( 3 )
الرد على تعليقات عبد الوهاب الجزائري
كسر صنم التعالم !
عبد الوهاب ..
آآه يا عبد الوهاب ..
لماذا تكشف عورتك ؟! وتبين مقدار عقلك ؟!
ألا سترتها عبد الوهاب ؟!
سلمنا لك - جدلا - معرفة مناهج الأسلاف والكلام فيها والخوض معنا في تحرير المسائل وتصويبها في هذه المنتديات ؛ فمالك لعلم المنطق الذي تنطق فيه كاللقلق ؟!
أتريد أن يقال أنك حتى برعت في العلوم العقلية وميادينها كالمنطق والفلسفة ؟!
رحمك الله ؛ اعلم أنه سيقال أنك جهلتها كما جهلت ما هو أعظم منها وأولى في حقك !
تقول لي : (و أنا أقبل منك الجواب والمخرج حتّى بالطرق ( الفلسفية المنطقية ) و التي هي أربعة – إن كنت تدرها طبعا أوّلا المسالك البرهانية، ثانيا المسالك الجدلية، ثالثا المسالك الخطابية ، رابعا المسالك الوعظية ) .
ويحك ..
أوتدري أن كلام الناس في مراتب الحجاج عند الفلاسفة والمناطقة لا يخرج عن هذه وزيادة - مما فاتك ذكره إن كنت تعرفها وتفهمها ! - ؟!
يا عبد الوهاب مالك ولهذه الفضيحة العلمية ؟!
تعال - ومعك الكراس والقلم - سأعطيك درسا مختصرا :
أولا : هذه ليست هي الطرائق الوحيدة في مرتتب الحجاج مما يذكره الفلاسفة والمناطقة وعلماء الأصول وغيرهم !
فأين الحجة الموجبة ، والحجة المغلوطة بأنواعها ، والحجة الشعرية و . و .
فإن قلت - لعدم معرفتك بهذا العلم - :
بعض هذه الحجاج ليست صحيحة لا في المسلك ولا المنتهى لذا ما ذكرتها !
يقال لك : كف عن جهلك ، وإليك الجواب من جهتين :
الجهة الأولى : أن هذه يطلق عليها لفظ الحجاج بالمتعارف مع كونها لا ترتقي من جهة المقدمات أو الدلالات ، ولذا سردها أهل الاختصاص في قائمة مراتب الحجاج كما يسرد هؤلاء أنواع المعارف كاليقين والظن والوهم و . و . و . في ترتيب واحد للاشتراك في نوع الإطلاق .
الجهة الثانية : أن بعض ما ذكرته من أنواع الحجاج - أو كما سميتها المسالك - كالحجة الخطابية والوعظية لا تفيد ما تفيده البرهانية ثم الجدلية ، ومع ذلك طلبت الجواب عليها وأنت لا تريد الجواب إلا حقا !
إلا إن أردت جوابا غير سليم لا في المقدمات ولا نتائجها فلك أن تقول - يا من تدعي المعرفة ! - : أريدها على الحجة المغلوطة ، ولو على أحد أنواعها !!
ثانيا : زعمت أن هذه المسالك - مراتب الحجاج - فلسفية ومنطقية ، فقلت : (و أنا أقبل منك الجواب والمخرج حتّى بالطرق .. ) ثم ذكرتها !
فيقال لك - يا أستاذ المعارف - :
1 - ألا تعلم أن الحجاج السليم من القوادح هو عين المسالك البرهانية (؟!) ، فإن زعمت أنها فلسفية ومنطقية بقصد التعييب فلتعب كل العقلاء على مختلف المدارس المعرفية !
2 - أن تعلم أن بعض الحجاج - هذا إن عرفت معانيها والمعارضات عليها - الذي ذكرته كالبرهانية متوفرة في كتاب الله تعالى بصيغ الخطابية والجدلية مع كونها برهانية ؟!
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 2 / 46 ) : " جميع ما اشتمل عليه القرآن هو الطريقة البرهانية وتكون تارة خطابية وتارة جدلية مع كونها برهانية " !
وقال - أيضا - في " درء التعارض " ( 5 / 312 ) : " الأدلة العقلية البرهانية المؤلفة من المقدمات اليقينية، هي موافقة لخبر الرسول لا معارضة له، ومن كان له خبرة بالأدلة العقلية وتأليفها، وتأمل أدلة المثبتة والنفاة، رأى بينهما من الفرق أعظم مما بين القدم والفرق، فإن أدلة الإثبات أدلة صحيحة، مبنية على مقدمات يقينية خالصة من الشبهة " .
ولهذا حكم ابن تيمية - رحمه الله - في أمثالك بالجهل بالقرآن ، وبمذاهب السلف وطرائق استدلالهم بالطرق الشرعية المشتملة على الدلائل السمعية والدلائل العقلية ومنها الحجة البرهانية ونحوها !
قال ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 12 / 87 ) : " والمقصود هنا أن كثيرا من الناس المتأخرين لم يعرفوا حقيقة كلام السلف والأئمة فمنهم من يعظمهم ويقول إنه متبع لهم مع أنه مخالف لهم من حيث لا يشعر ومنهم من يظن أنهم كانوا لا يعرفون أصول الدين ولا تقريرها بالدلائل البرهانية وذلك لجهله بعلمهم؛ بل لجهله بما جاء به الرسول من الحق الذي تدل عليه الدلائل العقلية مع السمعية " .
وقال - أيضا - في " درء التعارض " ( 7 / 361 ) : " حتى قد يقول بعضهم : إن الطريقة البرهانية ليست في القرآن، وهؤلاء جهلهم بمعاني الأدلة البرهانية التي دل عليها القرآن، كجهلهم بحقائق ما أخبر به القرآن، بل جهلهم بحقائق ما دل عليه الشرع من الدلائل العقلية والمطالب الخبرية " .
فهل تعتقد أنها بعض هذه الحجاج - كالبرهانية و . و . - مقصورة على المناطقة والفلاسفة يا أستاذ المعارف ؟!
3 - ظاهر تصنيف عبد الوهاب هذه الحجاج بأنها من الطرق الفلسفية المنطقية - وتقدم نقض بعض ذلك - أنه لا يعتقد بالبرهانية من دلائل وحجاج القرآن والحجة الجدلية والحجة الخطابية مع كونها برهانية فيه ، فوافق عبد الوهاب بعض الفلاسفة من حيث لا يعلم !
فإنهم يقولون : أن القرآن لم يشتمل على الحجة البرهانية إلا ما قل ، وغايته الحجة الخطابية ، بينما أهل الكلام الحجة الجدلية و . و . !!
فرد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 2 / 46 ) : " وليس الأمر كما يتوهمه الجهال الضلال من الكفار المتفلسفة وبعض المتكلمة من كون القرآن جاء بالطريقة الخطابية وعري عن البرهانية أو اشتمل على قليل منها بل جميع ما اشتمل عليه القرآن هو الطريقة البرهانية وتكون تارة خطابية وتارة جدلية مع كونها برهانية " .
وقال - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 14 / 62 ) : " وبهذا يظهر لك خطأ قوم من البيانيين الجهال والمنطقيين الضلال حيث قال بعض أولئك : الطريقة الكلامية البرهانية في أساليب البيان ليست في القرآن إلا قليلا وقال الثاني : إنه ليس في القرآن برهان تام فهؤلاء من أجهل الخلق باللفظ والمعنى فإنه ليس في القرآن إلا الطريقة البرهانية المستقيمة لمن عقل وتدبر " .
ثالثا : ما دمت طلبت جوابا على طرائق الحجاج - التي ذكرتها - كالبرهانية والخطابية والجدلية والوعظية ، فهل تفضلت ببيان التالي :
1 - هل جوابي عليك كان من الحجاج :
أ . البرهانية .
ب . الجدلية .
ج . الخطابية .
د . الوعظية !
مع تخريج جوابي على تعاريف من تختاره يا أستاذ المعارف !
2 - هل أخبرتني :
أ . ما هي الحجة الوعظية ؟!
ب . وهل تقصد بها الحجة الشعرية عند المناطقة أو غيرها ؟!
ج . وما وجه التخريج العقلي والرابط في الاستدلال بينها وبين الجواب المطلوب ؟!
أرنا مقدار تعالمك - هداك الله رشدك - وبين لنا هذه المسائل بالرد علي بالحجة البرهانية أو الجدلية لا غير .
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .
وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
|