عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-14-2015, 04:01 PM
أبوعبدالرحمن الأعظمي أبوعبدالرحمن الأعظمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: سورية
المشاركات: 290
Exclamation ضعف أثر علي _رضي الله عنه_(إخواننا بغوا علينا) وبيان خطأ من يحمله على الخوارج

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فهذا تخريج لأثر علي _رضي الله عنه_ عمدت إليه لما سمعت بعض الشيوخ يستدل به بشكل خاطئ، فيحمله على الخوارج المارقة ، وهذا خطأ فادح وخطير، فعلي _رضي الله عنه_ لم يقل هذا في حق هؤلاء الخوارج المارقة، وإنما قال هذا _أي (إخواننا) في أهل صفين والجمل، وأين هؤلاء من أولئك، ولعل السبب في هذا الخلط هو التشابه بين ألفاظ الحديثين ، فوقع الكثير في هذا الخطأ الخطير.



تخريج الأثر
حدثنا يزيد بن هارون ،عن شريك، عن أبي العنبس، عن أبي البختري قال: ((سئل علي عن أهل الجمل قال: قيل أمشركون هم قال: من الشرك فروا قيل: أمنافقون هم قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً قيل:( فما هم قال): إخواننا بغوا علينا)).
قلت : رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (رقم/37763).ورواه البيهقي في سننه (رقم/17158).
وهو :ضعيف،أو ضعيف جداً.
و(أبو البختري ,_هو سعيد بن فيروز أبو البختري الطائي_) لم يدرك علياً وكان يرسل عن الصحابة، .انظر التعديل والجرح للباجي (4/193)،وانظر الطبقات لابن سعد (5/151).، والتهذيب للحافظ ابن حجر (3/47). ولعله رواه عن الحارث الأعور؛ فقد نسبه إليه عن علي بعض المفسرين كالقرطبي في تفسيره (16/323) فقال :(( قال الحارث الأعور :سئل علي بن أبي طالب ...))وأيضاً البغوي عزاه إليه في تفسيره(7/341). ،فإن كان كذلك فالحديث ضعيف جداً ؛ لأن الحارث هذا متهم بالكذب .انظر ترجمته في تهذيب الكمال للمزي (5/244/245).

(وشريك، هو ابن عبد الله القاضي)وهو ضعيف.

وأبو العنبس : هو الحارث بن عبيد بن كعب الكوفي الأصغر. ذكره ابن حبان في الثقات (7/68). وقال : يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير.
وترجم له الحافظ في التقريب (3/220) بقوله :مقبول.

ورواه البيهقي في سننه (رقم/17199).فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ :(( سُئِلَ عَلِىٌّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَهْلِ الْجَمَلِ فَقَالَ : إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا (فَقَاتَلْنَاهُمْ وَقَدْ فَاءُوا وَقَدْ قَبِلْنَا مِنْهُمْ) )).

قلت : وهذا الإسناد _ بهذا اللفظ_ ضعيف أيضاً.
(فأحمد بن الجبار :هو العطاردي أبو عمر الكوفي،وهو ضعيف).
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وأمسكت عن الرواية عنه؛ لكثرة كلام الناس فيه، وقال مطين كان يكذب، وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم تركه بن عقدة، وقال ابن عدي رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه.وفي سؤالات الحاكم للدارقطني: اختلف فيه شيوخنا ولم يكن من أهل الحديث.انظر التهذيب (12/32).
وضعفه الحافظ ابن حجر في التقريب (1/37).
(وحفص بن غياث) مدلس وقد عنعنه، انظر تعريف أهل التقديس للحافظ ابن جحر (1/20)،
وعبد الملك بن سلع الهمداني ترجم له الحافظ في التقريب بقوله: صدوق (2/113).
وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ.(6/32).
وأبو العباس محمد بن يعقوب : هو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم النيسابوري أبو الفضل الوراق .انظر ترجمته في السير للذهبي (15/452).
ورواه الهيثم بن عدي ثنا إسماعيل عن خالد عن علقمة بن عامر قال سئل علي عن أهل النهروان أمشركون هم؟ فقال : من الشرك فروا . قيل : أفمنافقون ؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً فقيل : فماهم يا أمير المؤمنين قال : إخواننا بغوا علينا ؛ فقاتلناهم ببغيهم علينا . فهذا ما أورده ابن جرير وغيره في هذا المقام .
البداية والنهاية (7/300)
وهذا الإسناد باطل ، فالهيثم بن عدي :هو ابن عبد الرحمن الطائي، وهو كذاب ، سئل ابن معين عنه فقال : كوفي ليس بثقة، كذاب.
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبى عنه فقال: متروك الحديث، محله محل الواقدي.
وقال النسائي :متروك الحديث.
وقال البخاري:سكتوا عنه،وقال كان يكذب.
وقال العجلي:كذاب.
وقال الساجي: سكن مكة وكان يكذب.
وقال الإمام أحمد: كان صاحب أخبار وتدليس.
وقال الحاكم والنقاش: حدث عن الثقات بأحاديث منكرة .
وذكره بن السكن وابن شاهين وابن الجارود والدارقطني في الضعفاء.
وقال علي ابن المديني: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ،ولا أرضاه في الحديث، ولا في الأنساب، ولا في شئ.
وقال أبو زرعة : الهيثم بن عدي ليس بشي.
وذكروا للإمام أحمد بن حنبل حديثاً فقال : من يرو ذا كذب. فقال له رجل: الهيثم بن عدي، عن مجالد، فتبسم أبو عبد الله متعجبًا من ذلك، وأظنه قد قال في هذا الموضع: كذب.
وقال أبو داود : متروك الحديث.
وقال الجوزجاني: الهيثم بن عدي ساقط قد كشف قناعه.
انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (18/163).والضعفاء للعقيلي(2/334).والتاريخ الكبير للبخاري (8/65).والكامل في الضعفاء لابن عدي (8/108).والمغني في الضعفاء للذهبي (2/202).وسؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي .ومعرفة الثقات للعجلي (2/55). وأحوال الرجال للجوزجاني (1/23)..ولسان الميزان للحافظ ابن حجر (6/159/160).

تخريج أثر علي بن أبي طالب_ رضي الله عنه_ قوم بغوا علينا

حدثنا يحيى بن آدم ثنا مفضل بن مهلهل عن الشيباني عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال كنت عند علي فسئل عن أهل النهر أهم مشركون قال من الشرك فروا قيل فمنافقون هم قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً فما هم قال قوم بغوا علينا.
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (رقم/37942).ورواه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم/591).عن شيخه إسحاق بن إبراهيم عن يحيى ، و إسحاق بن إبراهيم: هو بن مخلد ابن راهويه الحافظ المشهور.
والخبر صحيح .
والشيباني : هو سليمان بن أبي سليمان،فيروز ، أبو إسحاق الشيباني تابعي ثقة من صغار التابعين ، وقيس بن مسلم :هو الجدلي العدواني الكوفي أبو عمرو ثقة من السادسة ، فعلى هذا تكون هذه الرواية من رواية الأكابر عن الأصاغر.

ورواه ابن نصر المروزي _أيضاً_ في تعظيم قدر الصلاة من طريق أخرى _(رقم /592): حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن مسعر ،عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل قال: قال رجل من دعا إلى البغلة الشهباء يوم قتل المشركين، فقال علي من الشرك فروا قال: المنافقون قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً قال فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا (فقاتلناهم فنصرنا عليهم).
وهذا الإسناد ضعيف .
عامر بن شقيق :هو ابن جمرة الأسدي ،سئل يحيى بن معين عن عامر بن شقيق فقال: ضعيف الحديث.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبى عن عامر بن شقيق فقال: شيخ ليس بقوى.انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي (13/458).
وقال المروزي: وذكر (أبا عبد الله) عامر بن شقيق، الذي روى عن أبي وائل، فتكلم فيه بشيء. ((سؤالاته)) (99).
وقال الحافظ في التقريب (1/459): لين الحديث من السادسة.
وقال النسائي:ليس به بأس.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وعلى كل حال الخبر صحيح ؛وهذا الإسناد صحيح بالذي قبله،لكن بدون الزيادة الأخيرة (فقاتلناهم فنصرنا عليهم).
ورواه البيهقي في سننه الكبرى بنفس سند ابن نصر ولفظه (2/104).
ورواه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (رقم/593): حدثنا وكيع ثنا ابن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: قالوا: لعلي حين قتل أهل النهروان أمشركون هم قال: من الشرك فروا قيل: فمنافقون قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً قيل: فما هم؟ قال قوم حاربونا فحاربناهم وقاتلونا فقاتلناهم .
وهذا الإسناد رجاله ثقات ، إلا أن حكيم بن جابر لا أدري أسمع من علي هذا الكلام، أم لم يسمعه فأرسله عنه.
وليس في هذا الإسناد لفظ (بغوا علينا).

الخلاصة: أن لفظ (إخواننا بغوا علينا)لم يصح عن علي _رضي الله عنه_ ولم يثبت عنه بإسناد صحيح ،هذا أولاً.
ثانياً: إن علياً _رضي الله عنه_ لم يقل هذا أي _(إخواننا بغوا علينا)_ في حق أهل النهروان الحرورية ، وإنما قال هذا في أهل الجمل وصفين،ومعلوم أن يوجد فرق عظيم بين الفريقين، فأولئك فيهم صحابة رسول الله  ،وهم خير الخلق، وقد شهد له النبي  بالحق، كما ثبت عنه  أنه قال: (( تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ)).(1)
وفي هذا الحديث إثبات أن كلا الطائفتين أي _أصحاب معاوية،وأصحاب علي_ رضي الله عنهما _ ،هم على حق ،وإنما طائفة أولى من الأخرى بالحق، وهم أصحاب علي _رضي الله عنه_.
قال النووي في شرحه على مسلم _بعد ما ذكر هذا الحديث_:((هذه الروايات صريحة في أن علياً _رضي الله عنه_ كان هو المصيب المحق، والطائفة الأخرى أصحاب معاوية _رضي الله عنه _كانوا بغاة متأولين، وفيه التصريح بأن الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عن الإيمان، ولا يفسقون، وهذا مذهبنا ومذهب موافقينا)).(2)
وقد ثبت عنه  أنه قال: ((فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ)).وهما أصحاب علي وأصحاب معاوية_رضي الله عنهما_.
وكيف يتصور عاقل أن يقول علي_ رضي الله عنه_ (إخواننا ) في قوم قد ثبت عن النبي  ذمهم بغير ما حديث أشد الذم ،ونعتهم بأشد النعت كقوله: :(( شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء، وخير قتيل من قتلوا ،كلاب أهل النار)).(2)
وقال _أيضاً_:(( يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ)).وقال _أيضاً_: ((يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ)). وقال: ((لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ)). أبعد كل تلكم الأوصاف ،التي قالها  في هؤلاء الخوارج المارقة ، يزعم جاهل _وذلك أقل أحواله_، أن علياً قال:( إخواننا ) في أمثال هؤلاء، أليس هذا طعناً مبطناً في علي _رضي الله عنه_ وإتهاماً له بمخالفة أقوال النبي  ،وتحذيره من أولئك القوم الفساق ،الخوارج شرار الخلق.
__________________
قال الإمام الألباني _رحمه الله_:

طالب العلم يكفيه دليل .
وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل .
الجاهل يتعلم .
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل .

وقال شيخنا علي الحلبي_حفظه الله_تعالى_ورعاه_:
سلامة المنهج أهمّ بكثير من العلم.
ولأن يعيش المرء جاهلاً خير له من أن علمه على خلاف السنة والعقيدة الصحيحة
.
رد مع اقتباس