ابن القيم / مدارج السالكين
و أكثر آفات الناس من الألفاظ, و لا سيما في المواضع التي يعز فيها تصور الحق على ما هو عليه ,و التعبير المطابق
فيتولد من ضعف التصور و قصور التعبير نوع تخبيط و يتزايد على ألسنة السامعين له و قلوبهم بحسب قصورهم و بعدهم من العلم
فتفاقم الخطب و عظم الأمر و التبس طريق أولياء الله الصادقين بطرائق الزنادقة الملحدين
و عز المفرق بينهما فدخل على الدين من الفساد من ذلك ما لا يعلمه إلا الله
و أشير إلى أعظم الخلق كفرا بالله عز و جل و إلحادا في دينه بأنه من شيوخ التحقيق و المعرفة و السلوك
و لولا ضمان الله بحفظ دينه و تكفله بأن يقيم له من يجدد أعلامه و يحيى منه ما أماته المبطلون و ينعش ما أخمله الجاهلون لهدمت أركانه و تداعى بنيانه ولكن الله ذو فضل على العالمين