عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 01-05-2013, 12:58 AM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

.
· قوله –تعالى-: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ * وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ * وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } الأنعام: 52-54.
وقوله: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } الكهف: 28.

-روى مسلم والنسائي في "الكبرى" وغيرهما عن سعد بن أَبي وقاصٍ –رضي الله عنه- قال:
فِيَّ نزلت: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
قال: نزلت في سِتَّـةٍ: أَنا وابنِ مسعودٍ منهم، وكان المشركون قالوا له: تُدني هؤلاء؟!
- زاد النسائي: فنزلت؛ أَنِ ائْذَنْ لهؤلاءِ.

- وفي روايةٍ لمسلم:
كنا معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- سِتَّـة نَفَرٍ فقال المشركون للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: اطردْ هؤلاءِ؛ لا يجترئون علينا.
قال: وكنت أَنا وابنُ مسعودٍ ورجلٌ من هُذَيْلٍ وبلالٌ ورجلان لست أُسمِّيهُما، فوقع في نفسِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء اللهُ أَنْ يقعَ، فحَدَّث نفسَهُ، فأَنزل اللهُ -عزَّ وجلَّ-: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }.





- وجاء في "السلسلة الصحيحة" برقم: (3297):
مرَّ الملأُ من قريشٍ على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وعنده صهيبٌ وبلالٌ وعمارٌ وخبّابٌ، ونحوُهم من ضعفاءِ المسلمين، فقالوا: يا محمد! اطردهم، أَرضيتَ هؤلاءِ من قومِك؟! أَفنحن نكون تبعاً لهؤلاء؟! أهؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا؟! فَلَعَلَّكَ إن طردْتَهم أَنْ نأتيَك.
قال: فنزلت: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }.

- وأخرج ابن ماجة عن خبابٍ قال:

جاء الأَقرعُ بنُ حابسٍ التميميِّ وعُيَيْنةُ بنُ حِصْنٍ الفَزاريِّ، فوجدا رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم, معَ صهيب وبلال وعمار وخباب قاعداً في ناسٍ من الضعفاءِ من المؤمنين، فلما رأَوْهُم حولَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حقَروهم، فأَتَوْه فخَلَوْا به،
وقالوا: إِنا نريد أن تجعلَ لنا منك مجلساً تعرفُ لنا به العربُ فضلَنا؛ فإِنَّ وفودَ العربِ تأتيك فنستحيِي أَن ترانا العربُ معَ هذه الأَعبُدِ، فإذا نحن جئناك فأَقِمهم عنك، فإِذا نحن فرغنا فاقعدْ معهم إِن شئتَ.
قال: نعم.
قالوا: فاكتب لنا عليك كتاباً.
قال: فدعا بصحيفةٍ، ودعا عليًّا ليكتبَ ونحن قعودٌ في ناحيةٍ، فنزل جبرائيل -عليه السلام-؛
فقال: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ
ثم ذكر الأَقرعَ بنَ حابسٍ وعيينةَ بنَ حِصْنٍ فقال: { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ
ثم قال: { وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }.
قال: فدَنَوْنا منه حتى وضعنا ركبَنا على ركبتِه، وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يجلسُ معَنا، فإذا أَراد أَنْ يقومَ قام وتركنا،
فأَنزل الله: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ }ولا تجالس الأشراف: { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا }يعني عُيَيْنةَ والأَقرعَ، { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } قال: هلاكا، قال: أَمْرُ عُيَيْنةَ والأَقرعِ، ثم ضرب لهم مثلَ الرجلينِ ومثلَ الحياةِ الدنيا.
قال خبابٌ: فكنا نقعدُ معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فإذا بلغنا الساعةَ التي يقومُ فيها قمنا وتركناه حتى يقومَ.
قال الألباني: صحيح،
لكن قال في "السلسلة" تحت الحديثِ السابق، بعدَ أَنْ ساقَ روايةَ ابنِ ماجةَ:

ومن هذا الوجهِ رواهُ ابنُ أَبي حاتمٍ أَيضاً؛ كما في "تفسير الحافظ ابن كثير"، وقال (2/135):
"وهذا حديثٌ غريبٌ؛ فإن هذه الآيةَ مكيّةٌ، والأَقرعُ بنُ حابسٍ وعُيَيْنَةُ إِنما أَسلما بعد الهجرةِ بدهرٍ".
قلت: والظاهرُ أَنَّ الوهمَ من أَسباطِ بنِ نصرٍ؛ فإِنه وإِن كان صَدوقاً ومن رجال مسلم، فقد كان كثيرَ الخطأِ يُغربُ، كما قال الحافظُ في "التقريب ".
وأَبو سعدٍ الأَزديُّ وأَبو الكنود؛ لم يوثِقْهُما غيرُ ابنِ حبانَ، ووثَّق الأَخيرَ منهما ابنُ سعدٍ في "طبقاتِه "، وقال الحافظ في كلٍّ منهما:
" مقبول ".
ولم أَجدْ لهما متابعاً في ذِكرِ الأَقرعِ وعُيَيْنةَ، فهو غيرُ محفوظٍ. وقد جرى البُوصيري في "الزوائد" على ظاهرِ ما قيلَ في رجال الإِسنادِ، فقال:
"إِسنادُه صحيح، ورجاله ثقات، وقد روى مسلم والنسائي والمصنف بعضَه من حديثِ سعد بن أَبي وقاص "!
قلت: قولُ ابنُ كثيرٍ عندي أَرجحُ وأَقوى؛ فإِنَّ سياقَ القصةِ يدلُّ على أَنها كانت في مكةَ والمسلمون ضُعفاءُ، وحديثُ سعدٍ الذي أَشار إليه البوصيري يؤيدُ ذلك، فقال سعد:
كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – سِتَّـةَ نَفَرٍ,فقال المشركون للنبيِّ: اطردْ هؤلاء، لا يجترئون علينا. قال: وكنت أنا، وابن مسعود، ورجل من هُذيل، وبلال، ورجلان لست أُسميهما، فوقع في نفسِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقعَ، فحدَّثَ نفسَه، فأنزل اللهُ -عز وجل-: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }.


.
رد مع اقتباس