عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-14-2010, 12:24 PM
ابو عبد الرحمن الفلازوني ابو عبد الرحمن الفلازوني غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 8
افتراضي

يقول المصنف


بسم الله الرحمن الرحيم(1)
____________________________________



(1)قلت دائما"تبتدء الرسئل والمصنفات والكتب بالبسملة لعدة امور أهمها ما يأتى:
1_اقتداء" بكتاب الله عزوجل فانه اول ما بدء بدء ببسم الله الرحمن الرحيم حيث أنها اول أية في كتاب الله على قول بعض أهل العلم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله((فان الصحابة افتتحوا كتابة الأمام الكبير بالتسمية والحمدلة وتلوها, وتبعهم جميع من كتب المصحف بعدهم
,في جميع الأمصارمن يقول بأن البسملة أية من الفاتحة ومن لا يقول ذلك))فتح الباري م1/ص4
2_اقتداء" واتباعا" لهدي سيد ولد أدم صلي الله عليه وسلم فى مكاتباته ومراسلاته للملوك وغيرهم ككتابه مثلا" لهرقل عظيم الروم فقد ورد هذا فى الأثر الذي رواه ابن عباس عن أبو سفيان بن حرب رضي الله عنهم حيث جاء فيه((ثم دعابكتاب رسول الله صلي الله علية وسلم الذي بعث به دحية الى عظيم بصرى فدفعه الى هرقل فقرأه فأذا فيه :بسم الله الرحمن الرحيم...من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم)) وهو في صحيح البخاري
3_عملا"بما جاء في الأثر الذي روي عن أي هريرة رضي الله عنه:
))كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بـ ( بسم الله الرحمن الرحمن ) فهو أبتر))أو أقطع_ وهذا الحديث عزاه الأمام السيوطي الى عبد القادر الرهاويكما فى الدر المنثور1/26 وقال حديث سنده حسن وقد أخرجه الخطيب فى الجامع2/69 بطرق متعددة وألفاظ متعددة
وقد ضعفة الشيخ الألابانى كما جاء فى أرواء الغليل وغيره. وللشيخ ابن عثيمين رحمة الله كلام جميل على هذا الحديث جاء فيه(("هذا الحديث اختلف العلماء في صحته فمن أهل العلم من صححه واعتمده كالنووي، ومنهم من ضعفه . ولكن تلقي العلماء هذا الحديث بالقبول ووضعهم ذلك الحديث في كتبهم يدل على أن له أصلاً . . ." أنتهى من كتاب (العلم) لفضيلة شيخناابن عثيمين.
4_الأقتداء بمن سبق من المصنفين والمؤلفين فقلما تجد كتاب أو رسالة أو مصنف الا وتجد الجميع يصدرون كلامهم ببسم الله الرحمن الرحيم حتى أستقر الأمر على ذالك
-قال ابن حجر-رحمه الله-: "وقد استقر عمل الأئمة الْمُصَنِّفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة ، وكذا معظم كتب الرسائل".
______________
وقولنا : (بسم )جار ومجرور ، وهما متعلقان بمحذوف تقديره فعل مؤخر مناسب للمقام تقديره بسم الله أكتب أو أ صنف.



وقدرناه فعلاً لأن الأصل في العمل الأفعال ، وقدرناه مؤخراً لفائدتين: الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله سبحانه وتعالى.
الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر.
وقدرناه مناسباً لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلاً عندما نريد أن نقرأ كتاباً بسم الله نبتدئ ، لكن بسم الله نقرأ يكون أدل على المراد الذي أبتدئ به. وذكر العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- لحذف العامل فوائد، منها: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه غير ذكر الله. ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة، فكان الحذف أعم. انتهى ملخصا.
والباء في بسم الله _قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله:
وباء "بسم الله" للمصاحبة. وقيل: للاستعانة. فيكون كوني مستعينا بذكره، متبركا به. وأما ظهوره في: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}1 وفي: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا}2؛ فلأن المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى. التقدير: بسم الله أؤلف حال,))انتهى فتح المجيد ص/7
قلت واصل الكلمة_بسم_عند الكتابة تكتب_ باسم _بألف ولكن حذف الألف اختصارا" وتخفيفا" لكثرة الأستعمال هذا الذي يظهر والله أعلم.

والاسم في اللغة مشتق من (السُّمُو)وهو العلو والارتفاع , وهو اللفظ الدال على مسمى وما كان لْمُسَمَّى. وقيل: من الوسم وهو العلامة؛ لأن كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم.
(الله)


مخفوض على الإضافة،وهو علم على الباري-جلّ وعلا-،وهو أعرف المعارف على الإطلاق،الجامع لمعاني الأسماء الحسنى،والصفات العليا،ولذا يضاف إليه جميع الأسماء،فيقال مثلاً:الرحمن من أسماء الله،ولايضاف هو إلىشيء، وهو مشتق من (أَلَهَ) (يأله)إذا عُبِد، ومنه قول رؤبة :
لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ والتَّأَلُّه هو : التعبُّد . فهو بمعنى مألوه أي:معبود،فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.


لِلَّهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي

والتَّأَلُّه هو : التعبُّد . فهو بمعنى مألوه أي:معبود،فهو دال على صفة له وهي: الإلهية.
وأصله:الإله:حذفت الهمزة وأدغمت اللام باللام،فقيل:الله.
ومعناه ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين.
وقال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم ولم يتسم به غيره ،ولذلك لم يثن ولم يجمع ،وهو أحد تأويلي قوله تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾ [مريم: من الآية65]أي:من تسمى باسمه الذي هو الله.انظر بدائع الفوائد"لابن القيم (1/22)و(2/249)،"تيسير العزيز الحميد"(ص28-29)،"فتح المجيد"(1/71-73).
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: لهذا الاسم الشريف عشر خصائص لفظية، وساقها. ثم قال: وأما خصائصه المعنوية فقد قال أعلم الخلق صلي الله عليه وسلم:
3 " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " رواه مسلم : الصلاة (486) , والترمذي : الدعوات (3493) , والنسائي : التطبيق (1100 ,1130) , وأبو داود : الصلاة (879) , وابن ماجه : الدعاء (3841) , وأحمد (6/58) , ومالك : النداء للصلاة (497).
وكيف نحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح وحمد، وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال وكل كمال، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وفضل وبر فله ومنه؟ فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه. فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئاتوتستجلب به الحسنات. وهو الاسم الذي قامت به الأرض والسماوات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه خقت الحاقة، ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد رب العالمين وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور، وبه الخصام وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سعد من عرفه وقام بحقه،
وبه شقي من جهله وترك حقه; فهو سر الخلق والأمر. وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق به وإليه ولأجله. فما وجد خلق ولا أمر ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئا منه ومنتهيا إليه. وذلك موجبه ومقتضاه {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}1 إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-. بدائع الفوائد"لابن القيم (1/22)

(الرحمن) نعت لله تعالى ولا يثنى ولا يجمع لأنه لا يكون إلا لله -جل وعزّ- وأدغمت اللام في الراء لقربها منها وكثرة لام التعريف.
و (الرحيم) نعت أيضا .

وقال ابن هشام-رحمه الله- : ((الرحمن : بدل لا نعت ، وأن الرحيم بعده : نعت له،لا نعت لاسم الله سبحانه وتعالى،إذ لا يتقدم البدل على النعت)) مغني اللبيب"(2/89).
وتعقب ابن القيم -رحمه الله- القائلين بهذا فقال:
((قلت : أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية ،فالرحمن اسمه تعالى ووصفه لا تنافي اسميته وصفيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الإسم العلم.
ولما كان هذا الإسم مختصا به تعالى حسن مجيئه مفردا غير تابع كمجيء اسم الله كذلك وهذا لا ينافي دلالته على صفة الرحمن كاسم الله تعالى فإنه دال على صفة الألوهية ولم يجيء قط تابعا لغيره بل متبوعا وهذا بخلاف العليم والقدير والسميع والبصير ونحوها ولهذا لا تجيء هذه مفردة بل تابعة فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا )) بدائع الفوائد"(1/24).
الرحمن:ذو الرحمة الواسعة، لأن (فعلان) في اللغة العربية تدل على السعة والامتلاء، كما يقال: رجل غضبان: إذا امتلأ غضباً.
الرحيم: اسم يدل على الفعل، لأنه فعيل بمعنى فاعل فهو دال على الفعل.
فيجتمع من "الرحمن الرحيم": أن رحمة الله واسعة وأنها واصلة إلى الخلق. وهذا هو ما أومأ إليه بعضهم بقوله: الرحمن رحمة عامة ،والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين. وهما اسمان لله يتضمنان صفة الرحمة ، واخْتُلِفَ في التفريق بينهما ، وأحسن ما قيل : إن الرحمن دالٌّ على الصفة القائمة بالذات ، والرحيم دال على تعلُّقها بالمرحوم .
فالرحمن اسم من الأسماء المختصة بالله -عزّ وجلّ- ولايطلق إلاّ على الله تعالىلامطلقاً ولامضافاً،والرحمن معناه: المتصف بالرحمة الواسعة.
والرحيم يطلق على الله -عزّ وجلّ- وعلى غيره ، ومعناه ذو الرحمة الواصلة ، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى:
﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾العنكبوت21 وانظر
تيسير العزيز الحميد"(ص28-29),فتح المجيد"(1/11),شرح الصول الثلاثة لأبن عثيمين ص(11)

وأخيرا"ونلخص الدروس المستفادة من البسملة فيما يأتى:1
_انها تذكر فى سائر الأمورلبركة ذكرها ولما فيها من الثناء على الله والأستعانة به سبحانه ولذالك نحنوا مأمورون أن نأتى بها فى سائر شئون الحياة,2_أن في ذكرها اقتداء بكتاب الله تعالى واقتداء بالنبي,3_وفيها أثبات الألوهية لله,4_ أن فيها اثبات صفة الرحمة,5_وأثبات الرسالة حيث أن الأسماء والصفات من الأمور التوقيفية والتى لاتعلم الا عن طريق رسول ,6_فيها ثلاثة أسماء من أسماء الله تبارك وتعالى وهم الله والرحمن والرحيم,وهذة هي أهم فوائدالبسملةوتبقى شيئ يقع فيه العوام عندنا هنا_اي في مصر_ وهو أنهم لايفرقون بين التسمية والبسملة والفرق ليس كبير ولكن البسملة أعم من التسمية حيث أن التسمية مقتصرة" على قول الأنسان بسم اللله وفقط أما البسملة فهي قول العبد بسم الله الرحمن الرحيم.....
ويتبع أن شاء الله
رد مع اقتباس