أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
30797 103800

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-23-2009, 02:17 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي لك الله -يا مصر-؛ فالتقتيل الأعمى ليس من شرع الله...

فاجأتنا -وأَفْزَعَتْنَا- أخبارُ مساء يوم الأحد -(22-شباط-2009)- ناقلةً إلينا نَبَأَ تفجيرٍ غاشمٍ أوقع الرُّعْبَ والذُّعْرَ والدِّماءَ والقتلَ في وسطِ القاهرةِ المصريَّة!
... ممّا ذكَّرَنا بحادثة (تفجيرات عمّان) -الأليمة- قبلَ سنوات!
ووَقْعُ المُفاجأةِ أتَى مِن جهةِ (ظنِّنا) أنَّ دُعاةَ (التفجيرِ) -هؤلاء- بعد كُلِّ هذه الأيَّام!- كَفُّوا، وانْكَفُّوا: (متعلِّمين) مِن مفاسدِ أعمالِهم السيِّئةِ السابقة!! و(منتبهين) إلى خطرِ، وبلاءِ، وضلالِ ما هم يفعلون؛ ويكفِّرون، ويفجِّرون!!
لكنَّ الواقعَ -كما في حادثة الأحد- أثبت عكسَ ما ظنَنَّاهُ بهم؛ مما يؤكِّدُ أنَّ حُسْنَ الظنِّ (بهؤلاء) ليس في مكانِهِ وموضعِهِ!!!
وإنِّي لأكادُ أجزِمُ أنَّ وراءَ هؤلاء المُفَجِّرِين القَتَلَةِ فكراً مُتَشَدِّداً مُتَطَرِّفاً -بغيضاً- هو (الفكر التكفيري)؛ المظلمُ في نفسِه، الظالمُ لأهلِه!
ومهما دافعَ هؤلاءِ (المُكَفِّرَةُ المُفَجِّرَةُ) -أو مَن لهم يُؤَيِّدُون! -بالباطلِ- عن فعائلِهم القبيحة، وصنائعِهم الشنيعة: فهو دفاعٌ مبنيٌّ على الجهلِ بالعلمِ الشرعيِّ -من جهةٍ-، وقائمٌ على العواطف الفارغةِ الخاوية -مِن جهةٍ أُخرى-.
ولقد حَذَّرْنا مِراراً، ونبَّهْنا تَكراراً -ومنذ سنواتٍ وسنوات- أنَّ هذه الأفكارَ الغاليةَ التي تَنسِبُ نفسَها للإسلامِ -والإسلامُ منها بريءٌ- هي مِن أعظمِ أسبابِ إساءة الظنِّ بالإسلام، والخوف منه، والرُّعْب مِن مجرَّد ذِكر اسمِه؛ حتى أطلق بعضُ مُفَكِّرِي الغرب (!) على هذا الوَهَم الكبيرِ مُصطلحَ: (الإسلام فوبيا)، أي: الخوف من الإسلام -إمعاناً في الباطلِ-!!!
لقد قَلَبَ هؤلاء (المُكَفِّرُون) -بأعمالِهم الدنيئة، وفعائِلِهِم غير البريئة- معانيَ الإسلام الحقَّةَ السَّمْحَةَ إلى عكسِها، وما يضادُّها:
فاللهُ -تعالى- يقولُ: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }...
وهُم يقتُلُونَهم، ويُقَتِّلُونَهُم، ويفعلونَ معهم الذي هو أسوأُ وأخشنُ!!
واللهُ -تعالى- يقولُ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين}.
وهُم جعلوا أحكامَ الإسلامِ تحملُ معنى البلاء والسُّوء والنِّقمة...
ورسولُنا الكريمُ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «بشِّروا ولا تنفِّروا».
وهُم يُنَفِّرونَ، ولا يُبَشِّرون!!
ويقولُ -صلى الله عليه وسلم-: «يسِّروا ولا تُعَسِّروا».
وهُم يُعَسِّرونَ، ولا يُيَسِّرون!!
ويقولُ -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّما أنا رحمةٌ مهداةٌ».
وهُم جعلوا الهديَ النبويَّ كأنَّهُ ضِدُّ ذلك، ونقيضُهُ!!
... أينَ هؤلاء مِن العلمِ الشرعيِّ، والفقه الدينيِّ؟!
أين هؤلاء مِن الرحمةِ بالخلقِ، والدعوة إلى الحقّ؟!
أين هؤلاء مِن أدب الإسلام، وأخلاق أئمَّتِهِ الأعلام؟!
لكِ اللهُ -يا مصر-؛ فستبقين بَلَدَ التاريخ والحضارة..
بلدَ العلمِ والعُلماء..
بلدَ الإسلام والإيمان...
بَلَدَ الأمنِ والأمان -وإنْ رَغِمَتْ أُنوف!!-...
ولا أنسَى -إن نسيتُ- كما يُقال!- ذلك الخبرَ الصحفيَّ المُوَثَّقَ الذي تناقَلَتْهُ بعضُ وكالات الأنباء العالمية -قبل أسابيعَ- مِن دراسةٍ ميدانيَّةٍ استقرائيَّة (مُحايدة) أُجْرِيَت في عددٍ مِن البلادِ العربية والإسلاميّة، كانت نتيجتُها أنَّ (مصر) هي (أكثرُ) الدُّولِ العربيةِ والإسلاميّةِ تديُّناً، وحُبًّا للإسلام..
وواللـهِ الذي لا إلهَ إلاَّ هُو إنَّنا لنَشْعُرُ بذلك، ونلمسُهُ لَمْسَ اليدِ مِن هذا الشعب الطيِّب؛ حيثُ نُحِسُّ أنَّ التَّدَيُّنَ فيه فِطريٌّ، وعلى السَّجِيَّةِ الطبيعيَّةِ السليمةِ.
نعم؛ يوجدُ في (مصر) -كما هو موجودٌ في سائر بلادِ المُسلمين- أخطاءٌ، ويوجدُ نقصٌ، ويوجدُ تقصيرٌ..
ولا أحدَ -لا مِن الحكام، ولا من المحكومين- يُكابِرُ في هذا، أو يُنكِره...
وهذا -مِن الناحية التاريخيَّةِ المَحْضَةِ- ممّا لم يَخْلُ منه عصرٌ إسلاميٌّ -ولا بلدٌ إسلاميٌّ- منذ انقضاءِ عصر الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز -رحمهُ اللهُ- بتفاوُتٍ-.
ولكنَّ هذه الأخطاءَ -فضلاً عن ذلك النقص أو التقصير- لا تُسَوِّغُ -بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ- هذا التقتيلَ الأعمى، وذاك التفجيرَ البهيمَ، الذي ينالُ كثيراً مِن المُسْتَأْمَنين، ولا ينجو منه أعدادٌ مِن المسلمين!! فضلاً عمَّا يُسبِّبُهُ مِن إخلالٍ بأمنِ المؤمنين، وزلزلةٍ لسكينةِ الآمِنين...
إنَّ (الفكرَ التكفيريَّ) -بكافَّةِ مدارسِهِ، وأشكالِه، ودَرَجاتِه!- فكرٌ ضالٌّ مُضِلٌّ، فكرٌ ظالمٌ غاشمٌ؛ فكرٌ أساءَ للإسلامِ وأهلِه: أكثرَ مِن إساءَتِهِ (لغيرِه)؛ في تفجيرِه، (وتكفيرِه)، وقتلِهِ!!!
و{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد}.
* * * * *
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-23-2009, 02:25 PM
حمزة الجزائري حمزة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر (العاصمة)
المشاركات: 984
افتراضي

الله المستعان
نسأل الله أن يهدي هؤلاء أو يقسم ظهورهم
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ الأديب محمد بوسلامة الجـزائـري :

(إنّ مدرستنا قد انهارت وإنّ مجاري التعليم قد غارت فلو لم يتلاف هذا الأمر بقية العلماء في هذه الديار وأهل السعة من الصالحين وولاة الأمور فسوف تتهافت بين ايديهم الاجيال كما تتهافت الفراش على شعلة الفتيل فكم من جريح وكم من قتيل إنّه تهافت الأجيال الذي تزول به الدول وتضعف منه الأمم وتنقرض به الحضارات إنني أدعو إلي حماية المواهب من المخمدات التي تمالأت على إطفائها فتبلغ بناشئة الأجيال إلى التخاذل والشعور بالنقيصة والقصور فلا تنهض له الهمم ولا ترتقي عزائمهم القمم إننا في زمن قد كثرت فيه عوامل الخفض والسكون وقلت فيه عوامل الرفع ونسأل الله الفتح المبين) - حماية المواهب -
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-23-2009, 03:05 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم ,
فكم أساءت مثل هذه التفجيرات للإسلام والمسلمين ,
وكم عانت الجزائر من هذه التفجيرات منذ أكثر من ستة عشر عاما
ولا زالت تعاني والله المستعان .
وكنتم شيخنا من السباقين للرد على أصحاب هذا الفكر المنحرف ,
ومن أوائل الذين استنكروا أفعالهم ؛ فحفظكم الله وزادكم من فضله .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-23-2009, 03:16 PM
فاتح ابوزكريا الجزائري فاتح ابوزكريا الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,234
جزاك الله كل خير يا أيها الشيخ الأبي علي الحلبي حفظك الله وجعلك ذخرا للأمة واعلم يا شيخنا أني أحبك في الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-23-2009, 04:11 PM
شادي نزال شادي نزال غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 288
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً فضيلة الشيخ المحدث علي الحلبى على هذا المقال النافع الرائع،
__________________
{كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل}

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-23-2009, 04:53 PM
ياسر أبو فخيدة ياسر أبو فخيدة غير متواجد حالياً
مدير عام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 420
Lightbulb

جزاك الله خيرا شيخنا علي الحلبي الأثري

ونأى الله عنك شر الناس و الدنيا

وانعم الله عليك بمزيد من العلم و الحلم
__________________
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله كثيراً من الفتن كما في حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم (2867).
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-23-2009, 06:18 PM
ابو يوسف ابو يوسف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر(بشار)
المشاركات: 105
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا نحنو الجزائريون عنينا كثيرا من هدا الفكر التدميرى ومزلنا والله المستعان
__________________
وما من كاتبٍ إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه


فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

D:\abouzid\مؤثر النص.html
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-23-2009, 07:34 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

بارك الله في جهودك شيخنا ، فالتكفير عانت منه بلاد الاسلام من الجزائر ومصر وسورية ،والأردن والسعودية وغيرها ،


نقول لهؤلاء المفجرين الآثمين ، هلا فجرتم في اليهود والنصارى ؟؟أم أنكم جنود لليهود والنصارى ؟؟
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-23-2009, 07:55 PM
ادم بن سليمان تولدى ادم بن سليمان تولدى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بريطانيا
المشاركات: 250
افتراضي

جزاك الله خيراً شيخنا على هذا المقال الماتع الذى يؤكد على خطورة التكفير ونحمد الله انكم من اوائل الذين تنبهوا وحذروا مِنْ خطر هذا الفكر فلله درك شيخنا الفاضل وابقاكم ربّى ذخرا ً للاسلام والمسلمين.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-24-2009, 01:15 AM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

جزاك الله خيرا شيحنا الفاضل ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
حسبنا الله و نعم الوكيل.
أخرج أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ، قال : ( المسلمون تتكافأ دماؤهم : يسعى بذمّتهم أدناهم ، ويُجِيرُ عَلَيْهم أقصاهم ، وهم يَدٌ على من سواهم ، يَرُدُّ مُشِدُّهم على مُضْعِفِهم ، و مُتَسَرِّعُهم على قاعدهم ، لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذي عهدٍ في عهده .).اهـ. قال الشيخ الألباني -رحمه الله -:(حسن صحيح) سنن أبي داود : رقم :2751-طبعة الشيخ مشهور.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ ، لا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ.) سنن أبي داود : رقم :2769- وقال الشيخ الأباني :صحيح.-نفس المصدر.
فاللهم اقبضنا إليك وليس لأحد علينا شيئا نُدان به ، و تغمَّدنا اللهم برحمتك ، وأنزل علينا عافيتك .
رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.