عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-21-2010, 02:28 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

قال – سبحانه- في سورة البقرة:
{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)}

روى البخاريُّ في صحيحِه عنِ البراءِ بنِ عازبٍ - رضي الله عنهما – قال:
كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى نحوَ بيتِ المَقدسِ سِتَّةَ عشَرَ، أَو سبعةَ عشَرَ شهراً، وكان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُحبُّ أَنْ يوجَّهَ إلى الكعبةِ, فأنزل اللهُ : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السماءِ} فتَوَجَّه نحوَ الكعبةِ. وقال السفهاءُ من الناس - وهم اليهودُ - ما ولَّاهُم عن قِبْلَتِهم التي كانوا عليها, { قُلْ للهِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ يَهْدي مَنْ يَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتقيمٍ } فصلَّى معَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- رجلٌ, ثم خرج بعدَ ما صلَّى فمَرَّ على قومٍ من الأنصارِ في صلاةِ العصرِ نحوَ بيتَ المقدسِ, فقال: هو يشهدُ أَنَّه صلى معَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وأَنه توجَّهَ نحوَ الكعبةِ, فتَحَرَّفَ القومُ حتى توجهوا نحوَ الكعبةِ.
وفي روايةٍ:
أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – كان أَوَّلَ ما قَدِمَ المدينةَ نزل على أَجدادِه، أو قال: أَخوالِه من الأَنصارِ, وأَنَّه صلَّى قِبَلَ بيتِ المَقدسِ ستَّةَ عَشَرَ شهرً، أو سبعةَ عشر شهراً، وكان يُعجبه أن تكونَ قِبْلتَه قِبَلَ البيتِ, وأَنه صلَّى أولَ صلاةٍ صلّاها صلاةَ العصرِ, وصلَّى معه قومٌ, فخرج رجلٌ ممَّن صلى معه, فمَرَّ على أهلِ مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أَشهدُ باللهِ لقد صلَّيتُ معَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- قِبَلَ مكةَ, فداروا كما هُمْ قِبَلَ البيتِ. وكانتِ اليهودُ قد أعجبهم إِذْ كان يُصلِّي قِبَلَ بيتِ المقدسِ, وأَهلُ الكتابِ, فلمَّا وَلَّى وجهَهُ قِبلَ البيتِ أَنكروا ذلك.

قال البخاريُّ: قال زهيرٌ: حدثنا أبو إسحاقَ عن البراءِ في حديثِه هذا:
أَنَّه مات على القِبلةِ قَبلَ أَنْ تُحَوَّلَ رجالٌ وقُتِلوا, فلم نَدْرِ ما نقولُ فيهم, فأنزل الله تعالى: {وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم}.

رد مع اقتباس