عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 04-16-2021, 04:50 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللِّقاء السَّادس والعشرون
(4 رمضان 1441 هـ)


1. السُّؤال:
ما رأيكم في حديث طلوع الثُّريَّا ورفع العاهة؛ هل هو عام أم خاصّ بالزرع؟ وهل يصحّ تنزيله على وباء (الكورونا)؟
الجواب:
الأمل بالله كبير أنَّ وباء (الكورونا) في أيَّامه الأخيرة.
والحمد لله؛ نرى كلَّ يوم الإصابات -أنا أتكلمَّ في بلادنا، وأدعو الله أن يكون ذلك في سائر بلاد المسلمين والعالم-، في بلادنا -أستطيع أن أقول- تمت السَّيطرة إلى حدٍّ كبير -وكبير جدًّا- على هذا الوباء، الفضل لله -أوَّلًا-، ثم للجهات المسؤولة، وقبل ذلك القيادة ووليِّ الأمر، ونسأل الله أن يبارك في الجميع.
ومع ذلك نقول: الأملُ باللهِ أن يكونَ الأمر أعجَل من انتظار ما يدلُّ عليه هذا الحديث الذي له روايات ضعيفة، وله روايات صحيحة.
والرِّوايات الصَّحيحة -كلُّها- تدلُّ على أن المقصود بذلك الثِّمار -العاهَة المتعلقة بالثِّمار، وليست العاهة المتعلقة بالطَّاعون-أو بـ(الكورونا)-.
وذكر الحافظ ابن حجر في كتابه «بَذل الماعون فيما ورد في الطَّاعون» ذكر عدَّة طَواعِين حصلتْ في أوقات الثُّرَيَّا، فليس بِلازم..
نحن نخشى أنَّنا إذا ربطنا النَّاس بهذه الأحاديث -ولم يكن الأمر كذلك-؛ أن يؤدّي هذا إلى نتيجة سلبيَّة، هذا نحرص -نحن- على ألَّا يكون -بأيِّ حالٍ من الأحوال-.
فإذَن: هو خاصّ بالزَّرع وليس له علاقة بالأوبئة.
والله -تعالى- أعلى وأعلم.

2. السُّؤال:
هل يجوز احتِساب صيام النافلة مكان القضاء؟
الجواب:
نقول: يجوز إذا كان القضاء كثيرًا، وغير مستطاع ضبطه.
أمَّا إنسان -رجل، امرأة- فاتَه القضاء -خلال أسبوع..أيَّام- يستطيع ضبطُه؛ فلا بُدَّ من القضاء.
أمَّا مَن لا يستطيع ضبطه؛ فحينئذ: نقول كما قال النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ الْعَبْدُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: صَلَاتُهُ، فإذا كانَتْ تامَّةً؛ كُتِبَتْ تامَّةً، وإلَّا؛ قالَ اللهُ: انظُرُوا ما لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، أَكْمِلُوا بِهِ نَقْصَ فَرِيضَتِهِ»، وفي الحديث زيادة، قال: «ويُؤْتَى بِسَائِرِ الفَرَائِضِ كَذَلِكَ».
إذَن: مَن وقع له هذا الأمر في ظرف لا يستطيع ضبطه؛ حينئذٍ: نقول له: أكثِرْ من النَّوافلِ.

3. السُّؤال:
ما توجيهكم للمسلمين إذا لم تُفتح المساجد في رمضان؟
الجواب:
يبدو هذا السُّؤال قبيل رمضان، ومع ذلك نحن -الآن- في واقعٍ، والمساجد في معظم بلاد المسلمين مُغلقة، وليس لنا إلَّا الصَّبر وحسن الظَّن بالله وإساءة الظَّن بأنفسنا، لا نقول: (هذه عقوبة)، ولا نقول: (المساجد لَفَظَتْنا، وأبعدتنا، وتبرَّأت منَّا)!
نحن نرجو اللهَ أن يكون ذلك خيرًا، ونرجو اللهَ أن يكون -في ذلك- الأثر الإيجابي الكبير في مُحاصرة الوباء والقضاء عليه؛ هذا الأملُ بالله.
أما التَّألِّي على الله -سبحانه وتعالى-، أو التَّقوُّل على الله بغيرِ علم؛ فلا.

4. السُّؤال:
ما حكم دفع قيمة الفدية لعائلة فقيرةٍ فيشترونها أكلًا، وتكون كإطعام مسكين؟
الجواب:
أمَّا الدَّفع؛ فلا؛ إلا إذا وكَّلت مَن هو قريب منها، أو مَن هو مسؤول عنها يشتري لهم؛ لأنهم إذا أعطيتهم فلوسًا -مالًا نقدًا- قد يتصرَّفون فيه في غير الشَّيء المقصود والمراد، والمطلوب شرعًا وهو الإطعام.
فإذَن نحن نقول: الأصلُ الإطعام.. عندما نقول: (الأصل الإطعام)؛ لا يلزَم أن يكون الطَّعام مطبوخًا، وإنَّما لو أتيت بطعام غير مطبوخ -دجاج..لحم، ومعه خضار وأرز-وما أشبه-؛ فحينئذٍ: لا بأس -إن شاء الله-تعالى-.

5. السُّؤال:
هل يجوز دفعُ فِدية الصِّيام نقدًا -لأنه-في هذا الوقت-صعب أن تجمع ثلاثين شخصًا-؟
الجواب:
النُّقطة الأولى: أجبنا عنها وقلنا: لا بُد أن يكون ذلك إطعامًا، والصِّفة شرحناها.
أمَّا: (صعب أن تجمع ثلاثين)؛ ونحن لا نقول لك: اجمع ثلاثين! أنا أقول لك: اخْتَر ثلاثين -اليوم..غدًا..بعد غد..اليوم عشرة..غدًا عشرة..اليوم خمسة.. وهكذا-؛ فالأمر فيه سَعة، ليس أن تجمع ثلاثين في يوم واحد في مائدة واحدة في مكان واحد.

6. السُّؤال:
هل فِعلًا بدَّع الشَّيخ الألباني مَن صلَّى أكثر من إحدى عشرة ركعة في صلاة القيام؟
الجواب:
لا؛ الشَّيخ الألباني حَكَم على الفعل بأنه بدعة، أمَّا الفاعل: فليس كذلك.
الشَّيخ الألباني تعلَّمنا منه -مِرارًا وتَكرارًا- كان يقول: (ليس كلُّ مَن وقَع في البدعةِ وقعت البدعةُ عليه)؛ هذا أصل مهمٌّ في باب التَّبديع.
ومثله كذلك في باب التَّكفير: (ليس كلُّ من وقَع في الكُفْرِ وقعَ الكُفْرُ عليه).
هذه قضيَّة أرجو أن تُفهَم، وأرجو أن تكون واضحةً في الأذهان؛ فإنَّها تضبِط التَّصوُّر العلميَّ الصَّحيح في باب الأسماء والأحكام -في باب التَّكفير، في باب التَّبديع-.
أمَّا عدمُ فَهمِ هذا الموضوع -كما يَفعلُه بعضُ الجهلة، وبعض المتحمِّسين، وبعض العاطفيِّين- مِن أنَّهم حيث سمعوا كلمة (كُفْر) يَلزم أنَّ الفاعل كافر، وحيث سمعوا كلمة (بِدعة) حَكَموا أنَّ الفاعل مبتدِع! لا؛ هذا غير صحيح.
ومع ذلك: أنبِّه أنَّني -وأعوذ باللهِ مِن شرِّ نفسي، وسيِّئات عملي- أخالفُ شيخي وأستاذي في الْحُكم في هذه المسألة، ولعلِّي قد ذكرتُ ذلك -في مرَّة سابقة-، وبيَّنتُ أنَّني أفرِّق بين ما هو خلافُ لِلسُّنَّة، وبين ما هو بدعة، فأقول: (كُلُّ بدعةٍ خلافُ السُّنَّة، وليس كلُّ خِلافٍ للسُّنَّة بِدْعةً).
فأنا أقول: الزِّيادة على التَّراويحِ خلافُ السُّنَّة، ولا أقول: هي بِدْعة، فَضْلًا عن أنْ أقول -أو أن يقول شيخُنا-: إن فاعلَها مبتدِع.
هذه دقائق أرجو التَّنبُّه لها والإدراك لدقائقِها.

7. السُّؤال:
هل التَّهنئة تكون للتَّشجيع على الطاعة؟
الجواب:
ولمَ لا؟! يعني: هذا وجهٌ حسَن، أنا أُهنِّئك بشيء حتَّى يفرحَ قلبك؛ ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾.
و فرحُ القلب بالشَّيء سبيلٌ إلى التَّشبُّث به، والحِرْصِ عليه، والرَّغبة به؛ بل: والدَّعوة إليه.
لكن: نحن نضبط التَّهنئة بالتَّهنئة الشَّرعيَّة المنقولة عن أهل العِلمِ.
وللعلامة الحافظ جلال الدِّين السُّيوطيّ -(ت 911)- له رسالة صغيرة لطيفة حقَّقها فضيلةُ الدُّكتور الشَّيخ الأخ الكريم صادق الْبَيضاني -حفظهُ اللهُ ورعاه- بِعنوان «وصول الأماني في أصول التَّهاني»، والعنوان ظريف، وله معنًى لطيف: «وصول الأماني في أصول التَّهاني»؛ فلا شك -ولا ريب- أن التَّهنئة فيها تحقيق للأمنيَّة الَّتي يسعى إليها المسلم إلى مزيدٍ من العلم النَّافع والعمل الصَّالح.

8. السُّؤال:
ما حكم الاعتماد على علم الفلك في تحديد الأشهر القمريَّة؟ وإذا اعتمدت دولةٌ عليها؛ فما الحكم؟
الجواب:
ابتداءً نقول: لا يجوز، والأصلُ: الرُّؤية، «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»، «الصَّوْمُ يَوْمَ يَصُومُ النَّاسُ، والفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ».
ولكن: لا مانع مِن جَعل عِلمِ الفلك قرينةً على التثبُّت من الرؤيةِ، أمَّا أن نجعله أصلًا معتمدًا عليه؛ فلا.
أمَّا قوله: وإذا اعتمدت دولة عليه؛ فما الحكم؟
إذا كُنت في دولةٍ اعتمدت على (الحساب الفلكي)؛ فحينئذٍ: يجبُ عليك أن تُوافِق دولتَك، وذكرتُ الحديث -قبل قليل-ولكن: في سياق آخر-: «الصَّوْمُ يَوْمَ يَصُومُ النَّاسُ، والفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ»؛ فالنَّاس -ههنا- للعهد -في هذا السِّياق-؛ يعني: النَّاس الذين أنتَ بينهم، وبخاصَّة أن دول المسلمين -الآن- وللأسف!- متفرِّقة، هنالك دول بلاد الشام، وهنالك دول إفريقيا، وهنالك دول الخليج العربي، وهكذا، كلُّ دولة لها نظامها الخاصّ، واجتهادها الخاص، ففَوق تفرُّق الدُّول: هل نُفرِّق الدولة الواحدة؟! هذا لا يليق ولا يجوز -بأيِّ حال من الأحوال-.

9. السُّؤال:
ما حكم صلاة الجُمُعة وراء المذياع في زمن (كورونا) -بيانًا لما يُروَّج له في مواقع (التواصل الاجتماعي)-؟
الجواب:
أشرنا -أيضًا- إلى هذه المسألة -غير مرَّة-، ويبدو أنَّها -فعلًا- من المسائل المهمَّة -الآن- كثيرًا، وتَنتشر كثيرًا في النَّاس.
فنحن نقول: لا يجوز اتِّخاذُ المذياع أو التِّلفاز -سواء أَكان بثًّا مباشرًا، أو تسجيلًا-، أن نتَّخذَه إمامًا -سواء في جُمعة أو جماعة أو حتى نافلة -كتراويح أو غيرها-؛ لا يجوز ذلك -كلُّه-، وهو قياسٌ مع الفارق.
ثم أنا أسأل: هل تضع (التلفزيون) أمامك أم تضعه خلفك -حتى تكون مقتديًا به-؟!
وإذا كان هنالك سمَّاعات في الغرفة -في أعلى الغرفة-هنا وهناك-؛ هل تُنزلها حتى يصلح الائتمام؟!
هذا -كلُّه- لا وجهَ له، ولا ينبغي أن يكونَ، والأمر فيه بابٌ للتعبُّد.
وأمَّا أن يُقال: بأن هذا للضَّرورة؟ الضَّرورة.. صلِّ في بيتك -يا أخي-! صلِّ في مكانِك الذي أنت فيه، بالقَدْرِ الَّذي تستطيعه، وبالصُّورة التي تستطيعها.
أمَّا أن نأتي بهيئةٍ جديدة للصَّلاة -بزَعم أنَّنا في ضرورةٍ-؛ هذا لا يجوزُ -بأيِّ حال من الأحوال-.

10. السُّؤال:
هل يجوز قول: (رمضان كريم)؟
الجواب:
أرجو أن لا بأسَ، هي لم تَرِد في الكتاب والسُّنَّة؛ لكن من حيث المعنى؛ الرَّسول يقول: «أتاكم شهرٌ مبارَكٌ»، فالبركةُ والْكَرَم الذي أكرمنا الله به في رمضان، ثم ذكرتُ -أنا-في لقاء سابق-: أن (كريم) بمعنى (مُكرَم) وبمعنى (مُكرِم)، والأمر فيه سَعة -إن شاء الله-.
وكنتُ -قد أكون- شدَّدتُّ -فيما قبل- على هذا؛ لكن: الأمر فيه سعة -إن شاء الله-.

11.السُّؤال:
عند صلاة الجَماعةِ في البيت: هل يَقف الإمام في منتصف الصَّف، أم على يسار الصف عند ضيق المكان؟
الجواب:
عند ضيق المكان: يُصلِّي بحسب ما يَستطيع؛ لكن: لا يُصلّي على اليسار، يُصلِّي في وسط الصَّف حتى لو كان بنفس المستوى وإذا استطاع أن يتقدَّمَ قليلًا حتى يَعرف النَّاس أنه الإمام -حتى أقرب النَّاس إليه-، فالقضيَّة بحسب الاستطاعة، وأرجو أنه لا بأس بذلك -إن شاء اللهُ-تعالى-.

12. السُّؤال:
هل يُشترط للاعتكاف في المسجد الصِّيام لحديث عائشة -رضي الله عنها-: «لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصِيَامٍ»؟
الجواب:
نحن ذكرنا -أولًا-: أن هذا اللَّفظ من حديث السَّيِّدة عائشة لا يَصِح، وأن الصَّحيح: «إنَّ من السُّنَّة لِلمعتَكِفِ أن يَصُومَ»، وذكرنا هذه المسألة -قبل يومين، أو ثلاثة أيام- وناقَشنا القول فيها، وبيَّنَّا بعضَ وجوه الاعتراض عليها.
ولي رسالة -تجدونها-إن شاء الله-على صفحات (الإنترنت)-لو بحثتم في (جوجل)-، وهي بعنوان: «الإنصاف في أحكامِ الاعتكاف»، تكلَّمتُ فيها عن مسألة الصَّوم للمعتكف، فضلًا عن سائر ما يتعلَّق بأحكام الصِّيام، وبمسألة الصِّيام -عمومًا-.
والله الموفِّق -سبحانه في علاه-.

13. السُّؤال:
إذا نسي تبييت النِّيَّة؛ ماذا يترتَّب على ذلك؟
الجواب:
هل -هو- كان لا يَصومُ ثمَّ نَسِيَ تبييتَ النِّيَّةِ في اليومِ التَّالي، فأصبح غيرَ مُبَيِّتٍ للنيَّة؟
أم أنَّه يَقصد تَبييت النِّيَّة في ليلةٍ مِن الليالي وهو صائم قبلها؟
نحن نقول: كلُّ مَن علمَ أنَّ غدًا رمضان، وعنده عَزْم قَلْبي على أن يصومَه -لا أن يُفطِر-، وهو صحيح مُقيم قادرٌ؛ فهذه النيَّة.
النيَّة: عزمُ القلبِ على فِعلِ الشَّيء، وليسَ للِّسانِ صِلةٌ بذلك -مطلقًا-.
وأنا ذكرتُ صورة؛ قلت: لو أن إنسانًا مريضًا قال: (أنا اليوم مريض، لا أستطيع أن أصوم)، ونام -فعلًا- بهذه النِّيَّة، وفي الصَّباح وجد نشيطًا قال: (أنا نشيط -الآن- غير أمس، أريد أن أصوم)؛ نقول له: لا يجوز؛ لأنَّك بيَّتَّ النيَّةَ بعدمِ الصِّيام.
كذلك واحد يَشُك يقول: (والله؛ أنا مريض؛ لكنْ إذا كنتُ غدًا قويًّا أصوم، وإذا كنتُ ضعيفًا لا أصوم)؛ نقول له: لا، إذا -ولا بُد-: انوِ الصِّيام، فإذا ضعفتَ عنه؛ تُفطر، أمَّا التردُّد والشَّك في النيَّة؛ فلا يجوزُ.
والله -تعالى- أعلى وأعلم.

14. السُّؤال:
مَن لم يتسحَّر؛ هل عليه شيء -يعني: وِزر-مثلًا-؟
الجواب:
لا -في الرَّاجح-وإن كان بعض أهل العِلمِ ألمَحَ إلى وجوب السَّحور-.
لكن: قول جماهير أهل العِلمِ أنَّ السَّحور سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، وليس واجبًا.
لكن: نقولُ: سُنَّة مؤكَّدة؛ فهذا ينبغي أن يَجعلنا نَحرص عليه؛ لأنَّ بعض النَّاس تقول له: (افعل كذا)؛ يقول لك: (هي سُنَّة)! سُبحان الله! هي سُنَّة لِتفعلَها أم سُنَّة لِتتركها؟!
صارت كلمة (سُنَّة) -عند كثير من النَّاس-اليوم- بمعنى: أنّي لا أريد أن أفعلَها؛ فهي سُنَّة!! فعَكسوا الصُّورة -تمامًا-!
هذا لا يجوز، ولا يليق -بأيّ حال من الأحوال-، والله الموفّق لنا ولكم إلى كلِّ خير في الدين والدنيا.

15. السُّؤال:
هل كان السَّحور عند الأمم السَّابقة؟
الجواب:
قد صحَّ عن النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- أنه قال: «فَصْلٌ ما بَيْنَ صِيامِنَا وصِيامِ أَهْلِ الكِتَابِ: أَكْلَةُ السَّحَرِ».
ونبّهني بعضُ الإخوة الأفاضل -جزاه الله خيرًا- على شيء -أجبت عنه قبل يومين أو ثلاثة أيام- في موضوع الفرق بين صيام المسلمين وصيام غيرهم؛ قلت: لا أحفظ دليلًا؛ إلَّا هذا الحديث: «فَصْلٌ ما بَيْنَ صِيامِنَا وصِيامِ أَهْلِ الكِتَابِ: أَكْلَةُ السَّحَرِ»، فذكَّرني بحديث أنَّ اليهود والنَّصارى -أو أنَّ أهل الكتاب- يَنتظِرون بِفِطْرِهم اشتباكَ النُّجوم، وقد صحَّ هذا عن النَّبيِّ ﷺ.
فجزى الله -تعالى- خيرًا كُلَّ مَن دعا لي، وكلَّ مَن نبَّهني، وكلَّ مَن نصَحني، وكلَّ مَن ناقَشني بالعِلمِ والحِلمِ في مسألةٍ يرى أنَّه على صواب فيها، أو أنِّي قد أخطأتُ فيها، و«كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ».
وواللهِ وتاللهِ وباللهِ، ليس بيننا وبين الحقِّ عداوة، ومَن يظنُّ فينا السُّوء؛ فليتَّقِ اللهَ في نفسه، ولْيُغيِّرْ هذا الظنَّ السَّيِّئ، ونحن نَقبَل ما عنده بالحقِّ إلى الحقِّ مع الحقِّ.
أمَّا مجرَّد الْمُناكفة ومجرَّد المشاغبة -وما أشبه-؛ فهذه صفحة طويناها، ولم نَعُد ننشغلُ بها، ولا نَلتفت إليها، الحجَّة بالحجَّة، والبيِّنة بالبيِّنة، ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.
انتهى اللِّقاء السَّادس والعشرون


رد مع اقتباس