{منتديات كل السلفيين} - تعليق شيخنا العلامة علي الحلبي على موقف الشيخ مصطفى العدوي من الإمام الألباني(مهم)

التفريغ وصلني عالبريد

اقتباس:

هذا تفريغ لجواب الشيخ -حفظه الله- أسأل الله أن ينفع به، و(الرجاء المراجعة عليه) وفقكم الله، و((تعديل المصدر)):

الأخ يسأل يقول: ما رأيكم بالشيخ مصطفى العدوي؟
الجواب:
الشيخ مصطفى العدوي من أهل العلم في هذا الزمان، [وهو] ممن لهم جهود مشكورة، وأيادٍ بارة في خدمة السُّنة، وخدمة عقيدة السلف، وظننا به حسن -إن شاء الله-.
وإن كنا رأينا في بعض كتاباته (القديمة) -وأنا أعني ما أقول-، بعض كتاباته القديمة حرصًا على تتبع شيخنا الشيخ الألباني في بعض مسائل الحديث، وبعض مسائل الفقه، وأحيانًا يأتي إلى ذلك بأسلوب فيه شدة، وفيه قسوة، مما لا يكاد -يعني- يستعمله القرين مع قرينه، والصاحب مع صاحبه، ويتحرج منه.
لكن -يبدو لي والله أعلم أنه في السنوات الأخيرة لم يعد ذلك كذلك، ورأيت له رسالةبعنوان "الترشيد" -يعني- أشبه ما يكون فيها قدم اعتذارًا في هذا الموضوع.
نحن لا نحجر -يا إخوانَنا!- في المسائل العلمية، لا نحجِّر، مَن أراد أن يوافق الإمام أحمد بن حنبل؛ فليوافقه، طبعًا ليس بالهوى، لا نتكلم عن الأهواء ولا الأذواق؛ نتكلم: إذا رأى أن حجته هي الأقوى، وله أن يخالفه إذا رأى أن حجته أضعف.
وما نقوله عن الإمام أحمد بن حنبل نقوله في شيخنا الشيخ الألباني، ونقوله في جميع العلماء المعاصِرين، والقدماء والمتأخرين والمتقدمين، وجميعهم على العين والرأس، لكن جميعهم يُخطئون ويُصيبون، ويعلمون ويجهلون.
أن تخطئ عالمًا هذا أمر عادي إذا كنتَ أهلاً -أيضًا- إذا كنتَ أهلاً.
يعني بعض الناس لمجرد مخالفة الهوى؛ يبدأ في الطعن!
اليوم أقرأ لشيخنا الشيخ الألباني -رحمه الله- كلمة ينقل فيها عن الحافظ ابن حجر أنه رد على الإمام الذهبي، الإمام الذهبي يقول: " أظن أن الحاكم أثِمَ في قوله هذا "، فإذا بالحافظ ابن حجر يقول: " بل أنت الذي أثمتَ "، فالشيخ الألباني علق وقال: "أرجو الله أن لا تكون أنت ولا هو"؛ لأن هذا الكلام صدر باجتهاد، والاجتهاد ليس فيه نفي الإثم -فقط-؛ بل فيه إثبات الأجر.
إذًا: نحن في موضوع الاجتهاد لمن له أهل؛ لا نتكلم في دائرة نفي الإثم -فقط-، ولكن؛ نتكلم في دائرة إثبات الأجر والأجرَين؛ الأجر لمَن أخطأ، والأجرين لمن أصاب اجتهادُه السُّنة.
لذلك -كما قلتُ وأكرِّر-: ظني بفضيلة الشيخ أبي عبد الله مصطفى بن العدوي -حفظه الله- أنه على خير، وإن كنت ألمح منه في بعض كتاباته -كما قلت- شيئًا من التشدد في موضوع الحديث الحسن.
قبل أيام سمعتُه يضعِّف حديث: " إذا جاءكم مَن ترضون دينَه وخلُقَه؛ فزوِّجوه ".
وكذلك -بالمناسبة- أذكر ذلك -أيضًا- بالنسبة لأخينا الشيخ أبي إسحاق الحويني، وأنا لا أدري السبب -يعني- في نزوعه هذا المنزع مِن التشدد في موضوع الأحاديث الحسنة!
كم من حديث حسَّنه شيخُنا؛ فإذا بهم يُضعفونه ويَردونه؛ كحديث: " مِن حُسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يَعنيه "، كحديث قراءة الكهف يوم الجمعة، كحديث دعاء السوق -وغير ذلك من الأحاديث التي هي أحاديث حسَنة-.
ومع ذلك هنا أقول كلمة وأختم بها هذا المجلس، أقول:
(الحديث الحسن) هو مسرح البحث العلمي؛ بمعنى: أن (الحديث الحسن) هو أقل درجات الضَّعف؛ وبالتالي: أقرب درجات الصحة والثبوت؛ فمِن الممكن أن يميل البعض إلى ضعفه -باعتبار أقل درجات الضعف-، ومن الممكن أن يميل البعض إلى عكس هذا المنزع؛ فيقولون هو حسن.
لذلك الإمام الذهبي في كتابه: " الموقِظة ": " وإني على إياس " يأس، (إياس) يعني: يأس " أن أجد للحديث الحسن ضابطًا، فلربما ضعَّف المحدِّثُ الحديث اليوم، ولربما حسَّنه غدًا، أو ولربما حسَّن المحدِّثُ الحديثَ اليوم، ولربما ضعَّفه غدًا ".
وما ذلك إلا لاختلاف وجهات الأنظار.
لكن؛ أنا أقول -وأعني ما أقول-:
إن مخالفة مثل الشيخ الألباني بمكانته وإمامَته، وسعة عِلمه، وقوة حُجته؛ ليست بالأمر السَّهل ولا باليسير، نعم؛ ليست مستحيلة، ولا نمنعها، لكن؛ نطلب مَن تصدى لها أن يكون على مقدار الأهلية العِلمية، والحُجَّة الشرعية التي تُخوِّله لهذا المَنصب، ولهذا التَّغليط، ولهذه التَّخطئة.
ورحمَ الله امرءًا عرف قدرَ نفسه.
وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شرح الإبانة 15-2-2010