عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-07-2014, 09:36 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد إبراهيم مشاهدة المشاركة
سؤال : هل الذين خرجوا على عثمان بن عفان رضي الله عنه خوارج أم بغاة ؟

****لا أجد جواباً على سؤالك أبلغ مما قال الإمام أبو بكر بن العربي رحمه الله في " العواصم من القواصم"( ص 58 ):

( الذين شاركوا في الجناية على الاسلام يوم الدار طوائف على مراتب:

فيهم الذين غلبَ عليهم الغلوُّ في الدِّين, فأكبروا الهنات وارتكبوا في إنكارها الموبقات,
وفيهم الذين ينزعون إلى عصبية يمنية على شيوخ الصحابة من قريش, ولم تكن لهم في الاسلام سابقة, فحسَدوا أهلَ السابقة من قريش على ما أصابوا مِن مغانِم شرعية جزاء جهادهم وفتوحهم, فأرادوا أن يكون لهم مثلُها بلا سابِقةٍ ولا جِهاد.

وفيهم الموتورون من حدودٍ شرعية أقيمت على بعض ذويهم, فاضطعَنوا في قلوبهم الإحنة والغل لأجلها, وفيهم الحمقى الذين استغلَّ السبئيون ضعفَ قلوبِهم فدفعوهم إلى الفتنة والفساد والعقائد الضَّالة, وفيهِم من أثقَلَ كاهِلَه خيرُ عُثمانَ ومعروفه نحوه، فكفرَ معروفَ عُثمان عندما طمع منه بما لا يستحقُّه من الرئاسة والتقدم بسبب نشأته في أحضانه، وفيهم من أصابهم من عثمان شيءٌ من التعزيرِ لبوادرَ بدرت منهم تخالفُ أدبَ الاسلام، فأغضَبهم التعزيرُ الشَّرعي من عُثمان, ولو أنهم قد نالهُم مِن عُمرَ أشدُّ منه لرضوا به طائعين, وفيهم المتعجلون بالرئاسة قبل أن يتأهلوا لها اغترارًا بما لهُم من ذكاءٍ خلاَّبٍ أو فصاحَةٍ لا تُغذِّيها الحِكمة, فثاروا متعجِّلين بالأمر قبل إبانِه, وبالإجمال فإنَّ الرحمة التي جُبِل عليها عُثمان رضي الله عنه وامتلأَ بها قلبُه أطمعتِ الكثيرين فيه, وأرادوا أن يتَّخِذوا من رحمتِه مطِيَّةً لأهوائهِم).