أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
70535 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2018, 03:50 PM
أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي أبو يزن أشرف بن تيسير الحديدي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الاردن - السلط
المشاركات: 343
افتراضي لماذا نمنع الاحتفاء والمشاركة بالأعياد المحدثة؛ مثل عيد الأم، وعيد الحب، وما شابه


لماذا نمنع الاحتفاء والمشاركة بالأعياد المحدثة؛ مثل عيد الأم، وعيد الحب، والأعياد الوطنية، والمولد النبوي، وما شابه ذلك؟


لتعلم أن كل المعاني والمقاصد الجميلة التي يذكرها المجيزون لهذه الأعياد، هي معان ومقاصد جليلة ومعتبرة في الشرع، فالشرع لا ينكرها، بل يقرها ويدعو إليها، ولكن الإشكال هو في جعلها أعيادا يحتفى بها، وعلى هذا فلتعلم ما يلي :

أولا : لابد أن نعلم أن العيد من العود والتكرار؛ أي أن هذه المناسبة تعود كلما مرت فترة زمنية ما، ولذلك فإن تسميتها بالذكرى أو بيوم كذا أو ما شابه ذلك من المسميات لا يغير في كونها عيدا، فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات.

ثانيا : لا يجوز تعظيم أي زمان أو أي مكان في الشريعة إلا بدليل تخصه الشريعة به، وما الاحتفاء بالأعياد في حقيقته إلا تعظيما لها، وما تقديم الهدايا في أيام قبلها أو بعدها والحوم حولها إلا إقتناعا بهذه الأعياد وحرصا على عدم تفويتها وأنها ما زالت مقصودة.

ثالثا : لا يجوز الإحتفاء بهذه الأعياد المحدثة، لما سبق، ولحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فقال : كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد بدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى. رواه النسائي وصححه الألباني
وفي هذا الحديث فائدتان هامتان:
الأولى: في لفظ ( وقد بدلكم ) دلالة على نسخ القديم وعدم جواز المشاركة فيه.
الثانية: في لفظ ( وقد بدلكم الله) دلالة على أن الأعياد من شعائر الدين وأنها توقيفية؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي أبدلنا بهما، فمن أحدث عيدا فقد أحدث شعيرة دينية، لم يقرها الشرع.

وأما دعوى موافقة هذه الأعياد لمقاصد شرعية مرغب بها في الشرع، فهي دعوى باطلة، فما وافق من هذه المقاصد شرع الله عز وجل، تحققت فيه المصلحة الشرعية الحقيقية المقصودة، وكانت طاعة لله عز وجل، وما خالف شرعه سبحانه وتعالى، كان مقصد ومصلحة متوهمة غير شرعية، وكانت طاعة للشيطان، ولم يقبل من هذا -الذي نظنه طاعة- شيئا، فلا تكون الطاعة إلا بموافقة ما شرعه الله عز وجل.

ولا يخفى على جليل علمكم أن العبرة ليست بوجود فتاوى تبيح الاحتفاء بهذه الأعياد، فالفتاوى في زماننا على هوى الناس ورغباتهم، بل وقد تكون لها إعتبارات سياسية وإقتصادية ومجتمعية، فترى فتاوى مثلا في جواز ربا البنوك، وجواز ذبح الدجاج في عيد الأضحى بدلا من الأنعام، وأيضا فتاوى بجواز مصافحة النساء الأجنبيات، وفتاوى بعدم حرمة الخمر، وغير ذلك من الطامات، فالعبرة إذا ليست بوجود الفتاوى ولكن العبرة بموافقة الفتاوى للحق بالدليل.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.