![]() |
· أحُشُّكَ وتَرُوثُنِي! - قال أبو هلال العسكري: يُضربُ مثلاً لسوءِ الجزاءِ. وهو لرجلٍ يُخاطبُ فرسَه، يقولُ: أجُزُّ له الحشيشَ، وأعْلِفُه إيّاه، وهو يروث عليه. يُقالُ: حَشَّ الفرسَ، إذا عَلَفَه الحشيشَ، وحَشَّ النارَ، إذا طرحَ عليها الحشيشَ؛ لتشتعلَ, وحَشَّ الولدُ في البطنِ، إذا يَبِس. والْحَُشُّ -بفتح الحاء وضمها-: البستانُ، لغةٌ مدنية، ثم سُمِّيَ الكنيفُ حُشّاً؛ لأنّ أهلَ المدينةِ كانوا يقضون حوائجَهم في البساتين. والحشيش: اليابسُ من النباتِ، ولا يُقالُ للرَّطْبِ: حشيشٌ, إنّما يُقالُ له: الرطبُ، والكَلأ، والخَلَى - مقصورٌ - . - قال ابنُ سلام: ومِن أمثالِهم في هذا قولُ أكثمَ بنِ صَيْفِيٍّ: لو سُئِلتِ العاريةُ: أين تذهبين؟ لقالت: أَكْسِبُ أهلي ذمّاً. يعني: أنّهم يُحسنون في الإعارةِ والقروضِ، ثم يكافَئونَ بالْمَذَمِّةِ إذا طلبوها. - وفي هذا المعنى يقول الشاعرُ: فيـا عَجباً لِمَن ربّيْتُ طِفْلاً ... أُلَقِّمُـه بأطرافِ البنـانِ أُعَلِّمُـه الرمايةَ كُـلَّ يومٍ ... فلما اشْتَدَّ ساعـدُه رمانِي أُعَلِّمُـه الفُتوَّةَ كل وقـتٍ ... فلمّـا طَـرَّ شاربُه جفاني وكـم عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوافِي ... فلمـا قالَ قافيـةً هجانِي |
أين الوفاء؟...
أعلمه الرماية كل يوم ـ ـ ـ ـ فلما استد ساعده رماني
(استد) بالسين المهملة من السداد و قالوا فيمن ربّى ذئبا ثم عدى له على غنمه: أكلت شويهتي ونشأت فيها ـ ـ ـ ـ فمن أدراك أن أباك ذيبُ متطوعا يكفيني مؤنة العزو. |
اقتباس:
وقد جاء في " البصائر والذخائر " بعد أن ذكر البيت وقال فيه: اشتد: قال: كان بعضُ أصحابِنا ينشد: فلمّا استد، وهو قريبٌ من الصواب، وقد رأيت مَن لا يَختارُ غيرَه، وكِلا المعنيين قريبٌ.اهـ وقال في " تصحيح التصحيف وتحرير التحريف " : ويقولون: اشتدّ ساعِدُه. والصواب: اسْتَدّ بالسين المهملة، المراد به السداد في المَرْمَى. ثم قال: وقد رواه بعضُهم بالشين المعجمة، وأراد به القوة. |
أشكرك
أشكرك أخي طارق على ماقتبسته وعرضته
إن استطعت أن تختصر سبب ورود المثال ! فحسن . وإن لم تستطع فنحن نقرأ ونستفيد ، لاحرمك الله أجر ما كتبت وجمعت |
اقتباس:
|
· كالنازي بين القَرينَيْنِ. قال في " المستقصى" : - يُضربُ للرجل الْمُدخِلِ نفسَه فيما لا يَعنيه؛ سَفَهاً. وجاء في " جمهرة الأمثال " : يُضربُ مثلاً للرجل يتعرضُ للمكروهِ حتى يقعَ فيه. وأصله: البَكْرُ(1) يكونُ مُخَلّى, فيأخذُ في النّزَوانِ(2)، حتى يؤخذَ فيوثقَ في القِران -وهو الحبلُ الذي يُقرنُ به البعيران- أو يَنْزوَ فيدخلَ بين القرينين، فيَعْلَقَ بِحبلهِما. والقرينان: البعيرانِ يُشدّان بحبلٍ؛ لئلا يَشْرُدا. قال ابنُ مقبل: ولا تكوننّ كالنازي ببِطْنَتِه(3) ... بين القرينين حتى ظلَّ مقروناً وقال جرير: قد جرَّبَتْ عَرَكي(4) في كلِّ مُعْتَركٍ ... غُلْبُ(5) الأُسودِ فما بالُ الضغابيس؟ وابنُ اللَّبون(6) إذا ما لُزّ(7)َ في قَرَنٍ ... لم يستطع صولة البُزْل(8) القناعيسِ والطغابيس: الضِّعافُ من كلِّ شىءٍ. والقناعيس: الفحولُ المختارةُ، الواحدُ قِنْعاس، وربما سُمّي السيدُ قِنعاساً. - يضرب لمن يوقِعُ نفسَه فيما لا يحتاج إليه حتى يَعظُمَ ضررُه. ___________________ (1) الفَتِيُّ من الإبل, والأنثى بَكْرة. (2) الوثب, نزا يَنْزو نَزَوانا ونَزْوًاً. (3) البِطنة: الامتلاء الشديد من الطعام. (4) عَرِك عَرَكاً: كان شديدَ البطشِ في الحرب. (5) غَلِبَ غَلَبا: غَلُظ عُنُقه, فهو أغْلب, الجمع: غُلْب. (6) ولد الناقة إذا استكمل السنةَ الثانيةَ ودخل في الثالثة. (7) لَزّه لَزّاً: شدّه وألصقه. (8) بزل البعير: طلع نابه, وذلك في السنة الثامنة أو التاسعة.الجمع: بُزَّل وبُزُل وبُزْل. [ المعجم الوسيط]. |
توضيح: جاء في هامش رقم (8):
(بزلَ البعيرُ: طلع نابُه, وذلك في السنة الثامنة أو التاسعة, فهو بازل الجمع: بُزَّل للجمال, وبوازل للنوق. وهو وهي بَزُول. الجمع: بُزُل وبُزْل). (فالذي باللون الأحمر سقط سهواً). |
· ليس للبِطْنَةِ خيرٌ من خَمْصَةٍ تتبعُها. يضربُ لمن بَرِمَ-أي: سَئِم- بالشيءِ لكثرتِه عندَه, فيؤمرُ بِمجانبتِه حتى يَشتهيَه. - ويروى: لا بُدَّ لِلْبِطْنَةِ مِنْ خَمْصَةٍ. الْخَمْصَةُ: الجوعُ. |
· على أََهلِها تَجني بَراقِشُ. - وروى يونس بنُ حبيب عن أبي عمرِو بنِ العلاءِ قال: إنّ براقشَ امرَأةٌ كانت لبعضِ الملوكِ, فسافر الملكُ واستخلفها, وكان لهم موضعٌ إذا فزعوا دخَّنُوا فيه, فإذا أبصره الجندُ اجتمعوا, وإنَّ جواريَها عَبِثْنَ ليلةً فَدخَّنَّ, فجاء الجندُ, فلمّا اجتمعوا قال لها نُصحاؤها: إنك إنْ رَدَدْتِهم ولم تستعمليهم في شيءٍ ودخّنْتِهم مرةً أخرى لم يأتِكِ منهم أحدٌ, فأمرتهم فبَنَوْا بناءً دون دارِها, فلما جاء الملكُ سأل عنِ البِناءِ, فأخبروه بالقصةِ, فقال: على أهلِها تَجني براقشُ. فصارت مَثَلاً.- يُضربُ لِمَن يعملُ عملاً يرجعُ ضررُه إليه. - جاء في "مجمع الأمثال" للميداني: كانت بَراقشُ كلبةً لقومٍ من العربِ, فأُغيرَ عليهم, فهربوا ومعهم براقشُ, فاتبع القومُ آثارَهُم بِنُباح براقش, فهجموا عليهم فاصْطَلَمُوهم *. قال حمزةُ بنُ بِيضٍ: لم تكُنْ عن جِنايةٍ لَحِقتني ... لا يَساري ولا يَمينِي رمتنِي بل جَناها أخٌ عليَّ كريمٌ ... وعلى أهلها بَراقِـشُ تَجني ________________ * الصلْمُ: قَطْعُ الأذُنِ. والاصْطِلاَمُ: إبَادَةُ القَوْمِ من أصْلِهم. والصيْلَمُ: الأمْرُ المُفْني المُسْتَاْصِلُ. والوَقْعَةُ الصَّيْلَمِيةُ.(المحيط في اللغة). |
· لا في العِيرِ ولا في النَّفيرِ. قال الميداني: قال المفضل: أوّلُ مَن قال ذلك أبو سفيانَ بنُ حَربٍ, وذلك أنه أقبل بِعِيرِ قريشٍ, وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قد تَحَّيَنَ انصرافَها من الشامِ, فَندَب المسلمين للخروج معه, وأقبل أبو سفيان حتى دنا من المدينةِ, وقد خاف خوفاً شديداً, فقال لِمَجديِّ بنِ عمرو: هل أحْسَسْتَ من أحدٍ مِن أصحابِ محمد؟ فقال: ما رأيت من أحدٍ أنكره إلا راكبين أتَيَا هذا المكانَ, وأشار له إلى مكانِ عديٍّ وبَسْبَسٍ عَيْنَيِّ رسولِ الله -صلى الله عليه و سلم-, فأخذ أبو سفيانَ أبْعاراً من أبعارِ بعيرَيْهِما ففَتَّها, فإذا فيها نوىً فقال: علائِفُ يثرب, هذه عيونُ محمدٍ, فضرب وجوهَ عِيرِه, فَسَاحَلَ بها, وترك بدراً يساراً, وقد كان بعث إلى قريش حين فصل من الشام يُخبرهم بِما يَخافه من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فأقبلت قريشٌ من مكةَ, فأرسل إليهم أبو سفيان يُخبرهم أنّه قد أحْرَزَ العِيرَ, ويأمرهم بالرجوع فأبَتْ قريش أنْ تَرجِعَ, ورجعت بنو زُهْرة َمن ثنيَّةِ أجدى؛ عَدَلوا إلى الساحلِ مُنصرفين إلى مكةَ, فصادفهم أبو سفيانَ فقال: يابني زُهْرةَ: لا في العِيرِ ولا في النفيرِ؟! قالوا : أنت أرسَلتَ إلى قريشٍ أنْ ترجعَ. ومَضَتْ قريشٌ إلى بَدرٍ فواقَعهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فأظفره اللهُ تعالى بِهم, ولم يشهد بدراً من المشركين من بني زُهْرةَ أحدٌ. - قال في " جمرة الأمثال ": يُضربُ مثلاً للرجلِ يُحتقرُ لقلَّةِ نَفْعِه. والعِيرُ: الإبلُ تَحملُ التجارةَ، ويعنى به هاهنا عِيرَ قريشٍ التي خرج رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لأخذِها، ووقعت وقعةُ بدرٍ لأجلِها. والنفير: يعني به وقعةَ بدرٍ؛ وذلك أنّ كلَّ مَنْ تَخلّفَ عن العِيرِ وعن النفيرِ لبَدْرٍ من أهل مكةَ, كان مُسْتَصْغراً حقيراً فيهم، ثم جُعل مثلاً لكلِّ مَنْ هذه صفتُه. |
الساعة الآن 02:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.