مثلٌ وقصةٌ طريفةٌ ....
• وافق شَنٌّ طَبَقةَ .
جاء في " مجمع الأمثال " للميداني :
قال الشرقيُّ بنُ القطاميُّ: كان رجلٌ من دُهاةِ العربِ وعُقلائِهم ، يُقال له : " شَنٌّ " فقال : واللهِ لأطوفنَّ حتى أجِدَ امرأةً مثلي أتزوجُها .
فبينما هو في بعضِ مَسيرٍ , إذْ وافقه رجلٌ في الطريق فسأله شنٌّ : أين تريدُ ؟ فقال : موضعُ كذا , يريدُ القريةَ التي يقصدُها شنُّ ، فوافقهُ حتى أخذا في مَسيرِهِما .
فقال له شنٌّ : أتَحْمِلني أم أحْمِلك ؟ فقال له الرجلُ : يا جاهلُ أنا راكبٌ وأنت راكبٌ ، فكيف أحْمِلُك أو تَحْمِلني؟ فسكت عنه شنٌّ .
وسارا حتى إذا قرُبا من القريةِ إذا بزرعٍ قد اسْتَحَْصدَ ، فقال شن : أترى هذا الزرع أُكِلَ أم لا ؟ فقال له الرجل : يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصداً فتقولُ : أكِلَ أم لا ؟ فسكت عنه شنُّ .
حتى إذا دخلا القريةَ لقيتْهُما جنازةٌ فقال شنُّ : أترى صاحبُ هذا النَّعشِ حيّاً أو ميتاً ؟ فقال له الرجلُ : ما رأيتُ أجهلَ منك ! ترى جنازةً تسألُ عنها أمَيِّتٌ صاحِبُها أم حيٌّ ؟ فسكتَ عنه شنٌّ . فأرادمفارقتَه ، فأبى الرجلُ أن يترَكه حتى يصيرَ به إلى منزله .
فمضى معه فكان للرجلِ بنتٌ يقالُ لها : طبقة .
فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفِه فأخبرَها بِمرافقتِه إياه ، وشكا إليها جهلَه وحدَّثها بِحديثِه .
فقالت : يا أبَتِ ما هذا بِجاهلٍ . أما قولُه : " أتحمِلُني أم أحمِْلُك " فأراد : أتُحدِّثني أم أُحَدِّثُك حتى نقطعَ طريقنا .
وأما قوله : " أترى هذا الزرعَ أُكِلَ أم لا " فأراد : هل باعَهُ أهلُه فأكلوا ثمنَه أم لا .
وأما قولُه في الجنازة فأراد : هل ترك عَقِباً يَحيا بهم ذِكْرُه أم لا ؟
فخرج الرجلُ فقعد معَ شنٍّ , فحادثه ساعةً ثم قال : أتُحِبُّ أنْ أفسِّرَ لك ما سألتني عنه ؟ قال: نعم فسِرْهُ . ففسَّرَه .
قال شنٌّ: ما هذا من كلامِك ، فأخبرني عن صاحبِه.
قال: ابنةٌ لي . فخطبها إليه فزوَّجَه إيّاها , وحملها إلى أهلِه ، فلما رأَوْها قالوا : " وافق شنٌّ طبقةَ " . فذهبت مثلاً .
يُضْربُ لِلمُتوافِقيْنِ.
- وقال الأصْمَعِيُّ : هُمْ قومٌ كان لهم وِعاءٌ من أَدَمٍ فتَشنَّنَ [ أي : صار خلِقًا ] فجعلوا له طبقًا فوافقه , فقيل : وافقَ شنٌّ طبقه .
|