عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-11-2023, 10:52 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 785
افتراضي

ما لم يثبت عن الإمام الألباني: (6/ أ)
المناظرة المزعومة بين الإمام الألباني والدَّكتور علي جمعة -مفتي مصر السَّابق-!

استمعتُ لثلاثة أشرطة للدّكتور علي جمعة -سدده الله-، دندن حول الألباني وعلمه وكتبه...إلخ، وأنَّه ناظر الألباني (في بيته)! في مسائل، ومِن أبرزها العمل بـ(الحديث الضعيف)، وأظهر صورة الألباني أنَّه لا يُحسن ولا يفقه أبجديات علم مصطلح الحديث، ولا الفقه وأصوله...إلخ!!!
والرّدُّ على كل نقطة ليس على شرطنا في هذه السلسلة، وخاصة إذا كانت الشُّبهة تُجتر مِن حين إلى حين!
وسبق أنْ بيّنت عوار زعم الدكتور علي جمعة أنَّ الألباني أخبره أنَّه: (مزّق إجازة مؤرخ حلب العلامة راغب الطّباخ)!

والذي يهمنا -الآن-: هل لقي سماحة مفتي مصر السَّابق الألبانيَّ حقيقة أم في الخيال؟

(ما قبل المناظرة):
يقول د.علي جمعة أنَّه: (عَرَفَ الألباني مِن كتبه سنة 1973م، والتقى به سنة 1975م).
ويقول: (لم يكن له شيوع، ولا معرفة، ولا أحد يعرفه في العالم كلّه، حتى جاء زهير الشاويش في المكتب الإسلامي، فنشر له بعض هذه المسائل في السبعينيات..).
وقال معرِّفًا ببعض بكتب الإمام الألباني وتاريخ طبعاتها: (كان في مجلد 500 حديث في «السلسلة الضعيفة»، ولم يكن قد طبع «الصَّحيحة» بعد، وبعد عام 1975م طبع كتاب «صحيح الجامع الصغير» و«ضعيف الجامع الصغير» في ثلاث مجلدات).
قلتُ: كلام الدكتور علي جمعة مليء بالأوهام!:
أولًا: تاريخ ميلاد الدكتور علي جمعة ( 3 مارس 1952م- الموافق 1371هـ)، وبدأ الإمام الألباني ينشر مقالاته في مجلة التَّمدن عام (1372هـ -1952م)، في نفس السَّنة التي وُلد فيها الدُّكتور!
وكان أول مقال ينشره تحت عنوان: «الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة» سنة (26 شعبان 1374هـ - 19/ 4/ 1955م ) (العدد: 23- 24 ، ص509- 513).
يقول الأستاذ نور الدِّين طالب: «وكان هذا التاريخ نقطة الانطلاق في تأليف الموسوعتين المهمتين .....
والملاحظ أنَّ الشيخ -رحمه الله- لم يبدأ بكتابة مقالاته حول (الأحاديث الصحيحة) إلا بعد مضي خمس سنوات على كتابة الأحاديث الضعيفة، وكان أول مقال له في الأحاديث الصحيحة في المجلد السادس والعشرين: العدد الأول سنة 1379هـ الموافق 1959م». [«مقالات الألباني» (ص: 19) باختصار- ط:2000]

ثانيًا: شُهرة الألباني كانت قبل أن يتعرف على الأستاذ الشاويش، ولولا الألباني لما عُرف (المكتب الإسلامي)!
ثالثًا: الإمام الألباني لم يطبع «السِّلسلة الضعيفة» كل (500 حديث) في مجلد واحد في بداية الأمر، بل كان يطبع (100 حديث) في كتاب لطيف -كما هو مرفق، وحصلتُ على نسخة ذهبية مِن عمي -رحمه الله-، وقد حصل عليها مِن أحد أعضاء (مجلس الأمة) الأردني كان يوزعها في (المجلس) حين صدورها، وهذا يدل على شهرة الشيخ العلمية عند علية القوم-.
رابعًا: قوله -قدَّس الله سرَّه!-: «لم يكن له شيوع، ولا معرفة، ولا أحد يعرفه في العالم كلّه»! فهذا قول مَن لا يعرف الألباني! أو مِن شخص يُكابر ويحب المغالطات!!
ولا أجمل مِن ردِّ بني جلدة الدُّكتور الذين يعلمون وزن هذا الإمام، حينما كان عمر الدُّكتور (8سنوات) -فقط-!! وكان يرتع ويلعب في قريته (المنفسويه)!!!
يقول الإمام الألباني في مقدمة تحقيق جزء مِن «الإكمال في أسماء الرجال» (المقدمة: و):
«وكل ما كنتُ صنعته إنما هو نسخ الرسالة مِن نسخة الاسكندرية ومقابلتها بها في مكتبتها منتصف ربيع الأول سنة (1380)، وذلك حينما دعيتُ إلى مصر عضوًا في لجنة الحديث التي انتخبتها وزارة الأوقاف المصرية يومئذ».
قلتُ: يعني في عام 1960م.
بل إنَّ (أمّ الدُّنيا) احتفت بتلك الزيارة، فوثّقت ورحبت مجلة «الهدي النبوي» بالإمام الألباني فقالت تحت عنوان: (ضيف كبير): «اختار الوزير الشاب أحمد عبدالله طُعمية -وزير الأوقاف- أخانا السلفي العالم محدِّث دمشق العظيم محمد ناصر الدين الألباني: عضوًا بلجنة الحديث في (المجلس الإسلامي الأعلى).
وقد صادف الاختيارُ أهلَه، فالشيخ ناصر من أفضل القائمين على خدمة السنة المطهرة، وأجلهم شأنًا.
ومكانته في هذا الميدان يعرفها ويقدِّرها حقَّ قدرها كل مَن رُزق حظًّا من محبة السنة النبوية الشريفة.
وقد تفضل الأخ الكريم ناصر الدين بزيارة دار الجماعة، وألقى فيها عدَّة عِظات بيِّنات».
وقد تولى تدريس مادة الحديث في الجامعة الإسلامية في أول افتتاحها عام 1961م، وطُلب منه أن يكون مشرفًا على قسم الدِّراسات العليا في جامعة مكة المكرمة، وطلبت منه جامعة (بنارس) في الهند أنْ يتولى مشيخة الحديث فيها، فاعتذر...، واختارته جامعة دمشق لتخريج أحاديث البيوع عام (1955م) تقريبًا...
والقائمة تطول...
كل هذا، والدُّكتور علي جمعة(!) يزعم أنَّ العالم كلّه! لا يعرف الألباني!!
يا فضيلة الدكتور! فرق بين مَن كان خارج أم الدُّنيا، ويعرفه أهل الدُّنيا..
وبين مَن كان داخل أم الدُّنيا، ولا يعرفه أهل الدنيا...

خامسًا: لم يضبط الدُّكتور تاريخ طبعات كتب الإمام الألباني، وها هي بعض الطبعات التي وقفت عليها:
الطبعة الأولى للسلسلة الضعيفة: عام 1379هـ - 1959م.
الطبعة الأولى للسلسة الصحيحة: عام 1392هـ - 1972م.
الطبعة الأولى لـ«صحيح الجامع» 1388هـ -1969م، والطبعة الثانية 1986م.
وهنا يظهر مدى علم الدُّكتور علي جمعة بالإمام الألباني وكتبه ومكانته العلمية عند أهل الإنصاف!!
يتبع -إن شاء الله-.
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس