أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
71964 | 89305 |
#1
|
|||
|
|||
دعوت فلم يستجب لي
دعوت فلم يستجب لي إعلم أن كل دعاء مستجاب، ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم، فلك أن تدعو بما تشاء، فالدعاء لك، ولكن الإجابة ليست لك، فالإجابة لله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل. قالوا: يا رسول الله وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي) رواه أحمد وصححه الألباني فالإجابة لله عز وجل، وقد يعطيك الله ما طلبته كما طلبته، وكلما أعطاك الله عز وجل سؤلك، كان هذا داع لازدياد اليقين في قلبك، وعظم إيمانك بربك، ولهذا فاعلم أن العطاء قد يكون حجة عليك، فكلما زادت درجة اليقين عند العبد، كلما عظمت معصيته وزادت عقوبته عند ربه، إذا عصى فلما سأل الحواريون سيدنا عيسى عليه السلام أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء ليأكلوا منها وتطمئن قلوبهم، قال الله عز وجل : (إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) المائدة115 ولك أن تنظر إلى عقوبة إبليس الكبيرة، وهي لعنة الله وطرده من رحمته سبحانه وتعالى إلى يوم القيامة، ثم الخلود الأبدي في النار، لماذا ؟ لما عصى إبليس وتكبر وتجبر على الحال التي هو عليها، من معرفته بالأمور الغيبية التي عايشها، ودرجة اليقين التي هو عليها، من معرفته بالله وعظمة الله وجبروته ووجوب عبادته وطاعته، وعلمه اليقيني بوجود الجنة والنار والبعث، فلما كان على هذه الدرجة من العلم اليقيني، كانت معصيته عظيمة، وعقوبته أليمة شديدة فكلما زاد اليقين زادت العقوبة قال ابن القيم رحمه الله : لو تأملت في حالك، لوجدت أن الله أعطاك أشياء لم تطلبها، فثق ان الله لم يمنع عنك حاجة رغبتها، إلا ولك في المنع خيرا تجهله. |
|
|