.
سَمْنُكُمْ هُرِيقَ فيِ أَدِيمِكُمْ.
يضرب للرجل البخيلِ يُنْفِقُ مالَه على نفسه ثم يريد أن يمتنَّ به.
وهو نحو قول الحُطيئةَ:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وقال آخر:
تَرَّحلْ فما بغدادُ دارُ إقامةٍ ... ولا عندَ من أضحى ببغدادَ طائلُ
محل أناسٍ سمنُهم في أَديمِهم ... فكلُّهم من حيلةِ المجد عاطلُ
ولا غَرْوَ أَن شلتْ يدُ المجد والعلى ... وقلَّ سماحٌ من رجالٍ ونائلُ
إذا غَضْغَضَ البحرُ الغُطامِطُ ماؤُه ... فغيرُ عجيبٍ أن تَغيضَ الجداولُ
قال اليوسي: الأديمُ هنا فسره بعضُهم بالزِّق، وأَنكر ذلك آخرون وقالوا: الأَديم هنا الطعامُ المأدوم؛ فعيل بمعنى مفعول، فيقال: أَديمٌ ومأدوم، كما يقال: قتيل ومقتول. وعلى كل حال فمعناه أنَّ خيرهم موقوف عليهم وفضلهم راجعٌ إليهم، فيضرب للبخيل ومن لا يتعداه خيرُه، ومن ينفق على نفسِه دون غيره. وقد يقال: سمنُكم هُريق في أَيديكم، وهو معناه.