عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-26-2012, 03:27 PM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي تقطيع حجج المبطلين في عقوق الوالدين

إن الله -تعالى- قد قطَّع الحجج أيَّما تقطيع على كل من تسول له نفسه أن يعق والديه لسبب من الأسباب, وبيان ذلك كما يلي:

1- إن الشرك بالله -تعالى- هو أظلم الظلم, وأسوأ السوء, وأضل الضلال, وأعظم الذنوب, وأغوى الغواية, ولا شيء فوق الشرك في الضرر والإضرار والخسران والهلاك والخذلان !

2- إن الجهاد هو القمة السامية, والرتبة العالية, والمنزلة المنيفة في الدعوة إلى أي شيء كان ؛ فالجهاد ذروة سنام الإسلام -مثلا-, وهكذا في غيره من الأديان .. والمقصود أن الجهاد أعلى مراتب الدعوة وأفخمها, ولا يقوم به إلا الأفراد ذوو العزم المتين من أي ملة ونحلة كانوا ..

3- يقول الله -تعالى-: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) [العنكبوت : 8]

ويقول -جل وعلا-: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) [لقمان : 14 ، 15]

4- أمر الله -عز وجل- ببر الوالدين -ابتداءً- وأوصى بهم حسنا كما قال: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)) وقال: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ)) وقال: ((أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ))

5- لو وقع من الوالدين أعظم درجات الدعوة وأقواها لدفع ولدهما إلى أكفر الكفر, وأكبر المصائب, وأضل السبل, وأجل الذنوب, وهو الشرك بالله -تعالى- لم يجز للولد أن يتخذ ذلك سبيلا إلى عقوقهما؛ بل واجب عليه أن يبرهما بما لا يتعارض مع توحيد الله, والانتهاء عن الشرك, ولذا قال -تعالى-: ((فَلَا تُطِعْهُمَا)) وقال في الأخرى: (( فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا))

6- وبهذا التقرير يعلم -علمُ اليقين- أنه لن يجد عبد من عباد الله -تعالى- سببا من الأسباب أو عذرا من الأعذار ليعلن بالقطيعة أو العقوق لوالديه ؛ فكل شر يصدر عن الوالدين في حق الولد يهون ويصغر أمام مجاهدتهما له ليشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا؛ بيد أنه لم يكن سببا مقبولا للعقوق؛ فما دونه من الأسباب من باب أولى ؛ فكيف إذا كان السبب حظا دنيويا فاسدا, أو وشاية من حاسد, أو تحريشا وتحريضا من كاسد ؟!!

7- اللهم اجعلنا من البارين بوالدينا, وجنبنا العقوق كله أوله وآخره, وأمتنا موحدين مخلِصين مخلَصين .. اللهم آمين !

بقلم أخيكم أبي الأزهر قاسم الرمضان -عفا الله عنه- !
رد مع اقتباس