أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
95520 107599

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 10-29-2012, 08:09 AM
محمد الامام محمد الامام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 48
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة
[size="5"][color="navy"][1] نعم أصبتَ في هذه، فقد جاء في أحاديث أُخر: (أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ) و (أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ) و (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل في نفسه وهواه) وغيرها، قال الشيخ علي القاري -رحمه الله- في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 2482):
"وَلَا يُنَافِيهِ مَا وَرَدَ: أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ عَلَى مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ ; لِأَنَّهُ أَشَقُّ عَلَى النَّفْسِ، أَوِ الْأَفْضَلِيَّةُ إِضَافِيَّةٌ، أَوِ التَّقْدِيرُ مِنْ أَفْضَلِ الْجِهَادِ".
[
همسة،،، علي القاري على مذهبي الذي تشم فيه رائحة التكفير...

اي انه يرى السكوت في حال عدم القدرة على الصدع بالحق لا لان الحكام يعبدون من دون الله (ولا تشم رائحة تكفير في هذه الجملة فانه تعبير مجازي..)

قال في مرقاة المفاتيح : (( قال ) أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لا يمنعن ) : بالتذكير ويؤنث ( أحدا منكم هيبة الناس ) أي : عظمتهم وشوكتهم ومخالفتهم ومهابتهم ( أن يقول بحق ) أي : من أن يتكلم به ، أو يأمر له ( إذا علمه ) : وفي النهاية : يجعل العرض القول عبارة عن جميع الأفعال ويطلقه على غير الكلام ، فيقول قال بيده أي : أخذ ، وقال برجله أي : مشى ( وفي رواية ) أي : بدلا من قوله : أن يقول بحق ( إن رأى منكرا ) : بإن الشرطية ( أن يغيره ) : مفعول لا يمنعن أي : من تغيير المنكر ، ( فبكى أبو سعيد وقال : قد رأيناه ) أي : المنكر ( فمنعتنا هيبة الناس أن نتكلم فيه ) أي : عملا بما في بعض الأحاديث من رخصة السكوت عند المخافة على نفسه أو عرضه أو ماله عند العجز وضعف زمن الإيمان ، وأما العزيمة ، فأن لا يبالي بشيء ، مما ذكر ، ولذا ورد : " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " على ما روى ابن ماجه عن أبي سعيد ، وجماعة عن أبي أمامة وغيره ، وقد قال تعالى : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله أي : يبيعها ببذلها في الجهاد ، أو يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، حتى يقتل ظلما لرضاه لا لغرض سواه ، فإن أكابر الصحابة الصدر الأول عجزوا مع كمال قوتهم في الدين واليقين والمعرفة ، ولم يقدروا على إظهار الحق لأهل البطلان كيزيد والحجاج ، وأمثالهما من الظلمة والفسقة ، فكيف حالنا والحال أن بعد الألف أيام تقهقر الإسلام ، وتسلط السلاطين على جميع الأنام من غير تحققهم بشروط الإمامة والخلافة ، وقلة العلماء العاملين ، وكثرة العضلاء الجاهلين والقضاة الظالمين والمشايخ المرائين ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فهذا لا شك أنه زمان الصبر المقرون بالشكر المنضم إلى الرضا بالقضاء المتعين فيه السكوت ، وملازمة البيوت ، والقناعة بالقوت إلى أن يموت . )


اقتباس:
[2] قد فعلت الفاصلة الأفاعيل، وغُيِّر المعنى المراد بالحديث بها، فهاك الحديث من المسند وهو برقم 11428 (18/ 21):
[حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَوْ بَشَرٍ، أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ، أَوْ رَآهُ أَوْ سَمِعَهُ "].
يبدوا انك من شدة اعجابك برايك صرت ترى فروقا لا يراها غيرك، فلا ادري مآلذي غيرته الفاصلة في معنى الحديث بالنسبة لموضوعنا ؟؟

ثم انك اتيت بضبط الشاملة
http://shamela.ws/browse.php/book-25794#page-8828

نسخة الشاملة تفريغ لطبعة الرسالة تحقيق الارناؤوط وفيها لا يوجد فاصلة اصلا
http://ia600408.us.archive.org/11/it...ed/ahmd_18.pdf

وعلى كل حال بفاصلة او بدون فاصلة لا يخرج الحكام من العموم فدعك من التكلف والتفلسف يا سلفي

اقتباس:
وللحديث طريق آخر عند الطيالسي في المسند برقم 2272 (3/ 617):
[حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الْحَقَّ إِذَا عَلِمَهُ»].
يتبع ...
فجمع طرق الحديث من أصوب الطرق لفهم المراد منها كما هو عند المحدثين.
.
يعني انت سلكت طريق المحدثين حين اتيت بلفظ ( مَخَافَةُ النَّاسِ ) بدل من ( مَخَافَةُ النَّاسِ أَوْ بَشَرٍ )
. وكانك تريد الحاكم قد يكون بشرا لكنه ليس من الناس ؟؟

متى كان المحدثون يعتقدون ثم يستدلون ؟


اقتباس:
وهذا الحديث عام كحديث من رأى منكم منكراً ! وأحاديث السلطان خاصة، فلا تعارض
ومن قال ان هناك تعارض ؟؟؟
عام اي انه يشمل الحاكم والمحكوم و انت مطالب بالدليل على التخصيص ولم تاتي بجديد
وحديث النصح في السر للسلطان بينا لك انه ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 10-29-2012, 09:03 AM
محمد الامام محمد الامام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 48
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة
[لا أدري من أين فهمت عني هذا أخي محمد !!!
هل أنا قلتُ "بمشروعية الانكار العلني -على الحاكم- بشرط ان يكون امامه" ؟.!!!
لا تشرد اخي ركز معي
انا كلامي معك حول نقطة واحدة فقط
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...66&postcount=4

وهي وضع شروط ما انزل الله بها من سلطان كشرط ان يكون ذلك امام السلطان لا بغيابه

واما جواز الانكار علنا امام الحاكم فان من نقلت كلامه ـ الدكتور المهاجري ـ لا ينكره


اقتباس:
[size="5"]قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في شريط رقم 468 من سلسلة الهدى والنور (00:13:20):

[السؤال: إقامة الحجة على الحكام، يعني: تعريف الحجة، وكيفية إقامة الحجة، ومن يقيمها؟

الشيخ: يقيمها أولاً أهل العلم، وثانياً: يقيمها بكتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وعمل السلف الصالح، وما أدري أنت قلت ثالثاً ما هو الثالث؟
السائل: تعريف الحجة.
الشيخ: تعريف الحجة، كما قال ابن القيم رحمه الله:

العــلم قال الله قال رســـــوله ... قال الصحاب ليس بالتـمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه

فالحجة هو قال الله وقال رسول الله.

السائل: بالنسبة للكيفية، تكون بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، أم عن طريق الرسائل ؟

الشيخ: لا، المباشرة ليست ضرورية لأن الرسول عليه السلام لما دعا ملوك الكفر إلى الإسلام ما دعاهم مباشرة، أرسل إليهم خطاباً وأحياناً أرسل إليهم رسولاً من طرفه عليه السلام، فليس من الضروري أن تكون الحجة قائمة مباشرة، وإنما بواسطة، وبخاصة الآن، نحن لو اتصلنا مع الذي نريد أن نقيم الحجة عليه، حتى لو اتصلنا عليه مباشرة فالحجة منا إليه نقدم ما قال الله وقال رسول الله، وبين الرسول عليه السلام الذي بلغنا شريعة الله منذ أربعة عشرة قرناً، فإذاً: في وسائط هنا لتبليغ الحجة حتى لو اتصلنا مباشرة بالذي نريد أن نقيم عليه الحجة، فالمهم تبليغ الحجة إليه إما بواسطة شخص يذهب إليه كما جاء في الحديث الصحيح: «أفضل الجهاد كلمة حق تقال أمام سلطان جائر»، لكن هذا لو أرسل إليه خطاباً وبينت له المسألة بأدلتها من الكتاب والسنة فقد أقيمت عليه الحجة].اهـ
يتبع..[color="navy"]
كلام الشيخ عن قيام الحجة ولا علاقة لقيام الحجة ووسائلها بموضوعنا
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 10-30-2012, 07:15 AM
محمد الامام محمد الامام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 48
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة
عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة". [وحسنه الإمام الألباني في الصحيحة برقم2297].

وعن زياد ابن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله". قال أبو عيسى (الترمذي): هذا حديث حسن غريب.

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ؟ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ؟ وَاللهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ (*). [أخرجه البخاري ومسلم].

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 52):
"قَالَ الْمُهَلَّبُ أَرَادُوا مِنْ أُسَامَةَ أَنْ يُكَلِّمَ عُثْمَانَ وَكَانَ مِنْ خَاصَّتِهِ وَمِمَّنْ يَخِفُّ عَلَيْهِ فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ لِأَنَّهُ كَانَ ظَهَرَ عَلَيْهِ رِيحُ نَبِيذٍ وَشُهِرَ أَمْرُهُ وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ لِأُمِّهِ وَكَانَ يَسْتَعْمِلُهُ فَقَالَ أُسَامَةُ قَدْ كَلَّمْتُهُ سِرًّا دُونَ أَنْ أُفْتَحَ بَابًا أَيْ بَابَ الْإِنْكَارِ عَلَى الْأَئِمَّةِ عَلَانِيَةً خَشْيَةَ أَنْ تَفْتَرِقَ الْكَلِمَةُ ثُمَّ عَرَّفَهُمْ أَنَّهُ لَا يُدَاهِنُ أَحَدًا وَلَوْ كَانَ أَمِيرًا بَلْ يَنْصَحُ لَهُ فِي السِّرِّ جَهْدَهُ وَذَكَرَ لَهُمْ قِصَّةَ الرَّجُلِ الَّذِي يُطْرَحُ فِي النَّارِ لِكَوْنِهِ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَفْعَلُهُ لِيَتَبَرَّأَ مِمَّا ظَنُّوا بِهِ مِنْ سُكُوتِهِ عَنْ عُثْمَانَ فِي أَخِيهِ انْتَهَى مُلَخَّصًا".اهـ

(*) قال الشيخ الألباني في مختصره لصحيح مسلم (ص335):
"يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ؛ لأن في الإنكار جهاراً ما يخشى عاقبته، كما اتفق في الإنكار على عثمان جهاراً، إذ نشأ عنه قتله".اهـ

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في "حقوق الراعي والرعية" ( ص11 ) : "ومن حقوق الرعاة على رعيتهم أن يناصحوهم ويرشدوهم , وأن لا يجعلوا من خطئهم إذا أخطأوا سلماً للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس، فإن ذلك يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال وإن كان حقاً, ويوجب عدم السمع والطاعة لهم"اهـ

يتبع...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص 82): [وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة , ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه].اهـ

ويقول الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص 196): [النصيحة تجب على الناس كافة على ما ذكرنا قبل، ولكن إبداؤها لا يجب إلا سراً، لأن من وعظ أخاه علانية فقد شانه، ومن وعظه سراً فقد زانه، فإبلاغ المجهود للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه].اهـ

ويقول الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه الروح (2/ 753 تحقيق العموش): [والفرق بين النصيحة والتأنيب: أن النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه؛ فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة، ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه، فيتلطف في بذلها غاية التلطف، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق المريض المشبع مرضاً، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح ...].اهـ


.[/color][/size]
اخي الحبيب جمعت كليمات من هنا وهناك وفصلت ورقعت حسب هواك
ولم تاتي بجديد !!!
كل ما اتيت به خارج عن موطن النزاع !
ويبدوا من صنيعك انك تحاول ان تقنعنا بانه لا فرق بين النصيحة والانكار
ولانك لم تعثر على شيء ترد به كلامي اخذت تغرد خارج السرب على طريقة ( احسن من مفيش)


ان الإنكار أضيق من النصيحة، فالنصيحة اسم عام يشمل أشياء كثيرة كما مر معنا بحديث الدين النصيحة ومنها الإنكار، فالإنكار حال من أحوال النصيحة، ولهذا كان مقيدا بقيود وله ضوابط، فمن ضوابطه: أن الإنكار الأصل فيه أن يكونا علنا، لقوله ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه)، وهذا بشرط رؤية المنكر، وهنا ندخل في بحث مسألة أخذناها مرارا، وهي أن الولاة يُنكر عليهم إذا فعلوا المنكر بأنفسهم ورآه من فُعل أمامه ذلك الشيء، وعلى هذا يحمل هدي السلف في ذلك، وكل الأحاديث التي جاءت وهي كثيرة أكثر من عشرة أو اثنا عشر حديثا في هذا الباب، فيها إنكار طائفة من السلف على الأمير أو على الوالي كلها على هذا الضابط وهو أنهم أنكروا شيئا رأوه من الأمير أمامهم، ولم يكن هدي السلف أن ينكروا على الوالي شيئا أجراه في ولايته، ولهذا لما حصل من عثمان -رضي الله عنه- بعض الاجتهادات، وقيل لأسامة بن زيد -رضي الله عنهما- ألا تنصح لعثمان؟ ألا ترى إلى ما فعل؟ قال: أما إني بذلته له سرا، لا أكون فاتح باب فتنة، ففرق السلف في المنكر الذي يفعل أمام الناس كحال الأمير الذي قدم خطبتي العيد على الصلاة، وكان الذي أتى للناس وقد لبس ثوبين وأحوال كثيرة كهذا، فرقوا ما بين حصول المنكر منه أمام الناس علنا، وما بين ما يجريه في ولايته، فجعلوا باب ما يجريه في ولايته باب من أبواب النصيحة، وما يفعله علنا يأتي هذا الحديث ( فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده مع الحكمة في ذلك)، لهذا قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما: ألا آتي الأمير فأمراه وأنهاه؟ قال لا تفعل، فإن كان ففيما بينك وبينه، قال: أرأيت إن أمرني بمعصية؟ قال: إما ما كان ذاك فعليك إذن، فدل هذا على أن الأمر والنهي المتعلق بالوالي إنما يكون فيما بين المرء وبينه فيما يكون في ولايته، وأما إذا كان يفعل هذا الشيء أمام الناس فإن هذا يجب أن ينكر من رآه بحسب القدرة، وبحسب القواعد التي تحكم ذلك.
إذا تقرر هذا فثمَّ مسألة متصلة بهذه، أن قاعدة الإنكار مبنية على قاعدة أخرى ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وهي:" أنه لا يجوز إنكار منكر حتى تتيقن أنه لن ينتقل المنكر عليه إلى منكر أشد منه"، قال شيخ الإسلام " ومن أنكر ظاناً أنه ينتقل فإنه يأثم، حتى يتيقن أن إنكاره سينقل المنكر عليه إلى ما هو أفضل "
وقد قال بعض أهل العلم إن هذا مجمع عليه، ومثَّل بهذا ابن القيم بمسائل كثيرة في كتابه إعلام الموقعين، فقال مثلا، لو أتيت إلى أناس يلعبون لعبا محرما، أو يشتغلون بكتب مجون، فإن أنكرت عليهم ذلك فإنه يختلفه أحوال:
الأول: أن ينتقل من هذا المنكر إلى ما هو أنكر منه فهذا حرام بالإجماع، يعني يخرج من لهوه بالكتب إلى الاتصال بالنساء مباشرة، أو إلى رؤية النساء مباشرة، أو ما أشبه ذلك، فهذا منكر أشد منه ، فبقاؤه على المنكر الأول أقل خطرا في الشريعة من انتقاله إلى المنكر الثاني.
الحالة الثانية: أن ينتقل إلى ما هو خير ودين فهذا هو الذي يجب معه الإنكار.
والثالث: أن ينتقل منه إلى منكر يساويه، فهذا محل اجتهاد.
والرابع: أن ينتقل منه إلى منكر آخر، نحن ذكرنا أربعة منكر أشد منه، ومنكر أخر، ومنكر مساويه، وإلى خير، هذه أربعة أركان، وإلى منكر أخر وهذا أيضا لا يجوز، وإذا كان إلى منكر مساويه فهذا محل اجتهاد، وإلى خير فهذا واجب، وإلى منكر أشد منه فهذا لا يجوز، فتحصل منه أن ثمَّ حالتين يحرم فيها الإنكار وهي: إذا انتقل من منكر إلى أخر غير مساوي، وإلى منكر أشد من يقينه، فهذه حرام بإلاجماع ، والثالث أن ينتقل إلى منكر مساو فهذا في محل اجتهاد، والرابع أن ينتقل إلى خير، وهذا يجب معه الإنكار، وذكر قصة لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه مر معه وطائفة من أصحابه على قوم من السفر يلعبون بالشطرنج، ويشربون الخمر، في شارع من شوارع دمشق علنا، فقال أحد أصحاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ألا ننكر على هؤلاء، فقال شيخ الإسلام بن تيمية: دعهم، فإن انشغالهم بذلك أهون من أن ... بالمسلمين أو أن يعتدوا عليهم، وهذا من الفقه العظيم، لأن هذا منكر ومحرم لكنه قاصر، والإنكار عليهم قد يكون معه أن ينتقلوا إلى منكر متعد على بعض المسلمين، ومعلوم أن المنكر القاصر أهون من المنكر المتعدي.

من شرح الحديث الرابع والثلاثين من الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة


اقتباس:
وفي صحيح مسلم : أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة -وهذا خلاف الشرع- مروان-وكان أميرا- فقام إليه رجل، فقال: الصلاة قبل الخطبة -وذلك علنا أمام الناس- فقال: قد ترك ما هنالك، فقال أبو سعيد: أمَّا هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإنْ لم يستطع، فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))
[السؤال: فضيلة الشيخ من الذي يقرر أن ينكر علني لمنكرات معروفة في المجتمع هم العلماء أم هم الدعاة؟

الجواب: ... فأقول: أما المنكرات الشائعة فأنكرها، لكن كلامنا على الإنكار على الحاكم مثل أن يقوم الإنسان -مثلاً- في المسجد ويقول: الدولة ظلمت الدولة فعلت، فيتكلم في نفس الحكام، وهناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائباً؛ لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف إنكارات حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم، وهناك فرق بين كون الأمير حاضراً أو غائباً.

الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيباً ونحن مخطئون، لكن إذا كان غائباً وبدأنا نحن نفصل الثوب عليه على ما نريد هذا هو الذي فيه الخطورة، والذي ورد عن السلف كله في مقابلة الأمير أو الحاكم، ومعلوم أن الإنسان لو وقف يتكلم في شخص من الناس وليس من ولاة الأمور وذكره في غيبته، فسوف يقال: هذه غيبة، إذا كان فيك خير فصارحه وقابله
].اهـ[/size][/color]
[/size]
[/color]
يتبع ...
اخي انت ترد على مذهب الشيخ العثيمين الذي نقلته لك منذ بداية الحوار اصلا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الامام مشاهدة المشاركة
و قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله : كذلك أيضاً في مسألة مناصحة الولاة ،
من الناس من يريد أن يأخذ بجانب من النصوص وهو إعلان النكير على ولاة الأمور، مهما تمخض
عنه من المفاسد،ومنهم من يقول: لا يمكن أن نعلن مطلقاً، والواجب أن نناصح ولاة الأمور سراً كما جاء في النص الذي ذكره السائل،ونحن نقول :
النصوص لا يكذب بعضها بعضاً، ولا يصادم بعضها بعضاً، فيكون الإنكار معلناً عند المصلحة، والمصلحة هي أن يزول الشر ويحل الخير، ويكون سراً إذا كان إعلان الإنكار لا يخدم المصلحة، لا يزول به الشر ولا يحل به الخير .اه
واليك تعليق الشيخ على حديث ابي سعيد الخدري الذي تحاول ان ترده بكلام الشيخ !

اقتباس:
هناك من يقول : ( الإنكار على الولاة علنا من منهج السلف ) ، ويستشهد بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في إنكاره على مروان بن الحكم حينما قدم الخطبة في العيد على الصلاة )
وبقوله عليه الصلاة والسلام : (( ستكون أمراء ، فتعرفون وتنكرون ، فمن كره فقد بريء ، ومن أنكر فقد سلم ))
وبحديث : (( سيد الشهداء رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ))

فهل هذا كلام صحيح ؟ وكيف الجمع بين هذه الآثار الصحيحة وبين قوله عليه الصلاة والسلام : (( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية )) ؟

الجواب : هذا السؤال مهم وجوابه أهم منه في الواقع ، ولا شك أن إنكار المنكر واجب على كل قادر عليه ، لقول الله تبارك وتعالى : (( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) ، واللام في قوله ( ولتكن ) لام الأمر .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتأخذن على يدي الظالم ، ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم ليلعننكم كما لعنهم )) .

أي كما لعن بني إسرائيل الذين قال الله عنهم : (( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ))
ولكن يجب أن نعلم أن الأوامر الشرعية في مثل هذه الأمور لها محال ، ولا بد من الحكمة ، فإذا رأينا أن الإنكار علنا يزول به المنكر والشر ويحصل به الخير فلننكر علنا ، وإذا رأينا أن الإنكار لا يزول به الشر ، ولا يحصل به الخير ، بل يزداد بغض الولاة للمنكرين وأهل الخير ، فإن الخير أن ننكر سرا ، وبهذا تجتمع الأدلة ، فتكون الأدلة الدالة على أن الإنكار يكون علنا فيما إذا كنا نتوخى فيه المصلحة ، وهي حصول الخير وزوال الشر ، والأدلة الدالة على أن الإنكار يكون سرا فيما إذا كان إعلان الإنكار يزداد به الشر ولا يحصل به الخير ..
وانا مثلا اوافق الشيخ على كلامه ولكني لا اوافقه في مسالة (لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف إنكارات حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم) فان هذا غير صحيح وسياتي بيان ذلك ان شاء الله
والمقصود اني لا الجا الى تقية الاشاعرة وتاويل كلام العلماء والبتر ووالتدليس فان الذي يهمني في كلام العالم هو الحق الذي عنده وليس كل ما يؤيد مذهبي ولو بالكذب عليه ....
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 10-30-2012, 08:09 AM
محمد الامام محمد الامام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 48
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومسلم مشاهدة المشاركة
[color="navy"][font="traditional arabic"]
التشغيب والتهييج على الولاة يكون ايضا بترك الحسبة وبالترقيع لهم واعانتهم على الطغيان حتى تثور عليهم شعوبهم ويضربوا بكلام العلماء عرض الحائط ، اما عن مكانتهم فان كانوا فجارا كيف لا تنقص مكانتهم في نفسك ؟! فكونهم حكاما لا يعفيهم من انهم فجارا فكيف ترفع قدر من حط الله قدره ؟

[size="5"]هذه جملة ليس لها محل من الإعراب -كما يقال- أخي محمد الإمام !!!
كلامي وصف للواقع الذي رايناه في مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول والمفروض انك ايضا رايته بما انك تعيش على كوكب الارض !

اقتباس:
]قد خلطت الحابل بالنابل، وأستشرف من كلامك هذا أنك لا ترى الإنكار على الولاة علناً فحسب! بل أشم رائحة تكفير، فلعلي مخطئ!! فساعتها يكون نقاشنا في هذا الباب من قبيل العبث، ونقاش ما هو أقل أهمية وكلاهما مهم.
كلامي معك الى الان عن الحاكم المسلم فقط، واذا كنت ممن يرى عدم جواز الانكار على الحاكم الكافر فكبر على نفسك اربعا
فان هذا مذهب القاديانية !!

اقتباس:
ثم أخي يجب أن تضبط عاطفتك بقال الله قال رسول الله، خاصة في مسائل عظام جاء في مخالفتها الوعيد الشديد، فما دام الوالي مسلم فمن أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله، فبصلاح الحاكم يصلح العباد والبلاد، أما مسألة طاعتهم فهو مما لا يخفى أنه في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فلا وجه للإعتراض بهذا.
عدم الانكار عليهم رغم القدرة طاعة لهم والانكار على من ينكر عليهم اعانة لهم على المعصية فتنبه...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه ستكون بعدي أمراء ، من صدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس مني ، و لست منه ، و ليس بوارد علي الحوض ، و من لم يصدقهم بكذبهم و لم يعنهم على ظلمهم فهو مني و أنا منه ، و هو وارد على الحوض

اقتباس:
وأيضاً مِن مصلحة مَن أن تكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم نكدة ؟! لا أظن سوى أنها من مصلحة أعداء الأمة المتربصين بها ... فتنبه.

يتبع ...
اخشى عليك انك وصلت الى درجة عدم انكار المنكر ولو بقلبك
نحن نكلمك عن جور الحاكم وفجوره واهداره للدين وانت تقول ان العلاقة بينه وبين المحكوم يجب ان تكون لطيفة وحميمة، يا اخي اين انت ؟ استيقظ !
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون , فمن أنكر فقد برئ , ومن كره فقد سلم , ولكن من رضي وتابع فذلكم الهالك "
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 11-26-2014, 11:50 PM
كشيدة جلالي كشيدة جلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الجزائر. ولاية بسكرة. مدينة أولاد جلال وطن المحبة
المشاركات: 412
Post هذه دعوتنا

الحمد لله رب العالمين و نشكر الاخوة الكرام جزاهم الله كل خير علي هذه التأصيلات العلمية والحوارت النافعة ومااشبه حوادثها في عصرنا هذا والانكار علي ولاة الامور هي علي عاتق بطانته المتمثلة في العلماء كدرجة اولي والقائمين بشؤون حكم بشرط ان يكونوا عقلاء وهم تبع للعلمائهم المخلصين ونسال الله جلا وعلا ان يرزقنا البطانة الصالحة والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 11-27-2014, 11:00 AM
كشيدة جلالي كشيدة جلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الجزائر. ولاية بسكرة. مدينة أولاد جلال وطن المحبة
المشاركات: 412
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمدالمنسي مشاهدة المشاركة
وقفت على جمع جيد للامام النووي رحمه الله

فقال في شرح حديث اسامة المشهور (18/118) :
( لاأحب أن أكون أول من افتتحه ) يعنى المجاهرة بالإنكار على الأمراء فى الملأ كما جرى لقتله عثمان رضى الله عنه وفيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه وهذا كله اذا أمكن ذلك فان لم يمكن الوعظ سرا والانكار فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق قوله " أهـ
وبهذا نحل الاشكال بين حديث اسامة وحديث ابي سعيد والاثر عن ابن عمر

وانصحك بالاستماع لكلام ابن عثيمين هنا رحمه الله فقد قال كلاما جيدا يندفع به الاشكال
http://www.youtube.com/watch?v=s8br5uhb96e
لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به، فقيها فيما ينهى عنه، رفيقا فيما يأمر به، رفيقا فيما ينهى عنه؛ حليما فيما يأمر به، حليما فيما ينهى عنه ".

( 1 ـ 21 )
الكتاب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728هـ)
.
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 03-16-2017, 06:22 AM
صالح الزهراني صالح الزهراني غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 67
افتراضي

منهج السلف في الإنكار على ولاة الأمر

بقلم فضيلة الشيخ د.حمد الهاجري





الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه،


أما بعد: فقد حصل إشكال بين بعض الإخوة في فهم كلام أهل العلم في الإنكار العلني، فكتبت هذه المقالة عسى أن يكون فيها حلا لما أشكل فهمه عليهم، والله أسأل التوفيق والسداد.



أولا: وجوب مناصحة ولاة الأمور:


النصيحة لولاة الأمر حق من حقوقهم، وواجب شرعي على رعيتهم لهم، ومما يدل على ذلك:


1- قال الله تعالى( ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). آل عمران: 104.


2- عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:" الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلنَا: لِمَنْ؟ قال: وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ". رواه مسلم.


3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم: قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال". رواه مسلم.



ثانيا: كيفية إنكار المنكر على ولاة الأمر:


إذا وقع ولي الأمر في منكر، فلا يخلو الإنكار من أمرين:


الأمر الأول: أن ينكر المنكر بدون ذكر الفاعل:


يجب إنكار المنكرات والمعاصي إذا ظهرت بين الناس علانية، دون ذكر للفاعل، سواء كان فاعلها ولي أمره أو غيره، فينكر تحكيم القوانين الوضعية والربا والظلم وشرب الخمر وغيرها؛ لما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم (177).


قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في مجموع فتاويه(8 /210):"أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنى وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة. ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم".


وقال الشيخ عبدالمحسن العباد في مقاله(حقوق ولاة الأمر المسلمين النصح والدعاء لهم والسمع والطاعة في المعروف): "وإذا ظهرت أمور منكرة من مسئولين في الدولة أو غير مسئولين سواء في الصحف أو في غيرها فإن الواجب إنكار المنكر علانية كما كان ظهوره علانية".


الأمر الثاني: أن ينكر على فاعل المنكر- وهو ولي الأمر هنا -:


فالواجب أن ينكر على ولاة الأمر بالطريقة الشرعية، وذلك بأن ينكر عليهم برفق سرا لا علانية أمام الناس.


ومما يدل على ذلك:


1- عن شريح بن عبيد الحضرمي قال: "جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض، ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه، ثم قال هشام لعياض: ألم تسمع النبي يقول: (إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس)، فقال عياض بن غنم: يا هشام قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت، أو لم تسمع رسول يقول: (من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه). وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله، فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى؟". أخرجه أحمد وابن أبي عاصم في كتاب السنة، وصححه الحاكم والألباني، وجوده ابن باز.


2- عن أبي وائل قال: قيل لأسامة بن زيد: لو أتيت عثمان فكلمته، قال: إنكم لتـُرَوْنَ أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السر، دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه. أخرجه البخاري ومسلم.


قال النووي رحمه الله موضحا قصد أسامة في شرح مسلم 18/160: "قوله “أفتتح أمراً لا أحب أن أكون أول من افتتحه” يعنى المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ، كما جرى لقتلة عثمان رضي الله عنه".


قال الحافظ ابن حجر في الفتح(13/51) قال المهلّب : أرادوا من أسامة أن يكلم عثمان.... فقال أسامة : ( قد كلمته سراً دون أن أفتح بابًا ) أي : باب الإنكار على الأئمة علانية، خشية أن تفترق الكلمة ثم قال الحافظ- وقال عياض: مراد أسامة: أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام؛ لما يخشى من عاقبة ذلك، بل يتلطّف به، وينصحه سرًا، فذلك أجدر بالقبول) .ا.هـ


وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تحقيقه لمختصر صحيح مسلم:" يعني المجاهرة بالإنكار على الاْمراء في الملأ لأن في الإنكار جهارأ ما يخشى عاقبته، كما اتفق في الإنكار على عثمان جهارأ إذ نشأ عنه قتله".


3- عَن سعيد بْن جبير قَالَ قلت لابن عَبَّاس آمر إمامي بالمعروف قَالَ:" إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت ولا بد فاعلا ففيما بينك وبينه، ولا تغتب إمامك". رواه سعيد بن منصور في سننه، وأخرج نحوه ابن أبي شيبة.


4- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" أيتها الرعية إن لنا عليكم حقا: النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير". أخرجه هناد في الزهد 2/602.


5- روى الإمام أحمد عن سعيد بن جمهان قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان.


قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة.


قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كلاب النار.


قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بلى الخوارج كلها.


قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال:


ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه، فإنك لست بأعلم منه". رواه أحمد والطبراني، وحسنه الألباني في تخريج السنة 2/523.


6- ثبت عن عبد الله بن عكيم أنه قال: لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان. فيقال له: يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ فيقول: إني أعد ذكر مساويه عوناً على دمه". أخرجه ابن سعد في طبقاته 6/115، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/231-232، وصححه عبدالسلام بن برجس في معاملة الحكام 88.


قال الإمام المجدد المصلح محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – كما في الدرر السنية (9/121):" والجامع لهذا كله: أنه إذا صدر المنكر من أمير أو غيره أن ينصح برفق خفية ما يشترف – أي ما يطلع عليه - أحد، فإن وافق وإلا استلحق عليه رجلاً يقبل منه بخفية، فإن لم يفعل فيمكن الإنكار ظاهراً، إلا إن كان على أمير ونصحه ولا وافق، واستلحق عليه ولا وافق، فيرفع الأمر إلينا خفية ".


وقال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في الرياض الناضرة 50:" على من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً لا علناً بلطف وعبارة تليق بالمقام".


وقال العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله في مجموع فتاواه (7 / 306):( فالنصح يكون بالأسلوب الحسن والكتابة المفيدة والمشافهة المفيدة, وليس من النصح التشهير بعيوب الناس, ولا بانتقاد الدولة على المنابر ونحوها, لكن النصح أن تسعى بكل ما يزيل الشر ويثبت الخير بالطرق الحكيمة وبالوسائل التي يرضاها الله عز وجل).


وقال الشيخ عبدالمحسن العباد في مقاله(حقوق ولاة الأمر المسلمين النصح والدعاء لهم والسمع والطاعة في المعروف):" ومن حقوق ولاة الأمر المسلمين على الرعية النصح لهم سراً وبرفق ولين والسمع والطاعة لهم في المعروف".


استثناء من الأصل:


الأصل أن ينكر على ولاة الأمر برفق سرا لا علانية أمام الناس، للأدلة السابقة.


ولكن يستنى من هذا الأصل:


جواز الإنكار على ولي الأمر علانية، بشرطين:


1- أن يكون أمام ولي الأمر لا بغيابه.


2- أن تتحقق مصلحة في ذلك.


ومما يدل على هذا الاستثناء: قصة أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مع مروان أمير المدينة لمّا قدّم الخطبة على صلاة العيد، فأنكر عليه أبو سعيد. رواه البخاري برقم 956. والسبب في ذلك: أنه أراد بهذا الإنكار أن يثنيه عن منكر يريد فعله الآن أمام الناس، فالإنكار في هذا الموضع لا يحتمل التأخير.


قال النووي رحمه الله عند أثر أسامة السابق في شرح مسلم 18/160: " وفيه الأدب مع الأمراء واللطف بهم، ووعظهم سراً وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه، وهذا كله إذا أمكن ذلك، فإن لم يمكن الوعظ سراً والإنكار، فليفعله علانية لئلا يضيع أصل الحق".


و قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في لقاءات الباب المفتوح 3/353-359 :


"ولكن يجب أن نعلم أن الأوامر الشرعية فيمثل هذه الأمور لها محال، ولا بد من الحكمة، فإذا رأينا أن الإنكار علنا يزول به المنكر والشر ويحصل به الخير فلننكر علنا، وإذا رأينا أن الإنكار لا يزول به الشر، ولا يحصل به الخير، بل يزداد بغض الولاة للمنكرين وأهل الخير، فإن الخير أن ننكر سرا، وبهذا تجتمع الأدلة، فتكون الأدلة الدالة على أن الإنكار يكون علنا فيما إذا كنا نتوخى فيه المصلحة، وهي حصول الخير وزوال الشر، والأدلة الدالة على أن الإنكار يكون سرا فيما إذا كان إعلان الإنكار يزداد به الشر ولا يحصل به الخير ..


الواجب أن نناصح ولاة الأمور سرا كما جاء في النص الذي ذكره السائل.


ونحن نقول: النصوص لا يكذب بعضها بعضا، ولا يصادم بعضها بعضا.


فيكون الإنكار معلنا عند المصلحة، والمصلحة هي أن يزول الشر ويحل الخير، ويكون سرا إذا كان إعلان الإنكار لا يخدم المصلحة، أي:لا يزول به الشر ولا يحل به الخير".


فهنا اشترط الشيخ لجواز الإنكار العلني أمام ولي الأمر تحقق المصلحة.


ثم سئل الشيخ محمد بن عثيمين في نفس الجلس:


فضيلة الشيخ هل يعني كلامكم السابق في مسألة الإنكار على الولاة أنه لا يجوز إنكار المنكرات الموجودة في المجتمع علنا ؟


الجواب: لا. نحن نتكلم عن الإنكار على الولاة وليس في إنكار المنكرات الشائعة.


..فأقول: إن إنكار المنكرات الشائعة مطلوب ولا شيء في ذلك، ولكن كلامنا على الإنكار على الحاكم.


مثل أن يقوم إنسان في المسجد ويقول مثلا: الدولة ظلمت، الدولة فعلت، فيتكلم في الحكام بهذه الصورة العلنية، مع أن الذي يتكلم عليهم غير موجودين في المجلس.


وهناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائبا، لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم، الفرق أنه إذا كان حاضرا أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيبا ونحن المخطئون، لكن إذا كان غائبا لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته، فإذا كنت حريصا على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه".


وفي هذا الكلام اشترط الشيخ للإنكار العلني على ولاة الأمر أن يكون أمامه لا بغيابه.


رابط المقال للنشر: http://tl.gd/hqtj3d


نقلا من صفحته في تويتر :


https://twitter.com/#!/Dr_HamadAlhajri
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.