أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
2015 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-23-2016, 01:28 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي بيان تلبيس منتديات لزهر على مقال الشيخ عبد الحليم توميات (المقارنة)

بيان تلبيس منتديات لزهر على مقال الشيخ عبد الحليم توميات
الحلقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد اطلعت على مقال في منتديات لزهر عنونه صاحبه بـ(نقض مقالات عبد الحليم توميات الموسومة بـ: "الخوارج على العلماء" الحلقة الأولى. فوجدت التلبيس والتدليس والمغالطات في أوضح صورها. فاستعنت بالله تعالى في رد ذالكم الباطل حتى لا يغتر به المخلصون من أهل السنة.
وقبل الولوج في المطلوب أتقدم بالشكر الجزيل لمنتديات لزهر على ما فعلت، إذ لولا مثل هذا الرد من مثل هذا المنتدى لما علمت بمقال الشيخ توميات. وقد كنت زمنا أود الكتابة في نفس الموضوع وإن كان بشيء من التوسع لكن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله فقد كفاني الشيخ عبد الحليم ذلك فجزاه الله خيرا.
وأشكرهم أيضا على ذكرهم لرسالة الشيخ أبي الحسن المأربي حفظه الله تعالى ووفقه لما يحبه ويرضاه (فتنة التفجيرات والاغتيالات)، لأني ما سمعت بها ولا اطلعت عليها. فإذا بها رسالة قيمة في بابها.
وأشكرهم أيضا لأن الرسالة من مطبوعات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وما أدراك ما وزارة الأوقاف. وكان طبعها سنة 1430 هـ 2009 م يعني بعدما بدعه وجرحه جماعة التبديع والهجرة، فلم تعر اهتماما وزارة الأوقاف لهذا التصرف فجزاهم الله خيرا.
وبما أن مقال الشيخ توميات لم يرق للبعض بدأ بالتلبيس والتشويش عليه ظنا منه أنه بفعله هذا سيقف في وجه الحق، ولكن كما قال الله تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) فالحق لا يستطيع أن يقف في وجهه أحد، وإن كان للباطل جولة فللحق جولات. فسعيهم كان فيه خير كثير إذ بسببه عرفنا مقال الشيخ، وبسببه عرفنا كتابا للشيخ أبي الحسن، وبسببه عرفنا مكانة الشيخ أبي الحسن عند هيئة علمية لها مكانتها في المملكة السعودية فلله الحمد والمنة.
وحتى لا ينخدع بمقالهم ذلك بعض المخلصين أحببت أن أشارك في دحض الباطل ورده، فها أنا ذا أذكر ما قاله صاحب المقال (خالد فضيل) بإيجاز لسهولة الرجوع إليه لمن أراد ذلك، ثم أتبع ذلك بالبيان الشافي إن شاء الله تعالى فأسأل الله التوفيق والسداد.
يقول الكاتب في منتدى لزهر: (فقد وقفت على بعض ما كتبه عبد الحليم توميات في مجموع مقالات سماها "مقارنة بين الخوارج على الأمراء والخوارج على العلماء" )
قلت: لقد تكلم (فضيل) بما يفضحه، فهذه شهادة منه على نفسه بأنه لم يقرأ كل ما كتبه الشيخ توميات، فكيف يستطيع أن يحكم على الشيخ توميات بأنه سرق المقال من الشيخ أبي الحسن المأربي.
قال فضيل: (ينتقص فيها أهل السنة الذين ردوا على أهل البدع وحذروا منهم ومن بدعهم)،
قلت: أين انتقص أهل السنة ؟ ألا تتق الله يا فضيل؟!! لقد انتقد من يطعن في أهل السنة. ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ ... يجدْ مراً بهِ الماءَ الزلالا
فالشيخ بيّن التشابه الذي وقعت فيه جماعة التبديع مع جماعة التكفير، وما عليك إلا أن تقول أنا لست من أولئك القوم. فالمقالات موجهة إلى أولئك لا إلى أهل السنة.
قال: (ولم يكن كلامه في بيان حقائق المسائل التي خالف فيها عصابة الحق، ولكنه أتى بمجملات من القول تحتمل الحق والباطل)
قلت: وهذا يبين التناقض الذي وقعت فيه، فها أنت تعترف بالاعتماد على فهمك أن كلامه مجمل، فلماذا تحمِله على أسوأ المحامل وتجزم بأنه ينتقص أهل السنة، وهذه ترجمة عملية للشبه الأول الذي ذكره الشيخ في مقالاته (اتهام النيات). فالشيخ لم يكذب عليكم إن كنت منهم.
ثم تتناقض وتقول: (بل جعل باطلها موضع الحق). لا أدري إن كنت حال كتابتك في عقلك أم لا ؟! فمرة مجملة ومرة باطلها ومرة ينتقص أهل السنة.
قال: (وأعاد ما يقوله جماعة من أهل الجهل بلا نظر في كلامهم ولا تمحيص).
قلت: هذا الذي تحكم عليه بأنه من أهل الجهل يا مسكين، قد طلبت منه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في السعودية وما أدراك ما وزارة الشؤون الإسلامية بطبع كتابه وتوزيعه، ولم نسمع في يوم من الأيام أنها فعلت ذلك مع الشيخ ربيع على كثرة كتبه.
فيكفي مثل ذالكم العمل من مثل هذه الهيئة الموقرة في تزكية الكتاب وصاحب الكتاب.
قال: (فعزمت على كتابة ما يبين خطأه في هذه المقالات على أهل السنة، ونقلت كلامه بحروفه)
قلت: سنرى إن كنت قد وُفقت في بيان الخطأ على أهل السنة، أم أنك بفعلك وتصرفك هذا أبنت عن حقيقتك، وأنك فعلا كما قال الشيخ عن الطائفة التي تنتسب إليها ألا وهي جماعة التبديع. لا يعجبنَّ مضيماً حسنُ بزتهِ ... وهلْ تروق دفيناً جودة الكفن
قال: (ثم تبيّن لي أن المعترض إنما سرق مقالاته عازيا إياها إلى نفسه من كتاب أبي الحسن المأربي، فإنه ذكر هذه المعاني في كتابه:" فتنة التفجيرات و الاغتيالات" ص10 فما بعدها، وأتي بمجمل نقوله وألفاظه، ولم يعز إليه ولا ذكر أنه عول عليه، وهكذا يأخذ الأعمى عن الأعور، والله المستعان)
قلت: غفر الله لك، ألم تقل أنك قرأت البعض دون الكل، فكيف لمثلك أن يحكم بالسرقة بمثل هذه الطريقة.
ثم لنقارن بين ما قاله الشيخ توميات وما قاله الشيخ أبو الحسن حتى نستطيع أن ندرك حقيقة الاتهام الذي ذكرته فأقول وبالله التوفيق:
أولا: من حيث عدد الصفحات: فكلام الشيخ أبي الحسن لا يتجاوز 6 صفحات، من ص 10 إلى ص 15 وأما كلام الشيخ عبد الحليم فيصل إلى 20 صفحة.
ثانيا: الشيخ أبو الحسن لم يتكلم عن (اتهام النيات)، ولا عن (ظاهرة الوعيد) خلافا للشيخ توميات. وأما مسألة الجهل فمن نظر في كلام الشيخ توميات يجد التفريع والاستدلال. وهكذا نجد الشبه الرابع وهو (قتل أهل الإسلام وترك أهل الأوثان) لم يذكره الشيخ أبو الحسن، وأما الشبه الخامس (الحاكمية والمنهج) وإن كان قد تكلم الشيخ أبو الحسن عنه فكلامه فيه اختصار خلافا لما كتبه الشيخ توميات، وقد أشار في هذا الموضع إلى نكت بديعة منها قوله: أن كلا المصطلحين (الحاكمية والمنهج) قد شاع وذاع على لسان سيد قطب. فمصطلح الحاكمية تكرر قرابة 140 مرة، ومصطلح المنهج تكرر زهاء 600 مرة، وبهذا يفسَّر اللغز في أن جل وغالب من رفع لواء المنهج كان بالأمس من حملة لواء الحاكمية.
قلت: والدكتور ربيع المدخلي اعترف بأنه كان مع الإخوان قرابة العشر سنين، وجزى الله خيرا الشيخ مصطفى العدوي حين قال: غلاة التبديع خرجوا من رحم جماعة التكفير. أو كما قال.
ومن النكت أيضا كلمة (منهج) قراءتها من الأخير (جهنم) فحين تنقلب الحروف تجر إلى الفتن.
وأما الشبه السادس وهو(إنكارهم للمرحلية في الدعوة إلى الله تعالى) فلا يوجد في كلام الشيخ أبي الحسن.
فمما يتقدم يتبين للقارئ الفطن أن فضيل اتهم الشيخ توميات، ولا ننكر أن بداية الفكرة كانت من الشيخ أبي الحسن، إن كان الشيخ توميات اطلع عليها، إلا أن أخْذ الموضوع بمثل ذلك الشكل والتوسع هو من عمل الشيخ توميات. والعلماء من قديم وإلى الآن قد يوحي لهم اطلاعهم في كتابٍ ما على مشروع علمي، وقد يذكرون السبب وقد يغفلونه ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتهم صاحبه بالسرقة. ولكن يقال أصل الفكرة من عند الشيخ الفلاني.
فتب إلى الله تعالى يا فضيل، فإن أعراض المسلمين وخاصة طلبة العلم والعلماء حفرة من حفر النار. فإنَّ الجرحَ ينفرُ بعد حينٍ ... إذا كانَ البناءُ على فسادِ
قال: (وهذا اصطلاح منه خرج به عما اصطلح عليه أهل العلم، فإن الخوارج إنما سموا خوارج بخروجهم على علي رضي الله عنه الأمير النبيه،لا بخروجهم على علي العالم الفقيه)
قلت: قد جمعت في مقالك هذا بين سوء الفهم للمقال، وبين التدليس والكذب على الناس وحسيبك الله.
لا نستغرب الكذب من العامة! ولكن أن يكذب ويلبس ويخادع ويُؤذي المسلمين ويُحرض الجهلة على انتهاك أعراض إخوانه، طالب علم محسوب على الدعوة الصافية النقية! فهذا لا يقبل وعند الله تجتمع الخصوم ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
ورحم الله من قال:
أصمك سوء فهمك عن خطابي ... وأعماك الضلال عن اهتدائي
اعلم رحمني الله وإياك أن الشيخ لم يصطلح، بل وصف حالة وقع فيها كثير من الناس لا ينكرها إلا مكابر، وهي رد أقوال العلماء الكبار مع الطعن فيهم، والخروج عن سبيلهم وطريقتهم، ولم يقل في مقاله هذا ولا غيره أن الخوارج بالاسم المطلق من خرجوا على العلماء فقط. لذلك فتسويدك لما جاء بعد كلامك هذا لا فائدة فيه فهو من التكثر المذموم، فالشيخ توميات باختصار لا يخالفك فيه، بل أراد أن يقول لك ولأتباعك حذار فإن الخوارج الذين ذموا كان أول طريقهم هو الخروج عن طريق العلماء، ثم كانت نهايتهم بالخروج على الحكام.
وما زال العلماء يعقدون أوجه الشبه والاختلاف بين أهل الفرق، ومن بين ذلك ما كتبه بعضهم من وجه التشابه بين الرافضة واليهود. وعلى طريقة الأستاذ فضيل فإن الرافضة يهود. وكل ما جاء في اليهود ينطبق على الرافضة ولا أظن عاقلا فضلا عن أن يكون عالما أو طالب علم يقول بذلك.
فهناك فرق بين الإطلاق والتقييد يا كاتب المقال.
قال: (فأطلق الخروج والمروق على طائفة، ولم يطلقها على أحد فرقتي الأمة مع أنها في مقابلة على رضي الله عنه)
قلت: الفرق بين الأمرين هو أن الخوارج طعنوا في ديانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لذلك كان داعيا إلى الخروج عليه فيما بعد خلافا لمن قاتل عليا رضي الله عنه من الصحابة فكلهم مجمعون على ديانته وصلاحه فانتبه.
وهذا هو المقصود من مقال الشيخ توميات، فإن من يطعن في العلماء سيؤول به الأمر إلى الطعن في الحكام ثم تكون النتيجة الخروج على الحكام.
قال: (كذلك مخالفة أهل العلم تختلف بحسبها،فقد تكون معصية وقد تكون بدعة وقد تكون كفرا،وليست محصورة في الخروج)
أقول مع الأسف الشديد لقد فسرت الماء بالماء بعد جهد جهيد، وهل الخروج على العلماء إلا هذا فقد يكون معصية وقد يكون بدعة وقد يكون كفرا.
يا كاتب المقال إن الشيخ توميات لم يقصد إلا هذا فإن المخالفة لأهل العلم مع الطعن فيهم هي خروج عليهم. أليس في منتداك رجل رشيد ؟!!
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به ... في طلعة الشَّمس ما يغنيك عن زحلِ
قال: (وإنما يكون الرجل من الخوراج إذا خرج على الأمير لا على العالم)
قلت: بناء على ما ذكرتَه من هذه القاعدة فإن قتال ابن الزبير رضي الله عنه للحجاج على هذه القاعدة يعتبر من الخوارج، وهكذا الحسين رضي الله عنه. وكفى بمثل هذا طعنا في أولئك الصحابة الأخيار.
فإن كان ثمة تفصيل فلا يجوز الإجمال إذن في هذا الموضع لأن الإجمال طريقة أهل البدع.
قال: (وإنما هذه التسمية مختصة بمن خرج على الأمير مع شروط توجد فيه).
وبمثل هذا الكلام لم تخرج عن الإجمال، فما هي هذه الشروط؟ خاصة وأن إهمال ذلك طريق إلى الطعن في الصحابة كابن الزبير والحسين رضي الله عنهما.
وأما إيرادك والجواب عليه فلا وجه له هنا إلا في عقلك إن كان ثمة عقل.
قال: (وأما العلماء فكونهم ولاة أمر على قول من قاله من أهل العلم)
قلت: فظاهر كلامك أنك لا تقول بذلك، وهذا يخالف الأدلة ومنهج السلف فلعلك تتوب من مثل هذا الخطأ.
قال: (كما أن طاعة الأمراء تجب لما في خلافهم من المفاسد)
قلت: التعليق على المفاسد مخالف لمنهج السلف، وبمثل هذا التعليل أجاز التكفيريون الانقلابات، وقد كان الحسن بن صالح يقول بالخروج إذا لم تكن فيه مفسدة محققة ومع ذلك حكم عليه الإمام الثوري بأنه من الخوارج.
وثم إن الخروج على العلماء فيه من المفاسد ما لا ينكره إلا جاحد مكابر، وما قضية الجزائر وما مرت به ببعيد إن كنت ذا عقل رشيد.
قال: (بخلاف العلماء، فإنهم متكاثرون في كل عصر من العصور،وبينهم من الخلاف ما يعلمه أهل العلم، فلم تكن طاعتهم جميعا على اختلافهم ممكنة، ولا طاعة بعضهم تجعل من أطاعهم خارجا على الباقي)
قلت: وهذا لأنك لم تحقق المناط في هذه القضية يا مسكين.
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدَّق ما يعتاده من توهُّمِ
اعلم أن الخروج على العلماء يلزم منه الطعن والتشويه والتحذير ومفاسد ذلك لا تخفى إلا على المعتوه.
وأما طاعة عالم ومخالفة آخر من دون طعن ولا تشويه فهذا لا ينكره لا الشيخ توميات ولا أي عاقل.
ثم إذا كنت تعتقد بذلك حقا وصدقا ما بالكم تنكرون على من أطاع الشيخ العباد والمفتي والفوزان في بعض قضايا الساعة، ولم يطع الشيخ ربيعا؟! أم أن ما تقدم هو من ذر الرماد في العيون فحسب.
قال: (وإن أراد بالخروج على العلماء بالطعن والثلب، فإن هؤلاء أيضا لا يسمون خوارج، بل هذا من جملة الكبائر،التي هي غيبة العلماء)
قلت: بل هذا الذي يقصده فدعك من التشويش والافتراء.
وأما قولك لا يسمون خوارج، فالجواب نعم هكذا بإطلاق خوارج، وأما مع التقييد فلا مشاحة فيه، فهم خوارج على العلماء.
والشيخ ربيع قد استعمل هذا المصطلح فهل ستنكر عليه كما أنكرت على الشيخ توميات؟!.
قال الشيخ ربيع كما في (مجموع رسائله وكتبه) (14/502): " فنحن رأيناهم خوارج ضد المنهج السلفي وأهله...ثم إلى جانب ذلك فتنة الخوارج، خوارج على أهل السنة".
ويقول الشيخ صالح الفوزان: " الخوارج خوارج.. كما سموا في العقائد أنهم خوارج، أنهم خرجوا عن طاعة ولي الأمر، ولأنهم اعتزلوا علماء المسلمين، وأخذوا بآرائهم وآراء أمثالهم، فهم خوارج في كل المقاييس".
ثم سؤال آخر هل أنت مقتنع بما تقول حقا وصدقا، أم أنه من ذر الرماد في العيون فقط ؟!
إذا كان الطعن في العلماء من جملة الكبائر لأنها غيبة كما قلتَ فلِما تخرجون الشخص من السنة لأجل ذلك؟! فهل أصبح من منهجكم إخراج الشخص من السنة بارتكاب الكبائر؟!
ويلزم من هذا المنهج الطعن في الصحابي الذي كان يشرب الخمر ويؤتى به إلى النبي عليه الصلاة والسلام والحديث معروف.
ثم هناك أمر آخر ما هي الغيبة؟! أليست الغيبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكره.
فهل الطاعن في العلماء يذكر ما فيهم أم يذكر ما ليس فيهم؟! فإن كانت الثانية وهذا هو الغالب فهذا من البهتان والافتراء فتنبه.
وما قاله بعد ذلك فهو تسويد لا فائدة فيه في هذا الموضع.
قال: (فإن أطلقها رجل من أهل العلم من غير أن يقصد ترتيب معنى من أحكام الخوارج عليها فهذا هو الاصطلاح الذي لا مشاحة فيه، وعليه يحمل إطلاق بعض أهل العلم المعاصرين)
قلت: وها أنت تعترف بأن فيه من قالها، ورأيتَ أنه من الاصطلاح الذي لا مشاحة فيه، فلما لم تعامل الشيخ توميات بذلك وتلتمس له المخارج؟!
وأما قولك من غير أن يقصد ترتيب أحكام الخوارج عليها.
فأقول لك أين رتّب الشيخ توميات أحكام الخوارج على الخوارج على العلماء.
هل قال اختلف العلماء في كفرهم؟! أم قال: هم شر قتلى تحت أديم السماء؟! أم قال هم كلاب النار؟! أم قال اقتلوهم؟!
دعك من التلاعب والمغالطات فإنه لن ينفعك يوم القيامة لا منتدى لزهر ولا لزهر يا فضيل.
قال: (فيكون حالهم كحال الخارجين على ولاة الأمر الذين هم الأمراء)
قلت: لم يقل هذا ولن يقوله وإنما هذا من فهمٍ كنت أسيرا له ولا تريد أن تتحرر منه فالشيخ توميات باختصار أصاب المقاتل في مقاله ذاك. وهذا الذي جعلكم في الكذب والتلبيس.
قال: (فإن جفاة التبديع والتجريح هم أشد الناس مدحا لغلاة التكفير ،ولنضرب مثلا قريبا تصح به الدعوى، فهذا عبد الحليم نفسه ممن يجافي من يسميهم غلاة التبديع، فإذا نظرت إلى ممدوحيه وجدته يمدح من يقف على باب الخروج ويواليهم كمدحه لعائض القرني وغيره ممن اشتهروا بمخالفة العلماء والأمراء، والتلاعب بالدين)
قلت: قولك: فإن جفاة التبديع والتجريح هم أشد الناس مدحا لغلاة التكفير.
فهل الشيخ عبد المحسن الذي ردّ وحذّر من التجريح يمدح غلاة التكفير؟!
وكذلك الشيخ الفوزان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ السحيمي وغيرهم ممن أثنى على رسالة (رفقا أهل السنة بأهل السنة) هل يمدحون غلاة التكفير !!
ألا تعلم أن الشيخ العباد قرر في رسالته الآتي:
-موقف أهل السنة من العالم إذا أخطأ: أنه يعذر فلا يبدع ولا يهجر.
- فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنة -في هذا العصر- وطريق السلامة منها.
- التحذير من فتنة التجريح والتبديع من بعض أهل السنة -في هذا العصر-.
وأما قولك: وجدته يمدح من يقف على باب الخروج ويواليهم كمدحه لعائض القرني وغيره.
قلت: فإن الشيخ الفوزان زاره ولم يجرحه بل نصح بأخذ الحق من عنده، وقال عمن يحذر منه ومن العريفي إنهم أهل فتن. فماذا تقول؟! هل ستتكلم في الشيخ الفوزان أم أنك ستعتذر له بأنه لا يعرف عائض القرني ولا يعرف أخطاءه مع أنهم من نفس البلد فأخطاءه تخفى على كبار أهل العلم في ذلك البلد وتعرفها أنت في المغرب.
أي عقول هذه التي تصدق أن الشيخ الفوزان لا يعرف القرني مع أنه كان من الأوائل الذين انتقدوه. ومع ذلك نجد الشيخ الفوزان الآن لا ينهى عن مجالسته بل يحذر مِن مَن ينهى عن مجالسته.
وأما غيره فاذكره فلكل حادث حديث.
قال: (ثم لو سلمنا أن هذه الجماعة التي يذمها عبد الحليم فيها ما يُذم، فإن الذم في مناوئيها من جماعته أشد وأعظم)
قلت: يعني أنت لا تعتقد بأن في جماعة التبديع ما يذم فيها !! فهل تحذير أهل العلم منهم اليوم لا يكفيك حتى تقتنع يا فضيل؟!!
وأما عن مناوئيهم فهم أصناف فإن كانوا من جماعة التكفير فقولك: صواب لأنهم جمعوا بين الطعن والسيف. وأما إن كان المناوئون هم علماء أهل السنة والجماعة فلا.
قال: (وذلك أن السلفيين تكلموا فيمن خالف السنة،وأنتم تكلمتم في السلفيين لأجل كلامهم فيمن خالف السنة)
قلت: لا وألف لا. فإن جماعة التبديع التي تنتسب زورا وبهتانا إلى السلف لم تتكلم فقط فيمن خالف السنة، بل تكلمت فيمن هو على السنة، وهذا بشهادة كبار أهل العلم في العصر الحاضر، وقد بيّن ذلك الشيخ العباد في رسالتيه ( رفقا) و(الحث) وقد أثنى العلماء على رسالة (رفقا) وحذر بعضهم صراحة ممن يحذر منها.
وأما قولك: (وأنتم تكلمتم في السلفيين لأجل كلامهم فيمن خالف السنة)
فأقول كذبت والله، فإن أهل السنة السلفيين تكلموا في جماعة التبديع لأجل مخالفتهم للسنة، وللحق. وقد ذكر بعضا من ذلك الشيخ توميات في مقاله ولعلك تنتفع به.
فإن الذي يتهم النيات ليس على السنة.
والذي يأمر بقتل مخالفه ليس على السنة.
والذي لا يرى للمخالف حسنات تشفع له في الدنيا عند أهل السنة ليس على السنة.
والذي لا يرى المصالح والمفاسد والعواقب ليس على السنة.
والذي يطعن في السني لأجل أنه يقول بأن خبر الآحاد غير المحتف بالقرائن يفيد الظن ليس على السنة.
والذي يفضل العلماني المحارب للإسلام على الموحد الذي يدعو إلى تحكيم الإسلام ليس على السنة.
إلى غيرها من الموبقات التي أوجبت الكلام فيهم.
مساوئ لو قسمن على الغواني لما أمهرن إلا بالطلاق.
قال: (لكون تلك الصفات مما يشترك فيه البشر جميعا، ولا يختص بطائفة حتى يشبه بها من وافقها في تلك الصفة ، وهذا كصفة الجهل)
أقول: مسكين مسكين مسكين. ألهذا الحد لم تستطع فهم كلام الشيخ توميات !! ولم تجد من أهل منتدى لزهر من يُقيم لك ذلك.
إن الجهل الذي يجعل صاحبه يتكلم في دين الله هذا خطره عظيم. قد يوصل إلى الشرك بالله. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وقال سبحانه: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ)
وقال أيضا: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (22/240): (ولا يحل لأحد أن يتكلَّم في الدين بلا علم، ولا يعين من تكلَّم في الدين بلا علم، أو أدخل في الدين ما ليس منه). وقال كذلك في نفس الجزء (ص: 227): (فمن تكلَّم بجهل وبما يخالف الأئمة، فإنَّه ينهى عن ذلك ويؤدَّب على الإصرار، كما يُفعل بأمثاله من الجهال، ولا يقتدى في خلاف الشريعة بأحد من أئمَّة الضلالة، وإن كان مشهوراً عنه العلم، كما قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه ولكن سله يصدقك).
وقال كذلك في مجموع الفتاوى (10/449):( ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لا يتعمد الكذب، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له سبيعة الأسلمية وقد توفي عنها زوجها سعد بن خولة في حجة الوداع، فكانت حاملاً فوضعت بعد موت زوجها بليال قلائل، فقال لها أبو السنابل بن بعكك: ما أنت بناكحة حتى يمضي عليك آخر الأجلين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كذب أبو السنابل، بل حللت فانكحي)).
قال: (وإنما الحكم عليهم بحكم واحد لأجل التشابه سبيل أهل الجاهلية)
قلت: لم يحكم عليهم بحكم واحد، بل ذكر وفقه الله للخير التشابه المذموم الذي وقع فيه هؤلاء وهؤلاء. ولم يفهم عاقل يعرف مدلولات الألفاظ بمثل فهمك. ففهمك خاص بك وبطائفتك. ولا نستغرب منكم ذلك فالذي يعتقد أن الشيخ علي بن حسن الحلبي يقول بوحدة الأديان، وحرية الأديان، وأخوة الأديان يستوي عنده كل شيء.
ورحم الله شيخ الإسلام القائل: (إذا فسدت العقول لم يبق لضلالها حد معقول)
ثم قال ناقلا عن الشيخ توميات:(وفي هذه المقالات بيانٌ مختصر لأهمّ ما يتشابهون فيه من الأقوال، وأبرز ما يسلكونه من الأحوال. الشّبه الأوّل: اتّهام النيّات - والعياذ بالله (-
قلت: وهذا الفصل: (اتهام النيات) مما لا يوجد في كتاب الشيخ أبي الحسن المأربي (فتنة التفجيرات والاغتيالات) فأين السرقة يا مسكين؟!
قال: (وهذا الذي ذكره عبد الحليم عن أهل السنة -غلاة التجريح والتبديع عنده- من أنهم شابهوا الخوارج في اتهام النيات وعدم اكتفائهم بالظاهر دليل على أنه لا يفرق بين الظاهر والباطن)
قلت: وهل كذلك الشيخ الألباني رحمه الله لا يفرق يا مسكين ؟!!
ألم تسمع لذلكم الحوار الرائع مع الشيخ جميل زينو، وأيضا حواره مع خالد وغيره من جماعة التبديع.
ولا بأس أن أنقل لك شيئا من ذلك:
قال الشيخ الألباني رحمه الله في (ش/915) من سلسلة الهدى والنور الذي سُجل في سنة 1996م : « ولذلك في الواقع نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العِلمي لكننا ننصحه أن يستعمل الرّفق مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا عِلم عنده ».
وقال أيضا للسائل وهو الشيخ جميل زينو: « إنّك تتبنى أسلوب الدكتور في ردّه على سيد قطب وعلى الإخوان المسلمين وعلى كل المنحرفين عن السنة، صحيح هذا الذي أقول ؟
الشيخ جميل زينو: نعم.
الشيخ الألباني: طيب. الآن هل يصح أن تقول عن إنسان إنّه قال هذا عن (هوى)، ونحن ما شققنا عن قلبه هذا أولاً، ألا يكفينا في أسلوب الدعوة أن نقول: إن هذا خطأ أو هذا ضلال وبلاش نتعمّق إلى ما في (القلوب) وأن نقول: (إنه قال ذلك عن هوى)، وبخاصة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، إلى رحمة الله وفضله.
أسألك أنا الآن هل هذا من أسلوب الدعوة اللينة التي مهّدنا لها آنفا في بعض الآيات والآحاديث..كلامي أنه نَدع (اتهام الناس بالهوى)..
الشيخ زينو: يعني هو رجل-إن شاء الله نحسبه على الخير- فالناس يقولوا خَلَص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدّة، فنحن نريد أن نرى الشّدة أين هي ؟
الشيخ الألباني: في كلِّ كتبه الشّدة موجودة..ولذلك نحن لا نريد أن نتعصّب لأشخاص ولا على أشخاص، يعني لا نريد أن نتعصّب لزيد ولا على زيد، لا نريد أن نتعصّب لأخونا الربيع لأنّ الحق معه، ولا نريد أن نتعصّب على سيد قطب لأنّ البُطل والخطأ معه، نريد أن نكون بين ذلك سدّدوا وقاربوا.. فإذا أنت قرأتها ستجد أشياء كثيرة وكثيرة جدّا، نحن معه عِلما باختصار لسنا معه أسلوبا ».
فالشيخ الألباني رحمه الله على علم بظاهر سيد قطب، وبمخالفاته، وكان من السباقين إلى بيان شيء من ذلك، ومع ذلك فلا يرى أن يتهم في نيته.
وخذ مثالا آخر على اتهام النيات.
ويقول الشيخ الألباني رحمه الله في (سلسلة الهدى النور/ش/612 الإصدار الجديد):
« الشيخ إبراهيم شقرة: أنا لا أعتقد أن سفر من الناس الذين يستكبرون عن الحق.
السائل: أما أنا فأعتقد أنه يستكبر عن الحق.
الشيخ: لا حولا ولا قوة إلا بالله،..
السائل -بعد نقاش-: هو ينافق عمليا ولا شك في ذلك.
الشيخ: يا جماعة اتقوا الله عز وجل (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)".
قال الشيخ الألباني رحمه الله في (سلسلة الهدى والنور/ش/778) جوابا على السؤال التالي:
« السائل: فيه ردود الآن في الساحة على طلاب العلم، وعلى العلماء، والشيء الملاحظ في هذه الردود (اتهام النيات)، ما هو..تفسيركم لهذا؟
فأجاب: يَتقوا الله في إخوانهم المسلمين، وأن يُصَفُّوا نواياهم وقلوبهم، وأن لا يحقد بعضهم على بعض، لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله.
نحن نقول يا أستاذ دائما: هذا مشكلة العالم الإسلامي الآن هو بُعدهم عن شيئين اثنين، لكن إحداهما أخذت الطريق أما الأخرى لا، لابد أنكم سمعتم في بعض أشرطتي أو كلماتي أن الإصلاح يبدأ من التصفية والتربية، فالتصفية فيه شيء من هذا، لكن التربية ما فيه في العالم الإسلامي كله، هذه المشكلة تجد طلاب العلم الذين سرت فيهم أن يكونوا على أكمل خُلق حسن، ما حووا إلا شيئا من العلم كان حجة عليهم وليس حجة لهم، فما الحل؟
ليس لها إلا الله تبارك وتعالى، ومن كان حريصا من أهل العلم على أن يمشي على هاتين الركيزتين التصفية والتربية عليه أن يُنشِّأ مَن حوله على هذا الأساس..أما هؤلاء الكبار الذين فاءوا إلى وجوه التصفية وأخذوا بحظٍّ وافر أو قريب من ذلك منه، فهؤلاء نادر جدا فيهم..
فالظاهرة المنتشرة الآن في الآونة الأخيرة في السعودية وقبل ذلك في كثير من البلاد الإسلامية،.., لا وجه إطلاقا للدعاة إلى الكتاب والسنة والذين ينتمون إلى منهج السلف الصالح، ليس هناك مطلقا ما يسوِّغ لهم أن ينقسموا إلى طائفتين بل إلى طوائف يُعادي بعضهم بعضا، كما لو كان هناك سلفيون وأعداؤهم [الفوشيون] وهم طائفة واحدة كلهم يقولون أنا على الكتاب والسنة ».
وأنصحك بما نصح به الشيخ الألباني أحد المبدعة:
وقال الشيخ رحمه الله في (سلسلة الهدى والنور/ش/612 الإصدار الجديد): « والله أنا لكم ناصح أمين حرام عليكم أن تُحمِّلوا هذا الشخص كلامًا معنىً راسخًا في أذهانكم، وهذا لا ينبع من كلام الرجل أبدًا ».
قال: (وقد دل على هذا حديث كعب بن مالك ،فإنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بسبب تخلفه، فأمر بهجره ولم يعتبر نيته في الحكم).
قلت: ألا تستحي تستدرك على الشرع أيضا !!
من أين لك أن النبي عليه السلام لم يعتبر نيته في الحكم ؟! لو لم يعتبرها لحكم عليه بالنفاق أو لم يقبل بما جاء به. ولكنه عليه السلام اعتبرها وفوض الحكم إلى الله تعالى.
قال: (فهذا من الوهم و الإيهام ،فقولهم حزبي متستر ليس من الحكم على النية، وإنما هو حكم على الفعل، فإن الحزبي هو من وقع في التحزب حقا، لكنه لا يظهره لعامة الناس، فهو على هذا حزبي متستر، فإذا تكلم تكلم بكلام الحزبيين، وهو مع هذا ينسب نفسه للسلفيين، فيدرك أهل العلم أن هذا حزبي متستر، وينكر أهل الجهل ذلك، ونظير هذا المنافقون)
قلت: ما زال سوء فهمك يعميك عن الحقائق.
الشيخ توميات وفقه الله نقل كلام شيخ الإسلام رحمه الله فلو تمعنت فيه لأدركت أنه لا يعني المتستر هو من لا يعرفه أحد، فإن هذا لسنا في صدد الكلام عليه، ولكن من لا يظهر ذلك علانية وإن كان في الخفاء له تصريح مخالف.
ولعلي أنقل كلام شيخ الإسلام ليعلم القارئ بُعد هذه الجماعة عن الإنصاف.
"وإن أردت بالتستّر أنّهم يجتنون به ويتّقون به غيرَهم، ويتظاهرون به حتّى إذا خوطب أحدُهم قال: أنا على مذهب السّلف، وهذا الّذي أراده والله أعلم، فيقال له: لا عيب على من أظهر مذهب السّلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتّفاق؛ فإنّ مذهب السّلف لا يكون إلاّ حقّا:
فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا فهو بمنزلة المؤمن الّذي هو على الحقّ باطنا وظاهرا.
وإن كان موافقا له في الظّاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتُقبل منه علانيته، وتوكل سريرته إلى الله، فإنّا لم نؤمر أن ننقّب عن قلوب النّاس ولا أن نشقّ بطونهم " [" مجموع الفتاوى " لابن تيمية (4/149)].
فاقرأ: وإن كان موافقا له في الظّاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق، فتُقبل منه علانيته، وتوكل سريرته إلى الله، فإنّا لم نؤمر أن ننقّب عن قلوب النّاس ولا أن نشقّ بطونهم .
هذا هو المقصود فالذي لا يُظهر وإن كنت ترى أنه متستر فهو بمنزلة المنافق تقبل منه العلانية وتوكل سريرته إلى الله.
فبكلامك على هذا الموضع تقرر ما نسبه إليكم الشيخ توميات، وأنه ليس بظالم لكم. فأنتم إذا رأيتم من يذهب مثلا إلى المبتدعة ولو سرا تتهمونه في نيته، وتقولون عنه إنه حزبي متستر حتى وإن أظهر مذهب السلف وانتسب له وأما شيخ الإسلام فيقول: تَقبل منه العلانية وتَكل ما يفعله في السر إلى الله.
وإليك حديثا لعلك لم تسمع به أبدا.
جاء في حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه الذي أخرجه مسلم وغيره أن أحد الحاضرين قال: أين مالك بن الدخشم ؟ فقال بعضهم: ذاك منافق ولا يحب الله ورسوله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقل له ذلك ألا تراه قد قال: "لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله" قالوا: الله ورسوله أعلم إنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جل وعلا حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله"
فهذا يجالس المنافقين، ومع ذلك نهى النبي عليه السلام الحكم عليه بالنفاق وبيّن العلة في ذلك. فهل تتوب مما أنت فيه يا فضيل؟!!
قال: (وقد قال الله تعالى: "وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه"، نظيره قول أهل السنة: حزبي متستر يكتم حزبيته،لكن تظهر حزبيته لبعض الناس جلية، وتظهر لآخرين في لحن القول،كما أظهر مؤمن آل فرعون إيمانه في لحن قوله).
قلت: إذن بتأصيلك هذا فإن عمار بن ياسر رضي الله عنه عندما قال كلمة الكفر، يحكم عليه بالكفر. اللهم إنا نعوذ بك من الظلم والبغي والهوى. حقا كما قال الشيخ توميات من الشبه الذي بينكم وبين غيركم من أهل الأهواء الاعتقاد ثم الاستدلال.
من الذي حكم بإيمان ذالكم الرجل يا مسكين ؟! أليس الله رب العالمين الذي لا تخفى عنه خافية.
لماذا قال العلماء: تَكل السريرة إلى الله، لأنك لا تعلم حقيقتها فقد تظلم الرجل، وأما الله عز وجل فتعالى عن الظلم.
الشيخ توميات أجرى مقارنة بينكم وبين الخوارج، وأما أنتم فقد تجرأتم على المقارنة بينكم وبين الله تعالى. فنعوذ بالله من ذلك.
ولا يبعد بكم الحال أن تستدلوا بهذه الآية على أن الإيمان بالقلب يكفي حتى وإن لم يتلفظ به.
إن الآية السابقة لتصدق ما قاله شيخ الإسلام، بل تصدق ما ورد في الحديث. فإن المؤمن من آل فرعون كان في ظاهره على دين فرعون، ولم نعلم بباطنه الذي كان وهو ظاهر على ذلك الحال إلا عن طريق الله تعالى، وفي هذا من الفوائد: عدم الحكم على المعين بالنار.
فلو جاء رجل وتكلم عن نية هذا الذي كان ظاهره مع فرعون وباطنه مع موسى عليه السلام لكان مخطئا وقد ظهر خطؤه بما حكم الله به.
وإن القارئ ليعجب منكم جعلتم الآن الظاهر لا عبرة به وأخذتم بما في الباطن. ومن قبل تقولون بالأخذ بالظاهر وترك الباطن. أفلا تعقلون؟!
قال: (والتهمة مع الشبهة مما جاءت به الشريعة في الجملة)
قلت: أين الدليل على هذا العموم والإجمال؟ فالمعروف أن الحدود تدرأ بالشبهات عكس ما تقرره يا مسكين.
وأما دليلك الآتي فليس فيه الشبهة بل فيه قرينة مقابل قرينة أقوى منها.
قال: (فقول يعقوب عليه السلام:" بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل"، وهم مع هذا صادقون، لكن لما كان من أمرهم ما كان مع يوسف عليه السلام جاز ليعقوب عليه السلام أن يتهمهم).
قلت: قولك: وهم مع هذا صادقون. يدل على أنك من بداية ردك لست في عقلك يا فضيل.
وقول يعقوب عليه السلام كان بناء على العلامة، يقول الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (2/ 216): "أولاد يعقوب لما جعلوا يوسف في غيابة الجب، جعلوا على قميصه دم سخلة؛ ليكون وجود الدم على قميصه قرينة على صدقهم في دعواهم أنه أكله الذئب. ولا شك أن الدم قرينة على افتراس الذئب له، ولكن يعقوب أبطل قرينتهم هذه بقرينة أقوى منها، وهي عدم شق القميص، فقال: سبحان الله! متى كان الذئب حليماً كيساً يقتل يوسف ولا يشق قميصه. ولذا صرح بتكذيبه لهم".
فهنا تعارض بين القرائن، وليس بين ظاهر وباطن فتنبه.
ثم لما لم تقتدوا بنبي الله يعقوب عليه السلام، فتركتم دعوى القصاص، والتصريح بالقتل، والدعوى إلى الهجر.
ولكن هذا هو حال أهل الأهواء لا يأخذون من النصوص إلا ما وافق أهواءهم.
قال: (وأما في الإضمار، فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم عن كعب:"أما هذا فقد صدق" حجة على تهمة من سبقه ممن جاء يعتذر).
قلت: وهذا دليل عليك يا مسكين. فمع معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بحال من سبقه إلا أنه لم يؤاخذهم به، فلم يحذر، ولم يأمر بالهجر، ولا رتب عقوبة على ذلك، وهذا يخالف صنيعكم وما تقومون به ولا وحي لكم، فأنتم تأخذون الناس بالشك، وبفهوم هي خاصة بكم وترتبون على ذلك عقوبات واتهامات والله المستعان.
قال: (وكان أهل السنة من القديم يتهمون من دافع عن أهل البدع أو غضب لثلبهم أو والاهم أو لم يغضب لثلب أهل السنة أو فضل أهل السنة على أهل البدعة مع دعواه السنة، وغير هذا من الأمور التي جاءت عن السلف في ذلك)
قلت هذه دعوى على اتهام النيات، والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء.
فلعلك تأتي بمثال على رجل ينشر عقيدة السلف ويدافع عنها، وخالف غيره في الحكم على شخص ما، فاتهمه السلف بذلك.
أو رجل على عقيدة السلف ويدافع عنها وطعن في غيره من أهل السنة وليس في كلهم فاتهمه السلف بذلك.
وقد ذكرتني بمقالة أهل البدع التي ردّها الإمام أحمد حيث قال: من ادعى الاجماع فقد كذب وما يدريك لعل الناس اختلفوا.
قال: (وهذا منقول عن السلف كحماد بن زيد وغيره)
أقول: وما دمت قد ذكرت إماما من أئمة المسلمين، فهاك فعلا من أفعاله وعملا من أعماله لعلك تقتدي به في ذلك:
يقول الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(7/ 461): " عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ:
جَاءنِي أَبَانُ بنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُكلِّمَ شُعْبَةَ أَنْ يَكُفَّ عَنِّي.
فَكَلَّمتُه، فَكَفَّ عَنْهُ أَيَّاماً، وَأَتَانِي فِي اللَّيْلِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ الكَفُّ عَنْ أَبَانٍ، فَإِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
أما أنتم فلو جاء إليكم أحد قد تكلم فيه الشيخ ربيع وطلب منكم ما طلبه أبان من حماد لأقمتم الدنيا عليه ولم تقعدوها. فأنتم تتمسحون بالسلف لا غير. فقد انكشف الزغل يا فضيل فارجع إلى الحق.
قال: )وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية"(3/510): "وكانوا -أي الجهمية- في الباطن...) )
قلت: لماذا لم تقرأ كل كلام شيخ الإسلام حتى ترى الإنصاف والعدل. ومن بين الكلام الذي ينبغي أن تقرأه قوله بعد ذكر الأشاعرة والكلابية (3/ 538): "وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة ونحوهم بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها المعتزلة والرافضة ونحوهم".
وهذا من المواضع التي يخالفكم فيها أهل السنة. فأنتم تحذرون من السلفي الداعي إلى السنة إذا خالفكم في أمور ولو كان في إيران. وما فعل أسامة العتيبي وأحمد بازمول ببعيد عنكم حين حذروا من أبي صلاح محمد هشام طاهري. بل فعل عبيد الجابري مع إحسان إلهي ظهير الباكستاني ليس ببعيد والله المستعان. وأما أهل السنة فلا يفعلون ذلك.
قال: (وإن أردت بالتستر من تستر بمذهب السلف دعوى وانتسابا، وأظهر مذهب الخلف تقريرا وتحقيقا، وهذا القسم لم يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية،لأنه لا يصح أن يقبل منه ما ادعاه)
أقول رحم الله شيخ الإسلام القائل: (الإنسان إذا فسدت نفسه اشتهى ما يضره، بل يعشق ذلك عشقا يفسد عقله ودينه وخُلقه وبدنه وماله).
إن ما تذكره لم يذكره الشيخ توميات، فأنت للأسف الشديد تتخيل قضايا في رأسك ثم تقيم الحرب عليها، حالك كحال الدكتور ربيع.
فهذا القسم الذي ذكرته لم يذكره شيخ الإسلام عبد الحليم ابن تيمية ولا ذكره الشيخ عبد الحليم توميات.
إن ذكرك لهذا القسم يكشف مدى بعدك عن العلم وكذلك الفهم. فإن من لا يظهر مذهب السلف بل يظهر خلافه من مذاهب الخلف هذا قد عرفنا ظاهره وقد أبان عن حقيقته.
لكن الخلاف مع جماعة التبديع في التعامل معه فأنتم تشهرون به، وتبدعونه، وتأمرون بهجره، وتتكلمون في نيته، وتجعلونه أضر من اليهود والنصارى بل أكثر من الماسونية. أما أهل السنة فلا. لا يرون هجره في هذا الزمان وقد لا يبدعه بعضهم لعدم قيام الحجة عليه، ولا يتكلمون في نيته ويعاملونه المعاملة الشرعية.
قال: (وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه أكثر ما كان يكتبه في الرد على المتكلمين هو بيان بطلان دعواهم موافقة السنة فيما يزعمونه من عقائد باطلة، بل وكان يبين بطلان انتسابهم لمذهب الأشعري على التحقيق)
قلت: لا بأس أن أنقل لك كلام الشيخ الدكتور عضو الإفتاء في المملكة العربية السعودية عبد الكريم الخضير حفظه الله لعلك تتوب مما أنت فيه.
يقول:" لا مانع أن ينبه الإنسان على الخطأ، وأن يقال: فعل كذا خطأ. منهج شيخ الإسلام رحمه الله التشديد على البدع وأهلها، والرد على المبتدعة بقوة، وتفنيد أقوالهم، لكن إذا جاء للأشخاص -وهم متلبسون بهذه البدع- التمس لكثير منهم الأعذار.
فرق بين أن تتكلم على الفكرة وأنها مخالفة للشرع بدليل كذا وكذا -هذا إذا كان فيه أدلة- أما إذا كانت وجهات نظر، فتبين رأيك ولا تفرضه على أحد! والله المستعان."
ففرق بين الفكرة وبين صاحب الفكرة لكن جماعة التبديع لا يفقهون هذا الأمر.
قال: (ولعل الذي أغراه بنقل كلام ابن تيمية مع بُعده عن المقصد ما وقع من الاشتراك بين ما ذكرته من تستر الحزبي في كلامه، والتستر بمذهب السلف في كلام شيخ الإسلام، وليس الكلام فيهما في واد واحد. ولو تدبر كلام شيخ الإسلام وأعطاه حقه لعلم أنه ليس في محل نزاع)
قلت: ما هذا التخليط يا مسكين؟!
إذا فعل الفتى ما عنه ينهى ... فمن جهتين لا جهة أساءَ
إنما الاشتراك الذي لا يحتاج إلى أدنى تأمل هو بين التستر بالحزبية والتستر بالنفاق مع أن كلاهما يظهر مذهب السلف وينتسب له. فنقبل علانيتهم ونكل سرائرهم إلى الله. ولكنكم قوم لا تفقهون ومن فقه منكم فهو جبان يخشى على دنياه منكم.
قال: (ثم قال المعترض( يعني الشيخ توميات): الشّبه الثّاني: ظاهرة الوعيد)
قلت: وهذا الفصل لا يوجد في كتاب الشيخ أبي الحسن (فتنة التفجيرات والاغتيالات). فأين ما اتهمته به من السرقة يا مسكين؟!
قال: (وهذا فيه خلط عجيب ناشيء عن سوء تصور)
قلت: عما قليل سيظهر من الأحق بهذا الوصف.
يا مطلقاً بضروب القول منطقه ... بغير فكر قبيحاً كان أو حسنا
أمسك لسانك عنَّا لا تزنّ به ... ولا يسرُّك عقباه إذا لقنا
زن الكلام فإن تمَّت رجاحته ... كما تحبُّ فأخرجه كما أتَّزنا
فإن تشل بسخيف القول كفَّته ... فاخزنه فهو لعمري خير ما خزنا
واعمل بنصح وقدِّم صالحاً وأرد ... خيراً وعاشر بإنصاف وقل حسنا
واجعل لنفسك مقداراً ترفِّعها ... به ولا تجعل الدُّنيا لها ثمنا
من اشترى وهو مختار صيانته ... للدِّين والعرض والدُّنيا فما غبنا
قال: (وتفريطه في هذا الباب قد يكون بدعة وقد يكون كفرا).
قلت: تركت قسما آخر وقد يكون معصية، لا هو بدعة، ولا هو كفر. وهذا من القضايا الهامة لأن فيه من يخرج الرجل من السلفية لأجل وقوعه في المعصية. وقد تقدم ما يشير إلى ذلك.
قال: (وعلى هذا فإن الرجل إما سني سلفي،أو بدعي خلفي)
قلت: نعم هذا عندكم يا معشر جماعة التبديع، وأنت بهذا تكرر ما نسبه لكم الشيخ توميات. فأنت تسود الورق وتضيع الوقت وبان من هو المخلط.
تركت أيضا يا مسكين درجة أخرى وهو السلفي المتلبس ببعض البدع. وغالب أمره السنة فما حكمه عندكم؟ لا شك بالاعتماد على القاعدة السابقة أنه مبتدع ولا كرامة.
وأما علماء أهل السنة فعلى خلاف قولكم، فقد سئل الشيخ مقبل رحمه الله فقال: قد يكون السلفي عنده بدعة وبدعتين. وأيضا نص على هذا الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فانظر إن شئت في ( الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية).
قال: (ولم يكن السلف يقولون عمن هذا حاله أن سلفيته تتجزأ)
قلت: نعم ما ذكرته هكذا يكون جوابه. فمن خالف معتقد السلف وتوفرت الشروط وانتفت الموانع فلا شك في بدعيته، لكن الذي غاب عنك أو غيبته أنت هو: من خالف في بعض المسائل مما له علاقة بالمعتقد وغالب أمره السلفية. ما حكمه عندكم؟!
بالاعتماد على القسمة الظالمة الجائرة عندكم هو مبتدع، وأما بالاعتماد على ما قرره أئمة السنة هو سني وقع في أخطاء. ولنضرب على ذلك ببعض الأمثلة: الإمام النووي وهكذا الحافظ ابن حجر.
فعندكم هؤلاء من المبتدعة، وقد حلف على ذلك محمد بن هادي المدخلي وقال: كذاب من يقول النووي سلفي. وأما أهل السنة ولله الحمد فقد حكموا عليه بالسنة ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله والشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
بل ها هو ابن حزم وحاله في باب المعتقد معروفة ومع ذلك نجد الشيخ الألباني رحمه الله يدافع عنه أي في عدم تبديعه.
قال: (وهؤلاء الخوارج أنفسهم خالفوا في مسائل الإيمان فبدعهم السلف)
قلت: المعروف والمشهور أن الدكتور ربيع يقول عنهم أنهم كانوا في مسائل الإيمان على معتقد السلف فقد قال في (ش/ لقاء مفتوح في جدة): " الذين قاتلهم علي -أي الخوارج- كانوا والله عقائدهم سلفية، يا إخوتاه، ما كان عندهم عبادة قبور، ولا كان عندهم تعطيل جهمية، كان عندهم انحراف سياسي في الحاكمية". فهل أنت تخالفه في ذلك؟
ثم بُعدك عن ضوابط أهل السنة جعلك تضطرب في شرحك. فإن علماء أهل السنة عندما يذكرون من هو المبتدع يقولون من ديدنه الابتداع.
أما من ديدنه السنة فهو سني المهم أن يجتهد في معرفة الحق، ولذلك كان عند أهل السنة مصطلح سلفي عنده أخطاء، وسلفي وقع في بدعة أما مثل هذا المصطلح فلا يذكر عندكم فما عندكم إلا سلفي خالص ومن سمع بذالكم المصطلح رمى صاحبه بالتمييع والبدعة.
نعود إلى الخوارج فالخوارج ديدنهم البدعة فلذلك بدعهم السلف. وما وقعوا فيه من المخالفات الكثيرة يجعل صاحبها من المبتدعة. فالعبرة بالغالب.
الخلاصة أن الذي يفهم من كلام الشيخ توميات أن جماعة التبديع ما عندهم إلا قسمتين سني وخلفي بدعي أما سني يتلبس ببعض البدع فهذا لا يوجد كحال الخوارج ما عندهم مؤمن يتلبس ببعض المعاصي.
أما أهل السنة فكما أن عندهم مؤمن ومؤمن متلبس بالمعاصي فعندهم سلفي وسلفي متلبس ببعض البدع.
قال: (ووصف الله المشركين بهذا الوصف مع بيان أنهم يقرون بالخالق الرازق، وأنه إيمان،لكن لما صرفوا شيئا من العبادة لغير الله حكم عليهم بالشرك،ولم ينفعهم إيمانهم، ولا يقال لهم أنهم موحدون مسلمون بما معهم من الإيمان ومشركون بما معهم من الشرك، بل يحكم عليهم بحكم واحد إجماعا)
قلت: مشكلتك يا مسكين أن المسائل تداخلت عليك فأصبحت لا تفرق بين ما حقه التفريق، ولا تجمع بين ما حقه الجمع.
اعلم يا فضيل أن التوحيد ثلاثة أقسام: ربوبية وألوهية وأسماء وصفات. فمطلق الاسم الذي هو التوحيد لا بد من توفر هذه الأقسام فيه. ولذلك لا نستطيع أن نقول: عندهم توحيد، لأن التوحيد ما جمع هذه الأقسام. ولك أن تقول عندهم بعض توحيد لكن هذا التوحيد لا ينفعهم إلا إذا انضم إليه باقي أقسام التوحيد.
وإذا كنت تريد القياس وإلحاق النظير بنظيره فاسمع:
لاشك أن الشرك قسمان: أكبر وأصغر، أو ظاهر وخفي. فالأكبر مخرج من الملة وأما الأصغر فلا. فقد يكون الشخص موحدا ومسلما ولكن فيه شرك ألا وهو الشرك الصغر. وكذالك السني قد يتلبس ببعض البدع وهو سني.
قال: ( بل لهم أصول وقواعد مضبوطة محررة غاية في الإحكام والإتقان،مصدرها الكتاب والسنة وإجماع السلف..)
قلت: أين هذه الأصول يا مسكين والشيخ توميات لما ذكر أنهم لا يمشون على قواعد مطردة عمدته في ذلك واقعكم المعاش. فما تبدعون به شخصا لا تبدعون به آخر وهكذا.
والدليل على ذلك: قد بدعتم بعض الدعاة بسبب ثنائهم على سيد قطب، أو بسبب رد بعض ما افتري عليه في حين نجد أن فيه من دافع بل وتهجم على شيخكم ومع ذلك لا تبدعونه، ألا وهو الشيخ بكر أبو زيد وما ورد من التبديع من قِبل شيخكم المسموع والمنقول كذّبتم الناقل وادعيتم الفبركة في المسموع.
ثم إنكم ترون الإلزام بالتبديع ومع ذلك لا تبدعون الشيخ بكر وقد بدعه الشيخ عبيد الجابري إلى غيرها من التناقضات وعدم اطراد من تؤصلونه.
قال: (وهؤلاء إنما سألوا أهل العلم بالشرع، وأخذوا أحكامهم، وهكذا كان أهل السنة في القديم يسألون أئمتهم عن العلم ورجاله، ويأخذون بجرحهم وتعديلهم، فكان ينبغي له أن يربأ بنفسه عن أن يَسِم أهل السنة تابعين ومتبوعين بسيما أهل النار)
قلت: نعم أهل السنة سألوا أمثال الشيخ العباد فألف رسالة تحث على عدم الوقيعة في أهل السنة، وأثنى عليها العلماء الكبار وطلبة العلم فمن العلماء المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ وعضو الإفتاء معه معالي الشيخ صالح الفوزان، وهكذا باقي العلماء كالشيخ اللحيدان والشيخ السحيمي وغيرهم. ثم تبع الشيخ في التأليف لأجل التحذير من الانفلات من منهج أهل السنة والجماعة الشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي فألف رسالته النافعة (النصيحة) ثم من بعده الشيخ محمد الإمام في كتابه (الإبانة) وآخر من ألف في هذا الباب الشيخ السحيمي في رسالته ( رأب الصدع) بتقديم الشيخ الفوزان.
ولا أنسى مؤلفات الشيخ علي بن حسن الحلبي في هذا الباب وهي كثيرة، ومن قبله الشيخ أبو الحسن المأربي وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
إذن فأهل السنة علماء وطلبة يحاربون جماعة التبديع وينصحون بالدعوة والرفق. وأما قولك: فكان ينبغي له أن يربأ بنفسه أن يسم أهل السنة .. فهذا من المغالطات فهو إنما تكلم عن جماعة التبديع لا عن أهل السنة فتنبه.
قال: (وهذا الكلام مجمل يحمل حقا وباطلا، فإن من البدع ما يخرج صاحبه عن السلفية بمجرد الوقوع فيها، ومنه ما لا يخرجه عنها لكونه وقع فيها بنوع شبهة أو تأويل، إلا أنه لا يكون من خيار أهلها)
قلت: وكلامك هذا فيه أيضا إجمال يحمل حقا وباطلا.
فما هي البدع التي تخرج من السلفية بمجرد الوقوع فيها.
ولعله من الأمثلة على ذلك عندكم ما جاء في وثيقة محمد الإمام فقد بُدع الرجل المجاهد الداعي إلى الله على بصيرة بمجرد وثيقته ومن دون إقامة للحجة.
وأما قولك: (ومنه ما لا يخرجه عنها لكونه وقع فيها بنوع شبهة أو تأويل، إلا أنه لا يكون من خيار أهلها)، فهذه مراوغة منك وليس هذا من منهجكم. ولا بأس أن أنقل لك كلام شيخك. يقول الشيخ ربيع: قال الشيخ ربيع في الفتاوى (1/291-292):
« القسم الثالث: مَن كان مِن أهل السنة ومعروف بتحري الحق، ووقع في بدعة خفية، فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير، وإن كان حيًّا فيناصح، ويبين له الحق، ولا يتسرع في تبديعه، فإن أصرّ فيبدع".
وقد ذكرت نصوص الشيخ ربيع في (الأجوبة الألبانية). وتصرفك هذا هو وجه من أوجه الشبه بينكم وبين أهل البدع إذ تنقلون ما لكم وتدعون ما عليكم.
فالشيخ ربيع يقول: ينصح فإن أصر يبدع، وأما أنت فتقول: لا يكون من خيار أهلها. ألا يدل هذا على أصول غير مضبوطة عندكم ؟! أم أن هناك تطور في التفكير ومحاولة للخروج مما أنتم فيه بنوع تصحيح لكن من دون إعلان للتوبة من الأخطاء.
فأرجو أن تكونوا شجعانا فتقولون كلمة الحق وتجهرون بالتوبة قبل يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
قال: (بل كانوا يبدعون من يمدح أهل البدع ويذم أهل السنة ويلحقونه به، وهذا مأثور عن أحمد وغيره)
قلت: دوما تقيمون دعوى أوسع من محل النزاع. هات أمثلة على ذلك. أذكر لنا شخصا خدم الدعوة كالشيخ علي بن حسن وإخوانه المبدعون من قبلكم ومع ذلك بُدعوا لأجل أنهم مدحوا شخصا لا يرون أنه من أهل البدع، بل يرون أنه سني وقع في أخطاء، ولا يذمون أهل السنة بل يذمون أناسا بأعيانهم لأنهم خالفوا أهل السنة.
وما دمتَ قد ذكرت الإمام أحمد رحمه الله، فها أنا أذكر لك هذه الواقعة لعلك تتوب مما أنت فيه. جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح(1/256): « قال المروذي ذُكر الطوسي،[ يعني عند الإمام أحمد] فقال صاحب صلاة وخير، فقيل له: تُكلِّمه؟ فنفض يده، وقال: إنما أنكرت عليه كلامه في ذلك الرجل، يعني بشر بن الحارث ».
فها هو الإمام أحمد يثني على من تكلم في إمام من أئمة السنة. ولم يبدعه ولا أمر بهجره. قد تقول قد هجره الإمام أحمد بسبب ذلك، والجواب: نعم. وإذا هجره مَن مثل الإمام أحمد فلا لوم عليه لكن اللوم على من ألزم بالهجر وبدّع ورأى ذكر محاسنه من الموازنة.
قال: (واستدلاله على ما قال بهذا النقل عن ابن تيمية يدل على مبلغه من العلم والفهم في هذا الباب)
قلت: قد تبين لكل ذي عينين من الأحق بمثل هذا الكلام.
قال: (واجتماع الخير والشر والسنة والبدعة لا يمنع من تفسيقه وتبديعه، فإنه يبدع ويفسق ويقام عليه الحد ويعزر ويعطى من الزكاة لفقره وينصر على عدوّه الكافر أو الأغلظ بدعة منه وفجورا و نحو ذلك)
قلت: هذا من الباطل يا مسكين. فإن من اجتمع فيه الخير والشر وكان الخير غالبا عليه فهو من أهل الخير، وهكذا من غلب عليه الشر فهو من أهل الشر.
وأما قولك: يعطى من الزكاة فهذا هو الصحيح ولكنكم تحرمونه. وأما النصر على عدوه الكافر فهذا حق ولكن قولكم هذا من ذر الرماد في العيون. فقد أجزتم لأنفسكم أن تسعو بمن وسمتموهم بالحلبييين في فلسطين برفع أمرهم إلى السلطات الإسرائيلية، وهكذا فعلتم أيضا في فرنسا.
وكيف تعينونهم وقد جعلتموهم أضر من اليهود والنصارى. وما حادثة الأفغان عنكم ببعيد. والآن ما يقع في ليبيا الحبيبة بسبب فتاواكم في عدم إعانة من نسبتموهم إلى الإخوان، وشجعتم العلمانيين ومن معهم من الفرنسيس والأمريكان على قتلهم.
قال: (بخلاف أهل الإرجاء فإن مذهبهم أن من قال لا إله إلا الله فقد كمل فيه الخير، فلا يبدع ولا يفسق).
قلت: أهل الإرجاء ليسوا على مذهب واحد ففيهم الغالي وفيهم دون ذلك. وفيهم من هو من مرجئة الفقهاء. فلا تتكلم فيما لا تحسنه.
قال: (فكلام ابن تيمية لا علاقة له بنفي التبديع والتجريح عمن وقع في شيء من البدع والمعاصي، وإنما في بيان مذهب أهل السنة في جواز اجتماع الخير والشر في الرجل،خلافا للخوارج والمعتزلة)
أقول: والله يا مسكين لقد عرضت نفسك لما يشق عليها. فأنت مخدوع وانطلت عليك حيل القوم فلا تعرف أقوالهم، وإما أنك مثلهم تراوغ وتغالط.
لقد سئل الشيخ ربيع عن كلام شيخ الإسلام السابق فردّه وقال هذه موازنة.
قال الشيخ ربيع في الفتاوى (1/155، 157) جوابا على السؤال التالي:
« السائل: هل يعامل المبتدع معاملة الفاسق في الولاء والبراء أي يوالى على ما فيه من إيمان، ويُعادى على ما فيه من بدع ؟
فقال في جوابه: فالسلف قرروا هجرانهم وبغضهم ومقاطعتهم، وهذا الذي يسأل لا أدري إن كان سلفيًّا أو هو مخدوع بمنهج الموازنات، يعني يحبه على ما فيه من إسلام، ويبغضه على ما عنده من بدع، هذا منهج الموازنات وينسب هذا الكلام إلى ابن تيمية لكن لا يقصد شيخ الإسلام هذا الذي يقصده هؤلاء !!
شيخ الإسلام: يقصد الرد على الخوارج، لأن الخوارج إذا وقع إنسان في معصية أو وقع في بدعة أخرجوه من الإسلام، كفروه، وشيخ الإسلام يقول: لا يكفر، هذا قصده.
وليس قصده أنك كلما ذكرت مبتدعًا ضالاًّ تذهب تعدد حسناته، وتقول: أحبه لإيمانه وأبغضه لفسوقه، هذا كلام فارغ، وإلا هناك إجماعات قبل ابن تيمية على بغضهم وهجرانهم وإهانتهم ومقاطعتهم، عدد كبير من الأئمة البارزين الكبار ممن هو أكبر من ابن تيمية حكوا الإجماع على هذا".
وقال جوابا عن سؤال آخر في الفتاوى(1/158): « أهل البدع نتقرب ببغضهم إلى الله عز وجل ، لكن ندعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونعاملهم بالأخلاق الطيبة لعلهم يهتدون على أيدينا، وإذا عجزنا نهجرهم، وأما حبهم، لا، حبهم على إيش".
فدعك يا مسكين مما يجلب عليك الخزي والعار في الدنيا والآخرة.
قال: (وإنما يتكلم في هذه المسائل من رسخ قدمه في العلم،وكان موصوفا بالورع، وعلماء أهل السنة بحمد الله من أبعد الناس عن مجاوزة الحدّ في هذا الباب،وعوام أهل السنة تبع لعلمائهم)
أقول: هذا يخالف واقعكم. فأنتم تتكلمون ويتكلم من لا يحشر في طلبة العلم. فهل الشيخ لزهر أو عبد الغني أو غيره كعبد الحكيم دهاس ممن رسخت أقدامهم في العلم، وهل وصفوا بالورع؟!
لا تجرني يا مسكين إلى ذكر شيء من أعمالهم، فإنك بمقالك هذا تدعو الناس إلى ذكر ما يخدشهم.
وأما قولك: علماء أهل السنة من أبعد الناس عن مجاوزة الحد. فنعم أما علماء جماعة التبديع فقد تجاوزوا الحد. وبدّعوا من لايستحق التبديع. بدّعوا النووي وابن حجر، وهكذا في زمننا بدعوا أهل السنة كالشيخ أبي الحسن المأربي والشيخ علي بن حسن ومشايخ اليمن بعدها ومشايخ الشام المعروفين، وهكذا بدعوا جماعة من أهل المغرب. وبدعوا الشيخ إبراهيم الرحيلي وبكر أبو زيد وابن جبرين وفيه من يُتكلم عنه في السر.
بل وصل بهم الحال إلى ما سبق ذكره من التعاون مع العلمانيين ضد أهل السنة.
قال: (ثم بعد ذلك قد يحدث الخطأ من بعض الأتباع، وهذا لا يكون منهجا عاما،بل يرد على من أخطأ ولا يحمل غيره تبعة خطئه)
قلت: نعم نعم قد يحدث الخطأ من بعض الأتباع ولكن الحقيقة التي لا تريد أن تقبلها أنت، ولا من هم في جماعتك أن الخطأ وقع من المتبوعين الذين نظّروا لهذه الجماعة.
ثم ليتك تذكر لنا ما هي أخطاء بعض الأتباع دون المتبوعين ؟! ولا أظنك تفعل.
قال: (والعالم إنما يحكم بما علمه من الشرع في هذا الباب، ويبين حكمه بدليله، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر،والله يغفر له خطأه)
أقول: نعم لقد قلت حقا وصدقا، إلا أن شيخك لا يعترف بأنه يجتهد، واجتهاده قابل للخطأ والصواب، بل يرى بأن أحكامه قطعية.
يقول الشيخ ربيع في نصيحته لأهل العراق جوابا على من قال: "« تسوغ مخالفة الشيخ ربيع في أحكامه في الرجال لأن مبنى الحكم على الرجال مرده إلى الاجتهاد, ولا ينبغي مخالفة ربيع إلا بقول إمام معتبر وبقرينة ». فقال الدكتور ربيع: : « إن أحكام الشيخ ربيع على الرجال ليست مبنية على الاجتهاد, وإنما هي قائمة على دراسة واسعة لأقوال من ينتقدهم من المخالفين للمنهج السلفي وأهله في مسائل أصولية بعضها عقدي وبعضها منهجي »
ومما يؤسف له أن الشيخ لزهر سنيقرة علّق على هذا المقال بقوله: (جزاك الله خيرًا أخي خالد على هذه المقالة النَّافعة الَّتي تضمَّنت ردًّا علميًّا مشبعًا بنَفَسٍ سلفيٍّ.
فقد رددت على شبهات الرَّجل وتلبيساته حتَّى وإن كانت مسروقةً عن غيره.
فبيان الحقِّ واجبٌ على الأعيان، والرَّدُّ على المخالفين والملبِّسين جهادُ العلماء الأعلام، وعلى هذا قام المنهج السَّلفي، وهذه حقيقة التَّصفية والتَّربية.
والله أعلم).
فقد تبيّن يا شيخ لزهر مما سبق مَن السارق، ومن هو الملبِّس على الناس. وتبيّنت حقيقة من ينتسب إلى التصفية والتربية.
يتبع إن شاء الله تعالى إن وفّى بشرطه وتابع، وإلا فأرجو له أن يتوب مما هو فيه ويقلع عما هو عليه، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه حامدا مصليا أبو عبد الله مسعود مسعودي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-25-2016, 03:14 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

جزاك الله خيرا و هناك وجوه أخرى في الرد على مثل ذلكم الانتقاد الخاوي..
هناك أناس تنتقد من أجل أن تنتقد و قد أعجبني بعض من يقرأ كتاب التفجيرات الأسباب الآثار و العلاج، ليستفيد منه و هذا أمر طيب كمن باع كتاب العلمانية لسفر الحوالي! في مكتبته و يبيع كتبا أخرى ممن يحذرون منهم!!
نسأل الله الهداية للجميع.
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-27-2016, 05:24 PM
ابو عبد الله المالكي ابو عبد الله المالكي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 733
افتراضي

الحمد لله لقد منّ الله عليّ اليوم بمكالمة ماتعة مع الشّيخ الفقيه أبي جابر حفظه الله ، إلتمست من خلالها منه علما جمّا و فهما و حكمة حفظه الله
و لقد أثنى في المكالمة على فضيلة الشّيخ محمّد حاج عيسى الجزائري ثناءً عطرا حفظهما الله
و قبلها منّ الله عليّ كذلك بمكالمة شيخنا العلاّمة أبي عبد الباري العيد شريفي حفظه الله ، إلتمست من خلالها كذلك منه علما و فهما و ذكاءً و دعابة حفظه الله ، و كذلك و الله ، قلت له كلاما حول المذاهب الفقهية المنتشرة بتعبير يُفهم منه خلاف ما قصدت فهبّ غيرة على السّنّة و قال "يا جااااااهل..." فضحكنا سويّا و الحمد لله ربّ العالمين
و الشّيخ العيد أخبرني ببعض المعلومات عرفت من خلالها فضله الكبير في وأد الفتنة في العشرية السّوداء

فاللهم اغفر لعبادك
العيد شريفي ، و بلعيد أبو سعيد ، و بن حنفيه العابدين ، و عبد الحليم توميات ، و جميع المسلمين و الحمد لله ربّ العالمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-27-2016, 09:23 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمربن محمد بدير مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا و هناك وجوه أخرى في الرد على مثل ذلكم الانتقاد الخاوي..
هناك أناس تنتقد من أجل أن تنتقد و قد أعجبني بعض من يقرأ كتاب التفجيرات الأسباب الآثار و العلاج، ليستفيد منه و هذا أمر طيب كمن باع كتاب العلمانية لسفر الحوالي! في مكتبته و يبيع كتبا أخرى ممن يحذرون منهم!!
نسأل الله الهداية للجميع.
وجزاك الله خيرا ونفع بك ولعل فيه من يقوم بالرد أيضا من وجوه أخر حتى نسفيد.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-30-2016, 09:19 AM
عبد المالك العاصمي عبد المالك العاصمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 412
افتراضي

واصل
جزاك الله خيرا
__________________
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد الباري العيد بن سعد شريفي
http://www.aidecherifi.net
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-01-2016, 02:00 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المالك العاصمي مشاهدة المشاركة
واصل
جزاك الله خيرا
[FONT="Traditional Arabic"]وإياك أخي عبد المالك
الحلقة الثانية من رد فضيل لم يتفاعل معها إلا من هو على شاكلته هذه المرة. فالطيور على أشكالها تقع. ومنهم المرابط على الكذب وقد تقدم مقال في بيان شيء من كذبه.
[/FONT]
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-02-2016, 11:48 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
وأخيرا قام (المرابط) على الكذب وهو أحد مشرفي منتديات لزهر بتثبيت الحلقة الثانية بعد ذهابها إلى الصفحة الثانية وغيابها من الواجهة، ولعله يستنهض همم من هم على شاكلته بالتفاعل مع ذالكم البهتان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-02-2016, 11:49 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

نسأل الله لنا و لهم الهداية..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-03-2016, 05:04 AM
ابو يحيى القصري ابو يحيى القصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 294
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي مسعود و أسعد أيامك، و بارك في قولك و قلمك؛ لتقلم به مخالب الغلاة التي خمشت - لا أقول أهل السنة - بل دعوة السنة نفسها، فوقعوا فيما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوقاه من تركه قتل المنافقين؛ حتى لا ينفر الناس عن دعوته(لا يتحدث الناس بأن محمدًا يقتل أصحابه) .
لكن إخواننا بغلوهم و عدم مراعاتهم لمصالح الدعوة شوهوا صورتها، و شمتوا بنا الأعداء، و نفروا الناس عن دعوتنا؛ لأن الملاحظ لما يجري الآن من الغلاة يقول: هؤلاء السلفيون يبدعون من هو معهم، فكيف يدعون غيرهم؟؟؟!!!
فسدد الله خطاك و وفقنا و إياك إلى بيان الحق و اتباعه.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
توميات، منتديات لزهر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.