مادة للمباحثة: قول أهل الصُّنْعة الأكابر في حديث «لا يمسّ القرآن إلا طاهر».

[عبد الحميد العربي]

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- (5/ 357س14 الفتوى برقم8859) «....وليس له أن يقرأ من المصحف إلا على طهارة كاملة من الحدث الأكبر والأصغر»
-(5/371 برقم11504) «إذا عجز المسلم عن استعمال الماء، أو لم يجده، جاز له التيمم ومسّ المصحف».

[عبد الحميد العربي]

هذا ما يسّر الله لي جمعه في هذا المنبر وأسأل الله أن أكون وفقت في الجواب، ومنه جلّ وعزّ أستمد الصواب، وفي الختام أنصح كل طالب علم وطالبة باستدامة النظر في كتب السلف، وشغل الوقت بتقييد الفوائد، والنزوف عن مجالس القيل والقال فإنها مشغلة عن الحق ومكروهة عند الرحمن.
أخرج الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم (برقم 2415) بسند لا بأس به عن أحمد بن أبي عمران قال: كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع وقد تخلّف في منزله، فبعث غلاما من غلمانه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي صاحب الغريب يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام فقال: قد سألته ذلك فقال لي عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي منهم أتيت، قال الغلام: و ما رأيت عنده أحدا إلا أن بين يديه كتبا ينظر فيها، فينظر في هذا مرة، وفي هذا مرة، ثم ما شعرنا حتى جاء، فقال له أبو أيوب: يا أبا عبد الله! سبحان الله العظيم، تخلّفت عنا وحرمتنا الأنس بك، ولقد قال لي الغلام: إنه ما رأى عندك أحدا، وقلت: أنا مع قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي معهم أتيت، فقال ابن الأعرابي:

لنا جلساء ما نـمل حديثهـــــم====ألباء مأمنون غيبا ومشهـدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى====وعقلا وتأديبا ورأيا مسـددا
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشـــرة====ولا يتقى منهــم لسانا ولا يدا
فإن قلت: أموات فلا أنت كاذب====وإن قلت: أحياء فلست مفندا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
والحمد لله ربّ العالمين.