أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
26875 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-25-2017, 04:13 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
Arrow التعليق والتخريج على كتاب رحلة في الكون لهارون بن يحيى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليق والتخريج على كتاب رحلة في الكون لهارون بن يحيى

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد فهذان تعليقان على كتاب صغير سمعته في الشبكة العنكبوتية وهو متوفر للقراءة في الشبكة العنكبوتية أعجبني مضمونه إلا أن فيه ما يحتاج إلى تعليق في موضعين منه وههما التالي:

1- التعليق الأول على كتاب ( رحلة في الكون ):
إستدلال المؤلف بكروية الأرض ودورانها بقوله تعالى: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } [الزمر: 5]
قلت: أما الإستدلال على كروية الأرض فصحيح أما استدلال البعض بها لدوران الأرض فلا يصح كما سنبينه بعد قليل لأن الآية دلت على حركة الأرض بالسباحة في الفلك ولم توضح صفة وكيفية تلك السباحة كما سيأتي بيانه..
قال السيوطي في معترك الأقران في إعجاز القرآن (3/ 448): ( (يكَوِّر اللّيْلَ على النهار).
أي يلف هذا على هذا، ككور العمامة، وهو هنا استعارة على ما قال ابْن عطية يعيد من هذا على هذا، فكأنّ الذي يطول من النهار أو الليل يصير منه جزء على الآخر فيستره، وكأن الذي يقصر يدخل في الذي يطول فَيْستَتِر فيه.
ويحتمل أن يكون المعنى أنَّ كلَّ واحد منهما يغيّب الآخر إذا طرأ عليه.
فشبه في ستره له بثوبٍ يلف على آخر. ) إنتهى كلام السيوطي
وقال الألوسي في تفسيره روح المعاني (12/ 228 - 229): ( قوله تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ بيان لكيفية تصرفه فيما ذكر بعد بيان الخلق فإن حدوث الليل والنهار منوط بتحريك أجرام سماوية، والتكوير في الأصل هو اللف واللّي من كار العمامة على رأسه وكورها، والمراد على ما روي عن قتادة يغشى أحدهما الآخر، وهو على ما قيل معنى يذهب أحدهما ويغشى مكانه الآخر أي يلبسه مكانه فيصير أسود مظلما بعد ما كان أبيض منيرا وبالعكس فالمغشى حقيقة المكان، ويجوز أن يكون المغشى الليل والنهار على الاستعارة ويكون المكان ظرفا، والمقصود أنه لما كان أحدهما غاشيا للآخر أشبه اللباس الملفوف على لابسه في ستره إياه واشتماله عليه وتغطيه به. ) إنتهى
قلت: ولا مانع من أن يكون المراد اللف والتكوير معا لأن التكوير يُطلَق على الأمرين فالعمامة تشبه الكرة في الشكلة وهي تكور أي تُلَفُّ لفا والأرض كروية بمعنى أنها أقرب لشكل الكرة فإن كرة الأرض تشبه البيضة، لكن اللآية ليست صريحة على إثبات دوران الأرض حول نفسها لأن التكوير لا يلزم منه دوران المُكَوَّرِ حول نفسه ولا حول غيره وهذا ظاهر معلومم فالقصد أن اللف لا يلزم منه دوران الملفوف فمثلًا لف العمامة لا يلزم منه دوران العمامة بل هي ثابتة في مكانها أثناء اللف وإنما يُكَوَّرُ بعضها على بعض أي يُلَفُّ بعضها على بعض مع ثيوتها في مكانها عدم دورانها.
لكن دل القرآن على حركة الأرض بالسباحة في الفَلَك فقد ورد ذكر سباحة الأرض في االقرآن في آيتين من كتاب الله هما:
الآية الأولى: وهي قوله تعالى: { وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 31 - 33]
وهي تدل على سباحة الأرض- أي كرة الأرض التي تسمى اليوم الكرة الأرضية - أي حركتها فإن قوله تعالى: ( كل في فلك يسبحون ) في الآية 33 من سورة الأنبياء يعود على الليل والنهار المذكورَين في نفس الآية رقم 33 من سورة الأنبياء، والمراد بذكر الليل واالنهار التعبير الضمني عن الأرض بذكر أهم صفاتها وهي الليل والنهار، وهذا من أساليب التعبير والبيان في القرآن.
أما الأرض المذكورة صراحة في الآيات 31 من سورة الأنبياء فليست هي كرة الأرض بل هي القشرة السطحية اليابسة أي هي سطح الأرض الذي نمشي عليه ونعيش عليه.
الآية الثانية: وهي قوله تعالى: { وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [يس: 33 - 40]
قوله تعالى: ( وكل في فلك يسبحون ) في الآية 40 من سورة يس يعود على الليل والنهار المذكورَين في نفس الآية رقم 40 من سورة يس وفي لآية رقم 37 من سورة يس والمراد بذكر الليل واالنهار التعبير الضمني عن الأرض بذكر أهم صفاتها وهي الليل والنهار، وهذا من أساليب التعبير والبيان في القرآن.
أما الأرض المذكورة صراحة في الآيات 33 من سورة يس ويتكرر الكلام عنها في الآيات 34 - 36 من سورة يس فليست هي كرة الأرض بل هي القشرة السطحية اليابسة أي هي سطح الأرض الذي نمشي عليه ونعيش عليه.
فقد عبر الله عن الأرض في الآيتين من سورة الأنبياء وسورة يس بذكر بعض أهم صفاتها وهو الليل والنهار ثم ذكر أن الجميع يسبجون في الفلك والآية صريحة في الدلالة على حركة الأرض والشمس والقمر بالسباحة في الفلك وقد فصلت العلوم الدنيوية الحديثة في عصرنا صفة هذه السباحة بالأدلة القطعية الفيزيائية والفلكية والمصورة.
فالقرآن لم يدل صراحة على دوران الأرض ولا دوران أي كوكب ولكن دل صراحة على حركة الكواكب بالسباحة في الفلك دون بيان صفة تلك السباحة وكيفيتها وجاء العلم الحديث وبين صفة تلك السباحة المذكورة في القرآن بالأدلة العلمية الدنيوية في علوم الفيزياء والفلك وبالتصوير المتحرك.
فالقرآن ليس كتابا من كتب العلوم الدنيوة أنه لا يُعلِّم الناس العلوم كالطِّب والهندسة والرياضة والجغرافيا والطبيعة والكيمياء.
فليس تبيين العلوم الدنيوية من وظيفة القرآن وإنما يأتي ذكر بعض الحقائق العلمية الدنيوية أحيانًا - وهي حقائق علمية دنيوية لا جدل فيها وليست من قبيل النظريات - في القرآن لبيان الإعجاز أي لبيان إعجاز الله لخلقه عن أن يأتو بمثل ذلك وبيان قدرته وقهره على خلقه سباحنه.
فإنما وظيفة القرآن التي من أجلها أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هي تعليم الحق الذي ينفع الناس في دينهم ودنياهم وأُخراهم.
وأما كون القرآن يقوم على العلم ولا يتناقَض معه في كل العصور والأزمان فتلك حقيقة لا شكَّ فيها، بمعنى أنَّ كل ما جاء فيه من أمور يقال إنها علميّة دنيوية فهي صادقة، لأنها من صنع الله، والحقائق العلميّة من صنع الله.
أما النظريّات التي لا ترتقي إلى درجة الحقيقة فهي من صنع البشر فهي قد تَصدُق فتكون مُطابقة لما عند الله، وقد تكذِب فتُخالِفه، وهنا لا يجوز مطلقًا أن نفسر القرآن بالنظريّات ، وإنّما نفسِّره بالحَقائق لتوضيح ما فيه.
استفدت بعض ما فات من بعض الفتاوى.
وبنحو ما مر قال الإمام الألباني وسيأتي نقل كلامه.
وبهذا الذي قلناه من استدلال لحركة الأرض بالسباحة في الفلك من القرآن وبصفة ذلك وهو الدوران من العلوم الدنيوية الحديثة استدل الألباني رحمه الله في تسجيل له صوتي في رده على من زل من بعض العلماء في إنكار دوراة الأرض! كالعلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي بلاد الحرمين السابق رحمه الله وعفا عنه فقد ذهب لسكون الأرض وعدم دورانها! في بحث صغير له بعنوان ( الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب و على جريان الشمس والقمر وسكون الأرض )! وسيأتي نقل جميع ما وقفت عليه من كلام الألباني في ذلك من كتبه وتسجيلاته.
ولما سُئِلَ الشيخ خالد بن عبد الله المصلح في تسجيل مصور له عن دوران الارض حول الشمس أجاب بما معناه: ( ليس في القرآن والسنة ما يذكر دوران الأرض - أي حول نفيسها ولا حول الشمس - نفيًا ولا إثباتًا.
وذكر في تفسير قوله تعالى: ( { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64]) - قلت وقد جاء ذكر ذلك أيضا قبل هذه السورة في سورة النمل فقال تعالى: { أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [النمل: 61] - ذكر القرطبي أن الأرض مستقرة لا تدور ونقل القرطبي إجماع المتقدمين على هذا. - ومراد القرطبي كرة الأرض ثابتة مستقرة لا تدور!. - وهذا القول هو قول العلماء المتقدمين بأن كرة الأرض وقشرتها السطحية اليابسة كلاهما ثابت -
وتعقبه بأن الحقيقة أن هذه الآية لا تدل - أي على ذلك - والإجماع الذي نقله القرطبي ليس في أمرٍ ديني كي يكون حجة يمنع القول بغيره فقد ثبت في الدراسات والبحوث المعاصرة أن الأرض ليست ثابتة بل تدور.
وذكر أن المراد من الآية هو أن الأرض غير مضطربة. ) انتهى كلام الشيخ وما بين - - من كلامي توضيحًا.
قلت مراد الشيخ خالد بن عبد الله المصلح في ( أن المراد من الآية هو أن الأرض غير مضطربة. ) هو أن الأرض في الآية المراد بها قشرة الأرض اليابسة التي على صطحها التي نعيش عليها فهي ثابتة بسبب الجبال التي تمسك بها من جوانبها فقد قال تعالى: ( { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا } [النبأ: 6، 7] ) فالله جعل الجبار أوتادا للأرض بدليل أنه ذكرها عقب ذكر الأرض في الآية السابقة برقم 6 من سورة النبيأ فهي أي كالأوتاد للبيت أي لخيمة البيت وكالرواسي للسفينة كي لا تميل بمن عليها فتضطرب فقد قال تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا } [المرسلات: 25 - 27] فالآية تفيد في أن الجبال رواسي شامخة مرتفعة عالية مغروسة في الأرض فإن الله ذكر الرواسي في الآية 27 عقب ذكره الأرض في الآية 25 من المرسلات وليس ثمة شامخ أي مرتفع علي كالرواسي والأوتاد ‘لا الجبال هي الشامخة العالية ولما كانت الجبال أوتادا كما في سورة النبأ الآية السابعة والأوتاد لا توضع إلا كي يكون البيت أي خيمة البيت مستقرا لا يميل نكون بذلك علمنا أن الرواسي هي الجبال في كل موضع من القرآن ومنه قوله تعالى: { وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [النحل: 15] أي وألقى الله عز وجل في الأرض رواسي أي جالا شامخة مرتفعة تعمل عمل الأوتاد للبيت كي لا تميد بكم الأرض أي كي لا تميل وتضطرب بكم الأرض وتتزلزل لعلكم تهتدون إليه بمعرفة عظيم خلقه الذي في ذلك وهو نعمة الله عليكم.
وكذلك فقشرة الأرض السطحية اليابسة ثابتة بسبب الجاذبية الناتجة عن دورانها حول نفسها وحول الشمس كما اثبتت العلوم الدنيوية الحديثة -
والمسألة من مسائل العلوم الدنيوية لا الشرعية فلا يترتب عليه تبديع ولا تفسيق ولا تكفير.
وهذا الذي ذكره الشيخ خالد بن عبد الله المصلح من إجماع باطل هو مما استدل به الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز مفتي بلاد الحرمين فقال في تسجيل له: ( وأما الأرض فهي ساكنة، وقد نقل القرطبي رحمه الله في تفسيره إجماع العلماء قال: وأهل الكتاب أيضاً على أن الأرض ساكنة وثابتة.
وقال عبد القاهر البغدادي في كتابه: الفَرْق بين الفِرَق قال: أجمع أهل السنة على أنها ساكنة وثابتة، هذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة.
أما ما يقوله الناس اليوم وينسبونه إلى الرياضيين أو الفلكيين من دوران الأرض فهذا قول لا أصل له، ولا دليل عليه، وإنما هي خرافة وظنون ليس لها دليل من الواقع ولا من الحس، ولا دليل من نقل، وإن زعموا وجود ذلك، فالأرض ثابتة ومستقرة في الهواء بإذن الله عزَّ وجلَّ، والشمس والقمر والكواكب دائرات من حولها في جوها وفي فلكها. ) إنتهى كلام العلامة ابن باز.
ومر بيان بطلان الإجماع الذي نقله القرطبي ومثله في البطلان الإجماع الذي نقله عبد القاهر البغدادي.
والعجيب أنني بحثت في تفسير القرطبي عند الآية المذكورة وغيرها مما له تعلق بهذا الشأن وبحثت في الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي فلم أجد النصين! فلعل الشيخ ابن باز رحمه الله نقل النصين بالمعنى والله أعلم ومر بطلان الإجماعين وعدم حجيتهما كما مر بيانه.
فما بالك إذا علم أن الإجماع الذي هو حجة فيه خلاف بين العلماء والصواب أنه إجماع علماء الصحابة على ما هو معلوم من الدين بالضرورة أما إجماعات من بعدهم كالذي يسمى بإجماع العلماء وإجماع الأمة فليست بحجة وهذا اختيار الشوكاني والألباني وعلي الحلبي ومشهور بن حسن والعيد شريفي وانظر كتابي التعليق والتخريج على مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
فحتى لو سلمنا أنه إجماع في أمور دينية فليس بشيء لأنه إجماع غير الصحابة وليس بحجة وليس ثمة إجماع منقول عن الصحابة في نفي ولا إثبات دوران الأرض.
ملاحظة رفض بعضهم كلام منظمة ناسا الأمريكية المتخصص في علوم الفلك والفضاء وغيرها في بلاد الكفر في كون الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس من اجل انهم كفار من الجهل لان الخبر ليس ديني حتى نرفضه ثم أدليته صريحة ومصورة وهي علوم الدنيا لا علوم الآخرة وقد قال تعالى: { فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } [الفرقان: 59] قال العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فلكل علم اهل الخبرة فيه والواجب سؤالهم فيه ولم يفرق احد بين مؤمن وكافر في أخبار العلوم الدنيوية التي لا تعلق لها بالدين من قريب ولا بعيد وإنما العبرة فيها بالدليل العلمي الدنيوي وحسب.
وقال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم في القرآن وإعجازه العلمي (ص: 83): ( وقال الله تعالى في سورة الزمر آية - 5: ( خلق السماوات والارض بالحق، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لاجل مسمى ألا هو العزيز الغفار ).
تفسير علماء الدين: يقول المفسرون الاوائل إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والارض متلبسة بالحق والصواب على ناموس ثابت يلف الليل على النهار، ويلف النهار على الليل على صورة الكرة وذلل الشمس والقمر لارادته ومصلحة عباده وكل منهما يسير في فلكه إلى وقت محدود عنده وهو يوم القيامة.
النظرة العلمية تدل الآية على شيئين هما كروبة الارض ودورانها حول نفسها لان معنى التكوير هو لف الشئ على الشئ على سبيل التتابع أي الدوران كما تدل على أن كلا من الشمس والقمر يجرى أي يتحرك في مداره وأن لكل حركة زمنا محددا فالقمر له حركته الشهرية وللشمس حركتها حول نفسها ثم حركتها في مسارها وقد ثبت ذلك بالمشاهدة وبالوسائل والاجهزة الفلكية ويرى العلماء أن للشمس نهاية عندما تستنفد وقودها الذرى ولا يكون ذلك إلا عند فناء الكون حسب تقدير الله وتدبيره لانه سبحانه قدر كل شئ تقديرا. ) إنتهى
قلت: ما نقله عن علماء الدين يريدون منهم من يريد بقوله ( الأرض ثابتة ) أي كرة الأرض والقشرة اليابسة التي على سطح الأرض كلاهما ثابت مستقر وهذا قول كثير من القدماء من المفسرين.
وجمهور المفسرين والعلماء المعاصرين من يعني بقوله ( الأرض ثابتة ) أي القشرة اليابسة التي على سطح الأرض هي ثابتة مستقرة أما الكرة الأرضية فعندهم تدور ومنهم الإمام الألباني كما سلف وسيأتي كلامه.
ومن المعاصرين عدد قليل جدا شذوا وجانبوا الصواب ذهبوا إلى أن كرة الأرض وقشرتها الباسة التي على سطحها كلاهما ثابت مستقر! ومنهم العلامة ابن باز رحمه الله وعفا عنه وكما قيل لكل جوادٍ كبوة.
وهذا الأخير هو قول مهجور شاذ ليس العمل عليه عند المحققين من العلماء وقد مر الرد على هذا القول وبيان بطلانه وسيأتي نقل رد الإمام الألبانيمن كتبه وتسجيلاته.
وعلى كل حال المسألة ليست دينية بل دنيوية ذات صلة بعلوم الدنيا وقد تختلف الأنظار فيها من حيث الإستدلال لها بنص في القرآن والسنة فلا ينبغي التشديد مع المخالف فيها كما أفاد الشيخ خالد بن عبد الله المصلح في تسجيل مصور له في الشبكة العنكبوتية.
أما قول محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بعد ذلك: ( النظرة العلمية تدل الآية على شيئين هما كروبة الارض ودورانها حول نفسها لان معنى التكوير هو لف الشئ على الشئ على سبيل التتابع أي الدوران ) انتهى
قلت مر أن اللآية ليست صريحة على إثبات دوران الأرض حول نفسها لأن التكوير لا يلزم منه دوران المُكَوَّرِ حول نفسه ولا حول غيره وهذا ظاهر معلومم فالقصد أن اللف لا يلزم منه دوران الملفوف فمثلًا لف العمامة لا يلزم منه دوران العمامة بل هي ثابتة في مكانها أثناء اللف وإنما يُكَوَّرُ بعضها على بعض أي يُلَفُّ بعضها على بعض مع ثيوتها في مكانها عدم دورانها.
لكن مر ذكر الآيات الدالة على حركة الأرض بالسباحة والتي أوضحت وفصلت العلوم الحديثة الأدلة عليه من الفيزياء والفلك وبالتصوير المتحكر.
فالقرآن لم يدل صراحة على دوران الأرض ولا دوران أي كوكب ولكن دل صراحة على حركة الكواكب بالسباحة في الفلك وجاء العلم الحديث وبين صفة تلك السباحة المذكورة في القرآن.
وللدكتور مصطفى بن مسلم بحث دقيق في تفسير الآية وهو أستاذ في التفسير وعلوم القرآن حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر قسم أصول الدين تخصص علوم القرآن وكان عنوان البحث إعجاز القرآن الكريم وتم قبول رسالة الدكتوراه بدرجة مرتبة شرف وكان المشرف أ. د .. علي محمود خليل بتاريخ: 2005 - 08 - 22، عمل أستاذا مشاركا للدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم أستاذا بجامعة الشارقة والآن متفرغ لبجوثه الخاصّة.
حيث يقول الدكتور مصطفى بن مسلم في كتابه مباحث في إعجاز القرآن (ص: 174 - 176) تحت عنوان ( الأرض ): ( جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تتحدث عن الأرض خصائصها ومزاياها مبدأ خلقها ونهايتها.
يقول تعالى: خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) [الزمر: 5].
في ( مفردات الراغب في مادة (كور) ص 665)؛ كور الشيء: إدارته وضمّ بعضه إلى بعض ككور العمامة، وقوله تعالى: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما.
وفي «لسان العرب» (5/ 156): وتكوير الليل والنهار: أن يلحق أحدهما بالآخر، وقيل تكوير الليل والنهار تغشية كل واحد منهما صاحبه، وقيل:
إدخال كل واحد منهما في صاحبه، والمعاني متقاربة.
وفي «الصحاح»: وتكوير الليل على النهار تغشيته إياه، ويقال زيادته في هذا من ذلك. وفي التنزيل العزيز: يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، أي يدخل هذا على هذا وأصله من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها. وكوّرت الشمس جمع ضوؤها ولفّ كما تلفّ العمامة، وقيل معنى كوّرت غوّرت.
يقول سيد قطب «في ظلال القرآن» 6/ 3038 عند تفسير هذه الآية: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ: (وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسرا على الالتفات إلى ما كشف حديثا عن كروية الأرض، ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألّا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان لأنها نظريات تخطئ وتصيب وتثبت اليوم وتبطل غدا، والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر الضعاف المهازيل.
مع هذا الحرص فإن هذا التعبير يقسرني قسرا على النظر في موضوع كروية الأرض، فهو يصوّر حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض، فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس. فالجزء الذي يواجه الشمس من سطحها المكوّر يغمره الضوء ويكون نهارا، ولكن هذا الجزء لا يثبت لأن الأرض تدور وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه النهار، وهذا السطح مكوّر فالنهار كان عليه مكورا والليل يتبعه مكورا.
وكذلك وبعد فترة يبدأ النهار من الناحية الأخرى يتكور على الليل، وهكذا في حركة دائبة: يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ... واللفظ يرسم الشكل ويحدد الوضع، ويعين نوع طبيعة الأرض وحركتها، وكروية الأرض ودورانها يفسران هذا التعبير تفسيرا أدق من أي تفسير آخر لا يستصحب هذه النظرية اهـ.
ولقد توصل علماء الفلك في العصر الحديث إلى حقائق علمية دقيقة حول دورات الأرض في المجموعة الشمسية منها:
أ- تدور الأرض حول نفسها بسرعة ألف ميل في الساعة ومن هذه الدورة يتولد الليل والنهار.
ب- تدور الأرض حول الشمس بسرعة خمسة وستين ألف ميل في الساعة وتتولد من هذه الدورة الفصول الأربعة، وهي تميل أثناء دورانها حول الشمس بمقدار 5، 23 لتوزيع الفصول (1) - جاء عنده في الهامش: ( يرى بعض الباحثين المعاصرين في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (46) [الفرقان: 45 - 46]، إشارة إلى دورة الأرض حول نفسها وحول الشمس وقبض الظل حين ميل الأرض أثناء دورانها بالمقدار المذكور لتتولد الفصول الأربعة. انظر في ذلك: القرآن وإعجازه العلمي لمحمد إسماعيل إبراهيم ص 82، ط دار الفكر العربي. ) اهـ - .
ج- وتسير الأرض مع المجموعة الشمسية كلها بمعدل عشرين ألف ميل في الساعة نحو برج الجبار، ولم يتوصل العلم الحديث إلى الآن إلى ما يترتب على هذه المسيرة من أوضاع وهيئات، ولا بد أن له ارتباطا بنظام الكون بشكل ما (2) - جاء عنده في الهامش: ( للمزيد من معرفة هذه الحقائق انظر كتاب: الكون والإعجاز العلمي للقرآن للدكتور منصور حسب النبي ص 157 وما بعدها، ط. دار الفكر العربي. وكتاب الطبيعيات والإعجاز العلمي للقرآن الكريم للدكتور عبد العليم عبد الرحمن خضر ص 113، وما بعدها ط الدار السعودية للنشر. ) اهـ - ) إنتهى
فسبحان القائل: تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (62) [الفرقان: 61، 62]. ) إنتهى

وإليك كل ما وقفت عليه من كلام الإمام المحدث الفقيه المجدد الألباني في هذه المسائل فقد جمع الشيخ الفاضل شادي بن محمد بن سالم آل نعمان كلام الألباني في هذه المسائل في كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس وفي أشياء متصلة بالموضوع في موسوعةٍ مهمة صنعها بعنوان ( موسوعة الألباني في العقيدة ) - وكل ما فيها هو كلام الإمام الألباني من كتبه وتسجيلاته الصوتية إلا تبويب الموسوعة فمن الشيخ شادي - فقد جاء في (موسوعة الألباني في العقيدة 7/ 887) في كتاب (جماع أبواب الكلام على صفة الخلق، والكلام على أول المخلوقات، ومسألة كروية الأرض ودورانها وغير ذلك) وتحته في (7/ 901) تحت عنوان (كروية الأرض ودورانها): [1180] باب الأرض كروية: ( روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ( أول الأرضين خرابا، يُسراها ثم يمناها ).
(ضعيف).
[قال الإمام - أي الألباني -]: ثم إن ظاهر الحديث منكر عندي، لأن الأرض كروية قطعاً، كما تدل عليه الحقائق العلمية، ولا تخالف الأدلة الشرعية، خلافا لمن يُماري في ذلك، وإذا كان الأمر كذلك فأين يمنى الأرض ويسراها؟! فهما أمران نسبيان كالشرق والغرب تماماً.
"الضعيفة" (4/ 157 - 159).

وبعده في ( موسوعة الألباني في العقيدة 7/ 901 - 902 ): [1181] باب كروية الأرض وعلو الله تعالى: ( سؤال: يسأل (بعضهم) سؤالاً في العقيدة .. فيقول: أنه هذه الكرة الأرضية إذا فرضنا بأن رجل في الطرف الأعلى، بالنسبة لنا، ورجل آخر في الطرف الأسفل، فالرجل الأعلى إذا رفع يديه إلى السماء فإنه يسأل مِنَ الله تبارك وتعالى، ويكون الرفع باليدين إلى جهة العلو، وأما الرجل الذي في الأسفل في تصورنا فيكون يرفع يديه إلى تحت، فهل ممكن تُوضِّح لنا هذا؟
الشيخ: هذا خطأ؛ كل من كان على سطح الأرض فهو يرفع يديه إلى السماء إلى العلو، أنت اللي عم تحكيه خطأ من الناحية الفلكية وخطأ من الناحية الشرعية [ثم أخذ الشيخ يُصَوِّرُ شيئاً للسائل ليبين له المقصود].
" الهدى والنور" (41/ 42: 08: 00)

وبعده في ( موسوعة الألباني في العقيدة 7/ 902 - 904 ): [1182] باب هل العالم كروي؟: ( السؤال: هل في رأيكم أن العالم كروي أم مستقيم؟
الشيخ: هذا سؤال جغرافي أو ديني؟
مداخلة: كلاهما.
الشيخ: كروي.
مداخلة: هل أخطأ ابن باز حينما قال بأنها مستقيمة؟
الشيخ: مستقيمة أو مسطحة؟
مداخلة: مسطحة.
الشيخ: ليت أن الخطأ وقف عند المسألة الجغرافية.
مداخلة: يريد أن تشرح لي.
الشيخ: مسألة كُروية الأرض أو سطحيتها ليست مسألة عملية، ولا هي مسألة اعتقادية، يجب على المسلم أن يعرف حكم الشرع فيها، إذا كانت عملية ليتعبد الله بها كسائر العبادات، أو أن يعتقدها في قرارة نفسه وقلبه، إذا كانت عقيدة يؤمر كل مسلم أن يعتقدها وأن يُؤمن بها، وإنما هي مسألة قد تؤخذ على وجهين اثنين من تفسير بعض الآيات في القرآن الكريم، وبلا شك كما هو الشأن في أكثر المسائل يكون أحد الوجهين صواباً والآخر خطأ، وعلى هذا من اجتهد وكان أهلاًَ للاجتهاد وأول شرط لهذه الأهلية هو المعرفة باللغة العربية، فسواء أصاب أو أخطأ كما يعلم هو، من أصاب له أجران ومن أخطأ فله أجر واحد، وهذه الآيات التي جاءت حول الأرض هل هي متحركة كروية أم هي ثابتة، فليس هناك نص قاطع يؤيد أحد الوجهين المختلفين، ولذلك قلنا أن هذه ليست مسألة اعتقادية لا بد أن يكون فيها رأي مُوحَّد كما نعتقد برأي السلف، فبعض الآيات من القرآن الكريم التي تتعلق بهذا الموضوع يمكن أن يُفهم منها ثبات الأرض وسطحيتها، والبعض الآخر يمكن أن يُفهم منها حركتها ودورانها، وهذا الرأي هو الذي يترجح عندنا ويطابق في الواقع الطبيعي الذي يشعر به كل فرد من أفراد الناس سواء كان مسلماً أو كافراً.
ويكفي في أن نعرف أن المسألة ليس فيها دليل قاطع مع الذين يُلِحُّون على مخالفة ما ثبت علمياً اليوم أن الأرض متحركة وأنها تدور حول الشمس، يكفي لمعرفة أنه لا نص صريح يخالف هذه الفكرة أو هذا الرأي الفلكي، أن كثيراً من علماء المسلمين الذين يعترف كل المسلمين بعلمهم وفضلهم وبخاصة نحن معشر السلفيين نعتقد بإمامية شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الكتاب والسنة، وابن القيم الجوزية فضلاً عن غيرهما بأنهم كانوا يرون خلاف ما يذاع الآن بناء على بعض الظواهر القرآنية كآية: والجبال رواسي مثلاً، {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (النازعات:30)، ونحو ذلك من الآيات، ما فهموا منها هذا الرأي الجامد المخالف، أولاً لظواهر النصوص الأخرى، وثانياً للحقيقة العلمية الفلكية.
مثل آية وَصْف الجبال بالنسبة للأرض كالرواسي بالنسبة للسفن، لا يستلزم لغة أن تكون الأرض غير متحركة مطلقاً، وإنما تنفي حركة اضطرابية مضطربة.
ومثل هذه الآية آية: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} (النبأ:7)؛ لأننا نعلم بالمشاهدة أن الوتد بالنسبة للدابة ليس مانعاً لها من الحركة، وإنما الوتد يمنعها من الحركة الفوضوية وهي الشرود والانطلاق كيفما شاءت، لا، ربنا نَظَّم دوران الأرض كدوران الفرس حول الوتد، فجعل الجبال أوتاداً على عكس ما يدعون، هي تُثَبِت حركة الأرض لكن تثبت حركة علمية معروفة اليوم أنها منظمة ودقيقة جداً في طوال السنة لا تختلف ثانية، وكذلك الرواسي لا تمنع السفينة من الحركة، وإذا انتقلنا إلى الآيات الأخرى فهي صريحة أو تكاد تكون صريحة بعكس ما تفهمون من الآيات الأولى، كالآيات المذكورة في سورة يس، {وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} (يس:33)، إلى أن قال: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ} (يس:38 - 40)
من الآيات الثلاث: الأرض والقمر والشمس {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس:40)،
وهذه الآيات الدقيقة من الآيات الكونية على صدق النبوة والرسالة بدون
تَكَلَّف؛ لأن هناك آيات تعرفوا أنتم يتكلفون جداً في تأويلها وتطبيقها في بعض النظريات العلمية ...
"الهدى والنور" (435/ 00: 53: 00) و (436/ 00:00:55). ) إنتهى

وبعده في ( موسوعة الألباني في العقيدة 7/ 904 - 909): [1183] باب مسألة دوران الأرض هل هي حقيقة؟: ( السؤال: سائل يقول: ما قولكم في مسألة دوران الأرض؟
الشيخ: نحن الحقيقة لا نشك في أن قضية دوران الأرض حقيقة علمية لا تقبل الجدل، في الوقت الذي نعتقد أن ليس من وظيفة الشرع عموما ًوالقرآن خصوصاً أن يتحدث عن علم الفلك ودقائق علم الفلك، وإنما هذه تدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة تأبير النخل، حينما قال لهم: «إنما هو ظن ظننته، فإذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فأتوا منه ما استطعتم، وما أمرتكم بشيء من أمور دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم» فهذه القضايا ليس من المفروض أن يتحدث عنها الرسول عليه السلام وإن تحدث هو في حديثه أو ربنا عز وجل في كتابه فإنما لغاية أو لآية أو لمعجزة ونحو ذلك.
ولذلك فنستطيع أن نقول: أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ما ينافي هذه الحقيقة العلمية المعروفة اليوم والتي تقول: بأن الأرض كروية وأنها تدور بقدرة الله عز وجل في هذا الفضاء الواسع، بل يمكن للمسلم أن يجد ما يشعر إن لم نقل: ما ينص على أن الأرض كالشمس وكالقمر من حيث أنها كلها في هذا الفضاء كما قال عز وجل: {وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس:40) لا سيما إذا استحضرنا أن قبل هذا التعميم الإلهي بلفظة: وكل، هي تعني الكواكب الثلاثة، حيث ابتدأ بالأرض فقال: {وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} (يس:33) ثم قال: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس:38 - 40) لفظة كل تشمل الآية الأولى الأرض ثم الشمس ثم القمر ثم قال تعالى: {وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس:40)، هذا ظاهر من سياق الآيات هذه، وهي بلا شك آيات في ملك الله عز وجل باهرة، فكل هذا مع العلم بأن العلماء في التفسير أعادوا اسم كل إلى أقرب مذكور وهو الشمس والقمر، لكن ليس هناك ما يمنع أبداً من أن نوسع معنى الكل فيشمل الأرض التي ذكرت قبل الشمس وقبل القمر، هذا أقوله، فإن صح فبها ونعمت، وإن لم يصح فأقل ما يقال: أنه لا يوجد في القرآن كما قلت آنفاً ولا في السنة ما ينفي هذه الحقيقة العلمية.
أما ما يقال أو ما يستدل به من الآيات كجعل الله عز وجل الجبال رواسي أن تميد بهم، وكالأرض بعد ذلك دحاها ونحو ذلك من الآيات فهي في الحقيقة لا تنهض لإبطال هذه الحقيقة العلمية الكونية من جهة، بل لعل بعضها تكون حجة على المستدلين بها، فجعل الله عز وجل الجبال أوتاداً كذلك كالأوتاد تشبيهاً بالأوتاد فهذا نص صريح بأن ذلك لا يمنع تحركها مطلقاً، وإنما يمنع تحرك الأرض تحركاً اضطرابياً، بحيث لا يتمكن الساكنون عليها من التمتع بما فيها بل من الحياة عليها، ذلك لأننا نعلم أن الرواسي بالنسبة للسفن لا تمنع حركتها مطلقاً، لكنها تمنع أن تفلت هكذا في خضم البحر فتضربها الأمواج يميناً وشمالاً، ثم يكون مصيرها الغرق، كذلك الأوتاد التي تضرب عادة للخيل ونحو ذلك من الدواب فهي لا تمنع أبداً أن تتحرك تحركاً في مدى محدود أراده ذاك الواتد إن صح التعبير وهو الذي ضرب الوتد للحيوان.
ونحن نرى في سوريا في بعض البساتين البساتين التي تُزرع فيها بعض الحشائش التي هي طعام للخيل وللبقر ونحو ذلك من الحيوانات يسمى عندنا في بلاد الشام بالفصة وربما يسمى عندكم بالبرسيم، هذا الذي يباع في المدينة حشيش أخضر أليس هو البرسيم؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: هذا يزرع، فيأتي الفلاح حينما ينبت فيضرب وتداً لفرسه أو لبقرته، فتجد هذه البقرة تأكل من هذا البرسيم المقدار الذي يريده صاحبها، فهي تتحرك، لكن ما تتحرك كما تشاء تتحرك بفوضى كما لو أطلق لها الزمام، وإنما تتحرك حركة نظامية، ولذلك تجد قد شكَّلت دائرة، الفصة أو البرسيم الذي أكتله أصبحت الأرض جرداء تقريباً من الخضار، وما حولها لا يزال الخضار فيه قائماً.
فتشبيه رب العالمين تبارك وتعالى للجبال بالنسبة للأرض كالمراسي للسفينة، والأوتاد بالنسبة للحيوانات هذه أيضاً بالنسبة للأرض كل ذلك لا ينفي عن الأرض حركة مُنَظَّمة بقدرة الله تبارك وتعالى، لذلك قلت: أن هذا الآيات أو بعضها على الأقل هي أقرب إلى الدلالة على أن الأرض تتحرك أقل ما يقال، وأنها ليست ثابتة جامدة كما يتوهم كثير من الناس.
فخلاصة القول: لا يوجد في الشرع أبداً ما ينفي كروية الأرض، ثم كروية الأرض أصبحت اليوم حقيقة علمية ملموسة لمس اليد يعني يتهم الإنسان في عقله أو على الأقل في علمه فيما إذا جحد هذه الحقيقة، لأنك اليوم تستطيع أن ترفع السماعة وتتصل مع صديق لك صادق تقول له: الآن ماذا عندكم نهار أم ليل؟ سيقول لك: عندنا ليل، في الوقت الذي يًؤذَّن عندنا مثلاً لأذان المغرب يُؤذِّن عندهم لصلاة الفجر أو يكون قد طلعت الشمس، وهذا لا يمكن تصوره أبداً إلا كما يقول العلم هذا التجربة أن هذا ينتج بسبب أن الأرض تدور حول الشمس دائرة كاملة ينتج من وراءها الليل والنهار، ثم أدق من ذلك حصول الفصول الأربعة بسبب ابتعاد الأرض عن الشمس واقترابها، وهذا له تفصيله في علم الفلك في علم الجغرافيا لسنا في صدده، لكن الشاهد أنه لا يمكن أن تحصل هذه الأمور الواضحة إلا والأرض أولاً كروية، وإذا سُلِّم بكرويتها فلا يمكن أن يقال بأنها ثابتة، لأن البشر يسكنون هذه الأرض في كل جوانبها، كما يقال اليوم في القطب الشمالي وفي القطب الجنوبي، فلو كانت هي كروية وثابتة كيف يثبت من كانوا في أسفل القطب الجنوبي بل ومن كان في طرفيها، لكنها لما كانت تدور بقدرة الله العجيبة الدوران الذي لا يجعل حياة المستوطنين أو الساكنين عليها مضطربة فهذا أمر يعني غاية الإعجاز الدالة على عظمة قدرة الله تبارك وتعالى.
وأنا أريد أن أُذكِّر بشيء يقرب هذا الشيء البعيد الذي لا يدخل في أذهان بعض الناس: (وأنا في ألبانيا كنت أجيراً في دكانة خال لي كان حلاقاً، فكان يأتيه زبون مثلاً فيطلب له قهوة فنجان قهوة، يأتي الكهوجي أو أجير القهوجة يأتي أجيره في القهوة أو القهوجي وفي يده صحن أو صينية تقولون صينية؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: مثل هذه الصواني أكبر منها قليلاً، لكن هذه لها حاملة، يعني: ممكن أن نصورها هكذا .. ! هنا يضع إصبعه هنا ويمشي أولاً يده ويتسلى يعمل فيها هكذا، والفنجان على الصحن الصغير كما هي العادة لا يتحرك من مكانه، هذا مصغر جداً جداً يفهم الإنسان كيف تدور الأرض ولا يضطرب البشر عليها، والبشر بشر كما قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين:4) فإذا كان هذا الفنجان وهو موضوع في الصينية والذي يحركه هو إنسان جاهل غشيم قدرته ومداركه محدودة، مع ذلك ربنا عز وجل أعطاه شيئاً من العقل وشيئًا من القدرة، بحيث أنه يدير هذه الصينية وعليها الفنجان وهو فوق الصحن الصغير فلا يقطر منه قطرة، هذا كنا نراه ونحن صغار، الله عز وجل ماذا نقول، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل، أي: أن الله على كل شيء قدير، إذاً: القضية ما تحتاج إلا إلى شيء من العلم والإدراك الصحيح مع وجود الإيمان الكامل طبعاً بعظمة قدرة الله التي لا يمكن أن يتصورها إنسان. هذا رأيي في هذا السؤال.
مداخلة: جزاكم الله خير.
"الهدى والنور" (497/ 46: 42: 00)

وبعده في ( موسوعة الألباني في العقيدة 7/ 909): [1184] باب دوران الأرض من الحقائق العلمية التي لا تقبل الجدل: ( قال الإمام: كَوْن الأرض تدور في الفضاء أصبحت من الحقائق العلمية التي لا تقبل الجدل، وليس في الكتاب ولا في السنة نص ينافي ذلك خلافاً لبعضهم.
"التعليق على التنكيل" (2/ 185).

وجاء في ( موسوعة الألباني في العقيدة 9/ 335 - 336): [1633] باب قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً}: ( هل هذا في الدنيا أم يوم القيامة؟
سؤال: شيخنا الفاضل حفظك الله في تفسير الآية: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} (النمل:88) في الآية تفسير للشيخ الشعرواي بأن هذا إثبات لحركة دوران الأرض حيث يقول: أن تشبيه حركة السحاب المحمولة بالرياح مثل حركة الجبال المحمولة بالأرض المتحركة، واستدل الشيخ الشعرواي بأن يوم القيامة لا يكون فيه حسباناً إنما حقيقة، وأن الأرض والسماوات تبدل تماماً فلا ترى فيها عوجاً ولا أمتًا في الأرض، فهل من كلمة في هذا الموضوع وجزاك الله خيراً.
الشيخ: أنا بطبيعة الحال ما أستحضر الآيات التي جاءت قبل هذه الآية ولكن الذي أعلمه فيها من علماء التفسير الماضيين أن قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} (النمل:88) إنما هذا: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ} (إبراهيم:48) ففي هذا التبديل في الآية الأخرى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ} (النبأ:20) فهذا التبديل لا يكون في هذا العهد الذي يعيشه الناس بطمأنينة على هذه الأرض وإنما يوم ذلك {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ} (إبراهيم:48).
وأنا أقول بهذه المناسبة: إن كثيراً من الكتاب أو الوعاظ المعاصرين اليوم يحاولون أن يتكلفوا تطبيق بعض الآيات القرآنية على المخترعات أو الأفكار الفلكية التي اكتشفت في العصر الحاضر ظناً منهم أن في ذلك نصراً للإسلام، ونحن نقول: أن الإسلام ليس بحاجة إلى تكلف تأويل الآيات على خلاف ما كان عليه علماء التفسير سلفاً وخلفاً ولشيء من التكلف الذي لا يحتمله سياق الآيات وسباقها، فلا أجد هذا الذي نقل عن الشيخ الشعرواي صواباً بل هو مخالف لما هو عليه علماء التفسير، نعم.
"رحلة النور" (8أ/00:05:35).

وجاء في ( موسوعة الألباني في العقيدة 7/ 915 - 916): (متفرقات): [1188] باب الأرضين سبع كالسماوات: ( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن نبي الله نوحاً - صلى الله عليه وآله وسلم - لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاصٌّ عليك الوصية, آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين, آمرك بـ (لا إله إلا الله) , فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة, ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله, ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حَلَقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله, وسبحان الله وبحمده, فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق, وأنهاك عن الشرك والكبر, قال: قلت: أو قيل: يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر؟ - قال -: أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟ قال: لا. قال: هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: لا. قيل: يا رسول الله فما الكبر؟ قال: «سفه الحق وغمص الناس».
[قال الإمام]: وفيه فوائد كثيرة، "منها": أن الأرضين سبع كالسماوات. وفيه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما، ولعلنا نتفرغ لتتبعها وتخريجها. ويشهد لها قول الله تبارك وتعالى: {خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} أي في الخلق والعدد. فلا تلتفت إلى من يفسرها بما يؤول إلى نفي المثلية في العدد أيضا اغتراراً بما وصل إليه علم الأوربيين من الرًقِي وأنهم لا يعلمون سبع أرضين! مع أنهم لا يعلمون سبع سماوات أيضا! أفننكر كلام الله وكلام رسوله بجهل الأوربيين وغيرهم مع اعترافهم أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به، وصدق الله العظيم إذ يقول: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} ...
"الصحيحة" (1/ 1/259، 261). ) إنتهت جميع النقول النفيسة وبعضها منقول من كتب الشيخ الألباني وبعضها منقول من تسجيلات صوتية له في سلسلة الهدى والنور وغيرها.
وبما مر من نقول وغيرها نسأل الله أن يخرج البعض من التقليد للأقوال الشاذة والباطلة المخالفة للعقل بل والنقل!.

2- التعليق الثاني على كتاب ( رحلة في الكون ).
إنكار مؤلف ( رحلة في الكون ) قول من قال: ( أن الأرض على حوت والحوت على ثور ).
قلت: أصاب المؤلف فإن هذا ونحوه من الإسرائيليات المكذوبة التي اختلقها ملاحدة اليهود استهزاءً بالرسل والأنبياء.
وقد صح عن ابن عباس ذلك وهو من قبيل الإسرائيليات المكذوبة، أخرجه الطبري في تفسيره تحقيق أحمد شاكر (23/ 523 - 524 عند تفسيره قوله تعالى: ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) ( سورة القلم: 1 )): حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: ثني سليمان، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: أوّل ما خلق الله القلم، قال: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب القدر، قال: فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى قيام الساعة، ثم خلق النون، ورفع بخار الماء، ففُتِقت منه السماء وبُسِطت الأرض على ظهر النون، فاضطرب النون، فمادت الأرض، فأثبتت بالجبال، فإنها لتفخر على الأرض.
قلت: إسناده صحيح رواته ثقات مترجمون في التهذيب وأبو ظبيان صح سماعه من ابن عباس كما افاد أبو حاتم أنظر تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر وتهذيب الكمال للحافظ المزي وتدليس سليمان بن مهران الأعمش وسفيان الثوري لا يضر لأنه محمول على الإتصال لقلة تدليسهما ولأنه تدليس عن ثقة في الغالب إلا ما دل الدليل على نكارة متن أو مخالفة لثقات وليس هذا منه، وهذا الذي معنا موقوف وليس منكر ولا من مخالفتهما الثقات فابن عباس تواتر عنه نقل أمثال هذه الأخبار عن إسرائيليات أهل الكتاب في كتب التفسير كتفسير الطبري وابن أبي حاتم فليس بمنكر وقد صححه موقوفا بنحوه الشيخ المحدث عصام بن موسى بن هادي كما سيأتي.
ثم ذكره الطبري من طرق أخرى انظرها هناك وفي أحدها في تفسير الطبري (23/ 524) زيادة منكرة بلفظ (ثم قرأ ابن عباس: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)) وهو من طريق الأعمش، أن ابن عباس قال: إنّ أوّل شيء خُلق القلم، ثم ذكر نحو حديث واصل عن ابن فضيل، وزاد فيه: ثم قرأ ابن عباس: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ).
قلت: وهذا ضعيف منكر بزيادة ( ثم قرأ ابن عباس: نون والقلم وما يسطرون ) مخالف للطريق الصحيحة عن ابن عباس الخالية من ذكر اللآية وقراءة ابن عباس لها! ولذلك حكم الشيخ المحدث عصام بن موسى بن هادي على الزيادة بالنكارة مع صحة باقي الأثر فقد أخرجه الآجري في الشريعة تحقيق عصام بن موسى بن هادي ص 84 وحدثنا ابن شاهين قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا محمد بن الفضيل قال : حدثنا عطاء ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس قال : ( أول ما خلق الله تعالى : القلم ، فقال : اكتب قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم خلق النون فكبس على ظهره الأرض ، فذلك قوله : ن والقلم وما يسطرون. )
وقال الشيخ المحدث عصام بن موسى بن هادي عليه في تعليقه عليه : ( صح موقوفاً إلا قوله : فذلك قوله ( ن والقلم وما يسطرون ) ، فمنكر . والأثر ثابت عن ابن عباس وهو مما تلقاه عن أهل الكتاب وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم غنية عن أباطيل أهل الكتاب. ) اهـ
وقد ورد نحوه من مرسل مجاهد أنظر تفسير الطبري تحقيق أحمد شاكر (23/ 524)
وورد نحوه في حديث مرفوع ضعيف منكر المان عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنظر ضعيف الترغيب والترهيب للألباني (2/ 234 ح 2153) فقد قال الألباني هناك في تعليقه عليه: ( منكر ) اهـ ولكنه من قبيل الإسرائيليات المكذوبة وسيأتي نقل بعض شيء من ذلك.
وكله هراء مكذوب باطل من قبيل الإسرائيليات المكذوبة تجدها في التفاسير فحاشا أن يكون الدين يخبر بهذا الكلام الركيك الهزيل المضحك الذي لا يدل إلا على خفة عقول اليهود الذين يعتقدونه ويروونه، ومن نقله من السلف نقله عن الإسرائيليات تلك.
ولا يصح فيه حديث مرفوع.
وقال سامي بن محمد بن سلامة في تحقيقه تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 185 هامش (6)) بعد عزوه بعذ ذلك لتفسير معالم التنزيل للبغوي (8/186): ( وهذا من الإسرائيليات كما ذكر ذلك الشيخ محمد أبو شهبة في كتابه: "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" (ص305) وقال الإمام ابن القيم في المنار المنيف (ص76) في ذكر علامات الوضع: "أن يكون الحديث مما تشهد الشواهد الصحيحة على بطلانه، ومن هذا حديث: "إن الأرض على صخرة، والصخرة على قرن ثور، فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة، فتحركت الأرض، وهي الزلزلة" والعجب من مسود كتبه بهذه الهذيانات". أ. هـ. ) إنتهى
وهذه الإسرائيلية المكذوبة أشبه بقول بعض الملاحدة - في بلدان الغرب الكافر في بعض أفلامهم الأمريكية القذرة الكافرة - مستهزئًا: ( لسنا سوى ذرة تراب على ظهر فيل يحرك رجله ليركض في الكون ولم يكمل خطوةً بعد!. ) اهـ فلعل من قال هذه الإسرائيات التي مرت هو من اليهود الذين ألحدوا وأرادوا بقولهم ذلك الاستهزاء بالأنبياء والرسل فنقلها عنهم بعض من أحسن الظن بإسرائيلياتهم هذه.
وقد نبه على كون المنقول في ذلك هو من استهزاء اليهود بالرسل - أي أنهم ملاحدة اليهود - المحدث الشيح محمد بن محمد أبو شهبة فقال في كتابه العظيم (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص 305): ( وإليك ما قاله إمام حافظ، ناقد، من مدرسة اشتهرت بأصالة النقد، وهو الإمام ابن قيم الجوزية، قال في أثناء كلامه على الأحاديث الموضوعة: "ومن هذا: حديث أن قال: جبل من زمردة خضراء، محيط بالدنيا كإحاطة الحائط بالبستان، والسماء واضعة أكنافها عليه" - انتهى كلام ابن القيم -، ومن هذا: حديث: أن الأرض على صخرة، والصخرة على قرن ثور، فإذا حرك الثور قرنه، تحركت الصخرة، فهذا من وضع أهل الكتاب الذين قصدوا الاستهزاء بالرسل. ) انتهى كلام محمد بن محمد أبي شهبة وكلامه متين دقيق وذكر قبله بعض الروايات في ذلك إلا أنه شكك في صحته عن ابن عباس لاختلاف ألفاظه وكلامه مردود فإنه صحيح عن ابن عباس أما اختلاف ألفاظه فلا يضر فيجوز أن يروى بعدة ألفاظ فغايته أنه من الإسرائيليات التي قد يكون منشأن اختلاف ألفاظها هو اختلاف المنقولة عنه من مسلمة أهل الكتاب ككعب الأحبار أو غيره ثم إنه قد جاء من طريق صحيح عند ابن جرير الطبري وغيره كما مر بيانه فلا معنى للحكم بضعف سنده!,
ونص كلام ابن القيم فيالمنار المنيف في الصحيح والضعيف ص 78 ح 137: ( ومن هذا حديث "إن قاف جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ تُحِيطُ بِالدُّنْيَا كَإِحَاطَةِ الْحَائِطِ بِالْبُسْتَانِ وَالسَّمَاءُ وَاضِعَةٌ أَكْنَافَهَا عَلَيْهِ فَزُرْقَتُهَا مِنْهُ" وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ مِمَّا يَزِيدُ الْفَلاسِفَةَ وَأَمْثَالَهُمْ كُفْرًا. ) انتهى كلام ابن القيم.
وقد يقول قائل هذه أمور غيبية غير مشاهدة لو صحت فلا إشكال!، فأقول: هذا باطل لأنه كلمات ركيكة ومعاني مضحكة فما معنى أن تكون الأرض على قرن ثور والثور على فيل هذا هراء مضحك سواء كان المقصود المشاهَد في الكون أو غير المشاهَد الذي من الغيبيات التي لا تستطيع العين رؤيتها.
وبهذا بتضح بطلان هذه الإسرائيليات.
وقال الشيخ الفقيه المحقق محمد بن صالح المنجد في موقعه الإسلام سؤال وجواب في الشبكة العنكبوتية في فتوى له جوابا على سؤال رقم 114861 تحت عنوان ( روايات مكذوبة أن الأرض موضوعة على ظهر ثور. ) فيها السؤال التالي: ( مررت برواية مفادها أن الأرض موضوعة على ظهر ثور ، وعندما يحرك الثور رأسه يحدث زلزالا . أظن أنني رأيت هذا في ابن كثير (2/29 و 1/50) . هل يمكنكم تفسير هذا ؟
فأجاب الشيخ المنجد بقوله: ( الحمد لله
ما ذكره السائل هنا لم يرد بإثباته دليل من القرآن الكريم ، ولا من السنة النبوية الصحيحة ، وغاية ما ورد فيه آثار عن بعض الصحابة والتابعين .
فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( أوّل ما خلق الله من شيء القلم ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع بخار الماء ، فخلقت منه السماوات ، ثم خلق " النون " – يعني الحوت - فبسطت الأرض على ظهر النون ، فتحرّكت الأرض فمادت ، فأثبت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض ، قال : وقرأ : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/307) وابن أبي شيبة (14/101) وابن أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير (8/210) – والطبري في "جامع البيان" (23/140) والحاكم في "المستدرك" (2/540) ، وغيرهم كثير ، جميعهم من طريق الأعمش ، عن أبي ظبيان حصين بن جندب ، عن ابن عباس به . وهذا إسناد صحيح . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم . كما ورد ذلك عن مجاهد ومقاتل والسدي والكلبي . وانظر: "الدر المنثور" (8/240) ، وتفسير ابن كثير (8/185) في بداية تفسير سورة القلم.
وهذا الأثر – كما ترى – موقوف من كلام ابن عباس ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، والغالب أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذه عن كعب الأحبار ، أو عن كتب بني إسرائيل التي تحتوي على كثير من العجائب والغرائب والكذب ، يدل على ذلك التفاصيل التي تذكرها بعض كتب التفسير في هذا الموضوع :
يقول الإمام البغوي رحمه الله :
" وقالت الرواة : لما خلق الله الأرض وفتقها بعث من تحت العرش ملكًا ، فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع ، فوضعها على عاتقه ، إحدى يديه بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ، باسطتين قابضتين على الأرضين السبع ، حتى ضبطها ، فلم يكن لقدميه موضع قرار ، فأهبط الله عز وجل من الفردوس ثورًا له أربعون ألف قرن ، وأربعون ألف قائمة ، وجعل قرار قدمي الملك على سنامه ، فلم تستقر قدماه ، فأخذ الله ياقوتة خضراء من أعلى درجة في الفردوس ، غلظها مسيرة خمسمائة عام ، فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه ، وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض ، ومنخراه في البحر ، فهو يتنفس كل يوم نفسًا ، فإذا تنفس مدَّ البحر ، وإذا رد نفسه جزر البحر ، فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار ، فخلق الله تعالى صخرة كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها ، وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه : ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة )، ولم يكن للصخرة مستقر ، فخلق الله نونًا وهو الحوت العظيم ، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال ، والحوت على البحر ، والبحر على متن الريح ، والريح على القدرة . يقال : فكل الدنيا كلها بما عليها حرفان ، قال لها الجبار جل جلاله : كوني فكانت .
قال كعب الأحبار : إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس إليه ، فقال له : أتدري ما على ظهرك يا لوِيثا – اسم الحوت - من الأمم والدواب والشجر والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك ، فهمّ لوِيثا أن يفعل ذلك فبعث الله دابة فدخلت منخره فوصلت إلى دماغه ، فعج الحوت إلى الله منها ، فأذن لها الله فخرجت .
قال كعب : فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن همَّ بشيء من ذلك عادت كما كانت " انتهى.
"معالم التنزيل" (8/186) ونحوه في تفسير القرطبي (29/442)، وكلام كعب الأحبار رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/8)، وعلق محققو تفسير القرطبي (1/385): كل من الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ومحمد رضوان عرقسوسي على هذا الأثر بقولهم: " خبر إسرائيلي لا أساس له، وكان من الأولى بالمصنف أن ينزه كتابه عن مثل هذا " انتهى.
فانظر كيف أن القصة زاد فيها الرواة وفصلوا ، ثم رجع الأمر إلى كعب الأحبار الذي هو مصدر كثير من العجائب المنسوبة إلى هذا الدين .
ولذلك أشار الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/15) – بعد ذكر مجموعة من الغرائب منها هذا الحديث – إلى أنها من الإسرائيليات ، فقال : " هذا الإسناد يذكر به السدي أشياء كثيرة فيها غرابة ، وكأن كثيرا منها متلقى من الإسرائيليات " انتهى.
وقد وردت بعض الأحاديث المرفوعة المنكرة في هذا المعنى ، منها ما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الأرض على الماء ، و الماء على صخرة ، و الصخرة على ظهر حوت يلتقي حرفاه بالعرش ، والحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء ) وهو حديث موضوع، انظر: "السلسلة الضعيفة" (رقم/294) .

وإذا كان مثل ذلك لم يصح فيه شيء عن الشرع المعصوم ، لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما غاية ما فيه آثار عن بعض السلف ، ومن الظاهر أن مردها جميعا إلى الأخبار عن بني إسرائيل ؛ فالواجب في مثل ذلك الإمساك عن الجزم فيه بشيء ، وتفويض العلم بشأنه إلى علام الغيوب ، كما أدبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا الْآيَةَ ) , رواه البخاري (4485) .
وفي رواية أخرى بيان سبب التوقف عن تصديق أو تكذيب مثل ذلك :
( فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ ) رواه أبو داود (3644) وأحمد (16774) ، وصححه الألباني في الصحيحة (2800) .
والله أعلم.) إنتهى كلام الشيخ المنجد

قلت: ومر أن الصواب أنها من الإسرائيليات المكذوبة لا المسكوت عنها على لسان عدد من العلماء وهذا يرد على قول الشيخ محمد بن صالح المنجد في آخر كلامه الآنف الذكر بالسكوت والتوقف وعدم الجزم بكذب ولا صدق هذه الإسرائيلية.

وهذه التعليقات هنا للتحميل بصيغة rtf مضغوطة بصيغة zip:
http://www.m5zn.com/d/?16803797
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.