عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-04-2009, 12:46 AM
فاتح ابوزكريا الجزائري فاتح ابوزكريا الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,234
Thumbs up

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الوادي مشاهدة المشاركة
قال الشيخ أبو الحسن في كتابه الدفاع :

.. هذا الشريط الذي فَرِحَ به هؤلاء المشايخ، ليتكئوا عليه في حكمهم الجائر، مستكثرين بعددهم على العُبَيْد الضعيف الصابر؛ شريط قديم - فيما أذكر الآن - عام 1416هـ، وليس الشريط في متناول يدي الآن؛ لأنني أحرر هذا الجواب من مدينة الرياض - حرسها الله وجميع بلاد المسلمين من الفتن الظاهرة والباطنة -

إلا أن الذي يتحصَّل في ذهني عن ذلك الشريط: أنني كنت أرى أن الأخطاء العقدية الموجودة في صفوف بعض الجماعات التي تُنسب إلى السنة، أنها أخطاء من قبل الأفراد، وإلا فالمنهج المذكور في كتبهم يَنُصُّ على اتباع الكتاب والسنة، والرجوع إلى السلف الصالح، كلُّ ما في الأمر: أن الأفراد ينحرفون عن هذا المنهج،

وقد قوّى في نفسي هذا: ما كنتُ أراه - آنذاك - من حكم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وفضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله تعالى- على جماعة الإخوان بأنها من أهل السنة، مع إنكارهما ما عند هذه الجماعة من أخطاء،

وزاد ذلك أنني سألت شيخنا الألباني - رحمة الله عليه - عن جماعة الإخوان، فأجابني بما فهمتُ منه بأنه يُخْرِجهم من أهل السنة، فأفادني بعضُ الخواصِّ من طلابه، أن هذا الحُكمَ غير معروفٍ عن الشيخ، ثم قررنا أن نناقش الموضوع مع الشيخ - رحمه الله - مرةً أخرى في الجلسة اللاحقة؛ لنحرر بدقة قول الشيخ في هذه المسألة، حتى لا نخطئ عليه في عزو أحد الأقوال إليه، فلما جلسنا الجلسة الأخرى؛ ابتدأتها بالسؤال، وذكرتُ أننا فهمنا عن الشيخ من كلامه السابق أنه يُخرج جماعة الإخوان من أهل السنة، فأجاب الشيخ - منكرًا ما فهمناه عنه - بأنه لا يقول بذلك، فلما رأى إصرارنا على ما فهمناه؛ طلب الرجوع إلى الشريط، فلما رجعنا، وتأملنا الكلام؛ ظهر لنا صحة ما قال الشيخ، وأنه لم يحكم بخروجهم من السنة، ثم أكد ذلك بقوله: إنني لا أعرف عن نفسي أنني حكمت عليهم بذلك يومًا من الأيام، أو بهذا المعنى، والشريط محفوظٌ ومنشور، كل هذا قوَّى في نفسي الحكم بأنهم من أهل السنة، وأما أخطاء الأفراد فلا تُحْسبُ على المنهج.


ثم ظهر لي - بعد وقتٍ ليس بطويل - : أنَّ المنهج الذي لا يقوم على الولاء والبراء على أصول الدعوة السلفية- بل ربما عَدَّ ذلك تنطعًا أو نحو ذلك- فإنه لا يكون منهج أهل السنة والجماعة، أضف إلى ذلك ما هو معروف من التزهيد في العلوم الشرعية، واتهام العلماء القائمين بذلك بالجهل بالواقع، أو العمالة، ونحو ذلك، وتهييج العامة على الحكام، وتدبير الانقلابات والثورات على الولاة، وإن كانوا من الظلمة، والزج بشباب الأمة في مواجهة الحكام المسلمين - وإن جاروا - والبيعات الممزِّقة للولاءات... إلى غير ذلك من الأمور، كل هذا كان - ولا يزال - كافيًا عندي في الحكم على هذه المناهج بالبعد عن المنهج السلفي، وأما الأفراد: ففيهم السني، الذي دخل بحجة الإصلاح، أو بحجة التعاون معهم على عدوٍ أكبر، أو لدفع مفسدةٍ كبرى، أي: أنه دخل متأولاً، سواءٌ كان تأويله مقبولاً أو مردودًا، وفيهم من هو صاحبُ بدعة، بل منهم من هو متلبس بالشرك الأكبر؛ ولذلك فلا يجوز إطلاق الحكم على كل من ينتسب إلى جماعة الإخوان - مثلاً - بأنه مشركٌ، أو حلولي، أو صوفي، أو رافضي، أو ضال مبتدع، بل يُحكم على كل فرد بما يستحق بعد نصحه، وإزالة شبهته، أو معرفة عذره، وهل هو عذر مقبولٌ أم لا؟ ونحو ذلك.


وهذا القول قد صَرَّحْتُ به منذ عدة سنوات، وهو موجود في أشرطتي ومشهورٌ عني، ارجع إلى شريطي: «رفع الإلباس، بالإجابة على أسئلة مركز العباس »، وجه (ب) بتاريخ 29/12/1419هـ، وهذا نصه:

سؤال: هل يجوز أن يُقال: إن فرقة من الفرق الحزبية اليوم، إنها من الثلاث والسبعين فرقة الهالكة، أم لا؟
الجواب: « فيه تفصيل، فإذا كانت من الفرق التي ترى الخروج على الحكام المسلمين - وإن كانوا جائرين - فلا شك أنهم خوارج، يكونون من الفرق الهالكة، وإن كانوا من الفرق التي لا ترى ذلك، لكن يخالفوننا في بعض المسائل الدعوية؛ فلا يصح أن يقال: إنهم من الفرق الهالكة، لكنّ الأمر في ذلك يحتاج إلى تفصيل:هناك مناهج - على سبيل المثال - منهج الإخوان المسلمين، منهجٌ خليط، منهجٌ غثائي، فيه الصوفية، وفيه القبورية، وفيه التشيع، وفيه التجهم، وفيه التسنن، وفيه كل شيء، لا شك أن منهجهم مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، وليس منهج أهل السنة والجماعة، ولا منهج الفرقة الناجية، ولا الطائفة المنصورة، أما أفرادهم: فيُحْكَم على كل فردٍ بما يستحق، إن كان صوفيًّا؛ فيُحْكَمُ عليه بذلك، وإن كان شيعيًا؛ فيُحكم عليه بذلك، وإن كانت عقيدته عقيدة سلفية، ويقول: أريد أن أصلح في داخل الجماعة، فنقول: هو سلفي، لكن إذا استطاع أن يُغيّر؛ فجزاه الله خيرًا، وعَهْدنا بمثل هذا الصنف أنهم يتغيَّرون ولا يُغَيِّرون، فننصحهم أن يسارعوا بالخروج من كل حزبية نتنة، مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، ويُكثِّروا سواد أهل السنة، ويحذِّروا من الحزبية، أما دخولهم في هذه الحزبيات؛ فهو مما يقوِّي شوكتها، ومما يدعو الناس إليها، ومما يلبِّس على الناس، فلا نجيز لهم الدخول، لكن ليس معنى ذلك أننا نخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة، هذا في الأفراد، وكل فرد يحكم عليه بما يستحق، أما في المناهج، فمنهج جماعة الإخوان المسلمين؛ منهج غثائي، ليس بمنهج أهل السنة والجماعة، كذلك أيضًا منهج جماعة التبليغ، ليس بمنهج أهل السنة والجماعة، وجماعة التكفير منهجهم منهج الخوارج، كما هو مشهور ومعروف، وحزب التحرير كذلك، ليس على منهج أهل السنة والجماعة، وهكذا كل واحد يحكم عليه بما يستحق، ويُنْظَر في هذه المناهج، كذلك الدعوة السرورية؛ دعوة خوارج أيضًا، ليست على منهج أهل السنة والجماعة .فيجب على الناس أن يميزوا بين المناهج وبين الأفراد، ويحكموا على كل شيء بما يستحق».اهـ.
«من شريط، رفع الإلباس بالإجابة عن أسئلة مركز العباس» الوجه (ب) بتاريخ 29/ذي الحجة/1419هـ الموافق 15/ ابريل/1999م،

أي: بعد شريطي الذي فرح به المشايخ الفضلاء!! بثلاث سنوات، فهل بعد هذا البيان من بيان؟!! أم أنّ المشايخ الفضلاء!! يبحثون عن أي مُسوِّغ، ليقنعوا به أنفسهم وغيرهم؟!!
وهذا القول الذي حررته هنا هو القول الذي عليه عددٌ من المشايخ، منهم شيخنا: مقبل الوادعي - رحمه الله - كما في عدة مواضع من كتبه، انظر: «غارة الأشرطة» (2/8)، و«تحفة المجيب» (ص 96) (السؤال 13) (ص 203) السؤال الثاني، وانظر «فضائح ونصائح» (ص 123).

فما هو الأمر الجديد الذي سقط عليه هؤلاء المشايخ من ذلك الشريط بعد هذا البيان والإيضاح؟! أليسوا قد غاصوا فوقعوا على خزفةٍ مُنكسرةٍ لا تنفعهم في دعواهم هذه بشئ؟!! أليس من نصر شخصًا في غير الله، خذله الله به؟!

وهل هؤلاء المشايخ لا يُفَرِّقُونَ بين القول القديم، والقول الجديد؟! أم أن الحكم لابد من صدوره؟! ثم نلتمس له الأدلة بعد ذلك، ولو لم نجد إلا الأقوال المنسوخة؟!
فإن قيل: لعلهم ما وقفوا على ما حرَّرته بعد ذلك!!

فالجواب: لو كانوا حريصين على معرفة الحق في المسألة؛ لاتصلوا بي كما اتصلوا بي من قبل، ولسألوني عن وجه ما سمعوه، لكنَّ الأمر قد دُبِّر بليل، وما بقي إلا البحث عن دليل الحكم المشؤوم –والله تعالى أعلم- وإلا فلو فرضنا صحة ما وقفوا عليه في إدانتي؛ فهل يستحق هذا التهويل كله، وهذا الطعن الموجود في بيانهم العاطل الباطل؟!

و- هذه المسألة بعينها قد ناقشتُ فيها الشيخ ربيعًا - عافاه الله من داء الغلو- في بيت أحد أبنائه بمكة بعد عودتي من عمّان، وفي حج 1416 هـ - فيما أذكر الآن - حتى ارتفعت الأصوات، ومن ذلك الوقت والشيخ ربيع مستمر في الثناء عليّ، ومدحي في كتبه ومجالسه، إلى أن استعر أتون هذه الفتنة التي تولى كبرها، فما هو الجديد الذي ظفرتم به، ولم يعرفه الأوائل؟!! أليس الشيخ ربيع قد كان يَعْرِفُ أنّ هذا قولي وقتًا من الزمن؟! ومع ذلك لم ير ذلك كافيًا في الحكم الذي حكمتم به؟! وأيضًا: يُقال للشيخ ربيع: هذا الحكم الذي فرحتم به، ونشرتموه في الآفاق، وليس له دليل إلا ما تعرفه أنت من قبل، فهل كنتَ مخطئًا عندما لم تحكم عليّ بما حكم به طُلاَّبك الآن؟! أم أن الأمر كما يُقال: «اقتلوني واقتلوا مالكًا معي»؟!

ز- لو فرضنا أنني مازلت ثابتًا على قولي: إن منهج الإخوان المسلمين في اليمن هو منهج أهل السنة، مع كوني أنكر كل خطأ عقدي أو دعوي عندهم، وإنما حكمت على منهجهم بذلك، لدعواهم أنهم يسيرون على منهج السلف، فهب أنني ثابتٌ على ذلك، فهل هذا الخطأ في هذا الحكم - مع إنكاري عليهم جميع أخطائهم - يُسوِّغُ الحكم بأنني لست من أهل السنة، وأنني زائغ، وماكر، ومتلاعب، ولابد من الحذر والتحذير مني؟! - هل الذي يحكم بهذا الحكم يكون مدركًا لما يخرج من رأسه، ويكون عالمًا بما يخرج به المرء من دائرة السنة؟! وهل قال هذا القول أحدٌ من العلماء كابن باز وابن عثيمين والألباني؟!

إن هذا يدل على أنه يجب على هؤلاء المشايخ الفُضلاء!!! أن يحرِّروا المسألة بدقة، وأن يُدركوا الفرق بين الخطأ في الاجتهاد في الحكم على المخالف، وبين تبديع وتضليل هذا المجتهد، بل إخراجه من دائرة أهل السنة والجماعة؛ فإنَّ الأمر كما قال الإمام أحمد: «الإخراج من السنة شديد »!!!

ح - هناك من العلماء من يقول بأن الإخوان المسلمين - على علاتهم - من أهل السنة،

وهذا قول شيخنا الألباني - رحمه الله - كما هو مصرَّحٌ به في جوابه على أسئلتي الدعوية، فارجع إليها -أيها المنصف- .
فيا ترى بماذا سيحكُمُ هؤلاء المشايخ الفضلاء على محدِّث هذا العصر؟! وكذا فقد صرح بذلك الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - فهل يا تُرى سيُوافقهم الشباب الذين فرحوا معهم بهذا الشريط، وطاروا به هنا وهناك، على الكلام في المشايخ الذين لا يرون هذا الرأي، ليُثبتوا إخلاصهم في هذا الفكر الجديد، الذي طالما حذروا منه، وطعنوا في حملته، لكنهم عجزوا عن الاستمرار أمام التحذير والتشويه؟!! وخارت قواهم، وتخلخلت أرجلهم، فلم يستطيعوا الثبات أمام فجأة الباطل وأهله!!

وكذلك فقد صرَّحت اللجنة الدائمة بأن جماعة الإخوان المسلمين تلي الجماعة السلفية في القرب إلى الحق، فقال علماء اللجنة: «أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة، وهم أهل الحديث، وجماعة أنصار السنة، ثم الإخوان المسلمون...».اهـ. من «فتاوى اللجنة الدائمة »- جمع الدويش - (2/237) ط/ دار العاصمة، السؤال الأول من الفتوى رقم (6250)، ووقع عليها العلماء الأعضاء: عبدالله بن قعود، وعبدالله بن غديان، وعبدالرزاق عفيفي، والرئيس سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله -.

وكذلك السؤال الأول من الفتوى رقم (7122) من فتاوى اللجنة الدائمة:
س: في هذا الزمان عديد من الجماعات والتفريعات، وكل منها يدعي الانضواء تحت الفرقة الناجية، ولا ندري أيها على حق فنتبعه، ونرجو من سيادتكم أن تدلونا على أفضل هذه الجماعات وأخيرها؛ فنتبع الحق فيها، مع إبراز الأدلة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه، وبعد:
ج: «كل من هذه الفرق تدخل في الفرقة الناجية، إلا من أتى منهم بمكفرٍ يُخرِج عن أصل الإيمان، لكنهم تتفاوت درجاتهم قوة وضعفًا، بقدر إصابتهم للحق، وعملهم به، وخطئهم في فهم الأدلة والعمل، فأهداهم أسعدهم بالدليل فهمًا وعملًا، فاعرف وجهات نظرهم، وكن مع أتبعهم للحق، وألزمهم له، ولا تبخس الآخرين أخوتهم في الإسلام، فترد عليهم ما أصابوا فيه من الحق، ولو ظهر على لسان من يخالفك في بعض المسائل، فالحق رائد المؤمن، وقوة الدليل من الكتاب والسنة هو الفيصل بين الحق والباطل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن باز.

وقد ذكرت في «قطع اللجاج» تفسيرًا لهذه الفتوى، وبيانًا لموقفي من بعض ما جاء فيها.

ولو سلمنا بأن البعض من هؤلاء العلماء تراجع عن ذلك؛ فما حكم البقية الذين لم يتراجعوا؟َ وما حكم من تراجع منهم قبل أن يتراجع؟! وما الفرق بيني وبينه، وقد تراجعتُ كما تراجع؟!؛ كل هذه أسئلة يعجز هؤلاء المشايخ أن يُجيبوا عنها، لأنهم اعتقدوا ثم استدلوا، فليجب عنها المنصفون من طلاب العلم، وأجرهم على الله تعالى.

(تنبيه): الذي يظهر لي من حال علماء السنة تجاه منهج الإخوان المسلمين الإنكار، لكنهم يحكمون على الأفراد بأنهم من أهل السنة، إلا من أظهر عقيدة على خلاف ذلك، بعد النظر في ضوابط الحكم على المعين، وهذا هو كلامي، والحمد لله رب العالمين.

ط - وقولهم: «... وتأكَّد لدينا أنه إِخْوانيٌّ في منهجه...»، هذا مما يُضحك الثكالى - إي والله - وهل يُصدِّقكم الإخوان المسلمون أنفسهم، وأنتم تزفُّون إليهم هذه البُشرى؟! والله إن الإخوان المسلمين ليعلمون أن هذا حُكْمٌ لا يُفرح به؛ لأنهم يعلمون الميادين والمجالات التي ناقشناهم فيها، هم وغيرهم من الجماعات، لكن هذا بعلمٍ وحلمٍ، لا بهمجيةٍ و طيــش، كما يفعل كثيرٌ ممن تمدحونهم ولا تعرفونهم، إنما عرفتموهم من بوابة الشيخ ربيع، الذي إن رضي عن إنسانٍ؛ رفعه، حتى يُناطح به السماء!! وإن سخط عليه؛ لفلف عليه كل تهمة وافتراء، وإن كان من هذه التهم أصفى من ماء السماء!!.

فياليتكم -أيها المشايخ الفضلاء!!- بحثتم عن تهمة تَنْفُقُ - ولو إلى حين - على العوام أو أشباه العوام من طلاب العلم!! لقد كان ذلك أفضل من قولكم: إخوانيٌ، أو هو إخوانيٌّ جَلْدٌ؛ فإنَّ ذلك لا - ينْفُقُ عند طلاب العلم الذين يعرفونني - ولله الحمدُ والمنةُ - وإني لعلى ثقةٍ أن الذين وجهتم إليهم رسالتكم من أهل اليمن - أو أكثرهم - لَيُدركون أنكم قد جاوزتم الحد، وقد كانوا يقنعون منكم بما هو دون هذه الوثبة البعيدة، كانوا يقنعون منكم بأن تسعفوهم بفتوى تحذِّر من أبي الحسن، حتى يُكثِّروا عدد العلماء الموافقين لهم على التحذير منِّي!!! لكن لعل الله سبحانه وتعالى أراد بذلك خيرًا، لينكشف الغطاء، ويُعرف سر الأمر الذي دُبِّرَ بليلةٍ ليلاء، فتتهاوى أركان الغلو والطرق الظلماء!!

ي - وإذا كنتُ على منهج الإخوان من ذلك الوقت، ولم يكشف هذا إلا هؤلاء المشايخ، فواحسرتاه على بقية العلماء، فأين ابن باز، وابن عثيمين، والألباني، وربيع، ومقبل، الذين أكثروا من تزكية أبي الحسن، كل هذه المدة؟!!
هل كان هؤلاء لا يعرفون ولا يميزون السُّني من الإخواني؟! وهل كنتم أنتم في بيانكم السابق ممن لُبِّس عليه؟! وهل الذين وجهتم لهم رسالتكم لايعرفون أبا الحسن كل هذه المدة؟! فأين الذكاء؟! وأين الفطنة والفراسة؟! هل كل هؤلاء السلفيين لا يفهمون أمري خلال هذه السنوات، مع أن بعضهم يعرف دعوتي من نحو ربع قرن؟! أما تعلمون أن حكمكم هذا اتهام لأنفسكم، ولغيركم من كبار العلماء الذين زكوا أبا الحسن، ومنهم من لقي الله عز وجلّ، ومنهم من هو باقٍ - أسأل الله للجميع حسن العاقبة في الأمر كله-؟!

ك - ثم إن الشريط الذي طاروا به موجود، فليسمعه أي منصف، هل سيجد فيه دفاعًا مني عن مقالات الإخوان المخالفة للدعوة السلفية، أم لا؟! فكيف يكون منهج المرء إخوانيًا، وهو يرد على جميع مقالاتهم المخالفة للحق، ويُقيم الأدلة والبراهين في الرد على شبهاتهم؟! كل ما في الأمر: أنه كان يرى أن هذه أخطاء فردية لا منهجية، ثم بان له الصواب في ذلك، فقرَّر في غير موضع حكمه على هذه المناهج، وهاهو - يا طالب العلم - ما قررته في هذا الشأن، مع هؤلاء المشايخ أنفسهم من قبل، وقد أقروه، ورضوا به، فقالوا في بيانهم السابق (ص3):

«خامسًا: ما نُقل عنه في أهل الحزبيات: أنهم من أهل السنة، قال: أما حكمي على المناهج الحزبية، فهي مناهج منحرفة مبتدعة، وأحذَّر منها، ومن دعاتها، أما الأفراد: فأحكم على كل رجل بما يستحق، بعد استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع » .اهـ.

فهل تجد - أيها المنصف فارقًا - بين ما نقله هؤلاء المشايخ عني، وبين ما قررته؟! فلماذا رضوا بهذا الكلام في بيانهم السابق، وأهملوه في بيانهم اللاحق؟! هل هناك ضغط عليهم من جهة أخرى؟! هل قيل لهم: خذلتمونا بذاك البيان؟! هل عاتبهم الغلاة في الهاتف من كل مكان؟! كل ذلك ليس ببعيد، لكن من أراد أن يُسعد أحدًا على حساب آخر؛ فلا يلومَنَّ إلا نفسه.
علمًا بأنني وإن كنت أحكم على منهج الإخوان بما سبق، فإنَّي أقرِّر أن فيهم وفي غيرهم من الجماعات المنتسبة للسنة رجالًا صالحين صادقين - ولا أزكِّي على الله أحدا - ولا يحملني ذلك على ترك نصحهم فيما أخطؤوا فيه، والتحذير من هذا الخطأ، أو من صاحبه؛ إن أصر عليه، وتعين التحذير من ذلك، ولا يحملني ما عندهم من أخطاء على بخسهم فيما أصابوا فيه الحق، أو تدل التعاون معهم فيما ينفع الإسلام والدعوة السلفية - على تفاصيل معروفة عند أهل العلم - .

ل - أسأل هؤلاء المشايخ: لو وقع هذا الشريط في أيديهم قبل وقوع ما وقع لي من الشيخ ربيع؛ هل كانوا سيُسارعون في إصدار هذا الحكم، كما هرولوا له الآن؟! الجواب عند المنصفين من طلاب العلم!!
وكذلك لو وقع في أيديهم شيء من كلام من يُحبون ويدافعون عنهم، أو من كلام منْ يهابونهم لسببٍ أو لآخر، هل سيكون الموقف واحدًا؟! الجواب: لا، وإن أنكروا ذلك؛ نشرتُ على الملأ - إن شاء الله تعالى - أقوالاً لبعض العلماء، بما يوافق كلامي السابق، وأن جماعة الإخوان من جملة أهل السنة، بل كان بعض ذلك من صاحب الفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ في حضور عبيد الجابري، ولم يستطع أن يقول شيئًا،مع أنه قد طُلب منه أن يُعَلِّق على ذلك!! ويا تُرى هل سيقولون فيهم ما قالوا؟! وهل سيكيلون بما كالوا به، أم لا؟!!





سؤال لو كنت صادق مع نفسك يا أخي أبا عبد الرحمن أجب عليه
هل تستطيع أن تطلق على الشيخ الألباني أنه متلون كما قلتها في حق الشيخ أبي الحسن من أجل مسألة الإخوان المسلمين والشيخ الألباني أخبر من الشيخ عبد العزيز بن باز بالإخوان المسلمين فقد عاصرهم في الشام وعرف حالهم وعرف ما لديهم من مخالفات

أخي الكرخي لا نخرج عن موضعنا موضعنا هل من أختلف معنا في الحكم على الإخوان المسليمن يخرج من أهل السنة الجواب بكالمة واحدة نعم أولا
جزاك الله خيرا يا ابن الوادي،فعلى هذا كنت أدندن
__________________
لسنا من المتحزّبين الذين جعلوا دين الله عضين و تفرّقوا شيعا و أحزابا يوالون و يعادون على فلان و علاّن ! !
لسنا من الحدّادية المغالين في الإقصاء و التبديع و التشنيع ...

و ما أجملَ ما قيل : '' كما أنّنا ضد التكفير المنفلت فإننا ضد "التبديع المنفلت''
''وصاحب الحق يكفيه دليل '', وأهل الأهواء"لايكفيهم ألف دليل''
ورحم الله شيخنا علي اذ يقول "المؤمنون عذّارون والمُنافِقونعثارون
رد مع اقتباس