عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-17-2013, 03:16 PM
شاكر بن خضر العالم شاكر بن خضر العالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: فلسطين
المشاركات: 613
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عماد نوفل مشاهدة المشاركة
<b>
2- قولكم -حفظكم الله-: "وقوله (وحدَه) توكيدٌ للاستثناءِ (إلّا الله)".
جاء في كتاب "التطبيق النحوي":
"الأصل في الحال أن تكون نكرة كما في الأمثلة السابقة، وقد وردت استعمالات للحال معرفة مثل:
ذهبت وحدي، وذهب وحده، وذهبوا وحدهم.
فكلمة "وحد" هي الحال، وهي ملازمة للإضافة، وتضاف إلى الضمير، والمضاف إلى معرفة معرفة، ويمكن تأويل الحال هنا بنكرة، ويكون التقدير: ذهبت منفردا.
ملحوظة: في بعض البيئات العربية يشيع استخدام كلمة "وحد" مسبوقة باللام؛ فيقولون: ذهبت لوحدي، وذهب لوحده، ذهبوا لوحدهم، وكل ذلك خطأ؛ لأن كلمة "وحد" لا تستخدم إلا على صورة واحدة؛ فهي لا تكون إلا منصوبة غير مسبوقة باللام، ولا تفيد إلا معنى الحال".
ما توجيهكم -رفع الله شأنكم-؟
</b>
جميلٌ ..
استدراكٌ في مكانِهِ-سلّمَّكَ الله-أيُّها الأخُ الحبيبُ الفاضلُ..
(وحدَه) وإن أعربت حالاً، فإنّ ذلك لا ينافي القولَ بأنّها توكيدٌ للإثباتِ، لأنّ معنى التفرُّدِ مكتملٌ بالحَصْرِ، و(لا إله إلا الله) وهي التعبيرُ القرآنيُّ النبويُّ عن حقيقةِ الوحدانيّةِ والتفرُّدِ للربِّ-تباركَ وتعالى-لا بدّ أن تدلَّ على ذلك بما لا مزيدَ عليه..
ولا مانعَ من ملاحظةِ المعنى عند إعرابِ (وحدَه) حالاً، فيُقَالُ-من حيث المعنى-: هي توكيد.
فإنّ المعنى الذي تؤدِّيه الأحوال يختلفُ باختلافِ التركيبِ والسِّياق.
* فالحالُ قد تأتي بمعنى الصِّفَةِ، والمقصود: الصِّفَةُ بمعناها الأصوليِّ العام، لا الصِّفَةِ المرادفةِ لـ (النّعت)!
وتجيءُ بمعنى الصِّفةِ لتقييدِ الحَدَثِ بالفاعلِ أو المفعولِ أو ما يجري مجراهما، في وقت وقوعِ مضمونِهَا.
نحو:
ضربتُ زيداً قائماً.
وزيدٌ في الدارِ قائماً.
وهذا زيدٌ قائماً.
ففي الأوّل قيّدَت الحالُ اختصاصَ الفاعلِ أو المفعولِ بالحَدَث، وبيّنت هيئَتَه.
وفي الثاني كانت وصفاً لما يجري مجرى الفاعل.
وفي الثالث وصفاً لما يجري مجرى المفعول.
*ومن جهةٍ أخرى تأتي الحالُ مؤكِّدَةً..
نحو قولكَ:
زيدٌ أبوك عَطُوفاً.
فجاءت الحالُ لتوكيدِ اتّصافِ الخَبَرِ بما يُعْلَمُ أنّه متّصفٌ به، فالأُبُوَّةُ وحدَها مستلزمةٌ للعَطْفِ، فساغَ في مثلِ هذا أن تكونَ الحالُ مؤكِّدَةً.
ويذكر النّحويُّونَ أنّها-الحالَ-لا تكون مؤكِّدَةً في الصِّفاتِ المتنقِّلَةِ المتغيِّرَةِ، فإنّ هذه لا تأتي مؤكِّدَةً لأخبارِهَا، وإنّما تكون في الصِّفاتِ المعلومَةِ المُلازِمَة لموصوفاتِهَا ممّا يُمْكِنُ أن يُحْمَدَ أو يُذَمَّ به.
قال أبو حيّان: (والحال المؤكِّدَةُ لمضمون الجملةِ هي الدَّالَّةُ على معنىً ملازِمٍ للمُسْنَدِ إليه الحكمُ، أو شبيهٍ بالمُلَازِمِ) اهـ. البحر المحيط(2/421).
فائدة:
قال تعالى (شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إله إِلاَّ هُوَ والملائكة وَأُوْلُواْ العلم قَآئِمَاً بالقسط).
وقد ذكروا في (قائماً) أكثر من وجه.
قال ابن عاشور: "وانتصب (قائماً بالقسط)على الحال من الضمير في قوله: (إلاّ هو)، أي: شهد بوحدانيته وقيامِه بالعَدْلِ، ويجوز أن يكون حالاً من اسم الجلالة من قوله: (شهدَ اللهُ)فيكونُ حالاً مؤكِّدَةً لمضْمُونِ شَهِدَ؛ لأنَّ الشهادةَ هذه قيامٌ بالقِسْطِ، فالشاهدُ بِها قائمٌ بالقِسْطِ" اهـ. التحرير والتنوير (3/187).
فأنتَ تلاحِظُ يا أخي إمكانَ التوكيدِ بالحالِ في مثلِ هذا المقام، غيرَ أنّ اعتبارَهَا في هذه الآيةِ حالاً من الضميرِ المنفصلِ في (إلّا هو) ربّما يكون أكمل، لأنّه عندها يكون المشهودُ به الوحدانيّةُ والقيامُ بالقسطِ-معاً-، وجعلُهَا حالاً من مضمونِ (شَهِدَ) يجعلُ المشهودَ به الوحدانيَّةَ فقط، ويجعلُ (القيام بالقسطِ) فيه معنى الوصفيّةِ للشهادَةِ، لا للمشهودِ له، وكلاهُمَا مرادٌ على كلِّ حال، وقد يختلفُ النّظرُ في أيِّهما أكمل.
فالله أعلم.


__________________
للتواصل العلمي

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس