أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
54990 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-05-2018, 02:42 PM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,664
افتراضي سلسلة مقالات بعنوان "حقيقة الإخوان الجدد" الحلقة17/ الدكتور محمد بن الحبيب ابو الفتح



حقيقة الإخوان الجدد (17)
الانتكاسة الخامسة: موقفهم من الثورات! (5)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1- فمن شبه دعاة الثورات، قول بعضهم: أنتم تنكرون على الشعوب المظلومة خروجها على حكامها، ولا تنكرون على الحكام الظلمة ظلمهم للشعوب.
فالجواب: لسنا نقر الحكام الظَّلَمَة على ظلمهم، بل نحن نسعى إلى التخفيف منه ما أمكن، ولهذا ننصح الشعوب المظلومة بالعدول عن منهج الثورات؛ لأنه يسوغ للحكام الظَّلَمَة مزيدا من الظلم، كما ننصح الناس بعدم الإنكار على الحكام في المحافل العامة أو على المنابر؛ لأن هذا من شأنه أن يهيج العوام، ويقدمهم فريسة للحكام الظلام، ونقول: إن السبيل الشرعي للإنكار على الحاكم وغير الحاكم هو الرفق والإسرار بالنصيحة؛ لأن ذلك أدعى لقبولها، وأما الإنكار على رؤوس الأشهاد فإنه أقرب إلى الفضيحة منه إلى النصيحة، ولا يُخرج عن أصل الإسرار إلا عند تعذره، أو خشية تأخر البيان عن وقت الحاجة إليه، فإنه حينئذ يمكن الإنكار على الحاكم أمام الناس ولكن بحضرته ومن غير إثارة للعوام عليه، فإن قتل الحاكم الناصح أو آذاه في نفسه احتسب ثواب ذلك عند ربه.
ثم إننا نجد النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم آمرة بالصبر على جور الحكام الظلمة، ناهية عن الخروج عليهم، فهل هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يقر هؤلاء على ظلمهم، فربما يقول قائلٌ جاهلٌ: عوض أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الحكام الظلمة بالعدل بين الرعية وإعطائهم حقوقهم المسلوبة، يأمر الرعية المظلومة بالصبر على ظلمهم، ويصف من خرج منهم على حاكمه الظالم بأنه خلع ربقة الإسلام من عنقه، وأنه إن مات مات ميتة جاهلية.
والجواب أن يقال: إنه لا يلزم -أيها الجاهل- من الأمر بالصبر على ظلم الحكام إقرارهم على ظلمهم، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر عليهم درءا للمفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى.
2- ومن شبه القوم، وهي من أغرب ما سمعت: احتجاج بعضهم بالقدر على سوء تصرف البشر، فيقول قائلهم: إن الثائرين ما فعلوا إلا الصواب، وأن ما أصابهم قدر من الله تعالى.
والجواب: لا شك أنه لا يقع شيء في ملك الله تعالى إلا بقضاء وقدر، لكن الله تعالى أمرنا أن نطيع نبينا وأن نأخذ بأسباب السلامة، ولم يأمرنا أن نلقي بأنفسنا إلى المهالك ثم نحتج بالقدر، فإنه من المعلوم أن القدر لا يحتج به في المعاصي والمعايب، وليس من المقبول شرعا ولا عقلا أن يحتج الإنسان على تهوره وتصرفاته الخرقاء بقضاء الله تعالى وقدره، فالقدر يُؤْمَنُ بِهِ ولا يُحْتَجُّ به على مخالفة الشرع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاحتجاج بالقدر: "...وهذا مع أنه جهل فإنه لا ينفع صاحبه؛ بل اعتلاله بالقدر ذنب ثان يعاقب عليه أيضا، وإنما اعتل بالقدر إبليس حيث قال: "بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض"، وأما آدم فقال: "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" " (مجموع الفتاوى 8/199).
3- ومن الشبه الواهية تقرير بعضهم أن النتائج لا تدل على فساد المقدمات في مثل هذا الموطن، وأن المهم هو الدعوة و السعي إلى تغيير المنكر بكل السبل المتاحة، وبغض النظر عن النتائج.
الجواب على هذه المقولة التي لا ترقى لتكون شبهة: أن هذا كلام لا يساوي في ميزان العلم شيئا، ولا يصدر عمن شم رائحة العلم، بل الصحيح مراعاة المصالح والمفاسد، واعتبار المآلات في باب تغيير المنكر كغيره من الأبواب، ولهذا قرر أهل العلم أن تغيير المنكر يكون حراما إذا كان يفضي إلى منكر أعظم منه. ومقتضى كلام هذا المتكلم أن المهم هو إنكار المنكر بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن يفضي إليها ذلك الإنكار.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "...فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستلزما من الفساد أكثر مما فيه من الصلاح لم يكن مشروعا، وقد كره أئمة السنة القتال في الفتنة التي يسميها كثير من أهل الأهواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن ذلك إذا كان يوجب فتنة هي أعظم فسادا مما في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لم يُدْفَعْ أدنى الفسادين بأعلاهما، بل يدفع أعلاهما باحتمال أدناهما" (الاستقامة 1/330).
والحاصل أن شبه دعاة الثورات واهية لم يبق هناك في الحقيقة داع للاغترار بها ولا لتكلف الرد عليها بعد أن كشفت ثورات الربيع العربي عن وجهها الحقيقي،ونتائجها الكارثية. ومن أعجب ما رأيت وسمعت أنه لا يزال من يدافع عن الثورات، وينتظر من الثورة السورية أن تأتي بفتح مبين، كانتظار الشيعة خروج مهديهم من السرداب. أليس كافيا ما أريق من دماء ولا يزال يراق؟! أليس كافيا ما عاناه المسلمون في سوريا ولا يزالون؟! أَمَا آن للقوم أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدركوا أنهم قد أخطؤوا طريق الإصلاح؟! فإنه ليس من العيب في شيء أن يعود الإنسان أدراجه إذا تبين له خطأ الطريق التي سلكها.
نعم! لا بد أن يتحقق وعد الله يوما، ولا بد أن يعود لهذه الأمة عزُّها، ولكن ليس بهذه الطريقة، طريقة الثورات، ولا بهذا السبيل، سبيل المظاهرات، وإنما بالسبيل نفسه الذي كان به التمكين الأول، وصدق الإمام مالك رحمه الله: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها". ولا حول ولا قوة إلا بالله.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.