أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
68300 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-16-2010, 11:20 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي خذوا على أيديهم...لا تُغرقوا السَّفينةَ0000للشيخ الدكتور عبد العزيز بن ندى حفظه الله

خذوا على أيديهم...لا تُغرقوا السَّفينةَ
د.عبد العزيز بن ندَى العتيـبي




الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نَبيّ بعده أما بعد:

إنَّ الخراب والدّمار لا ينشده ذَوُو العقول والألباب فلا أحد يقبل بهدم بيته، وخراب داره، ولا يسعى في ذهاب مصالحه وفساد شأنه، ولكنها الفتَنُ إذا حلت بأرض جعلت من النساء أَيامَى، والأبناء يتامَى، والديار خرابا، والسواد بياضا، واعلموا عباد الله! أنَّ دعاةَ الفتَن وموقدوها، ورؤوس الفوضى، وأقطاب الفساد زينوا للدّهْماء وعامة الناس أنَّهم دعاة إصلاح، وهم دعاة فساد في البلاد، ونار شر تُحرق العباد، قال الله تعالَى في هؤلاء وأمثالًهم:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ ) (البقرة 13ـ11)
أَي: ارجعوا عن سبل الغواية والضلال، قالوا: نَحن أهل الرأي السديد والقول الرشيد، وهم عند التحقيق عبيد للشهوات والشبهات (وَلَكنْ لاَ يَعْلَمُونَ)، فكيف نأمن أولئك على الدين والأنفس والأعراض والأموال؟!
بل كيف وُسّدوا الْمناصب، ووضعت تَحت أيديهم مصالح العباد؟! ودعوتُهم قائمة علَى الإفساد في كلّ واد!

ولله در القائل:
ومن ذا الذي يرجو اللئيم سجية
ويأمل ريا منه وهو سراب
ويعقد كفيـه على وُدّ غَـادر
ألا إن عمران العدو خراب




التّعوذُ من جَهْد البَلاء

لن ندع أحدا يهدم بيتا وَيخرب مسجدا، ولن نترك الداء يسري في الْمجتمع يسمم الناس بأفكار هدامة، نهايتها الحسرة والندامة، ولماذا تُهمل هذه الأفكار والأحزاب تعيث في الأرض الفساد، فكلما ظهرت في مكان أو زمان نشرت البلاء والوباء، وأحيت الفتن وانتشر الْهرج، وشاعت الفوضى، وعمَّ الفساد في الأرض، وعندنا تصبح الفوضى سائدة فلا تسأل عن الْهلكة، وعذاب الفرقة والاضطراب والخلاف الذي يحل في الأوطان، ويضعف البلدان، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة الْمجتمع من البلاء والفتن وشقاء العيش وصعوبة الحياة فكان يرشد أصحابه إلَى أفضل الدعاء،
كما روى البخاري (6616)، ومسلم (2707) في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعوذوا بالله من جَهْد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وَشَماتة الأعداء».



ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا

لقد تنوع التوجيه والبيان والإرشاد في كتاب الله وسُنة نَبيّه ومن ذلك ضرب الأمثال لتدرك العقول وتعي القلوب مراد الله، ليكون قريبا إلَى الأذهان
قال تعالَى: (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) (إبراهيم: 25)،
وقال تعالَى: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (الحشر: 21)

وسنذكر مثلين من السنة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تبين أن الفتن تبدو صغيرة فإذا بها تصبح في قوتها وفتكها بركانا هائجا.



ومعظمُ النار من مُستصغر الشرر

أولا: الاستهانة بصغائر الذنوب
روى أحمد في الْمسند (331/5) بسند صحيح من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إيَّاكُم ومُحقرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حَتَّى أَنْضَجوا خبزتَهم، وإن مُحقرات الذنوب مَتَى يؤخذ بها صاحبها تُهلكه»،
وله شاهد رواه أَحْمدُ في الْمُسند (402/1) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إيَّاكم ومُحقرات الذنوب فَإنَّهن يَجتمعن على الرجل حتَّى يهلكنه، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لَهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يَجيء بالعود حتّى جَمعوا سوادا، فَأَجَّجُوا نارا، وأَنْضَجوا ما قذفوا فيها».

1- ضرب النبي صلى الله عليه مثلا الذنوب الصغيرة والاستهانة بأمرها بالأعواد الصغيرة التي إذا اجتمعت أوقدت نارا وأنضجت طعاما.
2- ويستفاد من الحديث أن بعض الفتن تبدو صغيرة ولكنها سبيل إلى القضاء على الْمَمالك والدول، وضياع لمصالح الأمم والشعوب، فلا بد من حسم مادّتها، وَوَأْدها في مهدها.



نَجاةُ السفينة نَجاةُ الْمُجتمع

ثانيا: الأخذ على أيدي المخالفين والمنحرفين نجاة للأمم
روى البخاري في صحيحه (2493، 2686) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم في أسفلها، وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء يَمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولَم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نَجوا ونَجوا جَميعا».

وفي رواية له: «فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا: ما لك؟ قال: تأذيتم بي، ولا بد لي من الْماء فَإن أَخَذوا على يَديه أَنْجَوه ونَجَّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم».

وفي رواية لابن حبان في صحيحه (533/1): «فقال: من ناوأه من السفهاء: إفعل، فأهوى إلَى فأس ليضرب بها أرض السفينة، فأشرف عليه رجل رشيد فقال: ما تصنع؟ فقال: نحن أقربكم من المرفق وأبعدكم منه أَخرقُ دف السفينة فإذا استغنينا عنه سددناه، فقال: لا تفعل فإنك إن فعلت تَهلك ونَهلك».

1- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا المجتمع فيه قوم صالحون وآخرون مفسدون وقعوا في المخالفة والانحراف عن الصراط المستقيم، بجماعة في سفينة همَّ بعضهم بفعلي ظاهره مصلحة وهو خطر على السفينة وأهلها، فلا بد أن يأخذ العقلاء على أيدي السفهاء، ولا يتركوهم وما أرادوا، وَيَمنعوا الأقوال والأفعال الْمُنحرفة ففي ذلك النجاة والسلامة للجميع.
2- قال الله تعالَى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (الأنفال: 25)
أَيْ: لا تَختصُّ إصابتها برؤوس الضلالة، ومن يباشر الظلم منكم بل يعمه وغيره، كإقرار الْمنكرات، والْمُداهنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وافتراق الكلمة، وظهور البدع، والسكوت عن سادات الفوضى فأعمالُهم تعقبها فتن لا تبقي ولا تذر.
3- ويستفاد من قول الله سبحانه وتعالَى وحديث نَبيّه أنه إذا لَم يأخذ العقلاء على أيدي السفهاء من العابثين بالأمن، ودعاة الشر، وباعثي الفتن ضاعت البلاد وهلك العباد، ولا يخفى أن استمرار الحضارات وحياة الشعوب وصلاح المجتمعات في حاجة لعلاج ناجع ومواقف حازمة، فشرارة الفتنة تطفأ في حينها، وأفكار السوء والْمعتقدات الْمنحرفة توأد في مهدها، والأفاعي تقتل في جحورها.



القضاءُ على مادَّة الفساد

فلا يستهان بمادة الفساد التي تتسلل إلى الجسد فيتآكل شيئا فشيئا حتى تفتك به، فصغائر الذنوب تؤذي، والْمُداومة عليها سَيجرُّ يوما إلَى الوقوع في الكبائر، فحذار من كل زلة وانْحراف، وتَنبَّه من الوقوع في الفتن، ولا تستصغر أَمْرَ قَذاة وقعت في العين فكم من الدمع أسالت علَى الْخدّينً. وكذلك شأن الذنوب والمعاصي والبدع في الناس، والخطوب والأخطار عندما تستهين بها الدول والأمم...

مثلُ القذاة بعين المرء يَحقرُها
ودمعُها أبداً من وَخْزها يكًفُ



تاريخ النشر: الاثنين 3/3/2008
جريدة الوطن (الكويت)
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-17-2010, 12:02 AM
أبو طلحة السلفي أبو طلحة السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 359
افتراضي

جزاكم الله خيراً
__________________
من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-17-2010, 12:34 PM
أحمد جمال أبوسيف أحمد جمال أبوسيف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,209
افتراضي

جزى الله خيرا كاتبها وناقلها
__________________
{من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع}
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-16-2017, 10:18 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,046
افتراضي

يرفع للأهمية
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العتيبي, ابن ندى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.