{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الكُنّاشة البيروتية، ( فرائد ملتقطة، وفوائد متنوّعة، من بطون كتب السلف المتفننة ) (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=21752)

أبو معاوية البيروتي 02-04-2011 04:41 PM




395 - قول الشاعر : ( إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر ) مخالفٌ للعقيدة
قال الشيخ علي الحلبي : سمعت أمس - بأذني - في بعض الإذاعات الأردنية (الإسلامية!!) - بعض دكاترة الشريعة - في الأردن - وهو يورد هذا الشعر، مستدلاً به على ما جرى من أحداث تونس الأخيرة!!! ويكأن هذا منه - هداه الله - جهل بحقيقة هذا الشعر ! أو تعصب للشاعر!!-على اعتبار أنه تونسي الأصل ! وقد رأيت فتوى للشيخ صالح الفوزان - حفظه المولى - في كشف وجوه غلط هذا الشعر - على شهرته وانتشاره، وهاكم نصَّ السؤال والجواب:
يقول السائل : ما حكم قول الشاعر :إذا المرء يوماً أراد الحياة ..... فلا بد أن يستجيب القدر ؟!
فأجاب الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : ( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان، هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف .. على كل حال هذا كلام شاعر والله -جل وعلا- يقول )" وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225 .
ويقول أهل البلاغة عن الشعر: " أعذبه أكذبه " ..
هذا كلام باطل بلا شك : إذا المرء يوما أراد الحياة ..... فلا بد أن يستجيب القدر!!
هذا مبالغة ، هذا يُنسب للشابي: شاعر تونسي من الشعراء المعاصرين ،بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول :" يا ظُلم القدر " ! " يا ظُلم القدر " ، ظلَمهُم القدر ! ، " يالسخرية القدر " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .. القدر يسخر ؟! القدر يظلم ؟!

396 – من مكايد الرافضة في تضليل الناس بين علمائهم وعلماء أهل السنة
قال محمود شكري الألوسي ( ت 1342 هـ ) في مختصره للتحفة الاثنا عشرية : ومن مكايدهم - يعني الرافضة - أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة، فمن وجدوه موافقًا لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتد بروايته، كالسدي فإنهما رجلان أحدهما السدي الكبير والسدي الصغير، فالكبير من ثقات أهل السنة، والصغير من الوضاعين الكذابين وهو رافضي غال، وعبد الله بن قتيبة رافضي غال وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتابًا سماه بالمعارف، فصنف ذلك الرافضي كتابًا سماه بالمعارف أيضًا قصدًا للإضلال . وهذا مما يرجح أن كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني الثقة، وإنما خلط الناس بينهما لتشابه الأسماء، والله أعلم.

397 – من هو ( حيص بيص ) ؟
قال الحافظ ابن الدبيثي ( ت 637 هـ ) في " ذيل تاريخ مدينة السلام " : سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي، أبو الفوارس التميمي المعروف بحيص بيص.
وهاتان الكلمتان معناهما: الشدة والاختلاط، تقول العرب: وقعوا في حيص بيص، أي: شدة واختلاط. وهذا الرجل يقال: إنه رأى الناس في حركةٍ مزعجة وأمرٍ محفز، فقال: ما للناس في حيص بيص فنقلت عنه وسارت، ولُقِّب بذلك.
وقد كان فاضلاً عالماً، له معرفةٌ حسنةٌ باللغة العربية، وأشعار العرب. وقد تفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، وتكلم في مسائل الخلاف.
وتوفي ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربع وسبعين وخمس مئة، ودفن يوم الأربعاء بالجانب الغربي بمقابر قريش، ولا عقب له .

398 – لا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصها بها الشرع
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي ( ت 665 هـ ) في كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث " : لا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصها بها الشرع، بل يكون جميع أنواع البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة، فإنْ كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء والصلاة في جوف الليل والعمرة في رمضان، ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلاً فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر - فمثل ذلك يكون أي عمل من أعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر . فالحاصل أن المكلف ليس له منصب التخصيص بل ذلك إلى الشارع وهذه كانت صفة عبادة النبي صلى الله عليه وسلم .

399 – تفسير حديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يأتي قباء كل سبت
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الشافعي ( ت 665 هـ ) في كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث " : قال محمد بن سلمة : ولا يؤتى شيء من المساجد يعتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء، قال : وكره أن يعد له يوماً بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة، وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيداً يُعْتَمد أو فريضة تؤخذ، ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجئ فيه بدعة . قلت : وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل سبت . ولكن معنى هذا أنه كان يزوره في كل أسبوع، وعبَّر بالسبت عن الأسبوع كما يعبَّر عنه بالجمعة، ونظيره ما في " الصحيحين " من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؛ قال فيه : فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً . والله أعلم .

400 – وضع المرء السِّواك على أُذُنه كما يضع الكاتبُ القلمَ على أُذُنه
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن زيد بن خالد الجُهَنِيّ قال:
سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : " لولا أن أشقّ على أمتي؛ لأمرتهم بالسِّواك عند كل صلاة ".
قال أبو سلمة: فرأيت زيداً يجلس في المسجد؛ وإن السواك من أذنه
مَوْضِعَ القلم من أذن الكاتب؛ فكلما قام إلى الصلاة استاك .
رواه أبو داود في " سننه " ( 47 )، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " ( 37 / ط. غراس )


أبو معاوية البيروتي 02-07-2011 09:15 AM



401 – من أسباب انتشار المذهب الأشعري نصرة السلطان صلاح الدين الأيوبي له
قال المقريزي ( ت 845 هـ ) في " المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار " : انتشر مذهب أبي الحسن الأشعريّ في العراق من نحو سنة ثمانين وثلاثمائة وانتقل منه إلى الشام، فلما ملك السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ( 532 – 589 هـ ) ديار مصر،كان هو وقاضيه صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس المارانيّ ( ت 605 هـ ) على هذا المذهب، قد نشآ عليه منذ كانا في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق، وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري، وصار يحفظها صغار أولاده، فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه، فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب،ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك، واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ، فلما عاد إلى بلاد المغرب وقّام في المصامدة يفقِّههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم،ثم مات فخلَّفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ الميسيّ، وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحِّدين، فلذلك صارتّ دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت، إذ هو عندهم الإمام المعلوم، المهديّ المعصوم، فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلاّ اللّه خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ، فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نُسي غيره من المذاهب، وجهل حتى لم يبقَ اليوم مذهب يخالفه، إلاّ أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل رضي اللّه عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف، لايرون تأويل ما ورد من الصفات، إلى أن كان بعد السبع مئة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ، فتصدّى للانتصار لمذهب السلف وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم، وعلى الرافضة، وعلى الصوفية .....

402 – الإمام الألباني يعطي إجابة لسائل لمدة نصف ساعة ( كأن بين يديه كتاب يقرأ منه ) !
ذكر إبراهيم الهاشمي الأمير في كتابه " من جهود العلاّمة الألباني في نصح جماعة التكفير " ( ص 12 / مؤسسة الريان / ط . 1432 هـ ) لقاءه الأول بالإمام الألباني في محاضرة له بأحد مساجد جدة سنة 1409 هـ، وقال :لقد أسَرَني العلاّمة الألباني في هذا اللقاء وغيره بعلمه الغزير وقوة حجّته، وبراعة استدلاله بكتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلّم والآثار السلفيّة في كل مسألة يجيب عليها، وكأن بين يديه ديوانٌ حوى الكتاب والسنة وأقوال السلف، يأخذ منه ما شاء .
وعلى ذكر ( كأن بين يديه ديوان )، زُرتُ العلاّمة الألباني سنة 1414 هـ في منزله بعمان الأردن، وكان بحضرته في ذاك اليوم جمعٌ من طلبته وبعض الإخوة من الكويت، فسأله أحدهم عن مسألة تتعلّق بالمنهج الدعوي والعمل السياسي، فنظر إلى شيءٍطاولة مكتبه، وأجابه الشيخ مرتجلاً إجابة عالم راسخ فقيه عارف، وبطلاقة وقوة دون تردد أو تلعثم، كأنه يقرأ من كتاب، واستغرق هذا الجواب قرابة ثلاثين دقيقة لم يرفع فيه رأسه أو ينقطع عن الجواب، فقُمتُ من مكاني لأنظر هل هناك كتابٌ على طاولته يقرأ منه، فلم أرَ كتاباً !! فسبحان الله الذي وهبه سعة العلم والفهم، وسرعة البديهة، وقوة الحافظة، وحسن الجواب على كبر سنه .

403 – نقد الإمام الألباني لكتاب " الدر المنثور " للسيوطي وتفضيله كتاب " اللآلئ المصنوعة " عليه
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 13 / 218 ) : لقد كان اللائق بهذا المحقق أن لا يعتمد في هذا الحديث على كتاب "الدر" للسيوطي ؛ لأنه فيه جمّاع حطّاب! كما هو معلوم ، وإنما على كتابه الآخر "اللآلي"؛ فإنه يتكلم فيه على الأحاديث ويبيّن عللها ، وإن كان كثير التساهل والمعارضة لابن الجوزي، وموافقاً له في أكثر الأحيان .

404 – من أصول التحقيق الذي يخلُّ به أكثر المحققين في هذه الأيام !
قال الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 13 / 356 ) :
غيّر محقق "ضعفاء العقيلي " الدكتور القلعجي نسبة : (الحمصي) إلى (اليحصبي)، مخالفاً بذلك ما جاء في كتب مصطلح علم الحديث
من وجوب المحافظة على الأصل ، مع التنبيه في الهامش على ما هو الصواب ، أو على الأقل إذا صحح الأصل ؛ أن ينبّه على ما كان عليه الأصل في الحاشية ، لأنه قد يكون الأصل هو الصواب ؛ فلا بد من التنبيه . وهذا من أصول التحقيق الذي يخلّ به أكثر المحققين في هذه الأيام .

405 – ما هو داء أكثر المؤلفين – بل بعض المحققين منهم - عند الإمام الألباني ؟
قال الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ( 13 / 218 ) : العجلة في التأليف والتقميش هي داء أكثر المؤلفين، حتى من بعض المحققين، غفر الله لنا ولهم .

406 – رسالة " القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع " لعلاّمة العراق محمود شكري الألوسي ( ت 1342 هـ )
قال محمد بهجة الأثري ( ت 1416 هـ ) في ترجمته لشيخه محمود شكري الألوسي ( ت 1342 هـ ) في مقدمته على كتاب الألوسي " تاريخ نجد " ( ص 33 / ط . دار المعالي / حاشية ) : كان في بغداد آنذاك مدفع أمام الثكنة العسكرية في الميدان مصنوع من نحاس، يُسَمَّى ( طوب أبي خزامة )، وقد كُتِبَ على ظهره ممّا يلي الفوهة ما نصه : ( ممّا عمل برسم السلطان مراد خان بن " كذا " السلطان أحمد خان )، وعلى مؤخّره أيضاً ما نصّه : ( عملي علي كتخد اي جنود بردر كاه عالي سنة 1047 ) أي عمل علي الذي هو رئيس الجنود الذي في باب السلطان، وكانت العامة تعتقد في هذا المدفع اعتقاد أهل الجاهلية الأولى في اللات والعزّى ومناة الثالثة الأخرى، تنذر له النذور وتعلِّق عليه التمائم وتقبّله وتتبرّك به إلى غير ذلك من المنكرات، فحمل ذلك السيد محمود شكري على كتابة هذا الكراسة باحثاً فيها عن تاريخه والمفاسد التي تنجم عنها، وقدّمها إلى المشير ( هداية باشا ) ليمنع العوام عن هذه الأعمال المضادة لِمَا جاء به الإسلام، وقد تُرْجِمَت إلى التركية .

407 – خرافة زنجير جامع خوجة مصطفى باشا في الأستانة
بعد كتابة الفائدة السابقة، مرّ بذهني خرافة زنجير جامع خوجة مصطفى باشا في الأستانة الذي ذكره د . علي الصلابي في كتابه " الدولة العثمانية، عوامل النهوض وأسباب السقوط "، قال : من الخرافات في الأستانة أن جامع خوجة مصطفى باشا محاط بزنجير مربوط طرفه بشجرة سرو قديمة، ولهذا الزنجير خرافة يتناقلها الجهلاء مؤداها أن كل من أنكر شيئاً حقيقيًّا وجلس تحت هذا الزنجير، فهو يسقط على رأسه، وإذا كان صادقاً في إنكاره، فالزنجير لا يتحرك، لقد كانت الأمة في تلك الفترة غارقة في عبادة الأضرحة، والتعلّق بها من دون الله عز وجل، ووقعت فريسة لكثير من مظاهر الشرك والغلو والبدع والخرافات، التي ملأت حياتها، وشغلت أوقاتها، وقتلت طاقاتها، وصرفت جهودها عن طريقها الصحيح، فعجزت عن النهوض من كبوتها، ولم تستطع أن تعالج أسباب انحطاطها، وانهزمت أمام جيوش الأعداء ووهنت عن مقاومة مخططاتهم ومؤامراتهم، وكانت النتيجة ضياع الدولة العثمانية .

408 – أول مَن نبز أهل العلم بـ ( علماء الحيض والنفاس ) !
قال محمد بن عمرو العقيلي ( ت 322 هـ ) في كتابه عن الضعفاء : حدثنا هارون بن العباس الهاشمي قال : حدثنا مؤمل بن هشام قال : حدثنا إسماعيل ابن علية قال : حدثني اليسع أبو سعدة قال : تكلم واصل يوماً، فقال عمرو بن عبيد : اسمعوا فما كلام الحسن وابن سيرين والنخعي والشعبي عندما تسمعون إلا خرق حيض مطروحة .
وحسّنه عبد المالك الرمضاني في كتابه الفريد في بابه " مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية " ( ص 411 / ط . دار سبيل المؤمنين )، ونقل عن إبراهيم بن موسى الشاطبي ( ت 790 هـ ) في كتابه " الاعتصام " قال : روي أن زعيماً من زعماء أهل البدعة كان يريد تفضيل الكلام على الفقه ، فكان يقول : إن علم الشافعي وأبي حنيفة جملته لا يخرج من سراويل امرأة .
هذا كلام هؤلاء الزائغين ، قاتلهم الله .

409 - أنواع إلقاء الخُطَب وإيجابيات كل نوع وسلبياته
قال د . أمين الشقاوي في مصنفه " كيف تُلقِي خطبة أو كلمة مؤثِّرة " ( ص 11 / ط . 1431 ) :
أولاً : الارتجال العفوي، وهو الذي لا يعتمد على إعداد مسبق للموضوع، بل يواجه الإنسان فيه موقفاً يُطلَب منه القيام بإلقاء كلمة . وهذا من سلبياته أنه قد يفوت المتحدِّث أشياء كثيرة نظراً لعدم الاستعداد المسبق، وتحضير المادة العلمية الكافية، ولكن المتحدِّث المتمرِّس قد يتجاوز هذه السلبية بالحصيلة العلمية السابقة، والخبرة الطويلة في هذا المجال .
ثانياً : الارتجال المسبق الإعداد : ويعتمد على إعداد كامل للموضوع، ثم تسجيل العناصر الرئيسة فيه، ويتم إلقاء الموضوع عن طريق الرجوع لهذه الأفكار، وقد يُضيف إليها من ذاكرته . ومن إيجابياته أن يُعطي المتحدِّث فرصة لتذكر العناصر الرئيسة للموضوع والانطلاق في حديثه . ومن سلبياته أنه قد تفوت المتحدِّث بعض الجزئيات التي لم تُسّجَّل، وقد يستطرد في الكلام فيخرج عن الموضوع الأساس .
ثالثاً : الإلقاء بالحفظ : ويعتمد على إعداد الموضوع ثم حفظه كاملاً، ويتم إلقائه معتمداً على الحفظ، مثل حفظ حديث أو أبيات شعر . ومن إيجابياته أنه يُعطي المتحدِّث الفرصة للانطلاق في الحديث بكل ثقة واطمئنان، ومن سلبياته أن المتحدِّث إذا تعوّد على الحفظ الحرفي دائماً، فإن ملكة التعبير والاستنباط تضعف عنده، وإذا طُلِبَ منه الحديث بشكل مفاجئ فإنه يصعب عليه ذلك .
رابعاً : الإلقاء المقروء : ويعتمد على إعداد الموضوع وإحضاره أثناء الإلقاء، ويتم إلقاء الموضوع قراءة أمام الجمهور مثل خطبة الجمعة، أو إلقاء كلمة في بعض المناسبات . ومن سلبياته أنه يقطع الاتصال بين المتحدِّث والجمهور، كما أن التفاعل مع الخطبة أو المحاضرة يضعف بسبب نظر المتحدِّث في الأوراق التي يُلقي منها .

410 –


أبو معاوية البيروتي 02-10-2011 10:25 AM



410 – وقائع عن بيروت وسكّانها قبل مئة عام ( سنة 1328 هـ / 1910 م )
قال الأمير محمد علي بن محمد توفيق باشا ( 1292 – 1374 هـ ) في كتابه " الرحلة الشامية " ( ص 48 – 52 / ط . دار الرائد العربي ) :
- عدد سكان بيروت يبلغ الآن نحو 150 ألف نسمة، أغلبهم من الطوائف المسيحية .
- العدد الأكثر من سكان بيروت إنما هو من الطوائف المسيحية حيث المسلمون هناك لا يزيد عددهم عن أربعين ألف نسمة، على حين أن المسيحيين يبلغ عددهم نحو مئة ألف أو هم يزيدون، ولكنا رأينا مع ذلك أن الطائفة الإسلامية أظهر كلمة وأقوى جانباً، وربما كانت هي صاحبة السيادة والأبهة في البلد .
- مدارس المدينة كثيرة، تبلغ نحو مئة مدرسة، للمسيحيين منها سبعون مدرسة – أربعون للبنين وثلاثون للبنات -، وللمسلمين ثلاثون مدرسة – خمس وعشرون للذكور وخمس فقط للإناث .
- للمسيحيين ما ربما يزيد عن الأربعين كنيسة، بينما مساجد المسلمين لا تربو على خمس وعشرين مسجداً .
- كنت أرى معظم الأهالي يجيدون القراءة والكتابة، وقلّما وجدت مدينة كذلك في كل بلاد الشام .
- مطابعها ليست أقل أهمية من مدارسها، وأقدمها مطبعة الأمريكان ثم اليسوعيين ثم مطبعة حديقة الأخبار إلى غير ذلك من المطابع الكثيرة، وقد سمعت أن ما يُطبع في تلك المطابع من الكتب العلمية والفنية شيء فوق الحصر، كما أنه يُطبع فيها عدة جرائد يومية وأسبوعية وشهرية؛ سياسية وتجارية وطبية .
وقال المؤلّف في ( ص 97 ) : وكانت ( لعلّ الصواب : وكادت ) تكون دمشق كبيروت خالية من المكتبات العامة التي لا تقل فائدتها في المجتمع عن المدارس، ثم إني كنت عجبت من أنه كيف تكون بيروت خالية من الكتبخانات العامة وهي البلد الوحيدة التي اختصّت من بين سائر بلاد الشام بكثرة المدارس وانتشار العلوم والمعارف .

411 - كلام محمد بهجة الأثري على مصنفات شيخه محمود شكري الألوسي رحمهما الله
قال محمد بهجة الأثري ( ت 1416 هـ ) في ترجمته لشيخه محمود شكري الألوسي ( ت 1342 هـ ) في مقدمته على كتاب الألوسي " تاريخ نجد " ( ص 19 - 20 / ط . دار المعالي ) : كان جلداً على البحث والتنقيب والنسخ والمطالعة، لا تعرف همته الملل ولا الكسل، ولا يفرغ من عمل حتى يشرع في آخر، وإذا استحسن كتاباً عاود مطالعته ولو كان مجلدات، وهذا ما صنع بلسان العرب لابن منظور . وكان سريعاً في الكتابة سريعاً في الإملاء، تجري اليراعة بيده جري السابح بصاحبه، ويملي ببديهة لا يروّى فيها ولا يفكِّر إلا نادراً ...
وقال في ( ص 10 ) : كان قليل العناية بمؤلفاته، لا يتعهدها بالتهذيب والتشذيب، ولا يكاد يلفت إليها نظره إلا بإلحاح السائلين، فلذلك بقي أكثرها من نفثة القلم الأولى لم يتطرقه أقل إصلاح ...

412 – كانت العادة في الجامعة الأمريكية في بيروت أن زائرها لا بدّ أن يزور كنيستها ولا يبرح حتى يشهد الصلاة ويسمعها !!
لي مقالة كتبتها منذ سنتين عنوانها : " الجامعة الأمريكية في بيروت، مركز للتنصير والإلحاد " تكلّمت فيها عن الجامعة وأنها كانت وما زالت مركزاً لتنصير المسلمين، فإنْ لم يتحقق الهدف فأقلّها أن يصبح الطالب فيها ملحداً أو ملوّثاً بعقائد الكفر والإلحاد، وأمس قرأت كلاماً متعلّقاً بالموضوع يُظهِر خبث وكيد النصارى في مدارسهم وكلّياتهم، ذكر الأمير محمد علي بن محمد توفيق باشا ( 1292 – 1374 هـ ) في كتابه " الرحلة الشامية " ( ص 205/ ط . دار الرائد العربي ) زيارته لكلية الأمريكان في بيروت ( هي نفسها الجامعة الأمريكية ) حيث استقبله رئيس الجامعة وقال له : ( جرت العادة في زيارة هذه الكلية بأن الزائر لا بدّ أن يبدأ قبل كل شيء بزيارة المعبد حيث تُقام فيه الصلاة، كما أنه من الضروري أن الزائر لا يبرح يشهد تلك الصلاة ويسمعها حتى تنتهي، لذلك أرجو دولتكم أن تتفضّلوا بحضور الصلاة في المعبد وفاق العادة ) !!
لكن الأمير محمد علي رفض الأمر وقال لرئيس الكلية : لستُ ممّن يقدّس العادة أو يخضع لحكمها كائنة ما كانت، فلتكن هذه عادتكم في مدرستكم، أما أنا فمخيّر في أنّي لا أزور إلا ما أشاء، فانظر يا جناب الرئيس بعد ذلك ما أنت صانع . أما هو فلمّا يئس ولم يجد بعد الجهد والاحتيال إلا إباءً شديداً رجع عن فكرته مقتنعاً بما قلناه، ثم ذهب إلى المعبد وترك معنا أربعة من التلاميذ المصريين ليرشدونا ...

413 – تأسيس اليهود والماسونيين لدور السينما في مصر لإفساد المسلمين
قال اللواء محمود شيت خطاب ( ت 1419هـ ) في كتابه " الوسيط في رسالة المسجد العسكرية " ( ص 165 – 166 / ط . دار القرآن الكريم – بيروت ) : لعل أكثر ما شغل العربي والمسلم عن المسجد، الخَيَالة ( السينما ) في دورها أو في أجهزة الإذاعة المسموعة والمرئية، و ( مصر ) هي رائدة الخيالة العربية، والمعروف أن الذين أسّسوا هذه الخَيَالة هم يهود، كما جاء ذلك في كتاب ( اليهود والحركة الصهيونية في مصر من 1897 م – 1947 م )، وقد ورد في هذا الكتاب ما نصّه : " إن عائلة موصيري اليهودية أسّست شركة للسينما عام 1915 م باسم ( جوزي فيلم )، ومنذ عام 1929 م احتكرت هذه الشركة استيراد الأفلام الخام وبيعها، وكذلك طبع الترجمة على الأفلام الأجنبية التي كانت تستوردها، ثم توسّعت الشركة بعد ذلك، وأقامت ( استوديو ) للإنتاج السينمائي " . وقد ظهر أن روّاد ممثلي الخيالة المصرية من الماسونيين، فما عسى أن ينتظر العرب والمسلمون من ( خَيَالة ) أسّسها الصهاينة وأخرجها الصهاينة ووزّعها الصهاينة ومثّلها ممثِّلون من الماسونيين ؟!

414 – عالم لغوي يعض كلباً لينتقم منه وليخالف قول الشاعر ( ومن يعض الكلب إنْ عضّا ) !!
كان علي بن عيسى الرَّبعي ( ت 420 هـ ) مبتلىً بقتل الكلاب وكسر سوقهم، ويقول: ما الذي يمنعهم من نزول الشط؟ فقيل له: يمنعهم كلاب القصابين، وسأل يوماً أولاد الأكابر الذين يحضرون مجلسه أن يمضوا معه إلى كلواذي، فظنّوا ذلك لحاجة عرضت له هناك، فركبوا خيولاً وجعل هو يمشي بين أيديهم، وسألوه الركوب فأبى عليهم، فلما صار بخرابها وقفهم على ثلم وأخذ كساءً وعصا، وما زال يعدو إلى كلب هناك والكلب يثب عليه تارة ويهرب منه أخرى حتى أعياه، وعاونوه حتى أمسكوه، وعضَّ على الكلب بأسنانه عضًّا شديداً والكلب يستغيث ويزعق، فما تركه حتى اشتفى وقال: هذا عضّني منذ أيام، وأريد إن أخالف قول الأول :
شاتَمَني كلبُ بني مِسْمَعٍ ..... فصُنْتُ عنه النفسَ والعرضا
ولم أجِبْهُ لاحتقاري له ..... مَنْ ذا يَعُضُّ الكلبَ إنْ عضَّا ؟

415 –


أبو معاوية البيروتي 02-12-2011 09:39 PM




415 – إسناد ساقط من مطبوعة " المستدرك على الصحيحين " للحاكم النيسابوري
جاء في مطبوعة " المستدرك " ( 3 / 142 – 143 ) : عن حيان الأسدي، سمعت عليًّا يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا " . يعني لحيته من رأسه . اهـ .
قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة ( 10 / 555 ) : كذا وقع الحديث في "المستدرك" و "التلخيص" بدون إسناد . وقوله : "صحيح" فقط ؛ إنما هو الأسلوب أو اصطلاح الذهبي في "تلخيصه" . فيبدو لي أن الطابع لما لم ير الحديث في "المستدرك"، ووجده في "تلخيصه"؛ نقله عنه وطبعه في "المستدرك" ! وفي حفظي أنه فعل ذلك في غير هذا الحديث أيضاً ، ولكنه نبّه عليه ، بخلاف عمله هنا؛ فما أحسن . وأنا في شك من ثبوت هذا الحديث في "المستدرك" ... اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : بفضل الله وجدتُ الإسناد – أو الجزء المهم منه – في مخطوطة " إمتاع الأسماع " ( 298 / أ ) للمقريزي؛ قال : وخرّج الحاكم من حديث يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، ثنا يونس بن أبي يعقوب، عن أبيه قال : حدّثني حيّان الأسدي قال : سمعت عليًّا ... فذكره المقريزي وقال : قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد .

416 – وقائع عن ولاية بيروت وسكّانها قبل أكثر من مئة وثلاثين عاماً ( سنة 1300 هـ )
قال الشيخ محمد بن عبد الجواد القاياتي المصري ( 1254 – 1320 هـ ) في رحلته إلى بلاد الشام المسمّاة " نفحة البَشام في رحلة الشام " ( ص 31 / ط . دار الرائد العربي ) - والتي قام بها عندما نُفِيَ من بلده مصر لأربع سنوات انتهت بعودته سنة 1303 هـ - :
- معاملة النصارى لأهل الإسلام معاملة بغاية الأدب والاحترام والتزام التوقير للصغير والكبير، وذلك لأمرين : الأمر الأول – وهو الذي عليه المعول – شهامة الطائفة الإسلامية وشدّة غيرتهم الدينية، مع قلّة عديدهم وكثرة نديدهم، فإن البلد ( يقصد بيروت ) تشتمل على نحو ثمانين ألفاً من النصارى، ونحو عشرين ألفاً من المسلمين، وفضلاً عن ذلك فإن نصارى لبنان محيطون بهم من كل جانب، بل وبغيرهم من البلاد من حدود طرابلس إلى حدود صيدا، وهم يبلغون في العدد نحو مئتي ألف ...
- لقد كنا في ابتداء إقامتنا فيها نعجب من كثرة الأمن بها ليلاً ونهاراً، فأهل البيوت يتركونها بدون تسكير ليلاً إلى الصباح، فتبقى طول الليل مفتّحة الأبواب، وذلك بهمّة الضابطة ورجال الجندرمة والبوليس ( ص 45 ) .
- ( من عادتهم في جنائزهم ) النساء خلف الرجال سكوت لا يرفعن أصواتهن بالصراخ ولا العويل، بل يبكين من غير رفع صوت وكشف وجه، وعليهنّ الأُزُر البيض لا السود، فإذا وصلوا به إلى المقبرة وواروه التراب ... ( ص 49 ) .
- اعتناء أهل بيروت باللحم قليل جدًّا، فالرطل الشامي يسد مسدًّا ويكفي العدد الكثير عدًّا، ومنتهى رغبتهم وجود أنواع الحلواء في المائدة، فيقولون : قدِّم لنا المحلي والتطلي، وبعد وجود هذا الطعام فعلى الدنيا السلام، فهذا غاية المرام ( ص 50 ) .
- هم في الملبوس على أقسام : قسم – وهو الكثير الغالب الآن – يلبس الطربوش الإفرنجي والسترة والبنطلون، ويحلق لحيته ويبقي شعر رأسه، وقسم يلبس القنباز ( القفطان ) في اصطلاح أهل مصر وفوقه الجبة أو المضربية أو السترة الطويلة، ويلبس كلٌّ من القسمين في رجله اللستيك ( الجزمة )، وأما المركوب أو الصرمة فقليل مَن يلبسهما من الناس إلا الفقراء جدًّا، وقسم يلبس البدلة العثمانية القديمة؛ وهي الدمير والشروال الكبير الواسع، وعلى رأسه الطربوش الاسكندراني بالزر الكبير ( ص 51 ) .
- ومن الخصال الحميدة في هذه المدينة، أنه لا يوجد فيها تجاهر بالمعاصي أصلاً كشرب خمر وزنى وغير ذلك بالنسبة للطائفة الإسلامية، وأيضاً فالمقاهي الموجودة بها بل وبغالب مدن الشام لا توجد فيها أشياء من المسكرات أو المخدرات كالحشيش والشيرة والبسط التي عمّت البلوى بها في مصر، فذلك ممّا تُغْبَط عليها أهل بلاد الشام ( ص 53 ) .
- وفي الحقيقة فبلاد الشام أحسن البلاد الإسلامية الآن، وإنْ كانت مصر أكثر قرآناً وعلماً منها، إلا أن الشام خليٌّ من التظاهر بالمنكرات كما في مصر، فإن الفواحش مستورة فيها جدًّا، فلا ترى محلات مخصوصة بالمومسات ( الزواني ) كما في بلاد مصر، ولا ترى تظاهراً بشرب الحشيش والبسط وما أشبه ذلك، ومقاهي الشام كلها سواء في بيروت وغيرها لا ترى فيها غير القهوة والتنباك فقط، والجالسون فيها بغاية السكينة، ولذلك لا يتحاشى عن الجلوس فيها أمير ولا حقير ولا عالم ولا غيره، لأنها لا تشتمل على شيء يخلّ بالمروءة كتعاطي المكيفات والمشروبات والتكلّم بالفحش والمجون كما يفعله أهل العته والجنون، وهذا الأمور من مزايا البلاد الشامية ( ص 151 ) .
- ( الحازمية ) هي محل من ضواحي المدينة على نحو ميل منها، جرت عادة أهل بيروت بتلقّي القادمين من الشام فيها، ولأهل الشام جميعاً حرص زائد على استقبال العزيز القادم ولو من أهله وأقاربه ... فيخرجون لملاقاته بالكراريس إلى الحازمية وينتظرون مجيء " الدالي جنص " في أواخر النهار ( ص 144 ) .
قال أبو معاوية البيروتي : ولعلّ المحافظة على هذه العادة من أسباب استمرار الشيخ زهير الشاويش ونجلَيه بلال وعلي حفظهم الله لسكناهم في الحازمية .
- أهل بيروت يكتفون في الغالب بالكنى والألقاب ويتركون الأسماء، فيقولون : أبو سعيد مثلاً، وأبو سليم، وأبو رشيد، فلا يُدرَى مِنْ كثرة اطلاق الكنية ما اسم هذا الرجل ( ص 163 ) .

417 - الشيخ أحمد بن عبد اللطيف البربير الحَسَني ( 1160 – 1226 هـ ) يهجو أهل بيروت في زمنه
قال الشيخ محمد بن عبد الجواد القاياتي المصري ( 1254 – 1320 هـ ) في كتابه " نفحة البَشام في رحلة الشام " ( ص 116 / ط . دار الرائد العربي ) : كان الشيخ أحمد البربير العَلَم الشهير، الذي هاجر من بيروت لعدم صفاء العيش له فيهما، وصنع في هجو أهلها بيتَين سمعتهما من قريبه أبي إبراهيم البربير، وهما :
بيروت مقبرة العلوم وحفرة ....... أضحت على أهل العلوم سعيرا
كم عالِم قد مات من ضغطاتها ....... ورأى هنالك منكراً ونكيرا

418 – التوسّع في حفظ مثل شعر أبي نواس وابن الحجّاج وابن الفارض حرام
قال الإمام الذهبي في " مسائل في طلب العلم وأقسامه " ( ص 209 / ط . الدار السلفية ) : وكذلك الشعر هو كلامٌ كالكلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، والتوسّع منه مباحٌ، إلا التوسّع في حفظ مثل شعر أبي نُوَاس وابن الحجّاج وابن الفارض فإنه حرام، قال في مثله نبيّك صلى الله عليه وسلّم : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يَرِيَه خيرٌ له من أن يمتلئ شعراً " ( رواه مسلم )، وقال في المُباح والمُستَحب منه : " إن من الشعر حكمة "، وقال في حق حسان إذ هجا المشركين : " اللهمّ أيّده بروح القُدُس " .
" المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 1 / 212 ) تأليف : إبراهيم الهاشمي الأمير

419 – عدم جواز تصرُّف الناسخ فيما ينسخ
قال السخاوي ( ت 902 هـ ) في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( ص 386 ) : من تعقباته على نسخة المنكوتمريه من " الأغاني " في ترجمة أبي العتاهية، وقد بيَّض الناسخ شيئاً من كلامه، واعتذر بأنه ممّا لا يجوز كتابته .
فقال شيخنا ما نصّه : قوله " ممّا لا يجوز كتابته "، جهلٌ من الكاتب، وحاكي الكفرِ ليس بكافر، وليس للناسخ أن يتصرّف فيما ينسخه، والكلام الذي حذفه هو قول أبي العتاهية : قرأته البارحة عمّ يتساءلون ؟ ثم قلتُ : هي قصيدة أحسن منها . ( قال أبو معاوية البيروتي : والنص في " الأغاني " هو : أخبرني يحيى بن علي إجازة قال حدثني ابن مهرويه قال : حدثني العباس بن ميمون قال : حدثني رجاء بن سلمة قال : سمعت أبا العتاهية يقول : قرأت البارحة ( عم يتساءلون ) ثم قلت قصيدة أحسن منها ) .
قلت ( أي ابن حجر ) : وفي السند إليه نظر، فإنْ ثَبَت كان كافراً، لكن يُحتَمَل أن يكون هذا في شبيبته، ثم تنسّك بعد ذلك وتاب . انتهى .
بل رأيتُ شيخنا في ترجمة أبي العتاهية أيضاً من الكتاب المذكور سَدَّ ما بَيَّضه الناسخ، لكونه – في زعمه – ممّا لا تجوزُ كتابته، وهو أن رجلاً شاور أبا العتاهية فيما ينقشُ على خاتمه، فقال له : انقش لعنة الله على الناس .

420 –


أبو معاوية البيروتي 02-15-2011 09:29 AM




420 – اختصاص الأشراف الحسنيين والحسينيين بلبس العمامة الخضراء ليس له أصل في الكتاب والسنة
قال إبراهيم الهاشمي الأمير في تحقيقه لكتاب " الدر النفيس في بيان نسب إمام الأئمة محمد بن إدريس " ( ص 55 ) لأحمد بن محمد الحموي ( ت 1098 هـ ) : العمامة الخضراء، كانت في القرون المتأخرة يلبسها الأشراف من أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهما، وليس لها أصل في الكتاب والسنة، وإنما استُحدِث لباسها سنة 773 هـ في عهد سلطان مصر الأشرف شعبان ابن السلطان حسين بن محمد بن قلاوون المتوفى سنة 778 هـ لئلاّ يظلمهم أحد أو يقصِّر في حقِّهم من لا يعرفهم، قال السيوطي ( ت 911 هـ ) : إن هذه العلامة ليس لها أصل في الشرع ولا في السنة ولا كانت في الزمن القديم، وإنما حدثت في سنة 773 هـ بأمر الملك الأشرف شعبان بن حسين . ( الحاوي للفتاوي 2 / 85 ) . وقال أحمد بن أحمد القليوبي المالكي ( ت 1069 هـ ) : وكل أولاد علي لا يُمنَعون من لبس العمامة الخضراء، بل ولا غيرهم من سائر الناس، إذ ليس لها أصل في الشرع، وإنما حدثت في سنة 773 هـ بأمر الملك الأشرف شعبان بن حسين . ( حاشيتان للقليوبي وعميرة 3 / 170 ) .

421 – بطلان مقولة ( لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان والمأمون ) !
قال الخطيب في " تاريخ بغداد " : أخبرني الخلال، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الوكيل، حدثنا القاسم بن محمد بن عباد، قال : سمعت أبي يقول : لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان والمأمون . اهـ .
قال علي رضا في تحقيقه لـ " فضائل فاطمة " ( ص 30 / حاشية 4 / ط . دار الفرقان – القاهرة ) : هذه الرواية لا قيمة لها، والقائل هو محمد بن عباد بن عباد؛ لم يوثّقه أحد، وهو مشهور بالكرم، مات سنة 210 هـ، فهذا قول باطل، وقد ذكر الذهبي وغيره الخلفاءَ الأربعة من حفّاظ القرآن . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وقال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " : هذا غريب جدًّا لا يوافَق عليه، فقد كان يحفظ القرآن عدة من الخلفاء . اهـ . وقال الحافظ السيوطي في " تاريخ الخلفاء " : وهذا الحصر ممنوع، بل حفظه أيضاً الصدِّيق رضي الله عنه على الصحيح، وصرّح به جماعة منهم النووي في تهذيبه، وعلي رضي الله عنه ورد من طريق أنه حفظه كله بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .

422 – سلامة موقف الحاكم النيسابوري من الصحابة .... إلا في معاوية رضي الله عنه !!
قال تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي ( ت 771 هـ ) في " طبقات الشافعية الكبرى " في ترجمته للحاكم – بعد أن نقل أقوالاً بتشيّع الحاكم - : تأملت مع ما في النفس من الحاكم من تخريجه حديث الطير في المستدرك، وإن كان خرّج أشياء غير موضوعة لا تعلق لها بتشيع ولا غيره، فأوقع الله في نفسي أن الرجل كان عنده ميل إلى علي رضي الله عنه يزيد على الميل الذي يطلب شرعاً، ولا أقول إنه ينتهي به إلى أن يضع من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ولا إنه يفضل عليًّا على الشيخين، بل أستبعد أن يفضله على عثمان رضي الله عنهما، فإني رأيته في كتابه " الأربعين " عقد باباً لتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان، واختصّهم من بين الصحابة، وقدَّم في المستدرك ذكر عثمان على علي رضي الله عنهما ... ( ثم ذكر السبكي بعض الأحاديث التي خرّجها الحاكم في فضائل عثمان، وقال : ) وأخرج غير ذلك من الأحاديث الدالة على أفضلية عثمان، مع ما في بعضها من الاستدراك عليه، وذكر فضائل طلحة والزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد غلب على الظن أنه ليس فيه ولله الحمد شيء مما يُستنكر عليه إفراط في ميل لا ينتهي إلى بدعة . اهـ .
وأزيدُ دليلاً على ما كتبه السبكي، وهو ما ذكره الحاكم في " تاريخ نيسابور " في ترجمة شيخه الحسين بن داود العلوي؛ مشيراً إلى حبِّ شيخه للصحابة، قال : صحبته برهة من الدهر فما سمعته ذكر عثمان إلا قال : الشهيد؛ وبكى، وما سمعته يذكر عائشة إلا قال : الصدِّيقة بنت الصدِّيق حبيبة حبيب رسول الله؛ وبكى . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ولكن نُقِل في ترجمة الحاكم أنه كان منحرفاً عن سيدنا معاوية رضي الله عنه، وأنه حُبِسَ في بيته ومُنِع من الخروج حتى يُملي في فضائل سيدنا معاوية حديثاً، فرفض وقال : لا يجيء من قلبي ! وأنا أوافق على وجود هذا التوجه في الحاكم – عفا الله عنه -، ففي كتاب ( معرفة الصحابة ) الذي يُعدُّ ربع " المستدرك على الصحيحين " ترجم الحاكم لأكثر من عشر وثلاث مئة صحابيًّا، ولم يُضَمِّن كتابه " ذكر مناقب معاوية " أو على الأقل " ذكر معاوية " ليُعَرِّف به كما فعل مع الكثير من الصحابة الغير مشهورين، وهذا من الأدلة على انحرافه عن معاوية رضي الله عنه، والله المستعان !

423 – محتسب ينكر المنكرات في ولاية بيروت سنة 830 هـ
قال تقي الدين أبو بكر بن أحمد ابن قاضي شهبة ( ت 851 هـ ) في تاريخه " الإعلام بتاريخ الإسلام: منتقى تاريخ الإسلام للذهبي وما أضيف إليه من تاريخَي ابن كثير والكتبي وغيرهما " : في ربيع الأول سنة 830 هـ : وخُلِعَ على ناصر الدين بن شبل بالحُسبة بمرسوم السلطان الأشرف، وكان قد وَلِيَ حُجوبة غزّة وأجاد السيرة، وولاّه نوروز ولاية بيروت، فرأى جامكيته على الخمارة، فغلقها ولم يأخذ منها شيئاً . وشرع يُنكِر على المتعيشين الجلوس في الطرقات، ومنعهم من ذلك حتى تحت القلعة؛ فلم يبقَ فيها من يبسط على اختلاف أنواع مَن كان بها، وأنكر على النساء لبس الطواقي ومنعهن، وبالغ حتى أحرق بعض القصع من على رؤوسهن بما عليها من المناديل، فامتنع النساء من الخروج، وأخذ في إنكار المنكرات، غير أنه كان يُخطئ في كثير ممّا يفعله .
ثم بعد أيام وقف الناسُ النائبَ وشكوا حالهم بسبب منعهم من الجلوس في الشوارع المتسعة، فرسم لهم بذلك، ونادى به وبمنع مَن يتعرّض لهم، وأعاد المقامرين ومَن يبيع المنكرات إلى تحت القلعة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، وقَلَّتْ حرمة المحتسب، وانحرق نظامه بسبب تخذيل النائب له، مع أنه كان يبالغ فيما يفعله، ولا يتوقّف مع الشرع، بل ما يحسن في رأيه . انتهى .
" اللمعات البرقية في النّكت التاريخية " ( ص 111 – 112 / ط . دار ابن حزم ) لمحمد بن علي ابن طولون الصالحي ( ت 953 هـ )

424 -

أبو معاوية البيروتي 02-19-2011 08:09 AM



424 – من ( موضة ) العصر الحاضر اليوم : انتماء الأحزاب إلى الكتاب والسنة
قال الإمام الألباني : من ( موضة ) العصر الحاضر اليوم أن كل حزب صار ينتمي إلى الكتاب والسنة، بعد أن لم يكن للكتاب والسنة ذِكرٌ على ألسنتهم قبل نحو قرنٍ من الزمان، ولكن بفضل الله ورحمته لمّا بدأت دعوة الكتاب والسنة تعلو على كلِّ الدعوات، وأصبحت لها السيطرة والهيمنة على كلِّ الدعوات، صار من مصلحة الدعوات الأخرى الانتساب إلى الكتاب والسنة ! لكن شتّان بين من ينتسب إلى الكتاب والسنة اسماً، وبين من ينتسب إليهما اسماً وفِعلاً، ولذلك فلا ينبغي لنا أن نظن أن كل من كان يدعو – أو يقول - : نحن على الكتاب والسنة، أنهم كذلك على الكتاب والسنة !! إنما علينا أن نقارن بين القول والفعل، فمن كان فِعله يُصَدِّق قوله فنحن نكون معه، ليس حزباً، وإنما جماعةً واتِّباعاً للحديث السابق : قالوا : من هي – أي الفرقة الناجية - ؟ قال : " الجماعة "، وفي رواية أخرى : " هي ما أنا عليه اليوم وأصحابي "، فمن كان فعله يُطابق قوله كُنّا معه، وكُنّا جماعةً واحدة، وليس فرقاً وأحزاباً ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ( الروم، 32 ) .
" سؤالات علي الحلبي لشيخه الألباني " ( ص 319 – 320 )

425 - أول كلمة حق وقف عليها الشيخ رشيد رضا في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب
قال الشيخ رشيد رضا ( 1282 – 1354 هـ ) في كتابه " المنار والأزهر " ( ص 179 ) : ( وأول كلمة حق وقفتُ عليها في شأنهم – أي الوهّابية – لعلماء سورية : كلمة مفتي بيروت العلاّمة الشيخ عبد الباسط الفاخوري ( 1240 – 1323 هـ ) في كتاب " تحفة الأنام مختصر تاريخ الإسلام "، وإنما عرفت تاريخهم بالتفصيل في مصر بعد هجرتي إليها ) اهـ . وقال الشيخ رشيد رضا في موضع آخر : ( إن العلاّمة الشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي بيروت كان قد ألّف كتاباً في تاريخ الإسلام ذكر فيها الدعوة التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقال إنها عين ما دعا إليه النبيّون والمرسلون ) اهـ . وقد نشر ما قاله الفاخوري في تاريخه عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتاريخهم ودعوتهم في " مجلة المنار " ( 12 / 389 – 391 ) .
" تعقبات سليمان بن سحمان على بعض تعليقات رشيد رضا على كتب أئمة الدعوة " ( ص 76 – 77 / ط . 1430 هـ / دار الصميعي ) لسليمان الخراشي

426 - تنبيه الشيخ الألباني على خطأ في فهم حديث " فركعتا الضحى تُجزئ عنك "
روى الإمام أحمد وغيره من حديث بريدة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : " في الإنسان ستون وثلاث مئة مَفْصِل، فعليه أن يتصدق عن كل مَفصِلٍ صدقة ... فإنْ لم تقدر، فركعتا الضحى تُجزئ عنك " .
وقد نبّه الشيخ الألباني على خطأ في فهم فضيلة هذا الحديث، حين سمع خطيباً يقول أن صلاة الضحى بثلاث مئة وستين حسنة، فقال الشيخ : ليس هذا المقصود؛ كلامه كلّه سليم إلاّ في لفظة ( حسنة )، لأنها بلفظ ( صدقة )، والصدقةُ بعشرِ أمثالها؛ أي بعشر حسنات، فلمّا عادَلها بحسنةٍ معناها خسرنا تسعةً مقابلَ حسنةٍ .
" سؤالات علي الحلبي لشيخه الألباني " ( ص 159 )

427 – تصحيح بعض عناوين الكتب المشهورة من كتاب " العنوان الصحيح للكتاب " لد . حاتم العوني ( دار عالم الفوائد / ط . 1419 هـ )
- صحيح البخاري = الجامع المُسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسُنَنه وأيامه .
- صحيح مسلم = المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العَدْل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم .
- جامع أو سنن الترمذي = الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومعرفة الصحيح من المعلول، وما عليه العمل .
- سنن النسائي الصغرى = المجتبى من السنن المسندة .
- سنن الدارمي = مسند الدارمي .
- شرح مشكل الآثار للطحاوي = بيان مشكل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم واستخراج ما فيها من الأحكام ونفي التضاد عنها .
- شرح معاني الآثار للطحاوي = شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة أو المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الأحكام .
- صحيح ابن حبان = المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولا ثُبُوت جرح في ناقليها .
- ذيل تاريخ بغداد لابن النجار = التاريخ المجدد لمدينة السلام وأخبار علمائها الأعلام ومن وردها من فضلاء الأنام .
- البيان والتبيين للجاحظ = البيان والتبيُّن .
- تلخيص الحبير لابن حجر = التلخيص الحبير .
- شرح صحيح مسلم للنووي = المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج .

428 – قائل ( وما آفة الأخبار إلاّ رواتها )
قال محمد بن الحسين العلوي الحسيني الموسوي ( ت 406 هـ ) المعروف بـ ( الشريف الرضي ) – من الطويل - :
تغاوَتْ على عِرضي عصائبُ جَمَّةٌ ...... ولو شئتُ ما التفَّتْ عليَّ غُواتُها
أولِيهمُ صااءَ أُذْنٍ سَميعةٍ ...... إذا ما وَعَتْ أَلْوَتَ بها غَفَلاتُها
يطولُ إِذَنْ همِّي إذا كُنْتُ كلَّما ....... سمعتُ نباحاً من طلابٍ خَسَاتُها
همُ استَلْدَغوا رُقْشَ الأَفاعي ونبهوا ....... عقاربَ ليلْ نائماتٍ حُماتُها
وهمْ نَقَلوا عنَّي الذي لم أَفُهْ به ....... وما آفَةُ الأَخبارِ إِلا رُواتُها
أُريد لأَنْ أَحنو على الضِّغْنِ بيننا ...... وتأبى قلوبٌ أَنْغَلَتْها هَناتُها
وما النفسُ في الأَهلين إلا غريبةٌ ....... إذا فُقِدَتْ أَشكالُها ولداتُها
بني مطرٍ خَلُّوا نفوساً عزيزةً ....... تنامُ فأَوْلى أَن يطولَ سُباتُها
غرستُ غروساً كنتُ أَرجو لَحاقَها ....... وآملُ يوماً أَن تَطيبَ جَناتُها
فإن أَثمرَتْ لي غَيْرَ ما كُنْتُ آمِلاً ....... فلا ذَنْبَ لي إن حَنْظَلَتْ نَخَلاتُها
" التذكرة الحمدونية " لمحمد بن الحسن ابن حمدون ( ت 562 هـ )

429 – انتقل بإسلامه في النار من زاوية إلى زاوية
قال علي بن محمد ابن الأثير ( ت 630 هـ ) في كتابه " الكامل في التاريخ " ( حوادث سنة 428 هـ ) : فيها توفي مهيار الشاعر، وكان مجوسيًّا، فأسلم سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، وصحب الشريف الرضي، وقال له أبو القاسم بن برهان : يا مهيار، قد انتقلت بإسلامك في النار من زاوية إلى زاوية ! قال: كيف ؟ قال: لأنك كنت مجوسيًّا، فصرت تسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعرك . اهـ .
وقال الذهبي في ترجمته في " سير أعلام النبلاء " ( 17 / 472 ) : قيل : أسلم على يد الشريف الرضي، فهو شيخه في النظم وفي التشيع .

430 –

أبو معاوية البيروتي 02-23-2011 12:37 PM




430 – بيان أن المطبوع من مسند عبد بن حميد الكشي هو منتخبه لإبراهيم بن خزيم الشاشي وليس المسند كاملاً
لوجود الوهم أحياناً في عدم التفريق بين " مسند عبد بن حميد " و " منتخبه " لإبراهيم بن خزيم الشاشي، أكتب التالي للفائدة : قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( وفيات سنة 249 هـ ) : عبد بن حميد بن نصر، أبو محمد الكشي، ويقال: الكسي بكسْر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خُفِّف . صنّف المُسْنَد الكبير الذّي وقع لنا مُنْتَخَبُه، والتّفسير، وغير ذلك. وكان أحد الحفّاظ بما وراء النّهر . اهـ . وقال الذهبي في ترجمته في " تذكرة الحفاظ " : وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار أولادنا بعلو . اهـ .
وقال ابن حجر في " المعجم المفهرس " : مسند عبد بن حميد بن نصر الكسي، ويسمى المنتخب، وهو القدر المسموع لإبراهيم بن خزيم من عنده، وهو أعلى المسانيد التي وقعت لي . اهـ .
وأما راويه، فترجم له الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( طبقة 311 – 320 هـ ) فقال : إبراهيم بْن خُزَيْم بْن قُمَيْر بْن خاقان أبو إِسْحَاق الشّاشيّ، راوية عَبْد بْن حُمَيْد، شيخ مستور، مقبول، روى عَنْ عبدٍ تفسيره ومسنده الكبير، وحدث بخراسان، روى عنه أبو محمد بن حمويه السرخسي، وغيره، ولم يبلغني وفاته رحمه الله .
وقد سمع منه ابن حَمُّوَيْه بالشاش في سنة ثماني عشرة وثلاث مئة في شَعْبان، وقال : كَانَ أصل أجداده من مَرْو، وأن سَماعَه من عَبْد في سنة تسعٍ وأربعين ومئتين، وحدَّثَ عَنْهُ : أبو حاتم بْن حِبّان . اهـ . قال أبو معاوية البيروتي : لكن وثّقه الذهبي في ترجمته في " سير أعلام النبلاء " .
وترجم له ابن نقطة ( ت 629 هـ ) في " التقييد " وقال : حدث عن عبد بن حميد بن نصر الكشي بكتاب مختصر المسند . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وسأضيف فائدتين؛ الأولى أن الذهبي انتخب من مسند عبد بن حميد جزءاً، ذكره ابن حجر في " المعجم المفهرس " .
والثانية، أن الحافظ عبد بن حميد خلّف ابناً من رواة الحديث، واسمه محمد، توفي سنة 286 هـ، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات .

431 – لماذا تمنّى الشيخ عبد القادر السندي أنه لم يكتب ردوده على الشيخ الألباني في مسألة الحجاب ؟
قال الشيخ علي الحلبي : أخبرني أخونا د . عاصم القريوتي حفظه الله سماعاً من الشيخ عبد القادر السّندي نفسه قال : ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما كتبت الردود على الشيخ الألباني في مسألة الحجاب، لا للمسألة العلمية بذاتها، ولكن خشية أن يستغلّها أهل البدع في ضرب الشيخ ومنهجه، وهو المنهج الذي ندين الله به ونعتقده، ونصل فيه إلى النص العلمي، بخلاف أهل البدع ) . اهـ . وقد ذكر الشيخ علي سابقاً أنه – في موسم الحج – زار الشيخ عبد القادر السندي في المستشفى، وأن الشيخ عبد القادر قال له : ( يشهدُ اللهُ أننا نتقرّب إلى الله بحبِّ الشيخ الألباني، واذكروا هذا له ومحبّتنا إيّاه ) .
وذكر الشيخ علي أنه نقل للشيخ الألباني ما قاله الشيخ السندي، فقال : بارك الله فيه وجزاه الله خيراً .
" سؤالات علي الحلبي لشيخه الألباني " ( ص 92 – 93 )

432 – علماء اشتهروا بنسبتهم إلى الفرس وأصولهم من العرب
أفاد التالي شيخ الباحثين محمد كرد علي ( ت 1372 هـ ) في كتابه " أمراء البيان " ( ص 550 / حاشية 1 ) :
- الفيروزآبادي، صاحب " القاموس "، نسبوه إلى فيروز آباد، وهو بكري عربي .
- القزويني، مؤلّف " آثار البلاد "، نسبوه إلى قزوين، وهو عربي من سلالة مالك بن أنس .
- ابن حِبّان، صاحب التآليف العظيمة، نسبوه إلى بُست، وهو تميمي .
- أبو داود السجستاني، صاحب " السنن "، من الأزد .
- أبو العباس النسوي، مصنِّف " المسند "، من بني شيبان .
- مسلم بن الحجاج النيسابوري، صاحب " المسند "، من بني قشير .
- الهروي المفسِّر، من ولد أبي أيوب الأنصاري .
- أبو الوليد النيسابوري، فقيه خراسان، أموي من ذرية سعيد بن العاص الأكبر .
- الفخر الرازي المفسِّر عربي .
" شيخ الباحثين محمد كرد علي ( 1293 - 1372 هـ ) " لمحمد بن إبراهيم الشيباني

433 – كيف جمع العلاّمة أحمد تيمور باشا ( ت 1348 هـ ) " كُنّاشته " من خزانة كتبه الزاخرة بعشرين ألف مجلد
قال محمد بن إبراهيم الشيباني في " ترجمته " للعلاّمة أحمد تيمور باشا ( ص 26 / ط . جمعية إحياء التراث الإسلامي ) : كان كلّما مرَّت به مسألة نادرة، أو حادثة غريبة، أو توضيح لمشكلة اضطربت فيها أفكار العلماء، قيَّد كل ذلك في كرّاسات مع بيان أسماء هذه الكتب المشتملة على هذه النوادر، ورقم الصفحة التي احتوتها من هذه الكتب، ليسهل الرجوع إليها عند الحاجة، فاجتمع له الشيء الكثير من كلِّ غريب ونفيس . اهـ .
وقال ( ص 44 ) : التذكرة التيمورية : معجم الفوائد ونوادر المسائل، دائرة معارف في أهم الموضوعات، هذه الموسوعة ( التذكرة التيمورية ) التي جمعت فأوعت ما شاء لها صاحبها من الشوارد والأوابد، ومن الغرائب والعجائب، غير مقصورة على فنٍّ بعينه ولا محدودة بناحية خاصة من البحث، وقد اختصّ هذا المعجم الفريد النادر بما حواه من اللقطات الغريبة واللفتات الرائعة ممّا تنطوي عليه بطون الكتب من اللغة والأدب والتاريخ، وكان ممّا وضع المؤلِّف من ذاكرته ونصب عينيه ممّا اطَّلع عليه من خزانة كتبه الزاخرة بعشرين ألف مجلد في أبواب المعارف المختلفة ...

434 -


أبو معاوية البيروتي 02-24-2011 08:58 PM



434 – تعقّب الإمام الألباني في تحسينه لحديث " أول من يغيّر سنتي رجل من بني أمية "، والصواب أنه ضعيف لإرساله
حسّن الإمام الألباني الحديث في " صحيح الجامع " ( 2582 ) وقال في السلسلة الصحيحة ( 4 / 329 / حـ 1749 ) : " أول من يغير سنتي رجل من بني أمية " . أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( 7 / 2 ) : حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا عوف، عن المهاجر أبي مخلد، عن أبي العالية، عن أبي ذر أنه قال ليزيد ابن أبي سفيان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر و هو ابن مخلد أبو مخلد ، قال ابن معين : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال الساجي : " صدوق " . و قال أبو حاتم : " لين الحديث ليس بذاك و ليس بالمتقن ، يكتب حديثه " .
قلت : فمثله لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن . و الله أعلم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : لكن الحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة ( 6 / 467 ) - وفيه قصة أن أبا ذر كان في غزوة أميرها يزيد بن أبي سفيان بالشام - وأعلّه بالإرسال فقال : ( وفي هذا الإسناد إرسال بين أبي العالية وأبي ذر ) . اهـ . وعلّق الحافظ ابن كثير على الحديث في " البداية والنهاية " بقوله : ( هذا منقطع بين أبي العالية وأبي ذر ) . اهـ . وفي " تاريخ ابن معين – رواية الدوري " : ( قلت ليحيى بن معين : سمع أبو العالية من أبي ذر ؟ قال : لا، إنما يروي أبو العالية عن أبي مسلم عن أبي ذر، قال : قلت ليحيى : من أبو مسلم هذا ؟ قال : لا أدري ) . اهـ .
وقال البخاري في " التاريخ الصغير " : حدثني محمد ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن المهاجر بن أبي مخلد، ثنا أبو العالية قال : وحدثني أبو مسلم قال : كان أبو ذر بالشام وعليها يزيد بن أبي سفيان فغزا الناس فغنموا ... والمعروف أن أبا ذر كان بالشام زمن عثمان وعليها معاوية، ومات يزيد في زمن عمر، ولا يعرف لأبي ذر قدوم الشام زمن عمر رضي الله عنه . اهـ . والذي نقله ابن كثير من قول البخاري في تاريخه هو : ( قال البخاري: والحديث معلول ولا نعرف أن أبا ذر قدم الشام زمن عمر بن الخطاب ) . اهـ .
فيتبين ممّا سبق أن الحديث ضعيف لأن رواية أبي العالية عن أبي ذر مرسلة .

435 - امتحان الصيادلة في القرن الثالث الهجري
قال علي بن يوسف القفطي ( ت 646 هـ ) في " إخبار العلماء بأخبار الحكماء " : ذكر زكريا الطيفوري قال كنت مع الأفشين فِي معسكره وهو فِي محاربة بابك ( قال أبو معاوية البيروتي : ذكر الطبري في تاريخه أن ذلك كان سنة 220 هـ ) فلما بلغت القراءة بالقارئ إِلَى موضع الصيادلة قال لي : يَا زكريا ضبط هؤلاء الصيادلة عندي أولى مما تتقدم فِيهِ، فامتحنهم حَتَّى تعرف منهم مَن الناصح ومَن غير الناصح، ومَن لَهُ دين ومَن لا دين لَهُ، فقلت : أعز الله الأمير، إن يوسف لقوة الكيميائي كَانَ يدخل عَلَى المأمون كثيراً ويعمل بَيْنَ يديه، فقال لَهُ يوماً : ويحك يَا يوسف، لَيْسَ فِي الكيمياء شيء، فقال : بلى يَا أمير المؤمنين، الصيدلاني لا يطلب منه شيء من الأشياء كَانَ عنده أَوْ لَمْ يكن إلا أخبر بأنه عنده ودفع إِلَى طالبه شيئاً من الأشياء التي عنده وقال : هَذَا الَّذِي طلبت . فإن رأى أمير المؤمنين أن يضع اسماً من الأسماء لا يُعْرَف ويوجِّه إِلَى جماعة من الصيادلة فِي طلبه لابتياعه فليفعل، فقال المأمون : قَدْ وضعت الاسم وهو شفطيثا؛ وشفطيثا ضيعة من الضياع بقرب مدينة السلام، فسير المأمون جماعة إِلَى الصيادلة يسألهم عن شفطيثا، فكلٌّ ذكر أنه عنده وأخذ الثمن ودفع شيئاً من حانوته، فصاروا إِلَى المأمون بأشياء مختلفة؛ فمنهم من أتى بقطعة حجر، ومنهم من أتى بقطعة وتد، ومنهم من أتى ببعض البزور، فاستحسن المأمون نصح يوسف لقوة عن نفسه . قال زكريا للأفشين : فإن رأى الأمير أن يمتحن هؤلاء الصيادلة بمثل محنة المأمون فليفعل، فدعا الأفشين بدفتر من دفاتر الأسروشنية فأخرج منه نحواً من عشرين اسماً، ووجّه إِلَى الصيادلة من يطلب منهم أدوية مسماة بتلك الأسماء، البعض أنكرها وبعض ادعى معرفتها وأخذ الدراهم من الرسل ودفع إليهم شيئاً من حانوته، فأمر الأفشين بإحضار جميع الصيادلة فمن أنكر معرفة تِلْكَ الأسماء أَذِنَ لهم فِيهَا بالمقام فِي معسكره، ونفى الباقين عن المعسكر ونادى فِي معسكره بذلك، وكتب إِلَى المعتصم يلتمس بعثه إِلَيْهِ بصيادلة لهم أديان ومتطببين مثل ذَلِكَ فاستحسن المعتصم فعله ووجه إِلَيْهِ بمن سأل .

436 – علاقة الحافظ ابن حجر ( 773 – 852 هـ ) بشيخه الحافظ العراقي ( 725 – 806 هـ )
قال د . عبد الرحيم القشقري في مقدمته لـ " أجوبة الحافظ العراقي على أسئلة تلميذه الحافظ ابن حجر العسقلاني " ( ص 125 / ط . أضواء السلف ) : بدأت علاقة الحافظ ابن حجر بشيخه العراقي في وقت مبكرٍ جدًّا، حيث ذكر أنه اجتمع به سنة ست وثمانين ( أي وسبع مئة ) وكان عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز الثلاثة عشر عاماً، فقرأ عليه شيئاً يسيراً، ثم فَتَرَ عزمه عن الطلب لعدم وجود أحد يحثّه على الاشتغال بالعلم، فانقطع عنه كليّة مدّة عشر سنوات، فتجدّد اللقاء به في رمضان سنة ستة وتسعين، واستمرّت صحبته له مدّة عشر سنوات كاملة، لازمه فيها ملازمة تامّة، وقرأ عليه جملة من كتبه وكتب غيره حتى تمهّر في علم الحديث به، ولم تقتصر هذه العلاقة بالسّماع فحسب، بل تعدّاه إلى المذاكرة والمشورة في العلم ... اهـ .
ويتحدَّث ابن حجر عن علاقته بشيخه العراقي في كتابه " انباء الغمر بأبناء العمر " فيقول : لازمت شيخنا عشر سنين تخلل في أثنائها رحلاتي إلى الشام وغيرها، قرأت عليه كثيراً من المسانيد والأجزاء وبحثت عليه شرحه على منظومته وغير ذلك، وشهد لي بالحفظ في كثير من المواطن ، وكتب لي خطه بذلك مراراً، وسُئِل عند موته عمن بقي بعده من الحفاظ فبدأ بي وثَنَّى بولده وثَلَّث بالشيخ نور الدين ( يقصد الهيثمي )، وكان سبب ذلك ما أشرت إليه من أكثرية الممارسة، لأن ولده تشاغل بفنون غير الحديث، والشيخ نور الدين كان يدري منه فنًّا واحداً، وكان السائل للشيخ عن ذلك القاضي كمال الدين ابن العديم، ثم سأله الشيخ نور الدين الرشيدي على ما أخبرني بذلك بعد ذلك، فقال : في فلان كفاية، وذكر أنه عناني وصرح بذلك .

437 – ذمّ الصوفية الجهّال لطلب العلم النبوي وابتعادهم عنه ( مع بعض الأمثلة ) !!قال أبو حامد الغزالي الصوفي ( ت 505 هـ ) : اعلم أن ميل أهل التصوف إلى الإلهية دون التعليمية، ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون، بل قالوا : الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والإقبال على الله تعالى بكنه الهمة وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم ويخلو نفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب ولا يقرن همه بقراءة قرآن ولا بالتأمل في نفسه ولا يكتب حديثا ولا غيره ولا يزال يقول الله الله الله إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحي عن القلب صورة اللفظ . اهـ .
نقل ابنُ الجوزي ( ت 597 هـ ) في " تلبيس إبليس " الكلام السابق عن الغزالي، ثم قال : عزيزٌ عليَّ أن يصدر هذا الكلام من فقيه، فإنه لا يخفى قبحه، إنه على الحقيقة طي لبساط الشريعة التي حثَّت على تلاوة القرآن وطلب العلم ... اهـ . قال أبو معاوية البيروتي : وهاكم بعض الأمثلة :
- قال جعفر بن محمد الخُلدي ( ت 348 هـ ) : لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا، مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث، فكتبت عنه مجلساً واحداً وخرجت من عنده، فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصوفية، فقال : أيش هذا معك ؟ فأريته إياه، فقال : ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق ؟! قال : ثم خرق الأوراق، فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس . ( تاريخ بغداد / ترجمة جعفر بن محمد الخُلدي )
- قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي : نظر أبو عبد الله بن خفيف ( ت 371 هـ ) يوماً إلى ابن مكتوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئاً، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : نكتب كذا وكذا، فقال : اشتغلوا بتعلم شيء ولا يغرنكم كلام الصوفية، فإني كنت أخبِّىء محبرتي في جيب مرقعتي والكاغد في حجرة سراويلي، وكنت أذهب خفياً إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني وقالوا : لا يفلح، ثم احتاجوا إليَّ بعد ذلك . ( تاريخ دمشق / ترجمة محمد بن خفيف الشيرازي )
- قال أحمد بن الحسين الكندري ( ت 508 هـ ) : كنت أصحب الصوفية، وأكتب الحديث، ومعي دواة وقلم، أكتب سرًّا عن الصوفية، فإنهم ما كانوا يرغبون في ذلك، فاتفق أني حضرت اجتماعاً لهم بهمذان، فقعدت فيما بينهم، فسقطت الدواة من كمي وأنا لا أشعر، فرآها بعض الصوفية، فزعق عليَّ، وقال: استر عورتك !! ( المنتخب مع معجم شيوخ السمعاني 1 / 150 / ط . عالم الكتب )

438 -


أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- 02-25-2011 01:30 AM

بارك الله فيك
186 – الشيخ الألباني يُستَدعى للتحقيق حول عقيدته ودعوته السلفية !! وحفظ الله لوليِّه الصالح

كتب الشيخ الألباني رحمه الله في أوراقٍ في إحدى الكتب في مكتبته المحفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية :
9 - ... دُعِيتُ صباح يوم الاثنين 12 جمادى الأولى سنة 1378 هـ إلى الشُّرَط، وحققوا معي هناك عن عقيدتي ودعوتي التي أَدْعو إليها، بناءً على مضبطة قُدِّمَت إليهم موقَّعة بعشرات التواقيع، منها كلمة من المفتي أبي اليسر، واستمروا في التحقيق معي حتى بعد الدوام الرسمي بنصف ساعة، ثم أطلقوا سبيلي على أنّي أعود إليهم صباح الثلاثاء، بناءً على أن يحيلوني إلى النيابة للمحاكمة ! فعُدْتُ إليهم وقدَّمْتُ إلى أحدهم هدية كتابي " تحذير الساجد "، ويبدو أنه تبيَّن له منه كذبَ ما في المضبطة، وكان فيها أشياء كثيرة من الأكاذيب؛ منها أنني أقول :
إن محمداً ( ص ) رجلٌ عادي ! وإنّ كل شخص بإمكانه يصير أفضل منه !!
أليس من الغريب أن يكتب الشيخ الألباني -رحمه الله-هذه الكتابة؟؟
فدُعِيتُ إلى رئيس ديوان الشّعبة السياسية، فسألني بعض الأسئلة، أجبته عليها بكل ( حرية ؟ ) وتفصيل، فكان جوابه : اذهب مع السلامة . فسبحان ربي الأعلى .

أبو معاوية البيروتي 02-27-2011 08:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- (المشاركة 113633)
بارك الله فيك
186 – الشيخ الألباني يُستَدعى للتحقيق حول عقيدته ودعوته السلفية !! وحفظ الله لوليِّه الصالح

كتب الشيخ الألباني رحمه الله في أوراقٍ في إحدى الكتب في مكتبته المحفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية :
9 - ... دُعِيتُ صباح يوم الاثنين 12 جمادى الأولى سنة 1378 هـ إلى الشُّرَط، وحققوا معي هناك عن عقيدتي ودعوتي التي أَدْعو إليها، بناءً على مضبطة قُدِّمَت إليهم موقَّعة بعشرات التواقيع، منها كلمة من المفتي أبي اليسر، واستمروا في التحقيق معي حتى بعد الدوام الرسمي بنصف ساعة، ثم أطلقوا سبيلي على أنّي أعود إليهم صباح الثلاثاء، بناءً على أن يحيلوني إلى النيابة للمحاكمة ! فعُدْتُ إليهم وقدَّمْتُ إلى أحدهم هدية كتابي " تحذير الساجد "، ويبدو أنه تبيَّن له منه كذبَ ما في المضبطة، وكان فيها أشياء كثيرة من الأكاذيب؛ منها أنني أقول :
إن محمداً ( ص ) رجلٌ عادي ! وإنّ كل شخص بإمكانه يصير أفضل منه !!
أليس من الغريب أن يكتب الشيخ الألباني -رحمه الله-هذه الكتابة؟؟
فدُعِيتُ إلى رئيس ديوان الشّعبة السياسية، فسألني بعض الأسئلة، أجبته عليها بكل ( حرية ؟ ) وتفصيل، فكان جوابه : اذهب مع السلامة . فسبحان ربي الأعلى .


هي بخط يده ...
لكن استغرابك لأي عبارة ؟
فإن كان لـ ( ص ) بدل الصلاة والسلام، فأذكر - إن لم أكن واهماً - أن عصام هادي ذكر في كتابه في ترجمة الألباني أنه كان يكتب ( ص ) بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلّي عليه بلسانه،
وسأراجعها إن شاء الله ...


أبو معاوية البيروتي 02-27-2011 12:12 PM





438 – الأساليب المتّبعة في تزوير المخطوطات
قال د . عابد المشوخي : يسلك المزوّرون والمزيّفون في تزوير المخطوطات وتزييفها أساليب شتى، فمن هذه الطرق :
- أولاً : التزوير بواسطة المحو أو بالإضافة أو كليهما معاً في البيانات الأصلية المثبتة بالمخطوط الصحيح عن طريق المحو العادي أو الميكانيكي أو المحو الكيميائي أو الكشط ( يُقصد به سلخ الورق بسكين ونحوها ) دون ترك أثر ظاهر تدركها العين المجرّدة في الضوء العادي، ويثبتون بدلاً من هذه البيانات الأصلية المزالة بيانات أخرى ، فتبدو المخطوطة في النهاية بريئة المظهر، أو عن طريق التحشية والإضافة على البيانات الأصلية، وأكثر ما يتعرّض للتحريف في بيانات المخطوطة تاريخ نسخها واسم ناسخها ومكان النسخ والتملّكات وعنوان المخطوطة وأسماء مؤلّفيها .
- ثانياً : تفكيك المخطوطة لاستبعاد بعض أوراقها ووضع أوراق أخرى كصفحة العنوان أو الخاتمة بعنوان جديد مع اسم مؤلفه وتاريخ نسخ آخر .
- ثالثاً : تفكيك بعض مخطوطات المجاميع لإفرادها في كتب أو رسائل مستقلة ثم القيام بتجليدها تجليداً مستقلاًّ لعرضها على أنها مجموعة من المخطوطات بدلاً من عرضها كمخطوطة واحدة في مجلد واحد، وأحياناً يتمّ استبعاد كتاب مهم أو رسالة نادرة داخل المجموع ثم يتم إعادة تجليد المجموع .
- رابعاً : إزالة أختام الوقف وشطب التملّكات، خاصة المخطوطات المسروقة من مكتبات رسمية .
- خامساً : طمس اسم الناسخ، أو تاريخ النسخ، أو مكان النسخ، أو اسم المالك، أو يكون بإضافة اسم ناسخ آخر أو تاريخ نسخ آخر .
- سادساً : التزييف بالنقل : يعتقد المزيّفون أن التزييف بالنقل أنجح طرق التزييف، فهو مع سهولته قد يغرّر بالعين الفاحصة، والتزييف بالنقل نوعان : التزييف بالنقل المباشر والتزييف بالنقل غير المباشر ( قال أبو معاوية البيروتي : وسأكتفي بذكر الأنواع من دون شرحها، ومن أراد التوسع فليرجع إلى الكتاب الأصل ) :
- التزييف بالنقل المباشر يتم من دون وسيط، وله عدّة طرق : ( تزييف بالتقليد، تزييف بالشفّ، تزييف بواسطة الزجاج )
- التزييف بالنقل غير المباشر يتم بمساعدة وسيط وتتنوّع طرقه باختلاف نوع الوسيط، ومن طرقه : ( التزييف بالكاربون، التزييف بطريق الضغط، التزييف بقلم الرصاص، التزييف بالبيض، التزييف بطريق الجلاتين، التزييف بالزنكوغراف، التزييف بالشف بالرصاص ) .
" التزوير والانتحال في المخطوطات العربية " ( ص 29 - 33 ) تأليف : د . عابد المشوخي

439 – قائل ( حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... )، وقائل ( لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله ... )
وهي أبيات جميلة لأبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي البصري ( ت 69 هـ )، وهو ثقة فاضل مخضرم من سادات التابعين، وقد نقل الأبيات خليل بن كيكلدي العلائي ( ت 761 هـ ) في كتابه " الفصول المفيدة في الواو المزيدة "، وذكر أنها من قصيدة له، وهذه بعض الأبيات :
تلقى اللبيب محسداً لم يجترم ..... عرض الرجال وعرضه مثلوم
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ..... فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ..... حسداً وبغياً إنه لذميم
وإذا عتبت على الصديق ولمته ..... في مثل ما تأتي فأنت مليم
وابدأ بنفسك وانهها عن غيها ..... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويقتدى ..... بالقول منك وينفع التعليم
لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله ..... عار عليك إذا فعلت عظيم

440 – تنبيه العلاّمة المعلّمي على أن تساهل الحاكم في حكمه على حديثٍ ما إنما هو خاص بـ " المستدرك " فقط
قال عبد الرحمن بن يحيى المعلِّمي اليماني ( ت 1386 هـ ) في كتابه " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ( 1 / 472 / ط . دار الكتب السلفية ) : ذكرهم للحاكم بالتساهل إنما يخصونه بـ " المستدرك "، فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحد بشيء مما فيها فيما أعلم، وبهذا يتبين أن التشبّث بما وقع له في " المستدرك " وبكلامهم فيه لأجله إنْ كان لإيجاب التروي في أحكامه التي في " المستدرك " فهو وجيه، وإنْ كان للقدح في روايته أو في أحكامه في غير " المستدرك " في الجرح والتعديل ونحوه فلا وجه لذلك، بل حاله في ذلك كحال غيره من الأئمة العارفين، إنْ وقع له خطأ فنادر كما يقع لغيره، والحكم في ذلك إطراح ما قام الدليل على أنه أخطا فيه، وقبول ما عداه، والله الموفق .

441- مراحل حياة العالِم، وأوقات تصنيف الكتب وفضيلته
قال ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في كتابه " صيد الخاطر " : فصل العالم ومراحل حياته :
رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة، لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد، ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم، فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد، فإنه ليس كل من صنف صنف، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يطلع الله عز وجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها، فيجمع ما فرق، أو يرتب ما شتت، أو يشرح ما أهمل، هذا هو التصنيف المفيد .
وينبغي اغتنام التصنيف في وسط العمر، لأن أوائل العمر زمن الطلب، وآخره كلال الحواس، وربما خان الفهم والعقل من قدر عمره، وإنما يكون التقدير على العادات الغالبة لا أنه لا يعلم الغيب فيكون زمان الطلب والحفظ والتشاغل إلى الأربعين، ثم يبتدىء بعد الأربعين بالتصانيف والتعليم، هذا إذا كان قد بلغ ما يريد من الجمع والحفظ وأعين على تحصيل المطالب، فأما إذا قلَّت الآلات عنده من الكتب، أو كان في أول عمره ضعيف الطلب فلم ينل ما يريده في هذا الأوان، أخَّر التصانيف إلى تمام خمسين سنة، ثم ابتدأ بعد الخمسين في التصنيف والتعليم إلى رأس الستين، ثم يزيد فيما بعد الستين في التعليم ويسمع الحديث والعلم ويعلِّل التصانيف إلى أن يقع مهم إلى رأس السبعين، فإذا جاوز السبعين جعل الغالب عليه ذكر الآخرة والتهيؤ للرحيل، فيوفِّر نفسه على نفسه إلا من تعليم يحتسبه، أو تصنيف يفتقر إليه، فذلك أشرف العدد للآخرة .
ولتكن همّته في تنظيف نفسه، وتهذيب خلاله، والمبالغة في استدراك زلاته، فإن اختُطِف في خلال ما ذكرنا فنيَّة المؤمن خير من عمله، وإن بلغ إلى هذه المنازل فقد بينا ما يصلح لكل منزل .

442 -




أبو معاوية البيروتي 03-04-2011 07:36 PM




442 – حكم فتح المصحف للتفاؤل
قال الشيخ شهاب الدين محمود بن عبد الله الألوسي ( ت 1270 هـ ) في كتابه " غرائب الاغتراب " : من الاستخارات الشائعة الاستخارة بالقرآن، ويسمّونها تفاؤلاً، ولهم فيها كيفيات شتى، والظاهر أن ذلك مما لا دليل على مشروعيته. وفي " شرح فقه الأكبر " لعلي القاري ما نصه : ( ومن جملة علم الحروف فأل المصحف؛ حيث يفتحونه وينظرون في أول صفحة أي حرف وافقه، وكذا في سابع الورقة السابعة، فإذا جاء حرف من الحروف المركبة من تشخلا كم حكموا بأنه غير مستحسن، وفي سائر الحروف بخلاف ذلك، وقد خرّج ابن العجمي في " منسكه " قال : ولا يؤخذ الفأل من المصحف، قال العلماء : اختلفوا في ذلك فكرهه بعضهم وأجازه بعضهم، ونص المالكية على تحريمه، انتهى . ولعل من أجاز أو كره من اعتمد على المعنى، ومن حرمه من اعتبر حروف المبنى فإنه في معنى الاستقسام بالأزلام ) انتهى كلام القاري . والذي أميل إليه الكراهة مطلقاً، ولا يبعد القول بالحرمة كذلك فتأمل . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وانظر الفائدة ( 62 ) من الكُنّاشة .

443 - رَدُّ العلاّمة ابن عثيمين على مَن نَسَب الإمام الألباني إلى الإرجاء
قال العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله : من رَمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ؛ إمّا أنه لا يعرف الألباني، وإما أنه لا يعرف الإرجاء، الألباني رجلٌ من أهل السنّة رحمه الله، مدافعٌ عنها، إمامٌ في الحديث، لا نعلم أن أحداً يباريه في عصرنا، لكن بعض الناس – نسأل الله العافية – يكون في قلبه حقد؛ إذا رأى قَبولَ الشخص ذهب يلمزُه بشيءٍ، كفعل المنافقين الذين يلمزون المطَّوِّعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جهدهم؛ يلمزون المتصدِّقَ المُكْثِر من الصدقة، والمتصدِّق الفقير !
الرجلُ رحمه الله نعرفه من كتبه، وأعرفه بمجالسته أحياناً : سلفيُّ العقيدة، سليمُ المنهج؛ لكن بعض الناس يريد أن يُكَفِّر عباد الله بما لم يكفِّرهم الله به، ثم يدَّعي أن مَن خالفه في هذا التكفير فهو مرجئٌ كذباً وزوراً وبهتاناً؛ لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسانٍ صدر . اهـ .
مفرَّغ من شريط " مكالمات هاتفية مع مشايخ الدعوة السلفية " ( رقم : 4 )، إصدار مجالس الهدى / الجزائر، وكان ذلك بتاريخ 12 / 6 / 2000م .

444 – عجيبة رواية أبي إسرائيل الكوفي – وقد نُسِبَ إلى الغلو في التشيّع – لهكذا أثر في فضيلة سيدنا عمر ومن رواية سيدنا علي !
مَرَّ معي في " دلائل النبوة " ( 6 / 369 / ط . العلمية ) للبيهقي من طريق عبيد الله بن موسى ، أخبرنا أبو إسرائيل كوفي ، عن الوليد بن العيزار ، عن عمرو بن ميمون ، عن علي رضي الله عنه قال : ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه . اهـ .
والعجيب أن راويه أبا إسرائيل إسماعيل بن خليفة الكوفي ( ت 169 هـ ) ورد في ترجمته في " تهذيب الكمال " أنه كان يشتم سيدنا عثمان رضي الله عنه، بل قال ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 130 / ط . الصميعي ) : كان رافضيًّا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم . اهـ . فالعجيب روايته لهكذا أثر في فضيلة سيدنا عمر ومن رواية سيدنا علي رضي الله عنهما !!

445 – " ديوان مجد الإسلام " أو " الإلياذة الإسلامية "، من أعظم الدواوين الإسلامية التي نُظِم فيها أحداث السيرة النبوية والغزوات والوفود
اتصل الشيخ محب الدين الخطيب ( 1303 - 1389 هـ ) في أحد الأيام بالشاعر أحمد محرم ( 1294 – 1364 هـ )، واقترح عَلَيْهِ تسجيل أمجاد الْإِسْلَام فِي ديوَان من الشّعْر الرائع، وَقَالَ لَهُ: "لَعَلَّ الله قد ادّخر لَك هَذِه المهمة واختارك لَهَا لِأَنَّك أقرب شعرائنا إِلَى إخلاص القَوْل وَالْعَمَل وَأَكْثَرهم توخيا لمرضاته", فَاسْتَجَاب أَحْمد محرم رَحمَه الله لهَذِهِ الدعْوَة, وَكَانَ من ذَلِك " ديوَان مجد الْإِسْلَام " أَو " الإلياذة الإسلامية " الَّتِي نظمها أَحْمد محرم رَحمَه الله؛ وَهُوَ ديوَان كَبِير يَقع فِي 450 صفحة، نظم فِيهِ الشَّاعِر أهم أَحْدَاث السِّيرَة النَّبَوِيَّة والغزوات والوفود، وَيَقُول محب الدّين رَحمَه الله فِي وصف هَذَا الدِّيوَان فِي مقدمته : "إِن أمجاد الْعرُوبَة وَالْإِسْلَام أعظم من أَن يُحِيط بهَا شَاعِر، ولا سيما وأكثرنا لا يزالون متأثرين بِمَا شوهت الشعوبية من تاريخنا، وَمَعَ ذَلِك كَانَ " ديوان مجد الْإِسْلَام " أعظم مَا ظهر للنَّاس حَتَّى الْآن مجموعاً فِي كتاب وَاحِد من ومضات هَذِه الأمجاد، وستتمتع بِهِ نفوس محبي الْأَدَب الرفيع وَالنّظم البليغ أزماناً " .
قال الشيخ ممدوح فخري - المدرِّس بكلية الدعْوَة وأصول الدّين - : مِمَّا يؤسف لَهُ أَن " ديوَان مجد الْإِسْلَام " بَقِي طوال ثَلَاثِينَ عَاماً مخطوطاً ومحبوساً فِي الأدراج, والشاعر الْكَبِير لَا يجد من ينشره بِتَمَامِهِ رغم المحاولات الْكَثِيرَة مَعَ المسؤولين؛ إلا مَا كَانَ من نشر محب الدّين نَفسه لفقرات مِنْهُ فِي صَحِيفَته " الْفَتْح " وَفِي مجلة " الْأَزْهَر "، إِلَى أَن مَاتَ أَحْمد محرم رَحمَه الله قبل نشره وكادت تضيع أَجزَاء مِنْهُ، إِلَى أَن قَامَت مكتبة دَار الْعرُوبَة بنشره قبل حوالي ثَمَان سنوات تَقْرِيبًا . إِن ديوَان مجد الْإِسْلَام من أعظم الْأَعْمَال الأدبية والشعرية فِي تاريخنا وَهُوَ عمل أدبي رفيع وَشعر رائع بليغ, وَمَعَ ذَلِك فَإِنِّي أكاد أَجْزم بِأَن ثَلَاثَة أَربَاع المثقفين فِي الْبِلَاد الْعَرَبيَّة لَا يعْرفُونَ شَيْئا عَن " ديوَان مجد الْإِسْلَام " وَلَا عَن الشَّاعِر الْكَبِير أَحْمد محرم الَّذِي نظمه، وَكَذَلِكَ لَا يعْرفُونَ شَيْئا عَن الدِّيوَان المستقل الَّذِي نظمه أَحْمد محرم لسَائِر شعره، لقد حرصت الْجِهَات المعادية لِلْإِسْلَامِ فِي الأوساط الأدبية والثقافية على إهمال الشُّعَرَاء والأدباء الإسلاميين وَحَاربت الأقلام المؤمنة وأعطت مَكَان الصدارة فِيهَا للأدعياء من المارقين والملاحدة، وَذَلِكَ حرصاً مِنْهَا على تضليل الأجيال الْمسلمَة وتسميم أفكار النشء وتشويهها .
" محب الدّين الْخَطِيب لمحات من حَيَاته وقبسات من أفكاره " مقال للشيخ ممدوح فخري في مجلة " الجامعة الإسلامية " (العدد الثالث - السنة الثانية- محرم 1390هـ )

446 - تحايل المسلمين على الصليبيين لإدخال سفينة تحمل أطعمة وأسلحة إلى مدينة عكّا المحاصرة سنة 586 هـ
قال يوسف بن رافع ابن شداد ( ت 632 هـ ) في " النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية " : ذكر الحيلة وإدخال عكا بطسة عمّرها وأودعها أربع مئة غرارة من القمح ووضع فيها الجبن والبصل والغنم وغير ذلك من الميرة :
كان الإفرنج خذلهم الله قد أداروا مراكبهم حول عكا حراسة لها من أن يدخلها مراكب المسلمين، وكانت قد اشتدَّت حاجة من فيها إلى الطعام والميرة، فركب في بطسة بيروت ( البطسة : مركب كبير الحجم يتكوّن من عدّة طوابق ) جماعة من المسلمين وتزيّوا بزيّ الإفرنج؛ حتى حلقوا لحاهم ووضعوا الخنازير على سطح البطسة بحيث تُرَى من بُعد، وعلّقوا الصلبان وجاءوا قاصدين البلد من البُعد حتى خالطوا مراكب العدو، فخرجوا إليهم واعترضوهم في الحراقات والشواني، وقالوا لهم : نراكم قاصدين البلد - واعتقدوا أنهم منهم – فقالوا : أوَلَم تكونوا قد أخذتم البلد ؟ فقالوا : لم نأخذ البلد بعد، فقالوا : نحن نرد القلوع إلى العسكر وقد أتى بطسة أخرى في هوائنا فأنذروهم حتى يدخلوا البلد، وكان وراءهم بطسة إفرنجية قد اتفقت معهم في البحر قاصدة العسكر، فنظروا فرأوها فقصدوها ينذرونها فاشتدت البطسة الإسلامية في السير واستقامت لها الريح حتى دخلت ميناء البلد وسلمت ولله الحمد، وكان فرحاً عظيماً فإن الحاجة كانت قد أخذت من أهل البلد، وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب ( سنة ست وثمانين وخمس مئة ) .

447 -


أبو معاوية البيروتي 03-10-2011 03:44 PM




447 – تقييم الطبعة الأولى لـ " تاريخ بغداد " المنتشرة بين أيدي الناس ( ط . مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1931 م )
قال د . بشار عواد في مقدمته على " تاريخ بغداد " ( 1 / 179 / ط . دار الغرب الإسلامي ) : طُبِعَ تاريخ الخطيب طبعة واحدة بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1931 م، وهي طبعة سقيمة مليئة بالتصحيف والتحريف والسّقط، استناداً إلى مخطوطة سقيمة متأخرة محفوظة في مكتبة كوبرلي باستانبول وعلى الأجزاء المحفوظة بمكتبة الأزهر، وهي من نسخة جيدة نُسِخَت عن النسخة التي كانت موقوفة بالسُّمَيساطية، ظنًّا منهم أنها نسخة السُّمَيساطية ...
وممّا زاد الطين بلة أن القائمين على تصحيح الكتاب لم يكونوا من العارفين بهذا العلم، ولا من المتخصّصين بتصحيح الكتب، كما عهدناه في الطبعات الدقيقة التي أخرجتها مطبعة بولاق ودار الكتب المصرية، تدل على ذلك الأخطاء الكثيرة والتصحيفات والتحريفات الهائلة التي لا يقع فيها المبتدئون بهذه الصَّنعة، كما أن بعض التعليقات المبثوثة هنا وهناك تدل على جهل مدقع بطبيعة المادة التي تضمّنها الكتاب ...
وممّن تنبّه إلى سوء هذه الطبعة علاّمة الديار المصرية أستاذنا وصديقنا العلاّمة محمود محمد شاكر يرحمه الله، فقال في تعليقٍ له على " جمهرة نسب قريش " للزبير بن بكار : ( والمطبوع من " تاريخ بغداد " دخله تصرف الناشر، فأنا أتردّد في القطع بما فيه )، ومنهم صديقنا الفاضل الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري ... في دراسته النافعة " موارد الخطيب " التي صدرت سنة 1975م، فقال : ( إن مواضع السَّقط كثيرة ... أما الأخطاء التي وقعت في تاريخ بغداد فكثيرة، منها ما يتعلّق بتصحيف الأسماء وقَلْبها واختلاط إسناد رواية بإسناد رواية أخرى مع سقط الرواية الأولى، أو سقوط اسم وسط السند، وغير ذلك ) .
ثم ذكر د . بشار أنه – بعد مقارنة المخطوطات بالمطبوع – فظَن سقوط تراجم من " تاريخ بغداد " المطبوع يكاد أن يكون معدوماً، وقال : ( مع تأكيدنا على سقوط آلاف الكلمات ومئات العبارات والنصوص في أثناء التراجم كما هو ظاهر في تعليقاتنا على النص ) .

448 – بلاد المليبار ( أو بلاد الفلفل )، وما نزل فيها من الذل والنّكال لبعدهم عن الدين على أيدي البرتغاليين في القرن العاشر الهجري !
تسمّى بلاد المليبار اليوم ( كيرالا )، وهي أصغر ولايات الهند الاثنتين والعشرين، تقع في الزاوية الغربية الجنوبية من شبه القارة الهندية، وتشرف على ساحل بحر العرب، وعُرِفَت ببلاد الفلفل نظراً لشهرتها في إنتاج الفلفل؛ ممّا جذب إليها أنظار التجار الأجانب منذ قرابة ألفي سنة، وكان دخول الإسلام إليها في المئة الأولى من الهجرة، وبدأت السلفية تنتشر فيها منذ قرابة مئة سنة حين ظهرت بوادر التأثر بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وانتشرت مئات المدارس السلفية في المليبار ولله الحمد .
ويصف الشيخ أحمد زين الدين المليباري ( توفي بعد 991 هـ ) في كتابه " تحفة المجاهدين في أحوال البرتغاليين " ( ص 262 / ط . مؤسسة الوفاء – بيروت ) ما فعل الكفار في بلاده، قال : إن مسلمي المليبار كانوا في نعمة ورفاهية من العيش لقلّة ظلم رعاتها ورعايتهم عاداتهم القديمة ورفقهم بهم، فبطروا النعمة وأذنبوا وخالفوا، فلذلك سلَّط الله عليهم البرتكاليين من الإفرنج النصارى خذلهم الله تعالى، فظلموهم وأفسدوا فيهم وفعلوا فعائل قبيحة شنيعة لا تُحصَى من ضربهم والاستهزاء بهم والضحك عليهم إذا مرُّوا بهم استخفافاً، وجعلهم مراكبهم في محال الماء والوحل، والبصق في وجوههم وأبدانهم وتعطيل أسفارهم خصوصاً سفر الحج، ونهب أموالهم، وإحراق بلادهم ومساجدهم، وأخذ مراكبهم، ووطي المصاحف والكتب بأرجلهم، وإحراقها بالنار، وهتك حرمات المساجد، وتحريضهم على قبول الردة والسجود لصليبهم وعرض الأموال لهم على ذلك، وتزيين نسوانهم بالحلي والثياب النفيسة لتفتين ثياب المسلمين، وقتل الحجّاج وسائر المسلمين بأنواع العذاب، وسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم جهاراً، وأسرهم وتقييد أساريهم بالقيود الثقيلة، وترديدهم في السوق لبيعهم كما يُباع العبيد، وتعذيبهم بأنواب العذاب لزيادة العوض، وجمعهم في بيت منتن مخطر، وضربهم بالنعل إذا استنجوا بالماء، وتعذيبهم بالنار، وبيع بعضهم وتعبيد بعضهم وتعيين بعضهم في الأعمال الشاقة بلا شفقة ... وكم من نساء أصيلات أُسِروا وتسرَّروا بهن وعُذِّبوا حتى قُتِلوا، وكم من مسلمين ومسلمات نُصّروا، وكم من أمثال ذلك من فضائح وقبائح تَكِلُّ الألسنة عن ذكرها وتأنف عن إفصاحها، أخذهم الله أخذ عزيزٍ مقتدر ...

449 – من عواقب تعظيم أهل البدع وعدم بيان حالهم !!
قال ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في " تبيين كذب المفتري " ( ص 255 – 256 ) : سمعت الشيخ الحافظ أبا الحسن علي بن سليمان بن أحمد الأندلسي يقول : سمعت أبا علي الحسن بن علي الأنصاري البطليوسي يقول : سمعت أبا علي الحسن بن إبراهيم بن تقي الجذامي المالقي يقول : سمعت بعض الشيوخ يقول : قيل لأبي ذر الهروي ( ت 443 هـ ) : أنت من هراة فمن أين تمذهبت لمالك والأشعري ؟ فقال : سبب ذلك أني قدمت بغداد لطلب الحديث فلزمت الدارقطني ( ت 385 هـ )، فلما كان في بعض الأيام كنت معه فاجتاز به القاضي أبو بكر بن الطيب ( ت 403 هـ )، فأظهر الدارقطني من إكرامه ما تعجّبت منه، فلما فارقه قلت له : أيها الشيخ الإمام، من هذا الذي أظهرت من إكرامه ما رأيت ؟ فقال : أو ما تعرفه ؟! قلت : لا، فقال : هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري، فلزمت القاضي منذ ذلك واقتديت به في مذهبه جميعاً، أو كما قال . اهـ .
وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( ترجمة أبي ذر عبد بن أحمد الهروي ) : قال أبو الوليد الباجي في كتاب " اختصار فرق الفقهاء " من تأليفه عند ذكر أبي بكر الباقلاني : لقد أخبرني أبو ذر، وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا ؟ فقال: كنت ماشياً ببغداد مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر، فالتزمه الشيخ أبو الحسن الدارقطني، وقبَّل وجهه وعينيه. فلمّا فارقناه قلت: من هذا ؟ فقال: هذا إمام المسلمين والذّاب عن الدين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب . قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت عليه . اهـ .

450 – المكثرون من الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد
ألّف الإمام ابن حزم ( ت 456 هـ ) كتاب " أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد "، وذكر فيه ( 1018 ) صحابيًّا وصحابيَّة رضي الله عنهم، وزاد عليه ابن الجوزي في كتابه " تلقيح فهوم الأثر " ( 90 ) صحابيًّا من أصحاب الحديث الواحد، وسأذكر للفائدة أصحاب الألوف والمئين وعدد أحاديثهم :
- أبو هريرة الدوسي ( 5374 ) ( وفي البخاري 3591 : أن أبا هريرة قال : صحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثلاث سنين، ولم أكُن في سنِّي أحْرَصَ على أن أَعِيَ الحديثَ مِنِّي فيهنّ )
- عبد الله بن عمر بن الخطاب ( 2630 )
- أنس بن مالك ( 2286 )
- عائشة أم المؤمنين ( 2210 )
- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ( 1660 )
- جابر بن عبد الله ( 1540 )
- أبو سعيد الخدري، سعد بن مالك ( 1170 )
- عبد الله بن مسعود ( 848 )
- عبد الله بن عمرو بن العاص ( 700 )
- عمر بن الخطاب ( 537 )
- علي بن أبي طالب ( 536 )
- أم سلمة أم المؤمنين ( 378 )
- أبو موسى الأشعري، عبد الله بن قيس ( 360 )
- البراء بن عازب ( 305 )
- أبو ذر الغفاري ( 281 )
- سعد بن أبي وقاص ( 271 )
- أبو أمامة الباهلي، صدى بن عجلان ( 250 )
- حذيفة بن اليمان ( 220 )


أبو معاوية البيروتي 03-16-2011 07:57 PM






451 – نؤمن بجواز التبرّك بآثار النبي صلى الله عليه وسلّم بشروط، لكن آثاره قد فُقِدَت في عصرنا وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين
قال الإمام الألباني في كتابه " التوسل " ( ص 144 – 145 / ط . المعارف ) : إننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره، خلافاً لِما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً؛ منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقِّق الله له أي خير بتبركه هذا، كما يُشْتَرط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله، ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فُقِدَت وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا ويكون أمراً نظريًّا محضاً، فلا ينبغي إطالة القول فيه، ولكن ثمّة أمر يجب تبيانه وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم وإنْ أقرَّ الصحابة في غزوة الحديبية وغيرها على التبرّك بآثاره صلى الله عليه وسلم والتمسّح بها وذلك لغرض مهم وخاصة في تلك المناسبة، وذلك الغرض هو إرهاب كفار قريش وإظهار مدى تعلق المسلمين بنبيِّهم وحبِّهم له وتفانيهم في خدمته وتعظيم شأنه، إلا أن الذي لا يجوز التغافل عنه ولا كتمانه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد تلك الغزوة رغَّب المسلمين بأسلوب حكيم وطريقة لطيفة عن هذا التبرك وصرفهم عنه وأرشدهم إلى أعمال صالحة خير لهم منه عند الله عز وجل وأجدى، وهذا ما يدل عليه الحديث الآتي : عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضّأ يوماً فجعل أصحابه يتمسّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يحملكم على هذا ؟ " قالوا : حب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سرّه أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث وليؤدِّ أمانته إذا اؤتمن وليحسن جوار من جاوره "، (وهو حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمَي الطبراني وغيرهما، وقد أشار المنذري في ( الترغيب ) ( 3 / 26 ) إلى تحسينه، وقد خرّجته في ( الصحيحة ) برقم ( 2998 ) ) .

452 – اهتمام الإمام الألباني منذ نشأته بقراءة وحفظ القرآن وابتعاده عن التغنّي بالأناشيد
قال الإمام الألباني رحمه الله : أنا أعرف من نفسي – والحمد لله – منذ نعومة أظفاري كما يقولون، عندما كنتُ في الدُّكَّان أُصلِّح الساعات، كنتُ أضع المصحف أمامي، فأحاول ليس فقط أن أقرأ بل وأن أحفظ شيئاً وأنا في عملي، كنتُ أتأوَّل هذا العمل من قول النبي صلى الله عليه وسلّم : " تعاهدوا القرآن "، ولم يخطر في بالي يوماً من الأيام أن أتغنّى بنشيد إسلامي ، لكن كنتُ أتذكَّر أحياناً – مثلاً – قصيدةَ ابن الوردي ( ت 749 هـ ) التي مطلعها :
اجتنبْ ذكرَ الأغاني والغزل .......... وقُلِ الفَصل وجانِبْ مَن هَزَل
ودَعِ الذكرى لأيام الصِّبا .......... فلأيام الصِّبا نجمٌ أَفَل
ومن جملة ما يقول هناك :
أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ .......... قطعُها أجملُ من تِلْك القُبَل
فهذا نشيدٌ فيه تربية وأخلاق، وانظروا اليوم إلى الأناشيد التي تُسَمّى إسلامية، وانظروا تلحينها وتوقيعها على القوانين التي على خلاف الإسلام، فإذا فرضنا أنه خَلَت هذه الأناشيد من مخالفةٍ ما، فنحنُ على الأصل المذكور آنفاً، وهو الإباحة .
" سؤالات علي الحلبي لشيخه الألباني " ( ص 335 – 336 )

453 – الفرق بين الحروف الألفبائية والحروف الأبجدية
قال د . عبد العزيز الحربي في كتابه " لحن القول " ( طُبِع في دار ابن حزم / بيروت ) : يُخطئ من يقول ( الحروف الأبجدية ) يريد بذلك حروف الهجاء ( أ ، ب ، ت ، ... ي )، وهو خطأٌ شائع يزلُّ فيه اللسانان ( والقلمُ أحدُ اللسانين )، لأن حروف ( أبجد ، هوّز ، ... ) لها ترتيب آخر غير ترتيب الهجاء، وهي : ( أبجد، هوّز، حطّي، كَلَمُن، سَعَفَص، قَرَشَت، ثَخَذ، ضَظَغ )، ويُمكن أن تُقرأ على طريقة الشعر في بيتٍ واحدٍ من بحر المتدارك الذي زاده الأخفش :
أبجد، هوَّز، حطِّي، كَلَمُن ...... سَعَفَص، قَرَشَتْ، ثخَذ، ضَظَغ
وقرأناها في الكتاتيب : ( ثَخَّذ، ضَظّغ ) بتشديد الخاء والظاء وتخفيف ما بعدهما، وضبطها شارح القاموس بفتح فسكون .....
والمقصود أن من يقول الحروف الأبجدية مريداً بذلك حروف الهجاء فهو لاحنٌ، والصواب أن يقول : الحروف المعجمية أو الهجائية أو الألفبائية، أو حروف المعجم أو حروف الهجاء أو حروف الألف باء .

454 – السبّاح المجاهد عيسى العوّام يؤدّي أمانة الرسائل والذهب إلى المسلمين المحاصَرين بعد غرقه ووفاته رحمه الله
قال يوسف بن رافع ابن شداد ( ت 632 هـ ) في " النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية " – وهو يتحدّث عن حصار الصليبيين لعكا سنة 586 هـ - : ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً مسلماً يقال له عيسى وصل إلى البلد بالكتب والنفقات على وسطه ليلاً على غرة من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو، وكان ذات ليلة شَدَّ على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكتب للعسكر وعام في البحر، فجرى عليه أمر أهلكه وأبطأ خبره عنّا. وكانت عادته إذا دخل البلد أطار طيراً عرّفنا بوصوله، فأبطأ الطير فاستشعرنا هلاكه، ولمّا كان بعد أيام بَيْنا الناس على طرف البحر في البلد إذا هو قد قذف شيئاً غريقاً، فتفقّدوه فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب، وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رُؤي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد ردّها في مماته إلا هذا الرجل، وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب أيضاً .

455 – من تراثنا : " الأمثلة البيروتية "، وعددها ( 6354 ) مثلاً
أهداني الأخ الفاضل بلال الشاويش كتاباً من التراث اللبناني يساوي وزنه ذهباً، طُبِع منذ أكثر من خمسٍ وعشرين سنة في دار " المكتب الإسلامي " العامرة، ألا وهو كتاب " الأمثلة البيروتية في سياق الأمثلة اللبنانية " للأستاذ سعد الدين فروخ، ويحوي ( 6354 ) مثلاً من التراث اللبناني العريق، " وأصل المثل حادثة معروفة تاريخيًّا، مرتبطة بعصر وبيئة، وفرد أو جماعة، فهو بذلك يوشك أن يكون التفاتاً إلى حادثة جرت، تشبهها حادثة جرت بعدها، وكأن الحادثتين حكايتان تمنحان العبرة " .
قال الأستاذ فروخ في مقدمته ( ص 7 ) : لكل أمة أمثالها، والأمثال سجل ناطق لحضارة الأمم، واللبنانيون لهم ذوقٌ خاصٌ في استعمارها، وهي تجري على ألسنتهم مجرى الجداول إلى النهر الكبير، وبعض الأمثال اللبنانية تشكِّل قاسماً مشتركاً لغالبية البلاد العربية ... ومعظم الأمثال اللبنانية العريقة تجري على ألسنة معظم اللبنانيين، وفي ذات الوقت لكل بيئة لنانية أمثالها الخاصة بها أو رواية تنفرد بها في أداء المثل تُعَبِّر عن تفكير سكّانها وعاداتهم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وسأنقل لكم نموذجاً من الأمثال البيروتية، وهو ما يتعلَّق بالأشهر السريانية أو الرومية التي ذكرها المسعودي في " مروج الذهب " والقرطبي في " تفسيره " ( الآية 39 من سورة يس )، ونظمها الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل ببيتين فقال :
تشرين تشرين كانونان بعدهما ...... شباط آذار نيسان وأيّار
كذا حزيران تمّوز وآب يلي ....... آيلول فاحفظ عداك الذم والعار
وهاكم بعض الأمثال :
- أيلول طرفه بالشتي ( الشتاء ) مبلول
- تشرين ثاني صيف ثاني
- شباط هواه وغيمه خير من شمسه وشتاه
قال أبو معاوية البيروتي : والمثل الذي أعرفه عن شباط هو : شباط ليس له رباط ( أي طقسه غير ثابت بل سريع التبدّل )
- خَبِّئ فحماتك الكبار لعمّك آذار
- ميّة ( مياه ) نيسان تحيي الإنسان
- آب اللهّاب

456 – منع المماليك في القرن السابع أهل صيدا وبيروت وأعمالهما من اعتقاد الرافضة والشيعة وردعهم والرجوع إلى السنة والجماعة واعتقاد مذهب أهل الحق
قال أحمد بن علي القلقشندي ( ت 821 هـ ) في " صبح الأعشى في صناعة الإنشا " : الضرب الثاني مما يكتب في الأوامر والنواهي الدينية ما يكتب عن نواب السلطنة بالممالك
وهذه نسخة توقيع كريم بمنع أهل صيدا وبيروت وأعمالهما من اعتقاد الرافضة والشيعة وردعهم والرجوع إلى السنة والجماعة واعتقاد مذهب أهل الحق، ومنع أكابرهم من العقود الفاسدة والأنكحة الباطلة، والتعرض إلى أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأن لا يدعوا سلوك طريق أهل السنة الواضحة ويمشوا في شرك أهل الشك والضلال، وأن كل من تظاهر بشيء من بدعهم قوبل بأشد عذاب وأتم نكال، وليخمد نيران بدعهم المدلهمة وليبادر إلى حسم فسادهم بكل همة، وتصريفهم عن التهوك في مهالك أهوائهم إلى ما نص عليه الشرع واعتبره، وتطهير بواطنهم من رذالة اعتقادهم الباطل إلى أن يعلنوا جميعهم بالترضي عن العشرة، وليحفظ أنسابهم بالعقود الصحيحة وليداوموا على اعتقاد الحق والعمل بالسنة الصريحة في خامس عشرين جمادى الآخرة سنة أربع وستين وسبع مئة . اهـ .
وذكر القلقشندي نص المرسوم السلطاني في سبع صفحات تقريباً .
وقال د . عصام شبارو في " تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين " ( ص 114 / ط . دار مصباح الفكر ) : وبقيت رواسب التشيّع لا سيّما الفاطمي ظاهرة الملامح في أوساط المجتمع البيروتي آنذاك، ممّا اضطر المماليك للتهديد باستعمال القوة العسكرية للقضاء عليها، وقد أفلح المماليك في ذلك، فحقّقوا انتصار مذهبهم الذي أصبح مذهب أهل بيروت والمدن الساحلية، وتراجعت المذاهب الأخرى نحو الجبال تلوذ بسفوحها ووديانها ... ولم يعد الطابع الذي يميّز بيروت سوى الطابع الإسلامي . اهـ .

457 – حساب الجُمّل الأبجدي
قال محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي ( ت 380 أو 387 هـ ) في " مفاتيح العلوم " : حروف حساب الجمل، وهي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ، هذا على ما يستعمله المنجمون والحساب، فأما على ما تعرفه العرب: فأبو جاد، هواز، حطي، كلمون، سعفص، قرشات . اهـ .
وهناك خلاف بين أهل المشرق وأهل المغرب في ترتيب الحروف الأبجدية، ولعل الأغلب الذي يُستَعمل في التواريخ هو الحساب التالي :
أ = 1 \\ ب = 2 \\ ج = 3 \\ د = 4 \\ هـ = 5 \\
و = 6 \\ ز = 7 \\ ح = 8 \\ ط = 9 \\ ي = 10 \\
ك = 20 \\ ل = 30 \\ م = 40 \\ ن = 50 \\
س = 60 \\ ع = 70 \\ ف = 80 \\ ص = 90 \\
ق = 100 \\ ر = 200 \\ ش = 400 \\ ت = 500 \\
ث = 500 \\ خ = 600 \\ ذ = 700 \\ ض = 800 \\
ظ = 900 \\ غ = 1000
مثال بسيط : كتبته في سنة ( غلبت )
غ = 1000 و ل = 30 و ب = 2 و ت = 400
ومجموع الأرقام يساوي ( 1432 )،
كتبته في سنة ( 1432 ) هـ ، والحمد لله رب العالمين .

458 – نقد مؤلفات الكاتب النصراني " جرجي زيدان "
تعريف مختصر به : ولد في بيروت سنة 1861م، درس في مدرسة تبشيرية، ثم درس الطب والصيدلة، وعمل في الصحافة المصرية، وانتظم في سلك المخابرات البريطانية ونال فيها أوسمة، ثم فتح مطبعة وأصدر مجلة " الهلال " ومؤلّفاته ورواياته التاريخية، وتوفي عام 1914م .
قال د . شوقي أبو خليل ( ت 1431 هـ ) في خاتمة كتابه " جرجي زيدان في الميزان " ( ص 307 / ط . دار الفكر ) : وهكذا قدّمنا ملاحظاتنا حول روايات جرجي زيدان التي تعمّد فيها التخريب والكذب لأجل تحقير العرب، عن سوء قصد لا عن جهل، فلا ينقص جرجي العلم بعد أن أوهم قرّاءه أنه عاد إلى مصادر ومراجع عربية، لكنه تعمّد التحريف، وتعمّد الدسّ والتشويه، وتعمّد فساد الاستنباط مع الطعن المدروس، لعمالته الأجنبية، ولتعصّبه الديني، الذي جعله ينظر إلى تاريخنا العربي والإسلامي وآداب اللغة العربية بعين السخط والحقد . اهـ ..... ثم ذكر الدكتور الملاحظات الرئيسة على رواياته، أذكر منها باختصار :
- شوّه جرجي سيرة أبطال الإسلام، بدءاً بسيرة نبينا صلى الله عليه وسلّم ورجالات الصدر الأول، ثم خلفاء بني أمية، وطارق بن زياد وموسى بن نصير، وعبد الرحمن الغافقي، والخليفة المنصور وهارون الرشيد والمعتصم، وأحمد بن طولون، وعبد الرحمن الناصر، والظاهر بيبرس، وقُطُز، ومحمد أحمد المهدي .
- طمس جرجي بطولات وفتوحات المسلمين، وأثار الشكوك حولها، تارة بالنهب والسلب، وتارة بالبطش والفتك، وتارة بالظلم ( جزية، خراج، أتاوة ) .
- جعل جرجي الجزئية كلّية، واستدل بجزئية واحدة على الأمر الكلّي، وهذا حاصل في كل استنتاجاته ودعاواه ... مثال ذلك قوله : ( ومن ثمار الحضارة في ذلك العصر تكاثر الغلمان، وصاروا يحجبونهم كما يحجبون النساء )!
- جعل مسرح أحداث رواياته في الأديرة والكنائس، وجعل للرهبان دور التوجيه حيث الأمن والأمان والاحترام والطمأنينة والرأي القويم السليم .. عندهم .
- تلاعب بالمصادر والمراجع، وإنْ أشار إلى مرجع ونقل فقرة، نقلها مشوّهة ودون ذكر الجزء أو الصفحة أو الطبعة، وما ذلك إلا لإيهام القارئ بموضوعيّته، كما أنه يضع كلاماً بين قوسين، وكأنه ينقل حرفيًّا وبأمانة، مع أنه كلام من أفكار جرجي زيدان، يدسّه ويريويه على ألسنة أعلامٍ مشهورين، وبخاصة حوار كبار الصحابة مع بطلاته الوهميات !!
- كما أكثر جرجي من ( الدعوى بلا دليل )، ... كقوله إن المنصور والمعتصم بنيا كعبتين في بغداد وسامراء !!
- أظهر شعوبية وحقداً على العرب .
- أثار غريزة الشباب، وحرّك شهوات المراهقين .
- جعل جرجي وراء سير الأحداث غانيات فاتنات ملكات جمال، جمعن بين لطف النساء وحزم الرجال وشجاعتهم، يتنقلن بخفة متناهية بين بلد وبلد، وبين فئة وأخرى، ليسيرن الأحداث في تاريخنا العربي والإسلامي .

459 -




أبو معاوية البيروتي 03-25-2011 03:52 PM



459 – مسجد الأمير منذر التنوخي في بيروت مدفونٌ فيه ثلاثة أمراء بينهم بانيه الأمير الدرزي !!
يقع مسجد الأمير منذر التنوخي في باطن مدينة بيروت، إزاء باب إدريس وسوق الطويلة، بناه الأمير منذر بن سليمان التنوخي ( ت 1043 هـ / 1633م ) في سنة 1029 هـ / 1620م في عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني زمن السلطان مراد الرابع العثماني، وعُرِف المسجد باسم جامع ( النوفرة ) لأنه كان عند مدخله الشرقي سبيل ماء في وسطه نوفرة مصنوعة من حجر المرمر، وقد عيّنتني فيه دار الفتوى في صيف 1417 هـ / 1997م مؤذّنا ونائباً للإمام لمدة شهرين .
وقبل أمس، كنتُ أقرأ في كتاب " أخبار الأعيان في جبل لبنان " ( ط . المكتبة الشرقية / 1970م ) لطنوس الشدياق ( ت 1859م )، ففوجئتُ به يقول ( 1 / 49 ) : ( في سنة 1760 توفي الأمير ملحم في بيروت، فدُفِن في جامع الأمير منذر التنوخي وعمره ستون سنة ) ! وبعدها بصفحة قال : ( سنة 1774 ... وفيها توفي أخوه الأمير منصور في بيروت وعمره ستون سنة، فدُفِنَ في جامع الأمير منذر التنوخي ) !! وهذه المرة الأولى التي أقف فيها على هذه المعلومة رغم معرفتي للمسجد منذ 14 سنة، والله المستعان، فرجعتُ إلى كتاب " تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت " للشيخ المؤرّخ طه الولي ( ت 1416هـ / 1996م ) فلم أجده ذَكَر دفن أمراءٍ فيه، لكنه قال ( ص 41 ) : والأمير المذكور لم يكن – على ما نرجِّح – من أهل السنة والجماعة، وإنما هو من أسرة درزية أقطاعية تعاقب أفرادها على حكم منطقة الشحَّار بجبل لبنان ... وفي منبر جامع النوفرة علامة تشير إلى المذهب الديني الذي كان ينتمي إليه الأمير المذكور، وهذه العلامة عبارة عن كتابة منقوشة على الأسكفة الحجرية التي تعلو المنبر؛ جاء فيها : ( الله حقّ، ما فيه شك )، وهذه العبارة وإنْ كانت لا تخرج عن المفهوم الديني العام في الإسلام، إلا أنها في الواقع من الرموز الروحية التي يستعملها الدروز ويضعونها في المؤسسات الدينية الخاصة بهم ويكتبونها على شواهد قبورهم . اهـ . وذُكِرَ في موقع ( يا بيروت ) أن الأمير منذر مدفونٌ في شمالي باب المسجد، ولكن ضريحه هُدِمَ حوالي 1860م، كما دُفِنَ فيه الأمير ملحم حيدر الشهابي سنة 1762م، وأخوه الأمير منصور حيدر الشهابي 1775م، وقد دُثرت هذه الأضرحة ولم يعد لها من أثر . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلّم : " الدين النصيحة "، أُذكِّر بالحديث الذي رواه مسلم ( 532 ) وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتّخِذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك "، وروى البخاري ( 435، 436 ) ومسلم ( 531 ) أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في مرض موته : " لعنة الله على اليهود والنصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت عائشة : يُحَذِّر مثل ما صنعوا، وروى البخاري ( 427 ) ومسلم ( 528 ) عن عائشة أن أم حَبيبة وأم سَلَمة ذكرتا كنيسة رَأَيْنَها بالحبشة فيها تصاوير، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة "، علّق القرطبي المالكي ( ت 671 هـ ) على حديث عائشة الأخير في " تفسيره " ( تفسير الآية 21 من سورة الكهف ) بقوله : قال علماؤنا : وهذا يُحَرِّم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد . اهـ . وقال الحافظ العراقي الشافعي ( ت 806 هـ ) : فلو بنى مسجداً يقصد أن يُدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإنْ شرط أن يُدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفة وقفه مسجداً ( نقله المناوي في فيض القدير " ( 5 / 274 ) وأقرّه ) .
وسُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم الصلاة في مسجد فيه قبر ؟ فأجاب :
" الصلاة في مسجد فيه قبر على نوعين : الأول : أن يكون القبر سابقاً على المسجد ، بحيث يُبنى المسجد على القبر ، فالواجب هجر هذا المسجد وعدم الصلاة فيه ، وعلى من بناه أن يهدمه ، فإنْ لم يفعل وجب على ولي أمر المسلمين أن يهدمه . والنوع الثاني : أن يكون المسجد سابقاً على القبر ، بحيث يُدفن الميت فيه بعد بناء المسجد ، فالواجب نبش القبر ، وإخراج الميت منه ، ودفنه مع الناس . وأما المسجد فتجوز الصلاة فيه بشرط أن لا يكون القبر أمام المصلي ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور . "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (12/السؤال رقم 292) .

460 – من الواجب على أهل العلم أن ينتبهوا للمعاني الحديثة التي طرأت على الألفاظ العربية التي تحمل معاني خاصة معروفة عند العرب هي غير هذه المعاني الحديثة
قال الإمام الألباني في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " : من الواجب على أهل العلم أن ينتبهوا للمعاني الحديثة التي طرأت على الألفاظ العربية التي تحمل معاني خاصة معروفة عند العرب هي غير هذه المعاني الحديثة، لأن القرآن نزل بلغة العرب، فيجب أن تُفهَم مفرداته وجُمَله في حدود ما كان يفهم العرب الذين أنزل عليهم القرآن، ولا يجوز أن تُفَسَّر بهذه المعاني الاصطلاحية الطارئة التي اصطلح عليها المتأخرون، وإلا وقع المفسّر بهذه المعاني في الخطأ والتقوّل على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، وقد قدَّمتُ مثالاً على ذلك لفظ ( الكراهة )، وإليك مثالاً آخر : لفظ ( السنة )، فإنه في اللغة الطريقة، وهذا يشمل كل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور، فرضاً كان أو نفلاً، وأما اصطلاحاً فهو خاص بما ليس فرضاً من هديه صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يُفَسَّر بهذا المعنى الاصطلاحي لفظ ( السنة ) الذي ورد في بعض الأحاديث الكريمة، كقوله صلى الله عليه وسلم : " . . . وعليكم بسنتي . . . " وقوله صلى الله عليه وسلم " . . . فمن رغب عن سنتي فليس مني "، ومثله الحديث الذي يورده بعض المشايخ المتأخرين في الحض على التمسك بالسنة بمعناها الاصطلاحي وهو : " من ترك سنّتي لم تنله شفاعتي "، فأخطأوا مرتين، الأولى : نسبتهم الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له فيما نعلم، والثانية : تفسيرهم للسنة بالمعنى الاصطلاحي غفلة منهم عن معناها الشرعي وما أكثر ما يخطئ الناس فيما نحن فيه بسبب مثل هذه الغفلة !
ولهذا أكثر ما نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله على ذلك، وأمروا في تفسير الألفاظ الشرعية بالرجوع إلى اللغة لا العرف، وهذا في الحقيقة أصل لما يسمونه اليوم بـ " الدراسة التاريخية للألفاظ "، ويحسن بنا أن نشير إلى أن من أهم أغراض مجمع اللغة العربية في الجمهورية العربية المتحدة في مصر " وضع معجم تاريخي للغة العربية ونشر بحوث دقيقة في تاريخ بعض الكلمات وما طرأ على مدلولاتها من تغيير " كما جاء في الفقرة الثانية من المادة الثانية من القانون ذي الرقم ( 434 ) ( 1955 ) الخاص بشأن تنظيم مجمع اللغة العربية ( انظر " مجلة المجتمع " ج 8 ص 5 ) . فعسى أن يقوم المجمع بهذا العمل العظيم ويعهد به إلى أيدٍ عربية مسلمة، فإن أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار أدرى بما فيها، وبذلك يسلم هذا المشروع من كيد المستشرقين ومكر المستعمرين !

461 – إحصائيات ومقتطفات من كتاب " تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين "
والكتاب ألّفه د . عصام محمد شبارو، وطُبِع سنة 1987م في دار مصباح الفكر / بيروت، وهاكم بعض المقتطفات من حقب زمنية مختلفة :
- في القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي أشار المؤرِّخون إلى بيروت على أنها قرية صغيرة تتكوّن من خمسة آلاف نسمة، ومنازلها فقيرة مبنيّة من الطين والحجارة الرملية، وشوارعها ضيقة، وميناؤها مليء بالرمال ( ص 128 ) .
- سنة 1206 هـ / 1791م كان عدد سكان بيروت ستة آلاف نسمة، وفي سنة 1236 هـ / 1820م أصبح عدد السكان ثمانية آلاف نسمة تقريباً، ... وسنة 1247 هـ / 1831م كانت بيروت تعتبر رابعة مدن سوريا بالنسبة لعدد سكانها الذي لا يتجاوز الخمسة عشر ألفاً ( ص 147 ) .
- مدينة بيروت تطور عدد سكانها من ثلاثين ألف نسمة سنة 1852م، إلى أربعين ألف نسمة سنة 1871م، ومئة ألف سنة 1885م، وعندما أصبحت مركز ولاية بيروت سنة 1888م ارتفع الرقم حتى بلغ مئة وخمسين ألف نسمة سنة 1910م، وكانت أغلبية السكان من المسلمين ( ص 207 ) .
- تذكر سالنامة بيروت التي طُبِعَت سنة 1324 هـ / 1905م أن عدد سكان ولاية بيروت هو ( 680065 ) نسمة؛ منهم ( 553525 ) مسلمون، وحسب دوائر النفوس سنة 1332 هـ / 1913م فإن العدد ارتفع إلى ( 895594 )، منهم حوالي ( 671500 ) مسلمون، وعلى هذا الأساس يكون المسلمون 74,8 في المئة، يغلب عليهم مذهب أهل السنة ، مع أقلّية من المتاولة والدروز والإسماعيلية والنصيرية، أما المسيحيّون فيمثّلون 23,5 في المئة، وأكثريتهم من الأرثوذكس مع أقلّية من الموارنة والأرمن والإنجيليين واللاتين، وأخيراً يمثّل اليهود 1,7 في المئة ( ص 206 ) .
- تعرّضت بيروت وغيرها من المدن الساحلية المختلفة لسلسلة من الزلازل العنيفة التي بدأت منذ سنة 546 هـ / 1151م واستمرت على فترات متقطّعة حتى سنة 565 هـ / 1171م، وقد أدّت هذه الزلازل إلى هبوط القشرة الأرضية في عدّة مواضع من الساحل، وعلى الأخص في بيروت وقيسارية وصور وصيدا وجبيل، وتخرّب قسم كبير من هذه المدن، وكان أشدّ هذه الزلازل عنفاً وتدميراً زلزال بيروت الذي وقع في 9 شعبان سنة 551 هـ / 1157م، والذي خرّب مباني بيروت وقتل العديد من سكّانها ( ص 66 ) .
- ومن الحوادث المفجعة التي تعرّضت لها بيروت وغيرها من المدن الإسلامية في الشام هو طاعون سنة 796 هـ / 1294م ( ص 113 )، ... وفي سنة 1029 هـ / 1620م، تعرّضت بلاد الشام لوباء الطاعون الذي أفنى الكثير من سكان بيروت وصيدا وصفد، حتى قيل إن هذه المدن الإسلامية كانت تشيِّع كل نهار نحو خمسين جنازة ( ص 125 ) ...
- صدر قانون النفوس الجديد في 14 آب 1914م، وقد نصَّ على ذكر دين المسلم ودين ومذهب غير المسلم في السجل وورق الهوية ( ص 235 ) .
قال أبو معاوية البيروتي : كان هذا القرار أيام الحكم العثماني، وما زال معمولاً به حتى الآن في إخراج القيد الفردي والعائلي .

462 – نقد الإمام الذهبي لسيرة ابن إسحاق
قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 6 / 115 ) : لا ريب أن ابن إسحاق كثّر وطوّل بأنساب مستوفاة، اختصارها أملح، وبأشعار غير طائلة حذفها أرجح، وبآثار لم تُصَحّح، مع أنه فاته شيء كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه مُحتاجٌ إلى تنقيح وتصحيح، ورواية ما فاته .
وقال في " سير أعلام النبلاء " ( 7 / 52 ) : أشار يحيى القطان إلى ما في " السيرة " من الواهي من الشعر، ومن بعض الآثار المنقطعة المنكرة، فلو حُذِف منها ذلك لحسنت، وثمَّ أحاديث جمَّة في الصحاح والمسانيد ممّا يتعلّق بالسيرة والمغازي ينبغي أن تُضَم إليها وتُرتب، وقد فعل غالب هذا الإمام أبو بكر البيهقي في " دلائل النبوة " له .
وقال في " ميزان الاعتدال " ( 3 / 469 ) : ابن إسحاق صالح الحديث عندي، ما له عندي ذنب إلا ما قد حشا في " السيرة " من الأشياء المنكرة المنقطعة والأشعار المكذوبة .
وقال في " العلو " ( ص 44 ) : وابن إسحاق حجّة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب .
" المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " ( 2 / 534 )، تأليف : إبراهيم الهاشمي الأمير

463 – معاني أمثال بيروتية مشهورة لم يُكشَف النقاب عن أصولها أو قصصها
قال سلام الراسي ( 1911 – 2003م ) في كتابه " حكي قرايا وحكي سرايا " ( ص 116 – 119 / ط . مؤسسة نوفل ) : على ألسنة اللبنانيين اصطلاحات في الكلام يفهمها عامة الناس حسب مضامينها المتعارف عليها في الحديث لا حسب معاني كلماتها، ولا بدّ أن تكون لهذه الاصطلاحات قصص أو أصول أو أساطير أو جذور فكرية في مجتمعاتنا القديمة أو في مجتمعات أخرى، وقد اكتشفتُ خلال بحثي عن مأثورات الكلام عند العامة أن قصص بعض الاصطلاحات كانت لا تزال تعيش في خيال بعض المعمّرين، واستطعت أن أقطفها عن شفاههم قبل أن تذوي معهم في غياهب القبور ... لكن بقيت هنالك اصطلاحات كثيرة لم يُكشف النقاب عنها حتى الآن، منها :
- ضارب حالو بحجر كبير ( إذا تكلمنا عن رجل معتدّ بنفسه )
- ذنبو عاجنبو ( إذا كان من الصعب محاسبته على جرم ارتكبه )
- جوابو تحت باطو ( إذا كان سريع الخاطر )
- طويلة عا رقبتو ( إذا طلب ما لا يُستطاع )
- تخّنتها ( إذا تطرّف وبالغ في كلامها )
- طق شرش الحيا ( إذا تواقح وتجاوز الأدب )
- هذا طق حنك ( إذا كان كلامه نوع من الثرثرة )
- يضحك بعبّو ( إذا تلقى عرضاً مغرياً )
- عمرك أطول من عمري ( إذا سبق أحدنا إلى رأي )
- عدس بترابو وكل شي بحسابو ( إذا أراد أن يساومنا في موضوع )
- إيدنا بزنّارك ( إذا عرض علينا خدمة )
- جاب الدب لكرمو ( إذا جلب المتاعب لنفسه، قال أبو معاوية البيروتي : والمشهور أيضاً بهذا المعنى : الدبّة شقّت كرشا ما ضرّت إلا نفسا )
- شرحو ( إذا تكلّمنا عن رجل آخر مثله )
قال أبو معاوية البيروتي : الملفت للنظر في سلام الراسي أنه نصراني، وسمّى ولدَيه جهاد وخالد، ويستشهد في كتبه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية أحياناً، ولكن هذا حال بعض الأدباء والعقلاء النصارى في بلدي هداهم الله .

464 – نبوغ الأمير شكيب أرسلان رحمه الله في كتابة النثر والشعر منذ نشأته
قال الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " سيرته الذاتية " ( ص 40 / ط . الدار التقدمية ) : كنت عنده ( أي الأستاذ عبد الله البستاني ) من الأوائل في الصف، وكنا عند المسابقات نأخذ أنا وأخي جوائز الإنشاء والشعر، ... ولمّا بلغت السنة الثانية عشرة نظمتُ شعراً أُعجِب به أستاذي عبد الله البستاني بالنسبة إلى حداثة سني، ثم لمّا بلغت الثالثة عشرة نظمتُ لأستاذي تهنئة بالعيد أتذكر مطلعها :
بدرٌ بدا في يوم عيدٍ أزهرا ....... يخزي الذرارى نوره في ذا الذرى
وهي قصيدة كانت بضعة عشرة بيتاً لم يكن فيها غلط في النحو ولا في الوزن، فضحك لها الأستاذ وأُعجِب بها كثيراً لأنها لم تكن على نسبة سني، ولمّا بلغت الرابعة عشرة من العمر تمكّنت لغتي وتقوّت ملكتي وأصبحت أقول الشعر الذي لا أستحي بنسبته إليّ ... ( ثم ذكر الأمير أنه كتب قصيدة رثاء ونشرتها إحدى الصحف، وأنكر كثيرون أن يكون ابن الرابعة عشرة سنة قادراً على مثل هذا النظم، قال الأمير : )
فلمّا بلغتني هذه الأخبار نظمت وأرسلتها إلى بعض من ظنوا ذلك، أتذكر منها هذين البيتين :
ولقد يلوح البدر قبل تمامه ........ ويفوح عرف الورد في الأكمام
أنا شاعرٌ لكن بتقصيري وإنْ ......... أقف الزمان على ثناك ملامي
( وذكر الأمير أن أستاذه البستاني كان يطّلع على أكثر قصائده ويصحِّح بعض كليماتها التي أخطأ فيها الأمير، قال : ) وربما صحَّح شيئاً وكان هو المخطئ فيه مع سعة علمه وفضله، ومثال ذلك أنني نظمت قصيدة في المديح مطلعها :
أدِر لنا راح تذكار الحمى أدِر ........ وصِفْ لنا اليوم مجلى سفحه النضر
منها :
طافت بكعبته الآمالُ واعتمرت ........ وليسَ إلا البنان الرّطب من حجر
فلمّا أطلعته على القصيدة صحَّح لي كلمة " اعتمرت "، فوضع محلها " فابتنيت "، فاستغربت ذلك كثيراً إذ أن الابتناء يكون قبل الطواف لا بعده، فكيف يُقال طافت الآمال بكعبته، ابتنيت الكعبة ؟! ولكني لحظت أن الأستاذ عفا الله عنه لم يكن يعلم معنى كلمة " اعتمرت "، وكان يظن أني أردت أن أتكلّم على العمارة؛ فإن الاعتمار هو من الألفاظ الإسلامية، وهو الطواف حول الكعبة في غير وقت الحج، فأنا وضعت في ذلك البيت الطواف والاعتمار، وذكرت الحجر بالمناسبة إشارةً إلى الحجر الأسود، والأستاذ كان يظن أن المراد بالحجر هو حجر البناء ! فأنت ترى أنه مهما كان الإنسان عالماً، ففوق كل ذي علمٍ عليم، وأن أستاذاً – عبد الله البستاني – كان غاية التبحّر في العربية خفي عنه معنى لفظة يعرفها أحد تلاميذه .

465 –

أبو معاوية البيروتي 04-08-2011 04:15 PM



تنبيه
ذكرت في الكناشة ( 326 ) : وقال تعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) !
وهذا خطأ، والصواب :
قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) التوبة 72
فلتُصَحَّح .

أبو معاوية البيروتي 04-08-2011 04:17 PM



ذكرت في الكناشة ( 326 ) : وقال تعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) !
وهذا خطأ، والصواب :
قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) التوبة 72
فلتُصَحَّح .

أبو معاوية البيروتي 04-23-2011 06:49 AM


465 - مؤامرة قيام دولة لبنان الكبير !!!
كنتُ سابقاً قد نقلت المرسوم السلطاني الذي أصدره المماليك في القرن الثامن الهجري بمنع أهل بيروت من أي اعتقاد إلا عقيدة أهل السنة والجماعة، فعرفت بيروت في أيام المماليك غزارة ملحوظة في السكان المسلمين الذين تكاثروا بمن شاركهم في الإقامة بها من العناصر الإسلامية غير العربية، ولاحظ ولاة بيروت أن موقع بيروت الاستراتيجي سيبقى يستقطب أطماع الصليبيين الذين احتلوها لمئتي سنة تقريباً ( 503 – 690 هـ / 1110 – 1291م )، فأسكنوها عشائر سنّية بدوية قوية الشكيمة، وأخذوا النصارى يغادرون بيروت ويسكنون الجبال وغيرها، وعندما استلم العثمانيون الحكم بدلاً من المماليك أدركوا أهمية بقاء الطابع الإسلامي السني لبيروت فحافظوا عليه كما هو، وفي أواخر القرن الـ 12 الهجري أيام حكم أحمد باشا الجزار ( ت 1219 هـ / 1814م ) لبلاد الشام بلغ من قلة عدد النصارى في بيروت أنِ اجتمع ( الموارنة ) و ( الروم الأرثوذكس ) في كنيسة وحيدة خارج بيروت لإقامة طقوسهم ( كما ذكر الأب لويس شيخو في كتابه " بيروت؛ تاريخها وآثارها " ( ص 86 ) )، قال أبو معاوية البيروتي : وكنتُ نقلتُ سابقاً عن رحلة القاياتي ( ت 1320 هـ ) عندما زار بيروت سنة 1303 هـ / 1885م أن عدد النصارى فيها ( 80000 ) وعدد المسلمين ( 20000 )، ونقلت عن رحلة محمد علي باشا ( ت 1374 هـ ) عندما زار بيروت سنة 1328 هـ / 1910 م أن عدد النصارى فيها أكثر من مئة ألف وعدد المسلمين ( 40000 )، فما الذي قلب الموازين في القرن الـ 13 الهجري / الـ 19 الميلادي حتى أصبح النصارى في بيروت أكثرية وقلّ عدد المسلمين ؟!
قال الشيخ المؤرّخ محمد طه الولي ( 1340 – 1416 هـ ) في كتابه " تاريخ المساجد والجوامع الشريفة في بيروت " ( ص 23 – 25 / ط . 1973م ) : جدير بالذكر أن ظاهرة تهافت النصارى على دخول بيروت والإقامة فيها لم تكن عادية ولا عفوية، بل إنها كانت نتيجة لمخطط غربي قديم مدروس، تواضع على إعداده وتنفيذه على مراحل زعماء السياسة الغربية في ذلك الحين، واجتهدوا في افتعال المبررات المحلية لنجاح هذا المخطط على الوجه الذي رسمته لهم من قبل وصية لويس التاسع الذي يلقّبونه بالقديس لويس، بينما كان القناصل الأوروبيون في البلاد السورية بدمشق وحلب وبيروت يتعاونون فيما بينهم على تنسيق جهودهم السرية في هذا الصدد، وستر أغراضهم الحقيقية بمناورات سياسية، ظاهرها التعاون مع الدولة العثمانية لإقرار الأمن وعودة الهدوء إلى البلاد المضطربة بالفتن الطائفية التي كانوا هم مَن ورائها بالفعل، وباطنها تنظيم هجرة جماعية كثيفة للعائلات النصرانية من داخل سوريا إلى ساحلها المحاذي لجبل لبنان، ومن ثَمّ تركيز هذه الهجرة بلباقة وهدوء في بعض نواحي الجبل وبصورة خاصة في مدينة بيروت بالذات، وذلك تمهيداً لإقامة كيان سياسي مستقل من لون طائفي معيّن تحكمه بعض العائلات الإقطاعية التي استُدرِجَت بدعايات مختلفة إلى اعتناق الديانة النصرانية، وأُعطِيَت لها المناصب الحكومية الملائمة .
وبالفعل، فإن بعض هذه العائلات قد ارتدّت عن دينها واعتنقت الدين الذي استُدرِجَت إليه، ممّا سهّل على الغربيين تحقيق مراميهم السياسية وأغراضهم الاستعمارية بهذه البلاد فيما بعد، على ما هو معروف وظاهر من مجرى الأحداث الراهنة في أيامنا .
ففي سنة 1840م ( 1256 هـ ) افتُعِلَت في دمشق فتنة طائفية رعناء بين المسلمين والنصارى بدسائس الأجانب الخبيثة، وأدّت هذه الفتنة إلى نزوح عدد كبير من العائلات النصرانية من دمشق باتجاه جبل لبنان وبيروت، ثم في سنة 1860م ( 1277 هـ ) قامت في البلاد فتنة طائية أخرى كانت أشد نكالاً وتخريباً من الأولى، ولكن في جبل لبنان هذه المرّة، حيث تُوزِّعَت الأدوار المؤذية بين الإنكليز الذين تظاهروا بتأييد الدروز، وبين الفرنسيين الذين تظاهروا بتأييد النصارى، وكان من نتيجة هذه الفتنة أن نُفِّذَت المرحلة الثانية من المخططات الغربية القاضية بتهجير الطوائف النصرانية من مختلف المذاهب إلى بيروت ليصبح النصارى فيها – بعد زمن قليل – أكثر عدداً ونفوذاً من أهاليها المسلمين، وذلك تمهيداً لِما حصل بعد الحرب العالمية الأولى من قيام " دولة لبنان الكبير " واتخاذ بيروت عاصمة رسمية لهذه الدولة التي أصبح اسمها الآن " الجمهورية اللبنانية " .
ومنذ ذلك الحين أخذ ميزان القوى السكنية في مدينة بيروت يميل لصالح النصارى الذين كان عددهم ينمو ويزيد يوماً بعد يوم إلى أن أصبحوا مع الزمن يشكِّلون غالبية ملحوظة بالنسبة إلى مواطنيهم المسلمين، بَيْدَ أنه بالرغم من أن الغالبية العددية من سكان بيروت في ذلك الحين أصبحت نصرانية، إلا أن هذه المدينة بقيت محتفظة على وجه العموم بسماتها الإسلامية، وكانت كلمة " بيروتي " تعني المسلم، وكلمة " لبناني " تعني النصراني، ولو كان هذا الأخير في الواقع من سكان بيروت، وما زال هذا الاصطلاح دارجاً بين الناس في مدينة طرابلس الشام حتى اليوم . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : كلام المؤرّخ كان سنة 1393 هـ / 1973م منذ قرابة أربعين سنة، وما زال هذا اصطلاح أن كلمة " بيروتي " تعني مسلماً من أهل السنة والجماعة دارجاً بين الناس حتى اليوم، وإنْ كان يُحتمل أن يتغيّر هذا الاصطلاح لنزوح أعداد كبيرة من الشيعة للسكن في بيروت في السنوات الأخيرة ضمن مخططٍ مدروس، ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .


466 - من صاحب " النصيحة الذهبية لابن تيمية " المنسوبة للحافظ الذهبي ؟
قال محمد بن عبد الله القونوي في كتابه " أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي : النصيحة الذهبية لابن تيمية " ( ص 3 / ط . 1423 هـ - دار المأمون للتراث ) : منذ أن ظهرت هذه " النصيحة " إلى عالم المطبوعات قبل خمسٍ وسبعين سنة وهي موضع جدال بين أهل الاختصاص فمن مُسَلِّم بأن الذهبي أنشأها، ومن دافع في صدر هذا الزعم، مشكّكٍ فيه، قائل بتزويره عليه، ولا ريب عندي أن الذهبي بريء من إرسالها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . اهـ . وتكلم القونوي في كتابه عن طبعة الكوثري ( ت 1371 هـ ) الأولى لـ " النصيحة "، وأبدى رأيه في سبب انخداع بعض العلماء بنسبة " النصيحة " للذهبي، ثم تكلّم على عِظَم مكانة شيخ الإسلام ابن تيمية عند الذهبي، واتهم القونوي أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن السرّاج الدمشقي ( ت 743 هـ تقريباً، ترجمته في " الوفيات " لابن رافع السّلامي ) بكتابة " النصيحة " ذاكراً عدّة أسباب، وقدّم القونوي دراسة في قرابة أربعين صفحة لحياة ابن السرّاج وعلاقته بابن تيمية استفادها من كتابين له ما زالا مخطوطين، ومن أسباب اتهامه ابن السرّاج :
- صداقة ابن السرّاج القديمة مع مخالفته العميقة لابن تيمية .
- مشابهة معاني " النصيحة " لمعاني كلمات ابن السرّاج عبر نقولاتٍ مذكورة .
- تصريح ابن السرّاج بكثرة إرساله الرسائل والمسائل العلمية لابن تيمية .
وأخيراً أورد القونوي نصّ " النصيحة " وقام بنقدها ومبيّناً مخالفتها لاعتقاد ومنهج الإمام الذهبي، والحمد لله رب العالمين .

467 – مقتطفات من كتاب " مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه " ( 1800 – 1950م ) للأمير شكيب أرسلان
كتب الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه " ( ط . الدار التقدمية ) :
- 1823 = ذكر المسيو مانجان في كتابه " تاريخ مصر في حكم محمد علي " أن عدد سكان مصر يبلغ 2514400 نسمة . ( ص 15 )
- 25 نيسان 1823 = ذكر المرسل الأميركي بليني فسك أن عدد سكان مدينة القدس يبلغ 20000 نسمة، موزّعين على النحو التالي : 10000 مسلم، 6000 يهودي، 2000 روم أرثوذكس، 1500 كاثوليك، 500 أرمني . ( ص 15 )
- 5 تموز 1823 = ذكر المرسل الأميركي بليني فسك أن عدد سكان صيدا يبلغ حوالي 10000 نسمة، منهم 4000 مسيحي، و 6000 مسلم . ( ص 15 )
- 1 تشرين الثاني 1823 = ذكر المرسل البريطاني جوزيف ولف أن عدد سكان دمشق يبلغ حوالي 216000 نسمة، منهم 200000 مسلم، و 12000 مسيحي، و 4000 يهودي . ( ص 15 )
- 24 كانون الثاني 1824م = قدّر المرسل الأميركي وليم كوديل أن عدد سكان بيروت يبلغ 5000 نسمة . ( ص 15 )
- 20 كانون الثاني 1842 = احتجّت قناصل الدول الأجنبية في بيروت على تعيين والياً عثمانيًّا على جبل لبنان . ( ص 29 )
- 26 نيسان 1842 = ذكر المرسل الأميركي شارلز شيرمان أن عدد الحجاج المسيحيين الذين زاروا القدس بلغ هذه السنة حوالي 9000 حاج . ( ص 29 )
- 1 كانون الثاني 1843 = قدّر المرسل الأميركي وليم طومسون أن عدد سكان سوريا العثمانية يبلغ حوالي 1400000 نسمة . ( ص 30 )
- 1845 = دلّ الإحصاء الذي عُمِلَ في مصر أن عدد سكانها يبلغ 4476440 نسمة . ( ص 30 )
- 1888 = فُصِلَت مدينة بيروت عن ولاية سورية، وقد برّرت الدولة العثمانية ذلك " بأنه نتيجة لازدياد أهمية مدينة بيروت وحساسيتها " وللوقوف في وجه النفوذ الأجنبي والتقليل من شأنه وأسبابه، بالإضافة إلى اتساع ولاية سورية واتخاذ مدينة دمشق مركزاً لهم الأمر الذي يجعل بيروت دون أهميتها، ولذلك استدعت الضرورة السرعة في جعلها ولاية مكونة من ألوية بيروت وعكا والبلقاء وطرابلس الشام واللاذقية، ووقع هذا القرار أعضاء المجلس المخصوص، وبعد ذلك صدرت الإرادة السلطانية بتعيين علي باشا – والي أيدين السابق – والياً على بيروت، وهكذا منذ سنة 1888 وحتى 1918، أصبحت سورية مجزّأة إلى ثلاث ولايات : حلب والشام وبيروت، وإلى سنجقين فُصِلا أيضاً عنها؛ هما سنجق ( متصرفية ) لبنان وسنجق القدس . ( ص 55 )

468 - أنواع تأليف الكتب
قال أحمد بن محمد المقري ( ت 1041 هـ ) في كتابه " أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض " : رأيت بخط بعض الأكابر ما نصه: المقصود بالتأليف سبعة:
- شيء لم يسبق إليه فيؤلّف،
- أو شيء ألِّف ناقصاً فيكمَّل،
- أو خطأ فيُصَحّح،
- أو مشكل فيُشرح،
- أو مطوّل فيُختصر،
- أو مفترق فيُجتمع،
- أو منثور فيُرتب.
وقد نظمها بعضهم، فقال :
ألا فاعلمن أنَّ التأليف سبعة ..... لكل لبيب في النصيحة خالص
فشرح لإغلاق وتصحيح مخطئ ..... و إبداع حبر مقدم غير ناكص
و ترتيب منثور وجمع مفرق ..... وتقصير تطويل وتتميم ناقص
وزاد إبراهيم الحازمي في كتابه " اتهامات كذبة " ( ص 139 / ط . دار الشريف ) ثامنة، وهي ( أو مبهم فيعيّن )، وقال : فمن عمل واحدة منهنّ فلا يُلام، ولا يُقال له أنه يجمع فقط، فإنما التأليف في قواميس اللغة هو جمع المادة العلمية والتأليف بينها وضم بعضها إلى بعض، ويجب الورع والخوف من الله والإنصاف، فليس كل من لم يعزُ يُتّهم بالسرقة، فإنه لو فُتِح الباب لم يسلم منه أحد من السابقين، بل يجب إحسان الظن بالعلماء والصالحين، ... والمتأخّر يأخذ من المتقدِّم وهذا أمر متعارف عليه، فقد يجمع الشتات ويبيّن المهمل ويفصّل المجمل ويُخرج الفوائد والشوارد ويضبط الرواة، وإما أن يخترع معنى، وإما أن يبتدع وضعاً ومبنى، ... والنصيحة واجبة، ... وبركة العلم عزوه لقائله والترحّم عليه .

469 - لا أمن ولا استقرار إلا بشنق الحمار !!!
ذكر سلام الراسي ( 1911 – 2003م ) في كتابه " ثمانون، أو العمر الدائب في البحث عن المتاعب " ( ص 27 / ط . مؤسسة نوفل ) أنه راعه ما سمع في صباه سنة 1926م من خطيب قريته إبل السقي ( وهي في جنوب لبنان ) وهو يقول :
وإنْ أحببت حفظ الأمن فاضرب ..... بحدِّ السيف أو فاشنق حمارا
قال سلام الراسي : وصارت قضية شنق الحمار همًّا من همومي المعتّقة، ترعرعتُ وترعرعت القضية معي، جالستُ ثلاثين شاعراً، وقرأتُ عشرين ديواناً، وصادقتُ أربعة قضاة وثلاثة محامين، ورافقتُ خمسة مكّارين سعياً وراء ملابسات قضية شنق الحمار، بدون جدوى، وسبرتُ أخيراً أغوار التاريخ حتى حظيتُ بالحمار مشنوقاً أمام إحدى السرايات سنة 1860، تقول كُتُب التاريخ أن داود باشا - أول متصرِّف على جبل لبنان - قَدِمَ إليه في أعقاب فتنة 1860 الدامية، وكان الأمن ما زال مضطرباً، والبلاد بحاجة إلى حكم صارم .
ويقول الدكتور شاكر خوري في كتاب " مجمع المسرّات " المطبوع سنة 1908 حرفيًّا : ( وفي اليوم التالي لبس المتصرِّف فروته وملأ غليونه ونزل إلى السرايا وعبس واستقبل الأكابر وتكلَّم بصراحة ... ورأى حماراً يأكل التوت بالقرب من السرايا، فأحضر الحمار وسأل عن صاحبه، فأنكره الجميع خوفاً من القصاص، فأمر المتصرِّفُ بشنق الحمار . ومنذ ذلك الوقت ما عاد رأى حماراً .. أو أحداً يتعدَّى على غيره " . اهـ .

470 – النسب الأرسلاني، بقلم أمير البيان شكيب أرسلان، ويعود النسب للأمير أرسلان بن مالك اللخمي ( ت 171 هـ )
ترجم له الزركلي في " الأعلام " فقال : أرسلان بن مالك بن بركات بن المنذر ابن مسعود، من بني الملك المنذر بن ماء السماء اللخمي (109 - 170 هـ ) : رأس الأسرة الأرسلانية في لبنان وإليه نسبتها، كان مقيماً هو وبعض أقاربه في معرة النعمان (بسورية) أيام المنصور العباسي، ولمّا قدم المنصور إلى دمشق أقطعهم مساحات في جبال بيروت الخالية - يومئذ - فانتقلوا إليها وعمروها، واستقر أرسلان في المكان المعروف بسن الفيل، وقاتله سكان لبنان فحالفه الظفر، واشتهر، ومدحه الشعراء. وكان موصوفاً بالحزم والشجاعة. تفقه على الإمام الأوزاعي، وتوفي بسن الفيل، ودفن ببيروت . اهـ .
قال الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله في " السِّجل الأَرْسَلاني " ( ص 13 / ط . الدار التقدمية ) – وهذا الكتاب هو فصلٌ كتبه شكيب في مقدمة ديوان أخيه نسيب أرسلان، وسمّاه " روض الشقيق في الجزل الرقيق " – معرِّفاً بالسجل : ... سجل محفوظ لدى عائلتنا متضمّن نسبها المتسلسل منذ سنة 142 للهجرة إلى هذا العصر، مثبتاً لدى القضاة والحكّام بشهادة العلماء الأعلام عصراً فعصراً بدون انقطاع، مؤيّداً ما نقلته عن السجل الأرسلاني بروايات الكثيرين من مؤرِّخي لبنان؛ حتى من أعدائنا وممّن يغصّون بنا، ... لم نقصد لا افتخاراً ولا ابتهاراً، ولكنها شنشنة العرب المركوزة في فطرتهم لا يبتغون عنها حِوَلاً، وهي المحافظة على أنسابهم، والبحث عن أُصولهم، والتنقيب عن ماضيهم، ولم ينفرد بذلك العرب، بل هو عند غيرهم من الأمم، وإنْ كانوا هم فيه أبعد مدى وأزهر منتدى، وأصحّ الأقوال في هذا الباب هو قول القائل :
كن ابن من شئت واكتسب أدباً ....... يُغنيك مضمونه عن النسبِ
إن الفتى من يقول ها أنذا ....... ليس الفتى من يقول كان أبي
جنيف، في 19 رمضان 1353 هـ
نسب الأمير نسيب أرسلان بحسب سجل نسب العائلة الأرسلانية المحفوظ عندها
الأمير نسيب أرسلان المتوفى في عشر جمادى الثانية سنة 1346 عن 59 سنة ( الولادة عام 1277 )، ابن الأمير حمود ( 1247 – 1305 )، ابن الأمير حسن ( 1215 – 1269 )، ابن الأمير يونس ( 1177 – 1237 )، ابن الأمير فخر الدين ( ت 1195 )، ابن الأمير حيدر ( المتوفى في أواسط رمضان 1135 )، ابن الأمير سليمان ( 1057 – 1107 )، ابن الأمير فخر الدين ( 1025 – 1063 )، ابن الأمير يحيى ( المتوفى في أواسط شوال سنة 1042 )، ابن الأمير مذحج ( ت 1026 )، ابن الأمير محمد ( 944 – 1014 )، ابن الأمير جمال الدين أحمد ( 894 – 994 )، ابن الأمير بهاء الدين خليل ( المتوفى عاشر ذي الحجة سنة 916 )، ابن الأمير صلاح الدين مفرج ( المتوفى في غرة جمادى الآخرة سنة 888 )، ابن الأمير سيف الدين أبي المكارم يحيى ( 769 – 827 )، ابن الأمير نور الدين أبي السعادات صالح ( ت 790 ) ( والقاضي تقي الدين السبكي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات ) ، ابن الأمير سيف الدين مفرج ( المتوفى 22 صفر 747 )، ابن الأمير بدر الدين يوسف ( ت 690 )، ابن الأمير أبي الجيش زين الدين صالح ( المتوفى لسبعٍ بَقِين من شعبان سنة 695 عن نيّف وتسعين سنة ) ( والإمام النووي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات )، ابن الأمير عرف الدولة قوام الدين علي الملقّب بأرسلان ( المتوفى 13 رجب سنة 627 )، ابن الأمير ناهض الدين أبي العشائر بحتر ( المتوفى 15 شوال سنة 561 )، ابن الأمير عضد الدولة علي الشهيد المقتول في حصار بيروت سنة 504 )، ابن الأمير شجاع الدولة أبي الغارات عمر ( 418 – 480 )، ابن الأمير أبي المحامد عيسى ( ت 444 )، ابن الأمير عماد الدين موسى ( 396 – 428 )، ابن الأمير أبي الفضل مطوع ( المتوفى في جمادى الأولى سنة 410 )، ابن الأمير عز الدولة تميم ( المتوفى في العشر الأول من رمضان سنة 387 )، ابن الأمير سيف الدولة أبي تميم المنذر ( المتوفى 24 شعبان سنة 360 عن نيّف وستين سنة ) ( والمحدّث ابن جميع الصيداوي من جملة العلماء الموقّعين على هذا الإثبات )، ابن الأمير النعمان أبي حسام ( 227 – 325 )، ابن الأمير عامر ( المتوفى 26 ذي القعدة سنة 272 )، ابن الأمير هانئ ( المتوفى صباح يوم الخميس رابع رمضان سنة 238 )، ابن الأمير مسعود ( المتوفى ليلة السبت 13 محرم الحرام سنة 223، الولادة عام 145 )، ابن الأمير أرسلان ( المتوفى في خمسة ذي الحجة سنة 171 عن ستين سنة، الولادة عام 111 )، ابن الأمير مالك ( المتوفى في جمادى الأولى سنة 134 عن 68 سنة، الولادة عام 66 )، ابن الأمير بركات ( ت 106 )، ابن الأمير منذر – الملقّب بالتنوخي – ( 18 – 78 )، ابن الأمير مسعود ( ت 45 )، ابن الأمير عون، شهيد واقعة أجنادين التي جرت يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة 13 هـ، ويُقال ليلتين خلتا من جمادى الأخرة من السنة المذكورة . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : انتهى نقل النسب الأرسلاني مع بعض الاختصار .

471 -

أبو معاوية البيروتي 04-29-2011 07:49 PM




471 – الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) لم يكن درزيًّا بل مسلماً سنيًّا
يسود الاعتقاد عند كثير من الناس أن الأمير شكيب أرسلان ( 1286 – 1366 هـ ) رحمه الله كان من الدروز – وهم فرقة باطنية حكم العلماء بردّتها – بحكم كونه من عائلة أرسلان الدرزية، وهذا اعتقاد خاطئ، فالأمير شكيب كان مسلماً سنيًّا مقيماً للعبادات، فأحببتُ أن أصحِّح هذا الاعتقاد الخاطئ ببعض الإشارات التي تدل على دين الأمير شكيب رحمه الله :
- ولد الأمير شكيب بن حمود أرسلان في أول ليلة من رمضان سنة 1286 هـ ( 25 / 12 / 1869م )، وبعد بلوغه سن الخامسة انتدب له والده معلِّماً اسمه أسعد أفندي نادر يقرئه القرآن الكريم، قال شكيب في " سيرته الذاتية " ( ص 39 / ط . الدار التقدمية ) : فحفظنا منه سوراً كثيرة . اهـ .
- قالت زوجته سليمى الخاص بك حاتوغو الشركسية الأصل ( وهي مسلمة سنية ) التي تزوجها سنة 1916م في حديثها للدكتور أحمد الشرباصي : أن الأمير شكيب كان متديّناً محافظاً على الصلاة . ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 47 / ط . دار الجيل )
- مطالعة الأمير شكيب للمبادئ الكلية في الفقه الإسلامي، قال عن نفسه في مقالة بجريدة الشورى ( عدد 25 / 11 / 1926م ) : " أنا لست فقيهاً، ولا قرأتُ في الأزهر، ولا دارت العمامة برأسي في يوم من الأيام، وما طالعتُ من الفقه إلا المبادئ الكلية " . ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 53 / ط . دار الجيل )
- ألّف الأمير كتاب " الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف " يصف فيه رحلته لأداء فريضة الحج سنة 1348 هـ / 1929م، قال في مقدمته ( ص 35 / ط . دار النوادر ) : مضت عليّ حججٌ كثيرة وأنا أهمُّ بأداء فريضة الحج، والعوائق تعوق، والموانع من حول إلى حول تحول، إلى أن يسّر الله بلطفه وحسن توفيقه لي أداء هذا الفرض في سنة 1348 هـ ... اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وهذا الكتاب يكفي مَن طالعه كدليل على أن الأمير شكيباً على اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ بل ويُظهر بعض ما عند الأمير من العلم الشرعي والفقه .
- موافقته للسلفيين على هدم القباب والمزارات وما يُتبرّك به، قال في " رحلته الحجازية " ( ص 213 / ط . دار النوادر ) : لا إنكار أن الوهابيين يبالغون في الهدم والقطع والنقض والقلع كلّما مرُّوا بقبة أو مزار أو شجرة تُعلَّقُ عليها خِرَقٌ، وتقشعرُّ جلودُهم من هذه المناظر، ولكنّي مع اعترافي بغلوّهم في هذا الأمر، لا أراهم حائدين فيه عن سُنن الشرع القويم . اهـ . وقال ( ص 215 ) : إن كثيراً من العوام أو من الخواص أشباه العوام يحبّون الصلاة بجانب القبور، وهذا ممّا ينفر منه السلفيون أشدَّ النفور، وليسوا في هذا بغالطين . ( فائدة : ذكر الأمير في " رحلته الحجازية " ( ص 219 ) حديثاً في فضل بني العباس وبقاء ملكهم إلى المحشر، وعلّق قائلاً : والوضع ظاهر كالشمس في هذا الحديث )
- وختاماً لهذه الكلمة المختصرة، لعل البعض يشتبه بأن الأمير شكيب درزي بما يقف عليه في كتابات الأمير من دفاعٍ عن الدروز، فلعلّ الأنسب كلمة د . أحمد الشرباصي في كتابه ( شكيب أرسلان داعية العروبة والإسلام، ص 20 / ط . دار الجيل )، قال : " لقد سبق أن الأمير يُعَد من الناحية الشكلية درزيًّا، ولكنه في الاعتقاد كان سنيًّا، وكان يتعبّد على مذهب أهل السنة، فهو يصوم ويصلّي ويزكّي ويحج كما يفعل جمهور المسلمين، ودفاعه عن الدروز كان سياسة، وبقصد تجميع الكلمة وعدم التفرقة بين الأمة " اهـ، والله أعلم .
- توفي الأمير يوم الاثنين 15 محرم 1366 هـ ( الموافق لـ 9 / 12 / 1946م )، وصلّى عليه المسلمون في الجامع العُمَري ببيروت، ونُقِل إلى قريته الشويفات حيث دُفِن بجوار أخيه عادل .

472 - خلاف بين بعض الشعراء حول وصف ملك العراق فيصل الأول بـ ( الفطحل )
قال سلام الراسي ( 1911 – 2003م ) في كتابه " اقعد أعوج، احكي جالس " ( ص 41 / ط . مؤسسة نوفل ) : مات الملك فيصل الأول ملك العراق سنة 1933م، فرثاه حليم دمُّوس بقصيدة مطلعها :
مشت العروبةُ في جنازة فيصلِ ...... ثكلى تنوح على الزعيم الفَطْحَلِ
فنعى عليه أمين نخلة استعمال كلمة ( فَطْحَلْ )، إذ الأصح أن يُقال ( فِطَحْل ) لا ( فَطْحَل ) .
فانبرى له أنيس المقدسي، قال : إن كلمة ( فِطَحْل ) تعني الجمل الضخم، ولا يجوز أن يُنعَت الملك فيصل بهذا النعت المشين .
فتصدَّى لهما الشيخ عبد الله البستاني، قال : لا فَطْحل ولا فِطَحْل، لأن الكلمة موضوعة وليس لها أصل في لغتنا العربية .
ثم حسم الموضوع أسعد خليل داغر، فقال : إن كلمة ( فَطْحَل ) كما وردت في قصيدة حليم دمُّوس، اقترنت باسم الملك فيصل واكتسبت شرعيّة محترمة، وصار بإمكاننا أن نقول عن كل رجل عظيم مثل الملك فيصل إنه ( فَطْحَل ) زمانه .

473 – وصف عبد الغني النابلسي ( ت 1143 هـ ) لمساجد بيروت أثناء زيارته لها سنة 1112 هـ
قال عبد الغني بن إسماعيل النابلسي ( ت 1143 هـ ) في كتابه " التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية " ( ص 42 / ط . المعهد الألماني للأبحاث الشرقية – بيروت ) : والجوامع التي بها أربعة : الأول الجامع الكبير، وهو يشتمل على اثني عشر عضاضة، كل عضاضة يحوطها رجال، وهي عظيمة العمارة، يُقال إنه كان في الأصل كنيسة، وفي جانبه بركة ماء طويلة كبيرة، وله بابن عظيمان بقيس عجيبة، كل منهما يقابل الآخر، ومقابل الباب الواحد زاوية ابن الحمرا المتقدّم ذكرها .
الثاني جامع الأمير منذر، وهو جامع عظيم البنيان، فيه منبر من الرخام الأبيض، وتكوينه عجيب، حيث فيه سدّة على يمين المحراب وسدّة أخرى على شماله، على أسلوب جامع السنانية في دمشق المحمية، يصعد إلى السدّة التي على يمين المحراب من درج المنارة، والتي على شماله يصعد إليها من سدّة أخرى في فناء الجامع، لها درج من الخشب، وأمام المحراب فوق الباب الذي في داخل الجامع سدّة ثالثة صغيرة أخفض من السّدّتين المذكورتين، وليس لها مصعد بل يتوصّل إليها من السدّتين بدرجين من الرخام الأبيض، أحدهما على يمين المحراب متصل بالسدة التي في اليمين، والآخر على يساره متصل بالسدة التي في اليسار، وفي فناء هذا الجامع بركة ماء كبيرة مثمّنة، وفي دائر هذا الجامع رواقات بأقبية على عواميد عالية عظيمة .
الجامع الثالث جامع الأمير عسّاف، وهو الذي عمّر السراية المتقدّم ذكرها، وبناؤه من العجائب، وهو مبني على أربعة عواميد، وفوق ذلك قبّة عظيمة يحوط بها أربع قبب وأربعة أقبوة، كل ذلك مركّب فوق هذه الأربعة عواميد، وفي فناء هذا الجامع بركة ماء غزيرة، وله أيضاً بابان، وهو أصغر من الجامع الكبير بيسير، ويجتمع فيه أناس من الحفظة ما بين العشاءين يتلون القرآن، ويتقيّدون في طاعة الرحمن .
الجامع الرابع جامع البحر، وسُمِّي الجامع العمري لأنه كما هو مشهور عندهم من زمان عمر بن الخطاب، وهو أصغر الجوامع التي في بيروت، وهو مرتفع ومطلّ على البحر، يصعد إلى فنائه بسلّم حجر نحو خمس عشرة دجة، ثم يصعد إلي برج آخر ثمان درجات، وهذه الجوامع الأربعة كلها بمنابر تُقام فيها الجمعة .

474 – استقلالية نظام الاقتصاد الإسلامي عن الأنظمة الرأسمالية والاشتراكية، وصور من السبق الاقتصادي في الإسلام
قال د . زيد الرماني في كتابه " الأربعون الاقتصادية " ( ص 6 - 7 / ط . دار طويق ) : من أبرز أخطائنا المنهجية في البحث والدراسة والتفكير أن نحاول وضع نظام اقتصادي لأنفسنا من خلال الأسس الاقتصادية المعاصرة، وقد نسمح لأنفسنا بإدخال تعديلات طفيفة على تلك الأسس أو ترقيعها، رغم معرفتنا بأن تلك الأسس نشأت في ظل ظروف اجتماعية ونفسية واقتصادية خاصة ومغايرة لظروف مجتمعاتنا ... وعليه، فإن من واجب علماء الاقتصاد في بلادنا أن يتخلّوا عن عقدة آدم سميث وكارل ماركس وأن يبتعدوا عن الأسس التي قامت عليها النظم الفردية أو الجماعية، بحيث يستقل مجتمعنا بنظام اقتصادي إسلامي، ربّاني المنهج والهدف، أخلاقي الخصائص والصفات، نموذجي الواقع والتطبيق، مثالي الأهداف والغايات، أي نظام اقتصادي إسلامي فريد، ... إن من الخطأ أن يحاول بعض الاقتصاديين ممّن تأثّر بالعقلية الأجنبية أن يقرِّب اقتصادنا الإسلامي لأحد النظامين الاقتصاديين العالميين؛ الرأسمالي أو الاشتراكي، على أساس أن في اقتصادنا الإسلامي ما يقرّ الملكية ويبيح الغنى ويمنح الحرية؛ فهو رأسمالي الوجهة، كما أن في اقتصادنا الإسلامي ما يدعو إلى توزيع الثروات وعدم حصرها بأيدي الأغنياء والمصلحة الجماعية معتبرة فيه؛ فهو اشتراكي الوجهة، ونسوا أو تناسوا أن الملكية مقيّدة والغنى محمود مشروط، والحرية منضبطة، والتوزيع للثروات والدخول عادل، وليس كما هو الأمر في تلك النظم الاقتصادية، ومن هنا فإنني أطالب بإلحاح أن يكون لنا نظام اقتصادي إسلامي متميّز في مصادره وفي أحكامه وفي أهدافه وفي خصائصه عن النُّظم القائمة، يستمد منهجه من تعاليمنا الإسلامية ومقاصد ديننا الحنيف . اهـ . قال أبو معاوية البيروتي : ثم ذكر الدكتور أربعين مصنفاً مطبوعاً تبيّن بعض السبق الاقتصادي في الإسلام وتَكَلَّم على مضمونها، منها :
- الخراج، لأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم ( ت 182 هـ )
- الاكتساب في الرزق المستطاب، لمحمد بن الحسن الشيباني ( ت 189 هـ )
- الأموال، لأبي عبيد القاسم بن سلاّم الهروي ( ت 224 هـ )
- الأموال، لحميد بن زنجويه ( ت 251 هـ )
- التبصّر بالتجارة، لعمرو بن بحر الجاحظ ( ت 255 هـ )
- إصلاح المال، الجوع، وهما لأبي بكر ابن أبي الدنيا ( ت 281 هـ )
- أحكام السوق، ليحيى بن عمر الكناني ( ت 289 هـ )
- الحث على التجارة والصناعة والعمل، لأبي بكر الخلاّل الحنبلي ( ت 311 هـ )
- مسائل السماسرة، لأبي العباس عبد الله الإبيّاني ( ت 352 هـ )
- سراج الملوك، لأبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي ( ت 450 هـ )
- الأموال المشتركة، لشيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 728 هـ )
- المناقلة والاستبدال بالأوقاف، لابن قاضي الجبل ( ت 771 هـ )
- البركة في فضل السعي والحركة، لأبي عبد الله جمال الدين الحبشي ( ت 782 هـ )
- الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة، لأبي الحسن علي بن يوسف الحكيم ( ت 787 هـ )
- قُرَّة العين بوفاء الدَّين، للحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي ( ت 806 هـ )
- مقدمة ابن خلدون، لعبد الرحمن ابن خلدون ( ت 808 هـ )
- نزهة النفوس في بيان حكم التعامل بالنفوس، لأحمد بن محمد ابن الهائم الشافعي ( ت 815 هـ )
- إغاثة الأمة بكشف الغمّة، شذور العقود في ذكر النقود، وهما لأحمد بن علي المقريزي ( ت 845 هـ )
- تحرير المقال فيما يحل ويحرم من بيت المال، لأبي بكر البلاطنسي الشافعي ( ت 936 هـ )
- التيسير في أحكام التسعير، لأبي العباس بن سعيد المجيليدي ( ت 1094 هـ )
- كشف القناع عن تضمين الصُنّاع، لأبي علي الحسن بن رحّال المعداني ( ت 1140 هـ )

475 -





أبو معاوية البيروتي 05-02-2011 09:39 AM



475 - ذيول الكتاب الموسوعي " كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون " لمصطفى حاج خليفة ( ت 1067 هـ ) تزيد على العشرة، وقد طُبِع منها ثلاثة
ذكر هذه الذيول محمد خير رمضان يوسف في مقدمة تحقيقه لكتاب " السر المصون على كشف الظنون " ( ص 23 / ط . دار البشائر الإسلامية ) لجميل العظم ( ت 1352 هـ )، وهي :
- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، لإسماعيل بن محمد الباباني البغدادي ( ت 1339 هـ )، وهو المطبوع المشهور، استغرق عمله فيه نحو 30 عاماً، وزاد على الأصل نحو 19000 عنوان، وفرغ منه سنة 1330 هـ .
- وذيل عليه طاهر الشهير بحنيف زاده ( ت 1217 هـ )، ويحتوي على زهاء 5000 كتاب، وطُبِع مع الكشف في ليبزغ .
- علّق آغا بزرك الطهراني على نسخته من " الكشف " المطبوعة سنة 1310 هـ، فقام بترتيب تعليقاته وتهذيبها والإضافة إليها محمد مهدي حسن الموسوي الخراساني، وطُبِعت بذيل " هدية العارفين "، وتاريخ المقدمة في 26 جمادى الآخرة سنة 1387 هـ .
- ضياء العيون على كشف الظنون، لعلي خيري بن عمر الخربوتي ( ت 1327 هـ )، بيّضه على حواشي نسخة من كشف الظنون ولم يتمّه، قاله في " الأعلام " ( 4 / 286 ) .
- سلوة القلب المحزون في تذييل كشف الظنون، لمحمد الصادق النيفر، قاله في " الأعلام " ( 6 / 161 ) .
- ذيل كشف الظنون، لمحمد بن محمد الخانجي البوسنوي ( ت 1364 هـ )، استدرك فيه على المؤلف، وزاد الكتب التي أُلِّفَت بعد موته .
- وذكر الأديب والخبير عبد العزيز الراجكوتي ( ت 1398 هـ ) في رحلته إلى خزائن المحفوظات أنه رأى ( لعلّه في استانبول ) في معنى كشف الظنون " التذكار الجامع للآثار " في مجلدة طويلة بائنة الطول، في عرض لا يناسبه !
ومن الذيول التي ذكرها محمد شرف الدين يالتقايا، وهو الذي عُنِيَ بتصحيح " كشف الظنون " وطبعه على نسخة المؤلف :
- أول ذيل عليه، لمحمد عزتي المعروف بوِشنَه زاده ( ت 1092 هـ )، وبقي في المسودة، وقد عرّبه جيلر شيخي إبراهيم المتوفى بمصر سنة 1189 هـ أثناء عودته من الحج .
- وممّن ذيّل عليه شيخ الإسلام عارف حكمت ( ت 1275 هـ ) إلى حرف الجيم .
- وذكر لشيخه إسماعيل صائب سنجر ذيلاً عليه، وهو مدير المكتبة العامة بالآستانة، ولم يتمّه، وما زال مخطوطاً، وقال آغا بزرك : توفي في أثناء الطبع سنة سنة 1360 هـ .
وذكر شهاب الدين المرعشي ذيولاً أخرى في مقدّمته للكشف :
- تكملة لنوعي أفندي ( ت 1201 هـ ) .
- عثمانلي مؤلفري، لمحمد الأرضرومي، وذكر فيه تآليف علماء الدولة العثمانية .
- وللأديب الحجازي أحمد عبد الغفور عطار ( ت 1411 هـ ) عمل أو أكثر يخص كشف الظنون، هو تحقيق أو نقد أو تذييل أو جميعها، ما زال مخطوطاً . اهـ .

476 – لو عاش بغل أبي لقعد طبيباً !!
قال أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني ( ت 315 هـ ) في " كتاب أخبار وحكايات " ( ص 46 / ط . دار البشائر ) : كنتُ جالساً عند أحمد بن أبي العباس الصيدلاني، وهو أحمد بن هاشم التميمي، من أهل خراسان بالرَّمْلة ... وكان يُبصِر الطبَّ جدًّا، وكان له غلمانٌ يخدمونه في الحانوت، منهم : سعدون وبشير وغيرهما، فلمّا مات اتّخذ كلُّ واحدٍ منهم حانوتاً وجعل ينظر في الطب . قال أبو الحسن : فقلتُ لابنه جعفر بن أحمد ابن أبي العباس : يا أبا الفضل، غلمانُكم فلانٌ وفلان، فتحوا حوانيت وجلسوا ينظرون في الطب ! فقال لي : يا أبا الحسن، لو عاش بِرذون أبي لقعد طبيباً ! يعني أن غلمان أبي لم يكونوا يُحسنون من الطبِّ شيئاً .
قال أبو معاوية البيروتي : ولم أعثر على ترجمة لأحمد بن هاشم التميمي الصيدلاني .

477 – وصية المحدِّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لابنه
قال عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ( ت 145 هـ ) رضي الله عنهم لابنه محمد بن عبد الله بن حسن حين أراد الاختفاء من أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور : يا بني، إني مؤدٍّ إلى الله حقه عليَّ في نصيحتك، فأدِّ إلى الله حقه عليك في الاستماع والقبول، يا بني كفّ الأذى وأفضِ الندى، واستعن على السلامة بطول الصمت في المواطن التي تدعوك نفسك إلى الكلام فيها، فإن الصمت حسن على كل حال، وللمرء ساعات يضرّ فيهن خطأوه ولا ينفع صوابه، واعلم أن مِن أعظم الخطأ العجلة قبل الإمكان والأناة بعد الفرصة، يا بني احذر الجاهل وإن كان لك ناصحاً كما تحذر العاقل إذا كان لك عدواً، فيوشك الجاهل أن يورطك بمشورته في بعض اغترارك فيسبق إليك مكر العاقل، وإياك ومعاداة الرجال فإنها لا تعدم مكر حليم أو مبادأة جاهل .
" تاريخ دمشق " ( ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب )

478 - ما الذي ثنى عزم الأمير شكيب عن شرح رسالة أبي بكر الخوارزمي إلى الشيعة بنيسابور ؟
قال محمد إسعاف النشاشيبي ( 1302 - 1367 هـ = 1885 - 1948 م ) في مقالٍ له بمجلة الرسالة عنوانه " في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب " أن أبا بكر الخوارزمي ( ت 383 هـ ) له رسالة عجيبة كتبها إلى جماعة الشيعة بنيسابور، وفيها إرشادات وأسماء كثيرة، ثم قال : أخبرني العلامة الأستاذ أمير البيان الأمير شكيب أرسلان أنه كان ينوي شرح هذه الرسالة، وقد ثناه عما نواه أن الشرح يشيع ناراً أشعلتها المذاهب والمقالات، ويزيد ( الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً ) تفريقاً، ويظلم كباراً لم يكونوا ظالمين، وكانوا خير مظاهرين لشائد هذا المجد، والأمير شكيب يستظهر رسائل الخوارزمي كلها، ذكر ذلك في إحدى مقالاته في جريدة " المؤيد " يوم سأله أحد الأدباء كيف وصل في الكتابة والأدب إلى هذه المرتبة العليا . اهـ . ( مجلة الرسالة عدد 5 / 2 / 1946 )
وقال شكيب في مقالٍ كتبه برومة في 8 / 3 / 1926 – ونشره الرافعي في كتابه " تحت راية القرآن " - : والكتاب الذي كتبه أبو بكر الخوارزمي لشيعة نيسابور أشهر من ( قفا نبكِ )، وليس بكتاب خاص أو رسالة مكتومة، بل هو خطاب لأهل بلدة كانت من أشهر البلاد، وفيه من السبِّ لمعاوية ما فيه، ومن النعوت لخلفاء بني أمية وبني العباس، والخوض في أعراضهم ما لا يرد في أقذع الجرائد . اهـ .
"أدب أمير البيان " ( ص 12 – 13 / ط . الدار القومية للطباعة والنشر )، لأحمد الشرباصي

479 –

أبو معاوية البيروتي 05-05-2011 09:52 AM



479 – سأموت وفي نفسي شيء من ( كافّة )
قال سلام الراسي ( ت 2003م ) في كتابه " من كل وادي عصا " ( ص 31 / ط . مؤسسة نوفل ) : قال الشيخ عبد الله العلايلي : يُنسَب إلى أحد اللغويين قوله ( أموت وفي نفسي شيء من حتّى )، أما أنا، فسأموت وفي نفسي شيءٌ من ( كافّة )، والكافّة في اللغة معناها : الجماعة من الناس، وهي لا تُستَعمَل إلا حالاً، كما إنها لا تكون إلا للآدميين، فيُقال : ( جاء الناس كافّة )؛ أي كلّهم، ولا تدخل عليها آل التعريف، ولا تُضاف، وفي القرآن الكريم : ( يا أيها الناس ادخلوا في السّلم كافّة )، فلماذا هذا التمادي في الخطأ ؟! كما جرى أمس في المجلس النيابي حيث قال أحد النواب : ( ... كافة الرسوم )، فيجيب أحد الوزراء بقوله : ( ... كافّة المشاريع ) !!

480 – نصراني لبناني يترحّم على حكم العثمانيين ويقول أن النصارى في حاجة إلى سلطان محمد رشاد خان آخر
قال سلام الراسي ( ت 2003م ) في كتابه " من كل وادي عصا " ( ص 57 / ط . مؤسسة نوفل ) : ولدتُ سنة 1327 هجرية ( 1911م ) في عهد سلطان بني عثمان محمد رشاد خان، وأنا ما زلتُ أحتفظ حتى الآن بهويّتي العثمانية الثمينة التي تفيد أنني مسيحي ولم أكن شيئاً آخر، لأن سلطنة بني عثمان كانت تقسم رعاياها ملّتين : مسيحية وإسلام لا غير، ولمّا زحزح الفرنسيون سلطان بني عثمان من بلادنا، قسموا رعاياهم في لبنان طوائف يبلغ تعدادها الآن حوالي عشرين، وإذا بي قد أصبحت " بروتستانت " من دون إرادتي أو استشارتي بل بإرادة والدتي التي كانت تقول لي : إن أبواب السماء تفتح أمامنا نحن البروتستانت دون سوانا ... وأنا الآن وقد بلغتُ من الكِبَر عِتيًّا، لا أطمع بأي وظيفة حكومية ولا أبالي بأي مجد عالمي، فلا يظنن أحد أنني أزهد بانتمائي إلى طائفة البروتستانت، ... بيد أنني أترحّم على سلطنة بني عثمان التي ساوت بين جميع المسيحيين بالحقوق والواجبات، بدليل أن مدينة دمشق انتخبت فارس الخوري البروتستانتي نائباً عن جميع مسيحيي ولاية دمشق، في مجلس المبعوثان ( مجلس النواب العثماني في الأستانة ) سنة 1914م، لأن جميع المسيحيين كانوا متساويين، ومع أن طائفة البروتستانت كانت الطائفة الأقل عدداً في ذلك الزمان في أواخر عهد بني عثمان .

481 - نقد الأمير شكيب أرسلان لمنهج صالح بن يحيى التنوخي ( المتوفى في حدود 840 هـ ) في كتابه " تاريخ بيروت "
قال الأمير شكيب أرسلان في " السجل الأرسلاني " ( ص 37 / ط . الدار التقدمية ) : لم يذكر صالح بن يحيى التنوخي في تاريخه شيئاً عن واقعة الدامور ( وقعت سنة 817 هـ ) مع أنها من أهم المواقع، ومع أنه يذكر أموراً تافهة إذا تعلّقت بأقاربه، وذلك لِما فيها من إثبات مجد الأرسلانيين الذين طعن فيهم في عدّة مواضع نظراً للمنافسة التي كانت بينهم وبين أبناء عمِّه التنوخيين على المقاطعات . اهـ .
وقال الأمير شكيب أرسلان في " السجل الأرسلاني " ( ص 61 / ط . الدار التقدمية ) : أما صالح بن يحيى، فعن فتح الفرنج بيروت ( وقع سنة 503 هـ ) لم يَقُلْ إلا ما يلي ..... ( فنقل الأمير قرابة الخمس أسطر، ثم قال : )، ولم يذكر صالح بن يحيى شيئاً من التفاصيل عن حصار بيروت، ولا شيئاً عن الأمراء الكثيرين الذين استشهدوا فيها وفي الغرب، ولا شيئاً عن أخذ الصليبيين لصيدا؛ وذلك لأن صالح بن يحيى – كما يذكر هو في كتابه – إنما جمع كتابه من المعلومات التي تقول إنه أخذها عن أهله بدون استنادٍ في أكثرها على وثائق يُعتَمَد عليها . اهـ .

482 – عارٌ على أهل بلدٍ أن يأتي أجنبي ويؤلِّف لها تاريخاً ... من أسباب تأليف الشيخ محمد راغب الطباخ تاريخاً لمدينة حلب
قال الشيخ محمد راغب الطباخ ( ت 1370 هـ ) في كتابه " إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء " وهو يذكر السبب الآخر الذي شحذ همته لتأليف تاريخٍ لمدينة حلب : هناك داعٍ آخر لوضعي لهذا التاريخ هو أني ابتعت كتاب " تحف الأنباء بتاريخ حلب الشهباء " للطبيب بيشوف الجرماني، وهو كتيب في 160 صفحة طُبِع في المطبعة الأدبية ببيروت سنة 1880م، فيه حوادث حلب ومن تولاّها من عهد الفتح العربي إلى استيلاء سليمان العثماني عليها سنة 922 هـ بصورة موجزة، وهذا الطبيب الجرماني – الألماني – كان قد جاء إلى حلب أواخر القرن الماضي فاستطابها ورآها بلدة رخيصة الأسعار، فأقام بها وصار يتعاطى صنعة الطبابة فيها وتوفي أول هذا القرن، فطالعتُ هذا التاريخ، وكان يأخذني العجب كيف أن رجلاً يأتي من بلاد جرمانيا ويقيم في الشهباء وليس من أبناء هذه البلاد ولا يعرف من لغة أهلها إلا القليل كما أُنبِئت ويضع تاريخاً لها، أَخَلَت هذه الديار وأَقْفَرَت هذه البلاد من رجل فيه فضل وهمة يقوم بهذا الأمر ويسد هذه الثلمة حتى يأتي هذا الرجل الأجنبي ويؤلِّف لها تاريخاً ؟! فكان ذلك يعظم عليّ ويكبر جدًّا لديّ، وأجد في ذلك عاراً كبيراً على هذه البلاد وأهلها، فكانت النفس تناديني بالنهوض لهذا الأمر الخطير والتشمير عن ساعد الجد دفعاً لذاك العار وسدًّا لتلك الثلمة، إلا أني كنتُ أرجع إليها بقلّة البضاعة ونزر المعرفة وثقل هذا العبء والمشاق العظيمة التي ستعتري ولا بد " . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : ذكرت في الكناشة ( 142 ) وفاة الطباخ سنة ( 1389 هـ ) ! فلتصحح إلى ( 1370 هـ ) .

483 - معنى المَثَل ( ضرب أخماس لأسداس )
جاء في " تهذيب اللغة " لأبي منصور الأزهري ( ت 370 هـ ) : قال أبو عمرو: هذا كقولك: " شَشْ بَنْج " ، وهو أن يُظْهِر خَمْسةً يُريد ستَّةً، وقال أبو عبيدة: قالوا: ( ضَرْبُ أخْماسٍ لأسْداسٍ )، يقال للذي يَقدِّم الأمر، يُريد " به " غيره فيأتيه من أولَّه، فيعمل فيه رويداً رويداً، قال: والْخمسُ: الْوِردُ يوم الخامس من يوم صدرها، والسِّدْسُ: الوِرْدُ يوم السادس، وقال محمد بنُ سهل - راوية الكُميت - : إذا أراد الرجل سَفَراً بعيداً عوَّدَ إبله أن تشرب خمساً ثم سِدْساً حتى إذا رفُعْت في السقي صَبَرْت . اهـ .
وجاء في كتاب " جمهرة الأمثال " لأبي هلال العسكري ( كان حيًّا 395 هـ ) : قولهم ( ضرب أخماس لأسداس )، يضرب مثلاً للمماكرة والخداع، وأصله في أوراد الإبل وهو أن يظهر الرجل أن ورده سدس وإنما يريد الخمس ... وأنشد ثعلب :
( إذا أراد امرؤ مكراً جنى عللاً ..... وظل يضرب أخماساً لأسداس )
قال : وهؤلاء كانوا في إبل لأبيهم عزّاباً، فكانوا يقولون للربع الخمس وللخمس السدس، فقال أبوهم : إنما تقولون هذا لترجعوا إلى أهليكم، فصارت مثلاً في كل مكر، وأنشد ابن الأعرابي :
( وذلك ضرب أخماس أريدت ..... لأسداس عسى ألا تكونا )
ويقال للذي لا يعرف المكر والحيلة إنه لا يعرف ضرب أخماس لأسداس، وذلك إذا لم يكن له دهاء، ومن لا يعرف المكروه جدير أن يقع فيه .

484 – نقد الإمام الألباني لِما يُسَمِّيه النصارى بالآية الذهبية : ( من ضربك على خدِّك الأيمن ... )
قال الإمام الألباني في كتابه " كشف النقاب عمّا في كلمات أبي غدّة من الأباطيل والافتراءات " - الذي كتبه في دمشق 18 ربيع الثاني 1395 هـ - ( ص 4 ) : إنه ليس من صفات المؤمنين أن يسكتوا على البغي والظلم، والبُهت والكذب الذي يُلصَق بهم، وهم يجدون وسيلة مشروعة لدفعه وردّه على صاحبه، خلافاً لِما يُعْزى لسيدنا عيسى عليه السلام، ويُسَمِّيه النصارى بالآية الذهبية : " من ضربك على خدِّك الأيمن فأَدِرْ له الخد الأيسر، ومن طلب منك كساءك فأَعْطِه رداءك، ومن طلب منك أن تمشي معه ميلاً فامْشِ معه ميلين " ! فليس في الإسلام شيء من هذا ، بل هو على إطلاقه يُعارض القرآن الكريم في بيان بعض صفات عباد الرحمن المؤمنين التي منها ما أفادته الآية الكريمة : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ . وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
وقال في المقدمة الجديدة للسلسلة الضعيفة – عند تبريره لشدّته في ردوده على أهل البدع - : إن تحمُّلَ ظلم مثل هؤلاء المتصدرين لِإرشاد الناس وتعليمهم، قد يكون أحياناً فوق الطاقة البشرية، ولذلك جاءت الشريعة الِإسلامية مراعية لهذه الطاقة، فلم تقل- والحمد للّه - كما في الِإنجيل المزعوم اليوم: "مَن ضربك على خدك الأيمن. فأدِرْ له الخد الأيسر، ومن طلب منك رداءك؛ فأعطه كساءك "! بل قال تعالى: ( فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاعْتَدُوا عليهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدَى علَيْكُمْ ) هو، وقال: ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها )، وأنا ذاكر بفضل اللّه تعالى أن تمام هذه الآية الثانية: ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور ) ، ولكني أعتقد أن الصفح المشكور، والصبر المأجور، إنما هو فيمن غلب على الظن أن ذلك ينفع الظالم ولا يضره، ويعزُّ الصابر ولا يذله، كما يدل على ذلك سيرته - صلى الله عليه وسلم - العمليَّة مع أعدائه . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : والذي في الأناجيل المطبوعة الآن قول لوقا : " من ضربك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ... ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه به " ( لوقا 6/ 28 - 29 ) .
وقال أحد الباحثين : قولهم ( من ضربك على خدك الأيمن فأَدِرْ له الأيسر ) كلام لم يعرفه المسيحيون مع أنفسهم يوماً ولا مع أعدائهم ساعة، يذكر المؤرخون أن الذين قتلتهم المسيحية في انتشارها في أوروبا يتراوح عددهم بين سبعة ملايين كحد أدنى وخمسة عشر مليوناً كحد أعلى، وفظاعة هذا العدد تتضح عندما نتذكر أن عدد سكان أوروبا آنذاك كان جزءاً ضئيلاً من سكانها اليوم ! اهـ .



485 - جواز سجود الرجل على عمامته وقلنسوته، ولا دليل صحيح على عدم جوازه
قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة ( 10 / 360 ) : ثبت عن أنس أنه قال : كنا إذا صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر مكان السجود . (أخرجه الشيخان ، والبيهقي (2/ 106) - واللفظ له - ) .
وأما حمل الشافعية هذا الحديث على الثوب المنفصل عن المصلي - كما فعل البيهقي والنووي - ؛ فهو ضعيف مخالف لظاهر قوله :
طرف الثوب ! لأن المتبادر منه أنه الثوب المتصل به ؛ لا سيما وهم في المسجد وليس فيه فُرش ، مع أن الغالب من حالهم قلة الثياب ، وأنه ليس لأحدهم إلا ثوبه المتصل به .
قال الحسن البصري : كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجدون وأيديهم في ثيابهم ، ويسجد الرجل منهم على عمامته .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 266) ، والبيهقي (2/ 106) . قلت : وهذا إسناد صحيح .
وقول البيهقي : "يحتمل أن يكون أراد : يسجد الرجل منهم على عمامته وجبهته" !! اهـ رده ابن التركماني بقوله : "قلت : هذه الزيادة من غير دليل : إذ لا ذكر للجبهة" .
وجملة القول ؛ أنه لا دليل على عدم جواز السجود على حائل متصل ؛ لا سيما والأدلة كثيرة جدًّا على جواز السجود على حائل منفصل ، كالبساط والحصير ونحو ذلك ؛ مما يفصل بين الجبهة والأرض ، والتفرقة بين الحائل المتصل والحائل المنفصل من الثياب - مع أنه لا دليل عليه في النقل - ؛ فهو مع ذلك مما لا يشهد النظر السليم بصحته ؛ لأنه إنْ كان الغرض إنما هو مباشرة الأرض بالسجود مبالغة في الخضوع لله تعالى ؛ فهو غير حاصل بالحائل المنفصل أيضاً .
فإن قيل : ... فما هو المقصود من الحديث ...؟
والجواب : ما جاء في "النهاية" لابن الأثير - بعد أن ذكر الحديث - :"أي : شكوا إليه حر الشمس وما يصيب أقدامهم منه إذا خرجوا إلى صلاة الظهر ، وسألوه تأخيرها قليلاً (فلم يشكهم) ؛ أي : لم يجبهم إلى ذلك ، ولم يزل شكواهم ، يقال : أشكيت الرجل : إذا أزلت شكواه ، وإذا حملته على الشكوى . وهذا الحديث يذكر في مواقيت الصلاة ؛ لأجل قول أبي إسحاق - أحد رواته - وقيل له : في تعجيلها ؟ فقال : نعم .
والفقهاء يذكرونه في السجود ؛ فإنهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباههم في السجود من شدة الحر ، فنهوا عن ذلك" !!
كذا قال ! ورده أبو الحسن السندي بقوله :
"قلت : وهذا التأويل بعيد ، والثابت أنهم كانوا يسجدون على طرف الثوب . وقال القرطبي : يحتمل أن يكون هذا قبل أن يأمرهم بالإبراد ، ويحتمل أنهم طلبوا منه زيادة تأخير الظهر على وقت الإبراد ، فلم يجبهم إلى ذلك . وقيل : معناه : فلم يشكنا ؛ أي : لم يحوجنا إلى الشكوى ، ورخص لنا في الإبراد . وعلى هذا يظهر التوفيق بين الأحاديث" .

486 – نصيحة عمرو بن العاص للكبار : لا تنحوا الصغار عن المجالس، بل أوسعوا لهم وأدنوهم وحدِّثوهم وأفهموهم الحديث
قال ابن سعد ( ت 230 هـ ) في " الطبقات الكبرى " ( 4 / 192 ) : أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وسليمان بن حرب قالوا : حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال : بينما حلقة من قريش جلوس في هذا المكان من المسجد في دبر الكعبة إذ مر عمرو بن العاص يطوف، فقال قوم : هشام بن العاص أفضل في أنفسكم أم أخوه عمرو بن العاص ؟ فلما قضى عمرو طوافه جاء الى الحلقة فقام عليهم فقال : ما قلتم حين رأيتموني ؟ فقد علمت أنكم قلتم شيئاً، فقال القوم : ذكرناك وأخاك هشام فقلنا هشام أفضل أو عمرو ؟ فقال على الخبير سقطتم، سأحدِّثكم عن ذاك، إني شهدتُ أنا وهشام اليرموك، فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة، فلما أصبحنا رُزِقَها وحُرِمْتها، فهل في ذلك ما يبين لكم فضله عليَّ ! ثم قال : ما لي أراكم قد نحّيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم، لا تفعلوا، أَوْسِعوا لهم وأَدْنوهم وحدِّثوهم وأفهموهم الحديث، فإنهم اليوم صغار قوم ويوشكون أن يكونوا كبار قوم، وإنا قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا اليوم كبار قوم .

487 – يا أهل مصر، هل تعرفون مسجد ( لا بالله ) وأين يقع ؟!!!
قال المقريزي ( ت 845 هـ ) في " المواعظ والاعتبار " : مسجد الذخيرة، هذا المسجد تحت قلعة الجبل بأوّل الرميلة تجاه شبابيك مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاون التي تلي بابها الكبير الذي سدّه الملك الظاهر برقوق، أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة. قال ابن المأمون في تاريخه : في هذه السنة، يعني سنة ست عشرة وخمس مئة، استخدم ذخيرة الملك جعفر في ولاية القاهرة والحسبة بسجل أنشأه ابن الصيرفيّ، وجرى من عسفه وظلمه ما هو مشهور، وبنى المسجد الذي ما بين الباب الجديد إلى الجبل الذي هو به معروف، وسمّي ( مسجد لا باللّه )، بحكم أنه كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم، فيحلفونه ويقولون له : لا باللِّه، فيقيدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة، ولم يعمل فيه منذ أنشأه إلاّ صانع مكره، أو فاعل مقيد، وكُتبت عليه هذه الأبيات المشهورة :
بنى مسجداً للّه من غيرِ حلِّهِ ..... وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرَ موفقِ
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها ... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
وكان قد أبدع في عذاب الجناة وأهل الفساد، وخرج عن حكم الكتّاب فابتلُيَ بالأمراض الخارجة عن المعتاد، ومات بعدما عجّل الله له ما قدّمه، وتجنّب الناس تشييعه والصلاة عليه، وذُكِر عنه في حالتي غسله وحلوله بقبره ما يُعيذ اللّه كلّ مسلم من مثله . اهـ .
وقال المقريزي في " كتاب المقفّى الكبير " ( 3 / 39 / ط . دار الغرب الإسلامي ) : وهذا المسجد اليوم بجوار الرميلة تحت القلعة تجاه مدرسة السلطان حسن من شرقيّها . اهـ .

488 – فائدة عزيزة : هل نسبة ( اللُّبناني ) مختصة فقط بلبنان الشام ؟
في أثناء بحثي عن تراجم علماء بلدي كان يستوقفني تراجم نسبتهم ( اللُّبْناني ) لكن لا أجد ذكراً في ترجمتهم أن مولدهم في لبنان أو أنهم سكنوا فيه، بل بالعكس أجد في ترجمتهم أنهم بعيدون عن لبنان باتجاه المشرق وبلاد أصبهان، فأحتار في هذا الأمر، وراجعت كتب الأنساب، فوجدت السمعاني ( ت 562 هـ ) لم يذكر نسبة ( اللبناني ) في كتابه الموسوعي " الأنساب "، واستدركه عليه ابن الأثير ( ت 630 هـ ) في " اللباب في تهذيب الأنساب " فقال : ( اللُّبْناني بضم اللام وسكون الباء وفتح النون وبعد الألف نون ثانية، نسبة إلى جبل لبنان من أرض الشام، مشهور يسكنه الصالحون، يُنسب إليه جماعة كثيرة ) اهـ، حتى وقفتُ على النص التالي في " المنتخب من معجم شيوخ السمعاني " ( ص 935 / نسخة الشاملة ) : ( أبو بكر عبد الله بن أبي بكر اللبناني الأصبهاني المعروف بابن رزقويه، من أهل لبنان؛ محلة على طرف من أصبهان . ) هكذا ورد النص في نسخة الشاملة، فظننتها فائدة عزيزة تفيد أن اللبناني نسبة لمحلة لبنان بأصبهان أيضاً، لكن زيادةً في الاطمئنان والتوثيق عُدْتُ لنسخة ( بي دي أف ) من " المنتخب من معجم شيوخ السمعاني " فإذا النص كالتالي : ( أبو بكر عبد الله بن أبي بكر اللُّنباني الأصبهاني المعروف بابن رزقويه، من أهل لُنبان؛ محلة على طرف من أصبهان . )، فتبيّن أنه وقع تصحيف في الشاملة .
ويظهر أن ما يُوجَد في الكتب من نسبة ( اللُّبناني ) إلى أناسٍ من بلاد المشرق وأصبهان هو تصحيف من ( اللُّنباني )؛ نسبة إلى ( لُنْبان )، وهي قرية كبيرة من قرى أصبهان، خرج منها عدد من العلماء والصالحين، من أشهرهم المحدّث أبو الحسن أحمد بن محمد اللُّنباني ( ت 362 هـ )، وأبو منصور معمر بن أحمد العبدي اللُّنباني ( ت 489 هـ )، فاقتضى التنبيه، والله أعلم .

489 –





أبو معاوية البيروتي 05-07-2011 06:40 AM



وصلني من الشيخ علي الحلبي حفظه الله :


بوركتم أخي أبا معاوية...
قلتَ في كناشتك الجميلة:


141 – سلخ السيوطي لكثير من الكتب ونسْبتها إلى نفسه
قال بشار عوّاد معروف في كتابه " الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام " ( ص 259 / حاشية 3 ) : كنت نقلت فوائد من رسالة للسيوطي اسمها " ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة مئة وعشرين " ... فتبيّن أنه سلخ كتاب ابن منده ( يقصد " معرفة الصحابة " ) فيها، على عادته في سلخ كثير من الكتب ونسبتها إلى نفسه – رحمه الله - .



قلتُ:لابن مندة رسالة مطبوعة فيمن عاش من الصحابة......
وليس(معرفة الصحابة)!
وفقكم الله


قال أبو معاوية البيروتي : كنت أود مراسلتك شيخنا لأشكرك، لكن صندوق رسائلي ممتلئ منذ زمن !!
فأقول : جزاك الله خيراً وحفظك الله من كل سوء،
ودمت بإذن الله ناشراً للدعوة السلفية ولتراث الإمام الألباني رحمه الله .

أبو معاوية البيروتي 05-12-2011 04:42 PM




489 – أرق بيت شعر قالته العرب، وأهجى بيت، وأمدح بيت، وأفخر بيت ...
قال ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في " تاريخ دمشق " : قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب : أخبرني عمي الحسن ابن محمد، نا أحمد بن الحارث، نا المدائني، حدثني أبو عمران بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه وحدثنيه عوانة أيضاً قال : صنع عبد الملك بن مروان طعاماً فأكثر وأطاب ودعا إليه الناس فأكلوا، ... ( فقال عبد الملك بن مروان لرجل من بني عذرة ) : هل لك علم بالشعر ؟ قال : سلني عما بدا لك يا أمير المؤمنين، قال : أي بيت قالت العرب أمدح ؟ قال : قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا ...... وأندى العالمين بطون راح
قال : وجرير في القوم، فرفع رأسه وتطاول لها، قال : فأي بيت قالته العرب أفخر ؟ قال : قول جرير :
إذا غضبت عليك بنو تميم ......... حسبت الناس كلهم غضابا
قال : فتحرك جرير، ثم قال : أي بيت أهجا ؟ قال : قول جرير :
فغض الطرف إنك من نمير ....... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
قال : فاستشرف لها جرير، قال : فأي بيت أغزل ؟ قال : قول جرير
إن العيون التي في طرفها حور ....... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قال : فاهتز جرير وطرب، ثم قال له : فأي بيت قالت العرب أحسن تشبيهاً ؟ قال : قول جرير :
سرى نحوهم ليل كأن نجومهم ....... قناديل فيهن الذبال المفتل
فقال جرير : جائزتي للعذري يا أمير المؤمنين، فقال له عبد الملك : وله مثلها من بيت المال، ولك جائزتك يا جرير لا ننقص منها شيئاً . اهـ .

قال أبو معاوية البيروتي : ويتكرر ذكر هذه الدعوى في الكتب كثيراً، لكن هل هذه الدعوى مسلّمٌ لها عند أهل الشعر ؟ لبيانها انظر الرابط :
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=27057

490 – شفقة العلاّمة المعلّمي على ولده وحرصه على صلاحه وتعليمه ووصيته بذلك
قال إبراهيم الصبيحي في " موسوعة المعلّمي اليماني وأثره في علم الحديث " ( 1 / 37 – 38 / ط . دار طيبة ) : للمعلّمي ولد واحد اسمه عبد الله، وُلِد – كما ذكر الشيخ – ضُحى يوم الثلاثاء سادس شهر ربيع الثاني من عام 1351 هـ، وكان للشيخ يوم وُلِد ابنه عبد الله 39 عاماً .
وممّا وجده الزيادي بخط الشيخ – متحدِّثاً عن ولده عبد الله – قال : اللهم اجعله من عبادك المخلصين، العلماء العاملين، الهداة المهديين، وإني أُعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، وأسألك أن تجعله من العلماء الراسخين، العارفين بكتابك المبين، وسنة نبيك الأمين صلى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله، وأن تجعله قرة عين لأبويه، إنك أنت الكريم الوهاب، الرازق لمن تشاء بغير حساب .
وقال أيضاً : أوصي إلى الشيخ إبراهيم رشيد أن يحتاط لولدي عبد الله – أصلحه الله – إذا توفاني الله تعالى قبل بلوغه، ويجتهد في تربيته تربية صالحة، ويمنعه من الاختلاط بالأطفال السفهاء، وينفق عليه وعلى أمه - ما لم تتزوّج – ممّا يجده من متروكي هنا، وممّا لعلّه يسّره الله تعالى من الدائرة، ثم إذا وصل حدّ القراءة ألزمه حفظ القرآن الكريم، ولقّنه التوحيد الحق، ثم يربّيه تربية دينية علمية . اهـ .

491 – خلاصة رسالة " قتل الرحمة، رؤية فقهية مقاصدية قانونية " للدكتور حمزة حمّاد
قال د . حمزة حمّاد في رسالته " قتل الرحمة، رؤية فقهية مقاصدية قانونية " ( ص 37 / ط . دار ابن حزم 1432 هـ ) : لقد توصلت في نهاية هذه الدراسة إلى جملة من النتائج؛ منها :
1 – قضية قتل الرحمة ليست بقضية جديدة، وإنما هي قضية موغلة في القدم .
2 – حقن المريض الميؤوس من شفائه حقنة قاتلة هو قتل عمد وتجري على الطبيب كل أحكام القتل العمد، ولذا فإن الدراسة توصي بتشريع قانون صارم لهذه المسألة يبيّن المسؤولية الجنائية للطبيب وما يترتب على فعله من ناحية قانونية .
3 – ذهبت الدراسة إلى أن رفع أجهزة الإنعاش عن المتوفى دماغيًّا ليس من صور قتل الرحمة .
4 – رجّحت الدراسة أن تناول المريض الميؤوس من شفائه العلاج واجب .
5 – رجّحت الدراسة أن امتناع الطبيب عن تقديم العلاج – مع إمكانية التقديم – إن أدّى إلى وفاة المريض فهو قتل عمد .

492 – استدلال البُونِيّ ( ت تقريباً 440 هـ ) بالحديث في ردّ أقوال العلماء أو ترجيحها في " تفسيره للموطأ "
صدر حديثاً عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية / قطر كتاب " تفسير الموطأ " لأبي عبد الملك مروان بن علي البُونِيّ ( ت تقريباً 440 هـ ) بتحقيق د . عبد العزيز الصغير دخان، وقد عقد محققه فصلاً ( 1 / 56 – 57 ) من مميزات هذا التفسير في استدلال البوني بالحديث في ردّ أقوال العلماء أو في ترجيحها، وضرب بعض الأمثلة على ذلك من قوله، منها :
- وفيه جواز أن يقول الرجل : فاتتني الصلاة، وقد كرهه بعض العلماء، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم أولى .
- وما وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلّم فغيره أحق بالوقوف فيه .
- وهذا قول مرغوب عنه فاسد، يدل على فساده قول النبي صلى الله عليه وسلّم : " احتجبي منه " .
- والحجة عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلّم أنه استسلف بكراً، فردّ رباعيًّا خياراً .
- وقال بعض أصحاب مالك إن بريرة كانت عجزت، وهذا دعوى، والحديث يدل على خلافه .
- وظاهر الحديث يدل على خلاف ما قال ابن سمعان .

493 - فتوى الإمام الألباني في حكم بيع الكتب التي تشتمل على عقائد وأفكار وفقه يخالف ما كان عليه السلف الصالح
نقل الشيخ مشهور سلمان في " كتب حذّر منها العلماء " ( 1 / 31 / ط . دار ابن حزم ) عن مجلة " الأصالة " ( العدد العاشر ) فتوى للإمام الألباني على هذا السؤال، قال فيها :
المجلات التي فيها صور خليعة لا يجوز التردد في عدم بيعها؛ فبيعها حرام .
أما كتب الفقه الأخرى؛ فلا بد لمن أراد أن يقف عند حدود الشرع، فإنه يجب عليه أن يكون على علم بما في هذه الكتب من آراء وأحكام وأفكار، وحينئذٍ؛ فالحكم للغالب ممّا فيه، فإنْ كان الغالب هو الصواب فيجوز بيعها، وإلا؛ فلا يجوز إطلاق القول ببيعها، ولن يجد المسلم كتاباً عدا كتاب الله خالياً من خطأ، فإذا قيل بعدم جواز بيع أي كتاب فيه خطأ؛ فحينئذ لا يجوز بيع أي كتاب، وينظر للقضية بمنظار الغالب .

494 –




أبو معاوية البيروتي 05-17-2011 05:05 AM



494 – رفعُ اللهِ عذاب الاستئصال عن الأمم بعد نزول التوراة، وشرع جهاد الكفار المكذّبين المعاندين بالسيف
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( ت 1376 هـ ) في " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " : { ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ * فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ * فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ * وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } ( المؤمنون : 45 – 49 ) .
مر عليَّ منذ زمان طويل كلام لبعض العلماء لا يحضرني الآن اسمه، وهو أنه بعد بعث موسى ونزول التوراة، رفع الله العذاب عن الأمم، أي: عذاب الاستئصال، وشرع للمكذبين المعاندين الجهاد، ولم أدر من أين أخذه، فلما تدبرت هذه الآيات، مع الآيات التي في سورة القصص، تبين لي وجهه، أما هذه الآيات، فلأن الله ذكر الأمم المهلكة المتتابعة على الهلاك، ثم أخبر أنه أرسل موسى بعدهم، وأنزل عليه التوراة فيها الهداية للناس، ولا يرد على هذا إهلاك فرعون، فإنه قبل نزول التوراة، وأما الآيات التي في سورة القصص، فهي صريحة جدًّا، فإنه لما ذكر هلاك فرعون قال: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } فهذا صريح أنه آتاه الكتاب بعد هلاك الأمم الباغية، وأخبر أنه أنزله بصائر للناس وهدى ورحمة، ولعل من هذا، ما ذكر الله في سورة " يونس " من قوله : { ثم بعثنا من بعده } أي: من بعد نوح { رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين * ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون } الآيات، والله أعلم . اهـ .
وقال السعدي في تفسير { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } وهو التوراة { مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأولَى } الذين كان خاتمتهم في الإهلاك العام، فرعون وجنوده. وهذا دليل على أنه بعد نزول التوراة، انقطع الهلاك العام، وشرع جهاد الكفار بالسيف .

495 – أضرار الخروج على الحكّام عبر التاريخ
قال الإمام عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي ( ت 1386 هـ ) في " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ( 1 / 94 ) : قد جرّب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر، خرج الناس على عثمان يرون أنهم إنما يريدون الحق، ثم خرج أهل الجمل يرى رؤساهم ومعظمهم أنهم إنما يطلبون الحق، فكانت ثمرة ذلك بعد اللتيا والتي أن انقطعت خلافة النبوة وتأسست دولة بني أمية، ثم اضطر الحسين بن علي إلى ما اضطر إليه فكانت تلك المأساة، ثم خرج أهل المدينة فكانت وقعة الحرة، ثم خرج القرّاء مع ابن الأشعث فماذا كان ؟ ثم كانت قضية زيد بن علي وعرض عليه الروافض أن ينصروه على أن يتبرّأ من أبي بكر وعمر فأبى فخذلوه، فكان ما كان ،ثم خرجوا مع بني العباس فنشأت دولتهم التي رأى أبو حنيفة الخروج عليها، واحتشد الروافض مع إبراهيم الذي رأى أبو حنيفة الخروج معه، ولو كُتِبَ له النصر لاستولى الروافض على دولته، فيعود أبو حنيفة يفتي بوجوب الخروج عليهم !
هذا والنصوص التي يحتج بها المانعون من الخروج والمجيزون له معروفة، والمحققون يجمعون بين ذلك بأنه إذا غلب على الظن أن ما ينشأ عن الخروج من المفاسد أخف جدًّا مما يغلب على الظن أنه يندفع به جاز الخروج وإلا فلا . وهذا النظر قد يختلف فيه المجتهدان، وأولاهما بالصواب من اعتبر بالتاريخ وكان كثير المخالطة للناس والمباشرة للحروب والمعرفة بأحوال الثغور . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : قرأتُ هذه الفائدة في كتاب " الإمام عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي اليماني، حياته وآثاره "، تأليف : أحمد الأسدي، ط . مكتبة الرضوان / مصر .

496 – هل يوجد دليل أن عورة المرأة على المرأة ما بين السرّة إلى الركبة فقط ؟
قال د . أحمد بن عبد الرحمن القاضي في " ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين " : مسألة ( 574 ) ( 3/1/1421هـ )
سألت شيخنا رحمه الله : تكلم بعض العلماء في وسائل الإعلام عن جواز كشف المرأة ساقيها ونحرها أمام النساء بناءً على أن ذلك هو ظاهر المذهب ، وأن عورة المرأة على المرأة من السرَّة إلى الركبة فقط ، فما مستند هذا القول عند الفقهاء وما الجواب عنه ؟
فأجاب : لا يوجد دليل على أن حد عورة المرأة على المرأة من السرَّة إلى الركبة ، وإنما قاسوه على عورة الرجل على الرجل . والصحيح أنه لا ينبغي الإفتاء بهذا في هذا العصر الذي توسعت فيه النساء في الملبس ، وكثر الافتتان . فينبغي للمفتي مراعاة الأحوال . وحتى لو جاز نظر المرأة إلى صدر المرأة ، وساقيها ، وعضديها ، ونحو ذلك ، فإن المنظورة عليها أن تستر سائر جسدها ، كما كانت نساء الصحابة . وقد ذكر شيخ الإسلام أنهن يسترن من الرسغ إلى الكعب . ولا يظن بهن رضوان الله عليهن أنهن يظهرن ما ذُكر فيما بينهن ، فينبغي التفريق بين مسألة النظر ، ومسألة اللباس .
مسألة ( 575 ) ( 5/3/1420هـ )
سألت شيخنا رحمه الله : ما حد عورة المرأة على المرأة ، حيث أن النساء المتبرجات في حفلات الأعراس يحتججن بأن عورة المرأة على المرأة من السرَّة إلى الركبة ؟
فأجاب : هكذا حدّها بعض الفقهاء، ونهي النبي صلى الله عليه وسلّم المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة نهي للناظرة ، وليس للابسة ، فليس من مقتضى ذلك أن لا يجب على المرأة أن تستر إلا ما بين السرَّة والركبة . فأنت إذا قلت لأحد : لا ينظر عورتك أحد ، ليس معناه أن ينظر إلى ما سوى ذلك . والنبي صلى الله عليه وسلّم كان يخاطب نساءً يجررن ذيولهن ذراعاً ، لا أنهن لا يسترن إلا ما بين السرَّة والركبة .

497 - تجويز ابن عبد البر ( ت 463 هـ ) رواية الحديث الموضوع بشرطين، وتعليق الحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ ) على كلامه
قال الحافظ ابن عبد البر في " الاستيعاب في معرفة الأصحاب " – في ترجمة لهيب بن مالك اللهبي - : ويقال لهب، روى خبراً عجيباً في الكهانة وأعلام النبوة، رأيت أن أذكره لما فيه من ذلك ... فذكره مطوّلاً ناقلاً إسناده من كتاب " الصحابة " لأبي جعفر العقيلي، وقال ابن عبد البر : إسناد هذا الحديث ضعيف، ولو كان فيه حكم لم أذكره لأن رواته مجهولون، وعمارة بن زيد متهم بوضع الحديث، ولكنه في معنى حسن من أعلام النبوة والأصول في مثله لا تدفعه بل تصححه وتشهد له، والحمد لله . اهـ .
فعلّق الحافظ ابن حجر على كلامه في " الإصابة في تمييز الصحابة " قائلاً : يُستفاد من هذا أنه تجوز رواية الحديث الموضوع إنْ كان بهذين الشرطين، إلا يكون فيه حكم وأن تشهد له الأصول، وهو خلاف ما نقلوه من الاتفاق على عدم جواز ذلك، ويمكن أن يقال ذكر هذا الشرط من جملة البيان .

498 – لماذا نقل العلاّمة المعلّمي في كتابه " القائد إلى تصحيح العقائد " عن شيخ الإسلام ابن تيمية ولم يصرِّح باسمه
قال إبراهيم الصبيحي في " موسوعة المعلّمي اليماني وأثره في علم الحديث " ( 1 / 88 - 89 / ط . دار طيبة ) : عثرتُ على ورقة خطية بقلم المعلّمي رحمه الله ( قال فيها ) :
بسم الله الرحمن الرحيم . آنستُ من كلام بعض الإخوان أنه يُنكِر عليّ أني في كتاب " القائد إلى إصلاح العقائد " ربما ذكرت شيئاً من حِجاج شيخ الإسلام بدون عزو، فأرى أن أشرح حقيقة الحال : لم أجمع ذاك الكتاب ليقرأه الإخوان وغيرهم ممّن قد تفضّل الله تعالى عليهم بحسن العقيدة، وإنما جمعته دعوة لغيرهم، فههنا أمور :
كان الشيخ الخضر الشنقيطي وصل إلى حيدر آباد حين كنتُ بها، وجرت له أمور، وجرى مرة ذِكر شيخ الإسلام رحمه الله، فقال الشنقيطي : " أنا لا أحب كتب ابن تيمية، ولا تطاوعني نفسي قراءة شيء منها، ولقد جاء يوسف ياسين مرة بجزء من فتاوى ابن تيمية، فتركه في بيتي، فلمّا علمت بذلك غضبت، واضطرب خاطري، وكرهت أن يبيت الجزء في بيتي، فلم أستقر حتى أرسلت به إلى صاحبه " .
هذا معنى كلامه، هذه حاله وحال أشباهه، ينفرون من كتب شيخ الإسلام، ومن اسمه أيضاً، على نحو ما ورد في عمر بن الخطاب أن الشيطان ينفر منه، فظننت أن هؤلاء لو رأوا في كتابي ترداد ذكر شيخ الإسلام، يوشك أن يُعرضوا عن قراءته البتة، وأنا أرى أن المصلحة أن أجترهم إلى مطالعته لعل الله تعالى أن ينفعهم به .

499 - أحد المتنطعين من الفقهاء يصحّف عمداً اسم والد الصحابي عياض بن حِمار !
قال الحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ ) في ترجمة الصحابي عياض بن حِمار في " الإصابة في تمييز الصحابة " : أبوه باسم الحيوان المشهور، وقد صحّفه بعض المتنطعين من الفقهاء لظنه أن أحداً لا يسمّى بذلك . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وقد بحثتُ فلم أعرف من قصد الحافظ ابن حجر .

500 – كتابٌ اسمه " خيرٌ مِن زِنَتَهِ " !
قال ابن عبد البر ( ت 463 هـ ) في كتابه " التعريف بأصحاب مالك " ( مخطوط ) : وقال أبو الحسن بن أبي طالب القيروانيُّ العابد في كتاب " الخطاف " : إن علي بن زياد ( التونسي / ت 183 هـ ) لمّا ألّف كتاباً في البيع، لم يَدْرِ ما يُسَمّيه به، فقيل له في المنام : سَمِّه كتاب " خيرٌ مِن زِنَتَهِ "، ورأى حبيبٌ أخو سَحْنون في منامه : خُذْ كتاب : خيرٌ مِن زِنَتَهِ ذهباً، فإنه الحق عند الله تعالى . اهـ .
نقلها د . عبد العزيز دخان المسيلي في تحقيقه لكتاب " تفسير الموطأ " ( 1 / 77 ) لأبي عبد الملك مروان بن علي البُونِيّ ( ت تقريباً 440 هـ )

501 –

أبو معاوية البيروتي 05-22-2011 08:36 AM




501 – بيان موقف الإمام الألباني من السرقات العلمية
قال عصام هادي في " محدّث العصر الإمام الألباني كما عرفته " ( 74 / ط . دار الصديق ) : لمّا كثُر اللّغط حول ما يفعله بعض إخواننا من نقل لكلام العلماء دون أن يعزو ذلك إليهم، سألتُ شيخنا : هل هذه سرقة أم لا ؟
فقال الشيخ : نعم هو سرقة، ولا يجوز شرعاً، لأنه تشبّع بما لم يُعْطَ، وفيه تدليس وإيهام أن هذا الكلام أو التحقيق من كيسه وعلمه .
فقلتُ : شيخنا، بعضهم يحتج بما وقع فيه بعض العلماء السابقين .
فقال : هل يفخرون بذلك ؟ لا ينبغي لطالب العلم أن يفخر بذلك، واعلم يا أستاذ أن المنقول هو أحد أمرين :
- فمن نقل كلاماً لا يشك أحد رآه أنه ليس من كلامه؛ كمثل ما أقوله أنا غيري : إن فلاناً ضعيف أو ثقة، فكل من يقرأ هذا يعلم أن هذا ليس من كلامي، فهذا يغتفر .
- أما ما فيه بحث وتدقيق فلا يجوز أيًّا كان فاعله .
تمّ هذا السؤال بعد ظهر الخميس الموافق 28 جمادى الآخرة 1418 هـ ، 30 / 10 / 1997 م . اهـ .

502 – أوائل من صنفوا في كتب الزوائد الحديثية
قال نبيل جرار في مقدّمة كتابه " الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء " : كتب الزوائد : بدأَ التصنيفُ في الزوائدِ في القرنِ الثامنِ الهجري، فأولُ مَن ذُكر أنَّه صنفَ في الزوائدِ هو مغلطاي بنُ قليج الحنفيُّ (762 هـ)، وصنفَ:
1 - زوائدَ ابنِ حبانَ على الصحيحينِ.
ومِن بعدِه ابنُ المُلقنِ عمرُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ الشافعيُّ (804 هـ)، ذكرَ السخاويُّ في الضوءِ اللامعِ (3/ 200) أنَّه
2 - شرحَ زوائدَ مسلمٍ على البخاريِّ في أربعةِ أجزاءَ.
3 - وزوائدَ أبي داودَ على الصحيحينِ في مجلدينِ.
4 - وزوائدَ الترمذيِّ على الثلاثةِ، كتبَ مِنه قطعةً صالحةً.
5 - وزوائدَ النسائيِّ عليها، كتبَ مِنه جزءاً.
6 - وزوائدَ ابنِ ماجة على الخمسةِ، في ثلاثِ مجلداتٍ، وسمَّاه: ما تمسُّ إليه الحاجةُ على سننِ ابنِ ماجة .
ثم جاءَ الإمامُ الهيثمي (807 هـ) وتركَ بصماتِه الواضحةَ في هذا الفنِّ، وليسَ مِن المبالغةِ القولُ أنَّه إمامُ هذا الفنِّ بلا منازعٍ. وله في هذا الفنِّ ثمانيةُ مصنفاتٍ:
7 - مواردُ الظمآنِ إلى زوائدِ ابنِ حبانَ. مطبوعٌ.
8 - بغيةُ الباحثِ عن زوائدِ مسندِ الحارثِ. مطبوعٌ.
9 - غايةُ المقصدِ في زوائدِ المسندِ. مطبوعٌ.
10 - المقصدُ العليِّ في زوائدِ أبي يعلى الموصليِّ. مطبوعٌ.
11 - كشفُ الأستارِ عن زوائدِ البزارِ. مطبوعٌ.
12 - مجمعُ البحرينِ في زوائدِ المعجمينِ. مطبوعٌ.
13 - البدرُ المنيرُ في زوائدِ المعجمِ الكبيرِ.
14 - مجمعُ الزوائدِ ومنبعُ الفوائدِ. مطبوعٌ.
* ومِن بعدِه البُوصيري (840 هـ)، وله في هذا الفنِّ ثلاثةُ مصنفاتٍ:
15 - مصباحُ الزجاجةِ في زوائدِ ابنِ ماجه. مطبوعٌ.
16 - فوائدُ المنتقي لزوائدِ البيهقي.
17 - إتحافُ الخيرةِ المهرةِ بزوائدِ المسانيدِ العشرةِ، وهذه المسانيدُ هي : مسندُ أبي داودَ الطيالسي، ومُسددٍ، والحميديِّ، وابنِ أبي عمرَ، وإسحاقِ بنِ راهويه، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، وأحمدَ بنِ منيعٍ، وعبدِ بنِ حميدٍ، والحارثِ بنِ أبي أسامةَ، والمسندُ الكبيرُ لأبي يعلى الموصليِّ.
وقد اختصَرَه وجرَّدَه مِن الأسانيدِ وسمَّاه: مختصر إتحافِ السادةِ المهرةِ بزوائدِ المسانيدِ العشرةِ. ومعاصرُه وشيخُه الحافظُ ابنُ حجرٍ (852 هـ)، وله في هذا الفنِّ خمسةُ مصنفاتٍ:
18 - زوائدُ مسندِ البزارِ. وقد اعتمدَ فيه على كتابِ الهيثميِّ: كشفِ الأستارِ، وحذفَ مِنه ما رواه الإمامُ أحمدُ في مسندِه، «لأنَّ الحديثَ إذا كانَ في المسندِ الحنبليِّ لم يحتجْ إلى عزوِه إلى مصنفٍ غيرِه لجلالتِه» كذا قالَ في مقدمتِه رحمه اللهُ. والكتابُ مطبوعٌ.
19 - زوائدُ مسندِ الحارثِ بنِ أبي أسامةَ.
20 - زوائدُ مسندِ أحمدَ بنِ منيعٍ.
21 - زوائدُ الأدبِ المفردِ للبخاري.
22 - المطالبُ العاليةُ بزوائدِ المسانيدِ الثمانيةِ. وهي نفسُها المسانيدُ العشرةُ التي استخرجَ البُوصيري زوائدَها في إتحافِ الخيرةِ، أما قولُه في اسمِ الكتابِ: المسانيد الثمانية، فلأنَّها التي وقعتْ له كاملةً، كما قالَ في مقدمتِه: وقد وقعَ لي مِنها ثمانيةٌ كاملاتٌ.
قلتُ: وتاسعُها مسندُ إسحاقَ بنِ راهويه لم يقعْ له مِنه إلا النصفُ، وعاشرُها مسندُ أبي يعلى فإنَّه تتبعَ ما فاتَ شيخَه الهيثمي في المجمعِ، فغَدا الأمرُ كما قالَ هو في مقدمتِه: فصارَ ما تتبعتُه مِن ذلكَ مِن عشرةِ دواوينَ. وكتابُه هذا سابقٌ لكتابِ البُوصيري . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : نقلتُ الفصل مع شيءٍ من الاختصار .

503 – من عاجل بشرى المؤمن : عبد الرحيم الأسنوي الشافعي ( ت 772 هـ ) يرى في منامٍ سيدنا عمر قبل وفاته بيسير
قال الحافظ العراقي ( ت 806 هـ ) في " ترجمته لشيخه جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي ( ت 772 هـ ) " ( ص 79 / ط . دار البشائر الإسلامية ) : حكى لي بعض أصحابه، وهو الذي كان ينسخ له تصانيفه، وهو القاضي نور الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الجلال الإسنائي، قال : دخلتُ للشيخ فأعطاني كراريس لأنسخها، وكان في الكراريس ورقة، فرفعها هو من الورق، فأردتُ أن آخذها لأنظرها، فقال : هذه ما تتعلّق بك، فألححتُ عليه أسأله، فقال لي : رأيتُ في النوم وكأني جالسٌ في مكان، وكأني أشتغل، وأنا أتكلّم، فقال لي رجلٌ جالسٌ إلى جانبي : اشتقنا إليك يا فلان، فسألتُ جليسي الآخر : من هذا ؟ فقال : هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في منامٍ له ذكره، فكأنه بسبب ذلك استشعر الموت وقرب أجله، والله أعلم .

504 – ينبغي رواية الحديث كما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلّم بدون حذف أو تغيير
قال العلاّمة الألباني في " ضعيف أبي داود " ( 10 / 476 / ط . غراس ) – عند كلامه على جملة (" لو بلغْتِ معهم الكُدى... " فذكر تشديداً في ذلك ) - : كذا في الأصل؛ وكأن المصنف- أو أحد رواته- حذف تتمة الحديث تأدباً مع فاطمة رضي الله عنها، وكأنه اقتدى بالإمام الشافعي رحمه الله في حديث المخزومية التي سرقت - كما سيأتي في "صحيح الحدود" - . ولفظ المحذوف عند جميع من ذكرنا من المخرجين : "... ما رأيت باب الجنة حتى يراها جَدُّ أبيك " . وما صنعه هؤلاء المخرجون هو الواجب؛ أداءً للأمانة العلمية - كما لا يخفى - . ذلك؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكلم بهذا - إن صح - أمام الناس لِيُعلّمهم . قال المعلق على "مختصر المنذري" (4/288) : " وفي كل كلمة من كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الفوائد ما يظهر لبعض الناس، ويخفى على غيره؛ فينبغي رواية الحديث كما قاله الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ بدون حذف ولا تغيير. وهذا هو الأدب اللائق مع رسالته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

505 – موقف الأديب الروسي ليون تولستوي ( 1828 – 1910 م ) من النبي محمد صلى الله عليه وسلّم
قال سليمان عثمان بن شريف في أطروحته " شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم عند علماء الألبان " ( ص 305 ) عند كلامه على كتب السيرة التي أُلِّفت أو تُرْجِمَت مِن قِبَل علماء الألبان :
" تولستوي عن محمد صلى الله عليه وسلّم "، المؤلف : ليون نيكولايوتش تولستوي، المترجم : بهجت ياشاري، طُبِع سنة 2006 في أسكوب .
أُعجِب المؤلف ( أي تولستوي ) بالإسلام وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وصرّح بذلك في كثير من المناسبات، وسُجِّلَت مواقفه تجاه الإسلام، سنة 1908 م قرأ كتاب " أحاديث محمد صلى الله عليه وسلّم " للمؤلف عبد الله السهراوردي الهندي، بعد القراءة تأثر بها فاختار بعضاً منها وجمعها في مؤلف، طبعها في نفس السنة .
من خلال الكتاب يُعَلِّم الشعب الروسي بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم التي تتكلّم فيها عن أمور اجتماعية مثل الفقر والعدالة، وكيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلّم، يريد تولستوي أن يبيّن للناس أن الإسلام منبع العدالة والمساواة والأخوة والمحبة بين الناس، وهذه هي روح نبي الإسلام .
كان الشعب الروسي يحترم تولستوي ويعرف فضله، لذلك كان بإمكانه أن يؤثّر فيهم إذا أبدى موقفاً معيّناً، لو أعلن إسلامه لتغيّر الرأي العام الروسي لصالح الإسلام وتوجّه نحوه، لذلك حرصت المخابرات الروسية على إخفاء كتابه عن محمد صلى الله عليه وسلّم وعدم إعطائه أهمية، إضافة إلى ذلك حرصوا على أن لا يُعاد طبعه ثانية .
قد سمّى الأحاديث المجموعة " أحاديث محمد التي لا توجد في القرآن " وصدر بهذا الاسم، باعتبار أن العنوان غير لائق من الناحية العقدية تغيّر بعد ذلك إلى " محمد " صلى الله عليه وسلّم .
الكاتب معروف في الأوساط العلمية الألبانية، وحتى عن قريب كان موضوعاً في البرامج الدراسية ضمن أشهر أدباء العالم، لذلك كان جديراً بالمفكرين والطبقة العلمية أن يتعرّفوا على الحقائق التي هي جزء من حياته ولكن لم يطّلعوا عليها، يروا بأعينهم ماذا قال عن الإسلام ومحبته التي أبداها للنبي صلى الله عليه وسلّم وتعجّبه بأقواله .
طُبِعَ مع الكتاب وثائق تُثبِت صحة الكتاب ونسبته إلى مؤلفه وبعض الرسائل الأخرى . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : كتاب " شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم عند علماء الألبان " لسليمان عثمان هو عبارة عن أُطروحة أُعِدّت استكمالاً لمتطلبات درجة الدكتوراه في السنّة وعلوم الحديث في " جامعة الجنان " / طرابلس - لبنان سنة 1429 هـ / 2008 م .

506 – من نوادر وبلاغات إسماعيل بن عبّاد الطالقاني ( ت 385 هـ ) المعروف بالصاحب بن عبّاد
قال عبد الملك بن محمد الثعالبي ( ت 429 هـ ) في " لطائف اللطف " ( ص 68 - 70 / ط . دار المسيرة ) : الصاحب لما رجع عن العراق سأله ابن العميد عن بغداد فقال : بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد .
ورفع إليه أن رجلاً غريب الوجه يدخل داره لاستراق السمع فوقّع : دارنا هذه خان، يدخلها من وفى ومن خان.
وذكر بعض الفقهاء وعداً وعده إياه فقال : وعد الكريم أَلْزَم من دين الغريم .
وفي وصف الحر: وجدت حرًّا يشبه قلب الصب، ويذيب دماغ الضب .
وكتب : وصلت رقعة مولاي فكانت فاتحته أحسنَ من الفتح، وواسطته أنفسَ من واسطة العقد، وخاتمته أشرف من خاتَم المُلك .
وكتب في الاستزارة : يومنا طاووسيّ الأرض فاختيّ السماء، وقد غابت شمس السماء عنا فلا بد أن تُؤثر شمس الأرض منا .
وكتب إلى من يعتذر لخوف الثقل : متى ثَقُل الجفن على العين ؟
وأطال رجل المُكْثَ عنده ولم يَقْتَدِ بغيره في القيام، فقال : الفتى من أين ؟ قال : من قم . قال : فإذاً قم !
وقال له علي بن عبد العزيز : لعلّي طوّلت . قال : بل تطوّلت .

507 – قاعدة عدم قبول رواية النساء المجهولات الحال ليست على إطلاقها
قال العلاّمة الألباني في " ضعيف أبي داود " ( 10 / 465 – 466 / ط . غراس ) – عند كلامه على جهالة حال كريمة بنت المقداد - : لكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها - كما يتبين ذلك لمن تتبع مواقف الحفاظ المتأًخرين من مثل هذه الراوية، الذهبي وابن كثير وابن رجب وابن حجر ونحوهم - فإنهم قد يقبلون حديثهم، ملاحظين في ذلك أمورا تختلف باختلاف حال الرواة مثل كريمة هذه، فإنها مع كونها تابعية؛ فإنها ابنة صحابي مشهور هو المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وأنها ليست مجهولة العين، يضاف إلى ذلك أن ابن حبان ذكرها في كتابه "الثقات " (2/343) ، ففي هذه الحالة تطمئن النفس لقبول حديثها؛ ولهذا السبب - فيما أرى - خالف الحافظ
القاعدة المذكورة، وقال في " التقريب " إنها : "ثقة". وليس ذلك خطأً منه- كما قد يتبادر لبعض الناشئين في هذا العلم -، وهو ملْحظُ الذهبي أيضاً حين لم يذكرها في فصل المجهولات من الناس؛ بينما أورد فيه ابنتها قُريبة - كما تقدم - .

508 – وصفٌ جميل لجارية كاتبة
قال عبد الملك بن محمد الثعالبي ( ت 429 هـ ) في " لطائف اللطف " ( ص 62 / ط . دار المسيرة ) : أحمد بن صالح بن سيروان، وَصَفَ جارية كاتبة فقال :
كأن خطّها أشكال صورتها، وكأن مدادها سواد شعرها، وكأن قرطاسها أديم وجهها، وكأن قلمها بعض أناملها، وكأن بنانها سحر مقلتها، وكأن سكّينها غنج لحظها، وكأنه قلب عاشقها .

509 – الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( 1325 – 1393 هـ ) يتعجّب من نفسه كيف ألقى درسَ تفسيرِ أحدِ الآيات ارتجالاً !!
قال عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس في " ترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي " ( ص 221 – 222 / ط . دار الهجرة ) : حدثني الشيخ عطية ( سالم ) أنه لمّا عُرِض عليه تفسيره لقوله تعالى : ( قال ما منعك ألاّ تسجد إذ أمرتك ) مكتوباً بعد أن فرّغه من الشريط المسجّل، وكان الشيخ قد ألقاه في المسجد النبوي ارتجالاً، وأعطاه الشيخ عطية الأوراق ليراجعها، وسمع الشيخُ المكتوبَ بصوته؛ قال : " لولا أني أسمع صوتي بأذني وأنت أتيتني بها مكتوبة؛ ما صدّقت أن شخصاً يقول هذا ارتجالاً "، وذلك بعد حوالي سنة من إلقائه الدرس، والذي تضمّن ردًّا على ابن حزم في إنكاره القياس، وهو مطبوع الآن في ملحق بآخر " مذكرة أصول الفقه " في عشرين صفحة، وسبقت الإشارة إليه .
ولعلّ ممّا يفسّر عجبه ذلك قوله رحمه الله حينما راجعه الشيخ عطية في تخفيف مستوى الدرس : " إن الله يفتح على المرء ما لم يكن يتوقع، ثم إن المسجد يجمع عجائب من أجناس مختلفة، ويكفيني واحد يحمل عني ما بلّغت ممّا عندي .

510 - صلاح أربعة أصناف في أربعة مواطن
قال محمد بن علي الحكيم الترمذي ( ت نحو 320 هـ ) : صلاح أربعة أصناف في أربعة مواطن : صلاح الصبيان في الكتاب، وصلاح القطاع في السجن، وصلاح النساء في البيوت، وصلاح الكهول في المساجد .
( تفسير روح البيان لإسماعيل حقي الإستانبولي / ت 1127 هـ ، ونقلها عنه د . الوليد العلي في تحقيقه لـ " رسالة في رياضة الصبيان وتعليمهم وتأديبهم " ) .
وجاءت المقولة في " طبقات الصوفية " لمحمد بن الحسين السلمي ( ت 412 هـ ) عن محمد بن علي الحكيم الترمذي بصلاح خمسة أصناف؛ قال : صلاحُ خمسة أصناف في خمسة مواطن : صلاح الصِّبيان في الكُتَّاب، وصلاحُ القُطَّاع في السجن، وصلاح النِّساء في البيوت، وصلاحُ الفِتْيان في العلم، وصلاحُ الكُهول في المساجد .

511 –

أبو معاوية البيروتي 05-26-2011 07:44 AM

511 – الذين يروون عن آبائهم عن أجدادهم يبلغ عددهم أكثر من أربع مئة من الرواة !
قال د . باسم الجوابرة في تحقيقه لكتاب " من روى عن أبيه عن جدِّه " ( ص 13 / ط . مكتبة المعلا ) : كثير من طلاّب العلم يظنون أن الذين يروون عن آبائهم عن أجدادهم هم عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهم في الحقيقة أكثر من أربع مئة من الرواة الذين رووا عن آبائهم عن أجدادهم كما سترى من خلال قراءة هذه الرسالة .

512 – إياك وضحك القهقهة ... فإن فيه ثمانِيَ آفات !!
قال بعض العلماء : إياك وضحك القهقهة، فإن فيه ثماني آفات :
1 – يذمّك العلماء والعقلاء .
2 – يجترئ عليك السفهاء والجهّال .
3 – إنْ كنتَ جاهلاً ازداد جهلك، وإنْ كنتَ عالماً نقص علمك لأنه ورد في الخبر أن العالم إذا ضحك مجّ من العلم مجّة؛ يعني رمى من العلم بعضه .
4 – إنّ فيه نسيان الذنوب الماضية .
5 – إنّ فيه جراءة على الذنوب في المستأنف، لأنك إذا ضحكت قسا قلبك .
6 – إنّ فيه نسيان الموت وما بعده من أمر الآخرة .
7 – إنّ عليك وِزْرَ من ضحك بضحكك .
8 – إنّ الضحك في الدنيا يعقبه بكاء طويل في الآخرة .
قال أبو معاوية البيروتي : نقلته من " حديقة القارئ " ( ص 63 / ط . دار المنارة ) لناجي الطنطاوي أخي الشيخ علي الطنطاوي، ولم يذكر مصدراً أو اسم القائل، وقد بحثت فلم أظفر بأيّهما، والله أعلم .

513 – تحرّي مواقع المياه الجوفية بقُرى النمل من طُرُق العرب منذ أيام الجاهلية
قال حمد الجاسر ( المتوفى في 16 / 6 / 1421 هـ ) في كتابه عن " رحلاته " ( ص 169 / ط . دار اليمامة ) : ممّا قرأتُ هذا اليوم : ( النمل يبحث عن الماء : يسترشد مهندسون سوفييتون يبحثون عن مياه جوفيه بآثار فصيلة من النمل، لا تستطيع العيش بدون ماء، وتحفر الأرض إلى مسافة عشرين متراً بحثاً عن رواسب مائية ) جريدة الأنباء 26 / 10 / 1392 – 3 / 12 / 1972 م .
وأقول : قد أدرك العرب هذا منذ عهدٍ قديم، فقد ذكر المؤرخون أن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلّم لمّا أمر بحفر زمزم، كان من العلامات التي اهتدى بها إلى موقع البئر قَرية النمل، ولا تزال طريقة تحرّي مواقع المياه الجوفية بقُرى النمل متّبعة لدى بعض العرب في الجزيرة في عهدنا . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : عزا العلاّمة الجاسر مصدر نقله إلى " السيرة النبوية " لابن هشام ( 1 / 151 / ط . مصطفى الحلبي )، وهو فيها عند ذكر حفر زمزم : قال ابن إسحاق – عند ذكره لمنام عبد المطلب عن بئر زمزم - : فقيل له عند قرية النمل حيث ينقر الغراب غداً، فغدا عبد المطلب ومعه الحارث ابنه ليس له ولد غيره، فوجد قرية النمل ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين إساف ونائلة اللذين كانت قريش تنحر عندهما . اهـ .

514 – كلام العلامة الألباني على تساهل الإمام ابن خزيمة رحمهما الله
سُئل الإمام الألباني في " سلسلة الهدى والنور " ( شريط 840 ) : تصحيح بعض الأئمة لبعض الأحاديث التصحيح المجمل وهذا حديث صحيح كإدخال ابن خزيمة حديثاً في صحيحه ويكون أحد رواة هذا السند ليس معنا إلا تصحيح ابن خزيمة لهذا الحديث فهل تصحيح هذا يرفع من حال هذا الراوي الذي لم يوثقه أحد ؟
فأجاب رحمه الله : هذا كتصحيح ابن حبان لكن مع النسبة التي ذكرناها بينه وبين العجلي، فأيضاً ابن خزيمة عنده شيء من هذا التساهل لكن ليس كثيراً، لأننا نجده يخالف تلميذه ابن حبان في كثير من الرواة حيث لا يحتج بحديث من يقول فيه لا أعرفه بعدالة بينما ابن حبان يقول الأصل في الراوي أو في المسلم العدالة، أردت أن أقول : أن تصحيح ابن خزيمة أقوى من تصحيح ابن حبان، لكن إذا وقفنا على تصحيح له وفيه رجل لم يوثقه أحد سوى ابن خزيمة أو تلميذه ابن حبان وليس له من الرواة كثيرون فحينئذ يتوقف في تصحيحهم . اهـ .

515 -


أبو معاوية البيروتي 05-29-2011 06:35 AM




515 - كلمات فصيحة نظنها عامية !!
ألّف محمد رشيد العويد كتاب " فصحى ... وليست عاميّة "؛ قال فيه : فُوجِئتُ حقًّا بكلمات كثيرة كنّا نحسبها عاميّة؛ فُوجِئتُ بها عربية فصحى، ... بدأتُ بقراءة في قواميس اللغة العربية أتابع كلمات شاعت على ألسنة الناس في لهجاتهم العاميّة، حسبها كثيرون أنها عاميّة وليست فصحى ... اهـ . ومن هذه الكلمات :
( بِزْر : كل حب يبزر للنبات، والبُزُر : الأولاد )، ( حَرْدان : غاضب )، ( حَطْ : وضع )، ( خَبَّص : خلط )، ( خَبَط : ضربه ضرباً شديداً )، ( زَحْلَقْ : بمعنى تزلّج )، ( شاف : بمعنى نظر )، ( قُدّام : نقيض وراء، هو المضي أمام أمام )، ( الكَرْكَرَة : ضرب من الضحك، وقيل هو أن يشتد الضحك )، ( لَبَط فلان بفلان الأرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً : ضربها به )، ( لبكت عليّ : خلطت عليّ )، ( المغْصُ : تقطيع في أسفل البطن والبطن ووجع فيه )، ( مَغْمَغْ الكلام : لم يُبيّنه )، ( نَتَشْتُ الشيء : استخرجته )، ( نَغِص نغصاً : لم تتم له هناءته، وقيل : النَّغَص : كدر العيش )، ( نَكَزَهُ : دفعه وضربه )، ( ورش : تقول العامة : هذا طفل وِرِشْ؛ تريد كثير الحركة والنشاط، قال أبو عمرو : الوارش : النشيط )، ( الوَشْوَشَة : كلام مختلط حتى لا يكاد يُفهَم ) .

516 - إن التقليد المنضبط خير من الاجتهاد الأهوج .
قال الإمام الألباني : إن التقليد المنضبط خير من الاجتهاد الأهوج . ( سلسلة الهدى والنور / شريط 852 )

517 – أكثر حوادث الطلاق سببها .....
قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي ( ت 1420 هـ ) رحمه الله : لو أن الرجل " طوّل باله " عند الغضب، ... ولو أن المرأة - حين ترى زوجها غضبان – تسكت عنه وتكفّ عن جوابه، لا تلقي على نار غضبه دلواً من البنزين بدلاً من أن تلقي عليه دلواً من الماء ... لو فعلا ذلك لذهبت ثلاثةُ أرباع أسباب الطلاق، وقد لبثتُ قاضياً ومستشاراً في محكمة النقض ( التمييز ) سبعاً وعشرين سنة، فوجدتُ أن أكثر حوادث الطلاق سببها غضب الرجل الأعمى وجواب المرأة الأحمق، والأمر على الغالب تافه لا يستحق الاهتمام .
" فصول اجتماعية " ( ص 277 / ط . دار المنارة ودار ابن حزم )

518 – كل ما يُحْدِث الحزن والندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين : كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، ولهذا أيضا أصول منها: أن الله سبحانه وتعالى قال : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله )، والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء، ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا ، لا ؛ المراد : أن نبتعد عن كل ما يحزن, و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتناجى اثنان دون الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه )؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه, ثانياً : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل عن يساره ثلاث مرات, ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان, وينقلب إلى جنبه الثاني, ولا يخبر بها أحداً، ويتوضأ ويصلي, كل هذا من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض, ولهذا قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها، فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث؛ يعني: استراحوا، ولم يبق لهم هَم, فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه, ولهذا قال الله تعالى : ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )، لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة، سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة .
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما؛ أي : أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائماً مسروراً بعيداً عن الحزن, والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة ؛
الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم؛ لأنها انتهت بما هي عليه، إنْ كانت مصيبة فقل : (( اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها )) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة، لماذا ؟ لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها .
المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله، وإذا جاءتك الأمور فاضرب لها الحل, لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له .
والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها, حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم، لتكون دائماً مستريحاً منشرح الصدر، مقبلاً على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية , فإذا جربت هذا استرحت؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع، فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير . اهـ .
نقله الأخ علي الفضلي من "شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع) .

519 – دعوى أن الشافعي لم يكن من شيوخه وكيع بن الجراح، وإنكار نسبة الأبيات " شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي " له
وقفتُ على إنكار نسبة الأبيات إلى الإمام الشافعي ( ت 204 هـ ) - بدعوى أن وكيعاً ( ت 196 هـ ) لم يكن من شيوخه - إلى ثلاثة من المشايخ : محمد نجيب المطيعي وأبي إسحاق الحويني وحاتم العوني، والأبيات هي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ...... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ...... ونور الله لا يهدى لعاص
فأما دعوى أن وكيعاً لم يكن من شيوخ الشافعي، فيردّها أن الشافعي حدَّث عن وكيع بن الجراح في أكثر من عشرة مواضع في كتابه " الأم "، وأولها في كتاب الصدقات حيث قال : أخبرنا وَكِيعُ بن الْجَرَّاحِ أو ثِقَةٌ غَيْرُهُ أو هُمَا عن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاقَ ...
وأما هل تصح نسبة هذه الأبيات إلى الشافعي أم هي لآخر ؟ فأقدم من وقفت أنه نسبها للشافعي ابن القيم ( ت 751 هـ ) في " الجواب الكافي "، ووردت في بعض الكتب منسوبة لمجهول جاء إلى وكيع يشكو سوء الحفظ فأجابه بتلك الأبيات، وأقدمها كان الخطيب البغدادي ( ت 463 هـ ) في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي " حيث قال : أنشدنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ( ت 431 هـ ) لبعضهم ... فذكره . ولو كان وقف على أن الشافعي قاله لذكره، والله أعلم .
فائدة : للدكتور مجاهد بهجت بحثٌ في مجلة الأحمدية ( عدد 8 / ص 311 – 341 / جمادى الأولى 1422 هـ ) عنوانه " النصوص الشعرية المنسوبة إلى الشافعي وغيره، تخريج وتوثيق "، جمع فيه 92 نصًّا شعريًّا منسوباً إلى الإمام الشافعي وإلى غيره، وقسّمها إلى مجموعات : ما ترجّح – عنده – نسبتها إليه، ما ترجّح نسبته إلى غيره، ما جزم بخطأ نسبته إليه، وما توقف فيه . قال أبو معاوية البيروتي : وقد قرأتها كلّها فلم أجد فيها موضوع بحثنا .
وللدكتور نفسه كتاب " ديوان الشافعي " جمع وتحقيق ودراسة،
مطبوع، ويحتوي على أكثر من خمس مئة بيت شعر، وهو نشرة علمية تُخَرِّج النصوص الشعرية من كتب الطبقات والتراجم والمناقب والأدب والشعر بالاعتماد على عدد من المخطوطات؛ منها " نتيجة الأفكار فيما يُعزى إلى الإمام الشافعي من الأشعار " لأحمد العجمي، و " الغيث الهامع في فضائل محمد بن إدريس بن شافع " لمؤلف مجهول، وغيرهما .

520 -

علي بن حسن الحلبي 05-29-2011 08:36 AM

سبحان الله...
كتبت بحثا -لمناسبة طرأت-قبل أكثر من ربع قرن-بعنوان:(التشنيع على من شك في لقيا الشافعي بوكيع)...
أظنه مفقوداً !!

كشيدة جلالي 05-29-2011 10:57 AM

جعلها الله في ميزان حسناتك
 
الحمد لله رب العالميـــــــــــــــن بارك الله فيك الاخ الفاضل ابو معاوية البيروتي حفظك الله ورعاك
ونسال الله لك التوفيق, ونفع الله بك الجميـــــــــع .

أبو معاوية البيروتي 06-04-2011 07:12 AM


بارك الله فيكم،


520 – جواب الإمام الألباني على من قال أن كتابةَ ردٍّ على جاهل فيه إشهارٌ له وتعريف به
قال الإمام الألباني في كتابه " النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرجيحة " ( ص 7 / ط . دار ابن عفان ) : إني لأعلم أن بعضاً من إخواننا دُعاةُ السُّنة – أو الحريصين عليها – ( قد ) يقولون في أنفسهم : أليس في هذا الردّ إشهارٌ لهذا الجاهل، وتعريفٌ بهذا ( الهدّام ) ؟!!
فأقول : فكان ماذا ؟! أليس واجباً كشفُ جهلِ الجاهل للتحذير منه ؟! أليس هذا نفسه طريق علماء الإسلام – منذ قديم الزمان – لنقضِ كلِّ مُنحرف هجّام ونقدِ كلِّ متطاولٍ هدَّام ؟! ثم؛ أليس السكوت عن مثله سبيلاً يغرِّر به العامة والدهماء والهَمَجُ الرَّعَاع ؟! فليكُن إذاً ما كان؛ فالنصيحة أُسُّ الدين، وكشف المُبطل صيانةٌ للحق المبين؛ ( ولينصرنّ الله من ينصره )؛ ولو بعد حين ...

521 – استدراك رواية الإمام مالك بن أنس الأصبحي عن أبيه عن جدِّه على كتاب " من روى عن أبيه عن جدِّه " لابن قُطلوبغا
كتاب " من روى عن أبيه عن جدِّه " ( ط . مكتبة المعلا / الكويت ) للحافظ قاسم ابن قطلوبغا ( ت 879 هـ ) هو كتاب يكاد يكون جامعاً في موضوعه، وقد حوى أكثر من أربع مئة من الرواة الذين رووا عن آبائهم عن أجدادهم، وبفضل الله وقفتُ على رواية الإمام مالك بن أنس عن أبيه عن جدِّه لم يذكرها ابن قطلوبغا في كتابه، قال ابن المقرئ في معجمه :
حدثنا أبو الحسن مروان بن عبد الملك الأندلسي بمصر ، حدثنا أحمد بن حماد بن مسلم بن زغبة ، حدثنا محمد بن روح القشيري ، حدثنا يونس بن هارون ، من أهل الشام ، حدثنا مالك بن أنس ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يفرح لهن الجسد ويربو عليه : الطيب ، ولبوس الثوب ، أراه قال : اللين ، وشربة العسل " . اهـ .
ورواه الخطيب البغدادي في " المتفق والمفترق " من طريق أحمد بن حفص المعافري عن محمد بن روح القشيري، وقال : لا أعلم روي عن مالك رحمه الله تعالى إلا من هذا الوجه .

522 – قال الألباني : وهذه فائدة عزيزة قد خلت منها كتب التراجم
قال ابن أبي عاصم ( ت 287 هـ ) في كتاب " السنة " ( 833 ) : ثنا محمد بن مهدي الأيلي أبو عبد الله ثقة صدوق حدثنا أبو داود ...
فعلّق العلاّمة الألباني قائلاً : محمد بن مهدي الأيلي قد وثقه المصنف رحمه الله تعالى كما ترى، وهذه فائدة عزيزة قد خَلَتْ منها كتب التراجم، فقد أورده ابن أبي حاتم ولم يزد في ترجمته على قوله ) روى عنه أبو زرعة رحمه الله تعالى ( قلت : وهذا معناه أنه ثقة عند أبي زرعة أيضاً لما ذكروا عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة .

523 – من عجيب تواضع الإمام اللغوي أبي حاتم السجستاني ( ت 250 أو 255 هـ ) وإخلاصه في النصيحة
قال أبو الطيب محمد اليوسفي الكاتب : كنتُ يوماً عند أبي حاتم السِّجستاني إذ أتاه شابٌّ من أهل نيسابور، فقال له : يا أبا حاتم، إني قدمتُ بلدكم؛ وهو بلد العلم والعلماء، وأنت شيخ هذه المدينة، وقد أحببتُ أن أقرأ عليك " كتاب سيبويه " .
فقال له أبو حاتم : " الدين النصيحة "، إنْ أردتَ أن تنتفع بما تقرأ فاقرأ على هذا الغلام، محمد بن يزيد ( ابن المبرد ) . فتعجّبتُ من ذلك .

524 –

أبو معاوية البيروتي 06-06-2011 06:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي (المشاركة 129064)


523 – من عجيب تواضع الإمام اللغوي أبي حاتم السجستاني ( ت 250 أو 255 هـ ) وإخلاصه في النصيحة
قال أبو الطيب محمد اليوسفي الكاتب : كنتُ يوماً عند أبي حاتم السِّجستاني إذ أتاه شابٌّ من أهل نيسابور، فقال له : يا أبا حاتم، إني قدمتُ بلدكم؛ وهو بلد العلم والعلماء، وأنت شيخ هذه المدينة، وقد أحببتُ أن أقرأ عليك " كتاب سيبويه " .
فقال له أبو حاتم : " الدين النصيحة "، إنْ أردتَ أن تنتفع بما تقرأ فاقرأ على هذا الغلام، محمد بن يزيد ( ابن المبرد ) . فتعجّبتُ من ذلك .




المصدر :

" المقفى الكبير " ( 7 / 467 / ط . دار الغرب الإسلامي ) للمقريزي ( ت 845 هـ )

أبو معاوية البيروتي 06-06-2011 06:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي (المشاركة 129064)


523 – من عجيب تواضع الإمام اللغوي أبي حاتم السجستاني ( ت 250 أو 255 هـ ) وإخلاصه في النصيحة
قال أبو الطيب محمد اليوسفي الكاتب : كنتُ يوماً عند أبي حاتم السِّجستاني إذ أتاه شابٌّ من أهل نيسابور، فقال له : يا أبا حاتم، إني قدمتُ بلدكم؛ وهو بلد العلم والعلماء، وأنت شيخ هذه المدينة، وقد أحببتُ أن أقرأ عليك " كتاب سيبويه " .
فقال له أبو حاتم : " الدين النصيحة "، إنْ أردتَ أن تنتفع بما تقرأ فاقرأ على هذا الغلام، محمد بن يزيد ( ابن المبرد ) . فتعجّبتُ من ذلك .




المصدر :

" المقفى الكبير " ( 7 / 467 / ط . دار الغرب الإسلامي ) للمقريزي ( ت 845 هـ )

أبو معاوية البيروتي 06-12-2011 06:46 PM




524 – ضياع بعض كتب الأمّهات المطوّلات التي اغتالتها طوارق الحدثان
قال العلاّمة أحمد فارس الشدياق ( 1219 – 1304 هـ ) في مقدّمته على الكتاب الموسوعي " لسان العرب " ( 1 / 6 / ط . صادر ) – والتي كتبها في 17 رجب 1300 هـ - : هذا وكما أني قررتُ أن اللغة العربية أشرف اللغات، كذلك أُقرّر أن أعظم كتاب أُلِّف في مفرداتها كتاب لسان العرب للإمام المتقن ... ابن منظور ( 630 – 711 هـ ) ... فهو يغني عن سائر كتب اللغة، إذْ هي بجملتها لم تبلغ منها ما بلغه، قال الإمام محمد بن الطيّب محشّي القاموس : وهو عجيب في نقوله وتهذيبه، وتنقيحه وترتيبه، إلا أنه قليل بالنسبة لغيره من المصنفات المتداولة، وزاحم عصره عصر صاحب القاموس رحم الله الجميع . انتهى .
وسبب قلّته كبر حجمه وتطويل عبارته، فإنه ثلاثون مجلداً، فالمادة التي تملأ في القاموس صفحة واحدة تملأ فيه أربع صفحات بل أكثر، ولهذا عجزت طلبة العلم عن تحصيله والانتفاع به، وبالجملة فهو كتاب لغة، ونحو، وصرف، وفقه، وأدب، وشرح للحديث الشريف، وتفسير للقرآن الكريم، فصدق عليه المثل " إن من الحسن لشقوة "، ولولا أن الله تبارك وتعالى أودع فيه سرًّا مخصوصاً لِما بقي إلى الآن، بل كان لحق بنظرائه من الأمّهات المطوّلة التي اغتالتها طوارق الحدثان : كالموعب لعيسى بن غالب التياني، والبارع لأبي علي القالي، والجامع للقزاز، وغيرها ممّا لم يبقَ له عين ولا أثر إلا في ذكر اللغويين حين ينوّهون بمن ألّف في اللغة وأثر، فالحمد لله مولي النعم ومؤتي الهمم على أن حفظه لنا مصوناً من تعاقب الأحوال وتناوب الأحوال . اهـ .
" المقفى الكبير " ( 7 / 467 / ط . دار الغرب الإسلامي ) للمقريزي ( ت 845 هـ )

525 – فائدة عزيزة عن قائل ( كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد ) وقائل (أرضهم ما دمت في أرضهم ) !
جاء في " إرشاد الأريب في معرفة الأديب " لياقوت الحموي ( ت 626 هـ ) في ترجمة ( محمد بن محمد ابن شرف القيرواني / ت 460 هـ ) :
استنهض ابنُ شرفٍ الحسنَ بن رشيق ( ت 463 هـ ) على دخول الأندلس، فتردد ابنُ رشيق وأنشد:
مما يزهدني في أرض أندلس ....... أسماء مقتدر فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها ....... كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
فأجابه ابنُ شرف على الفور:
إن ترمك الغربة في معشر ....... قد جبل الطبع على بعضهم
فدارهم ما دمت في دارهم ....... وأرضهم ما دمت في أرضهم
ثم شخص ابن شرف منفرداً إلى الأندلس، وتنقل في بلادها وسكن المرية بعد مقارعة أهوالٍ ومقاومة خطوب، وتردد على ملوك الطوائف كآل عباد وغيرهم، وتوفي بإشبيلية سنة ستين وأربع مئة . اهـ .
ومن المؤسف ما قيل عن بيتَي ابن رشيق القيرواني في " نفح الطيب " للمقرّي التلمساني ( ت 1041 هـ )؛ جاء فيه : ولا يلتفت لكلبٍ عقورٍ نبح بقوله ( فذكر البيتين ) لأن هذه مقالة متعسف كافر للنعم، ومثل ذلك في حقهم لا يقدح، وما زالت الأشراف تهجى وتمدح .

526 – تخضيب اللحية يُعد شعاراً للمتمسكين بالسُّنّة
قال الشريف إبراهيم الهاشمي الأمير في كتابه " أخبار المحدِّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن " ( ص 194 ) : دليل ذلك أن الإمام أحمد أفرد في كتابه " العلل " ( 1 / 521 ) باباً فيمن خضب من المحدِّثين، وذكر عدداً كبيراً من أئمة الإسلام المعاصرين له ... وقد سُئلَ العلاّمة الألباني رحمه الله عن سبب عناية أصحاب كتب الرجال بذكر المخضبين من المحدِّثين؛ هل كان هذا من باب التفريق بين أهل السُّنّة وغيرهم ؟ فأجاب : لا، هم أرادوا أن يُفَرِّقوا بين من يتمسّك بالسُّنّة وبين من لا يتمسّك بها . ( الدرر في مسائل المصطلح والأثر / ص 226 / ط . دار الخراز )

527 – مراتب اللغات العالمية، والتفسير العجيب الطريف لثلاث كلمات انجليزية لا يعرف غيرها الشيخ الطنطاوي !
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في لقاءٍ مسجّل : أنا قسّمت طبقات اللغة؛ العربية هي الأولى، ليس لأني عربي، عندي مئة دليل على هذا؛ أن المرتبة الأولى العربية، الثانية والثالثة ( ..... ) ما فيها شيء، اللغة الرابعة الفرنسية، ومعها الألمانية لأن فيها إعراب . الانجليزية تأتي متأخّرة يا سيدي، أنا لا أعرف الإنجليزي، أعرف ثلاث كلمات فقط من الإنجليزي؛
الكلمة الواحدة التي أعرفها إذا واحد يريد من الآخر شيئاً يذكر الشيطان ( يا إبليس = Please ) !! فإذا قال له ( إبليس ) يعني : أريد منكَ شيئاً .
وإذا كان يريد أن يرحّب به – أهلاً وسهلاً – يقول له ( ويلكم = Welcome ) !! يخرب بيتهم على هاللغة !!
وإذا كان يريد أن يسأله : بكم هذا ؟ يقول له ( هَمَج = How Much ) !! منيح ما بيضربوا !!
... مع ذلك، عندهم من النشاط ومن البراعة أنهم فرضوا هذه اللغة على ثلث العالم، يحكون انجليزي، ولغتنا نحن ضيَّعناها !

528 –

أبو معاوية البيروتي 06-14-2011 06:55 AM



528 – قصيدة معبِّرة في التحذير من الزواج بالأجنبيات
قال شاعر الحرم اللواء علي بن زين العابدين :
العُيونُ الزُّرْقُ لا تُعجِبني .......... إنني أهوى العيون العَسَلِيَّه
يا فتاة الغرب لا تندفعي .......... إنني أهوى فتاتي العربيه
دينُها الإسلام قد هَذّبها .......... وارتضاها عَفَّةً فُضْلَى تَقِيّه
صاغها الله عفافاً وتُقى ........... وانتقاها من خيار البشريه
حُرّة النفس منية عِرْضُها ......... سمحة الأخلاق من رِجْسٍ نقيه
الوفاء المحض من شيمتها ......... والحياء الحق سيماها الجَلِيّه
رِقّةٌ في حِشْمةٍ في طاعة .......... تلك واللهِ صفاتٌ قدسيّه
لم تكن لغيري قبلي متعةً ......... لا، ولن تغدو لغيري في العشيّه
" خصائص جزيرة العرب " ( ص 93 ) لبكر أبو زيد

529 – ذم العلاّمة عبد القادر ابن بدران الدمشقي الحنبلي ( ت 1346 هـ ) لأبناء بلدته دُومة الجُهّال لحرقهم مكتبته
قال نور الدين طالب في ترجمته لابن بدران في كتابه " مقدمة في مصطلح الحديث " ( ص 24 / دار أطلس ) : امتلك ابن بدران مكتبة علمية جيّدة، تضم نفائس المخطوطات، وخاصة في المذهب الحنبلي، ورث بعضها عن جدّه لأمّه الشيخ الفقيه أحمد بن مصطفى بن حسين النعسان ( ت 1281 هـ )، وبعضها الآخر تملّكه لنفسه، أو وُهِب له، ثم إنه لمّا حصلت له تلك الفتنة الظالمة في بلده، وهاج عليه جَهَلة الخلق، واستعدوا على مكتبته، فأحرقوا ما وجدوه فيها، كما حدّثني بذلك بعض كبار السن في دُومة، ولذلك حُقَّ له أن يصمَهُم بالحُمُر المستنفرة، ويصبَّ جام غضبه عليهم في ديباجة كتابه " المنادمة " . اهـ .
قال ابن بدران في مقدمة " منادمة الأطلال ومسامرة الخيال " : ثم لججت في الهجر قافلاً إلى دوماك جرثومة الهمجية العريقة ببغض الحكماء والعلماء، فذُقْت بها ألم التعدي والحسد، وأضنى حمرها المستنفرة منك العقل والجسد، وتألب أولئك المتوحشون عليك يريدون أن يطفئوا نور الحكمة الذي اطلعه الله في فؤادك ببغيهم وحسدهم، ويأبى الله ألا أن يتم نوره ولو كره هؤلاء الجاهلون، قلبوا لك ظهر المجن، ورموك بالإفك ليسوقوا لك المحن، ويخلوا من فضلك ربع الوطن، فمددت لإسعافك ساعداً أقوى من الحديد، وأخرجتك من بينهم رغماً عن أنف كل جبار عنيد، ورميت حسّادك بسهم من سهم القهار، وصلَّت عليهم بسيف قد سل من سطوة الجبار، فذاق فريق منهم عذاب الهون، وأرصدت للآخرين ( وما ربك بغافل عما يعملون ) .

530 – المآخذ على الكتاب الموسوعي " لسان العرب " لابن منظور ( ت 711 هـ )
قالت د . حكمت فواز في كتابها " لسان العرب لابن منظور / دراسة وتحليل ونقد " ( ص 40 / ط . دار الكتب العلمية ) : يؤخذ على اللسان عيوب أهمها :
1 - الفوضى في داخل المواد، مثلاً مادة ( طرق ) يبدأ ابن منظور بالاسم : الطرق، والطرّاق، والطوارق . ثم يعود إلى الفعل فيقول : وطرق، يطرقه، طرقاً . ثم يعود إلى الاسم على غير نظام . أما الصيغ الواردة في مادة ( ح ب ج ) فهي الفعل حبج، ثم الاسم الحبج، ثم الفعل أحبج، فالاسم الحوبجة .
2 – فاته من العين والجمهرة كثير من الصيغ والمعاني التي أهملها .
3 – الحشو الذي لا فائدة منه .
4 – اقتصاره في المراجع على التهذيب والمحكم والصحاح والتنبيه والنهاية، وإهمال المراجع الكبيرة المهمة أمثال الجمهرة لابن دريد والبارع للقالي والمقاييس لابن فارس والمحيط لابن عبّاد والعباب للصاغاني وغيرها . قال حسين نصّار في " المعجم العربي نشأته وتطوره " ( 2 / 536 ) : فقد فاته الكثير من الصيغ والمعاني والشواهد والنقود التي ذكرتها هذه المعاجم . اهـ .
على الرغم من هذه العيوب الواقعة في " لسان العرب " فقد بقي الكتاب مقصد الدارسين يقتنونه وينهلون من معينه، قال أحمد فارس الشدياق في " الجاسوس على القاموس " ( ص 112 ) : فهو كتاب لغة وفقه ونحو وصرف وشرح للحديث وتفسير للقرآن .

531 – القولُ الصائبُ في حكمِ صلاةِ الغائبِ
" القولُ الصائبُ في حكمِ صلاةِ الغائبِ " هو بحثٌ من تأليف أبي حفص سامي بن العربي، وقدّم له الشيخ عبد الله السعد، وطُبِع بدار الفضيلة / الرياض، بيّن فيه المؤلف أن الرأي الصحيح الذي به إعمال الأدلة كلها هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني والألباني وغيرهم . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما نقله عنه ابن القيم في " زاد المعاد " - : الصواب : أن الغائبَ إنْ مات ببلد لم يُصلَّ عليه فيه، صُلِّيَ عليه صلاة الغائب، كما صلَّى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النجاشي، لأنه مات بين الكفار ولم يُصلَّ عليه، وإن صلِّيَ عليه حيثُ مات، لم يُصلَّ عليه صلاة الغائب، لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى على الغائب، وتَرَكَه، وفِعْلُه وتَرْكُه سُنّة، وهذا له موضع، وهذا له موضع، والله أعلم، والأقوال ثلاثةٌ في مذهب أحمد، وأصحها: هذا التفصيلُ، والمشهور عند أصحابه: الصلاة عليه مطلقاً . اهـ .
ونقل المؤلف قول العلاّمة الألباني في " أحكام الجنائز " : ومما يؤيد عدم مشروعية الصلاة على كل غائب أنه لما مات الخلفاء الراشدون وغيرهم لم يصلّ أحد من المسلمين عليهم صلاة الغائب، ولو فعلوا لتواتر النقل بذلك عنهم، فقابِلْ هذا بما عليه كثير من المسلمين اليوم من الصلاة على كل غائب لا سيّما إذا كان له ذكر وصِيت، ولو من الناحية السياسية فقط ولا يُعْرَف بصلاحٍ أو خدمةٍ للاسلام، ولو كان مات في الحرم المكي وصلّى عليه الآلاف المؤلفة في موسم الحج صلاةَ الحاضر، قابِلْ ما ذكرنا بمثل هذه الصلاة تعلم يقيناً أنها من البدع التي لا يمتري فيها عالمٌ بسننه صلى الله عليه وسلم ومذهب السلف رضي الله عنهم . اهـ .
قال المؤلف أبو حفص سامي : وكلام الشيخ ليس بحاجة إلى تعليق، بل يدلُّ على رسوخ قدمه وعلوِّ كعبه في فقه الكتاب والسنّة، للهِ درُّه !

532 -

أبو معاوية البيروتي 06-15-2011 06:49 PM



532 - كيف تعامل القرون الأربع الأُوَل فيما بينهم
قال أبو عبد الرحمن السلمي ( ت 412 هـ ) في " آداب الصحبة " : سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله، يقول سمعت الجريري ( ت 311 هـ )، يقول :
تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدِّين زماناً طويلاً حتى رقَّ الدين،
ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء،
ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة،
ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء،
ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة .
قال أبو عبد الرحمن : فكنتُ أستحسن هذه الحكاية لأبي محمد الجريري، فوجدت مثلها للشعبي فزادهاً حسناً . اهـ .
وذكرها القشيري في رسالته؛ قال : سمعت أحمد بن صالح يقول : سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت الجريري يقول: ... فذكره .

533 – التفسير الخاطئ لحديث النهي عن التحلق قبل الصلاة في يوم الجمعة
قال أبو سليمان حَمَد بن محمد الخطّابي ( ت 388 هـ ) في كتابه " إصلاح غلط المحدّثين " : نَهْيُهُ ، صلّى الله عليه وسلّم ، عن الحِلَقِ قبلَ الصلاة في يومٍ الجمعةِ ( رواه أبو داود وغيره )، وعن التّحَلُّقِ أيضاً . يرويه كثيرٌ من المحدِّثين : عن الحَلْقِ قبلَ الصلاةِ، ويتأوّلونَهُ على حِلاقِ الشّعرِ، وقالَ لي بعضُ مشايخِنا : لم أَحْلِقْ رأسي قبلَ الصلاةِ نحواً من أربعينَ سنةً بعدما سمعتُ هذا الحديثَ . قالَ أبو سُليمان : وإنَّما هو الحِلَقُ ، مكسورة الحاءِ مفتوحة اللامِ ، جمعُ حَلْقَة . يَقالُ : حَلْقةَ وحِلَق، مِثْلُ بَدْرَة وبِدَر، وقَصْعَة وقِصَع . نهاهُم عن التّحَلُّقِ والاجتماعِ على المُذاكرة والعِلْمِ قبلَ الصلاةِ ، واستحبَّ لهم ذلكَ بعدَ الصلاةِ .

534 – قول النبي صلى الله عليه وسلّم عن شيطانه ( إلا أن الله أعانني عليه فأسلم )، هل هي ( فأَسْلَمَ ) أو ( فأَسْلِمُ ) ؟
قال أبو سليمان حَمَد بن محمد الخطّابي ( ت 388 هـ ) في كتابه " إصلاح غلط المحدّثين " : حديثُ يزيد بن طارق : أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ : " ما مِن أَحدٍ إلاَّ وله شَيْطانٌ، قِيلَ : ولكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ولِي، إلاَّ أنَّ الله تعالى أعانني عليه فأَسْلَمُ " ( رواه مسلم ) . عامَّة الرواةِ يقولونَ : ( فأَسْلَمَ )، على مذهبِ الفِعْلِ الماضي، يريدونَ أنّ الشيطان قد أَسْلَمَ ، إلاّ سُفيانَ بنَ عُيَيْنة ( ت 198 هـ )، فإنَّهُ يقولُ : ( فأَسْلَمُ ) أي : أَسْلَمُ من شَرِّهِ ، وكانَ يقولُ : الشيطانُ لا يُسْلِمُ . اهـ .
وقال ابن الجوزي ( ت 597 هـ ) في كتابه " كشف المشكل من حديث الصحيحين " : قول ابن عيينة حسن، يظهر أثر المجاهدة بمخالفة الشيطان، غير أن قوله " فلا يأمرني إلا بخير " دليلٌ على إسلام الشيطان، لأن الذي نفر منه ابن عيينة وقال : لا يسلم، ينبغي أن يقع النفار منه في قوله " فلا يأمرني إلا بخير "، وقد رواه أحمد في مسنده بلفظ آخر " فلا يأمرني إلا بحق " .

535 –



أبو معاوية البيروتي 06-17-2011 04:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي (المشاركة 109300)



374 – المحدِّث عبد القادر الأرناؤوط ( ت 1425 هـ ) أُتِيَ له بمولودة، فحنَّكَها، وعوَّذها، ودعا لها بالبركة، ثم دارت الأيام والليالي وأصبحت زوجته !
قال الشيخ محمد زياد التكلة : زار شيخنا الرياض بتاريخ 8/4/1424 وكان في المجلس بعض الكبار، مثل الشيخ عبد الرحمن الباني، والشيخ محمد لطفي الصباغ، وعدد من طلبة العلم المعروفين، حضر المجلس الأخ معتز الفرا، مصطحباً ابنته الرضيعة (شيماء) وعمرها شهران تقريباً على ما أذكر، فقام شيخنا عبد القادر من مجلسه إليها، وحملها، وبدأ يعوِّذها ويدعو لها، فقلتُ لشيخنا: ألا تحنِّكها أيضا؟ فضحك شيخنا كثيراً، وقال: لا، حاجتنا سيدنا ! يكفينا الذي عندنا !
ذلك أن شيخنا في إحدى زياراته الدعوية لبلاده كوسوفو، أُتِيَ له بمولودة، فحنَّكَها، وعوَّذها، ودعا لها بالبركة، ثم دارت الأيام والليالي وأصبحت زوجته !





قال أبو تيمية إبراهيم : بخصوص ما يتعلق بزواج شيخنا من زوجِه الثانية ، أنبِّه إلى أن الصواب : أن شيخنا حنك زوجه الثانية ( أم أحمد ) لما ولدت بدمشق و قد كانت جارته في الديوانية - كما حدثني بذلك في لقاء خاص - .
بل قال لي : إنه قام بتحنيكها و تسميتها ، و يشاء الله أن تصبح زوجه بعد ذلك .
و للعلم فإن شيخنا رحمه الله تزوج أم أحمد - زوجته الثانية - بعد وفاة أم محمود رحمها الله بثلاث سنوات .
و قد رزقه الله من أم محمود : محمود .
و من الثانية : 18 ولدا ، لكن مات بعضهم حال الصغر ، و مات ابن له اسمه بلال و عمره 17 عاما في حادث سيارة ، و الباقون هم :
أحمد ، و محمد و معاذ و عمار و ياسر و مازن و أنس و أميمية و أروى و أنيسة .
و قد بارك الله في ذرية شيخنا فأحفاده مع أولاده سبع و خمسون .
بارك الله في ذرية شيخنا و حفظهم من كل سوء .

أبو معاوية البيروتي 06-22-2011 08:24 PM




535 – انتقال محمد صدّيق حسن خان القنّوجي ( ت 1307 هـ ) من الأشعرية إلى السلفية
قال د . عاصم القريوتي في مقدمة تحقيقه لرسالة القنّوجي " قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر " ( ص 12 / ط . عالم الكتب ) : المصنف - رحمه الله - كان أشعريًّا كما هو معروف لدى أهل العلم، وكتابه " فتح البيان في مقاصد القرآن " يدل على ذلك، ولقد يسّر الله له الحج عام ( 1285 هـ ) ولا بد أنه التقى بعلماء أهل السنة في سفرته، وكما أن الشيخ العلّامة حمد بن علي بن محمد بن عتيق بن راشد المتوفى عام ( 1301 هـ ) كاتب المؤلف بشأن كتابه " فتح البيان " ووجّه له نصيحة ذهبية فيها الشهادة له بالعلم والتحقيق وإعذاره فيما ذهب إليه وحثه على الاستفادة من كتب شيخَي الإسلام ابن تيمية وابن القيم؛ كالكافية الشافية - النونية -، والعقل والنقل ، والتسعينية، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، واجتماع الجيوش الإسلامية، ونحوهن من كتبهما ، وبعد ذلك وفي عام ( 1289 هـ ) صنّف المؤلف رسالته " قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر " واستفاد من نصيحة الشيخ العلامة حمد بن عتيق وانكب على كتب شيخَي الإسلام ابن تيمية وابن القيم واغترف من كتبهما وكُتُب غيرهما من أهل السنة وحث على ذلك كما تراه في الرسالة ( ص 52 ) وكما صنف " قصد السبيل في ذم الكلام والتأويل " . اهـ . ثم ساق د . عاصم الرسالة بطولها، وهي موجودة في ترجمة الشيخ حمد بن عتيق في " مشاهير علماء نجد وغيرها " .

536 – ما هو سر ومزيّة اللغة العربية ؟
قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي ( ت 1420 هـ ) رحمه الله في " حديث النفس " ( ص 142 ) : لقد كتبت مرة أن انجليزيّ القرن العشرين يقرأ أدب إنجليز القرن السادس عشر فلا يفهمه إلا بترجمان، ونحن نقرأ شعراً عربيًّا من ألف وأربع مئة سنة فنفهمه كما نفهم شعر شعرائنا اليوم، فمن أين للعربية هذه المزيّة ؟ وكيف ثبتت العربية رغم النكبات الثقال التي مرّت بها ؟ وكيف عجزت الدول التركية والفارسية التي تعاقبت على بلاد العرب من أيام الواثق عن أن تقضي عليها ؟ بل كيف استطاعت هي أن تقضي على عجمتهم وتُدخلهم تحت لوائها ؟ وما هو السر في قوة العربية وثباتها ؟
إن السر في هذا الحصن المتين الذي حصّنها الله به : القرآن يا سادة، القرآن .

537 – ضياع أكثر من مئة وخمسين مجلدة من مكتبة ابن حجر بسبب إعارته للكتب !!
قال السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( 3 / 1020 / ط . دار ابن حزم ) : وقد ضاع له بسبب ذلك ( أي : عاريته للكتب ) شيءٌ كثيرٌ جدًّا، بحيث أخبرني في سنة إحدى وخمسين ( أي : وثمان مئة ) أنه فقد من كتبه ما ينيف على مئة وخمسين مجلدة، وربما بيعت في السوق ويشتريها، ورأينا بعد نحو عشرين سنة من وفاته شيئاً من نفائس كتبه التي كنتُ أتلهّف على الوقوف عليها عند بعض من استعارها، فاستمرّت عنده حتى بيعت في تركته، ومشى أمرها .

538 – لا أدري كيف أشكره ؟! لجميل ما نَشَر، أو قبيح ما سَتَر !!
قال عامر حنك : كتب بشر الحافي ( ت 227 هـ ) إلى أبي السري منصور بن عمار الواعظ : " اكتب إليَّ بما مَنَّ الله علينا "، فردَّ عليه منصور بن عمار في رسالةٍ قال فيها: " أما بعد يا أخي، فقد أصبح بنا من نِعم الله ما لا نحصيه، في كثرة ما نعصيه، ولقد بقيتُ متحيِّراً فيما بين هذين، لا أدري كيف أشكره ؟! لجميل ما نَشَر، أو قبيح ما سَتَر !!
قرأتُ الفائدة في الكتاب الموسوعي " جامع تراث الإمام الألباني في العقيدة "، حيث عزاه د . شادي آل نعمان حفظه الله إلى " تاريخ بغداد "، لكني وقفتُ عليه في تاريخ أصبهان بإسنادٍ أعلى، إذ بينما رواه الخطيب عن الدسكري عن ابن المقرئ، رواه أبو نعيم الأصبهاني عن شيخه ابن المقرئ مباشرةً .

539 -

أبو معاوية البيروتي 06-24-2011 06:45 PM




539 - لا يُسَلّم القول أن الحافظ ابن حجر ( ت 852 هـ ) لم يطّلع على شرح ابن رجب الحنبلي ( ت 795 هـ ) لصحيح البخاري
قال السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( 1 / 675 / ط . دار ابن حزم ) – عند كلامه على " فتح الباري " لابن حجر - : وكذا سبقه – فيما قيل – إلى التسمية بـ " فتح الباري " الحافظ الزين بن رجب الحنبلي، لكن سمعت صاحب الترجمة – أي ابن حجر – يذكر أنه لم يطّلع على ذلك . اهـ .
فعلّق محقّق الكتاب إبراهيم باجس عبد الحميد قائلاً : هذا القول لا يسلّم به للمصنف ولا لشيخه رحمهما الله، فقد اطّلع الحافظ ابن حجر على شرح ابن رجب لصحيح البخاري، واستفاد منه، انظر على سبيل المثال : فتح الباري 1 / 176 شرح الحديث 79 ، و 1 / 178 شرح الحديث 80 ، كلاهما من كتاب التوحيد، و 11 / 340 حديث 6500 من كتاب الرقاق .

540 – تسجيل مستشرق انكليزي لتعظيم المسلمين لقبور الأولياء وتقديسها وبناء المساجد عليها ... ما عدا السلفيين !
قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل ( ت 1390 هـ / 1971 م ) في كتابه " دعوة الحق " ( ص 176 ) : وقد سجّل على المسلمين هذه الوثنية المستشرق الانكليزي اللئيم " ادوارد لين " في كتابه " المصريون المحدثون " فقال (ص 167 - 181) : " ويحمل المسلمون- وبخاصة المصريون- على اختلاف مذاهبهم- ما عدا الوهابيين- للأولياء المتوفين احتراماً وتقديساً لا سند لهما من القرآن أو الأحاديث أكثر مما يحملون للأحياء منهم، ويشيدون فوق أغلب قبور الأولياء المشهورين مساجد كبيرة وجميلة وينصبون فوق قبور من هم أقل شهرة منهم بناء صغيرا مبيضاً بالكلس ومتوجاً بقبة، ويقام فوق القبر مباشرةً نصب مستطيل من الحجر أو القرميد يسمى «تركيبة» أو من الخشب ويسمى تابوتاً، ويغطى النصب عادة بالحرير أو الكتان المطرز بالآيات القرآنية، ويحيط به قضبان أو ستر من الخشب يسمى مقصورة، وأكثر أضرحة الأولياء في مصر مدافن إلا أن أكثرها يحتوي على آثار قليلة لهم، وبعضها ليست إلا قبورا فارغة أقيمت تذكاراً للميت. إلى أن يقول: وقد جرت العادة أن يقوم المسلمون كما كان يفعل اليهودُ بتجديد بناء قبور أوليائهم، وتبيضها، وزخرفتها، تغطية التركيبة أو التابوت أحيانا بغطاء جديد، وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك رياءً كما يفعل اليهود " .
" تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد "

541 – من أساليب الاستعمار لتحويل القوافل من الهند إلى طريق معيّن إقامة الأضرحة والقباب في ذاك الطريق !
قال الشيخ أحمد حسن الباقوري ( ت 1405 هـ / 1985 م ) في فتوى له في النهي عن زخرفة القبور وبناء القباب والمساجد عليها : وبهذه المناسبة، أذكر أن أحد كبار الشرقيين حدثني عن بعض أساليب الاستعمار في آسيا أن الضرورة كانت تقضي بتحويل القوافل الآتية من الهند إلى بغداد عبر تلك المنطقة الواسعة إلى اتجاه جديدٍ للمستعمر فيه غاية، ولم تجد أية وسيلة من وسائل الدعاية في جعل القوافل تختاره، وأخيراً اهتدوا إلى إقامة عدة أضرحةٍ وقباب على مسافات متقاربة في هذا الطريق . ما هو إلا أن اهتزت الإشاعات بمن فيها من الأولياء وبما شُوهد من كراماتهم! حتى صارت تلك الطريق مأهولة مقصودة عامرة !
" ليس من الإسلام " للغزالي – نقلاً عن " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد "

542 – يا زوجي ! اتَّقِ الله ولا تطعمنا إلا طيّباً !!
قال الحسن البصري رحمه الله : وقفتُ على بزّاز بمكة أشتري منه ثوباً، فجعل يمدح ويحلف، فتركته وقلتُ : لا ينبغي الشراء من مثله، واشتريتُ من غيره .
ثم حججتُ بعد ذلك بسنتين، فوقفتُ عليه، فلم أسمعه يمدح ولا يحلف، فقلتُ له : ألستَ الرجل الذي وقفتُ عليه منذ سنوات ؟
قال : نعم .
قلتُ له : وأيّ شيءٍ أخرجك إلى ما أرى ؟ ما أراك تمدح ولا تحلف !
قال : كانت لي امرأة؛ إن جئتها بقليل نَزَرَته، وإن جئتها بكثير قلّلته، ( ثم أماتها الله )، فتزوّجتُ امرأةً بعدها، فإذا أردتُ الغُدُوَّ إلى السوق، أخذت بمجامع ثيابي ثم قالت : يا فلان ! اتَّقِ الله ولا تطعمنا إلاّ طيّباً، إن جئتنا بقليلٍ كثّرناه، وإن لم تأتنا بشيءٍ أعنّاك بمغزلنا .
" المجالسة وجواهر العلم " ( 2091 ) للدينوري

543 -

أبو معاوية البيروتي 07-08-2011 07:24 PM




543 – رواية الطبراني عن والده ( من ورقة مخطوطة لم تُنشَر بعد )
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فكم بحثت وبحثت – أثناء تأليفي لمعجم شيوخ الطبراني - عن رواية الطبراني عن أبيه فلم أجدها، وقد ذكر الذهبي في " تاريخ الإسلام " في ترجمة والد الطبراني أن ابنه روى عنه، بل حتى عندما قرأت منذ سنتين " المعجم الكبير " للطبراني بأكمله كلمة كلمة لم أعثر على روايته عن أبيه، حتى قدّر الله لي اللقاء بالأخ الفاضل أبي شذا محمود النحال البيهقي حفظه الله في مكة المكرمة منذ أيام، وكانت جلسة مباركة أفادني فيها ببعض النوادر جزاه الله خيراً، وكان منها رواية الطبراني عن أبيه، وقد راسلني أبو شذا بالتالي :
هذه هي الرواية والرقم خاص بنسختي من تحقيق الطبراني على عدة أصول خطية
(86) - حَدَّثَنَا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ([1])، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ لَا تَعُولُوا} قَالَ: أَنْ لَا تَمِيلُوا([2])".
([1]) – هو عمر بن محمد بن زيد العمري من رواة التهذيب .
([2]) – في مصادر التخريج : تجوروا .

544 - للشطرنج اليوم طريقتان للعب : الطريقة العربية الشريفة، والطريقة الإفرنجية
قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله : للشطرنج اليوم طريقتان للعب : الطريقة العربية؛ ويُشترط فيها التنبيه قبل ضرب أي حجر، ويُحظر فيها التَّبْييت إلا في أول اللعب، ويمشي فيها الجندي ( البَيْدق ) بيتاً بيتاً .
والطريقة الإفرنجية؛ ولا يُشترط فيها التنبيه، ويكون التبييت في كل وقت، ويمشي البيدق أولاً بيتين .
وكل طريقة تدل على أخلاق أهلها، فالعرب شرفاء لا يأخذون شيئاً إلا بعد الإنذار، يأخذونه قوة واقتداراً لا سرقة وخطفاً، ويمشون خطوة خطوة لا يَثِبون للغنيمة وثباً .
والشطرنج يعلّم صاحبه الفكر والتدبير، ولكنه إن زاد في الاشتغال به صار مُوسوِساً ودخله الهوَس؛ لذلك اشترط الفقهاء الذين قالوا بجوازه ألاّ يشغل عن واجب ولا يؤدِّي إلى محظور، ولا يبالغ فيه حتى يكون همّ اللاعب الأول وشغله الشاغل . اهـ .
قال مجاهد ديرانية – حفيد الشيخ – في حاشية المقالة في " فصول في الثقافة والأدب " ( ص 27 ) : التبييت في لغة الشطرنج هو العملية التي يقوم بها اللاعب لتحصين الملك؛ حيث يحرِّك ملكَه أفقيًّا مربعين باتجاه أي من القلعتين اليمنى أو اليسرى، وينقل القلعة إلى المربع الذي عبره الملك، ويُشترط لصحة التبييت أن يكون كل من الملك والقلعة التي يتحرّك باتجاهها في موضعَيهما الأصليين لم يتحركا بعد، وأن لا يكون بينهما أي حجر، وهذه هي الحركة الوحيدة التي يُسمَح فيها بتحريك قطعتين في وقتٍ واحد .

545 –

أبو معاوية البيروتي 07-21-2011 04:58 PM




545 – حكم بيع الموميات الفرعونية
قال إبراهيم عبد العليم عبد البر في " كشف السِّتار عن فتح الكنوز واستخراج الآثار " ( ص 90 / ط . الفاروق الحديثية ) : يحرم بيع الموميات لثلاثة أسباب :
1 – لأن الموميات عبارة عن أناس موتى، والموتى لا يُملَّكون .
2 – لأنه لا يجوز بيع الميت في الأصل . والدليل على ذلك ما أخرجه الترمذي وغيره عن ابن عباس أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجل من المشركين فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم . وهذا الرجل كان من قتلى بدر وأمر النبي بإلقائه في البئر . ( ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي )
3 – أن الذي يشتري هذه الأشياء يشتريها لعرضها وتعظيمها بكونها رمزاً للحضارة، ولا يجوز تعظيم هؤلاء الموتى لأنهم كفرة، فكيف نعظِّم من كفروا بالله وجعلهم الله عبرة لمن بعدهم، قال تعالى عن فرعون : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) ( يونس، 92 ) .

546 – ما حكم إدخال المفكرة الالكترونية المحفوظة والمسجل بداخلها القرآن إلى داخل دورة المياه؟
أجاب الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله : عرفنا أن مثل هذه الأجهزة أشبه ما تكون في صدر الإنسان، بصدر الإنسان؛ لأنها لو فتحت أو حللت ما يرى فيها شيء من القرآن، فليست مثل المصحف، أو المصحف المكتوب على ورق، تختلف فأشبه ما تكون بالقرآن الذي في جوف الإنسان، كما ذكره البخاري -رحمه الله تعالى-.
" شرح بلوغ المرام "، كتاب الطهارة

547 -


الساعة الآن 07:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.