عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 11-15-2010, 08:48 PM
أم محمد السلفية أم محمد السلفية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: فلـسـطـيـن/ رام الله
المشاركات: 673
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي أم عبدالله
وأسأل الله رب العرش العظيم أن يجمعنا في جنات النعيم مع الأنبياءوالشهداء وعباده الصالحين....اللهم آآآآآآآآآآآآآمين
قولوا...آآآآآآآآآآآآآآآآآمين
وهذه قصيدة لشيخنا علي الحلبي -حفظه الله-في رثاء الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله -وجمعنا وإياه في جنات الخلد آمين
************************************

قصيدة رثاء و وفاء
قُلْ للشبابِ وللشيوخِ تصبَّرُوا ... في فَقْدِنَا عَلَمًا ومِن خُسرانِهِ
رَحِمَ الإلَهُ عُبَيْدَهُ في قبرِهِ ... رَحَماتُهُ بالبِرِّ في إحسانِهِ
هذا (السلامُ) مُسَلِّمٌ في عَفْوِهِ ... (عبدَ السلامِ) ومُكْرِمٌ بِجِنَانِهِ
هو (بَرْجَسٌ) في ذي السماءِ بعلمِهِ ... قد مَدَّ نورًا زاد عن أوطانِهِ
عِلْمٌ ونَهْجُ رسولِنَا في سُنّةٍ ... وبفهمِ أسلافٍ عُلا بُنيانِهِ
أخلاقُهُ آدابُهُ وفضائلٌ ... عَزَّ النظيرُ نظيرُهُ عن شانِهِ
ولسانُهُ عذْبُ الكلامِ وسَلْسَلٌ ... وكأنَّهُ منه صَدى ألحانِهِ
أمَّا التبدُّعُ والتحزُّبُ إنَّهُ ... يَكْوِيهِمُ منه لَظَى بُركانِهِ
وكذا المكفِّر والجهالةُ رمزُهُ ... هو عنده عنوانُ ذُلِّ هوانِهِ
وكذا الفُويسِقُ والكفورُ لربِّهِ ... قد ضلَّ بالكفرانِ في طُغيانِهِ
وكذاك دعوتُهُ بكُلِّ وسيلةٍ ... في الحقِّ كان الحقُّ طَوْعَ بنانِهِ
إخلاصُهُ ووفاؤُهُ قُلْ بَذْلُهُ ... عَمَّ الذُّرى بل طَفّ عن بُلدانِهِ
داعٍ إلى الحقّ الحقيقِ بِحُجَّةٍ ... بل مُمْسِكٌ فيه بغَرْزِ عَنانِهِ
قَدْ نَالَ دومًا في القُلُوبِ مكانةً ... بتودُّدٍ منه مدى أزمانِهِ
والعَدْلُ في الأحكامِ رأسُ طريقِهِ ... مِن غيرِ فَرْقٍ بين ذا وفُلانِهِ
هذا وربِّي دأْبُهُ قُلْ نَهْجُهُ ... هذا وربِّي قُلْ عِيَارُ وِزَانِهِ
فانظُر إلى كُتْبٍ له منشورةٍ ... ككتابِ «حُكَّامٍ» بلا كتمانِهِ
وكذاك «معتقدٌ» له في صحّةٍ ... مِن آخِرِ التصنيفِ في عِرْفانِهِ
وله تآليفٌ لطيفٌ سَبْكُها ... مِن سُنّةِ الهادي كذا قُرآنِهِ
مع حُسنِ ترصيفِ الكلامِ بِدِقّةٍ ... قد زادَهَا فضلاً جمالُ بيانِهِ
واللَّهِ قد كُسِرتْ قلوبُ أحبَّةٍ ... مِن شامِنَا حتَّى إلى تَطْوانِهِ
هُم إخوةٌ جُمِعُوا بظلِّ مناهجٍ ... والحقُّ يعلوهم بعِزّ مكانِهِ
بالعلمِ قال اللَّهُ قال رسولُهُ ... هذا احتجاجُ الحقِّ في بُرهانِهِ
لا بالتأقلُمِ أو تحزُّبِ فِرْقةٍ ... هذا سبيلٌ شذّ عن رُجحانِهِ
زِدْ أنَّهُ سوءُ البلاءِ حقيقةً ... فمُناقِضٌ للعَدْلِ بل إيمانِهِ
بابُ الأُخوّةِ دون هذا مُوْصَدٌ ... بل أُشْرِعَتْ فيه كُوى حِرْمانِهِ
فاللَّهُ يُنْجِينَا برحمةِ فَضْلِهِ ... مِن لحظةِ الموتِ رِضَا غُفْرانِهِ
في القبرِ تحت الأرضِ أيضًا رحمةٌ ... فيها النجاةُ مِن بَلاَ فَتَّانِهِ
أمَّا الحِسَابُ فعند ربِّ الكونِ إذ ... جُلُّ المُنَى في البُعدِ عن نيرانِهِ
واللَّهِ لن يُخزيْ الإلهُ مُوحِّدًا ... يدعو إليهِ بفعلِهِ ولسانِهِ
أمَّا المُخالفُ للصوابِ فإنَّهُ ... حالٌ به اضمحلالُ مثلُ دُخانِهِ
عبدٌ لهذا الربِّ عبدٌ صادقٌ ... يحميه ربِّي عزَّ في سُلطانِهِ
فاللَّهُ يرحمُهُ الكريمُ بفضلِهِ ... رَحَمَاتِ خيرٍ إنَّهُ بضمانِهِ
مِن غيرِ تزكيةٍ له في ربِّهِ ... لكنَّ هذا الظنُّ في حُسْبانِهِ
هذا القصيدُ كتبتُهُ في مجلسٍ ... مِن غيرِ تَزْيينٍ ولا حيرانِهِ
تِلكم عقودٌ أربعٌ لم تَكْتملْ ... عددُ السنين إلى مَلا أكفانِهِ
هي نفسُهَا أعدادُ تأليفاتِهِ ... رَوْحٌ له بالطِّيب مع رَيْحانِهِ
واللَّهُ أَوْلَى بالعبادِ مِن الذي ... أدمَى العيونَ وكَلَّ في أجفانِهِ
***************************
الكتاب : كلمة في رثاء الشيخ عبد السلام بن برجس للشيخ علي الحلبي
رد مع اقتباس