أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
42624 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2015, 08:19 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي الثقة و اليقين بنصر رب العالمين ( أبو أويس رشيدي الحسني )

بسم الله الرحمن الرحيم
الثقة و اليقين بنصر رب العالمين
==================
تظهر حقيقة اليقين والثقة بنصر رب العالمين في مراحل الضعف، إذ ليس صاحب اليقين من تنفرج أساريره وينشرح صدره ويتهلل وجهه، حين يرى قوة الإسلام وعزة أهله وبشائر نصره، وإنما يكون اليقين لصاحب الثقة بالله مهما حلك الظلام، واشتد الضيق، واجتمعت الكروب، وتكالبت الأمم، لأن أمله بالله كبير ويقينه بأن العاقبة للمتقين، وأن المستقبل لهذا الدين.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)" تهذيب المدارج 352.
وأهم ما يؤتاه المرء : (اليقين)، كما في الحديث: "وسلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة" صحيح الجامع.
و لا تهلك هذه الأمة عموما إلا حين يبخل ويغفل أبناؤها بتقديم الجهود الصحيحة الممكنة - وفق العلم والحكمة (؟!) - لنصرتها مع انعدام الزهد واليقين، حيث يتجرعون كؤوس الأمل بلا عمل.
قال عليه الصلاة والسلام : "صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل" صحيح الجامع.
ولأن الله وحده هو عالم الغيب فلا ندري متى النصر؟ ولا نعلم أين الخير؟ ولكن الذي نعلمه أن أمتنا أمة خير يرجى لها النصر من الله -ولوبعد حين-، ويشير رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إلى ذلك بقوله: "مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره" صحيح الجامع.
ولا ندري على يد أي جيل يكشف الله الغمة، ويرفع شأن هذه الأمة، ولكن الذي ندريه أن سنة الله في الكون كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة" صحيح الجامع.
ولقد جاءت بشائر كثيرة في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجدد الأمل وتحقق اليقين، منها وعد الله بأن يبلغ ملك الأمة المشارق والمغارب كما في الحديث: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها" رواه مسلم.
فإذا عرفنا أن الأصل في الإسلام العلو والسيادة والتمكين فلا نستيئس من ضعف المسلمين وظهور أهل الباطل حينا من الدهر، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسلام يعلو ولا يُعلا" صحيح الجامع.
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "فمن كان قيامه في باطل لم ينصر، وإن نُصر نصرا عارضا فلا عاقبة له وهو مذموم مخذول" إعلام الموقعين 2/178.
وقد بشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببشريات تذيب كل يأس، وتدفع كل قنوط، وتريح قلوب كل فاقد للأمل من أبناء هذا الدين وتثبت اليقين، من ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض.." صحيح الجامع.
وليُعلم أن المقياس عند الله غير مقياس البشر إذ الله جل وعلا يجعل من الضعف قوة (؟!)، وذلك واضح من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" صحيح سنن النسائي.
فلا بد إذن من الليل أن ينجلي، ولا بد للغثاء أن يذهب جفاء، ولا بد لما ينفع الناس أن يمكث في الأرض، ويمضي قدر رب العالمين في أن تكون العاقبة للمتقين الموقنين، فالحذر الحذر ممن ينوح كما ينوح أهل المصائب إذا رأى المنكر (!!)..، ولا تغتر بمن يزبد ويرعد إذا رأى تغير كثير من أحوال الإسلام (!!)..
قال شيخ الإسلام – رحمه الله - :" وكثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام جزع وكل وناح كما ينوح أهل المصائب وهو منهي عن هذا ؛ بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأن العاقبة للتقوى . وأن ما يصيبه فهو بذنوبه فليصبر إن وعد الله حق وليستغفر لذنبه وليسبح بحمد ربه بالعشي والإبكار " الفتاوي 18/295.
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني
عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.