سوريا ولا توجد فيه مكتبات لبيع الكتب ؟ فعزمت على السفر إلى حلب لشراء الكتاب من مكتبة حامد عجان الحديد ، وبعد وصولي إلى المكتبة قيل لي : لا يوجد الكتاب هنا ، ولعله موجود في المكتبة العربية في دمشق ، فذهبت إلى دمشق أبحث عن المكتبة المذكورة حتى دخلتها وإذا فيها شخص يدعى حمدي عبيد رحمه الله وبعد التحدث معه سألني عن اسمي فقلت له : أنا سميك ففرح جداً ، ولكنه قال لي : الكتاب المطلوب غير موجود عندنا ، ولعله في بيروت موجود .
ثم سألني : ماذا تعمل بالكتاب ؟ فقلت له : سمعت باسمه وأنه شرح لصحيح البخاري ، وأرغب أن أقتنيه لأستفيد منه .
ثم سألني : هل تعرف الشَّيخ محمد ناصر الدين الألباني ؟ فقلت له : لا فقال : لي هل ترغب في لقائه ؟ فقلت له : هو الذي يكتب في مجلة التمدن الإسلامي ؟
فقال: نعم فقلت له: أتمني ذلك، ولكن كيف ؟ فقال لي : أنا أرتب الأمر لك ، فحمل جهاز الهاتف واتصل بالشَّيخ ، وبعد دقائق رأيت رجلاً أوروبيًا أشقر نزل من دراجة [ بسكليت ] على باب المكتبة يلبس [ بانترونا ] فضفاضاً ، فدخل وسلم علينا وجلس ، فبدأ يسألني بعض الأسئلة ، ثم أخذني معه إلى دكانه الذي يعمل فيه تصليح الساعات ، ثم استضافني معه إلى منزله ، وبعد أن أكلت معه ما قدم لنا ، سألني : هل ترغب في حضور دروسنا حيث لنا دروس كل ليلة في بيت أحد الأخوة يحضره أناس من طلبة العلم الشرعي من مختلف الطبقات والمستويات ؟ فقلت له : نعم ، وزودته بعنوان الفندق الذي أنزل فيه ورقم الغرفة ؟ وبعد صلاة العشاء جاءني أحد الأخوة واصطحبني معه إلى مكان الدرس، وداومت معه أسبوعًا على هذا الحضور ثم ذهبت إلى بيروت واشتريت كتاب فتح الباري، ورأيت أن ما معي من المال يكاد ينفذ فاستأذنت من الشَّيخ ورجعت إلى بلدي.
وفي صيف 1955م جاءني خطاب من الشَّيخ بأنه رشحني للإلتحاق بالدراسة في المملكة ، وطلب مني العمل على حصول الجواز السوري ، وصرفت كل جهدي إلا أنني لم أحصل على الجواز ، وتأخر ذلك ، وفاتني فكلمني الشَّيخ بأنني سأرسلك السنة القادمة .
ولكني داومت فذهبت في خريف تلك السنة حضرت أيضًا دروس الشَّيخ لمدة أسبوع أو أكثر، وهكذا ذهبت السنة التي بعدها، ثم انتقلت من سوريا إلى العراق في آخر سنة 1957م لأسباب معيشية.
وقد تأثرت بتقريرات الشَّيخ لما يلقيه من الدروس ، وكانت تلك الدروس بالنسبة لي شيئًا لم أعرفه سابقًا حتى ولم أسمع بها ، على ما أخذت منه تلك الدروس وأذكر أنها كانت في كتاب الروضة الندية لمحمد صديق حسن خان ، وكنت أنقل تعليقات الشَّيخ من هامش نسخته بقلم الرصاص في دفتر لي ولازلت أحتفظ بها ، كما وأنني اطلعت على بعض مؤلفات الشَّيخ مخطوطة بخط يده مثل : الروض النضير والتعليقات الجياد والتعليق الرغيب وأصل صفة الصلاة النبي وتمام المنة ونقلت بعض الفوائد منها في دكان الشَّيخ .
وكنت أتأمل ما أخذته من علم الشَّيخ وأفكر فيما نحن فيه ، حيث كنا على غير هدى حتى في دراستنا ، ولم يكن لنا هدف معين من الدراسة ، وفجأة اطلعت على مدرسة متكاملة فقهًا وحديثًا وتفسيراً ومنهجاً متميزاً مبنياً على ما كان السلف الصالح ، فحرك ذلك فيَّ الرغبة الشديدة في تتبع ما ينشر للشَّيخ من رسائله ومؤلفات حيث لم يفتني كتاب ولا رسالة ولا تعليق مما هو للشَّيخ إلا وحصلت عليه .
وعلمت من تتبعي لمؤلفات الشَّيخ عظمة الدعوة السَّلفية التي تبناها الشَّيخ وطريقته في دراسة الأسانيد ، وجمع الطرق الحديث والحكم عليها مطبقًا لقواعد المصطلح ومدققًا في تطبيقها ، بحيث يذكرنا بما كان عليه نقاد الحديث من أمثال الدارقطني ، والحافظ ابن حجر ، وغيرهما من جهابذة أهل الحديث .
وهو الذي أحيا علم الحديث في هذا العصر – بتوفيق الله تعالى – وتسبب في نشرها ، وإقبال الناس عليها ، وتسبب في صحوة ونهضة حديثية يذكرنا بما كان عليه أصحاب الحديث في العصور الأولى .
وهذا من فضل الله على الشَّيخ، وعلى الأمة الإسلامية في هذا العصر.
وهذا الذي قام ويقوم به الشَّيخ من نشر السنة ، وتمييز ما صح من الأحاديث مما لا يصح دعى بعض الحاقدين عليه بل وعلى الدعوة السَّلفية ، لنشر الأكاذيب عن الشَّيخ والوشاية به ، لكن الحق سيظهر دائمًا ويذهب الباطل زهوقًا .
ثم تعددت التهم من الحاقدين على اختلاف مشاربهم وغاياتهم ، فمنهم من اتهمه بأنه صحفي لم يدرس على العلماء ، ومنهم من اتهمه بالتحزب الذي ينكره الشَّيخ في كل المناسبات والمجالات ، ومنهم من اتهمه في الفقه بأنه ليس فقيهًا و..و ..
وكان من الأسباب الرئيسية لانتشار علم الحديث دعوة الشَّيخ إلى الجامعة الإسلامية للتدريس فيها ، حيث التقى بالشَّيخ الآلاف من طلبة العلم ، وأخذوا منه ما عنده من علم الحديث والفقه والمنهج الصحيح السليم الذي دعى إليه الشَّيخ من التصفية والتربية وفهم النصوص على منهج السلف الصالح .
وأخيراً نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الدعاة وطلبة العلم لما يحبه ويرضاه من الدعوة إلى ما عليه السلف الصالح ، وتبني جميع المشاريع التي تزيد من شأن الدعوة ، ويحفظهم من كل ما يحول بينهم وبين ذلك ، والله ولي التوفيق .
.........
(أ) :وهو محقق "المعجم الطبراني الكبير" وأحد تلاميذ الألباني ، وافته المنيَّة بعد العصر ليوم الخميس 18 ذي القعدة 1433 هـــ ، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنَّة مثواه ... آمين ، قضى حياته - رحمه الله- بين كتب السنة رواية وتحقيقا ، وقد ذكره الإمام الهمام الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (4/262) : [... ثم طبع "المعجم الكبير" بهمة أخينا الشَّيخ حمدي عبد المجيد السلفي ...] . ألحقنا جميعًا بعباده الصالحين .

المصدر: مجلَّة الأصالة – العدد 24 / السنة الرابعة: 15/ شوال 1420هــــ


=========
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #197  
قديم 06-17-2017, 02:01 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الإمام الألباني قدَّم جهوداً جبّارة في خدمة الدين ... فماذا لقي منا؟!


قال الشيخ ربيع المدخلي عن اﻹمام المحدث محمد ناصر الدين اﻷلباني -رحمه الله-:
((. . .من قرون ما أحد وصل إلى ما وصل إليه الشيخ اﻷلباني،
بل أنا أرى في الاطلاع أنه ما لحقه ﻻ ابن تيمية، وﻻ ابن حجر في الاطلاع على الكتب .
الحفظ يحفظون أكثر منه، لكن الاطلاع والبحث والتشمير عن ساعد الجد في البحث، ﻻ نظير له هذا الرجل .
وقدم مكتبة للإسلام تعجز الدول ومؤسساتها عن تقديم هذا القدر، وكل من يكتب في الحديث اﻵن عالة على هذا الرجل!.
وظلم هذا الرجل، وما عرف حقه العرب، رجل ينقله الله من قلب أوربا ويحطه في المكتبة الظاهرية أحسن مكتبة في الشرق، ويعكف فيها ستين سنة، ويقدم هذه الجهود العظيمة، ماذا لقي منا؟!
مع اﻷسف ﻻ يعرف الفضل ﻷهله إﻻ ذووه
أما العلماء فعرفوا له بالفضل واعترفوا له به،
ابن باز، وابن عثيمين وغيرهم من علماء اﻹسلام، وعلماء الهند والباكستان والمغرب العربي وغيرها؛
عرفوا منزلة هذا الرجل وماذا قدم للأمة في العقيدة والمنهج وفي خدمة سنة رسول الله - عليه الصلاة والسلام)

جلسة بتاريخ 1426/1/26
منقول
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #198  
قديم 07-17-2017, 05:49 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


قال أبو ليلى الأثري عن الإمام الألباني : كان سريع الدمعة رقيق القلب يحب استماع القرآن بصوت الشيخ المنشاوي ..وعند سماعه لا ينشغل بشيء آخر بل ينصت ويخشع ..
قال : ذهبت ذات مرة لبيته رحمه الله فاستأذنت عليه ودخلت غرفته فوجدته جالسا يستمع لترتيل الشيخ المنشاوي رحمه الله والتفت إليه وإذا به يبكي رحمه الله ..

- منقول من صفحة محبي المنشاوي على الفايس، فمن يفيدنا بمصدر؟ -

============
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #199  
قديم 07-22-2017, 08:06 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



دقيقة في منزل الشيخ الألباني

بقلم : محمد بن سليمان المهنا

مقال نُشر في مجلة الشقائق

بسم الله الرحمن الرحيم



لم أكد أبلغ بيتي إثر صلاة المغرب مساء السبت 22/6/1420هـ حتى صاح صائح الهاتف فإذا بزوجي تعزيني في وفاة محدث العصر ناصر السنة حامل لواء الاتباع ، الإمام الهمام محمد ناصر الدين الألباني



فزعتُ من هول الخبر ثم فزعت بآمالي إلى الكذب وقلت لامرأتي : لعلها شائعة كاذبة ؟ فقالت : بهذا تكاثرت الأخبار على شبكة الانترنت


نعم .. جاءت الأخبار بموت الشيخ فشق عليّ وعلى إخواني من محبي العلم والعلماء ألا نشهد الصلاة عليه ودفنه وألا نؤم بيته فنعزي فيه ، وعاد ذلك علي أنفسنا بالحزن والمرارة فبقينا ههنا يُعزي بعضنا بعضاً .


ووالله لئن شطّ المزار ونأت الديار فلن يزداد المؤمنون لإخوانهم إلا قُرباً وولاءً وحُباً .
ولقد صدق الإمام الحافظ محدث واسط خميس بن علي الحوزي المتوفى سنة 510هـ إذ


قال :


فلا تحسبو أن الحبيب إذا نأى


........................ وغاب عن العينين غاب عن القلب


أما أنا فقد ذهب بي التفكير كل مذهب وصار بين ناظري ذلك المشهد الذي شهدت فيه محدّث الأمة حين أكرمني الله بزيارته - رحمه الله - في بيته بعَّمان .



نعم .. زرته في آخر فصول حياته في وقت عزّت فيه زيارته حتى لقد تعجب بعض طلبة العلم في عمان وقالوا : كيف استطعت إليه سبيلاً ؟ فوالله لم نره منذ سنتين !!


وأنا الآن أقف عن الكتابة وأكتفي بأن أنقل لك ما كتبته بُعيد لقائي به فذاك أصدق تعبيراً وأدق وصفاً ،


فإن وجدتَ قصوراً في أسلوب أو وهناً في عبارة فتذكر أنها مذكرات شخصية لم يدر في خلدي أن أحداً سيقرؤها ..


( نحن الآن في عصر اليوم الأخير من يوميْ بقائنا في عمَّان وسنكون بعد العشاء - إن شاء الله - في مقر حفل الزواج الذي قدمنا من أجله ؛ وبعد الفجر في الطريق إلى القريات حيث موعد سفرنا إلى الرياض في الساعة 9.45 صباحاً


إذن .. لم يبق لنا من وقت نستطيع فيه زيارة الشيخ الألباني إلا هذا عصر هذا اليوم وبعد المغرب إلى العشاء ..


قلت لصاحبي في رحلتي : لم يبق لنا من وقت رحلتنا إلا كذا وكذا ، وإخواننا لم يستطيعوا أن يُدخلونا على الشيخ فلا بد أن نحاول بأنفسنا قبل فوات الوقت .


اتصلت بمضيِّفنا وسألته عن حي الشيخ فقال : أنا آتٍ إليكم الآن فحلفت عليه حلفاً معلقاً بالمشيئة ألا يفعل ولكنه أصر وجاء وحملنا بسيارته إلى حي (ماركا الجنوبية) حيث يسكن الشيخ .


ولما بلغنا مكاناً قريباً من بيته سألنا رجلاً مُسناً يبيع في دكان : أين بيت الشيخ الألباني ؟ فأشار إليه .
بلغْنا منزل الشيخ فإذا هو في مرتفع ، في طريق صغير مسدود لا يكاد يتسع إلا لسيارة واحدة تقف فيه.


وبيت الشيخ في أيمن هذا الطريق الصغير بابه حديدي قديم أزرق إذا دخله الداخل ترقّى في درج أشبه ما يكون بـ(الروشن) تحته أرض فيها شجر . وهو بيت قديم متواضع
وصلتُ أنا وصاحبي إلى الباب ورأيت لوحة بابه وقد كُتب عليها اسم الشيخ بنفس خط اسمه في كتبه


محمد ناصر الدين الألباني


فلما رأيت اسمه خفق قلبي جداً فرحاً ببلوغي بيته ولهفة وشوقاً إلى رؤيته ، ثم طرقت الباب فأجابت امرأة أظنها ابنته عن طريق جهاز الجرس فقلت بعد السلام : إننا نرغب في السلام على الشيخ


فقالت : لا ؛ الشيخ نائم وهو لا يستقبل أحداً ولن تستطيعوا الدخول عليه ، فقلت : إننا شابان قادمان من الرياض نريد السلام على الشيخ ورحلتنا إلى بلدنا غداً وليس لنا من وقت سوى هذا الوقت ونحن بأشد الشوق إلى لقائه ولن نُطيل عليه ولن نشق عليه فأذنوا لنا فندخل ، ولكنها قابلت ما قلته بأسلوب واضح وأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً
فلما رأيت أنها تتكلم بجد وخشيت ألا نخلُص إلى الشيخ تحمّستُ في الكلام وزدت في الرجاء


وقلت : إننا نسكن في مكان بعيد وجئنا بعد سؤال وعناء ونحن في أشد الشوق إلى رؤية الشيخ ولن نغادر بلده إلا بعد رؤيته وأطلت الكلام وفصَّلت فيه وحاولت بكل أسلوب ، وصاحبي يضحك من إصراري ويغمز بعينيه كي لا ألحّ في الطلب ، لكنّي –على غير عادتي- لم أزدد إلا إلحاحاً ..


فلمّا رأت المرأة شدة حرصي قالت : لا أستطيع إدخالكم عليه الآن أبداً ، وكل ما أستطيع أن أصنعه أن أحاول أن أدخلكم عليه بعد المغرب ، ولا أضمن لكم ذلك بل المرجح إلا تستطيعوه !!


عند ذلك قلت : سننصرف ، ولكن اعلمي أننا نسكن في وسط البلد وبيننا وبينكم وقت وجهد وسنستأجر سيارة ونتكلف مالاً فلا تردونا جزاكم الله خيراً ، ثم انصرفنا إلى منزلنا
وقبل أذان المغرب بثلث ساعة نزلنا إلى الشارع وركبنا سيارة أجرة وقلنا للسائق : (ماركا الجنوبية)


وصلنا (ماركا جنوبية) وصيلنا المغرب في مسجد قديم من مساجد الحي المتواضع ، ثم جئنا إلى بيت الشيخ وطرقنا الباب فأجابت المرأة وقالت : أننا آسفون .. لن نستطيع إدخالكم !!


فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون .. أبعد هذا الجهد وهذا الترجي تقولين هذا ؟ لن ننصرف حتى نرى الشيخ .


فقالت : إنه لا يستطيع مقابلة الناس ويتعبه ذلك . فقلت : لن نجلس معه ولن نتحدث إليه ولن نسأله سؤالاً واحداً .


فرفضتْ فزاد إلحاحي ، فذهبتْ ورجعتْ بعدم الموافقة فزدتُ إلحاحاً –وما أنا بملحاح- فاحضرتْ المرأة امرأةً أخرى (لعلها أمها) فكلّمتها بمثل ما كلمت الأولى فقالت : إنه يتعبه الكلام فقلت : لئن نتكلم معه بكلمة ولن نسأله سؤالاً إنما هو سلام وقبلة رأس والسلام . فقالت : ستقولون له : كيف صحتك !! فقلت : ولا هذه أيضاً .. فقالت : كم أنتم ؟ قلت : اثنان فقط ، قالت: أدخلا ، ولكن على شرطنا ..


ثم فتحت الباب بالجهاز الكهربائي فأسرعنا الدخول حتى صعدنا الدرج ودخلنا الباب فإذا بمدخل صغير فيه باب مفتوح على حجرة أمام الداخل من باب البيت وإذا في الحجرة رفوف عليها كتب قليلة ومنضدة عليها كتب أيضاً وحولها كراسٍ أربعة،


وإذا بنا نفاجأ بأن على أحد هذه الكراسي الأربعة يجلس شخص قد جعل ظهره إلى الداخل إلى الحجرة .


نظرتُ .. فإذا به الشيخ الألباني ذو التسعين عاماً جالساً على كرسي وإذا هو قد نشر كتاباً من الكتب القديمة الصفراء يقرأ فيه وعليه نظارة ذات إطار أسود وإذا هو يلبس طاقية بيضاء وقد نحل جسمه الطوال وخفّت لحيته وطالت من تعاقب السنين .
فلما رأيته دق قلبي وسرت في جسمي نشوة فرح شديدة حتى كاد ينعقد لساني :


وتمنيت أن أرا ** كَ فلما رأيتكا


غلبت دهشة السرو ** ر فلم أملك البُكا


كنت أظن أن سندخل عليه وهو على فراشه أو في حال قريبة من ذلك ، ولكنها الهمة. لكنها الهمة !


تقدمتُ إليه وأتيت عن يساره وقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فمد يده إلى نظارته ببطء وخلعها وقال : وعليكم السلام ، وأطبق الكتاب الذي بين يديه فنظرت إليه فإذا هو مسند الإمام أحمد ( الطبعة الميمنية ) ثم صافحتُه وقبلتُ رأسه وفعل صاحبي مثل ذلك وسألناه عن حاله - نسياناً للشرط - وهو يجيب أحسن جواب ويرحب بهدوء وبطء ثم قبضتُ يده وذكرتُ له حبنا له في ذات الله ورفعتُ يده لأُقّبلها فشدّها وقبضها بقوة وأبى علي أن أقبّلها .


ثم تذكرتُ شرط امرأته فقبّلت رأسه وودعتُه وودعه صاحبي وخرجنا ..


خرجنا وبنا من السرور والاغتباط ما لا يوصف ولا يُحصى بهذا اللقاء القصير لا سيما وقد رأينا بالشيخ من علامات الهرم والتعب ما ظننا معه أننا لو تأخرنا بضعة أشهر فلن نلقاه والعلم عند الله ، ونسأله سبحانه أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله )



هنا انتهى وصف الزيارة ثم صدق حدسنا فقد بقي الشيخ بضعة أشهر ثم قُبض فإنا لله وإنا إليه راجعون .
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها . اللهم
صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #200  
قديم 08-07-2017, 05:43 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


شهادة فقيه عالم مغربي مبرز في الفقيه محمد ناصر الدين الألباني


وفي يوم الجمعة 18 جمادى الثانية 1435 هـ/18 أبريل 2014 ميلادية قال لي شيخنا محمد السعيدي الجردي - حفظه الله ومتع به - في العلامة الألباني -رحمه الله -: » ماذا عساني أن أقول، فالشيخ فوق ما يقال عنه، وهو-رحمه الله- بحق مجدد علم علوم الحديث في العصر الحديث، والدنيا كما تعلمون كانت مند عصر الحفاظ ابن حجر وتلميذه السخاوي وانتهاءا بالسيوطي خَالِيَةٌ من العناية بتمحيص الحديث الصحيح من الضعيف، إلا أنه بفضل الله ثم بدعوة الشيخ المباركة صرت تسمع في المجالس العلمية والقنوات الفضائية صححه العلامة الألباني أو ضعفه العلامة الألباني.
وقد نفع الله بدعوته خلقا كثيرا، وعلى رأسهم تلامذته الأفاضل، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا «.
وقال في كتبه: ((إن كتب الشيخ الألباني كلها مفيدة جدا وينبغي لطالب العلم اقتناؤها مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم لما فيها من علم رصين محكم مبني على الأدلة من الوحيين وآثار الصحابة رضي الله عنهم )).
وفي يوم الجمعة 25 جمادى الثانية 1435 هـ/25 أبريل 2014 ميلادية قال لي(1): ((وأسجل لله ثم للتاريخ بمنتهى الصدق والأمانة، أني استفدت من الشيخ الألباني –رحمه الله- حين زار المغرب وقدم طنجة في الحديث والفقه وغيرهما أكثر مما استفدته من مشايخي المذكورين مع طول الملازمة والله على ما أقول وكيل )).
قلت من باب الاشارة ضع سطرا تحت قوله والفقه وتأملها جيدا لأن قائلها فقيه أصولي مغربي متخصص مبرز في ميدانه ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.

كتبه عمر بن أحمد البيضاوي الازرزري.
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.